معرفة الله سبحانه وتعالى في أحاديث أهل السنة

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي الحمد ومستحقه، وصلواته على خيرته من خلقه محمدٍ وآله الطاهرين...

رؤية (1) الله سبحانه وتعالى بالعين الباصرة:
قال البخاري: حدثنا الحميدي قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا إسمعيل عن قيس عن جرير قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة -يعني البدر- فقال إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}.
صحيح البخاري ج 1 ص 138

وقال: حدثنا يوسف بن موسى حدثنا عاصم بن يوسف اليربوعي حدثنا أبو شهاب عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير ابن عبدالله قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم عيانا.
صحيح البخاري ج 8 ص 179

الساق هي العلامة:
وقال: حدثنا يحيى بن بكير حدثنا الليث بن سعد عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: قلنا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال هل تضارون في رؤية الشمس والقمر إذا كانت صحوا؟ قلنا لا. قال فإنكم لا تضارون في رؤية ربكم يومئذ إلا كما تضارون في رؤيتهما... إلى أن قال: فيأتيهم الجبار في صورة غير صورته التي رأوه فيها أول مرة، فيقول: أنا ربكم. فيقولون: أنت ربنا! فلا يكلمه إلا الأنبياء، فيقول: هل بينكم وبينه آية تعرفونه؟ فيقولون: الساق. فيكشف عن ساقه، فيسجد له كل مؤمن، ويبقى من كان يسجد لله رياء وسمعة فيذهب كيما يسجد، فيعود ظهره طبقا واحدا.
صحيح البخاري ج 8 ص 181

قال البخاري: حدثنا آدم حدثنا الليث عن خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن عطاء بن ياسر عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول يكشف ربنا عن ساقه فيسجد له كل مؤمن ومؤمنة ويبقى من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة فيذهب ليسجد فيعود ظهره طبقا واحدا.
صحيح البخاري ج 6 ص 72

القدم:
وقال: حدثنا آدم حدثنا شيبان حدثنا قتادة عن أنس بن مالك قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزال جهنم تقول: {هَلْ مِن مَّزِيدٍ} حتى يضع رب العزة فيها قدمه فتقول قط قط وعزتك ويزوى بعضها إلى بعض.
صحيح البخاري ج 7 ص 224

الأصابع:
قال البخاري: حدثنا آدم حدثنا شيبان عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبدالله رضي الله عنه قال: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد إنا نجد أن الله يجعل السماوات على إصبع، والأرضين على إصبع، والشجر على إصبع، والماء والثرى على إصبع، وسائر الخلائق على إصبع، فيقول: "أنا الملك" فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه تصديقاً لقول الحبر ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}.
صحيح البخاري ج 6 ص 33



...........................................................
هامش:
(1) ليعلم السادة القراء، أن الرؤية بالعين الباصرة هو مذهب جمهور أهل السنة، إلا من شذ، وليس مذهب الوهابية فقط، قال النووي: وقد قال معمر بن راشد حين ذكر اختلاف عائشة وابن عباس: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس، ثم إن ابن عباس أثبت شيئاً نفاه غيره والمثبت مقدم على النافي، هذا كلام صاحب التحرير. فالحاصل: أن الراجح عند أكثر العلماء أن رسول الله (ص) رأى ربه بعيني رأسه ليلة الإسراء لحديث ابن عباس وغيره مما تقدم، وإثبات هذا لا يأخذونه إلا بالسماع من رسول الله، هذا لا ينبغي أن يتشكك فيه، ثم إن عائشة رضي الله عنها لم تنف الرؤية بحديث عن رسول الله (ص) ولو كان معها فيه حديث لذكرته، وإنما اعتمدت الإستنباط من الآيات.
شرح مسلم ج 3 ص 5

وقال القرطبي: وحكى ابن إسحاق أن مروان سأل أبا هريرة: هل رأى محمد ربه؟ فقال: نعم. وحكى النقاش عن أحمد بن حنبل أنه قال: أنا أقول بحديث ابن عباس: بعينه رآه رآه ! حتى انقطع نفسه، يعني نفس أحمد. وإلى هذا ذهب الشيخ أبو الحسن الأشعري وجماعة من أصحابه (أن محمدا صلى الله عليه وسلم) رأى الله ببصره وعيني رأسه.
تفسير القرطبي ج 7 ص 56