الصحابة يغضبون النبي ص ويخالفونه ويعصونه .. فكيف لنا أن نتبعهم

10 مايو 2010
18
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين

لقد حذر الله المسلمين المعاصرين للرسول صلى الله عليه وآله وسلم
والذين يسميهم أتباع سنة معاوية وجماعته
بالصحابة


حذرهم في أكثر من موضع في القرآن الكريم من مخالفة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمرهم بإتباعه

قال تعالى
( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ
) محمد 33

( يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ
) الانفال 20

(
قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 31 قُلْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ
32 ) آل عمران


وبعد هذا الوعيد والنهي من الله تعالى عن عصيان الرسول صلى الله عليه وآله في القرآن الكريم

هاهو البخاري أصح كتب القوم يروي لنا عن أسيادهم كيف عصوا الرسول و خالفوه في ما يفعل وفيما ينهى عنه

إن فعل شيئا تركوه وإن نهاهم عن شيء أتوه فيا سبحان الله

يقول البخاري
(
أن أبا هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال ‏:
نهى رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏عن الوصال ‏في الصوم فقال له رجل من المسلمين إنك تواصل يا رسول الله قال وأيكم مثلي إني أبيت يطعمني ربي ويسقين
فلما أبوا أن ينتهوا عن ‏الوصالواصل بهم يوما ثم يوما ثم رأوا الهلال فقال لو تأخر لزدتكم كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا
) ورواه مسلم

والعجيب أن البخاري سمّا الباب على الغرض من فعل الرسول وهو التنكيل بالصحابة لما عصوه وأبوا الإمتثال لأمره

فيا سبحان الله يأتون ما ينهاهم عنه حتى يعاقبهم على المخالفة والعناد
فهل هذه مواساة منهم للرسول وإتباع

بل إن هؤلاء الناس إذا أتاهم الأمر من رسول الله فيما يطيقون بما لا يعجبهم
خالفوا وتركوا امر رسول الله صلوات الله عليه وآله إلى أن يغضبوه

جاء في البخاري
( عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت :‏
كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إذا أمرهم أمرهم من الأعمال بما يطيقون قالوا إنا لسنا ‏ ‏كهيئتك ‏ ‏يا رسول الله إن الله قد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر فيغضب حتى يعرف الغضب في وجهه ثم يقول ‏ ‏إن ‏ ‏أتقاكم ‏ ‏وأعلمكم بالله أنا ‏)

أنظر كيف يجادلون رسول الله صلوات الله عليه وآله فيلقى منهم ما يلقى من العناد والعصيان
حتى يغضبوه وقد تقدم معاقبته إياهم وتنكيله بهم لعصاينهم


والأدهى من ذلك أنهم يزدرون ما يفعله الرسول صلوات الله عليه وآله بل يدّعون التنزُّه عنه
وكراهيته

جاء في صحيح مسلم
( عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت :‏
صنع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم أمرا فترخص فيه فبلغ ذلك ناسا من أصحابه فكأنهم كرهوه وتنزهوا عنه فبلغه ذلك فقام خطيبا فقال ‏ ‏ما بال رجال بلغهم عني أمر ترخصت فيه فكرهوه وتنزهوا عنه فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية )
ورواه البخاري بلفظ فيه تستر بقوله فتنزه قوم

ولمسلم رواية لفظ آخر فيه أيضا ستر وفضيحة بقوله
( ‏ ‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت :‏
رخص رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في أمر فتنزه عنه ناس من الناس فبلغ ذلك النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم فغضب حتى بان الغضب في وجهه ثم قال ‏ ‏ما بال أقوام يرغبون عما رخص لي فيه فوالله لأنا أعلمهم بالله وأشدهم له خشية )

يغضبون الرسول صلوات الله عليه وآله ويخالفونه ويكرهون صنيعه ويرونه مما يُتنزه عنه

وبعد ذلك يقال عنهم يتبعونه ويحفظون شرعه وينقلون دينه وأصحابه رضي عنهم ورضوا عنه

لا والله لا تبعوه ولا حفظوا شرعه ولا أخذوا بأمره ولا أرضوه
بل أغضبوه وخالفوه وتركوا فعله وعصوه وعاندوه وكرهوا فعله


حتى قال صلوات الله عليه وآله

( ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الله ‏ ‏قال :

قال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أنا ‏ ‏فرطكم ‏ ‏على الحوض ولأنازعن أقواما ثم لأغلبن عليهم فأقول يا رب أصحابي أصحابي فيقال إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك
‏ ) مسلم

بل أبلغ منه ما رواه البخاري مما فيه بيان أن الصحابة لا يزالون على عهدهم في مخالفة الرسول صلوات الله عليه وآله بعد مماته كما في حياته

( عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏رضي الله عنهما ‏:
عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال ‏ ‏إنكم محشورون حفاة عراة ‏ ‏غرلا ‏ ‏ثم قرأ ‏
{ كما بدأنا أول خلق نعيده وعدا علينا إنا كنا فاعلين } وأول من يكسى يوم القيامة ‏ ‏إبراهيم ‏ ‏وإن أناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي فيقول إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح ‏ { وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني ‏ ‏إلى قوله ‏ ‏العزيز الحكيم }
)‏





فالحمد لله على نعمة الولاية لمحمد ولآله الطاهرين المعصومين
الحمد لله على إتباع سنته وشريعته ومحبة أصحابه المنتجبين
واللعنة والبراء من آل أبي سفيان وأشياعهم وأعوانهم ومحبيهم المغضوب عليهم والضالين