((حديث الثقلين)) .. من طرق الشيعة ...

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا محمد بن عبدالله وعلى آله الطاهرين وبعد
فهذا (حديث الثقلين) من طرق الشيعة الإمامية المتصلة إما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله أو إلى أحد أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم ، وهم ممن علم أن واسطتهم إلى جدهم رسول الله صلى الله عليه وآله هم آباؤهم المعصومين إلا ما صرح به أحدهم كالإمام الباقر صلوات الله عليه فيما رواه عن الصحابي الجليل جابر بن عبدالله الأنصاري رضوان الله عليه عن رسول الله صلى الله عليه وآله ، لا احتياجاً منه إليه ولكن لتشريفه بالرواية عنه لجلالته عند أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم .
وعليه فتنقسم الروايات إلى أربعة أقسام كما يلي :
1-روايات متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله عن طريق أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم. (جاء فيها ذكر سلسلة السند من الإمام المروي عنه عن آبائه إلى رسول الله)
2-روايات متصلة إلى أحد الأئمة صلوات الله عليهم عن رسول الله مباشرة (دون أن يذكر فيها الإمام سنده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله)
3-روايات متصلة إلى أحد أئمة أهل البيت كالإمام الباقر عليه السلام بسنده عن الصحابي جابر بن عبدالله الأنصاري عن رسول الله صلى الله عليه وآله.
4-روايات متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وآله من غير طريق أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم .
وعلى بركة الله نبدأ ، ونطلب منه المعونة والتوفيق والسداد ، إنه ولي ذلك ..



