لماذا جاء أبوبكر وعمر يعتذران من الزهراء صلوات الله عليها?

18 أبريل 2010
131
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على خير الأنام محمدٍ وآله الطاهرين الميامين


لماذا جاء الشيخان يعتذران للزهراء صلوات الله عليها؟



النصوص الدالة على مبادرتهم للإعتذار

قال أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) في سننه الكبرى ج:6 ص: 301: ح12515: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ ثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب الحافظ ثنا محمد بن عبد الوهاب ثنا عبدان بن عثمان العتكي بنيسابور ثنا أبو ضمرة عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي قال ثم لما مرضت فاطمة رضي الله عنها أتاها أبو بكر الصديق رضي الله عنه فاستأذن عليها فقال علي رضي الله عنه يا فاطمة عليها السلام هذا أبو بكر يستأذن عليك فقالت أتحب أن آذن له قال نعم فأذنت له فدخل عليها يترضاها وقال والله ما تركت الدار والمال والأهل والعشيرة إلا ابتغاء مرضاة الله ومرضاة رسوله ومرضاتكم أهل البيت ثم ترضاها حتى رضيت هذا مرسل حسن بإسناد صحيح، وراجع أيضاً، الاعتقاد ج:1 ص: 353 و سير أعلام النبلاء ج:2 ص: 121.


التناقض

عجيبٌ من البيهقي يذكر هذا الحديث وتصحيحه له أعجب من ذلك، هذا وقد أخرج هو نفسه ما يناقض هذا في في ح12513 ، قبل ذكر هذا الحديث، وقال: رواه البخاري في الصحيح عن أبي اليمان..!!

عندما يقرأ أحدكم هذا النقل والذي يخفي بين طياته مالا تحمد عقباه من الحقائق الثابتة حتى في الكتب الصحاح، مولاتنا الزهراء عليها السلام إستشهدت وهي واجدة على أبي بكر ، ولا أطيل، أذكر لكم ما نقلته كتبهم الصحاح في هذا الشأن، وأكتفي بما جاء به البخاري في صحيحه ج:4 ص: 1549: ح3998 حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث عن عقيل عن بن شهاب عن عروة عن عائشة ثم أن فاطمة عليها السلام بنت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم مما أفاء الله عليه بالمدينة وفدك وما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال لا نورث ما تركنا صدقة إنما يأكل آل محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم في هذا المال وإني والله لا أغير شيئا من صدقة رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ولأعملن فيها بما عمل به رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة عليها السلام منها شيئا فوجدت فاطمة عليها السلام على أبي بكر في ذلك فهجرته فلم تكلمه حتى توفيت وعاشت بعد النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ستة أشهر فلما توفيت دفنها زوجها علي ليلا(1) ولم يؤذن بها أبا بكر وصلى عليها وكان لعلي من الناس وجه حياة فاطمة عليها السلام فلما توفيت استنكر علي وجوه الناس.إنتهى!......(2)...!!


حقيقة الأمر
ذكر الحديث نفسه لا يأتي من فراغٍ ، وذكره بعكس الحق والحقيقة، التي نعرفها من وجد وحمق على أبي بكر وعمر، فهذا يدعونا للنظر والتأمل.

فقد ذكر ابن قتيبة الدينوري المتوفى سنة 281، في كتابه الامامة والسياسة ج 1 : ص31، تحقيق الشيري، تحت عنوان : كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وعيادة الشيخين فاطمة عليها السلام في مرض وفاتها، فكان من أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه:
يصيح ويبكي وينادي: يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني.

