البخاري ومسلم: الصحابي أبو سفيان بخيل لا يمتثل لما فرضه الله عليه

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد



الصحابي أبو سفيان بخيل لا يمتثل لما فرضه الله عليه


روى البخاري في صحيحه (3/36) و (6/193 ، 194) و(8/116) دار الفكر – بيروت، ومسلم في صحيحه (5/129) دار الفكر – بيروت، وغيرهما، (واللفظ من البخاري 6/193) عن عائشة أن هند بنت عتبة قالت يا رسول الله ! إن أبا سفيان رجل شحيح ، وليس يُعطيني ما يكفيني وولدي ، إلاَّ ما أخذتُ منه وهو لا يعلم . فقال: خُذي ما يكفيك وولدك بالمعروف. انتهى.

وهذه الرواية تسب الصحابي أبا سفيان بالبخل، ونحن نعتبر البخل مسبة؛ لأن السب هو الوصف الذي يوجب انتقاصاً من الشأن، ولا ريب أن البخل رذيلة من أسوأ المعايب والنقائص، ولذلك قال ابن عبد البر في كتاب الاستذكار (8/576) دار الكتب العلمية - بيروت : (ليس البخل ولا الجبن من صفات الأنبياء ولا الجلة من الفضلاء) ، وهذا يعني أن وصف أبي سفيان بالبخل يساوق نفي كونه من أهل فضيلة، وضمه إلى أهل الرذيلة.

إلا أن الجهة التي لا ريب أنها من الانتقاص المذموم شرعاً، ومن المعاصي، هي أن أباسفيان لم يكن يمتثل لما أوجبته الشريعة عليه من النفقة الواجبة على عياله، حتى كانت زوجته هند تضطر إلى أن تأخذ بحقها وحق ولدها بصورة مختلسة! وهذا لا ريب أنه مناف للعدالة التي يزعمها أهل السنة لجميع الصحابة، فكيف استساغوا – بالرغم من ذلك – أن يسقطوها عن الصحابي أبي سفيان تحت ذريعة البخل؟

فتلخص أن أهل السنة يسبون – في ضوء هذه الرواية الصحيحة المعروفة في كتبهم – أبا سفيان في مجالين: كونه بخيلاً، فيخرج من أهل الفضائل، وينضم إلى أهل الرذائل، وكونه لا يمتثل لحكم الله في النفقة الواجبة عليه على أهله وعياله، فيخرج بذلك من أهل الاستقامة والتقوى، وتسقط عدالته.

والحمد لله رب العالمين.