حديث الثقلين
من طرق الشيعة الإمامية

.................................................. ..........
- بصائر الدرجات- محمد بن الحسن الصفار ص 432 :
( 17 ) باب في قول رسول الله ص انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله واهل بيتى
( 1 ) حدثنا ابراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن ابن جميلة عن ابن شعيب الحداد عن ابى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انا اول قادم على الله ثم يقدم على كتاب الله ثم يقدم على اهل بيتى ثم يقدم على امتى فيقفون فيسئلهم ما فعلتهم في كتابي و اهل بيت نبيكم .
( 2 ) حدثنا محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وغيرهما عن ابن محبوب عن ابن اسحق بن غالب عن ابى عبد الله عليه السلام قال مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وخلف في امته كتاب
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) وفى نسخة بدله ، يفتح الله به فتشوق الناس . ( 2 ) وفى نسخة بدله ، الرحى . ( * )
/ صفحة 433 /
الله ووصيه على بن ابى طالب عليه السلام وامير المؤمنين وامام المتقين وحبل الله المتين وعروة الوثقى التى لا انفصام لها وعهده المؤكد صاحبان موتلفان يشهد كل واحد لصاحبه بتصديق ينطق الامام من الله عزّ وجلّ في الكتاب بما اوجب فيه على العباد من طاعة الله و طاعة الامام وولايته واوجب ( 1 ) حقه الذى اراه ( 2 ) الله عزّ وجلّ من استكمال دينه واظهار امره والاحتجاج بحجته والاستضاء بنوره في معادن اهل صفوته ومصطفى اهل خيرته قد ذخر ( 3 ) الله بائمة الهدى من اهل بيت نبينا عن دينه وابلج بهم عن سبيل مناهجه ( 4 ) وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه فمن عرف من امة محمد صلى الله عليه وآله واجب حق امامه وجد طعم حلاوة ايمانه وعلم فضل طلاقة اسلامه لان الله ورسوله نصب الامام علما لخلقه وحجة على اهل عالمه البسه الله تاج الوقار وغشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه موارده ولا ينال ما عند الله تبارك وتعالى الا بجهد اسباب سبيله ولا يقبل الله اعمال العباد الا بمعرفته فهو عالم بما يرد من ملتبسات الوحى ومصيبات ( 5 ) السنن ومشتبهات الفتن ولم يكن الله ليضل قوما بعد إذ هديهم حتى يبين لهم ما يتقون و تكون الحجة من الله على العباد بالغة .
( 3 ) حدثنا على بن محمد عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود عن يحيى بن اديم عن شريك عن جابر قال قال أبو جعفر عليه السلام دعا رسول الله اصحابه بمنى قال يا ايها الناس انى تارك فيكم الثقلين اما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي اهل بيتى فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض ثم قال ايها الناس انى تارك فيكم حرمات الله كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام ثم قال أبو جعفر عليه السلام اما كتاب
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) واجب ، هكذا في البحار . ( 2 ) اراد ، في البحار . ( 3 ) فاوضح ، هكذا في البحار . ( 4 ) وفى نسخة بدله ، منهاجه . ( 5 ) معميات بالتشديد ، كذا في البحار . ( * )
/ صفحة 434 /
الله فحرفوا واما الكعبة فهدموا واما العترة فقتلوا وكل ودايع الله فقد تبروا .
( 4 ) حدثنا محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير عن ذريح بن يزيد عن ابى عبد الله عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله واهل بيتى فنحن اهل بيته .
( 5 ) حدثنا محمد بن الحسين عن النضر بن شعيب عن خالد بن ماد القلانسى عن رجل عن ابى جعفر عليه السلام عن جابر بن عبد الله الانصاري قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله انى تارك فيكم الثقلين الثقل الاكبر والثقل الاصغر ان تمسكتم بهما لا تضلوا ولا تبدلوا وانى سألت اللطيف الخبير ان لا يتفرقا ( 1 ) حتى يردا على الحوض فاعطيت ذلك قالوا وما الثقل الاكبر وما الثقل الاصغر قال الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وسبب طرفه بايديكم والثقل الاصغر عترتي واهل بيتى .
( 6 ) حدثنا ابراهيم بن هاشم عن يحيى بن ابى عمران عن يونس عن هشام بن الحكم عن سعد الاسكاف قال سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول النبي صلى الله عليه وآله انى تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض قال فقال أبو جعفر لا يزال كتاب الله والدليل منا يدل عليه حتى يردا على الحوض .
.................................................. ..........
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 1 ص 28 :
4 - حدثنا أبو الحسن محمد ابن على بن الشاه الفقيه المروزى بمرو الرود في داره قال حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائى بالبصرة قال حدثنا أبي في سنه ستين ومأتين قال حدثني على بن موسى الرضا عليه السلام سنة اربع وتسعين ومائة وحدثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخورى بنيسابور قال حدثنا أبو اسحاق إبراهيم بن هارون بن محمد الخورى قال حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخورى بنيسابور قال حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا على بن موسى عليهما السلام وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الاشنانى الرازي العدل ببلخ قال حدثنا على بن محمد بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفراء عن على بن موسى الرضا عليه السلام قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن على قال حدثني أبي على بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن على قال حدثني أبي على بن أبي طالب عليه السلام عن رسول الله " ص " قال اربعة انا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضى لهم حوائجهم والساعى في امورهم عند ما اضطروا إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه
5 - وبهذا الاسناد عن على بن موسى الرضا عليه السلام قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد ابن على قال حدثني أبي على بن الحسين عليه السلام قال حدثتني اسماء بنت عميس قالت حدثتني فاطمة لما حملت بالحسن عليه السلام وولدته جاء النبي " ص " فقال يا اسماء هلمى ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي " ص " واذن في اذنه اليمنى واقام في اذنه اليسرى ثم قال لعلى عليه السلام باي شئ سميت ابني قال ما كنت اسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت احب ان اسميه حربا فقال النبي " ص " ولا انا اسبق باسمه ربى ثم هبط جبرائيل فقال يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام ويقول علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبى بعدك سم ابنك هذا باسم ابن هارون فقال النبي " ص " وما اسم ابن هارون قال
/ صفحة 29 /
شبر قال النبي " ص " لساني عربي قال جبرائيل عليه السلام سمه الحسن قالت اسماء فسماه الحسن فلما كان يوم سابعه عق النبي " ص " عنه بكبشين املحين واعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق ثم قال يا أسماء الدم فعل الجاهلية قالت اسماء فلما كان بعد حول ولد الحسين عليه السلام وجاء النبي " ص " فقال يا اسماء هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء فاذن في اذنه اليمنى واقام في اليسرى ووضعه في حجره فبكا فقالت اسماء بأبي أنت وأمي مم بكائك قال على ابني هذا قلت انه ولد الساعة يا رسول الله فقال تقتله الفئة الباغية بعدي لا أنالهم الله شفاعتي ثم قال يا اسماء تخبرى فاطمة بهذا فانها قريبة عهد بولادته ثم قال لعلى أي شئ سميت ابني هذا قال ما كنت لاسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت احب ان اسميه حربا فقال النبي " ص " ولا اسبق باسمه ربى عز وجل ثم هبط جبرائيل عليه السلام فقال يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام ويقول لك علي منك كهارون من موسى سم ابنك هذا باسم ابن هارون قال النبي " ص " وما اسم هارون قال شبير قال النبي " ص " لساني عربي قال جبرائيل عليه السلام سمه الحسين فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي " ص " بكبشين املحين واعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق راسه وتصدق بوزن الشعر ورقى وطلى راسه بالخلوق فقال يا اسماء الدم فعل الجاهلية .
.................................................. ..........
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 1 ص 34 :
40 - وبهذا الاسناد قال قال رسول الله " ص " كانى قد دعيت فأجبت واني تارك فيكم الثقلين ( 1 ) احدهما اكبر من الآخر كتاب حبل ممدود من السماء الى الارض وعترتي أهل بيتى فانظروا كيف تخلفوني فيهما
.................................................. ..........
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 1 ص 63 :
214 - حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليه السلام قال حدثني ابي موسى بن جعفر قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني ابي علي بن الحسين قال حدثني ابي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن ابي طالب عليه السلام قال قال رسول الله " ص " من مات وليس له امام من ولدي مات ميتة جاهلية ويؤخذ بما عمل الجاهلية والاسلام
.................................................. ..........
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 1 ص 68 :
259 - وباسناده عن علي عليه السلام ، قال : قال النبي ( ص ) : إنى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض .
.................................................. ..........
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 2 ص 60 :
25 - حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا على بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن على عليه السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي من العتره ؟ فقال : انا والحسن والحسين والائمه التسعه من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه .
26 - حدثنا على بن الفضل البغدادي قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس تغلب يسال عن معنى قوله صلى الله عليه وآله انى تارك فيكم الثقلين لم سميا بالثقلين قال : لأن التمسك بهما ثقيل .
.................................................. ..........
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 2 ص 207 :
23 - باب ذكر مجلس الرضا عليه السلام مع المأمون في الفرق بين العتره والامه
1 - حدثنا على بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور رضى الله عنهما قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميرى ( 3 ) عن أبيه عن الريان بن الصلت قال : حضر الرضا عليه السلام مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعه من علماء أهل العراق وخراسان فقال المأمون : اخبروني عن معنى هذه الايه : ( ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ( 1 ) فقالت العلماء : اراد الله عز وجل بذلك الامه كلها فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا عليه السلام : لا اقول كما ولكني اقول : اراد الله عز وجل بذلك العتره الطاهره فقال المأمون : وكيف عنى العتره من دون الامه ؟ فقال له الرضا عليه السلام : انه لو اراد الامه لكانت اجمعها في الجنة لقول الله عز وجل : ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات باذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال عز وجل : ( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من اساور من ذهب ) الايه فصارت الوراثة للعتره الطاهره لا لغيرهم فقال المأمون :
------------------------------
(هامش) * 1 - باب 23 - فيه حديث واحد .
2 - الحميري منسوب الى حمير بكسر الحاء وبسكون الميم وفتح الياء أبو قبيلة من اليمن كان منهم الملوك في القديم وفيهم جماعة من الرواة ومن مشاهيرهم عبد الله بن جعفر الحميري والسيد اسماعيل الشاعر القائل للقصيدة المشهورة منهم .
3 - سورة فاطر : الاية 32 . ( * )
/ صفحة 208 /
من العتره الطاهره ؟ فقال الرضا عليه السلام : الذين وصفهم الله في كتابه فقال عز وجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 1 ) وهم الذين قال رسول الله ( ص ) : انى مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتى إلا وانهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفون فيهما ايها الناس لا تعلموهم فانهم اعلم منكم قالت العلماء : اخبرنا يا أبا الحسن عن العتره اهم الال ام غير الال ؟ فقال الرضا عليه السلام : هم الال فقالت العلماء : فهذا رسول الله ( ص ) يؤثر عنه انه قال : امتى آلى وهؤلاء اصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه آل محمد امته فقال أبو الحسن عليه السلام : اخبروني فهل تحرم الصدقة على الال فقالوا : نعم قال : فتحرم على الامه قالوا : لا قال : هذا فرق بين الال والامه ويحكم اين يذهب بكم اضربتم عن الذكر صفحا ام انتم قوم مسرفون اما علمتم انه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟ قالوا : ومن اين يا أبا الحسن ؟ فقال من قول الله عز وجل : ( ولقد ارسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوه والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) ( 2 ) فصارت وراثه النبوه والكتاب للمهتدين دون الفاسقين اما علمتم ان نوحا حين سأل ربه عز وجل : ( فقال رب ان ابني من اهلي وان وعدك الحق وأنت احكم الحاكمين ) ( 3 ) وذلك ان الله عز وجل وعده ان ينجيه واهله فقال ربه عز وجل : ( يا نوح انه عمل غير صالح فلا تسألن ما ليس لك به علم انى اعظك ان تكون الجاهلين ) ( 4 ) فقال المأمون : هل فضل الله العتره على سائر الناس ؟ فقال أبو الحسن : ان الله عز وجل ابان فضل العتره على سائر الناس في محكم كتابه فقال له المأمون : واين ذلك من كتاب الله ؟ فقال له الرضا عليه السلام في قول الله عز وجل : ( ان الله اصطفى آدم
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة الاحزاب : 33 . روى الجمهور أنها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام . 2 - سورة الحديد : الاية 26 . 3 - سورة هود : الاية 45 . 4 - سورة هود : الاية 46 . ( * )
/ صفحة 209 /
ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذريه بعضها من بعض والله سميع عليم ) ( 1 ) وقال عز وجل في موضع آخر : ( ام يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمه وآتيناهم ملكا عظيما ) ( 2 ) ثم رد المخاطبة في اثر هذه الى سائر المؤمنين فقال : ( يا ايها الذين آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ) ( 3 ) يعنى الذي قرنهم بالكتاب والحكمه وحسدوا عليهما فقوله عز وجل : ( ام يحسدون الناس على ما آتيهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمه وآتيناهم ملكا عظيما ) يعنى الطاعه للمصطفين الطاهرين فالملك هيهنا هو الطاعه لهم فقالت العلماء : فاخبرنا هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنا عشر موطنا وموضعا . فاول ذلك قوله عز وجل : ( وانذر عشيرتك الاقربين ) ( 4 ) ورهطك المخلصين هكذا في قراءة أبي بن كعب وهي ثابته في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزله رفيعه وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الال فذكره لرسول الله ( ص ) فهذه واحده .
والايه الثانيه - في الاصطفاء قوله عز وجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 5 ) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد إلا معاند ضال لانه فضل بعد طهاره تنتظر فهذه الثانيه .
وأما الثالثه فحين ميز الله الطاهرين من خلقه فامر نبيه بالمباهلة بهم في آيه الابتهال فقال عز وجل : يا محمد : ( فمن حاجك فيه من بعد جاءك من
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة آل عمران : الاية 33 و 34 . 2 - سورة النساء : الاية 54 . وقال الباقر عليه السلام نحن الناس . ورواه عن الباقر عليه السلام عدة . 3 - سورة النساء : الاية 59 . 4 - سورة الشعراء : الاية 214 . 5 - سورة الاحزاب : الاية 33 . قد اجمع المفسرون انها نزلت في علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام وقد صرح بعض العامة بهذا الاجماع وقد اوردوا عدة كثيرة من حفاظ الحديث في كتبهم نزول الاية في حق فاطمة وبعلها وبنيها عليهم السلام . فراجع كتبهم . ( * )
/ صفحة 210 /
العلم فقل تعالوا ندع ابناءنا وابناءكم ونساءنا ونساءكم وانفسنا وانفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنه الله على الكاذبين ) ( 1 ) فبرز النبي ( ص ) عليا والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم وقرن انفسهم بنفسه فهل تدرون ما معنى قوله : ( وانفسنا وانفسكم ) ؟ قالت العلماء : عنى به نفسه فقال أبو الحسن عليه السلام : لقد غلطتم إنما عنى بها على بن أبي طالب عليه السلام ومما يدل على ذلك قول النبي ( ص ) : حين قال : لينتهين بنو وليعه ( 2 ) أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى على بن أبي طالب عليه السلام وعنى بالابناء الحسن والحسين عليهما السلام وعنى بالنساء فاطمه عليها السلام فهذه خصوصيه لا يتقدمهم فيها أحد وفضل لا يلحقهم فيه بشر وشرف لا يسبقهم إليه خلق إذ جعل نفس على عليه السلام كنفسه فهذه الثالثه .
وأما الرابعة فاخراجه ( ص ) الناس من مسجده ما خلا العتره حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال : يا رسول الله : تركت عليا واخرجتنا ؟ فقال رسول الله ( ص ) : ما انا تركته واخرجتكم ولكن الله عز وجل تركه واخرجكم وفي هذا تبيان قوله ( ص ) لعلى عليه السلام : أنت منى بمنزله هارون من موسى قالت العلماء : واين هذا من القرآن ؟ قال أبو الحسن : اوجدكم في ذلك قرآنا واقرأه عليكم قالوا : هات قال : قول الله عز وجل : ( واوحينا الى موسى واخيه ان تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبله ) ففى هذه الايه منزله هارون من موسى وفيها ايضا منزله على عليه السلام من رسول الله ( ص ) ومع هذا دليل واضح في قوله رسول الله ( ص ) حين قال : ألا ان هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد ( ص ) وآله قالت العلماء : يا أبا الحسن هذا الشرح والبيان لا يوجد إلا عندكم معاشر أهل بيت رسول الله ( ص ) فقال : ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله يقول : انا مدينه
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة آل عمران : الاية 61 لا ريب في نزول الاية المباهلة في حق الخمسة عليهم السلام قال العلامة في نهج الحق : اجمع المفسرون ان ابنائنا اشارة الى الحسن والحسين عليهما السلام ونسائنا اشارة الى فاطمة عليها السلام وانفسنا اشارة الى علي عليه السلام فجعله الله تعالى نفس محمد صلى الله عليه وآله . 2 - وليعة كسفينة : حي من كندة . ( * )
/ صفحة 211 /
العلم وعلى بابها فمن اراد المدينة فليأتها من بابها ؟ ! ففيما اوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمه والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره إلا معاند والله عز وجل والحمد على ذلك فهذه الرابعة . والايه الخامسه قول الله عز وجل : ( وآت ذا القربى حقه ) ( 1 ) خصوصيه خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الامه فلما نزلت هذه الايه على رسول الله ( ص ) قال : ادعوا الى فاطمه فدعيت له فقال : يا فاطمه قالت : لبيك يا رسول الله فقال : هذه فدك ( 2 ) مما هي لم يوجف عليه بالخيل ولا ركاب وهي لي خاصه دون المسلمين وقد جعلتها لما امرني الله تعالى به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسه .
والايه السادسة قول الله عز وجل : ( قل لا اسئلكم عليه اجرا إلا الموده في القربى ) ( 3 ) وهذه خصوصيه للنبى ( ص ) الى يوم القيامة وخصوصيه للال دون غيرهم وذلك ان الله عز وجل حكى في ذكر نوح في كتابه : ( يا قوم لا اسئلكم عليه مالا ان اجرى إلا على الله وما انا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني اريكم قوما تجهلون ) ( 4 ) وحكى عز وجل عن هود انه قال : ( قل لا اسئلكم عليه اجرا ان اجرى إلا على الذي فطرني افلا تعقلون ) ( 5 ) وقال عز وجل لنبيه محمد ( ص ) : قل يا محمد ( لا اسئلكم عليه اجرا إلا الموده في القربى ) ويفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة الاسراء : الاية 26 .
2 - فدك بالتحريك وآخره كاف : قرية بالحجاز بينها وبين المدينة يومان وقيل ثلاثة أفاءها الله تعالى على رسوله عليه السلام صلحا فيها عين فوارة ونخل وهي التي قالت فاطمة رضي الله عنها : ان رسول الله نحلنيها فقال أبو بكر : اريد بذلك شهودا . من مراصد الاطلاع الجزء الثالث ص 1020 ) .
3 - سورة الشورى : الاية 20 . قال العلامة في نهج الحق : روى الجمهور في الصحيحين وأحمد ين حنبل في مسنده والثعلبي في تفسيره عن ابن عباس رحمه الله قال : لما نزلت ( قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى ) قالوا : يا رسول الله ( ص ) من قرابتك الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وأبناهما ووجوب المودة تستلزم وجوب الطاعة . 4 - سورة هود : الاية 29 . 5 - سورة هود : الاية 51 . ( * )
/ صفحة 212 /
ابدا ولا يرجعون الى ضلال ابدا واخرى ان يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل فاحب الله عز وجل ان لا يكون في قلب رسول الله ( ص ) على المؤمنين شئ ففرض عليهم الله موده ذوى القربى فمن اخذ بها واحب رسول الله ( ص ) واحب أهل بيته لم يستطع رسول الله ( ص ) ان يبغضه ومن تركها ولم ياخذ بها وابغض أهل بيته فعلى رسول الله ( ص ) ان يبغضه لانه قد ترك فريضه من فرائض الله عز وجل فاى فضيله وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه ؟ فانزل الله عز وجل هذه الايه على نبيه ( ص ) ( قل لا اسألكم عليه اجرا إلا الموده في القربى ) فقام رسول الله ( ص ) في اصحابه فحمد الله واثنى عليه وقال : يا ايها الناس ان الله عز وجل قد فرض لي عليكم فرضا فهل انتم مؤدوه ؟ فلم يجبه أحد فقال : يا ايها الناس انه ليس من فضه ولا ذهب ولا ماكول ولا مشروب فقالوا : هات إذا فتلا عليهم هذه الايه فقالوا : أما هذه فنعم فما وفى بها اكثرهم وما بعث الله عز وجل نبيا إلا اوحى إليه ان لا يسال قومه اجرا لأن الله عز وجل يوفيه اجر الانبياء ومحمد ( ص ) فرض الله عز وجل طاعته وموده قرابته على امته وامره ان يجعل اجره فيهم ليؤدوه في قرابته بمعرفه فضلهم الذي اوجب الله عز وجل لهم فإن الموده انما تكون على قدر معرفه الفضل فلما اوجب الله تعالى ذلك ثقل ذلك لثقل وجوب الطاعه فتمسك بها قوم قد اخذ الله ميثاقهم على الوفاء وعاند أهل الشقاق والنفاق والحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله عز وجل فقالوا : القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا ان الموده هي للقرابه فاقربهم من النبي ( ص ) اولاهم بالموده وكلما قربت القرابة كانت الموده على قدرها وما انصفوا نبى الله ( ص ) في حيطته ورافته وما من الله به على امته مما تعجز الالسن عن وصف الشكر عليه ان لا يؤذوه في ذريته وأهل بيته وان يجعلوهم فيهم بمنزله العين من الراس حفظا لرسول الله فيهم وحبا لهم فكيف ؟ ! والقرآن ينطق به ويدعو إليه والاخبار ثابته ( 1 ) بانهم أهل الموده والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء
------------------------------
(هامش) * 1 - من الخاصة والعامة : وروي عدة كثيرة من اصحاب الحديث والتفسير والكلام انهم عليهم السلام اهل المودة الذين فرض الله تعالى مودتهم . ( * )
/ صفحة 213 /