فقال عمر لأبي بكر رضي الله عنهما : انطلق بنا إلى فاطمة عليها السلام فإنا قد أغضبناها فانطلقا جميعا فاستأذنا على فاطمة عليها السلام فلم تأذن لهما فأتيا عليا فكلماه فأدخلهما عليها فلما قعدا عندها حولت وجهها إلى الحائط فسلما عليها فلم ترد عليهما السلام

فتكلم أبو بكر فقال : يا حبيبة رسول الله ! والله إن قرابة رسول الله أحب إلي من قرابتي وإنك لأحب إلي من عائشة ابنتي ولوددت يوم مات أبوك أني مت ولا أبقى بعده أفتراني أعرفك وأعرف فضلك وشرفك وأمنعك حقك وميراثك من رسول الله إلا أني سمعت أباك رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يقول : " لا نورث ما تركنا فهو صدقة "

فقالت : أرأيتكما إن حدثتكما حديثا عن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم تعرفانه وتفعلان به ؟

قالا : نعم .

فقالت : نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله يقول : رضا فاطمة عليها السلام من رضاي وسخط فاطمة عليها السلام من سخطي فمن أحب فاطمة عليها السلام ابنتي فقد أحبني ومن أرضى فاطمة عليها السلام فقد أرضاني ومن أسخط فاطمة عليها السلام فقد أسخطني ؟ "

قالا : نعم سمعناه من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم

قالت : فإني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني ولئن لقيت النبي لأشكونكما إليه

فقال أبو بكر : أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة عليها السلام ثم انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق

وهي تقول : والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أصليها

ثم خرج باكيا فاجتمع إليه الناس فقال لهم : يبيت كل رجل منكم معانقا حليلته مسرورا بأهله وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم أقيلوني بيعتي(3)..إنتهى!!......(4)...!!

إذاً أظهرت الأخبار (الصحيحة) بأن أبا بكر وعمر قد جاءا للزهراء صلوات الله عليها يعتذران عمَّا كان منهما!!


الأسئلة
والـسـؤال الـذي يـنـتـظـر الإجـابـة بـمـجـرد ذهـابـهـمـا لـيـعـتـذرا:
لـماذا ذهـبا لـلـزهـراء صـلـوات الله عـلـيهـا يـعـتـذران..؟؟ وعـلـى مـاذا يـعـتـذران..؟؟

فـإن قـلـتـم بـأنـهـمـا يـحـتـرمـانـهـا ولـذلـك بـادرا إلـيـهـا بـنـفـسـيـهـمـا، وذهبا لمنزلها، لـنـا أن نـسـأل:
إذا كـان كـذلـك، فـكـيـف بهـمـا يـسـألانـهـا أن تـرضـى عـنـهـمـا، ولـيـس هـي مـن تـتـرضـاهـمـا إن كانت مخطئة كما تزعمون -وحاشاها-..؟؟

وإن خـطَّـأتـمـوهـا –وحـاشـاهـا- فهذا يعني بأنها ظالمة –والعياذ بالله- حتى أنها لا تبادر للإصلاح والإعتذار والإعتراف بخطأها، بل تقابلهما بهذه المقابلة الجافة، فجاء في المستدرك على الصحيحين ج: 4 ص: 272: ح7617 أخبرنا الحسن بن يعقوب العدل ثنا يحيى بن أبي طالب ثنا زياد بن الحباب ثنا علي بن مسعدة الباهلي عن قتادة عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم ثم كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه..إنتهى، فأين توبتها إن كانت خاطئة، والله تعالى يقول في حقها: إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا...آية 33 من سورة الأحزاب..!!

ثـم لـمـاذا هـذا الإصـرار عـلـى طـلـب الإعـتـذار مـن قـبـلـهـمـا فـي ذات الـمـوقـف، حـتـى كـان مـا كـان منهما..؟؟

أليس لأنـهـمـا أذنـبـا بـحـقـهـا وظـلـمـاها......(5) ، حتى بكى أبو بكر بكاء الفاقدين وكادت روحه أن تزهق، حتى بدى الندم منهما عند الإحتضار......(6)...؟؟


أرجو الإجابة على هذه الأسئلة!!


