بسم الله الرحمن الرحيم
اتفق المرخون والمحدثون على أن عمر بن سعد بعد أن قتل الحسين عليه السلام وأهل بيته وأصحابه ، أسر الإمام زين والعابدين عليه السلام ومن بقي منهم مع نسائهم وأطفالهم
وبعث بهم مع الرؤوس الطاهرة الى ابن زياد في الكوفة ،
وأن ابن زياد راسل يزيداً فأمره أن يرسلهم اليه فأرسلهم الى الشام .
لكن إذا أردت إنكار ذلك؟ فيدلك ابن تيمية على طريقة بسيطة استعملها في رده على العلامة الحلي رحمه الله !
وهي أن تضم شيئاً لم يقع الى الجريمة ، ثم تنفيه بعبارة ملتوية تشملهما ! فهو يقول لك إذا قتل من تحبه شخصاً فبإمكانك أن تقول: زعموا أنه قتله وشرب دمه وهذا والله كذب . وأنت تقصد شربه من دمه ، وأنت صادق !
قال ابن تيمية في منهاجه:8/104: (ومثل هذا الكذب الظاهر قول بعض الكذابين إنه لما سبيَ بعض أهل البيت حملوا على الجمال عرايا فنبتت لهم سنامات من يومئذ وهي البخاتي ! وأهل البيت لم يُسْبَ أحد منهم في الإسلام ، ولا حمل أحد من نسائهم مكشوف العورة ). انتهى.
أقول:
علم الله أني لم أقرأ طول عمري ولم أسمع ، مع أني من بلاد الشام التي عاش فيها ابن
تيمية ، أن أحداً من الشيعة أو السنة قال إن البخاتي نبت لها سنام ثانٍ من ركوب سبايا أهل
البيت عليها ، ولا سمعت أحداً قال إنهنَّ سبينَ عرايا ! حتى قرأت ذلك من ابن تيمية !
ولا تسأل من أين جاء بهذا القول ! فقد يكون أحد نقله له عن عامي أبله ، وقد يكون
اخترعه من عنده ليقول: (وأهل البيت لم يُسْبَ أحد منهم في الإسلام) !
فينفي سبي يزيد لنساء أهل البيت عليهم السلام ليوهم نفي أسرهم أو يخففه ، ويقول أنا
صادق لأن يزيداً أسرهم وعفا عنهم ولم يسبهم ، فالسبي عنده أن يتملكهم عبيداً وإماءً ،
ويزيد لم يفعل ذلك فاستحق الشكر عند ابن تيمية !
فمن أجل تبرئة إمامه يزيد حرَّف ابن تيمية معنى السبي وجعله التملك وليس الأسر !
مع أن العرب يقولون سباهم ثم أطلقهم ولم يتملكهم .