عليها فما وفى أحد بها فهذه الموده لا ياتي بها أحد مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله عز وجل في هذه الايه : ( والذين آمنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا اسألكم عليه اجرا إلا الموده القربى ) مفسرا ومبينا ثم قال أبو الحسن عليه السلام : حدثني أبي عن جدى عن آبائه عن الحسين بن عليهم السلام قال : اجتمع المهاجرون والانصار الى رسول الله ( ص ) فقالوا : ان لك يا رسول الله ( ص ) مؤنه في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه اموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا ماجورا اعط ما شئت وامسك ما شئت من غير حرج قال : فانزل الله عز وجل عليه الروح الامين فقال : يا محمد : ( قل لا اسألكم عليه اجرا إلا الموده في القربى ) يعنى ان تودوا قرابتي من بعدى فخرجوا فقال المنافقون : ما حمل رسول الله ( ص ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعد ان هو إلا شئ افتراه في مجلسه وكان ذلك من قولهم عظيما فانزل الله عز وجل هذه الايه : ( ام يقولون افتريه قل ان افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو اعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بينى وبينكم وهو الغفور الرحيم ) ( 1 ) فبعث عليهم النبي ( ص ) فقال : هل من حدث ؟ فقالوا : أي والله يا رسول الله لقد قال بعضنا : كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله ( ص ) الايه فبكوا واشتد بكاؤهم فانزل عز وجل : ( وهو الذي يقبل التوبه عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) ( 2 ) فهذه السادسة .
وأما الايه السابعه فقول الله عز وجل : ( ان الله وملائكته يصلون على النبي يا ايها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) قالوا : يا رسول الله قد عرفنا التسليم فكيف الصلاه عليك ؟ فقال : تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم انك حميد مجيد ( 3 ) فهل
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة الاحقاف : الاية 8 . 2 - سورة الشورى : الاية 25 . 3 - ورد الصلوة على الرسول ( ص ) وآله المتضمنة للال مما تواترت به الاخبار وأورد ارباب الحديث من العامة والخاصة في كتبهم فليراجع . ( * )
/ صفحة 214 /
بينكم معاشر الناس في هذا خلاف ؟
فقالوا : لا .
فقال المأمون : هذا مما خلاف فيه اصلا وعليه اجماع الامه فهل عندك في الال شئ اوضح من هذا في القرآن ؟ فقال أبو الحسن : نعم اخبروني عن قول الله عز وجل : ( يس والقرآن الحكيم انك لمن المرسلين على صراط مستقيم ) فمن عنى بقوله يس ؟ قالت العلماء : يس محمد ( ص ) لم يشك فيه أحد قال أبو الحسن : فإن الله عز وجل اعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه الا من عقله وذلك ان الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الانبياء صلوات الله عليهم فقال تبارك وتعالى : ( سلام على نوح في العالمين ) ( 1 ) وقال : ( سلام على إبراهيم ) ( 2 ) وقال : ( سلام على موسى وهارون ) ( 3 ) ولم يقل : سلام على آل نوح ولم يقل : سلام على آل إبراهيم ولا قال : سلام على آل موسى وهارون وقال عز وجل : ( سلام على آل يس ) ( 4 ) يعنى آل محمد صلوات الله عليهم فقال المأمون : لقد علمت ان في معدن النبوه شرح هذا وبيانه فهذه السابعه .
وأما الثامنه فقول الله عز وجل : ( واعلموا انما غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) ( 5 ) فقرن سهم ذى القربى بسهمه وبسهم رسول الله ( ص ) فهذا فضل ايضا بين الال والامه لأن الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك ورضى لهم ما رضى لنفسه واصطفاهم فيه فبدء بنفسه ثم ثنى برسوله ثم بذى القربى في كل ما كان من الفئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه فرضى لهم فقال وقوله الحق : ( واعلموا انما
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة الصافات : الاية 79 . 2 - سورة الصافات : الاية 109 . 3 - سورة الصافات : الاية 120 . 4 - سورة الصافات : الاية 130 . اختلف المفسرون في معنى يس قيل : معناه يا انسان عن ابن عباس وكثر المفسرين وقيل معناه يا رجل عن الحسن وأبي العالية وقيل : معناه يا محمد صلى الله عليه وآله عن سعيد بن جبير ومحد بن الحنفية وقيل معناه سيد الاولين والاخرين وقيل : هو اسم النبي صلى الله عليه وآله عن علي وأبي جعفر الباقر عليهما السلام وروي جمع من فطاحل القوم عن ابن عباس ان المراد من آل ياسين آل محمد صلى الله عليه وآله . 5 - سورة الانفال : الاية 41 . ( * )
/ صفحة 215 /
غنمتم من شئ فإن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) فهذا تأكيد مؤكد واثر قائم لهم الى يوم القيامة في كتاب الله الناطق ( الذي لا ياتيه الباطل من يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ) وأما قوله : ( واليتامى والمساكين ) فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب وكذلك المسكين انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له اخذه وسهم ذى القربى قائم الى يوم القيامة فيهم للغنى والفقير منهم لانه لا أحد اغنى من الله عز وجل ولا من رسول الله ( ص ) فجعل لنفسه منها سهما ولرسوله ( ص ) سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله ( ص ) رضيه لهم وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه ( ص ) رضيه لذى القربى كما اجراهم في الغنيمة فبدء بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله ( ص ) وكذلك في الطاعه قال : ( يا ايها آمنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولى الامر منكم ) ( 1 ) فبدء بنفسه ثم برسوله ثم باهل بيته كذلك آيه الولاية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاه ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) ( 2 ) فجعل طاعتهم مع طاعه الرسول مقرونه بطاعته كذلك ولايتهم مع ولايه الرسول مقرونه بولايته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه الغنيمة والفئ فتبارك الله وتعالى ما اعظم نعمته على أهل هذا البيت ؟ ! فلما جاءت قصه الصدقة نزه نفسه ورسوله ونزه أهل بيته فقال : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفه قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضه من الله ) ( 3 ) فهل تجد في شئ من ذلك انه سمى لنفسه أو لرسوله أو لذى القربى لانه لما
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة انساء : الاية 59 .
2 - قال العلامة في نهج الحق في حديث الامامة عند اثبات امامة علي بن أبي طالب عليه السلام واما المنقول والسنة المتواترة أما القرآن فآيات الاولى : ( انما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) اجمعوا على نزولها في علي عليه السلام وهو مذكور في الجمع بين الصحاح الستة لما تصدق بخاتمه على المسكين في الصلات بعض من الصابة من اصحابه والولي هو المتصرف وقد اثبت الله الولاية لذاته وشرك معه الرسول وأمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام وولاية الله تعالى عامة فكذلك النبي والولي .
3 - سورة التوبة : الاية 60 . ( * )
/ صفحة 216 /
نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله ونزه اهل بيته لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمه على محمد ( ص ) وآله وهي اوساخ ايدى الناس لا يحل لهم لانهم طهروا من كل دنس ووسخ فلما طهرهم الله عز وجل واصطفاهم رضى لهم ما رضى لنفسه وكره لهم ما كره لنفسه عز وجل فهذه الثامنه .
وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله عز وجل : ( فاسألوا أهل الذكر كنتم لا تعلمون ) ( 1 ) فنحن أهل الذكر فاسألونا ان كنتم لا تعلمون فقالت العلماء : إنما عنى الله بذلك اليهود والنصارى فقال أبو الحسن عليه السلام : سبحان الله ! وهل يجوز ذلك إذا يدعونا الى دينهم ويقولون : انهم افضل من دين الاسلام ؟ ! فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوه يا أبا الحسن ؟ فقال أبو الحسن : نعم الذكر رسول الله ونحن اهله وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سوره الطلاق : ( فاتقوا الله يا اولى الالباب الذين آمنوا قد انزل الله اليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ) فالذكر رسول الله ( ص ) ونحن اهله فهذه التاسعة .
وأما العاشرة فقول الله عز وجل في آيه التحريم : ( حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم ) الايه ( 2 ) فاخبروني هل تصلح ابنتى وابنة ابني وما تناسل من صلبى لرسول الله ( ص ) ان يتزوجها لو كان حيا ؟ قالوا : لا قال : فاخبروني هل كانت ابنه احدكم تصلح له ان يتزوجها لو كان حيا ؟ قالوا : نعم قال : ففى هذا بيان لانى انا من آله ولستم من آله ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتى لانى من آله وانتم من امته فهذا فرق بين الال والامه لأن الال منه والامه إذا لم تكن من الال فليست منه فهذه العاشرة .
وأما الحاديه عشره فقول الله عز وجل في سوره المؤمن حكايه عن قول رجل مؤمن من آل فرعون : ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه اتقتلون رجلا ان يقول ربى الله وقد جائكم بالبينات من ربكم ) الى تمام الايه فكان
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة النحل : الاية 43 . 2 - سورة النساء : الاية 23 . ( * )
/ صفحة 217 /
ابن خال فرعون فنسبه الى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله ( ص ) بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين فهذا فرق بين الال والامه فهذه الحاديه عشره .
وأما الثانيه عشره فقوله عز وجل : ( وأمر اهلك بالصلاة واصطبر عليها ) ( 1 ) فخصصنا الله تبارك وتعالى بهذه الخصوصية إذ امرنا مع الامه باقامه الصلاه ثم خصصنا من دون الامه فكان رسول الله ( ص ) يجئ الى باب علي وفاطمة عليهم السلام بعد نزول هذه الايه تسعه اشهر كل يوم عند حضور كل صلاه خمس مرات فيقول : الصلاه رحمكم الله وما اكرم الله احدا من ذرارى الانبياء بمثل هذه الكرامة التي اكرمنا بها وخصصنا من دون جميع أهل بيتهم .
فقال المأمون والعلماء : جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن هذه الامه خيرا فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم .
------------------------------
(هامش) * 1 - سورة طه : الاية 132 . ( * )
.................................................. ..........
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 500 :
686 / 15 - حدثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي ، قال : حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، عن شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ، ألا وهما الخليفتان من بعدي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 2 ) .
------------------------------
(هامش) *
( 2 ) كمال الدين وتمام النعمة : 239 / 60 ، بحار الانوار 23 : 126 / 54 .
.................................................. ..........
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 615 :
المجلس التاسع والسبعون مجلس يوم الجمعة سلخ جمادى الآخرة سنة ثمان وستين وثلاثمائة
843 / 1 - حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور ( رضي الله عنهما ) ، قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن أبيه ، عن الريان بن الصلت ، قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو ، وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق والخراسان ، فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) ( 1 ) . فقالت العلماء : أراد الله عز وجل بذلك الامة كلها . فقال المأمون : ما تقول ، يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : لا أقول كما قالوا ، ولكني أقول : أراد الله العترة الطاهرة . فقال المأمون : وكيف عنى العترة من دون الامة ؟ فقال له الرضا ( عليه السلام ) : إنه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة ، لقول الله تبارك وتعالى : ( فمنهم ظالم لنفسه
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) فاطر 35 : 32 . ( * )
/ صفحة 616 /
ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) ( 1 ) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال : ( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب ) ( 2 ) فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم . فقال المأمون : من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : الذين وصفهم الله في كتابه ، فقال عز وجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) ( 3 ) ، وهم الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين ، كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم . قالت العلماء : أخبرنا - يا أبا الحسن - عن العترة ، أهم الآل ، أو غير الآل ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : هم الآل . فقال العلماء : فهذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤثر عنه أنه قال : امتي آلي . وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : آل محمد امته . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل ؟ قالوا : نعم . قال : فتحرم على الامة ؟ قالوا : لا . قال : هذا فرق ما بين الآل والامة ، ويحكم أين يذهب بكم ، أضربتم عن الذكر صفحا ، أم أنتم قوم مسرفون ! أما علمتم أنه وقعت الوارثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟ قالوا : ومن أين يا أبا الحسن ؟ قال : من قول الله عز وجل : ( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) ( 4 ) فصارت وارثة النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين ، أما علمتم أن نوحا ( عليه السلام ) حين سأل ربه : ( فقال رب إن ابني من أهلي وإن وعدك الحق وأنت أحكم
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) فاطر 35 : 32 . ( 2 ) فاطر 35 : 33 . ( 3 ) الاحزاب 33 : 33 . ( 4 ) الحديد 57 : 26 . ( * )
/ صفحة 617 /
الحاكمين ) ( 1 ) وذلك أن الله عز وجل وعده أن ينجيه وأهله ، فقال له ربه : ( يا نوح إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) ( 2 ) . فقال المأمون : هل فضل الله العترة على سائر الناس ؟ فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن الله عز وجل أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه . فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله ؟ فقال له الرضا ( عليه السلام ) : في قوله عز وجل : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض ) ( 3 ) ، وقال عز وجل : في موضع آخر : ( أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم ملكا عظيما ) ( 4 ) ، ثم رد المخاطبة في إثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال : ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) ( 5 ) يعني الذي قرنهم بالكتاب والحكمة وحسدوا عليهما ، فقوله : ( أم يحسدون الناس على ما أتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة وءاتيناهم ملكا عظيما ) يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين ، فالملك ها هنا هو الطاعة لهم . قالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله عز وجل الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وموطنا ، فأول ذلك قوله عز وجل : ( وأنذر عشيرتك الاقربين ورهطك المخلصين ) ( 6 ) هكذا في قراءة أبي بن كعب ، وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود ، وهذه منزلة رفيعة
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) هود 11 : 45 . ( 2 ) هود 11 : 46 . ( 3 ) آل عمران 3 : 33 و 34 . ( 4 ) النساء 4 : 54 . ( 5 ) النساء 4 : 59 . ( 6 ) الشعراء 26 : 214 . ( * )
.................................................. ..........
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 618 :
/ صفحة 618 /
وفضل عظيم وشرف عال حين عنى الله عز وجل بذلك الآل ، فذكره لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فهذه واحدة .
والآية الثانية في الاصطفاء ، قوله عز وجل : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاند أصلا ، لانه فضل بعد طهارة تنتظر ، فهذه الثانية .
وأما الثالثة : فحين ميز الله الطاهرين من خلقه ، فأمر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بالمباهلة في آية الابتهال ، فقال عز وجل : قل يا محمد ( تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) ( 1 ) فأبرز النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا والحسن والحسين وفاطمة ( صلوات الله وسلامه عليهم ) وقرن أنفسهم بنفسه ، فهل تدرون ما معنى قوله عز وجل : ( وأنفسنا وأنفسكم ) ؟ قالت العلماء : عنى به نفسهم . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : غلطتم ، إنما عنى بها علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ومما يدل على ذلك ، قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : لينتهين بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي ، يعني علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد ، وفضل لا يلحقه فيه بشر ، وشرف لا يسبقه إليه خلق أن جعل نفس علي كنفسه ، فهذه الثالثة .
وأما الرابعة : فإخراجه ( صلى الله عليه وآله ) الناس من مسجده ما خلا العترة حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس ، فقال : يا رسول الله ، تركت عليا وأخرجتنا ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ما أنا تركته وأخرجتكم ، ولكن الله تركه وأخرجكم . وفي هذا تبيان قوله لعلي ( عليه السلام ) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى . قالت العلماء : فأين هذا من القرآن ؟ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) أو جدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم ؟ قالوا : هات . قال قول الله عز وجل : ( وأوحينا إلى موسى وأخيه
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) آل عمران 3 : 61 . ( * )
/ صفحة 619 /
أن تبوءا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ) ( 1 ) ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى ، وفيها أيضا منزلة علي ( عليه السلام ) من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حين قال : ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد وآله . فقالت العلماء : يا أبا الحسن ، هذا الشرح وهذا البيان ، لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال : ومن ينكر لنا ذلك ؟ ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها ، ففيما أوضحنا وشرحنا من الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لا ينكره معاند ، ولله عز وجل الحمد على ذلك ، فهذه الرابعة .
والآية الخامسة قول الله عز وجل : ( وآت ذا القربى حقه ) ( 2 ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها ، واصطفاهم على الامة ، فلما نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ادعوا لي فاطمة . فدعيت له ، فقال : يا فاطمة قالت : لبيك يا رسول الله . فقال ( صلى الله عليه وآله ) : هذه فدك ، هي مما لم يوجف عليه بخيل ولا ركاب ، وهي لي خاصة دون المسلمين ، وقد جعلتها لك لما أمرني الله به ، فخذيها لك ولولدك ، فهذه الخامسة .
والآية السادسة : قول الله جل جلاله : ( قل لا اسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ( 3 ) وهذه خصوصية للنبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى يوم القيامة ، وخصوصية للآل دون غيرهم ، وذلك أن الله حكى في ذكر نوح ( عليه السلام ) في كتابه : ( يا قوم لا أسئلكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين ءامنوا إنهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون ) ( 4 ) وحكى عز وجل عن هود ( عليه السلام ) أنه قال : ( لا أسئلكم
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) يونس 10 : 87 . ( 2 ) الاسراء 17 : 26 . ( 3 ) الشورى 42 : 23 . ( 4 ) هود 11 : 29 . ( * )
/ صفحة 620 /
عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ) ( 1 ) ، وقال عز وجل لنبيه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل ) يا محمد ( لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ولم يفرض الله مودتهم إلا وقد علم أنهم لا يرتدون عن الدين أبدا ، ولا يرجعون إلى ضلال أبدا . وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل ، فيكون بعض أهل بيته عدوا له ، فلا يسلم قلب الرجل له ، فأحب الله عز وجل أن لا يكون في قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على المؤمنين شئ ، ففرض عليهم مودة ذوي القربى ، فمن أخذ بها وأحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحب أهل بيته ، لم يستطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه ، ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته ، فعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه لانه قد ترك فريضة من فرائض الله ، فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه ؟
فأنزل الله هذه الآية على نبيه ( صلى الله عليه وآله ) : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أصحابه ، فحمد الله وأثنى عليه ، وقال : أيها الناس ، إن الله قد فرض لي عليكم فرضا ، فهل أنتم مؤدوه ؟ فلم يجبه أحد . فقال : أيها الناس ، إنه ليس بذهب ولا فضة ، ولا مأكول ولا مشروب . فقالوا : هات إذن . فتلا عليهم هذه الآية ، فقالوا أما هذا فنعم ، فما وفى بها أكثرهم . وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا ، لان الله عز وجل يوفي أجر الانبياء ، ومحمد ( 2 ) ( صلى الله عليه وآله ) فرض الله عز وجل مودة قرابته على امته ، وأمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجب الله عز وجل لهم ، فإن المودة إنما تكون على قدر معرفة الفضل . فلما أوجب الله ذلك ثقل لثقل ( 3 ) وجوب الطاعة ، فتمسك بها قوم أخذ الله
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) هود 11 : 51 . ( 2 ) وفي نسخة : يوفيه أجر الانبياء ومحمد ، وفي أخرى : يوفيه أجره إلا نبينا محمد . ( 3 ) في نسخة : كثقل . ( * )
/ صفحة 621 /
ميثاقهم على الوفاء ، وعاند أهل الشقاق والنفاق ، وألحدوا في ذلك ، فصرفوه عن حده الذي حده الله ، فقالوا : القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته ، فعلى أي الحالتين كان ، فقد علمنا أن المودة هي للقرابة ، فأقربهم من النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولاهم بالمودة ، كلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها . وما أنصفوا نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) في حيطته ورأفته ، وما من الله به على امته ، مما تعجز الالسن عن وصف الشكر عليه ، أن لا يودوه في ذريته وأهل بيته ، وأن لا يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وحبا لنبيه ( 1 ) ، فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه ؟ والاخبار ثابتة بأنهم أهل المودة ، والذين فرض الله مودتهم ، ووعد الجزاء عليها ، أنه ما وفى أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة ، لقول الله عز وجل في هذه الآية : ( والذين ءامنوا وعملوا الصالحات في روضات الجنات لهم ما يشاءون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير * ذلك الذى يبشر الله عباده الذين ءامنوا وعملوا الصالحات قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) ( 2 ) مفسرا ومبينا . ثم قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : حدثني أبي ، عن جدي ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي ( عليهم السلام ) ، قال : اجتمع المهاجرون والانصار إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقالوا : إن لك - يا رسول الله - مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود ، وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا ، مأجورا ، أعط ما شئت ، وأمسك ما شئت ، من غير حرج ، قال : فأنزل الله عز وجل عليه الروح الامين فقال : يا محمد ، ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) يعني أن تودوا قرابتي من بعدي ، فخرجوا ، فقال المنافقون : ما حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده ، إن هو إلا شئ افتراه في مجلسه ، وكان ذلك من قولهم عظيما ، فأنزل الله عز وجل
 