آآآآآآآآآآآه ما أعظمك وما أعظم آياتك يا زهرااااء، خذوها غير مأسوفٍ عليكم: فَدُونَكَها مَخْطُومَةً مَرْحُولَةً. تَلْقاكَ يَوْمَ حَشْرِكَ، فَنِعْمَ الْحَكَمُ اللهُ، وَ الزَّعِيمُ مُحَمَّدٌ، وَالْمَوْعِدُ الْقِيامَةُ، وَعِنْدَ السّاعَةِ ما تَخْسِرُونَ، وَلا يَنْفَعُكُمْ إذْ تَنْدَمُونَ، وَلِكُلِّ نَبَأٍ مُسْتَقَرٌ وَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ يَأْتِيهِ عَذابٌ يُخْزيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذابٌ مُقِيمٌ..!!

نصرة وفداءً لتراب نعل سيدتي ومولاتي فاطمة الطُّهْر صلوات الله وسلامه عليها وعلى أبيها وبعلها وبنيها الطيبين الطاهرين الميامين المعصومين،،،


لبيك يا أماه يا زهراء


كتبه مفجرالثورة، يوم الإثنين يوم شهادة مولانا الإمام الرضا صلوات الله عليه، السابع عشر من شهر صفر المظفر، عام 1426هـ


ـــــــــــــــــــــ هـامـش ـــــــــــــــــــــ

(1) قال الشوكاني في نيل الاوطار ج 2 جزء 4 ص 88 :
قال الحافظ في الفتح وصح أن عليا دفن فاطمة ليلا..إنتهى!!

وقال السمهودي في وفاء الوفا ج 2 جزء 3 ص 904 :
وليس في حديث الصحيح أن أبا بكر ما علم بوفاة فاطمة ، بل أن عليا دفنها ولم يعلمه..إنتهى!!

وقال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج16 ص 214 :
قال أبو بكر و روى هشام بن محمد عن أبيه قال قالت فاطمة لأبي بكر إن أم أيمن تشهد لي أن رسول الله ص أعطاني فدك فقال لها يا ابنة رسول الله و الله ما خلق الله خلقا أحب إلي من رسول الله ص أبيك و لوددت أن السماء وقعت على الأرض يوم مات أبوك و الله لأن تفتقر عائشة أحب إلي من أن تفتقري أ تراني أعطي الأحمر و الأبيض حقه و أظلمك حقك و أنت بنت رسول الله ص إن هذا المال لم يكن للنبي ص و إنما كان مالا من أموال المسلمين يحمل النبي به الرجال و ينفقه في سبيل الله فلما توفي رسول الله ص وليته كما كان يليه قالت و الله لا كلمتك أبدا قال و الله لا هجرتك أبدا قالت و الله لأدعون الله عليك قال و الله لأدعون الله لك فلما حضرتها الوفاة أوصت ألا يصلي عليها فدفنت ليلا و صلى عليها عباس بن عبد المطلب و كان بين وفاتها و وفاة أبيها اثنتان و سبعون ليلة..إنتهى!!

وقال أيضاً في ص 217 : قال أبو بكر أخبرنا أبو زيد عمر بن شبة قال حدثنا سويد بن سعيد و الحسن بن عثمان قالا حدثنا الوليد بن محمد عن الزهري عن عروة عن عائشة أن فاطمة عليه السلام أرسلت إلى أبي بكر تسأله ميراثها من رسول الله ص و هي حينئذ تطلب ما كان لرسول الله ص بالمدينة و فدك و ما بقي من خمس خيبر فقال أبو بكر إن رسول الله ص قال لا نورث ما تركناه صدقة إنما يأكل آل محمد من هذا المال و إني و الله لا أغير شيئا من صدقات رسول الله ص عن حالها التي كانت عليها في عهد رسول الله ص و لأعملن فيها بما عمل فيها رسول الله ص فأبى أبو بكر أن يدفع إلى فاطمة منها شيئا فوجدت من ذلك على أبي بكر و هجرته فلم تكلمه حتى توفيت و عاشت بعد أبيها ستة أشهر فلما توفيت دفنها علي عليه السلام ليلا و لم يؤذن بها أبا بكر..إنتهى!!

