بكاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ على الحسين

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0

بكاء النبي صلى الله عليه وآله على الحسين عليه السلام

عن عبد الله بن نُجَي عن أبيه أنه سار مع عليٍّ وكان صاحب مِطْهَرَتِهِ، فلمَّا حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين، فنادى عليٌّ: اِصْبِر أبا عبد الله، اِصْبِر أبا عبد الله بشط الفرات. قالتُ: وما ذاك؟ قال: دخلتُ على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله ! أغضبك أحد؟ ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: "بل قام من عندي جبريل قبل، فحدَّثني أن الحسين يُقتل بشطِّ الفرات. قال: فقال: هل لك إلى أن أ ُشمَّك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمدَّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عَيْنَيَّ أن فاضتا" .

نقلنا هذه الرواية من كتاب "الأنوار الباهرة" لأحد علماء أهل السنة، وهو أبو الفتوح التليدي، ص105 ، وقال أبو الفتوح مُعلِّقاً: رواه أحمد 1 : 85 بسند صحيح . وأورده الهيثمي 9 : 187 برواية أحمد والبزار والطبراني وقال: رجاله ثقات . انتهى . ومعنى "المطهرة" : الإناء الذي يُتطَهَّرُ منه .

علماً أنَّ هناك روايات عديدة بِهذا المضمون نتركها للاختصار .

ومعنى "وعيناه تفيضان" : تدمعان . وفي رواية أخرى في كتاب "مجمع الزوائد" للحافظ الهيثمي (9/188) أنَّ بكاء النبي ـ صلى الله عليه وآله ـ كان بدرجة من الشدة، بحيث سمعت أمُّ سلمة صوت تردُّد البكاء في صدره الشريف من خارج الحجرة . ونصُّ موضع الشاهد من الرواية : "فدخل الحسين فسمعتُ نشيجَ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يبكي..." إلخ الرواية .

وروى أحمد بن حنبل في مسنده (1/242) طبعة دار صادر ـ بيروت، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ بِنِصْفِ النَّهَارِ أَشْعَثَ أَغْبَرَ، مَعَهُ قَارُورَةٌ فِيهَا دَمٌ يَلْتَقِطُهُ، أَوْ يَتَتَبَّعُ فِيهَا شَيْئًا . قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مَا هَذَا؟ قَالَ: دَمُ الْحُسَيْنِ وَأَصْحَابِهِ لَمْ أَزَلْ أَتَتَبَّعُهُ مُنْذُ الْيَوْمَ . قَالَ عَمَّارٌ فَحَفِظْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ، فَوَجَدْنَاهُ قُتِلَ ذَلِكَ الْيَوْمَ" . انتهى بنصه من مسند أحمد .

وأوردها عنه الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9/194) وقال: "رواه أحمد والطبراني، ورجال أحمد رجال الصحيح" . ورواه الحاكم النيسابوري في المستدرك على الصحيحين (4/440) وقال: "هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يُخرجاه" ، ووافقه على التصحيح الحافظ الذهبي في "تلخيص المستدرك" .

والحمد لله أوَّلاً وآخراً .