ابن الجوزي : ابن ماجه صاحب السنن غلب عليه الهوى بالعصبية للبلد والموطن (وثيقة)

17 أغسطس 2010
20
0
0
يخفى على أحدٍ أنَّ ابن ماجة صاحب كتاب السنن المعروف بـ (سنن ابن ماجه) هو من مشاهير علماء أهل السنة، وكتاب (السنن) له يعدُّ من أمَّهات المصادر عند أهل السنة، وهو أحد المصادر المعنية عندما يطلق لفظ (الكتب الستة)، وهي : صحيح البخاري، وصحيح مسلم، وسنن أبي داود، وسنن الترمذي، وسنن ابن ماجه، وسنن النسائي.


ولا يخفى أيضاً أنَّ ابن ماجة ينتسب إلى مدينة قزوين، وقد أخرج في كتابه (السنن) حديثاً في فضل هذه المدينة، وهذا الحديث حَكَمَ عليه العلماء بأنَّه من الأحاديث الموضوعة، ولكن لننظر إلى ما قاله ابن الجوزي في كتاب (الموضوعات).




قال ابن الجوزي في كتاب (الموضوعات من الأحاديث المرفوعات ج2 ص316-318 ح884، كتاب الفضائل والمثالب، باب حديث في فضيلة قَزْوين خاصَّة) :

أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أنبأنا أبو منصور محمد بن الحسين المُقَوّي قال: أنبأنا القاسم بن أبي المُنذر قال: أخبرنا علي بن إبراهيم بن بَحْر قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يزيد بن مَاجه قال: حدثنا إسماعيل بن [أسدٍ] قال: حدثنا داود بن المحبّر قال أخبرنا الربيع بن صَبِيح عن يزيد بن أبان عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "سَتُفْتَحُ عليكم الآفاقُ، وستُفتح عليكم مدينةٌ يُقَالُ لها قَزْوينُ، مَنْ رَابَطَ فيها أَرْبعين يَوْماً أو أربعين لَيْلَةً، كان له في الجنّة عَمُودٌ مِنْ ذَهَبٍ، عليه زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ، عليها قُبّةٌ من ياقُوتةٍ حَمْرَاءَ، لها سَبْعُونَ أَلْف مِصْرَاعٍ من ذهَبٍ، على كُلِّ مِصْرَاعٍ زَوْجَةٌ مِنَ الْحُورِ العِينِ".قال المصنف: هذا حديث موضوع لا شكّ فيه، فأول مَنْ فيه من الضُعفاء يَزيدُ بن أَبَان: قال شُعبة: لأَنْ أَزْني أحبُّ إلَيَّ من أن أُحدّث عنه. وقال أحمد: لا يكتب عنه شيء. وقال النسائي: متروك الحديث وقال ابن حبان: لا تحلّ الروايةُ عنه.والثاني: الربيع بن صبيح، قال عفّان: أحاديثه كلها مَقْلُوبة، وضعّفه يحيى، وقال ابن حبّان: لم يكن الحديث من صِنَاعَتِهِ فوقَعَتْ المناكيرُ في حديثه من حيث لا يَشْعُرُ.والثالث: دَاوُد بنُ المُحبّر. قال أحمد والبخاري: هو شِبْهُ لاَ شيء. وقال ابن المَدِيني: ذَهَب حَدِيثُهُ. وقال أبو حاتم الرازي: غير ثقة. وقال الدارقطني: مَتْروك وقال ابن حبّان: كان يضع الحديث على الثقات.

قال المصنف قلت: ولا أتّهم بوضع هذا الحديث غَيْرَهُ، والعجب من ابن ماجه مع عِلمه كَيْفَ استحلَّ أن يذكر هذا في كتاب السُنن، ولا يتكلّم؟! أتراه ما سمع في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من رَوى عَنّي حديثاً يُرى أنه كَذِبٌ فهو أحد الكاذبين" أما عَلِمَ أنّ العَوَامّ يَقُولُون: لَوْ لاَ أَنّ هَذَا صحيح لَما ذَكَرَهُ ذلك العالِم فيعملون بمُقْتَضَاه، ولكنْ غَلَبَ عليه الهَوى بالعصبيّة للبَلدِ والمَوْطن!".



وإليكم الوثيقة

doc0e2d5c22e2.jpg

doc9d51fab2fe.jpg

doc7b82d5569c.jpg

doccf0cb06026.jpg









 
17 أغسطس 2010
20
0
0
كلامنا ليس حول تقييم كتاب الموضوعات لابن الجوزي، بل حول كلام ابن الجوزي عن ابن ماجة، حيثُ قال أنه غلب عليه الهوى بالعصبية للبلد والموطن، فروى في كتاب (السنن) حديثاً موضوعاً في فضل قزوين، وهي المدينة التي ينتمي إليها.


أما قولك بأنَّ ابن الجوزي غير معتمد في الصحيح والسقيم، وأنَّ له أخطاء في كتابه (الموضوعات)، فأقول :

هل حكمه على هذا الحديث من أخطائه؟ إن كان الأمر كذلك فأرجو أن تبيِّن هذا الأمر.