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في نسخة : لبنيه . ( 2 ) الشورى 42 : 22 و 23 . ( * )
/ صفحة 622 /
جبرئيل بهذه الآية ( أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه كفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم ) ( 1 ) فبعث إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : هل من حدث ؟ فقالوا : إي والله يا رسول الله ، لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه ، فتلا عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الآية فبكوا واشتد بكاؤهم ، فأنزل الله عز وجل ( وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) ( 2 ) ، فهذه السادسة .
وأما الآية السابعة : فقول الله تبارك وتعالى : ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين ءامنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) ( 3 ) وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله ، قد عرفنا التسليم عليك ، فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم و ( 4 ) آل إبراهيم إنك حميد مجيد ، فهل بينكم - معاشر الناس - في هذا خلاف ؟ قالوا لا . قال المأمون : هذا ما ( 5 ) لا خلاف فيه أصلا ، وعليه الاجماع ، فهل عندك في الآل شئ أوضح من هذا في القرآن ؟ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : نعم ، أخبروني عن قول الله عز وجل : ( يس والقرآن الحكيم * إنك لمن المرسلين * على صراط المستقيم ) ( 6 ) ، فمن عنى بقوله : ( يس ) ؟ قالت العلماء : ( يس ) محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، لم يشك فيه أحد . قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : فإن الله أعطى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) وآل محمد من
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الاحقاف 46 : 8 .
( 2 ) الشورى 42 : 25 .
( 3 ) الاحزاب 33 : 56 .
( 4 ) في نسخة زيادة : على .
( 5 ) في نسخة : مما .
( 6 ) يس 36 : 1 - 4 . ( * )
/ صفحة 623 /
ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله ، وذلك أن الله لم يسلم على أحد إلا على الانبياء ( صلوات الله عليهم ) ، فقال تبارك وتعالى : ( سلام على نوح في العلمين ) ( 1 ) ، وقال : ( سلام على إبراهيم ) ( 2 ) وقال : ( سلام على موسى وهارون ) ( 3 ) ، ولم يقل : سلام على آل نوح ، ولم يقل : سلام على آل موسى ولا على آل إبراهيم ، وقال : * ( سلام على آل ياسين ) ( 4 ) ، يعني آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) - فقال المأمون : قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه - فهذه السابعة .
وأما الثامنة : فقول الله عز وجل : ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسوله ، فهذا فصل أيضا بين الآل والامة ، لان الله جعلهم في حيز ، وجعل الناس في حيز دون ذلك ، ورضي لهم ما رضي لنفسه ، واصطفاهم فيه ، فبدأ بنفسه ، ثم برسوله ، ثم بذي القربى بكل ما كان من الفئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه ورضيه لهم ، فقال وقوله الحق : ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد . وأما قوله : ( واليتامى والمساكين ) ( 5 ) فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من الغنائم ، ولم يكن له فيها نصيب ، وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ، ولا يحل له أخذه ، وسهم ذي القربى إلى يوم القيامة قائم لهم ، للغني والفقير منهم ، لانه لا أحد أغنى من الله عز وجل ولا من رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فجعل لنفسه معهما سهما ولرسوله سهما ، فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الصافات 37 : 79 . ( 2 ) الصافات 37 : 109 . ( 3 ) الصافات 37 : 120 . ( 4 ) الصافات 37 : 130 ، وهي قراءة نافع وابن عامر . ( الكشف عن وجوه القراءات السبع 2 : 227 ) . ( 5 ) الانفال 8 : 41 . ( * )
/ صفحة 624 /
وكذلك الفئ ما رضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى ، كما أجراهم في الغنيمة ، فبدأ بنفسه جل جلاله ، ثم برسوله ، ثم بهم ، وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله . وكذلك في الطاعة ، قال : ( يا أيها الذين ءامنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم ) ( 1 ) ، فبدأ بنفسه ، ثم برسوله ، ثم بأهل بيته . وكذلك آية الولاية : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنوا ) ( 2 ) فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته ، كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ ، فتبارك الله وتعالى ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت ! فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ، ونزه رسوله ، ونزه أهل بيته ، فقال : ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ) ( 3 ) فهل تجد في شئ من ذلك أنه جعل عز وجل سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى ؟ لانه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله نزه أهل بيته ، لا بل حرم عليهم ، لان الصدقة محرمة على محمد وآله ، وهي أوساخ أيدي الناس لا تحل لهم ، لانهم طهروا من كل دنس ووسخ ، فلما طهرهم الله وأصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه ، وكره لهم ما كره لنفسه عز وجل ، فهذه الثامنة .
وأما التاسعة : فنحن أهل الذكر الذين قال الله في محكم كتابه : ( فسئلوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) ( 4 ) فقالت العلماء : إنما عنى بذلك اليهود والنصارى . فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) سبحان الله ! وهل يجوز ذلك ؟ إذن يدعونا إلى دينهم . ويقولون : إنه أفضل من دين الاسلام .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) النساء 4 : 59 . ( 2 ) المائدة 5 : 55 . ( 3 ) التوبة 9 : 60 . ( 4 ) النحل 16 : 43 . ( * )
/ صفحة 625 /
فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا ، يا أبا الحسن ؟ فقال ( عليه السلام ) : نعم ، الذكر : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ونحن أهله ، وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق : ( فاتقوا الله يا أولى الالباب الذين ءامنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلوا عليكم آيات الله مبينات ) ( 1 ) فالذكر رسول الله ، ونحن أهله ، فهذه التاسعة .
وأما العاشرة : فقول الله عز وجل في آية التحريم : ( حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم وأخواتكم ) ( 2 ) الآية إلى آخرها ، فأخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يتزوجها لو كان حيا ؟ .
قالوا : لا .
قال : فأخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا ؟ .
قالوا : لا .
قال : ففي هذا بيان ، لاني أنا من آله ولستم من آله ، ولو كنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي ، لاني ( 3 ) من آله وأنتم من امته ، فهذا فرق ما بين الآل والامة ، لان الآل منه ، والامة إذا لم تكن من الآل ليست منه ، فهذه العاشرة .
وأما الحادية عشرة : فقول الله عز وجل في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون : ( وقال رجل مؤمن من ءال فرعون يكتم إيمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات من ربكم ) ( 4 ) ، تمام الآية ، فكان ابن خال فرعون ، فنسبه إلى فرعون بنسبه ، ولم يضفه إليه بدينه ، وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من آل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بولادتنا منه ، وعممنا الناس بالدين ، فهذا فرق ما بين الآل والامة ، فهذه الحادية عشرة .
وأما الثانية عشرة : فقول الله عز وجل : ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الطلاق 65 : 10 و 11 . ( 2 ) النساء 4 : 23 . ( 3 ) في نسخة : لانا . ( 4 ) غافر 40 : 28 . ( * )
/ صفحة 626 /
عليها ) ( 1 ) فخصنا الله بهذه الخصوصية ، أن أمرنا مع الامة بإقامة الصلاة ، ثم خصنا من دون الامة ، فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجيئ إلى باب علي وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات ، فيقول : الصلاة رحمكم الله . وما أكرم الله أحدا من ذراري الانبياء بمثل هذه الكرامة التي أكرمنا بها ، وخصنا من دون جميع أهل بيته . فقال المأمون والعلماء : جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الامة خيرا ، فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم ( 2 ) . وصلى الله على رسوله محمد وآله وسلم كثيرا
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) طه 20 : 132 .
( 2 ) عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) 1 : 228 / 1 ، تحف العقول : 425 ، بحار الانوار 25 : 220 / 20 . ( * )
.................................................. ..........
- كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 234 :
44 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا العباس بن الفضل المقري قال : حدثنا محمد بن علي بن منصور ( 1 ) قال : حدثنا عمرو بن عون قال : حدثنا خالد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ( 2 ) ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ( أهل بيتي ) فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض . 45 - حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال : حدثنا العباس بن الفضل عن أبي رزعة ، عن كثير بن يحيى أبي مالك ، عن أبي عوانة ، عن الاعمش ، عن حبيب ابن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل بغدير خم ثم أمر بدوحات فقم ما تحتهن ، ثم قال : كأني قد دعيت فأجبت إني تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقال :
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كذا ولم أجده ولعله محمد بن على بن ميمون العطار الذى ذكر في التهذيب من جملة رواة عمرو بن عون الواسطي البزار الحافظ وأما راويه العباس بن الفضل فلم أظفر به .
( 2 ) هو مسلم بن صبيح الهمداني مولاهم الكوفى العطار ذكره ابن حبان في الثقات وراويه الحسن بن عبيد الله الظاهر هو النخعي أبو عروة الكوفى الذى ذكر من جملة رواة أبى الضحى العطار . يروى عنه خالد بن عبد الله بن عبد الرحمن الطحان المتوفى 225 راجع تهذيب التهذيب ج 1 ص 132 وج 2 ص 292 وج 3 ص 100 وفى بعض النسخ " حسن ابن عبد الله " والظاهر إنه تصحيف . ( * )
/ صفحة 235 /
من كنت وليه فهذا وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، قال : فقلت لزيد بن - أرقم : أنت سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ فقال : ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينيه وسمعه باذنيه .
46 - حدثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال : حدثنا عبد الله بن محمد ابن عبد العزيز إملاء قال : حدثنا بشر بن الوليد قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن الاعمش عن عطية بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وآله قال : إني أوشك أن أدعي فأجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي ، كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا بماذا تخلفوني فيهما .
47 - حدثنا محمد بن عمر البغدادي قال : حدثنا محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي قال : حدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا صالح بن موسى قال : حدثنا عبد العزيز بن - رفيع ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما : كتاب الله وسنتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) .
48 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال : حدثنا القاسم بن عباد قال : حدثنا سويد قال : حدثنا عمرو بن صالح ، عن زكريا ، عن عطية ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
49 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال : حدثنا الحسين بن حميد ، قال : حدثني أخي الحسن بن حميد قال : حدثني علي بن ثابت الدهان قال : حدثني سعاد وهو ابن سليمان ، عن أبي إسحاق
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) ذكر هذه الرواية عن أبي هريرة بهذا اللفظ هنا لا يناسب المقام ، اللهم الا أن يكون المراد ذكره لبيان تحريف أبي هريرة لفظ الحديث ، أو ايراد جميع ما سمعه . ( * )
/ صفحة 236 /
عن الحارث ، عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني امرء مقبوض وأوشك أن أدعى فأجيب ، وقد تركت فيكم الثقلين أحدهما أفضل من الاخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
50 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : أخبرنا القشيري ، عن المغيرة بن - محمد بن المهلب قال : حدثني أبي ، عن عبد الله بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض طرف بيد الله وعترتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض . فقلت لابي سعيد : من عترته ؟ قال : أهل بيته عليهم السلام .
51 - حدثنا علي بن الفضل البغدادي قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس ثعلب يقول : سمعت أبا العباس ثعلب سئل عن معنى قوله صلى الله عليه وآله " إني تارك فيكم الثقلين " لم سميا الثقلين ؟ قال : لان التمسك بهما ثقيل .
52 - حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال : حدثنا عيسى ابن محمد العلوي قال : حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال : حدثنا عبيد الله ابن موسى ، عن شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم بن حسان ، عن زيد بن - ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يفترقا حتى يردا على الحوض .
53 - حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال : حدثنا عيسى ابن محمد العلوي قال : حدثنا الحسين بن الحسن الحيري ( 1 ) بالكوفة قال : حدثنا الحسن بن الحسين العرني ( 2 ) عن عمرو بن جميع ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن جعفر
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كذا وفى بعض النسخ " الحميرى " ولعله الحسنى فصحف . ( 2 ) في بعض النسخ " المغربي " والظاهر هو الحسن بن الحسين العرنى النجار الذى روى في التهذيب باب فضل المساجد عن عمرو بن جميع . ( * )
/ صفحة 237 /
ابن محمد ، عن أبيه عليهما السلام قال . أتيت جابر بن عبد الله فقلت : أخبرنا عن حجة الوداع فذكر حديثا طويلا ، ثم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ثم قال : اللهم اشهد - ثلاثا - .
54 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال : حدثنا أبو الحاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال : حدثنا عبد الغفار ابن محمد بن كثير الكلابي الكوفي ، عن جرير بن عبد الحميد ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض .
( * ) حدثنا الحسن بن عبد الله قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري قال : حدثنا الحسين بن حميد قال : حدثني أخي الحسن بن حميد قال : حدثنا علي بن ثابت الدهان قال : حدثنا سعاد وهو ابن سليمان ، عن أبي إسحاق ، عن الحارث ، عن علي عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني امرء مقبوض وأوشك أن ادعى فأجيب ، وقد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أفضل من الاخر : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
( * * ) حدثنا الحسن بن عبد الله قال : حدثنا القشيري قال : حدثنا المغيرة بن - محمد قال : حدثني أبي قال : حدثني عبد الله بن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الاخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض طرف بيد الله وعترتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فقلت لابي سعيد : من عترته ؟ فقال : أهل بيته عليهم السلام .
------------------------------
(هامش) * ( * ) هذا الحديث بهذا السند بعينه مضى تحت رقم 49 من هذا الباب . ( * * ) تقدم بهذا السند عينا تحت رقم 50 . ( * )
/ صفحة 238 /
55 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدثني عبد الله بن سليمان ابن الاشعث قال : حدثنا أحمد بن معلى الادمي قال : حدثنا يحيى بن حماد قال : حدثنا أبو عوانة ، عن الاعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن عامر بن واثلة ، عن زيد ابن أرقم قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع نزل غدير خم فأمر بدوحات فقممن ، ثم قام فقال ، كأني قد دعيت فاجبت إني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض قال : ثم قال : إن الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى كل مؤمن و مؤمنة ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : من كنت وليه فعلي وليه ، فقلت لزيد بن أرقم أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله قال : ما كان في الدوحات أحد إلا وقد رآه بعينه وسمعه باذنه .
56 - حدثنا محمد بن عمر قال : حدثني عبد الله بن يزيد أبو محمد البجلي قال : حدثنا محمد بن طريف قال : حدثنا محمد بن فضيل ، عن الاعمش ، عن عطية ، عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت ، عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله كأني قد دعيت فأجبت وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يزالا جميعا حتى يردا على الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .
57 - حدثنا محمد بن عمر قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن الحسين بن حفص ، عن عباد بن يعقوب ، عن أبي مالك عمرو بن هاشم الجنبي ( 1 ) عن عبد الملك ، عن عطية أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي صلى الله عليه وآله قال : أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ( من ) بعدي : الثقلين ، أحدهما أكبر من الاخر كتاب الله عز وجل حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ألا وأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) بفتح الجيم وسكون النون بعدها موحدة كما في التقريب وقال : كوفى فيه لين ، والحسنى أو الحرمي كما في النسخ تصحيف . ( * )
/ صفحة 239 /
58 - حدثنا محمد بن عمر قال : حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي التميمي قال : حدثني أبي قال : حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر بن محمد قال : حدثني أبي ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي ، عن أبيه الحسين ، عن أبيه علي صلوات الله عليهم قال : قال النبي صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ولن يفترقا حتى يردا على الحوض .
59 - حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال : حدثني عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان ، عن الفضل بن شاذان قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ( 1 ) قال : حدثنا إسرائيل ، عن أبي إسحاق ، عن حنش بن المعتمر ( 2 ) قال : رأيت أبا ذر الغفاري - رحمه الله - آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول : ألا من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن السكن ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : إني خلفت فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا وإن مثلهما فيكم كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق .
60 - حدثنا شريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زئارة ( 3 ) ابن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال : حدثنا الفضل بن شاذان
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) هو عبيد الله بن موسى بن أبى المختار باذام العبسى مولاهم الكوفى كان يتشيع وقال أبو حاتم : كان أثبت في اسرائيل من أبى نعيم . والمراد باسرائيل : اسرائيل بن يونس ابن أبى اسحاق السبيعى الهمداني وفى بعض النسخ " عبد الله بن موسى " وهو تصيحف .
( 2 ) في بعض النسخ " حبش بن المعتمر " وفى بعضها " حبيش بن البشر " وفى بعضها " حنش بن المعتمر " وكلها مصحف وان عنون الاخير الميرزا محمد . والصواب " حبشي بن جنادة بن النصر " الصحابي الذى شهد حجة الوداع وقال ابن عدى : يكنى أبا الجنوب ، شهد مع على مشاهده يروى عنه أبو إسحاق السبيعي .
( 3 ) في بعض النسخ " زيادة " وهو تصحيف ولعل الصواب " زيارة " وبنو زبارة جماعة من اهل نيشابور . ( * )
/ صفحة 240 /
النيسابوري عن عبيد الله بن موسى قال : حدثنا شريك ، عن ركين بن الربيع ، عن القاسم ابن حسان ، عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم خليفتين ( 1 ) كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
61 - حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس العطار النيسابوري رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة ، عن الفضل بن شاذان قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا عيسى بن يونس قال : حدثنا زكريا بن أبي زائدة ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الاخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض .
62 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال : حدثنا الفضل بن شاذان قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم ، عن جرير ، عن الحسن بن عبيد الله ، عن أبي الضحى ، عن زيد بن أرقم ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال : إني تارك فيكم كتاب الله وأهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
63 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني ، عن سليم بن قيس الهلالي ، عن أمير المؤمنين علي بن أبي - طالب عليه السلام قال : إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججا في أرضه وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا .
64 - حدثنا محمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن - إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي عليهم السلام قال : سئل أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي من العترة فقال : أنا والحسن والحسين والائمة
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في بعض النسخ " الثقلين " . كمال الدين - 15 - ( * )
/ صفحة 241 /
التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه وآله حوضه .
.................................................. ..........
- كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 244 :
حدثنا به أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي السكري ، عن محمد بن زكريا الجوهري ، عن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أي خرج القائل من لسان الامة واجماعهم . ( * )
/ صفحة 245 /
- وضم بين سبابتيه - فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري وقال : يا رسول الله من عترتك ؟!.
قال : علي والحسن والحسين والائمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة .
.................................................. ..........
- كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 274 :
25 - حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن اذينة ، عن أبان بن - أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكرنا قريشا ( وشرفها ) وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل مثل قوله " الائمة من قريش " وقوله " الناس تبع لقريش " و " قريش أئمة العرب " وقوله " لا تسبوا قريشا " وقوله " إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم " وقوله " من أبغض قريشا أبغضه الله " . وقوله " من أراد هوان قريش أهانه الله " . وذكروا الانصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله تبارك وتعالى عليهم في كتابه ، وما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل ، و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة وغسيل الملائكة ، فلن يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي : منا فلان وفلان ، وقالت قريش : منا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومنا جعفر ، ومنا حمزة ، ومنا عبيدة بن الحارث ، وزيد بن حارثة ( 1 ) وأبو بكر وعمر وعثمان وسعد وأب وعبيدة وسالم ، وابن عوف ، فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه ، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فمنهم علي بن أبي طالب عليه السلام وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن ابن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وعمار ، والمقداد ، وأبو ذر ، وهاشم بن عتبة ، وابن عمر ، والحسن والحسين عليهما السلام ، وابن عباس ، ومحمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن جعفر ، ومن الانصار ابي بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو الهيثم
------------------------------
(هامش) * أبو على الموصلي قدم بغداد وحدث بها عن غسان بن الربيع وأبى سلمة - إلى آخر ما قال . وفى بعض النسخ " أبو على الحسن بن الليث " وهو تصحيف . ( 1 ) زيد بن حارثة لم يكن قرشيا انما هو مولى . وليس هو تصحيف زيد بن خارجة لانه انصاري خزرجي بدرى . ( * )
/ صفحة 275 /
ابن التيهان ، ومحمد بن مسلمة ( 1 ) وقيس بن سعد بن عبادة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس ابن مالك ، وزيد بن أرقم ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد ، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صحبيح الوجه ، معتدل القامة قال : فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل هيئة غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما ، فأكثر القوم في ذلك من بكرة إلى حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ساكت لا ينطق ، لا هو ولا أحد من أهل بيته . فأقبل القوم عليه فقالوا : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم ؟ فقال : ما من الحيين إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا ، وأنا أسألكم يا معشر قريش والانصار بمن أعطاكم الله عزّ وجلّ هذا الفضل ؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أو بغيركم ؟ قالوا : بل أعطانا الله ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا ، قال : صدقتم يا معشر قريش والانصار ، ألستم تعلمون أن الذى نلتم به من خير الدنيا والاخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم ، وأن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الله عزّ وجلّ آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الارض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام ، ثم لم يزل الله عزّ وجلّ ينقلنا من الاصلاب الكريمة إلى الارحام الطاهرة ومن الارحام الطاهرة إلى الاصلاب الكريمة من الاباء والامهات لم يلتق واحد ( 2 ) منهم على سفاح قط " ؟ فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد : نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) هو محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش بن خالد الخزرجي الانصاري أحد الئلاثة الذى قتلوا كعب بن الاشرف وهو الذى استخلفه النبي صلى الله عليه وآله في بعض غزواته . وفى بعض النسخ " محمد بن سلمة " وهو نسبة إلى الجد . ( 2 ) في بعض النسخ " لم يلف أحد " . ( * )
/ صفحة 276 /
ثم قال : أنشدكم الله أتعلمون أن الله عزّ وجلّ فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وإني لم يسبقني إلى الله عزّ وجلّ وإلى رسوله صلى الله عليه وآله أحد من هذه الامة ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت " والسابقون الاولون من المهاجرين والانصار " ( 1 ) و " السابقون السابقون أولئك المقربون " ( 2 ) سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : " أنزلها الله تعالى في الانبياء وأوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن - أبي طالب وصيي أفضل الاوصياء " ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : فأنشدكم الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم " ( 3 ) وحيث نزلت " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " ( 4 ) وحيث نزلت " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " ( 5 ) " قال الناس : يا رسول الله أهذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم ؟ فأمر الله عزّ وجلّ نبيه صلى الله عليه وآله أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم ، ثم خطب فقال : " أيها الناس إن الله عزّ وجلّ أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي ، فأوعدني لابلغنها أو ليعذبني " ثم أمر فنودي الصلاة جامعة ، ثم خطب الناس فقال : أيها الناس أتعلمون أن الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قم يا علي فقمت ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ولاؤه كما ذا ؟ فقال عليه السلام ولاؤه كولائي ( 6 ) من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله تبارك وتعالى
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) التوبة : 100 . ( 2 ) الواقعة : 10 . ( 3 ) النساء : 59 . ( 4 ) المائدة : 60 . ( 5 ) التوبة : 16 . ( 6 ) في بعض النسخ " والاه كماذا ؟ فقال : والاه كولائى " . ( * )
/ صفحة 277 /
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا " ( 1 ) فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : الله أكبر بتمام النعمة وكمال نبوتي ودين الله عزّ وجلّ وولاية علي بعدي ( 2 ) ، فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هذه الايات خاصة لعلي ؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة ، قالا : يا رسول الله بينهم لنا ، قال : علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي " ؟ فقالوا : كلهم اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء ، وقال بعضهم : قد حفظنا جل ما قلت ، ولم نحفظه كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا ، فقال علي عليه السلام : صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ ، أنشدكم الله من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله لما قام فأخبر به ؟ فقام زيد ابن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار بن ياسر رضي الله عنهم فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول : " أيها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله عزّ وجلّ على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي ، فأمركم بولايتي وولايته فإني راجعت ربي عزّ وجلّ خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني ربي لابلغنها أو ليعذبني ، أيها الناس إن الله عزّ وجلّ أمركم في كتابة بالصلاة فقد بينتها لكم وبالزكاة والصوم والحج فبينتها وفسرتها لكم وأمركم بالولاية وإني اشهدكم أنها لهذا خاصة - ووضع يده على كتف علي بن أبي طالب - ثم لابنيه من بعده ، ثم للاوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم ( 3 ) بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي ابن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم فإن
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المائدة : 3 . ( 2 ) في بعض النسخ " تمام نبوتى وتمام دينى الله عزّ وجلّ وولاية على بعدى " . ( 3 ) المفزع : الملجأ . ( * )
/ صفحة 278 /
عنده جميع ما علمني الله تبارك وتعالى وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم " ثم جلسوا . فقال سليم : ثم قال عليه السلام : أيها الناس أتعلمون أن الله عزّ وجلّ أنزل في كتابه " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ( 1 ) فجمعني و فاطمة وابني حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساء ، قال : " اللهم إن هؤلاء أهل بيتي و لحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويجرحني ما يجرحهم : فأذهب عنهم الرجس وطهرمم تطهيرا " فقالت ام سلمة : وأنا يا رسول الله ؟ فقال : أنت على خير ، إنما انزلت في وفي أخي ( علي ) وفي ابني الحسن والحسين وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ، ليس معنا فيها أحد غيرنا " ؟ فقالوا كلهم : نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فحدثنا كما حدثتنا ام سلمه رضي الله عنها .
ثم قال علي عليه السلام : أنشدكم الله أتعلمون أن الله عزّ وجلّ لما أنزل في كتابه : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " ( 2 ) فقال سلمان : يا رسول الله عامة هذه أم خاصة ؟ فقال عليه السلام : " أما المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك ، وأما الصادقون فخاصة لاخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة " ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله أتعلمون أني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك : لم خلفتني مع الصبيان والنساء ؟ فقال : " إن المدينة لا تصلح إلا بي أوبك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال أنشدكم الله أتعملون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون - إلى آخر السورة " ( 3 ) فقام سلمان فقال : يا رسول الله من
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الاحزاب : 33 . ( 2 ) التوبة : 119 . ( 3 ) الحج : 77 . ( * )
/ صفحة 279 /
هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم ؟ قال عليه السلام : عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الامة ، قال سلمان : بينهم لي يا رسول الله ، قال : " أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي " ؟ قالوا : اللهم نعم . قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال : " أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لئلا تضلوا ( 1 ) فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب فقال : يا رسول الله أكل أهل بيتك ؟ فقال : " لا ولكن أوصيائي منهم أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن من بعدي ، هو أولهم ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض ، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله عزّ وجلّ " ؟ فقالوا كلهم : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك ، ثم تمادى بعلي عليه السلام السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق .
.................................................. ..........
- معاني الأخبار- الشيخ الصدوق ص 90 :
( باب ) * ( معنى الثقلين والعترة ) *
1 - حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد العسكري ، قال أخبرنا محمد بن أحمد بن حمدان القشيري ، قال : حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلب ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني عبد الله ابن داود ، عن فضيل بن مرزوق ، عن عطية العوفي ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر : كتاب الله [ عزّ وجلّ ] حبل ممدود من السماء إلى الارض طرف بيد الله ( 1 ) ، وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . فقلت لابي سعيد : من عترته ؟ قال : أهل بيته .
2 - حدثنا محمد بن جعفر بن الحسن البغدادي ، قال حدثنا ( 2 ) عبد الله بن محمد بن عبد العزيز إملاء ، قال : حدثنا بشر بن الوليد ، قال : حدثنا محمد بن طلحة ، عن الاعمش ، عن عطية بن سعيد ، عن أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه واله قال : إني أوشك أن ادعى فاجيب ، فإني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزّ وجلّ وعترتي . كتاب الله حبل ممدود بين السماء والارض ، وعترتي أهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا بماذا تخلفوني .
3 - حدثنا علي بن الفضل البغدادي ، قال : سمعت أبا عمر [ و ] صاحب أبي العباس تغلب يقول : سمعت أبا العباس تغلب يسأل عن معنى قوله صلى الله عليه واله : [ إني تارك فيكم الثقلين ] لم سميا بثقلين ؟ قال : لان التمسك بهما ثقيل .
4 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني - رضي الله عنه - قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن غياث بن إبراهيم ، عن الصادق جعفر ابن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين عليهم السلام قال : سئل أمير المؤمنين عليه السلام عن معنى قول رسول الله صلى الله عليه واله " إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كأنه سقط هنا شئ مثل " وطرف بيدكم " . ( 2 ) في بعض النسخ [ حدثنى ] . ( * )
/ صفحة 91 /
الله ، وعترتي " من العترة ؟ فقال : أنا ، والحسن ، والحسين ، والائمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم ، لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله صلى الله عليه واله حوضه . ( 1 )
5 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري عن محمد بن زكريا الجوهري ، عن جعفر بن محمد بن عمارة ، عن أبيه ، عن الصادق جعفر بن محمد ، عن أبيه محمد بن علي ، عن أبيه علي بن الحسين ، عن أبيه الحسين بن علي ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : إني مخلف فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي . وإنهمالن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين - وضم بين سبابتيه - فقام إليه جابر بن عبد الله الانصاري ، فقال : يارسول الله ومن عترتك ؟ قال : علي ، والحسن والحسين ، والائمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة .
.................................................. ..........
- كفاية الأثر- الخزاز القمي ص 136 :
باب ( ما جاء عن حذيفة بن اليمان عن النبي ) ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ( في النصوص على الائمة الاثنى عشر عليهم السلام )
أخبرنا محمد بن عبد الله ، قال حدثنا أبو الحسن عيسى بن العراد الكبير ، قال حدثني أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحفي ( 1 ) بالبصرة في سنة عشر وثلاثمائة ، قال حدثنا محمد بن عمارة السكري ، عن ابراهيم بن عاصم ، عن عبد الله بن هارون الكر ؟ حى ( 2 ) ، قال حدثنا احمد بن عبد الله بن يزيد ابن سلامة : عن حذيفة ( 3 ) اليمان قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم أقبل بوجهه الكريم علينا فقال : معاشر أصحابي
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في ن : اللاحقى البصري وفى ط : اللاحقى اليسرى وليس فيهما بالبصرة . ( 2 ) في ن ، ط ، م : الكرخي . ( 3 ) في ن ، ط ، م : حذيفة بن اليمان . ( * )
/ صفحة 137 /
أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته ، فمن عمل بها فاز وغنم ومن ( 1 ) انجح وتركها حلت به الندامة ، فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة ، فكأني أدعى فأجيب ، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ، ومن تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ، ومن تخلف عنهم كان من الهالكين . فقلت : يا رسول الله على من تخلفنا ؟ قال : على من خلف موسى ابن عمران قومه . قلت ( 2 ) : على وصيه يوشع بن نون . قال : فان وصي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب عليه السلام قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله . قلت : يا رسول الله فكم يكون الائمة من بعدك ؟ قال : عدد نقباء بنى اسرائيل ، تسعة من صلب الحسين عليه السلام ، اعطاهم الله علمي وفهمي ، خزان علم الله ومعادن وحيه . قلت : يا رسول الله فما لاولاد الحسن ؟ قال : ان الله تبارك وتعالى جعل الامامة في عقب الحسين ، وذلك قوله تعالى " وجعلها كلمة باقية في عقبه " ( 3 ) . قلت : أفلا ( 4 ) تسميهم لي يا رسول الله ؟ قال : نعم ، انه لما عرج
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في ن ، م ، ط " ونجح " قبل " من " وكذا فيهما : وغنم وانجح ومن تركها . ( 2 ) في ن ، ط ، م : قال . ( 3 ) الزخرف : 28 . ( 4 ) ليس في ط " همزة الاستفهامية " . ( * )
/ صفحة 138 /
بي الى السماء ونظرت الى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور : لا اله الا الله محمد رسول الله ، ايدته بعلي ونصرته به ، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ، ورأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا ومحمدا ومحمدا وموسى وجعفرا والحسن والحجة يتلاءلاء من بينهم كأنه كوكب دري . فقلت : يا رب من هؤلاء الذين قرنت أسماءهم باسمك ؟ قال : يا محمد انهم هم الاوصياء والائمة بعدك ، خلقتهم من طينتك ، فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم ، فبهم أنزل الغيث وبهم أثيب وأعاقب . ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يده الى السماء ودعا بدعوات فسمعته فيما يقول : اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي .
.................................................. ..........
- كفاية الأثر- الخزاز القمي ص 162 :
حدثنى علي بن الحسين ( 6 ) بن محمد ، قال حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة [ قال ( 7 ) حدثنا موسى ( 8 ) القطقطاني ، قال حدثنا احمد بن يوسف ( 9 ) ] قال حدثنا
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في ط ، ن " الا اربعتمائة " وم : الا اربعمائة . ( 2 ) في ط ، ن ، م : حبيبي جدى . ( 3 ) في ن " عليك " وبهامشه " يملك " بدل " عليك " وعلمه ب " ظ " ( 4 ) في ن ، ط ، م : اكن . ( 5 ) في ن : يافوخة قال في المجمع : اليافوخ ، هو الموضع الذى يتحرك من رأس الطفل إذا كان قريب العهد بالولادة والجمع اليآفيخ كمصابيح . ( 6 ) في ن ، ط ، م : الحسن . ( 7 ) مابين القوسين ليس في ن وبدله فيه : قال : حدثنا محمد بن عكاشة . ( 8 ) في ط ، م " على بن موسى القطقطانى " وفى م : الغطفانى . ( 9 ) في ط ، م " احمد بن يوسف الحمصى " قال : حدثنا محمد بن عكاشة . ( * )
/ صفحة 163 /
حسين بن زيد بن علي ، قال حدثنا عبد الله بن حسين ( 1 ) بن حسن ، عن ابيه ، عن الحسن عليه السلام ( 2 ) قال : خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه : معاشر الناس كأني ادعى فأجيب ، واني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم ، لا يخلو ( 3 ) الارض منهم ، ولو خلت إذا لساخت بأهلها . ثم قال عليه السلام : اللهم اني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع ، وانك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك ظاهر ليس بالمطاع أو خائف مغمور لكيلا تبطل ( 4 ) حجتك ولا تضل أولياؤك بعد إذ هديتهم ، أولئك الاقلون عددا ( 5 ) الاعظمون قدرا عند الله . فلما نزل عن منبره قلت : يا رسول الله أما أنت الحجة على الخلق كلهم ؟ قال : يا حسن ان الله يقول " انما أنت منذر ولكل قوم هاد " ( 6 ) فأنا المنذر وعلي الهادي . قلت : يا رسول الله فقولك ان .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في ط ، ن ، م " عبد الله بن حسن بن حسن " . ( 2 ) في ن ، ط ، م : عن الحسن بن على عليه السلام . ( 3 ) في ن : لا تخلو . ( 4 ) في ن ، ط ، م : لكيلا يبطل . . ولا يضل . ( 5 ) في ن ، ط ، م : عدد الاعظمون . ( 6 ) الرعد : 7 . ( * )
/ صفحة 164 /
الارض لا تخلو من حجة ؟ قال : نعم علي ( 1 ) هو الامام والحجة بعدي ، وأنت الحجة والامام بعده ، والحسين الامام والحجة بعدك ، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين غلام يقال له علي سمي جده علي ، فإذا مضى الحسين أقام ( 2 ) بالامر بعده علي ابنه وهو الحجة والامام ، ويخرج الله من صلبه ( 3 ) ولدا سمي وأشبه الناس بى علمه علمي وحكمه حكمي هو الامام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلبه مولودا يقال له جعفر أصدق الناس قولا وعملا ( 4 ) هو الامام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب جعفر مولودا ( 5 ) [ يقال ( 6 ) له موسى ] سمي موسى بن عمران عليه السلام أشد الناس تعبدا فهو الامام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب موسى ولدا يقال له علي معدن علم الله وموضع حكمه فهو الامام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له محمد فهو الامام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب محمد مولودا يقال له علي فهو الحجة والامام ( 7 ) بعد أبيه ، ويخرج
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) ليس " على " في م . ( 2 ) في ط ، ن ، م : قام . ( 3 ) في م : من صلب على . ( 4 ) ليس في م " عملا " . ( 5 ) في ن : مولود . ( 6 ) مابين القوسين ليس في م . ( 7 ) في ن ، م : فهو الامام والحجة . ( * )
/ صفحة 165 /
الله تعالى من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الامام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب الحسن الحجة القائم امام شيعته ( 1 ) ومنقذ أوليائه ، ويغيب حتى لا يرى فيرجع ( 2 ) عن أمره ويثبت ( 3 ) آخرون ويقولون " متى هذا الوعد ان كنتم صادقين " ( 4 ) ، ولو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله عزّ وجلّ ذلك ( 5 ) حتى يخرج قائمنا فيملأها ( 6 ) قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، فلا تخلو الارض ( 7 ) ، أعطاكم الله علمي وفهمي ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والفقه في عقبى وعقب عقبى ومزرعي ( 8 ) وزرع زرعي .
.................................................. ..........
- كفاية الأثر- الخزاز القمي ص 264 :
حدثنا احمد بن اسماعيل ، قال حدثنا محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر الحميري ، عن موسى بن مسلم ، عن مسعدة ، قال : كنت عند الصادق عليه السلام إذ أتاه شيخ كبير قد انحنا ( 2 ) متكئا على عصاه ، فسلم فرد أبو عبد الله عليه السلام الجواب ، ثم قال : يا ابن رسول الله ناولني يدك أقبلها ، فأعطاه يده فقبلها ثم بكى ، فقال
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في ط ، ن ، م " من القتل " . ( 2 ) في ط قد انتحى ، قال في المصباح : انتحى في سيره اعتمد على الجانب الايسر وأنحى انحاءا مثله هذا هو الاصل ثم صار الانتحاء الاعتماد والميل في كل وجه . وقال فيه أيضا : حنت المرأة على ولدها تحنى وتحنو حنوا عطفت واشفقت فلم تتزوج بعد ابيهم وحنيت العود احنيه حنيا وحنوته احنوه حنوا : ثنيته ويقال للرجل إذا انحنى من الكبر : حناه الدهر . ( * )
/ صفحة 265 /
أبو عبد الله عليه السلام : ما يبكيك يا شيخ ؟ قال : جعلت فداك ( 1 ) أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة ( 2 ) ، وقد كبرت سني ودق ( 3 ) عظمي واقترب أجلي ولا أرى ( 4 ) ما أحب أراكم معتلين ( 5 ) مشردين وأرى عدوكم يطيرون بالاجنحة ، فكيف لا ابكي ، فدمعت عينا ابى عبد الله عليه السلام ثم قال : يا شيخ ان ( 6 ) أبقاك الله حتى تر قائمنا كنت معنا في السنام ( 7 ) الاعلى ، وان حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونحن ثقله فقال ( 8 ) عليه السلام : اني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي .
فقال الشيخ : لا أبالي بعد ما سمعت هذا الخبر .
قال : يا شيخ ان قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب محمد ، ومحمد يخرج
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في ط ، ن ، م : يا ابن رسول الله . ( 2 ) في ن " وهذا السنة " . ( 3 ) في ط ، م " ورق " . ( 4 ) في ط " وارى فيكم ما لا احب " . ( 5 ) في ط ، ن ، م " مقتلين " وفى م " مستردين " . ( 6 ) في ن ، ط ، م " ان الله ابقاك حتى ترى " . ( 7 ) في السنام الاعلى أي في الدرجة العليا . ( 8 ) في ط " قد قال عليه السلام " وفى ن ، م " فقد قال عليه السلام " . ( * )
/ صفحة 266 /
من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب ابني هذا - وأشار الى موسى عليه السلام - وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون .
فقال الشيخ : يا سيدي بعضكم ( 1 ) أفضل من بعض ؟
قال : لانحن في الفضل سواء ، ولكن بعضنا أعلم من بعض .
ثم قال : يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت ، ألاوان ( 2 ) شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته ، هناك يثبت على هداه المخلصين ، اللهم أعنهم على ذلك .
.................................................. ..........
- مختصر بصائر الدرجات- الحسن بن سليمان الحلي ص 90 :
القسم بن محمد الاصفهاني عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذ كوني عن يحيى بن آدم عن شريك بن عبد الله عن جابر بن يزيد الجعفي عن ابي جعفر " ع " قال دعى رسول الله " ص " الناس بمنى فقال ايها الناس اني تارك فيكم الثقلين ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ثم قال أيها الناس اني تارك فيكم حرمات ثلاثا كتاب الله وعترتي والكعبة البيت الحرام ثم قال أبو جعفر عليه السلام اما كتاب الله فحرفوا واما الكعبة فهدموا واما العترة فقتلوا وكل ودايع الله قد نبذوا ومنها قد تبرؤا .
محمد بن الحسين بن ابي الخطاب عن جعفر بن بشير البجلي عن ذريح ابن محمد بن يزيد المحاربي عن ابي عبد الله " ع " قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله اني قد تركت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فنحن أهل بيته .
وعنه عن النضر بن سويد عن خالد بن زياد القلانسي عن رجل عن ابي جعفر " ع " عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله يا ايها الناس اني تارك فيكم الثقلين الثقل الاكبر والثقل الاصغر ان تمسكتم بهما لن تضلوا ولن نزلوا ولن تبدلوا ، فاني سألت اللطيف الخبير الا يفترقا حتى يردا على الحوض فاعطيت ذلك فقيل له فما الثقل الاكبر
/ صفحة 91 /
وما الثقل الاصغر فقال الثقل الاكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرف بايديكم والثقل الاصغر عترتي أهل بيتي .

