صهيب يكشف له عن أبي بكر ويده مغلولة إلى عنقه ، ومنامات أخرى

نظار

نظار
7 فبراير 2014
11
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

من لطيف ما نبه عليه السيد التيجاني حفظه الله ، ان القوم حيث لم يجدوا لسلفهم - لا سيما الثلاثة - في أرض الواقع فضائل تذكر ، أومنقبة في دين أو خصلة نفسانية كريمة تبرز أثارها على أرض الواقع وتذكر في التاريخ بلا دس أو غش ، اضطروا لذكر أكثر فضائلهم المصنوعة في قالب الرؤى و الاحلام ، فإنما يبرز ايمانهم وسلامة مصيرهم في الاحلام وحسب !

ومجاراة لهذه المناقب المنامية ، لا بأس بذكر شطر آخر من المنامات ، ونبدأ بأبي بكر وربما سنحت الفرصة لنعرج إلى غيره

أولاً : منام صهيب
روى ابن ابي شيبة بسند صحيح
حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مسلم عن مسروق قال : مر صهيب بأبي بكر فأعرض عنه فقال : مالك أعرضت عني ؟ أبلغك شئ تكرهه ، قال : لا ، والله إلا الرؤيا رأيتها كرهتها ، قال : وما رأيت ؟ قال : رأيت يدك مغلولة إلى عنقك على باب رجل من الأنصار يقال له أبو الحشر فقال : أبو بكر : نعم ما رأيت ، جمع لي ديني إلى يوم الحسر .

والرواية صحيحة رجالها رجال الصحيح ، مسلم لم اعرف هل هو ابن صبيح ام ابن كيسان ام ابن عمران ، غير أن كلهم ثقات بلا اشكال ، ومسروق من شيوخ اسلام بني امية وهو يروي عن أبي بكر فالاسناد محكوم بالاتصال .

التعليق : يتبين في هذه الحادثة أن صهيب يرى رؤيا يكرهها يكشف له فيها عن حال أبي بكر ، حيث يرى يده مغلولة إلى عنقه على باب (أبو الحشر ) !!

أٌقول : هذا هو حال أهل النار كما وصفهم القرآن الكريم في آيات منها قوله تعالى :
َقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ( 64 ) سورة المائدة

ومنها قوله تعالى :
َإِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ قَوْلُهُمْ أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ( 5 ) سورة الرعد

وقوله تعالى :
َقَالَ الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا بَلْ مَكْرُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ إِذْ تَأْمُرُونَنَا أَنْ نَكْفُرَ بِاللَّهِ وَنَجْعَلَ لَهُ أَنْدَادًا وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ وَجَعَلْنَا الْأَغْلَالَ فِي أَعْنَاقِ الَّذِينَ كَفَرُوا هَلْ يُجْزَوْنَ إِلَّا مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 33 ) سبأ

وقوله تعالى :
لَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ( 70 ) إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ ( 71 )غافر

بل أكثر من ذلك ، هذا الوصف هو تماماً ما وصف به النبي الحاكم الظالم حيث يقف بين يدي ربه في روايات كثيرة عن جملة من الصحابة
منها ما رواه في سنن الدارمي بسند صحيح عن أبي هريرة
أَخْبَرَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ : أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " مَا مِنْ أَمِيرِ عَشَرَةٍ إِلَّا يُؤْتَى بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، مَغْلُولَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ ، أَطْلَقَهُ الْحَقُّ أَوْ أَوْبَقَهُ

ورواه الطبراني في مسند الشاميين بسند صحيح قال :
حَدَّثَنَا مُطَّلِبُ بْنُ شُعَيْبٍ الأَزْدِيُّ ، ثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، ثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ ثَوْبَانَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ اللَّهَ فَاتِحٌ عَلَيْكُمُ الْبِلادَ ، فَلا يَتَأَمَّرُ رَجُلٌ عَلَى عَشَرَةٍ , فَإِنَّهُ مَنْ تَأَمَّرَ عَلَى عَشَرَةٍ ، أَتَى اللَّهَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَمِينُهُ مَغْلُولَةٌ إِلَى عُنُقِهِ ، أَطْلَقَهُ الْحَقُّ ، أَوْ أَوْبَقَهُ ظُلْمُهُ , وَلا تَسْكُنِ الْكُفُورَ , فَإِنَّ سَاكِنَ الْكُفُورِ كَسَاكِنِ الْقُبُورِ

ورجاله ثقات إلا أن بقية مدلس وقد عنعن ، ولا يلغي ذلك صالحيتها للمتابعة

وروي كذلك بأسانيد بعضها لا بأس به عن ابن عباس وبريدة بن الحصيب وسلمان الفارسي وأبي أمامة وعبد الله بن عمر وغيرهم

--
أرجوأ ان لا يأتي أحد من الاخوة السنة ليقول أن أبي بكر فسرها بغير ذلك ، وقد أوتي تفسير الرؤيا ، فإنا نقول أنه فسرها بخلاف ما وصف القرآن أولاً ، وأننا نكذب ما قيل من أنه اوتي تفسير الرؤيا ثانيا .

[line]-[/line]


المنام الثاني : منام أبي بكر

أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ نَاجِيَةَ ، ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، ثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، ثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ زَيْدٍ ، حَدَّثَنِي أَسْلَمُ الْكُوفِيُّ ، عَنْ مُرَّةَ الطِّيبِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَدَعَا بِشَرَابٍ ، فَأُتِيَ بِمَاءٍ وَعَسَلٍ ، فَلَمَّا أَدْنَاهُ مِنْ فِيهِ ، بَكَى وَبَكَى حَتَّى أَبْكَى أَصْحَابَهُ ، فَسَكَتُوا وَمَا سَكَتَ ، ثُمَّ عَادَ فَبَكَى ، حَتَّى ظَنُّوا أَنَّهُمْ لَنْ يَقْدِرُوا عَلَى مَسْأَلَتِهِ ، قَالَ : ثُمَّ مَسَحَ عَيْنَيْهِ ، فَقَالُوا : يَا خَلِيفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، مَا أَبْكَاكَ ؟ قَالَ : كُنْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآَلِهِ وَسَلَّمَ ، فَرَأَيْتُهُ يَدْفَعُ عَنْ نَفْسِهِ شَيْئًا ، وَلَمْ أَرَ مَعَهُ أَحَدًا ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، مَا الَّذِي تَدْفَعُ عَنْ نَفْسِكَ ؟ قَالَ : " هَذِهِ الدُّنْيَا مُثِّلَتْ لِي ، فَقُلْتُ لَهَا : إِلَيْكِ عَنِّي ، ثُمَّ رَجَعَتْ ، فَقَالَتْ : إِنْ أَفْلَتَّ مِنِّي ، فَلَنْ يَنْفَلِتَ مِنِّي مَنْ بَعْدَكَ " . هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ

والسند فيه كلام من جهة عبد الواحد بن زيد وأسلم الكوفي ، حيث ضعفوا الأول مع اعترافهم بزهده وعبادته ولم يذكر عن الثاني توثيق ، وليس غرضنا ذكر الروايات الصحيحة ، لكنا غرضنا مجاراة القوم في قصة الاحلام والمنامات

فهذا منام يكشف لابي بكر فيه انه لن يفلت من الدنيا !!وقد قال عنها عز وجل " وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور "!!