وقال في ص : 281:
فأما قوله و لا يصح أنها دفنت ليلا و إن صح فقد دفن فلان و فلان ليلا فقد بينا أن دفنها ليلا في الصحة أظهر من الشمس و أن منكر ذلك كالدافع للمشاهدات و لم يجعل دفنها ليلا بمجرده هو الحجة ليقال لقد دفن فلان و فلان ليلا بل يقع الاحتجاج بذلك على ما وردت به الروايات المستفيضة الظاهرة التي هي كالتواتر أنها أوصت بأن تدفن ليلا حتى لا يصلي الرجلان (يعني أبي بكر وعمر) عليها و صرحت بذلك و عهدت فيه عهدا بعد أن كانا استأذنا عليها في مرضها ليعوداها فأبت أن تأذن لهما فلما طالت عليهما المدافعة رغبا إلى أمير المؤمنين عليه السلام في أن يستأذن لهما و جعلاها حاجة إليه و كلمها عليه السلام في ذلك و ألح عليها فأذنت لهما في الدخول ثم أعرضت عنهما عند دخولهما و لم تكلمهما فلما خرجا قالت لأمير المؤمنين عليه السلام هل صنعت ما أردت قال نعم قالت فهل أنت صانع ما آمرك به قال نعم قالت فإني أنشدك الله ألا يصليا على جنازتي و لا يقوما على قبري.

و روى أنه عفى قبرها و علم عليه و رش أربعين قبرا في البقيع و لم يرش قبرها حتى لا يهتدى إليه و أنهما عاتباه على ترك إعلامهما بشأنها و إحضارهما الصلاة عليها فمن هاهنا احتججنا بالدفن ليلا و لو كان ليس غير الدفن بالليل من غير ما تقدم عليه و ما تأخر عنه لم يكن فيه حجة..إنتهى!!

راجعوا أيضاً:
الإمامة والسياسة : ج 1 ص 14 و 15 ، وكفاية الأثر : ص 64 و 65 ، والبرهان : ج 3 ص 65 ، وعلل الشرائع : ج 1 ص 186 - 187 ، و 189 ، والشافي : ج 4 ص 213 ، وأهل البيت لتوفيق أبي علم : ص 168 ، و 169 ، و 174 ، ومرآة العقول : ج 5 ، ص 323 و 322، والجامع الصغير للمناوي : ج 2 ص 122 ، والرسائل الاعتقادية : ص 448، الشرف المؤبد للنبهاني ص ، الإصابة لابن حجر ، الاستيعاب ، بهامش الإصابة ، أسد الغابة ، كشف الغمة ج 1 ص 504، يقول ابن أبي الحديد المعتزلي في شرح‏نهج‏البلاغة ج : 6 ص : 50:
و الصحيح عندي أنها ماتت و هي واجدة على أبي بكر و عمر و أنها أوصت ألا يصليا عليها..إنتهى!!

(2) وراجعوا العديد من المصادر، مثل : صحيح مسلم ج:3 ص: 1380: ح1759، صحيح ابن حبان ج:11ص:152: ح4823، وفي ج:14 ص: 573: ح6607، سنن البيهقي الكبرى ج:6 ص: 300: ح12513، مسند أحمد ج:1 ص: 9: ح55، الطبقات الكبرى ج:2 ص: 314-316..!!

وهذا يدل دلالة واضحة قاطعة على أن الحديث الأول (الذي يقول بأنها رضيت عنهما) محرف بكل ما للكملة من معنى..!!

