(السيدة أم المُؤمنين ميمونة تُصرّح بعصمة الإمام علي عليه السلام)على شرط البخاري ومسلم

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بِسمه تعالى ،



ربّ اشرح لي صدري ،
ويسّر لي أمري،
واحـلل عُقدة من لساني ،
يفقهوا قولي،


اللهم صلّ على محمد وآل محمد ،،
وعجـــــل فرجهم،
والعن عدوهم،،


سلامٌ عليكم ورحمةُ الله وبركاته


في هذه الدُنيا الدّنية طريقان لا ثالث لهما، الحقّ والضلال،قال تعالى ((فماذا بعد الحق إلا الضلال )).
فأي إنسان يرتكب معصية على الفور يفترق عن الحق ويقع في الضلال مباشرة ،فإن أراد أن يتوب فيرجع للحق فعل وتاب الله عليه ،وإن أبى استمر على الباطل وحسابه على الله تعالى.

يقول الزمخشري في الكشاف (1/519):
[ فماذا بعد الحق إلا الضلال " يعني أن الحق والضلال لا واسطة بينهما فمن تخطى الحق وقع في الضلال..]


وقال الرازي في تفسيره (8/275):
[الأول : أنه كما ثبت وحق أنه ليس بعد الحق إلا الضلال كذلك حقت كلمة ربك بأنهم لا يؤمنون ]

وفي (1/239) قال الرازي :
[ الفائدة الثالثة : قوله : { غير المغضوب عليهم ولا الضالين } يدل على أن أحدا من الملائكة والأنبياء عليهم السلام ما أقدم على عمل يخالف قول الذين أنعم الله عليهم ، ولا على اعتقاد الذين أنعم الله عليهم ، لأنه لو صدر عنه ذلك لكان قد ضل عن الحق ، لقوله تعالى : { فماذا بعد الحق إلا الضلال } يونس : 32 ولو كانوا ضالين لماجاز الاقتداء بهم ، ولا الاهتداء بطريقهم ، ولكانوا خارجين عن قوله : { أنعمت عليهم } ولما كان ذلك باطلا علمنا بهذه الآية عصمة الأنبياء والملائكة عليهم السلام ]


وفي تفسير العثيمين (4/116):
[ ومنها: أن كل شيء خالف ما جاء عن الله فهو باطل؛ لقوله تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال فأنى تصرفون} ]


وفي تفسير القُرطبي (8/337):
[والضلال حقيقته الذهاب عن الحق، أخذ من ضلال الطريق، وهو العدول عن سمته.قال ابن عرفة: الضلالة عند العرب سلوك غير سبيل القصد، يقال: ضل عن الطريق وأضل الشئ إذا أضاعه. ]


الآن قد عرفنا أنّ من يرتكب معصية، ولو كانت مقدار ذرة ، على الفور يفترق عن الحق ويقع في الضلال .


المستدرك للحاكم (3/152):
4680 - حدثنا أبو بكر بن إسحاق أنبأ محمد بن عيسى بن السكن ثنا الحارث بن منصور ثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن جري بن كليب العامري قال :
لما سار علي إلى صفين كرهت القتال فأتيت المدينة فدخلت على ميمونة بنت الحارث فقالت : ممن أنت ؟ قلت من أهل الكوفة قالت من أيهم ؟ قلت : من بني عامر قالت : رحبا على رحب و قربا على قرب تجيء ما جاء بك قال : قلت : سار علي إلى صفين و كرهت القتال فجئنا إلى ها هنا قالت أكنت بايعته ؟ قال : قلت : نعم قالت فارجع إليه فكن معه فو الله ما ضل و لا ضل به هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه
تعليق الحافظ الذهبي في التلخيص : على شرط البخاري ومسلم


أقول: هنا سيدتنا أم المؤمنين ميمونة رضوان ربي عليها ،تُقسم أنّ الإمام علي عليه السلام ،لم يضل وأطلقت في قولها عليها السلام ،فقالت ((ما ضل ولا ضل به ))،،ووضعت قرينة على أنّ الامام علي عليه السلام لم يضل منذ بداية حياته وهو قولها ولا ضل به ،.فهذه هي العصمة المطلقة بعينها ،لأنّه لو ارتكب الإمام علي عليه السلام ولو معصية صغيرة والعياذ بالله وحاشاه عليه السلام ،لوجبَ أن يفترق عن الحق ويقع في الضلال ،ولكن أم المؤمنين تحلف وتقسم بأننه لم يضل أبداً.