ابراهيم بن هاشم عن يحيى بن ابي عمران الهمداني عن يونس بن عبد الرحمن عن هشام بن الحكم عن سعد بن طريف الاسكاف قال : سألت أبا جعفر " ع " عن قول النبي " ص " اني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقال أبو جعفر " ع " لا يزال كتاب الله والدليل منا عليه حتى نرد على الحوض .
 

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
.................................................. ..........
- مستدرك الوسائل - الميرزا النوري ج 7 ص 254 :
[ 8181 ] 1 - أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في الاحتجاج : في رسالة أبي الحسن العسكري إلى أهل الاهواز في الجبر والتفويض ، قال ( عليه السلام ) : " واصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب ، مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، حيث قال : إني مستخلف فيكم خليفتين : كتاب الله ، وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن
/ صفحة 255 /
تضلوا بعدي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، واللفظة الاخرى عنه في هذا المعنى بعينه ، قوله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، فلما وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب الله ، مثل قوله : ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون ) ( 1 ) ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لامير المؤمنين ( عليه السلام ) ، أنه تصدق بخاتمه وهو راكع ، فشكر الله ذلك ، وأنزل الله الآية فيه " الخبر .
.................................................. ..........
- مائة منقبة- محمد بن أحمد القمي ص 161 :
المنقبة السادسة والثمانون :
حدثنا محمد بن علي بن سكر رحمه الله ، قال : حدثنا محمد بن القاسم ، قال : حدثني عباد بن يعقوب ، قال : أخبرنا شريك ، عن الركين ( 3 ) بن الربيع ، عن القاسم ابن حسان ، عن زيد بن ثابت ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله : إني تارك فيكم الثقلين ( 4 ) : كتاب الله وعلي بن أبي طالب عليه السلام ( واعلموا أن عليا لكم أفضل ) ( 5 ) من كتاب الله لانه مترجم لكم عن كتاب الله تعالى ( 6 ) .
.................................................. ..........
- الأمالي- الشيخ المفيد ص 134 :
3 قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثني أبو عمرو
/ صفحة 135 /
حفص بن عمر الفرا ( 1 ) قال : حدثنا زيد بن الحسن الانماطي ( 2 ) ، عن معروف ابن خربوذ قال : سمعت أبا عبيدالله ( 3 ) مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي عليهما السلام قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله صلى الله عليه وآله لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوكئا على علي بن أبي طالب عليه السلام وميمونة مولاته ، فجلس على المنبر ، ثم قال : يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين وسكت ، فقام رجل فقال : يا رسول الله ما هذان الثقلان ؟ فغضب حتى احمر وجهه ثم سكن ، وقال : ما ذكرتهما إلا وأنا أريد أن أخبركم بهما ولكن ربوت ( 4 ) فلم أستطع ، سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ( 5 ) ، ألا وهو القرآن والثقل الاصغر أهل بيتي ، ثم قال : وايم الله إني لاقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم ، ثم قال : والله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ، ولا يبغضهم عبد إلا احتجب الله ( 6 ) عنه يوم القيامة . فقال أبو جعفر
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) تقدم الكلام فيه ص 47 واحتمال كونه حفص بن عمر أبا عمرو الضرير الازدي بعيد . ( 2 ) هو زيد بن الحسن ابو الحسين القرشى الكوفى الانماطى المترجم في تاريخ بغداد ج 8 ص 442 . ( 3 ) في المطبوعة " أبا عبد الله " . ( 4 ) الربو : التهيج وتواتر النفس الذي يعرض للمسرع في مشيه وحركته . ( 5 ) أخبر صلى الله عليه وآله عن الفتن التي أحدثت الامة بعده صلوات الله عليه من البدع والتحريفات في دينه وكتابه وتأويل الكلم من بعد مواضعه لاغراضهم الفاسدة التي جلها سياسية كما فعلت اليهود والنصارى في دينهم وكتبهم . وقد ورد عنه صلى الله عليه وآله أنه قال : " لتركبن سنن من كان قبلكم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة " . ( 6 ) كذا في جل النسخ والمطبوعة والبحار وفي بعض النسخ " الا احتجبه الله عنه " . ( * )

/ صفحة 136 /
عليه السلام : إن أبا عبيدالله يأتينا بما يعرف ( 1 ) .

.................................................. ..........
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 161 :
268 / 20 - حدثنا محمد بن محمد ، قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن . قولويه ( رحمه الله ) ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثني سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد ابن عيسى ، عن الحسن بن محبوب الزراد ، عن أبي محمد الانصاري ، عن معاوية بن وهب ، قال : كنت جالسا عند جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر ، فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته . فقال له أبو عبد الله : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ، يا شيخ ادن مني ، فدنا منه فقبل يده فبكى ، فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وما يبكيك يا شيخ ؟ قال له : يابن رسول الله ، أنا مقيم على رجاء منكم منذ نحو من مائة سنة ، أقول
/ صفحة 162 /
هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ، ولا أراه فيكم ، فتلومني أن أبكي ! قال : فبكى أبو عبد الله ( عليه السلام ) ثم قال : يا شيخ ، إن أخرت منيتك كنت معنا ، وإن عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال الشيخ : ما أبالي ما فاتني بعد هذا يابن رسول الله . فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا شيخ ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب الله المنزل ، وعترتي أهل بيتي ، تجئ وأنت معنا يوم القيامة . قال : يا شيخ ، ما أحسبك من أهل الكوفة . قال : لا . قال : فمن أين أنت ؟ قال : من سوادها جعلت فداك . قال : أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين ( عليه السلام ) ؟ قال : إني لقريب منه . قال : كيف إتيانك له ؟ قال : إني لاتيه وأكثر . قال : يا شيخ ، ذاك دم يطلب الله ( تعالى ) به ، ما أصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين ( عليه السلام ) ، ولقد قتل ( عليه السلام ) في سبعة عشر من أهل بيته ، نصحوا لله وصبروا في جنب الله ، فجزاهم أحسن جزاء الصابرين ، إنه إذا كان يوم القيامة أقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه الحسين ( عليه السلام ) ويده على رأسه بقطر دما فيقول : يا رب ، سل أمتي فيم قتلوا ولدي . وقال ( عليه السلام ) . كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على ا لحسين ( عليه السلام ) .
.................................................. ..........
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 255 :
460 / 52 - أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ابن المستورد ، قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح ، قال : حدثنا سفيان - وهو ابن إبراهيم - ، عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم - ، عن الحسن بن عطية العوفي ، عن أبيه ، عن أبي سعيد الخدري : أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : إني تارك فيكم الثقلين ، ألا إن أحدهما أكبر من الاخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الارض ، وعترتي أهل بيتي ، وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض . وقال : ألا إن أهل بيتي عيبتي ( 1 ) التي آوي إليها ، وان الانصار كرشي ( 2 ) ، فاعفوا عن مسيئهم ، وأعينوا محسنهم .
.................................................. ..........
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 545 :
1168 / 4 - وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي ، قال : حدثنا أحمد بن عبيدالله العدلي ، قال : حدثنا الربيع ابن يسار ، قال : حدثنا الاعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر ( رضي الله عنه ) : أن عليا ( عليه السلام ) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ، ويتشاوروا في أمرهم ، وأجلهم ثلاثة أيام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم ، قتل ذلك الرجل ، وإن ترافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان ، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد ، قال لهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول ، فإن يكن حقا فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فانكروه . قالوا : قل . قال : أنشدكم بالله - أو قال : أسألكم بالله - الذي يعلم سرائركم ، ويعلم صدقكم إن صدقتم ، ويعلم كذبكم إن كذبتم ، هل فيكم أحد آمن بالله ورسوله وصلى القبلتين قبلي ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم من يقول الله ( عزّ وجلّ ) : ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله واطيعوا والرسول وأولى الامر منكم ) ( 1 ) سواي ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم أحد نصر أبوه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكفله غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم أحد زين أخوه بجناحين في الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم أحد وحد الله قبلي ، ولم يشرك بالله شيئا ؟ قالوا : اللهم لا .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) سورة النساء 4 : 59 . ( * )

/ صفحة 546 /
قال : فهل فيكم أحد عمه حمزة سيد الشهداء غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم أحد زوجته سيدة نساء أهل الجنة غيري ؟ قالوا : الهم لا . قال : فهل فيكم أحد ابناه سيدا شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم أحد أعلم بناسخ القرآن ومنسوخه والسنة مني ؟ قالوا : اللهم لا . قال . فهل فيكم أحد سماه الله ( عزّ وجلّ ) في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم أحد ناجى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشر مرات ، يقدم بين يدي نجواه صدقة غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ليبلغ الثاهد الغائب ذلك " غيري ؟ قالوا : لا . قال . فهل فيكم رجل قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لاعطين الراية رجلا غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، لا يولي الدبر ، يفتح الله على يديه " وذلك حيث رجع أبو بكر وعمر منهزمين ، فدعاني وأنا أرمد ، فتفل في عيني ، وقال : " اللهم اذهب عنه الحر والبرد " فما وجدت بعدها حرا ولا بردا يؤذياني ، ثم أعطاني الراية ، فخرجت بها ، ففتح الله على يدي خيبر ، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب ، وسبيت ذراريهم ، فهل كان ذلك غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي ، وأشدهم لي ولك حبا ، يأكل معي من هذا الطائر " فأتيت فأكلت معه غيري ؟ قالوا : لا . قال . فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لتنتهن يا بني وليعة ، أو لابعثن عليكم رجلا كنفسي ، طاعته كطاعتي ، ومعصيته كمعصيتي ، يعصاكم - أو يقصعكم - بالسيف ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا " غيري ؟ قالوا : لا .
/ صفحة 547 /
قال : فهل فيكم من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ليلة القليب ، لما جئت بالماء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له جبرئيل ( عليه السلام ) : " هذه هي المواساة " وذلك يوم أحد ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إنه مني ، وأنا منه " فقال جبرئيل ( عليه السلام ) . " وأنا منكما ، غيري ؟ قالوا : لا . قال . فهل فيكم أحد نودي به من السماء : " لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم من يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني قاتلت على تنزيل القرآن ، وستقاتل أنت على تأويله " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد غسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع الملائكة المقربين بالروح والريحان ، تقلبه لي الملائكة ، وأنا أسمع قولهم ، وهم يقولون : " استروا عورة نبيكم ستركم الله " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم من كفن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووضعه في حفرته غيري ؟ قالوا : لا .
قال . فهل فيكم أحد بعث الله ( عزّ وجلّ ) إليه بالتعزية حيث قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة ( عليها السلام ) تبكيه ، إذ سمعنا حسا على الباب ، وقائلا يقول ، نسمع صوته ولا نرى شخصه : " السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، ربكم ( عزّ وجلّ ) يقرئكم السلام ، ويقول لكم : إن في الله خلفا من كل مصيبة ، وعزاء من كل هالك ، ودركا من كل فوت ، فتعزوا بعزاء الله ، واعلموا أن أهل الارض يموتون ، وأهل السماء لا يبقون ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وأنا في البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لا خامس لنا إلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مسجى بيننا ، غيرنا ؟
/ صفحة 548 /
قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت ، أو كادت ، حتى صلى العصر في وقتها غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد أمره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ براءة بعدما انطلق أبو بكر بها فقبضها منه ، فقال أبو بكر بعدما رجع : " يا رسول الله ، أنزل في شئ " فقال له : " لا ، إنه لا يؤدي عني إلا علي " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم من قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، ولو كان بعدي نبي لكنته يا علي " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا كافر " غيري ؟ قالوا : لا . قال : أتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي ، فقلتم في ذلك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ما أنا سددت أبوابكم ، ولا أنا فتحت بابه ، بل الله سد أبوابكم ، وفتح بابه " قالوا : نعم . قال : أتعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ناجاني يوم الطائف دون الناس ، فأطال ذلك ، فقال بعضكم : " يا رسول الله ، إنك انتجيت عليا دوننا " فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ما أنا انتجيته ، بل الله ( عزّ وجلّ ) انتجاه ؟ قالوا : نعم . قال : أتعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال . " الحق بعدي مع علي ، وعلي مع الحق ، يزول الحق معه حيثما زال " ؟ قالوا : نعم . قال : فهل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وإنكم لن تضلوا ما اتبعتموهما واستمسكتم بهما " ؟ قالوا : نعم . قال : فهل فيكم أحد وقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه ، ورد مكر المشركين به واضطجع في مضجعه ، وشرى بذلك من الله نفسه غيري ؟ قالوا : لا . قال . فهل فيكم حيث آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أصحابه أحد كان له
/ صفحة 549 /
أخا غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد ذكره الله ( عزّ وجلّ ) بما ذكرني إذ قال : ( والسابقون السابقون * أولئك المقربون " ( 1 ) غيري ؟ فهل سبقني منكم أحد إلى الله ورسوله ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ( 2 ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبدود حيث عبر خندقكم وحده ، ودعا جمعكم إلى البراز فنكصتم عنه ، وخرجت إليه فقتلته ، وفت الله بذلك في أعضاد المشركين والاحزاب غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهم فيكم أحد ترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بابه مفتوحا في المسجد ، يحل له ما يحل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ويحرم عليه ما يحرم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث يقول الله ( تعالى ) : ( انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ( 3 ) غيري وزوجتي وابني ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما سألت الله ( عزّ وجلّ ) لي شيئا إلا سألت لك مثله " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد كان صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المواطن كلها غيري ؟ قالوا : لا .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) سورة الواقعة 56 : 10 ، 11 . ( 2 ) سورة المائدة 5 : 55 . ( 3 ) سورة الاحزاب 33 : 33 . ( * )

/ صفحة 550 /
قال : فهل فيكم أحد ناول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبضة من تراب من تحت قدميه فرمى به في وجوه الكفار فانهزموا ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قضى دين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنجز عداته ، غيرى ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد اشتاقت الملائكة إلى رؤيته ، فاستأذنت الله ( تعالى ) ، في زيارته ، غيري ؟ قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد ورث سلاح رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأداته غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد استخلفه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهله ، وجعل أمر أزواجه إليه من بعده ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد حمله رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على كتفه حتى كسر الاصنام التي كانت على الكعبة غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد اضطجع هو ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في لحاف واحد إذ كفلني ، غيري ؟ قالوا : لا . قال . فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنت صاحب رايتي ولوائي في الدنيا والآخرة ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد كان أول داخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وآخر خارج من عنده لا يحجب عنه ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد نزلت فيه وفي زوجته وولديه ( يطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) ( 1 ) إلى سائر ما اقتض الله ( تعالى ) فيه من ذكرنا في هذه السورة غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية : ( أجعلتم سقاية الحاج وعمارة
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) سورة الانسان 76 : 8 ( * )

/ صفحة 551 /
المسجد الحرام " ( 1 ) إلى آخرها ، ( أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون ) ( 2 ) إلى آخر ما اقتص الله ( تعالى ) من خبر المؤمنين غيري ؟ قالوا : اللهم لا . قال : فهل فيكم أحد أنزل الله ( عزّ وجلّ ) فيه وفي زوجته وولديه آية المباهلة ، وجعل الله ( عز وجل ) نفسه نفس رسوله ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد نزلت فيه هذه الآية ( ومن الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله ) ( 2 ) لما وقيت رسول الله ليلة الفراش ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد سقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من المهراس ( 4 ) لما اشتد ظمأه ، وأحجم عن ذلك أصحابه ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله : " اللهم إني أقول كما قال موسى : ( رب اشرح لى صدري * ويسر لى أمرى * واحلل عقدة من لساني * يفقهوا قولي * واجعل لي وزيرا من أهلى * هارون أخى * اشدد به أزرى ) ( 5 ) إلى آخر دعوة موسى ( عليه السلام ) إلا النبوة ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد هو أدنى الخلائق لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم القيامة ، وأقرب إليه مني ، كما أخبركم بذلك ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إن من شيعتك رجلا يدخل في شفاعته الجنة مثل ربيعة ومضر " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنت وشيعتك هم الفائزون ، تردون يوم القيامة رواء مروبين ، وعدوك ظماء مظمئين " غيري ؟ قالوا : لا .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) سورة التوبة 9 : 19 . ( 2 ) سورة السجدة 32 : 18 . ( 3 ) سورة البقرة 2 : 207 . ( 4 ) روى ياقوت عن المبرد قوله : " المهراس : ماء بجبل أحد ، روي أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عطش يوم احد ، فجاءه علي ( عليه السلام ) وفي درقته ماء من المهراس " . معجم البلدان 5 : 232 ، دار صادر ، بيروت . ( 5 ) سورة طه . 20 : 25 - 31 . ( * )

/ صفحة 552 /
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من أحب هذه الشعرات فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب الله ( تعالى ) ، ومن أبغضها وآذاها فقد أبغضني وآذاني ، ومن آذاني فقد آذى الله ( تعالى ) ، ومن آذى الله ( تعالى ) لعنه الله وأعد له جهنم وساءت مصيرا " فقال أصحابه : " وما شعراتك هذه ، يا رسول الله ؟ " . قال : " علي وفاطمة والحسن والحسين " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنت يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب الظالمين ، وأنت الصديق الاكبر ، والفاروق الاعظم ، الذي يفرق بين الحق والباطل " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد طرح عليه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثوبه وأنا تحت الثوب وفاطمة والحسن والحسين ، ثم قال . " اللهم أنا وأهل بيتي هؤلاء ، إليك لا إلى النار ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالجحفة بالشجيرات من خم : " من أطاعك فقد أطاعني ، ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاك فقد عصاني ، ومن عصاني فقد عصى الله ( تعالى ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد كان رسول الله ( صلى الله عليه واله ) بينه وبين زوجته ، وجلس بين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وبين زوجته ، وقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( لا ستر دونك يا علي ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد احتمل باب خيبر يوم فتحت حصنها ، ثم مشى به ساعة ثم ألقاه ، فعالجه بعد ذلك أربعون رجلا فلم يقلوه من الارض ، غيري ؟ قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنت معي في قصري ، ومنزلك تجاه منزلي في الجنة ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنت أولى الناس بأمتي من بعدي ، والى الله من والاك ، وعادى الله من عاداك ، وقاتل الله من قاتلك بعدي ) غيري ؟ قالوا : لا .
/ صفحة 553 /
قال : فهل فيكم أحد صلى مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل الناس سبع وستين شهرا غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنك عن يمين العرش يا علي يوم القيامة ، يكسوك الله ( عزّ وجلّ ) بردين : أحدهما أحمر ، والآخر أخضر " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد أطعمه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من فاكهة الجنة لما هبط بها جبرئيل ( عليه السلام ) ، وقال : " لا ينبغي أن يأكلها في الدنيا إلا نبي أو وصي نبي ) غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنت أقومهم بأمر الله ، وأوفاهم بعهد الله ، وأعلمهم بالقضية ، وأقسمهم بالسوية ، وأرأفهم بالرعية " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنت قسيم النار ، تخرج منها من آمن وأقر ، وتدع فيها من كفر " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال للعين وقد غاصت : " انفجري " فانفجرت فشرب منها القوم ، وأقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والمسلمون معه فشرب وشربوا وشربت خيلهم وملاوا رواياهم ، غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد أعطاه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حنوطا من حنوط الجنة فقال : " اقسم هذا أثلاثا : ثلثا لي حنطني به ، وثلثا لابنتي ، وثلثا لك " غيري ؟ قالوا : لا . قال : فما زال يناشدهم ، ويذكرهم ما أكرمه الله ( تعالى ) وأنعم عليه به ، حتى قام قائم الظهيرة ودنت الصلاة ، ثم أقبل عليهم فقال : أما إذا أقررتم على أنفسكم ، وبان لكم من سببي الذي ذكرت ، فعليكم بتقوى الله وحده ، أنهاكم عن سخط الله ، فلا تعرضوا ولا تضيعوا أمري ، وردوا الحق إلى أهله ، واتبعوا سنة نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) وسنتي من بعده ، فإنكم إن خالفتموني خالفتم نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) ، فقد سمع ذلك منه جميعكم ، وسلموها إلى من هو لها أهل وهي له أهل ، أما والله ما أنا بالراغب في
/ صفحة 554 /
دنياكم ، ولا قلت ما قلت لكم افتخارا ولا تزكية لنفسي ، ولكن حدثت بنعمة ربي وأخذت عليكم بالحجة ، ثم نهض إلى الصلاة . قال : فتآمر القوم فيما بينهم وتشاوروا ، فقالوا : قد فضل الله علي بن أبي طالب بما ذكر لكم ، ولكنه رجل لا يفضل أحدا على أحد ، ويجعلكم ومواليكم سواء ، وإن وليتموه إياها ساوى ببن أسودكم وأبيضكم ، ولو وضع السيف على أعناقكم ، لكن ولوها عثمان ، فهو أقدمكم ميلا ، وألينكم عريكة ، وأجدر أن يتبع مسرتكم ، والله غفور رحيم .

