عمر بن الخطاب وغضب النبي صلى الله عليه وآله في القضايا الزوجية

18 أبريل 2010
30
0
0
السلام عليكم

ورد في صحيح البخاري عن عبد الله بن عباس في حديث له مع عمر ، حيث يقول : ( ... كنا معشر ‏قريش ‏ ‏نغلب النساء فلما قدمنا على ‏ ‏الأنصار ‏ ‏إذا قوم تغلبهم نساؤهم ‏ ‏فطفق ‏ ‏نساؤنا يأخذن من أدب نساء ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فصخبت ‏ ‏على امرأتي فراجعتني فأنكرت أن تراجعني قالت ولم تنكر أن أراجعك فوالله إن أزواج النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ليراجعنه وإن إحداهن لتهجره اليوم حتى الليل فأفزعني ذلك وقلت لها قد خاب من فعل ذلك منهن ثم جمعت علي ثيابي فنزلت فدخلت على ‏ ‏حفصة ‏ ‏فقلت لها أي ‏ ‏حفصة ‏ ‏أتغاضب إحداكن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏اليوم حتى الليل قالت نعم فقلت قد خبت وخسرت أفتأمنين أن يغضب الله لغضب رسوله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فتهلكي لا تستكثري النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ولا تراجعيه في شيء ولا تهجريه وسليني ما بدا لك ولا ‏ ‏يغرنك ‏ ‏أن كانت جارتك ‏ ‏أوضأ ‏ ‏منك وأحب إلى النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يريد ‏ ‏عائشة ... )

http://hadith.al-islam.com/Display/D...Doc=0&Rec=7743

التعليق :

1- هذا الحديث يبيّن أن عمر يعتبر أن غضب النبي صلى الله عليه وآله في القضايا الزوجية موجب لغضب الله تعالى ، وما ذلك إلا لاعتباره أن غضب الله تعالى لغضب رسوله ليس مقيداً ، بل هو شامل لجميع أحواله الخاصة والعامة ، وفي كلام عمر ما يبيّن أن الأمن من مكر الله وغضبه أمر خطير ، وقد ورد في القرآن الكريم أنه قال : فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون ، ولا شك أن الأمن من مكر الله وغضبه هو من أعظم الذنوب وأكبرها .

2- إذا كان عمر يعتبر أن غضب الله تعالى يوجبه غضب النبي صلى الله عليه وآله ، فإن ذلك ليس بخاص بهذه الحادثة ، بل شامل لكل الحوادث المشابهة كما ذكرناه أعلاه ، بل وغير المشابهة ، وذلك مثل حادثة إغضاب فاطمة عليها السلام ، والتي ورد فيها أن النبي صلى الله عليه وآله يغضب لغضب فاطمة عليها السلام ، ومن غضب عليه النبي فالله يغضب عليه ، ولا فرق في ذلك بين ما يرجع إلى أمور الدين وبين ما يرجع إلى الأمور الشخصية .

3- ثبت أن عمر لم يطبق هذا الذي بيّنه لابنته حفصة ، حيث أنه أغضب فاطمة عليها السلام ومات وهي واجدة عليه وعلى صاحبه ، وبالتالي فهو من الآمنين من مكر الله تعالى وغضبه ، وهو حينئذ من الخاسرين .