وفي مجمع الزوائد للهيثمي(9/135):
[وعن جرى ابن سمرة قال لما كان من اهل البصرة الذي كان بينهم وبين على بن ابى طالب انطلقت حتى اتيت المدينة فاتيت ميمونة بنت الحارث وهي من بنى هلال فسلمت عليها فقالت ممن الرجل قلت من اهل العراق قالت من أي اهل العراق قلت من اهل الكوفة قالت من أي اهل الكوفة قلت من بنى عامر قالت مرحبا قربا علي قرب ورحبا على رحب فمجي ما جاء بك قلت كان بين على وطلحة الذي كان فاقبلت فبايعت عليا قالت فالحق به فو الله ما ضل ولا ضل به حتى قالتها ثلاثا.
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حرى بن سمرة وهو ثقة. ]


وفي مصنف ابن أبي شيبة (6/373):
[32123 - حدثنا حميد بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي إسحاق عن جدته ميمونة قال لما كانت الفرقة قيل لميمونة ابنة الحارث يا أم المؤمنين فقالت عليكم بابن أبي طالب فوالله ما ضل ولا ضل به ]


وفي أمالي الشيخ الطوسي ((المجلس 18)):
[1107/14 ـ اخـبـرنـا جماعة , عن ابي المفضل , قال : حدثنا محمد بن احمدبن ابي شبح ابو الحسن الرافقي الصوفي بحران , قال : حدثني ابو المعتمر عبدالعزيزبن محمد بن عبداللّه بن معاذ العامري بـالـرقـة , قال : حدثني ابي , قال : حدثني جدي عبداللّه بن معاذ, عن ابيه وعمه معاذ وعبيداللّه ابني عبداللّه , عن عمهما يزيد بن الاصم , قال : قدم شقير بن شجرة العامري المدينة , فاستاذن على خالتي مـيـمـونـة بـنـت الـحارث زوج النبي (صلى اللّه عليه و آله ) وكنت عندها, فقالت : ائذن للرجل , فدخل فقالت : من اين اقبل الرجل ؟ قال : من الكوفة قالت : فمن اي القبائل انت ؟ قال : من بني عامر قالت : حييت ازدد قربا, فما اقدمك ؟ قال : يا ام المؤمنين , رهبت ان تكبسني الفتنة لما رايت من اختلاف الناس فخرجت .
قالت : فهل كنت بايعت عليا (عليه السلام )؟ قال : نعم قالت : فارجع فلا تزولن عن صفه , فواللّه ما ضل ولا ضل به .قـال : يا اماه فهل انت محدثتي في علي بحديث سمعته من رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله )؟ قالت : اللهم نعم , سمعت رسول اللّه (صلى اللّه عليه و آله ) يقول :علي آية الحق , وراية الهدى , علي سيف اللّه يسله على الكفار والمنافقين , فمن احبه فبحبي احبه , ومن ابغضه فببغضي ابغضه , ومن ابغضني او ابغض عليا لقي اللّه (عزوجل ) ولا حجة له . ]


أقول :إذا كان علياً عليه السلام حسب قول السيدة لم يضل ،،،فهذه هي العصمة المطلقة والتي يقول بها شيعته .

فسلام الله تعالى عليك يا أم المؤمنين ،وحشرنا الله معك في دار صدق عند مليك مقتدر.



والحمدُ لله ربّ العالمين.
جابر المحمدي المهُاجر،