- غاية المرام ج 1 - السيد هاشم البحراني ص 115 :
السادس عشر : ابن بابويه قال : حدثنا علي بن الحسن بن محمد قال : حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي بمكة - قراءة عليه سنة ثمانين وثلاثمائة - قال : حدثني علي بن موسى الغطفاني قال : حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال : حدثنا محمد بن عكاشة قال : حدثنا حسين بن زيد بن عبد علي قال : حدثني عبد الله ابن الحسن بن حسن ، عن أبيه عن الحسن بن علي ( عليهما السلام ) قال : " خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما فقال بعد ما حمد الله وأثنى عليه : معاشر الناس كأني أدعى فاجيب ، واني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، لاتخلوا الأرض منهم ، ولو خلت إذن لانساخت بأهلها ، ثم قال : اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع ، وأنك لا تخلي الأرض من حجة لك على خلقك ، ظاهر ليس بالمطاع ، أو خائف مغمور ، لئلا تبطل حجتك ، ولا يضل أولياؤك بعد إذ هديتهم ، أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند الله . فلما نزل عن منبره قلت له : يارسول الله ، أما أنت الحجة على الخلق كلهم ؟ قال : يا حسن إن الله يقول : * ( انما أنت منذر ولكل قوم هاد ) * ( 2 ) فأنا المنذر وعلي الهادي قلت : يارسول الله فقولك : إن الأرض لا تخلو من حجة ؟ قال : نعم علي هو الإمام والحجة بعدي ، وأنت الإمام والحجة بعده ، والحسين الإمام والحجة والخليفة من بعدك ، ولقد نبأني اللطيف الخبير أنه يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي ، سمي جده فإذا مضى الحسين قام بعده علي ابنه وهو الإمام والحجة ويخرج الله من صلب علي ولدا سميي وأشبه الناس بي ، علمه علمي وحكمه حكمي ، وهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب محمد مولودا يقال له جعفر أصدق الناس قولا وفعلا ، وهو الإمام والحجة بعد أبيه ويخرج الله تعالى من صلب جعفر مولودا يقال له موسى سمي موسى بن عمران أشد الناس تعبدا ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب موسى ولدا يقال له علي ، معدن علم الله وموضع حكمه ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له محمد ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب محمد ولدا يقال له علي ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له الحسن ، فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته ( 3 ) ومنقذ أوليائه يغيب حتى لايرى ، ويرجع عن أمره قوم ويثبت عليه آخرون * ( ويقولون متى هذا الوعد إن
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كمال الدين : 2 / 336 - 337 ، عيون أخبار الرضا : 1 / 44 . ( 2 ) الرعد : 7 . ( 3 ) في البحار : إمام زمانه . ( * )

/ صفحة 116 /
كنتم صادقين ) * ( 1 ) ولو لم يكن ( 2 ) من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عزّ وجلّ ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا ، فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا ، فلا يخلو الأرض منكم ، أعطاكم الله علمي وفهمي ، ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي ومن زرعي وزرع زرعي " ( 3 ) .

.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 236 :
السادس والتسعون : ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) قال : أخبرنا محمد بن عبد الله قال : حدثنا أبو الحسن عيسى بن العراد السكني ( 2 ) قال : حدثني أبو عبد الله محمد ابن عبد الله بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحقي البصري في سنة عشر وثلاثمائة قال : حدثنا محمد ابن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد الله بن هارون الكرخي قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن زيد بن سلام عن حذيفة بن اليمان قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم أقبل بوجهه الكريم علينا ثم قال : " معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته ، فمن عمل بها فاز وغنم
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أمالي الشيخ الطوسي : 618 / مجلس 29 / ح 8 . ( 2 ) في المصدر : الكبير . ( * )

/ صفحة 237 /
وانجح ومن تركها حلت عليه الندامة ، فالتمسوا بالتقوى السلامة من اهوال يوم القيامة فكأني أدعى فأجيب ، وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، ومن تمسك بعترتي كان من الفائزين ومن تخلف عنهم كان من الهالكين . فقلت : يارسول الله على من تخلفنا ؟ قال : على من خلف موسى بن عمران على قومه ، قلت على وصيه يوشع بن نون ، قال : فإن وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب ، قائد البررة وقاتل الفجرة ، منصور من نصره مخذول من خذله ، فقلت : يارسول الله فكم تكون الأئمة من بعدك ؟ قال : عدد نقباء بني إسرائيل ، تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله تعالى علمي وفهمي ، خزان علم الله ومعادن وحيه قلت : يارسول الله فما لاولاد الحسن قال : إن الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين ( عليه السلام ) وذلك قوله عزّ وجلّ : * ( وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) * ( 1 ) قلت : أفلا سميتهم لي يارسول الله ؟ قال : نعم ، إنه لما عرج بي إلى السماء نظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور : لا إله إلا الله محمد رسول الله ايدته بعلي ونصرته به ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ورأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا ومحمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن ، والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت : يارب من هؤلاء الذين قرنت اسماؤهم باسمك ؟ قال : يا محمد إنهم هم الأوصياء والأئمة بعدك خلقتهم من طينتك فطوبى لمن أحبهم والويل لمن أبغضهم فبهم أنزل الغيث وبهم أثيب وأعاقب ثم رفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء ودعا بدعوات سمعته يقول : اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي " ( 2 ) .

.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 321 :
الباب (التاسع والعشرون) : في نص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على وجوب التمسك بالثقلين من طريق الخاصة وفيه (اثنان وثمانون) حديثا .
الحديث الأول : أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه ( قدس سره ) قال في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) قال : حدثنا محمد بن وهبان بن محمد البصري قال : حدثنا محمد بن عمر الجعاني قال : حدثنا إسماعيل بن محمد بن شيبة القاضي قال : حدثني محمد بن أحمد بن الحسن قال : حدثنا يحيى بن خلف الراسبي عن عبد الرحمن قال : حدثنا يزيد بن الحسن عن معروف بن خربوذ عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول على منبره : " معاشر الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض حوضا ما بين بصرى وصنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بيدكم فاستمسكوا به ولن تضلوا ولا تبدلوا في عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، معاشر أصحابي كأني على الحوض انتظر من يرد علي منكم وسوف تؤخر أناس دوني ، فأقول : يا رب مني ومن امتي فيقال يامحمد هل شعرت بما عملوا ؟ إنهم مارجعوا بعدك يرجعون على أعقابهم . ثم قال أوصيكم في عترتي خيرا وأهل بيتي . فقام إليه سلمان فقال : يا رسول الله : من الأئمة من بعدك أما هم من عترتك ؟ فقال : نعم الأئمة من بعدي من عترتي عدد نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله علمي وفهمي فلا تعلموهم فإنهم أعلم منكم واتبعوهم فإنهم أعلم منكم واتبعوهم فإنهم مع الحق والحق معهم ( عليهم السلام ) " ( 1 ) .

الثاني : ابن بابويه قال : أخبرنا أبو عبد الله بن عمر بن مسلم بن لاحق اللاحفي البصري في سنة عشر وثلاثمائة قال : حدثنا محمد بن عمارة السكري عن إبراهيم بن عاصم عن عبد الله بن هارون الكرخي قال : حدثنا أحمد بن يزيد بن سلامة عن حذيفة بن اليمان ، قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كفاية الأثر : 127 . ( * )

/ صفحة 322 /
أقبل بوجهه الكريم علينا ثم قال : " معاشر أصحابي أوصيكم بتقوى الله والعمل بطاعته فمن عمل بها فاز ونجح وغنم ، ومن تركها حلت عليه الندامة فالتمسوا بالتقوى السلامة من أهوال يوم القيامة ، فكأني ادعى فاجيب واني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ومن تمسك بعترتي من بعدي كان من الفائزين ومن تخلف عنهم كان من الهالكين ، فقلت : يا رسول الله على من تخلفنا ؟ قال : على من خلف موسى بن عمران على قومه ؟ قلت : على وصيه يوشع بن نون ، فقال : إن وصيي وخليفتي من بعدي علي بن أبي طالب قائد البررة وقاتل الكفرة منصور من نصره مخذول من خذله ، فقلت : يا رسول الله : فكم تكون الأئمة من بعدك ؟ قال : عدة نقباء بني إسرائيل تسعة من صلب الحسين أعطاهم الله تعالى علمي وفهمي خزان علم الله ووحي الله ، قلت : يا رسول الله فما لأولاد الحسن ؟ قال : إن الله تبارك وتعالى جعل الإمامة في عقب الحسين ، ذلك قوله عز وجل * ( وجعلها كلمة باقية في عقبه لعلهم يرجعون ) * ( 1 ) قلت : أفلا تسميهم لي يا رسول الله ، قال : نعم لما عرج بي إلى السماء فنظرت إلى ساق العرش فرأيت مكتوبا بالنور لا إله إلا الله محمد رسول الله أيدته بعلي ونصرته به ، ورأيت أنوار الحسن والحسين وفاطمة ورأيت في ثلاثة مواضع عليا عليا عليا ومحمدا محمدا وجعفرا وموسى والحسن والحجة يتلألأ من بينهم كأنه كوكب دري فقلت : يا رب من هؤلاء الذين قرنت اسمائهم باسمك ؟ قال : يا محمد هم الأوصياء والأئمة بعدك خلقتهم من طينتك فطوبى لمن أحبهم ، والويل لمن أبغضهم ، فبهم أنزل الغيث وبهم اثيب واعاقب ، ثم رفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يده إلى السماء ودعا بدعوات وسمعته يقول : اللهم اجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي " ( 2 ) .

الثالث : ابن بابويه قال : حدثنا علي بن الحسن بن محمد بن مندة قال : حدثنا هارون بن موسى قال : حدثنا أبو الحسن محمد بن منصور الهاشمي قال : حدثني أبو موسى عيسى بن أحمد قال : حدثنا أبو ثابت المدني قال : حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم عن هشام بن سعيد عن عيسى بن عبد الله بن مالك عن عمر بن الخطاب قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " أيها الناس إني فرط لكم وانتم واردون علي الحوض أعرض ما بين صنعاء وبصرى فيه قدحان عدد النجوم من فضة وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، السبب الأكبر كتاب الله طرفه
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الزخرف : 28 . ( 2 ) كفاية الأثر : 136 . ( * )

/ صفحة 323 /
بيد الله وطرفه بيدكم فاستمسكوا به ولا تبدلوا وعترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فقلت يا رسول الله من عترتك ؟ فقال : أهل بيتي من ولد علي وفاطمة وتسعة من صلب الحسين ( عليه السلام ) أئمة أبرار هم عترتي من لحمي ودمي " ( 1 ) .

الرابع : محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة ومحمد بن همام بن سهيل وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس [ عن رجالهم ] عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام قال : حدثنا معمر بن راشد عن أبان ابن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : " إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال : " أيها الناس إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني وعهد إلي أنهما لا يفترقان ( 2 ) حتى يردا علي الحوض : قالوا اللهم شهدنا ذلك كله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا : نشهد أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يا رسول الله لكل أهل بيتك ؟ فقال : لا ، ولكن الأوصياء منهم علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي وهو أولهم وخيرهم ، ثم وصيه بعده ابني هذا وأشار إلى الحسن ، ثم وصيه ابني هذا وأشار إلى الحسين ، ثم وصيه ابني بعده سمي أخي ، ثم وصيه بعده سميي ، ثم سبعة من بعده من ولده واحدا بعد واحد حتى يردوا علي الحوض ، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله ، فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا : ذكرتمونا ما كنا نسينا ، نشهد أنا قد [ كنا ] سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " ( 3 ) .

الخامس : قال : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( قدس سره ) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن غياث بن إبراهيم عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي ( عليهم السلام ) قال : " سئل أمير المؤمنين عن معنى قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة ؟ قال : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة من ولد الحسين تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردا على رسول الله حوضه " ( 4 ) .

السادس : ابن بابويه قال : حدثنا أحمد بن إسماعيل قال : حدثنا محمد بن همام عن عبد الله بن
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كفاية الأثر : 91 . ( 2 ) في المصدر : لن يفترقا . ( 3 ) كتاب الغيبة للنعماني : 73 . ( 4 ) كمال الدين : 240 ح 64 باب 22 . ( * )

/ صفحة 324 /
جعفر الحميري عن موسى بن مسلم عن مسعدة قال : كنت عند الصادق ( عليه السلام ) إذ أتاه شيخ كبير قد انحنى متكئا على عصاه فسلم فرد أبو عبد الله ( عليه السلام ) الجواب ، ثم قال : يابن رسول الله ناولني يدك أقبلها ، فأعطاه يده فقبلها ثم بكى ، ثم قال له أبو عبد الله : " ما يبكيك يا شيخ " ، فقال : جعلت فداك أقمت على قائمكم منذ مائة سنة أقول هذا الشهر وهذه السنة وقد كبر سني ورق جلدي ودق عظمي واقترب أجلي ولا أرى فيكم ما أحب ، أراكم مقتولين مشردين وأرى أعدائكم يطيرون بالأجنحة وكيف لا أبكي ، فدمعت عينا أبي عبد الله ( عليه السلام ) ثم قال : " يا شيخ إن ابقاك الله حتى ترى قائمنا كنت [ معنا ] في السنام الأعلى وإن حلت بك المنية جئت يوم القيامة مع ثقل محمد ( صلى الله عليه وآله ) ونحن ثقله ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين فتمسكوا بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فقال الشيخ : لا ابالي بعدما سمعت هذا الخبر . ثم قال : " يا شيخ اعلم أن قائمنا يخرج من صلب الحسن ، والحسن يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب محمد ، ومحمد يخرج من صلب علي ، وعلي يخرج من صلب موسى ، ابني هذا واشار إلى ابنه موسى وهذا خرج من صلبي ، نحن اثنا عشر كلنا معصومون مطهرون . فقال الشيخ : يا سيدي بعضكم أفضل من بعض ؟ فقال : لا ، نحن في الفضل سواء ولكن بعضنا أعلم من بعض ، ثم قال : يا شيخ والله لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا أهل البيت ، ألا وإن شيعتنا يقعون في فتنة وحيرة في غيبته هناك يثبت الله على هداه المخلصين اللهم أعنهم على ذلك " ( 1 ) .

السابع : ابن بابويه قال : حدثنا علي بن الحسين بن محمد قال : حدثنا عتبة بن عبد الله الحمصي بمكة قراءة عليه سنة ثمانين وثلثمائة قال : حدثني علي بن موسى الغطفاني قال : حدثنا أحمد بن يوسف الحمصي قال : حدثني محمد بن عكاشة قال : حدثنا حسين بن يزيد بن عبد علي قال : حدثني عبد الله بن الحسن عن أبيه عن الحسن ( عليه السلام ) قال : " خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما فقال بعدما حمد الله وأثنى عليه : معاشر الناس كأني ادعى فاجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا فتعلموا منهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم لا تخلوا الأرض منهم ولو خلت لانساخت بأهلها ثم قال ( عليه السلام ) : اللهم إني أعلم أن العلم لا يبيد ولا ينقطع وإنك لا تخلي الأرض من حجة لك على خلقك ظاهرا ليس بالمطاع أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك ولا تضل أوليائك بعد إذ هديتهم أولئك الأقلون عددا الأعظمون قدرا عند الله ، فلما نزل
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كفاية الأثر : 264 - 260 وبشارة المصطفى : 275 . ( * )

/ صفحة 325 /
عن منبره قلت له : يا رسول الله أما أنت الحجة على الخلق كلهم ؟ قال : يا حسن إن الله يقول : * ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) * ( 1 ) فأنا المنذر وعلي الهادي قلت : يا رسول الله قولك : إن الأرض لا تخلو من حجة قال : نعم ، علي هو الإمام والحجة بعدي ، وأنت الإمام والحجة بعده ، والحسين الإمام والحجة والخليفة من بعدك ، ولقد نبأني اللطيف الخبير أن يخرج من صلب الحسين ولد يقال له علي سمي جده ، فإذا مضى الحسين قام بعده علي ابنه وهو الإمام والحجة بعد أبيه ويخرج الله من صلب علي ولدا سميي وأشبه الناس بي علمه علمي وحكمه حكمي ، وهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب محمد مولودا يقال له جعفر أصدق الناس فعلا وقولا وهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله تعالى من صلب جعفر مولودا يقال له موسى سمي موسى بن عمران ( عليه السلام ) أشد الناس تعبدا فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب موسى ولدا يقال له علي معدن علم الله وموضع حكمه وهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له محمد فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب محمد ولدا يقال له علي فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب علي مولودا يقال له الحسن فهو الإمام والحجة بعد أبيه ، ويخرج الله من صلب الحسن الحجة القائم إمام شيعته ومنقذ أوليائه ، يغيب حتى لا يرى ويرجع عن أمره قوم ويثبت عليه آخرون * ( ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين ) * ولو لم يكن من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله عز وجل ذلك اليوم حتى يخرج قائمنا فيملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما فلا تخلو الأرض منكم ، أعطاكم الله علمي وفهمي ولقد دعوت الله تبارك وتعالى أن يجعل العلم والفقه في عقبي وعقب عقبي وفي زرعي وزرع زرعي " ( 2 ) .

الثامن : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن الحسن بن العباس أبو جعفر الخزاعي قال : حدثنا حسن بن الحسين العرني قال : حدثنا عمرو بن ثابت عن عطا بن السائب عن أبي يحيى عن ابن عباس قال : صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المنبر فخطب واجتمع الناس إليه فقال : " يا معشر المؤمنين إن الله عز وجل أوحى إلي إني مقبوض ، وان ابن عمي مقبوض ، وان ابن عمي عليا مقتول ، واني أيها الناس أخبركم خبرا إن علمتم به سلمتم وإن تركتموه هلكتم ، إن ابن عمي عليا هو أخي ووزيري وهو خليفتي وهو المبلغ عني وهو إمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، وإن استرشدتموه أرشدكم ، وإن تبعتموه نجوتم ، وان خالفتموه ضللتم ، وإن أطعتموه فالله أطعتم ، وإن عصيتموه فالله
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الرعد : 7 . ( 2 ) كفاية الأثر : 162 . ( * )

/ صفحة 326 /
عصيتم ، وإن بايعتموه فالله بايعتم ، وإن نكثتم بيعته فبيعة الله نكثتم ، إن الله عز وجل أنزل علي القرآن وهو الذي من خالفه ضل ومن ابتغى علمه عند غير علي هلك ، أيها الناس اسمعوا قولي واعرفوا حق نصيحتي ولا تخالفوني في أهل بيتي إلا بالذي امرتم به من حفظهم ، وإنهم حامتي وقرابتي وإخوتي وأولادي وأنتم مجموعون ومسائلون عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما إنهم أهل بيتي فمن آذاهم آذاني ، ومن ظلمهم ظلمني ، ومن أذلهم أذلني ، ومن أعزهم أعزني . ومن أكرمهم أكرمني ، ومن نصرهم نصرني ، ومن خذلهم خذلني ، ومن طلب الهدى من غيرهم فقد كذبني ، أيها الناس اتقوا الله وانظروا ما أنتم قائلون إذا لقيتموه ، فإني خصم لمن آذاهم ومن كنت خصمه خصمته ، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم " ( 1 ) .

التاسع : ابن بابويه قال : حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب وجعفر بن محمد بن مسرور ( قدس سره ) قالا : حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري عن أبيه عن الريان بن الصلت قال : حضر الرضا ( عليه السلام ) مجلس المأمون بمرو وقد اجتمع في مجلسه جماعة من علماء أهل العراق وخراسان فقال المأمون : أخبروني عن معنى هذه الآية * ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ) * ( 2 ) .
فقالت العلماء : أراد الله تعالى بذلك الامة كلها . فقال المأمون : ما تقول يا أبا الحسن ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : " لا أقول كما قالوا ولكني أقول أراد الله عز وجل بذلك العترة الطاهرة " ، فقال المأمون : وكيف عنى العترة الطاهرة من دون الامة ؟
فقال له الرضا ( عليه السلام ) : " إنه لو أراد الامة لكانت بأجمعها في الجنة لقول اللهتعالى : * ( فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله ذلك هو الفضل الكبير ) * ( 3 ) ثم جمعهم كلهم في الجنة فقال : * ( جنات عدن يدخلونها يحلون فيها من أساور من ذهب . . . ) * ( 4 ) الآية . فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم " . فقال المأمون : من العترة الطاهرة ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : " الذين وصفهم الله تعالى في كتابه فقال : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 5 ) وهم الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أيها الناس لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " . قالت العلماء : أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة أهم الآل أم غير الآل ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : " هم الآل " .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 121 / مجلس 15 / ح 11 . ( 2 ) فاطر : 32 . ( 3 ) فاطر : 32 . ( 4 ) فاطر : 33 . ( 5 ) الأحزاب : 33 . ( * )

/ صفحة 327 /
فقالت العلماء : هذا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يؤثر عنه أنه قال : " أمتي آلي " وهؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفاض الذي لا يمكن دفعه : آل محمد أمته فقال أبو الحسن ( عليه السلام ) : " أخبروني هل تحرم الصدقة على الآل ؟ قالوا : نعم ، قال : فتحرم على الامة ؟ قالوا : لا ، فقال : هذا فرق بين الآل والامة ويحكم أين يذهب بكم أضربتم عن الذكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون ؟ ! أما علمتم أنه وقعت الوراثة والطهارة على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟ ! قالوا : ومن أين يا أبا الحسن ؟ فقال ( عليه السلام ) : من قول اللهتعالى : * ( ولقد أرسلنا نوحا وإبراهيم وجعلنا في ذريتهما النبوة والكتاب فمنهم مهتد وكثير منهم فاسقون ) * ( 1 ) فصارت النبوة والكتاب للمهتدين دون الفاسقين ، أما علمتم أن نوحا ( عليه السلام ) سأل ربه تعالى ذكره * ( فقال رب إن ابني من أهلي وان وعدك الحق وأنت أحكم الحاكمين ) * ( 2 ) وذلك أن الله وعده أن ينجيه وأهله فقال له ربه عز وجل * ( يا نوح إنه ليس من أهلك انه عمل غير صالح فلا تسئلن ما ليس لك به علم إني أعظك أن تكون من الجاهلين ) * ( 3 ) " . فقال المأمون : هل فضل الله العترة على سائر الناس ؟ فقال أبو الحسن : " إن الله تعالى أبان فضل العترة على سائر الناس في محكم كتابه ، فقال له المأمون : أين ذلك من كتاب الله تعالى ؟ فقال له الرضا ( عليه السلام ) : في قوله تعالى : * ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض ) * ( 4 ) وقال عز وجل في موضع آخر : * ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما ) * ( 5 ) ثم رد المخاطبة على أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) * ( 6 ) يعني الذين قرنهم الكتاب والحكمة وحسدوا عليها فقوله تعالى : * ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب والحكمة واتيناهم ملكا عظيما ) * يعني الطاعة للمصطفين الطاهرين فالملك هاهنا هو الطاعة لهم . قالت العلماء : فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا ( عليه السلام ) : " فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موضعا وموطئا فأول ذلك قوله تعالى : * ( وانذر عشيرتك الأقربين ورهطك المخلصين ) * هكذا في قراءة ابي بن كعب وهي ثابتة في مصحف عبد الله بن مسعود وهذه منزلة رفيعة وفضل عظيم وشرف عال حين عنى
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الحديد : 26 . ( 2 ) هود : 45 . ( 3 ) هود : 46 . ( 4 ) آل عمران : 33 - 34 . ( 5 ) النساء : 54 . ( 6 ) النساء : 59 . ( * )

