ابن تيمية: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر !

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
قال ابن بطوطة:
وكان بدمشق من كبار الفقهاء الحنابلة تقي الدين بن تيمية كبير الشام يتكلم في الفنون. إلا أن في عقله شيئاً. وكان أهل دمشق يعظمونه أشد التعظيم، ويعظهم على المنبر. وتكلم مرة بأمر أنكره الفقهاء، ورفعوه إلى الملك الناصر فأمر بإشخاصه إلى القاهرة، وجمع القضاة والفقهاء بمجلس الملك الناصر، وتكلم شرف الدين الزواوي المالكي وقال: إن هذا الرجل قال كذا وكذا، وعدد ما أنكر على ابن تيمية، وأحضر العقود بذلك ووضعها بين يدي قاضي القضاة وقال قاضي القضاة لابن تيمية: ما تقول ? قال: لا إله إلا الله فأعاد عليه فأجاب بمثل قوله. فأمر الملك الناصر بسجنه فسجن أعواماً. وصنف في السجن كتاباً في تفسير القرآن سماه البحر المحيط، في نحو أربعين مجلداً. ثم إن أمه تعرضت للملك الناصر، وشكت إليه، فأمر بإطلاقه إلى أن وقع منه مثل ذلك ثانية. وكنت إذ ذاك بدمشق، فحضرته يوم الجمعة وهو يعظ الناس على منبر الجامع ويذكرهم. فكان من جملة كلامه أن قال: إن الله ينزل إلى سماء الدنيا كنزولي هذا ونزل درجة من درج المنبر فعارضه فقيه مالكي يعرف بابن الزهراء، وأنكر ما تكلم به. فقامت العامة إلى هذا الفقيه وضربوه بالأيدي والنعال ضرباً كثيراً حتى سقطت عمامته، وظهر على رأسه شاشية حرير، فأنكروا عليه لباسها واحتملوه إلى دار عز الدين بن مسلم قاضي الحنابلة، لإامر بسجنه وعزره بعد ذلك. فأنكر فقهاء المالكية والشافعية ما كان من تعزيره، ورفعوا الأمر إلى ملك الأمراء سيف الدين تنكيز، وكان من خيار الأمراء وصلحائهم. فكتب إلى الملك الناصر بذلك، وكتب عقداً شرعياً على ابن تيمية بأمور منكرة، منها أن المطلق بالثلاث في كلمة واحدة لا تلزمة إلا طلقة واحدة ومنها المسافر الذي ينوي بسفره زيارة القبر الشريف زاده الله طيباً لا يقصر الصلاة، وسوى ذلك ما يشبهه، وبعث العقد إلى الملك الناصر فأمر بسجن ابن تيمية بالقلعة، فسجن بها حتى مات في السجن.

رحلة ابن بطوطة ص 43 - موقع الوراق


فعقب عليه الأستاذ مرآة التواريخ قائلاً :
[FONT=arial, helvetica]

[/FONT]أحسنتم أخي قاسم

وإليك التصديق أيضاً من الحافظ ابن حجر في كتابه

الدر الكامنة ج1/154 - 155 بترجمة ابن تيمية رقم (409) :

قال :
واتفق (أن) الشيخ نصر المنبجي كان قد تقدم في الدولة لاعتقاد بيبرس الجاشنكير فيه ، فبلغه أن ابن تيمية يقع في ابن العربي لأنه - أي نصر المنبجي - كان يعتقد أنه - أي ابن العربي - مستقيم ، وأن الذي ينسب إليه من الاتحاد أو الإلحاد من قصور فهم من ينكر عليه .
فأرسل - اي ابن تيمية - ينكر عليه - على نصر المنبجي - وكتب إليه كتابا طويلا ونسبه وأصحابه إلى الاتحاد الذي هو حقيقة الإلحاد . فعظم ذلك عليهم - على نصر وأصحابه - ، وأعانه عليه قوم آخرون ضبطوا عليه كلمات في العقائد مغيرة وقعت منه في مواعيده(1) وفتاويه فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال كنزولي هذا فنسب إلى التجسيم ، ورده على من توسل بالنبي أو استغاث فأشخص من دمشق في رمضان سنة خمس وسبعمائة فجرى عليه ما جرى وحبس مرارا ، فأقام على ذلك نحو أربع سنين أو أكثر ، وهو مع ذلك يشغل ويفتي إلى أن اتفق أن الشيخ نصراً قام على الشيخ كريم الدين الآملي شيخ خانقاه سعيد السعداء فأخرجه من الخانقاه وعلى شمس الدين الجزري فأخرجه من تدريس الشريفية ، فيقال إن الآملي دخل الخلوة بمصر أربعين يوما فلم يخرج حتى زالت دولة بيبرس وخمل ذكر نصر وأطلق ابن تيمية إلى الشام ، وافترق الناس فيه شيعا : فمنهم من نسبه إلى التجسيم لما ذكر في العقيدة الحموية والواسطية وغيرهما من ذلك كقوله إن اليد والقدم والساق والوجه صفات حقيقية لله وأنه مستو على العرش بذاته فقيل له يلزم من ذلك التحيز والانقسام فقال أنا لا أسلم أن التحيز والانقسام من خواص الأجسام فألزم بأنه يقول بتحيز في ذات الله ....إلخ.
-------------------------------------------------------
(1) قال مصحح الكتاب : لعلّه - مواعظه.انتهى. أقول : وهو الأقرب للصواب.



أقول : قد يقول منتصر لابن تيمية : ان ما ذكره ابن حجر إنما نقله عن رحلة ابن بطوطة.!

فنقول له : يا فالح إقرأ ما كتبه ابن حجر بعينين مفتوحتين
smile.gif


فابن حجر يقول :
وأعانه عليه قوم آخرون ضبطوا عليه كلمات في العقائد مغيرة وقعت منه في مواعيده وفتاويه فذكروا أنه ذكر حديث النزول فنزل عن المنبر درجتين فقال كنزولي هذافنسب إلى التجسيم...إلخ.

لاحظ ما يلي:
وأعانه عليه قوم...
ضبطوا ...
فذكروا...

فهذا يعطينا يقيناً بأن مصدر الحافظ ابن حجر أكثر من واحد ، أطلق عليهم (قوم) (ولا يعني أن ابن بطوطة ليس منهم) .


ولكن تلميذه ابن كثير لم ينقل لنا ما ضبطه عليه هؤلاء العلماء فقال في تاريخه البداية والنهاية ج14/38 :
قال : ......وكذلك وقع بمصر قام عليه - أي على ابن تيمية - جاشنكير - أي بيبرس - وشيخه نصر المنبجي وساعدهم جماعة كثيرة من الفقهاء والفقراء وجرت فتن كثيرة منتشرة نعوذ بالله من الفتن وحصل للحنابلة بالديار المصرية إهانة عظيمة كثيرة وذلك أن قاضيهم كان قليل العلم مزجي البضاعة وهو شرف الدين الحراني فلذلك نال أصحابهم ما نالهم وصارت حالهم حالهم . انتهى.

ولتحيا الأمانة يا بن كثير


مرآة التواريخ