أقوال علماء السنة في التجسيم

6 مايو 2010
74
0
0
أقوال علماء السنة في التجسيم
[font=af_jeddah]أساس التشبيه في كلام أحمد بن حنبل[/font]​
1- يقول أحمد بن حنبل أثنـاء نقلـه لأقـوال الجهميـة : فإذا سألهـم الناس عن قوله : )ليس كمثله شيء وهو السميع العليم [font=v_symbols]([/font] يقولون : ليس كمثله شيء من الأشياء ، وهو تحت الأرضين السابعة ، كما هو على العرش ، لا يخلو منه مكان ، ولا يكون في مكان دون مكان ، ولم يتكلم ، ولا يتكلم ، ولا ينظر إليه أحد في الدنيا ولا في الآخرة ، ولا يوصف ولا يعرف بصفة ولا بفعل ، ولا له غاية ولا له منتهى ، ويدرك بعقل ، وهو وجه كله ، وهو علم كله ، وهو سمع كله ، وهو نور كله ، وهو قدرة كله ، ولا يكون فيه شيئين ، ولا يوصف بوصفين مختلفين ، وليس له أعلى ولا أسفل ، ولا نواحي ولا جوانب ، ولا يمين ، ولا شمال ، ولا هو ثقيل ولا خفيف ، ولا له لون ولا له جسم ، وليس هو معقول معلوم ، وكلما خطر ببالك أنه شيء تعرفه فهو على خلافه ، فقالو : هو شيء لا كالأشياء .
قلنا : إنّ الشيء الذي لا كالأشياء قد عرف أهل العقل أنه لا شيء . الرد على الجهمية لأحمد بن حنبل ص 17 ، 18 ط. دار قتيبة / بيروت سنة 1411 هـ - 1990م .
أبو يعلى الفراء شيخ الحنابلة
يقول أبو بكر بن العربي في كتابه العواصم ج2 ص 283 :
وأخبرني من أثق به من مشيختي أنّ القاضي أبا يعلى محمد الحسين الفراء الحنبلي رئيس الحنابلة ببغداد كان إذا ذكر الله تعالى يقول وما ورد من هذه الظواهر في صفاته تعالى : ألزموني بما شئتم فإني ألتزمه إلا اللحية والعورة . وانتهى بهم القول إلى أن يقولوا إن أراد احد أن يعلم الله فلينظر إلى نفسه فانه الله بعينة إلا أن الله منزه عن الآفات . العواصم من القواصم ص 210 ط. دار الثقافة / الدوحة ط.1 سنة 1413هـ- 1992م .
وقال الحافظ ابن الأثير أثناء حديثه عن أحداث سنة (429هـ) : وفيها أنكر العلماء على أبي يعلى بن الفراء الحنبلي ما ضمنه كتابه من صفات الله سبحانه وتعالى المشعرة بأنه يعتقد التجسيم ، وحضر أبو الحسن القزويني الزاهد ، وتكلّم في ذلك ، تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيراً . الكامل في التاريخ ج8 ص 228 حوادث سنة (429هـ) ط. دار الكتب العلمية / بيروت سنة 1407 هـ - 1987م .
وقال ابن الأثير أيضاً في أحداث سنة (458هـ) : وفي شهر رمضان منها توفي أبو يعلى محمد بن الحسين بن الفراء الحنبلي ، ومولده سنة ثمانين وثلاثمائة ، وعنه انتشر مذهب أحمد رضي الله عنه ، وكان إليه قضاء الحريم ببغداد بدار الخلافة ، وهو مصنف كتاب الصفات أتى فيه بكل عجيبة ، وترتيب أبوابه يدل على التجسيم المحض ، تعالى الله عن ذلك ، وكان ابن تميمي الحنبلي يقول : لقد خري أبو يعلى الفراء على الحنابلة خرية لا يغسلها الماء . الكامل في التاريخ ج8 ص 378 حوادث سنة (458هـ) .
وقال أبو الحسين بن أبي يعلى الفراء : وقد كان قد حضر الوالد السعيد قدس الله روحه في سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة في دار الخلافة في أيام القائم بأمر الله رضوان الله عليه مع الجم الغفير والعدد الكثير من أهل العلم ، وكان صحبته الشيخ الزاهد أبو الحسن القزويني لفساد جرى من المخالفين لما شاع قراءة كتاب ( إبطال التأويلات ) فخرج إلى الوالد السعيد من الإمام القائم بأمر الله رضوان الله عليهم الاعتقاد القادري في ذلك بما يعتقد الوالد السعيد . طبقات الحنابلة ج2 ص 197 ط. دار المعرفة / بيروت .
كلام أبي يعلى في كتاب إبطال التأويلات
بعد أنْ ذكر أبو يعلى الحديث القائل : إنّ الله لما فرغ من خلقه استوى على عرشه واستلقى ووضع إحدى رجليه على الأخرى . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 73 وص 187 .
وبعد أنْ نقل بسنده عن كعب الأحبار أنه قال : هو على العرش واضع إحدى رجليه على الأخرى . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 188 .
قال : اعلم أنّ هذا الخبر يفيد أشياء : منها جواز إطلاق الاستلقاء عليه ، لا على وجه الاستراحة ، بل على صفة لا نعقل معناها ، وأنه له رجلين كما له يدان ، ,أنه يضع إحداهما على الأخرى على صفة لا نعقلها . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 190 ط. دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع سنة 1410هـ .
وقال أيضاً : وليس في قوله : شاب أمرد وجعد وقطط وموفور إثبات تشبيه ، لأننا نثبت ذلك تسمية كما جاء الخبر ، لا نعقل معناها كما أثبتنا ذاتاً ونفساً ، ولأنه ليس في إثبات الفراش والنعلين والتاج وأخضر أكثر من تقريب المحدث من القديم ، وهذا غير ممتنع كما لم يمتنع وصفه بالجلوس على العرش . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 146 .
وبعد أنْ ذكر الخبر القائل : خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 203 ، وص 221 .
قال : الكلام في هذا الخبر في فصلين : أحدهما في إثبات الذراعين والصدر ، والثاني في خلق الملائكة من نوره . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 221 .
وبعد أنْ ذكر الخبر القائل : إنّ الله عز وجل ليقرب داود حتى يضع يده على فخذه يقول : أدن منا أزلفت إلينا .
قال : اعلم أنه غير ممتنع حمل هذا الخبر على ظاهره ، إذْ ليس فيه ما يحيل صفاته ولا يخرجها عما تستحقه لأنا لا نثبت قدماً وفخذاً جارحة ولا أبعاضاً ، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا الذات والوجه واليدين ، ولا نثبت أماماً وخلفاً على وجه الحد والجهة ، بل نثبت ذلك صفة غير محدودة . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 206 .
وبعد أنْ ذكر الخبر القائل : يضحك الله ... حتى بدت لهواته وأضراسه . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 214 .
قال : لا نثبت أضراساً ولهوات هي جارحة ولا أبعاضاً ، بل نثبت ذلك صفة كما أثبتنا الوجه واليدين والسمع والبصر وإنْ لم نعقل معناها . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج1 ص 218 .
وقال أيضاً : وأما قوله تعالى : ) يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله ( فحكى شيخنا أبو عبد الله رحمه الله في كتابه عن جماعة من أصحابنا الأخذ بظاهر الآية في إثبات الجنب صفة لله سبحانه . إبطال التأويلات لأخبار الصفات ج2 ص 427 .