/ صفحة 328 /
الله بذلك الآل فذكره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فهذه واحدة ، والآية الثانية في الاصطفاء قول الله عز وجل : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) وهذا الفضل الذي لا يجهله أحد معاندا أصلا لأنه فضل بعد طهارة تنتظر فهذه الثانية ،
وأما الثالثة فحين ميز الله تعالى الطاهرين من خلقه وأمر نبيه ( صلى الله عليه وآله ) بالمباهلة بهم في آية الابتهال فقال عز وجل : * ( فمن حاجك فيه من بعد ما جائك من العلم فقل تعالوا ندع ابنائنا وابنائكم ونسائنا ونسائكم وانفسنا وانفسكم ) * ( 2 ) فأبرز النبي ( صلى الله عليه وآله ) عليا والحسن والحسين وفاطمة ( صلوات الله وسلامه عليهم ) وقرن أنفسهم بنفسه ، فهل تدرون ما معنى قوله عزّ وجلّ * ( وأنفسنا وأنفسكم ) * ؟ .
قالت العلماء : عنى به نفسهم ، فقال أبو الحسن : غلطتم إنما عنى به علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ومما يدل على ذلك قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي . يعني علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) فهذه خصوصية لا يتقدمه فيها أحد ، وفضل لا يلحقه فيه بشر ، وشرف لا يسبقه إليه خلق ، إذ جعل نفس علي كنفسه فهذه الثالثة ،
وأما الرابعة فإخراجه ( صلى الله عليه وآله ) الناس من مسجده ما خلا العترة التي حتى تكلم الناس في ذلك وتكلم العباس فقال : يا رسول الله تركت عليا وأخرجتنا ؟ ! فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : وما انا تركته وأخرجتكم ولكن الله تركه وأخرجكم وفي هذا تبيان لقوله ( صلى الله عليه وآله ) لعلي ( عليه السلام ) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى . قالت العلماء : وأين هذا من القرآن ؟ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : أوجدكم في ذلك قرآنا أقرأه عليكم ؟ قالوا : هات . قال : قول الله تعالى * ( وأوحينا إلى موسى وأخيه أن تبؤا لقومكما بمصر بيوتا واجعلوا بيوتكم قبلة ) * ( 3 ) ففي هذه الآية منزلة هارون من موسى وفيها أيضا منزلة علي من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومع هذا دليل ظاهر في قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين قال : ألا إن هذا المسجد لا يحل لجنب إلا لمحمد وآله . فقالت العلماء : يا أبا الحسن هذا الشرح وهذا البيان لا يوجد إلا عندكم معشر أهل بيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : ومن ينكر لنا ذلك ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتها من بابها . ففيما أوضحنا وشرحنامن الفضل والشرف والتقدمة والاصطفاء والطهارة ما لاينكره معاند ولله تعالى الحمد على ذلك فهذه الرابعة .
والآية الخامسة قوله تعالى : * ( وآت ذا القربى حقه ) * ( 4 ) خصوصية خصهم الله العزيز الجبار بها واصطفاهم على الامة فلما نزلت هذه الآية على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ادعو إلي فاطمة ، فدعيت له
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الأحزاب : 33 . ( 2 ) آل عمران : 61 . ( 3 ) يونس : 87 . ( 4 ) الاسراء : 26 . ( * )

/ صفحة 329 /
فقال : يا فاطمة ، قالت : لبيك يا رسول الله فقال ( صلى الله عليه وآله ) : هذه فدك هي مما لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب وهي لي خاصة دون المسلمين فقد جعلتها لك لما أمرني الله تعالى به فخذيها لك ولولدك فهذه الخامسة .
والآية السادسة قول الله عز وجل : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 1 ) وهذه خصوصية للنبي ( صلى الله عليه وآله ) إلى يوم القيامة ، وخصوصية للآل دون غيرهم ، وذاك أن الله تعالى حكى في ذكر نوح ( عليه السلام ) في كتابه * ( يا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله وما أنا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني أراكم قوما تجهلون ) * ( 2 ) وحكى عز وجل عن هود ( عليه السلام ) انه قال : * ( يا قوم لا أسألكم عليه أجرا إن أجري إلا على الذي فطرني أفلا تعقلون ) * ( 3 ) وقال عز وجل لنبيه محمد ( صلى الله عليه وآله ) : قل يا محمد * ( لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 4 ) ولم يفرض الله تعالى مودتهم إلا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين أبدا ولا يرجعون إلى ضلال أبدا وأخرى أن يكون الرجل وادا للرجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم له قلب الرجل فأحب الله أن لا يكون في قلب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على المؤمنين شئ ففرض الله عليهم مودة ذوي القربى فمن أخذ بها وأحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأحب أهل بيته لم يستطع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يبغضه ومن تركها ولم يأخذ بها وأبغض أهل بيته ( عليهم السلام ) فعلى رسول الله أن يبغضه لأنه قد ترك فريضة من فرائض الله تعالى فأي فضيلة وأي شرف يتقدم هذا أو يدانيه فأنزل الله تعالى هذه الآية على نبيه * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أصحابه فحمد الله واثنى عليه وقال : أيها الناس قد فرض الله لي عليكم فرضا فهل أنتم مؤدوه ؟ فلم يجبه أحد فقال : أيها الناس إنه ليس بذهب ولا فضة ولا مأكول ولا مشروب . فقالوا : هات إذا ، فتلا عليهم هذه الآية فقالوا : أما هذه فنعم . فما وفى بها أكثرهم ، وما بعث الله عز وجل نبيا إلا أوحى إليه أن لا يسأل قومه أجرا لأن الله تعالى يوفي أجر الأنبياء ( عليهم السلام ) ومحمد ( صلى الله عليه وآله ) فرض الله عز وجل مودة قرابته على امته وأمره أن يجعل أجره فيهم ليودوه في قرابته بمعرفة فضلهم الذي أوجبه الله تعالى لهم فإن المودة إنما تكون على قدر معرفة الفضل ، فلما أوجب الله تعالى ذلك ثقل لثقل وجوب الطاعة فتمسك بها قوم قد أخذ الله تعالى ميثاقهم على الوفاء وعاند أهل الشقاق والنفاق ألحدوا في ذلك فصرفوه عن حده الذي حده الله تعالى فقالوا : القرابة هم العرب كلها وأهل دعوته فعلى أي الحالتين كان فقد علمنا أن المودة هي القرابة فأقربهم من
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الشورى : 23 . ( 2 ) هود : 29 . ( 3 ) هود : 51 . ( 4 ) الشورى : 23 . ( * )

/ صفحة 330 /
النبي ( صلى الله عليه وآله ) أولاهم بالمودة وكلما قربت القرابة كانت المودة على قدرها وما انصفوا نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) في حيطته ورأفته وما من الله به على أمته مما تعجز الألسن عن وصف الشكر عليه أن لا يودوه في ذريته وأهل بيته وأن لا يجعلوهم منهم كمنزلة العين من الرأس حفظا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيهم وحبا لبنيه . فكيف والقرآن ينطق به ويدعو إليه والأخبار ثابتة بانهم أهل المودة والذين فرض الله تعالى مودتهم ووعد الجزاء عليها أنه ما وفى أحد بهذه المودة مؤمنا مخلصا إلا استوجب الجنة لقول الله تعالى : * ( والذين آمنوا وعلموا الصالحات في وروضات الجنات لهم ما يشاؤون عند ربهم ذلك هو الفضل الكبير ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا وعملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * مفسرا ومبينا ، ثم قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : حدثني أبي عن جده عن ابائه عن الحسين ابن علي ( عليه السلام ) قال : " اجتمع المهاجرون والأنصار إلى رسول الله فقالوا : إن لك يا رسول الله مؤونة في نفقتك وفيمن يأتيك من الوفود وهذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارا مأجورا اعط ما شئت وامسك ما شئت من غير جرح قال : فأنزل الله تعالى عليه الروح الأمين فقال : يا محمد * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * يعني : أن تودوا قرابتي من بعدي فخرجوا ، فقال المنافقون : ما حمل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثنا على قرابته من بعده إن هو إلا شئ افتراه في مجلسه ، وكان ذلك من قولهم عظيما فأنزل الله تعالى جبريل بهذه الآية * ( أم يقولون افتراه قل إن افتريته فلا تملكون لي من الله شيئا هو أعلم بما تفيضون فيه وكفى به شهيدا بيني وبينكم وهو الغفور الرحيم ) * ( 1 ) فبعث إليهم النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : هل من حدث ؟ فقالوا : أي والله يا رسول الله ، لقد قال بعضنا كلاما غليظا كرهناه فتلا عليهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الآية فبكوا واشتد بكاؤهم فأنزل الله تعالى * ( وهو الذي يقبل التوبة من عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون ) * ( 2 ) فهذه السادسة .
وأما السابعة فقول الله تعالى : * ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) * ( 3 ) وقد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل : يا رسول الله قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال : تقولون اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وال إبراهيم إنك حميد مجيد ، فهل بينكم معاشر الناس في هذا خلاف ؟ قالوا : لا ، قال المأمون : هذا مما لا خلاف فيه اصلا وعليه اجماع الامة ، فهل عندك في الآل شئ أوضح من
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الأحقاف : 8 . ( 2 ) الشورى : 25 . ( 3 ) الأحزاب : 56 . ( * )

/ صفحة 331 /
هذا في القرآن ؟ قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : " نعم أخبروني عن قول الله تعالى : * ( يس والقرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم ) * ( 1 ) فمن عنى بقوله ( يس ) ؟ قالت العلماء : ( يس ) محمد ( صلى الله عليه وآله ) لم يشك فيه أحد . قال أبو الحسن ( عليه السلام ) : إن الله تعالى أعطى محمدا وآل محمد من ذلك فضلا لا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله وذلك ان الله عز وجل لم يسلم على أحد إلا على الأنبياء ( عليهم السلام ) فقال تعالى : * ( سلام على نوح في العالمين ) * ( 2 ) وقال : * ( سلام على إبراهيم ) * ( 3 ) وقال : * ( سلام على موسى وهارون ) * ( 4 ) ولم يقل سلام على آل نوح ولم يقل سلام على آل موسى ولا على آل إبراهيم وقال : * ( سلام على آل يس ) * ( 5 ) يعني آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) " فقال المأمون : قد علمت أن في معدن النبوة شرح هذا وبيانه ، وهذه السابعة .
فأما الثامنة فقول الله : * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين ) * ( 6 ) فقرن سهم ذي القربى مع سهمه وسهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فهذا فصل أيضا بين الآل والامة لأن الله تعالى جعلهم في حيز وجعل الناس في حيز دون ذلك ورضي لهم ما رضي لنفسه واصطفاهم فيه فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم بذي القربى وكل ما كان من الفئ والغنيمة وغير ذلك مما رضيه عز وجل لنفسه ورضيه لهم فقال وقوله الحق : * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فان لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) * فهذا تأكيد مؤكد وأثر قائم لهم إلى يوم القيامة في كتاب الله الناطق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد وأما قوله : * ( واليتامى والمساكين ) * فإن اليتيم إذ انقطع يتمه خرج من الغنائم ولم يكن له فيها نصيب وكذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب من المغنم ولا يحل له أخذه ، وسهم ذي القربى قائم إلى يوم القيامة فيهم للغني والفقير منهم لأنه لا أحد أغنى من الله عز وجل ولا من رسول الله فجعل لنفسه منهما سهما ولرسوله سهما فما رضيه لنفسه ولرسوله رضيه لهم وكذلك الفئ مارضيه منه لنفسه ولنبيه رضيه لذي القربى ، كما اجراهم في الغنيمة فبدأ بنفسه جل جلاله ثم برسوله ثم بهم وقرن سهمهم بسهم الله وسهم رسوله وكذلك في الطاعة قال الله تعالى : * ( يا أيها
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) يس : 1 - 4 . ( 2 ) الصافات : 79 . ( 3 ) الصافات : 109 . ( 4 ) الصافات : 120 . ( 5 ) الصافات : 130 . ( 6 ) الأنفال : 41 . ( * )

/ صفحة 332 /
الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) فبدأ بنفسه ثم برسوله ثم باهل بيته وكذلك اية الولاية : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا ) * ( 2 ) فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمهم مع سهم الرسول مقرونا بسهمه في الغنيمة والفئ ، فتبارك الله ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت فلما جاءت قصة الصدقة نزه نفسه ونزه رسوله ونزه أهل بيته فقال الله تعالى : * ( إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله ) * ( 3 ) فهل تجد في شئ من ذلك أنه جعل عز وجل سهما لنفسه أو لرسوله أو لذي القربى لأنه لما نزه نفسه عن الصدقة ونزه رسوله ونزه أهل بيته لا بل حرم عليهم لأن الصدقة محرمة على محمد وآل محمد وهي أوساخ أيدي الناس لا يحل لهم لأنهم طهروا من كل دنس ووسخ فلما طهرهم الله واصطفاهم رضى لهم ما رضي لنفسه وكره لهم ماكره لنفسه عز وجل فهذه الثامنة .
وأما التاسعة فنحن أهل الذكر الذين قال الله تعالى في محكم كتابه : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 4 ) فقالت العلماء : إنما عنى بذلك اليهود والنصارى فقال أبو الحسن : سبحان الله وهل يجوز ذلك ؟ ! اذا يدعوننا إلى دينهم ويقولون : إنهم أيضا من دين الإسلام فقال المأمون : فهل عندك في ذلك شرح بخلاف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ فقال ( عليه السلام ) : نعم ، الذكر : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونحن اهله ، وذلك بين في كتاب الله عز وجل حيث يقول في سورة الطلاق : * ( فاتقوا الله يا اولي الألباب الذين آمنوا قد أنزل الله إليكم ذكرا رسولا يتلو عليكم آيات الله مبينات ) * والذكر : رسول الله ونحن اهله فهذه التاسعة .
وأما العاشرة فقول الله تعالى في آية التحريم : * ( حرمت عليكم امهاتكم وبناتكم واخواتكم . . . الآية ) * إلى آخرها فاخبروني هل تصلح ابنتي أو ابنة ابني وما تناسل من صلبي لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يتزوجها لو كان حيا ؟ قالوا : لا . قال : فاخبروني هل كانت ابنة أحدكم تصلح له أن يتزوجها لو كان حيا ؟ قالوا : نعم ، قال : ففي هذا بيان لأني أنا من آله ، ولستم من آله ، ولوكنتم من آله لحرم عليه بناتكم كما حرم عليه بناتي لأني من آله وانتم من امته فهذا فرق ما بين الآل والامة لأن الآل منه والامة إذا لم تكن من الآل ليست منه فهذه العاشرة .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) النساء : 59 . ( 2 ) المائدة : 55 . ( 3 ) التوبة : 60 . ( 4 ) النحل : 43 . ( * )

/ صفحة 333 /
وأما الحادي عشر فقول الله تعالى في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل مؤمن من آل فرعون : * ( وقال رجل مؤمن من آل فرعون يكتم ايمانه أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله وقد جائكم بالبينات من ربكم ) * تمام الآية وكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه ولم يضفه إليه بدينه ، وكذلك خصصنا نحن إذ كنا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بولادتنا منه وعممنا الناس بالدين ، فهذا فرق ما بين الآل والامة فهذا الحادي عشر .
وأما الثاني عشر فقوله عزّ وجلّ * ( وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها ) * فخصنا الله تعالى بهذه الخصوصية إذ أمرنا مع الامة بإقامة الصلاة ثم خصنا من دون الأمة فكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يجئ إلى باب علي وفاطمة بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر كل يوم عند حضور كل صلاة خمس مرات فيقول : الصلاة رحمكم الله ، وما أكرم الله أحدا من ذراري الأنبياء ( عليهم السلام ) بمثل هذه الكرامة التي اكرمنا الله بها وخصنا من دون جميع أهل بيتهم " . فقال المأمون والعلماء : جزاكم الله أهل بيت نبيكم عن الامة خيرا فما نجد الشرح والبيان فيما اشتبه علينا إلا عندكم ( 1 ) .

العاشر : ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن علي بن شعيب الجوهري ( قدس سره ) قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال : حدثنا أبو عمرو أحمد بن أبي حازم الغفاري قال : حدثنا عبيدالله بن موسى عن شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد بن ثابت قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ألا وهما الخليفتان من بعدي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 2 ) .

الحادي عشر : ابن بابويه قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا الحسن بن علي بن الحسين السكري عن محمد بن زكريا الجوهري عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين عن أبيه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين وضم بين سبابتيه فقام إليه جابر بن عبد الله الأنصاري فقال : يا رسول الله من عترتك ؟ قال : علي والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين إلى يوم القيامة " ( 3 ) .

الثاني عشر : محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسين وغيره عن سهل عن محمد بن عيسى
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أمالي الصدوق : 615 / مجلس 79 / ح 1 . ( 2 ) أمالي الصدوق : 500 / مجلس 64 / ح 15 . ( 3 ) معاني الأخبار : 91 / 54 . ( * )

 

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
/ صفحة 334 /
ومحمد بن يحيى ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن سنان عن إسماعيل بن جابر وعبد الكريم بن عمرو عن عبد الحميد بن أبي الديلم عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " أوصى موسى إلى يوشع ابن نون وأوصى يوشع بن نون إلى ولد هارون ، ولم يوص إلى ولده ولا إلى ولد موسى إن الله عز وجل له الخيرة يختار من يشاء ممن يشاء ، وبشر موسى ويوشع بالمسيح ( عليه السلام ) فلما أن بعث الله عز وجل المسيح قال المسيح ( عليه السلام ) لهم : إنه سوف يأتي من بعدي نبي اسمه أحمد من ولد إسماعيل ( عليه السلام ) يجئ بتصديقي وتصديقكم وعذري وعذركم ، وجرت من بعده في الحواريين في المستحفظين ، وإنما سماهم الله عز وجل المستحفظين لأنهم استحفظوا الاسم الأكبر وهو الكتاب الذي يعلم به علم كل شئ ، الذي كان مع الأنبياء صلوات الله عليهم يقول الله عز وجل : ( لقد ارسلنا رسلا من قبلك وانزلنا معهم الكتاب والميزان ) ( 1 ) الكتاب الاسم الأكبر وإنما عرف مما يدعى الكتاب التورية الانجيل والفرقان فيها كتاب نوح ( عليه السلام ) وفيها كتاب صالح وشعيب وإبراهيم فاخبره الله عز وجل * ( إن هذا لفي الصحف الأولى صحف إبراهيم وموسى ) * ( 2 ) فأين صحف إبراهيم ، إنما صحف إبراهيم الاسم الأكبر ، وصحف موسى [ الاسم الأكبر ] فلم تزل الوصية في عالم بعد عالم حتى دفعوها إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) فلما بعث الله عز وجل محمدا أسلم له العقب من المستحفظين وكذبه بنو إسرائيل ودعا إلى الله عز وجل وجاهد في سبيله ، ثم أنزل الله عز ذكره عليه أن أعلن فضل وصيك فقال : يا رب إن العرب قوم جفاة لم يكن فيهم كتاب ولم يبعث إليهم نبي ولا يعرفون فضل بيوتات الأنبياء ولا شرفهم ولايؤمنون بي إن أنا أخبرتهم بفضل أهل بيتي فقال الله عز ذكره : * ( ولا تحزن عليهم وقل سلام فسوف تعلمون ) * ( 3 ) فذكر من فضل وصيه ذكرا فوقع النفاق في قلوبهم ، فعلم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك وما يقولون فقال الله جل ذكره : يا محمد : * ( ولقد نعلم أنه يضيق صدرك بما يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون ) * ( 4 ) لكونهم ( 5 ) يجحدون بغير حجة لهم ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يتألفهم ويستعين ببعضهم على بعض ، ولا يزال يخرج لهم شيئا في فضل وصيه حتى نزلت هذه السورة فاحتج عليهم حين أعلم بموته ونعيت إليه نفسه فقال الله جل ذكره : * ( فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب ) * ( 6 ) يقول : فإذا فرغت فانصب علمك وأعلن وصيك
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الآية : * ( ولقد أرسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا . . ) * $ الحديد : 25 . ( 2 ) الأعلى : 18 - 19 . ( 3 ) النحل : 127 . ( 4 ) الأنعام : 33 . ( 5 ) في المصدر : ولكنهم . ( 6 ) الانشراح : 8 . ( * )