وهذا بعض ما قاله العلماء في الحكم على هذا الحديث :


1- قال الذهبي في (ميزان الاعتدال ج2 ص20 ط. البجاوي، ترجمة داود بن المحبر) : "أخبرنا عبد الخالق بن سعيد، أخبرنا ابنُ قدامة، أخبرنا أبو زُرْعة، أخبرنا المقوِّمي، أخبرنا القاسم بن أبي المنذر، أخبرنا أبو الحسن القطان،
حدثنا ابن ماجة، حدثنا إسماعيل بن أبي الحارث، حدثنا داود بن المحبَّر، عن الربيع بن صَبيح، عن يزيد الرقاشي، عن أنس - مرفوعاً: ستُفْتَح مدينة يقال لها قَزْوين، مَنْ رابط فيها أربعين ليلة كان له في الجنة عامود من ذهب، وزمرّدة خضراء، على ياقوتة حمراء، لها سبعون ألف مصراع من ذهب، كلّ باب منها فيه زوجة من الحور العين . فلقد شان ابنُ ماجة سُنَنه بإدخاله هذا الحديث الموضوع فيها
".

http://waqfeya.com/book.php?bid=3394


2- أورده الألباني في (سلسلة الأحاديث الضعيفة ج1 ص548 ح371) وقال : "موضوع".

(10.6 M)PDF

وأورده أيضاً في (ضعيف سنن ابن ماجه ص227 ح2829) وقال : "موضوع".




3- قال شعيب الأرنؤوط في حاشية (السنن لابن ماجة ج4 ص70-71 ح2780، ط. الرسالة العالمية : "موضوع، إسناده مسلسل بالضعفاء".

http://www.waqfeya.com/book.php?bid=6139




4- قال بشار عوَّاد معروف في حاشية (سنن ابن ماجة ج4 ص324-325 ح2780) : "موضوع، وآفته داود بن المحبر فإنّه كذّاب وضاع، وهذا الحديث ذكره المصنفون في الموضوعات".

(8.6 M)PDF




5- قال الدكتور سعد بن عبد آل حميد في (منهاج المحدثين ص221) : "أما الشيخ الألباني، فإنه أفرد الصحيح عن الضعيف في سنن ابن ماجه، وبحسب حكم الألباني يكون عدد الأحاديث الضعيفة في سنن ابن ماجه لا يزيد على ثمانمائة حديثاً، ومن هذه الأحاديث الموضوعة حديث لا يشك في وضعه، وهو حديث في فضل قزوين، أورده ابن ماجه - رحمه الله -؛ لأن بلده قزوين".

http://www.alukah.net/Web/homayed/0/14805/





6- قال ابن قيِّم الجوزية في (المنار المنيف في الصحيح والضعيف ص111، ط. عالم الفوائد) : "وكل حديث في مَدح بغداد ودِجْلتها، والبصرة والكوفة، ومَرو، وقَزوين، وعَسقلان، والإسكندرية، ونَصيبين، وأنطاكية، فهو كذبٌ".

http://waqfeya.com/book.php?bid=1775
 

الهاد

New Member
6 فبراير 2011
44
0
0
من أسند فقد أحال ..كلام صحيح في الجملة ، وعلى هذا المحدثون ، لكن الإشكال الذي ذكره ابن الجوزي لا تدفعه هذه القاعدة ؛ إذ هل يغفل عنها إمام كبير كابن الجوزي ويتذكرها مثلك ..
فابن الجوزي إنما أنكر ما له تأثير مباشر في بناء بدعة ، وتضليل أمّة ، والتغرير بعوامها ، وهم أهل قزوين في المثال ، ومثل هذا يحرم سرده عند العلماء إلا إذا قصدوا التعجب أو بيان علته ؛ دفعاً لما يوجب إفساد عقيدة الناس :
قال ابن الجوزي وأنظر ما ضللناه بالأحمر :
والعجب من ابن ماجه مع عِلمه كَيْفَ استحلَّ أن يذكر هذا في كتاب السُنن، ولا يتكلّم؟! أتراه ما سمع في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من رَوى عَنّي حديثاً يُرى أنه كَذِبٌ فهو أحد الكاذبين"
أما عَلِمَ أنّ العَوَامّ يَقُولُون: لَوْ لاَ أَنّ هَذَا صحيح لَما ذَكَرَهُ ذلك العالِم فيعملون بمُقْتَضَاه، ولكنْ غَلَبَ عليه الهَوى بالعصبيّة للبَلدِ والمَوْطن!".
وهذا هو عين الإشكال الذي طعن به الإمام أبو زرعة صحيح مسلم ، لما قيل له : هذا
صحيح مسلم .
الهاد

 

alialtai75

New Member
24 أغسطس 2011
16
0
0
قال ابن قيِّم الجوزية في (المنار المنيف في الصحيح والضعيف ص111، ط. عالم الفوائد) : "وكل حديث في مَدح بغداد ودِجْلتها، والبصرة والكوفة، ومَرو، وقَزوين، وعَسقلان، والإسكندرية، ونَصيبين، وأنطاكية، فهو كذبٌ".
بينما نرى إبن قيم الجوزية وشيخه إبن تيمية وأضرابهما يصححون أحاديث مدح وتفضيل الشام وأهل الشام لأنهم أصحاب معاوية ومتشأ النصب والعداء لأهل البيت ع