بسند صحيح:الزهراء ع تتأثر بما يجري في الدنيا بعد وفاتها

18 أبريل 2010
30
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم


اللهم صل على محمد و آل محمد و العن أعدائهم في السر و العلن الى قيام يوم الدين ..


السلام على الحسين و على علي بن الحسن و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين ,,


يستنكر البعض كون أن النبي صل الله عليه واله وسلم قد حضر واقعة الطف و التقط دماء الشهداء و قد ثبت ذلك عند المخالف بالأسانيد الصحيحة كما روي عن ابن عباس رضي الله عنه ، و ورد بالسند الصحيح عن المسور بن مخرمة ان الزهراء عليها السلام تتأثر و يقبضها ما يجري في الدنيا بعد وفاتها لا كما يزعم المتمسلفة أن لا علاقة للميت بعالم الدنيا وهم يروون أنه يتأذي ببكاء أهله فكيف لا يتأذى بمقتل ولده و سبي أهله ؟!!



أخرج الإمام أبي عبد الله الحاكم :

4747/345 - (( أخبرني أحمد بن جعفر القطيعي ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا أبو سعيد مولى بني هاشم ، ثنا عبد الله بن جعفر ، حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة ، عن عبيد الله بن رافع ، عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن ( الحسن المثنى) يخطب ابنته فقال له : فيلقاني في العتمة : قال : فلقيه فحمد اللّه وأثنى عليه وقال: «أمّا بعد، واللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إليَّ من سببكم وصهركم، ولكنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فاطمة مضغة مني، يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها، وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري، وعندك ابنته، ولو زوَّجتك لقبضها ذلك. فانطلق الحسن عاذراً إليه )). اهـ


قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

قال الذهبي في التلخيص : 4747 - : صحيح .


المستدرك على الصحيحين 3 / 172 كتاب معرفة الصحابة ذكر مناقب فاطمة بنت رسول اللّه الرقم 4747، طبعة دار الكتب العلمية / الطبعة الثانية 2002م ، دراسة و تحقيق : مصطفى عبد القادر عطا .

و أخرجه كذلك : مسند أحمد 5 / 423 حديث المسور بن مخرمة الرقم 18428، سنن البيهقي 7 / 102 كتاب النكاح باب الأنساب كلها منقطعة يوم القيامة إلا نسبه الأرقام 13395 و 13396.


نتأمل في متن الحديث ما يلي :


ان السيد الحسن المثنى و هذه نبذة عن مواقفه :

أخبرنا محمد بن جعفر القرداني بإسناده عن أبي مخنف لوط بن يحيى أن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام قاتل بين يدي عمه الحسين وهو فارس، وله يومئذ عشرون سنة، وقيل: تسع عشرة سنة، وأصابته ثمان عشرة جراحة حتى ارْتَث ووقع في وسط القتلى، فحمله خاله أسماء بنت خاجرة الفزاري ورده إلى الكوفة وداووا جراحه، وبقي عنده ثلاثة أشهر حتى عوفي وسلم، وانصرف إلى المدينة ، فبنى بعد انصرافه بسنة ب فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام بنت عمه، وكان عمه الحسين بن علي عليه السلام زوجه إياها.وتذكر مصادر التاريخ الإسلامي الأخرى: وكان قد حضر عمَّه الإمام الحسين في واقعة الطف ، فلمَّا قُتل الإمام الحسين وأُسر الباقون من أهله جاءه أسماء بن خارجة فانتزعه من بين الأسرى وقال : والله لا يوصل إلى ابن خولة أبداً. فقال عمر بن سعد لعنه الله: دعوا لأبي حسان ابن أخته، وهكذا أُخلي سبيله. وروي أنه كان به جراح قد أُشفي منها.



تزوج من بنت عمه فاطمة بنت الحسين علي بن أبي طالب عليهم السلام . ،وعن كتاب "مقاتل الطالبيين" لأبي فرج الأصفهاني قال: « حدثني أحمد بن سعيد قال: حدثني يحيى بن الحسن قال: حدثنا إسماعيل ابن يعقوب قال: حدثني جدي عبد الله بن موسى بن عبد الله بن الحسن قال: خطب الحسن بن الحسن إلى عمه الحسين وسأله أن يزوجه إحدى ابنتيه فقال له الحسين اختر يا بني أحبهما إليك فاستحيى الحسن ولم يحر جوابا. فقال له الحسين: فإنى قد اخترت لك ابنتي فاطمة فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم .


و قد ورد في متن الحديث رغبته بخطبة بنت المسور بن مخرمة غير أن الاخير رده بسبب ان ذلك يؤذي الزهراء عليها السلام ويقبضها أن يتزوج على حفيدتها ، و في هذا دليل قطعي على أن الزهراء عليها السلام قد خاضت مآسي الطف و ما جرى على أهل بيتها من تقتيل و تشريد و إهانة وسبي و أحزان فلله قلبها عليها السلام كم تجرع من مصائب جرت على أبنائها و أحفادها وما يجري على الزهراء عليها السلام يجرى على المصطفى صل الله عليه وآله وسلم ..


و ترد لنا عدة تسؤلات أستفدناها من السيد آية الله علي الميلاني حفظ الله من بينها :


قال ابن حجر في كتاب المناقب: «ولا أزال أتعجّب من المسور كيف بالغ في تعصّبه لعَليّ بن الحسين، حتى قال: إنّه لو أودع عنده السيف لا يُمَكِّن أحداً منه حتى تزهق روحه، رعايةً لكونه ابن ابن فاطمة، ولم يراعِ خاطره في أنّ في ظاهر سياق الحديث غضاضة على عليّ بن الحسين، لِما فيه من إيهام غضٍّ من جدّه عليّ بن أبي طالب، حيث أقدم على خطبة بنت أبي جهل على فاطمة، حتى اقتضى أن يقع من النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في ذلك من الإنكار ما وقع؟!

بل أتعجّب من المسور تعجّباً آخر أبلغ من ذلك، وهو أن يبذل نفسه دون السيف رعايةً لخاطر ولد ابن فاطمة، وما بذل نفسه دون ابن فاطمة نفسه ـ أعني الحسين والد عليّ الذي وقعت له معه القصّة ـ حتى قتل بأيدي ظلمة الولاة؟!!»(1).

ثم إنّ ثمّة شيئاً آخر... وهو أنّ المسور بن مخرمة لَمّا خطب الحسن بن الحسن ابنته حمد اللّه وأثنى عليه وقال: «أمّا بعد، واللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحبّ إليَّ من سببكم وصهركم، ولكنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: فاطمة مضغة مني، يقبضني ما قبضها، ويبسطني ما بسطها، وإنّ الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببي وصهري، وعندك ابنته، ولو زوَّجتك لقبضها ذلك. فانطلق الحسن عاذراً إليه».

ولو كان مسور يروي قصّة خطبة أبي جهل لاستشهد بها وحكى الحديث كاملا، لشدّة المناسبة بين خطبة عليٍّ ابنة أبي جهل وعنده فاطمة، وخطبة الحسن بن الحسن ابنة المسور وعنده بنت عمه!
فهذه إشكالات حار القوم في حلّها الحلّ المعقول.


___________

(1) فتح الباري 9 / 409.



بحث الفقير الى الله .. مستبصر إماراتي