الأمة الغادرة والإمام علي عليه الصلاة والسلام

18 أبريل 2010
30
0
0
بسم الله
السلام عليكم

1- لا يشك عاقل في قبح الغدر ووخامته ورذيلته وأنه أسوأ الصفات الأخلاقية التي حذّر الله تعالى ورسله وأولياؤه الطاهرون من الإقدام عليه والوقوع في شراكه .
2- لم نجد صفة ذمّ الله عليها بني اسرائيل مثل ما ذمّ صفة الغدر .
3- الغدر لغة هو نقض الميثاق والعهد .
4- قد أكّد النبي صلى الله عليه وآله في أحاديث مشهورة ومتواترة على أن صفة الغدر هي إحدى صفات المنافقين .

إذا عرفنا هذا المقدمة ، فنقول :

ورد في الأحاديث الصحيحة وشواهدها أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إن الأمة ستغدر بك ياعلي ، وقد نص الذهبي على صحة الأحاديث التي نقلها الحاكم في مستدركه ج 3 ص 150 - 153 من طبعة دار الكتب العلمية - الطبعة الأولى 1990 م :

( 4676 - 274 - حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد الجمحي بمكة ، ثنا علي بن عبد العزيز ، ثنا عمرو بن عون ، ثنا هشيم ، عن إسماعيل بن سالم ، عن أبي إدريس الأودي عن علي رضي الله عنه قال : إن مما عهد إليّ النبي صلى الله عليه - وآله - وسلم أن الأمة ستغدر بي بعده .
هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .
4676 - قال في التلخيص : صحيح .

4677 - 275 - أخبرنا أحمد بن سهل الفقيه ببخارى ، ثنا سهل بن المتوكل ، ثنا أحمد بن يونس ، ثنا محمد بن فضيل ، عن أبي حيان التيمي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال النبي صلى الله عليه - وآله - وسلّم لعلي : " أما أنك ستلقى بعدي جهداً " قال : في سلامة من ديني ؟ قال : " في سلامة من دينك " .

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
4677 - قال في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم .

4686 - 284 - عن حيّان الأسدي سمعت علياً يقول : قال لي رسول الله صلى الله عليه - وآله - وسلّم : " إن الأمة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملتي وتقتل على سنتي ، من أحبّك أحبّني ومن أبغضك أبغضني ، وإن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه " .

صحيح .
4686 - قال في التلخيص : صحيح .

ونلاحظ من خلال هذه الأحاديث :

1- أن النبي صلى الله عليه وآله قد أخبر عن وقوع هذا الأمر المهول والخطير ، وهو الصادق الأمين الذي لا يتقوّل على الله تعالى .
2- أن وقوع هذا الأمر يكون مباشرة وبعهد قريب من وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله ، إذ أن البعدية هنا عرفية ، وهذا الأمر العرفي مطلق لا يحصر ، تماماً كحديث الولاية الشهير ، ولا دليل على حصر هذا الأمر السنوات الخمس الأخيرة من حياة علي عليه السلام كما يحتمل ذلك بعض علماء العامة ، الذين يحوّرون ويلفّون ويدورون من أجل تلميع صورة الأسياد !!
3- أن حب علي بن أبي طالب لا يتلاءم مع الغدر به مطلقاً ، إذ كيف تحب شخصاً وأنت تنقض العهود والمواثيق بينك وبينه وتبغي له الغوائل وتخدعه وتأمر الناس بأن يعينوك على هذا الأمر الخطير !!
4- أن الأحاديث تتحدث عن سلامة الدين لعلي بن أبي طالب عليه السلام ، وذلك يعني أن الغادرين به هم ليسوا في سلامة من دينهم ، وكل من ليس في سلامة من دينه كيف يقدّم على من هو سليم في دينه .
5- سلامة الدين تقتضي أن يكون علي بن أبي طالب لا ثلم ولا شرخ في دينه مطلقاً مما يعني أنه على الحق ، والحق أحق بأن يتبع .
5- الغدر كما قلنا هو نقض الميثاق والعهد ، ولا شك أن الميثاق الذي يتحدث عنه النبي صلى الله عليه وآله هو ميثاق الدين الذي واثق به الله تعالى ورسوله الأكرم صلى الله عليه وآله الأمة ، والذي يتحدّد في ولاية علي صلوات الله عليه على الأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ، حيث جعل النبي صلى الله عليه وآله نقض ولاية علي صلوات الله عليه هو نقض للدين والميثاق الإلهي .
6- الغدر لا يتحدّد كما عليه علماء العامة بالحروب الثلاثة التي خاضها أمير المؤمنين صلوات الله عليه في آخر حياته ، بل مطلقاً كما قلناه .
7- أن الغدر لعلي عليه السلام هو الإتجاه السائد في الأمة ، حيث صرّحت الأحاديث بأن ذلك فعل الأمة ، ولا ريب أن الأمة بما تتظاهر به من غدر ينفي ما تعارف عند علماء العامة من عصمة الأمة بما هي أمة ، إذ كيف تثبت العصمة للأمة والصفة التي تتمتع بها هي صفة الغدر ونقض الميثاق والعهود الإلهية .
8- وهذه الأمة الغادرة تعاونت مع رؤساء الغدر على سلب حق الأمير صلوات الله عليه وأصبح الأتباع والمتبوعون على حد سواء !!!!
9- نستنج من هذا أن كل الغادرين بعلي بن أبي طالب هم من المنافقين بحسب المقدمة رقم 4 المتقدمة .
10- هذا الغدر من هذه الأمة لعلي صلوات الله عليه يتسبب في جهد وتعب ومشقة له صلاة الله عليه ، والذي يبدأ من غصب خلافة رسول الله التي أثبتتها الأحاديث الشريفة مروراً بضرب زوجته سلام الله عليها وإسقاطها جنينها ، ومقاتلته وتهميشه إلى حد مهول جداً ، وقتله وقتل أولاده وذريته وإبعادهم عن الساحة ودفن فضائله وإظهار مثالب القوم على أنها فضائل إلى غير ذلك من أشكال الغدر ومصاديقه .

والحمد لله رب العالمين

أخوكم السيد الهاشمي البحراني