(3) أخرج حجة الإسلام أبو حامد الغزالي ومتكلم أهل السنة ابن روزبهان الشيرازي ، عن أبي بكر أنه قال وهو على المنبر (سر العالمين لأبي حامد الغزالي : إبطال الباطل لابن روزبهان أورده في الجواب على الطعن السابع على أبي بكر في مسألة إحراق بيت الزهراء عليها السلام) :
أقيلوني ولست بخيركم وعلي فيكم، ولا ريب أن هذه الإقالة هي الإقالة من الخلافة ، وبعبارة أخرى : إن الخليفة - أبا بكر - نوه بقوله هذا للمسلمين: فإن كنتم قد بايعتموني على أني أفضلكم وخيركم فأقيلوا البيعة ، وذلك لأني لست كذلك ، ولست بخيركم وأفضلكم وهذا علي عليه السلام فيكم..إنتهى!!

وأخرج السبط ابن الجوزي في تذكرة الخواص ص62، هذا الحديث عن أبي حامد الغزالي في كتابه سر العالمين بزيادة في الشرح والبيان فقال :
قول أبي بكر على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله : أقيلوني فلست بخيركم .
قال : أفقال - أي أبو بكر - ذلك هزلا أو جدا أو امتحانا ؟
فإن كان هزلا فالخلفاء منزهون عن الهزل ، وإن كان جدا فهذا نقض للخلافة ، وإن كان امتحانا فالصحابة لا يليق بهم الامتحان لقوله تعالى: وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ وَقَالُواْ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللّهُ لَقَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ وَنُودُواْ أَن تِلْكُمُ الْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ...آية 43 من سورة الأعراف!!

ذكر متكلم أهل السنة العلامة القوشجي في بيان إقرار أبي بكر فإنه قال (شرح تجريد الاعتقاد ص371 المقصد الخامس من مبحث الإمامة) :
وليتكم ولست بخيركم وعلي فيكم ، فهذه العبارة صريحة في مسألة الخلافة كما ترى!

إن كلا العبارتين " أقيلوني " أو " وليتكم " صريحتان في اعتراف أبي بكر بأن الإمام علي عليه السلام أولى بالخلافة والولاية بعد النبي صلى الله عليه وآله ، وأن طلبه الاستقالة يمكن أن يحتج به على أبي بكر ويلزمه باعترافه هذا . وزد على ذلك أيضا أن مقولة أبي بكر حجة قاطعة وبالغة على كل من يريد التخرص بلفه ونشره الفاسد أن يقول بأولوية أبي بكر وأفضليته على علي عليه السلام وهو يريد بزعمه هذا الاغماض والتغافل عن كل الشواهد القرآنية والحديثية والتاريخية الدالة على أولوية الإمام علي عليه السلام وأحقيته للخلافة..!!

(4) أو الإمامة والسياسة ج2: ص20 طبعة مؤسسة الحلبي بالقاهرة تحقيق الدكتور طه الزيني. وأيضاً أعلام النساء 3 ص 1214..!!

نقاط لابد من وضعها، لنعرف كيف دمرتهم مولاتنا الزهراء صلوات الله عليها فلم تُـبْـقي لهم من باقية:
الأمر الأول:
لابد من الإستئذان أولاً من أمير المؤمنين صلوات الله عليه للدخول والإعتذار إليها، لكنها لم تسمح بذلك وهذا حقٌ من حقوقها الشرعية..!!

الأمر الثاني: فعندما واجهتهم بهذا الأمر، كان لابد لهما من أن يسألا مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ذلك ومحادثتها بالأمر..!!

الأمر الثالث: هي حكمة وحجة لكي يكون الأمر أشدَّ وقعاً عليهما من أن تحرمها من الإستئذان أولاً ثم يضطران إلى الطلب من أمير المؤمنين صلوات الله عليه كي يحادثها، وبعد ذلك يأتي:

الأمر الرابع: الصاعقة التي نزلت بهم من ردة فعلها صلوات الله عليها، فما تمالك صاحبكم نفسه حتى بكى بكاء الفاقدين، وقد علم الكل بأن الله قد غضب عليهما لا محال، قال تعالى: وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى..آية 81 من سورة طـه..!!


