بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد
القاعدة التي يجب على المطالع في سير الخلفاء أن يعرفها : أنه كل ماوجدهم يذكرون لأحدهم فضيلة ، فليغلب على ظنه إنهم إنما وضعوها في مقابل فضيلة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ، فإن هدفهم كان تضييع حق أمير المؤمنين بوضع فضائله لغيره
وذلك يؤدي إلى نتيجتين خطيرتين يهدف لهما المؤرخ لا سيما الخاضع للسلطة:
الأول : التشكيك في نسبة هذه الفضيلة لامير المؤمنين ، حيث انه وردت في غيره
ثانياً : تقليل اهمية الفضيلة لامير المؤمنين لعدم اختصاصها به
وامثلة ذلك كثيرة لا يأتي عليها الحصر ، ومما لفت انتباهي مؤخراً :
مما أشاعوه ونشروه ودرج بينهم ان اسلام ابي بكر كان سبباً لاسلام بعض الصحابة كعثمان و طلحة والزبير ، مع ان القصة في الربط بين ذلك غير مقنعة ولا منطقية
أقول : لكن الحق الذي لا شك فيه ان امير المؤمنين كان سبباً في اسلام ثلة من خيرة الصحابة ، من بينهم أحد رموز الاسلام المُغيبين عمداً ورجالاته السابقين الأول المقدمين على غيرهم ، أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه
ذكر ذلك البخاري في صحيحه
حدثني عمر وبن عباس حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخير من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني مما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه وكره ان يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فرآه علي فعرف انه غريب فلما رآه تبعه فلم يسال واحد منهما صاحبه عن شئ حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال اما نال للرجل ان يعلم منزله فأقامه فذهب به معه لا يسال واحد منهما صاحبه عن شئ حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي على مثل ذلك فأقام معه ثم قال الا تحدثني ما الذي أقدمك قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنني فعلت ففعل فأخبره قال فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فانى ان رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فان مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك امرى قال والذي نفسي بيده لا صرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام القوم فضر بوه حتى أضجعوه واتى العباس فأكب عليه قال ويلكم ألستم تعلمون انه من غفار وان طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه
اللهم صل على محمد وآل محمد
القاعدة التي يجب على المطالع في سير الخلفاء أن يعرفها : أنه كل ماوجدهم يذكرون لأحدهم فضيلة ، فليغلب على ظنه إنهم إنما وضعوها في مقابل فضيلة لامير المؤمنين علي بن ابي طالب ، فإن هدفهم كان تضييع حق أمير المؤمنين بوضع فضائله لغيره
وذلك يؤدي إلى نتيجتين خطيرتين يهدف لهما المؤرخ لا سيما الخاضع للسلطة:
الأول : التشكيك في نسبة هذه الفضيلة لامير المؤمنين ، حيث انه وردت في غيره
ثانياً : تقليل اهمية الفضيلة لامير المؤمنين لعدم اختصاصها به
وامثلة ذلك كثيرة لا يأتي عليها الحصر ، ومما لفت انتباهي مؤخراً :
مما أشاعوه ونشروه ودرج بينهم ان اسلام ابي بكر كان سبباً لاسلام بعض الصحابة كعثمان و طلحة والزبير ، مع ان القصة في الربط بين ذلك غير مقنعة ولا منطقية
أقول : لكن الحق الذي لا شك فيه ان امير المؤمنين كان سبباً في اسلام ثلة من خيرة الصحابة ، من بينهم أحد رموز الاسلام المُغيبين عمداً ورجالاته السابقين الأول المقدمين على غيرهم ، أبي ذر الغفاري رضوان الله تعالى عليه
ذكر ذلك البخاري في صحيحه
حدثني عمر وبن عباس حدثنا عبد الرحمن بن مهدي حدثنا المثنى عن أبي جمرة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما بلغ أبا ذر مبعث النبي صلى الله عليه وسلم قال لا حيه اركب إلى هذا الوادي فاعلم لي علم هذا الرجل الذي يزعم أنه نبي يأتيه الخير من السماء واسمع من قوله ثم ائتني فانطلق الأخ حتى قدمه وسمع من قوله ثم رجع إلى أبي ذر فقال له رأيته يأمر بمكارم الأخلاق وكلاما ما هو بالشعر فقال ما شفيتني مما أردت فتزود وحمل شنة له فيها ماء حتى قدم مكة فأتى المسجد فالتمس النبي صلى الله عليه وسلم ولا يعرفه وكره ان يسأل عنه حتى أدركه بعض الليل فرآه علي فعرف انه غريب فلما رآه تبعه فلم يسال واحد منهما صاحبه عن شئ حتى أصبح ثم احتمل قربته وزاده إلى المسجد وظل ذلك اليوم ولا يراه النبي صلى الله عليه وسلم حتى أمسى فعاد إلى مضجعه فمر به علي فقال اما نال للرجل ان يعلم منزله فأقامه فذهب به معه لا يسال واحد منهما صاحبه عن شئ حتى إذا كان يوم الثالث فعاد علي على مثل ذلك فأقام معه ثم قال الا تحدثني ما الذي أقدمك قال إن أعطيتني عهدا وميثاقا لترشدنني فعلت ففعل فأخبره قال فإنه حق وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا أصبحت فاتبعني فانى ان رأيت شيئا أخاف عليك قمت كأني أريق الماء فان مضيت فاتبعني حتى تدخل مدخلي ففعل فانطلق يقفوه حتى دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ودخل معه فسمع من قوله وأسلم مكانه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارجع إلى قومك فأخبرهم حتى يأتيك امرى قال والذي نفسي بيده لا صرخن بها بين ظهرانيهم فخرج حتى أتى المسجد فنادى بأعلى صوته اشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ثم قام القوم فضر بوه حتى أضجعوه واتى العباس فأكب عليه قال ويلكم ألستم تعلمون انه من غفار وان طريق تجاركم إلى الشام فأنقذه منهم ثم عاد من الغد لمثلها فضربوه وثاروا إليه فأكب العباس عليه