إذا فالرواية التي تطابق ما رواه البخاري من إستشهاد الزهراء عليها السلام وهي واجدة على أبي بكر وعمر هو مطابقٌ تماماً لما ذكره بن قتيبة والذي بذاته يخالف تلك الرواية التي يصححونها من رضا الزهراء عليها السلام عليهم، هذا بالإضافة إلى تطابق الرواية لما صدر من أبي بكر بعد هذه الصدمة التي هو فيها من ردة فعل الزهراء عليها السلام.

(5) وهو معلوم وقد أثبتنا ذلك في عدة موضوعات طرحناها، ومن تلك الأمور:
أولاً: الهجوم على دارها بكل ما يلي ذلك من مفردات، حتى ان بن تيمية الحرّاني لم ينفي ذلك فقال في منهاج سنته في ج 8 : ص291: إنه كبس البيت لينظر هل فيه شئ من مال الله الذي يقسمه وأن يعطيه لمستحقه ، ثم رأى أنه لو تركه لهم لجاز ، فإنه يجوز أن يعطيهم من مال الفئ..إنتهى!

ثانياً: غصبهما فدكا قهراً وعدواناً، وقد أثبتنا ذلك بما لا مجال للشك، فراجع هذا الرابط:
https://66.36.173.182/mofajr/category.php?mrsad=27

وراجعوا بالخصوص، هذين الموضوعين:
• تفنيد حديث أبي بكر لا نورث (1)
• تفنيد حديث أبي بكر لا نورث (2)


(6) راجع هذا الرابط، الذي عنوته بـ هل أحـب الـشـيـخان لـقـاء الله جلّ وعلا، تأملوا..!!
https://66.36.173.182/mofajr/topic.php?id2=116

ــــــــــــــ إنتهى الهـامـش ــــــــــــــ


يَا مَنْ يَكْفِي مِنْ كُلِّ شِيءٍ، وَلا يَكْفِي مِنْهُ شَيء، اْكْفِنِي مَا أهَمَّنِي
اللهم صل على محمدٍ وآل محمد، اللهم بحق الزهراء صلوات الله عليها روِّع قلب مَنْ روَّع قلب خادمة الزهراء صلوات الله عليها، اللهم ومزقهم تمزيقاً واجعلهم طرائق قدداً ولا ترضي الولاة عنهم أبداً،،،
بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ, تَوَكَّلْتُ عَلَى الحَيِّ الذّي لا يَمُوتُ وَتَحَصَّنْتُ بِذِي العِزَّةِ وَالعَظَمَةِ وَالجَبَرُوتِ وَاسْتَعَنْتُ بِذِي الكِبْرِيَاءِ وَالمَلَكُوتِ مَوْلاي اسْتَسْلمْتُ إليْكَ فَلا تُسَلَِمْنِي وَتَوَكَّلْتُ عَلَيْكَ فَلا تَخْذُلنِي وَلَجَأتُ إلى ظِلْكَ البَسَيطِ فَلا تَطْرَحْنِي أنْتَ مَطْلَبِي وَإليْكَ مَهْرَبِي تَعْلَمُ مَا أُخْفِي وَمَا أُعْلِن وَتَعْلَم خَائِنَة الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُدُور فَأمْسِك اللَّهُمَّ عَنِي أيْدِيَ الظَالِمِينَ مِنَ الجِنَّة وَالنَّاسِ أجْمَعِين وَاشْفِنِي وَعَافِنِي بِرَحْمَتِكَ يَا أرْحَمَ الرَّاحِمِينَ وَبِمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍ وَفَاطِمَة وَالحَسَنِ وَالحُسَيْنِ وَعَلِيٍ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍ وَمُوسَى وَعَلِيٍ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍ وَالحَسَنِ وَالخَلَفِ الصَّالِح عَلَيْهُمُ السَّلام