/ صفحة 335 /
فأعلمهم فضله علانية فقال ( عليه السلام ) : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات ، ثم قال : لابعثن رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار ، يعرض بمن رجع يجبن أصحابه ويجبنونه . وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : علي سيد المؤمنين وقال : علي عمود الدين ، وقال : هذا هو الذي يضرب الناس بالسيف على الحق بعدي ، وقال : الحق مع علي أينما مال ، وقال : إني تارك فيكم أمرين إن أخذتم بهما لن تضلوا كتاب الله عز وجل وأهل بيتي عترتي ، أيها الناس اسمعوا وقد بلغت انكم ستردون علي الحوض فأسألكم عما فعلتم في الثقلين ، والثقلان كتاب الله جل ذكره وأهل بيتي فلا تسبقوهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم . فوقعت الحجة بقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) وبالكتاب الذي يقرأه الناس ، فلم يزل يلقي فضل أهل بيته بالكلام ويبين لهم بالقرآن * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) وقال عز ذكره : * ( واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول ولذي القربى ) * ( 2 ) ثم قال جل ذكره * ( وآت ذا القربى حقه ) * ( 3 ) فكان علي ( عليه السلام ) وكان حقه الوصية التي جعلت له ، والأسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة فقال : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 4 ) ثم قال : * ( وإذا المؤودة سئلت بأي ذنب قتلت ) * ( 5 ) يقول : أسألكم عن المودة التي أنزلت عليكم فضلها مودة القربى بأي ذنب قتلتموهم ، وقال جل ذكره : * ( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون ) * ( 6 ) قال : الكتاب : الذكر ، وأهله آل محمد ( صلى الله عليه وآله ) أمر الله عز وجل بسؤالهم ولم يؤمروا بسؤال الجهال ، وسمى الله عز وجل القرآن ذكرا فقال تبارك وتعالى : * ( وانزلنا إليك الذكر لتبين للناس مانزل إليهم ولعلهم يتفكرون ) * ( 7 ) وقال عز وجل : * ( وانه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ) * ( 8 ) وقال عز وجل : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) * ( 9 ) وقال عز وجل : * ( ولو ردوه إلى الله والرسول وإلى اولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) * ( 10 ) فرد الله الأمر - أمر الناس - إلى أولي الأمر منهم الذين أمر بطاعتهم وبالرد إليهم . فلما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع نزل عليه جبرائيل ( عليه السلام ) فقال : * ( يا أيها الرسول بلغ ما
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الاحزاب : 33 . ( 2 ) الانفال : 42 . ( 3 ) الاسراء : 26 . ( 4 ) الشورى : 23 . ( 5 ) التكوير : 8 - 9 . ( 6 ) النحل : 43 . ( 7 ) النحل : 44 . ( 8 ) الزخرف : 44 . ( 9 ) النساء : 59 . ( 10 ) النساء : 83 . ( * )

/ صفحة 336 /
أنزل إليك من ربك وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) * ( 1 ) فنادى الناس فاجتمعوا وأمر بسمرات فقم شوكهن ثم قال ( صلى الله عليه وآله ) : يا أيها الناس من وليكم وأولى بكم من أنفسكم ؟ فقالوا : الله ورسوله ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثلاث مرات ، فوقعت حسكة النفاق في قلوب القوم وقالوا : ما أنزل عز وجل هذا على محمد قط ، وما يريد محمد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه ، فلما قدم المدينة أتته الأنصار فقالوا : يا رسول الله إن الله جل ذكره قد أحسن إلينا وشرفنا بك وبنزولك بين ظهرانينا فقد فرح الله صديقنا وكبت عدونا وقد يأتيك وفود فلا تجد ما تعطيهم فيشمت بك العدو ، فنحب أن تأخذ ثلث أموالنا حتى إذا قدم عليك وفد مكة وجدت ما تعطيهم ، فلم يرد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عليهم شيئا وكان ينتظر ما يأتيه من ربه فنزل عليه جبرائيل وقال : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ولم يقبل أموالهم ، فقال المنافقون : ما أنزل الله هذا على محمد وما يريد إلا أن يرفع بضبع ابن عمه ويحمل علينا أهل بيته يقول أمس : من كنت مولاه فعلي مولاه واليوم : قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ، ثم نزل عليه آية الخمس فقالوا : يريد أن يعطيهم أموالنا وفيئنا ، ثم أتاه جبرائيل فقال : يا محمد إنك قد قضيت نبوتك واستكملت أيامك فاجعل الاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة عند علي ، فإني لم أترك الأرض إلا وفيها عالم تعرف به طاعتي وتعرف به ولايتي ، ويكون حجة لمن يولد بين قبض النبي إلى خروج النبي الآخر قال : فأوصى إليه بالاسم الأكبر وميراث العلم وآثار علم النبوة ، وأوصى إليه بألف كلمة وألف باب يفتح كل كلمة وكل باب ألف كلمة والف باب " ( 2 ) .

الثالث عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدثنا عبد الله بن أحمد بن المستورد قال : حدثنا إسماعيل بن صبيح قال : حدثنا سفيان - هو ابن إبراهيم - عن عبد المؤمن - وهو ابن القاسم - عن الحسن بن عطية العوفي عن أبيه عن أبي سعيد الخدري أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " إني تارك فيكم الثقلين إلا أن أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " وقال : " ألا إن أهل بيتي عيبتي التي آوي إليها وإن الأنصار كرشي ( 3 ) فاعفوا عن مسيئهم وأعينوا محسنهم " ( 4 ) .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المائدة : 68 . ( 2 ) اصول الكافي : 1 / 296 ح 3 . ( 3 ) الكرش : الجماعة من الناس وعيال الإنسان من صغار أولاده ، ومراده عليه الصلاة والسلام أنهم مني في المحبة والرآفة بمنزلة الأولاد الصغار . المصباح المنير : 530 ، كرش . ( 4 ) أمالي الطوسي : 255 / مجلس 9 / ح 52 . ( * )

/ صفحة 337 /
الرابع عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال : حدثنا أبو القاسم جعفر بن محمد بن قولويه ( رحمه الله ) قال : حدثني أبي قال : حدثني سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب الزراد عن أبي محمد الأنصاري عن معاوية بن وهب قال : كنت جالسا عند جعفر بن محمد ( عليه السلام ) إذ جاء شيخ قد انحنى من الكبر فقال : السلام عليك ورحمة الله وبركاته فقال أبو عبد الله : " وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا شيخ ادن مني ، فدنا منه وقبل يده وبكى فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : وما يبكيك يا شيخ قال له : يابن رسول الله إني مقيم على رجاء منكم منذ مائة سنة . أقول : هذه السنة وهذا الشهر وهذا اليوم ولا أراه فيكم فتلومني أن أبكي ، قال : فبكى أبو عبد الله ثم قال : يا شيخ إن اخرت منيتك كنت معنا وان عجلت كنت يوم القيامة مع ثقل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال الشيخ : ما ابالي ما فاتني من بعد هذا يابن رسول الله فقال له أبو عبد الله ( عليه السلام ) : يا شيخ إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله المنزل وعترتي أهل بيتي تجئ وأنت معنا يوم القيامة ، ثم قال : يا شيخ ما احسبك من أهل الكوفة ، قال : لا ، قال : فمن أين ؟ قال : من سوادها جعلت فداك ، قال : أين أنت من قبر جدي المظلوم الحسين ( عليه السلام ) ؟ قال : إني لقريب منه قال : كيف اتيانك له ؟ قال : إني لآتيه واكثر ، قال : يا شيخ ذاك دم يطلب الله تعالى به ما اصيب ولد فاطمة ولا يصابون بمثل الحسين ( عليه السلام ) ولقد قتل ( عليه السلام ) في سبعة عشر من أهل بيته نصحوا لله وصبروا في جنب الله فجزاهم احسن جزاء الصابرين أنه إذا كان يوم القيامة اقبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومعه الحسين ( عليه السلام ) ويده على رأسه يقطر دما فيقول : يارب سل امتي فيم قتلوا ابني وقال ( عليه السلام ) : كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين " ( 1 ) .

الخامس عشر : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ( رحمه الله ) قال : أخبرني أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال : حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي ، قال : حدثنا شعيب بن أيوب ، قال : حدثنا معاوية بن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) فيخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال : " نحن حزب الله الغالبون وعترة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأقربون وأهل بيته الطيبون الطاهرون وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في امته والثاني كتاب الله فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أمالي الطوسي : 161 / مجلس 6 / ح 20 . ( * )

/ صفحة 338 /
من بين يديه ولا من خلفه فالمعول علينا في تفسيره ولا نتظنى تأويله بل نتيقن حقائقه فاطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عزّ وجلّ ورسوله مقرونة قال الله عزّ وجلّ : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم * فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) * * ( لو ردوه إلى الرسول وإلى واولي الأمر منهم * لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) * واحذركم الاصغاء لهتاف الشيطان فإنه لكم عدو مبين فتكونوا كأوليائه الذين قال لهم : * ( لا غالب لكم اليوم من الناس واني جار لكم فلما ترائت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني ارى ما لا ترون ) * فتلقون الى الرماح وزرا والى السيوف جزرا وللعمد حطما والى السهام غرضا ثم " لا ينفع نفسا ايمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في ايمانها خيرا " ( 1 ) .

السادس عشر : الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيد الله العدلي قال : حدثنا الربيع بن سيار قال : حدثنا الأعمش عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر ( رضي الله عنه ) وذكر حديث مناشدة أمير المؤمنين ( عليه السلام ) لأهل الشورى فيما ذكر لهم من فضائله وسوابقه في الإسلام والنص عليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال ( عليه السلام ) فيما ذكر لهم : " فهل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وانكم لن تضلوا ما إن اتبعتموهما واستمسكتم بهما ؟ " .
قالوا : نعم ( 2 ) .

السابع عشر : الشيخ سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات قال : حدثنا القاسم بن محمد الاصبهاني عن سليمان بن داود المنقري المعروف بالشاذكوني عن يحيى بن آدم عن شريك بن عبد الله عن جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : " دعاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الناس بمنى فقال : أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : أيها الناس إني تارك فيكم حرمات ثلاث : كتاب الله عز وجل ، وعترتي ، والكعبة البيت الحرام ، ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : أما كتاب الله فحرفوا ، وأما الكعبة فهدموا ، وأما العترة فقتلوا وكل ودائع الله قد نبذوا ومنها قد تبرؤا " ( 3 ) .

الثامن عشر : سعد بن عبد الله في البصائر أيضا عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن جعفر ابن بشير البجلي عن ذريح بن محمد بن يزيد [ المحاربي ] عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " قال رسول
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أمالي الطوسي : 121 / مجلس 5 / ح 1 . ( 2 ) أمالي الطوسي : 548 / مجلس 20 / ح 4 . ( 3 ) مختصر البصائر : 90 . ( * )

/ صفحة 339 /
الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تركت فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي فنحن أهل بيته " ( 1 ) .

التاسع عشر : سعد بن عبد الله في البصائر عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن النضر بن سويد عن خالد بن زياد القلانسي عن رجل عن أبي جعفر ( عليه السلام ) عن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر إن تمسكتم بهما لن تضلوا [ ولن تزلوا ] ولن تبدلوا فإني سألت الله اللطيف الخبير ألا يفترقان حتى يردا علي الحوض فاعطيت ذلك فقيل : فما الثقل الأكبر وما الثقل الأصغر ؟ فقال : الثقل الأكبر كتاب الله عز وجل سبب طرفه بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي " ( 2 ) . العشرون : سعد بن عبد الله في بصائره عن إبراهيم بن هاشم عن يحيى بن أبي عمران عن يونس ابن عبد الرحمن عن هشام بن الحكم عن سعد بن طريف الاسكاف قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم الثقلين فتمسكوا بهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، قال : فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : لا يزال كتاب الله والدليل منا عليه حتى يردا ( 3 ) علي الحوض " ( 4 ) .

الحادي العشرون : سعد بن عبد الله في بصائره عن أحمد وعبد الله ابنا محمد بن عيسى ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب ويعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسى بن عبيد عن الحسن بن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال في خطبة طويلة له : " مضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وخلف في امته كتاب الله ووصيه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين وإمام المتقين وحبل الله المتين والعروة الوثقى التي لا انفصام لها ، وعهده المؤكد صاحبان مؤتلفان يشهد كل واحد منهما لصاحبه بالتصديق ، ينطق الإمام عن الله عز وجل في الكتاب بما أوجب الله فيه على العباد من طاعة الله وطاعة الإمام وولايته ، وأوجب حقه الذي أراد الله من استكمال دينه واظهار أمره والاحتجاج بحجته والاستيضاء بنوره في معادن أهل صفوته ومصطفى أهل حربه ، فأوضح الله بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا ( صلى الله عليه وآله ) عن دينه وأبلج بهم عن منهاج سبيله ووضح ( 5 ) بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من امة محمد ( صلى الله عليه وآله ) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه وعلم فضل حلاوة ( 6 ) اسلامه ، لأن الله عز وجل ورسوله نصب الإمام علما لخلقه وحجة على أهل عالمه ، ألبسه تاج الوقار وغشاه من نور الجبار يمد بسبب إلى السماء لا ينقطع عنه مواده ولا ينال ما عند
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المصدر السابق . ( 2 ) المصدر السابق : 91 . ( 3 ) في المصدر : نرد . ( 4 ) مختصر البصائر : 91 . ( 5 ) في المصدر : وفتح . ( 6 ) في المختصر : ظراوة . ( * )

/ صفحة 340 /
الله إلا بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله عمل العباد إلا بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملبسات ( 1 ) الوحي ومعميات السنن ( 2 ) ومشتبهات الفتن ، ولم يكن الله ليضلهم بعد إذ هداهم حتى يبين لهم ما يتقون وتكون الحجة من الله على العباد بالغة " ورواه محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن محمد بن عيسى ويعقوب بن يزيد وغيرهما عن ابن محبوب عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " مضى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . . . " وذكر الحديث ( 3 ) .

الثاني والعشرون : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة قال : أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي قال : أخبرنا محمد بن علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن جده عن محمد بن أبي عمير عن حماد بن عيسى عن حريز بن عبد الله عن أبي عبد الله جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عن علي ( عليه السلام ) قال : " خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مسجد خيف وهي خطبة مشهورة في حجة الوداع قال ( صلى الله عليه وآله ) فيها : إني فرطكم وإنكم واردون علي الحوض ، حوضاعرضه ما بين بصرى إلى صنعاء فيه قدحان عدد نجوم السماء ألا وإني مخلف فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر الثقل الأكبر القرآن والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي ، هما حبل ممدود بينكم وبين الله جل وعز ما إن تمسكتم به لن تضلوا سبب منه بيد الله وسبب بأيديكم - وفي رواية اخرى - طرف بيد الله وطرف بأيدكم - إن اللطيف الخبير قد نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كاصبعي هاتين ، وجمع بين سبابتيه لا أقول كهاتين وجمع بين سبابته والوسطى - فتفضل هذه على هذه " ( 4 ) .

الثالث والعشرون : محمد بن إبراهيم في الغيبة أيضا قال : أخبرنا عبد الواحد بن عبد الله عن محمد بن علي عن أبيه يرفعه إلى الحسن بن محبوب والحسن بن علي بن فضال عن علي بن عقبة عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) وذكر الكلام السابق ( 5 ) .

الرابع والعشرون : محمد بن إبراهيم هذا قال : أخبرنا عبد الواحد عن محمد بن علي عن أبيه عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ( عليه السلام ) بمثله ( 6 ) .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في المصدر : ملتبسات ، وفي المختصر : متلبسات . ( 2 ) في البصائر : مصيبات السنن . ( 3 ) مختصر البصائر : 90 ، والبصائر : 433 باب قول الرسول : إني تارك ، واصول الكافي : 1 / 203 ح 2 بتفاوت واختصار . ( 4 ) الغيبة : 42 . ( 5 ) المصدر السابق . ( 6 ) غيبة النعماني : 43 . ( * )

/ صفحة 341 /
الخامس والعشرون : أبو النصر محمد بن مسعود العياشي في تفسيره بإسناده عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن بعض أصحابه قال : خطب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم الجمعة بعد صلاة الظهر ، انصرف على الناس فقال : " أيها الناس إني قد نبأني اللطيف الخبير أنه لن يعمر من نبي إلا نصف عمر الذي يليه ممن قبله ، وإني لأظنني اوشك أن ادعى فاجيب وإني مسؤول وأنتم مسؤولون فهل بلغتكم فما [ إذا ] انتم قائلون ؟ قالوا : نشهد بأنك قد بلغت ونصحت وجاهدت فجزاك الله عنا خيرا ، قال : اللهم اشهد . ثم قال : يا أيها الناس ألم تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق وأن البعث حق من بعد الموت ؟ قالوا : اللهم نعم ، قال : اللهم اشهد ، ثم قال : يا أيها الناس إن الله مولاي وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ألا ومن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : يا أيها الناس إني فرطكم وأنتم واردون علي الحوض وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، ألا واني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما حتى تلقوني ، قالوا : وما الثقلان يا رسول الله ؟ قال : الثقل الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرف في أيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تذلوا والثقل الأصغر عترتي أهل بيتي فإنه قد نبأني اللطيف الخبير أن لا يفترقا ( 1 ) حتى يلقياني ، وسألت الله لهما ذلك فأعطانيه ، فلا تسبقوهم فتضلوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ( 2 ) .

السادس والعشرون : العياشي أيضا في تفسيره بإسناده عن مسعدة بن صدقة قال : قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : " إن الله جعل ولايتنا أهل البيت قطب القرآن وقطب جميع الكتب ، عليها يستدير محكم القرآن وبها نوهت الكتب ويستبين الإيمان ، وقد أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقتدى بالقرآن وآل محمد وذلك حيث قال في آخر خطبة خطبها : إني تارك فيكم الثقلين الثقل الأكبر والثقل الأصغر أما الأكبر فكتاب ربي وأما الأصغر فعترتي أهل بيتي فاحفظوني فيهما فلن تضلوا ما تمسكتم بهما " ( 3 ) .

السابع والعشرون : سليم بن قيس الهلالي في كتابه ومنه نسخت عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في آخر خطبة خطبها ثم قبض من يومه : " إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في المصدر : يتفرقا . ( 2 ) تفسير العياشي : 1 / 4 ح 3 . ( 3 ) تفسير العياشي : 1 / 5 ح 9 . ( * )

/ صفحة 342 /
تمسكتم بهما : كتاب الله وأهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين وأشار باصبعيه المسبحتين - ولا أقول كهاتين إحداهما أطول من الاخرى ( 1 ) - وأشار بالمسبحة والوسطى - ، فتمسكوا بهما لا تضلوا ولا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تخلفوا عنهم
.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 342 :
فتمرقوا ( 2 ) ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، قال : قلت : يا أمير المؤمنين سمهم ( 3 ) لي ؟ قال : الذي نصبه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بغدير خم فأخبرهم أنه أولى بهم من أنفسهم ، ثم أمرهم أن يعلم الشاهد الغائب منهم . فقلت : أنت هو يا أمير المؤمنين ؟ قال : أنا أولهم وأفضلهم ، ثم ابني الحسن من بعدي أولى بهم من أنفسهم ، ثم ابني الحسين من عبده أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ثم أوصياء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى يردوا عليه حوضه واحدا بعد واحد " ( 4 ) .

الثامن والعشرون : سليم بن قيس الهلالي في كتابه عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : " كنت أدخل على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كل يوم دخلة وفي كل ليلة دخلة فيخليني فيها أدور معه حيث دار ، وقد علم أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه لم يكن يصنع ذلك بأحد من الناس غيري [ وربما كان ذلك في منزلي يأتيني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فإذا دخلت عليه في بعض منازله خلا بي وأقام نساءه فلم يبق غيري ] وغيره ، وإذا أتاني للخلوة في منزلي لم تقم عنا فاطمة ولا أحد من ابني ، [ كنت ] إذا سألته أجابني وإذا سكت أو نفذت مسائلي ابتدأني ، فما نزلت على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) آية من القرآن إلا أقرأنيها واملأها علي وكتبتها بخطي ، ودعا الله أن يفهمني ويحفظني فمانسيت من كتاب الله آية منذ حفظتها وعلمت ( 5 ) تأويلها ، [ مذ حفضته وأملاه علي فكتبته ، وما ترك شيئا علمه الله ] ولا نزل عليه شئ من حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي ولا طاعة ولا معصية كان أو يكون [ إلى يوم القيامة ] إلا وقد وعلمنيه وحفظته ثم لم أنس منه حرفا واحدا ، ثم وضع ( صلى الله عليه وآله ) يده على صدري ودعا الله أن يملأ قلبي علما وفهما وحكما ونورا ، وأن يعلمني فلا أجهل ، وأن يحفظني فلا أنسى . فقلت له ذات يوم : يا نبي الله إنك منذ دعوت الله لي لم أنس شيئا مما علمتني ، فلم تمليه علي وتأمرني بكتابته أفتجوز ( 6 ) علي النسيان ؟ فقال : يا أخي لست أتخوف عليك النسيان ولا الجهل ، فقد أخبرني الله عز وجل أنه استجاب
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في المصدر : لأن إحداهما قدام الاخرى . ( 2 ) في المصدر : فتفرقوا . ( 3 ) في المصدر : سمه . ( 4 ) كتاب سليم بن قيس : 178 ط . قم المحققة . ( 5 ) في المصدر : وعلمني . ( 6 ) في المصدر : أتتخوف وهو الأنسب . ( * )

/ صفحة 343 /
لي فيك وفي شركائك الذين يكونون من بعدك ، فقلت : نبي الله ومن شركائي ؟ قال : الذين قرنهم الله تعالى بنفسه وبي معه وقد قال في حقهم : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) * ( 1 ) قلت : يا نبي الله ومن هم ؟ قال : الأوصياء إلى أن يردوا علي حوضي كلهم هداة مهديون ( 2 ) لا يضرهم كيد من كادهم ولا خذلان من خذلهم ، هم مع القرآن والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم ، بهم ينصر الله امتي وبهم يمطرون ويدفع عنهم بمستجاب دعوتهم ، فقلت : يا رسول الله سمهم لي ؟ فقال : ابني هذا ، ووضع يده على رأس الحسن ثم ابني هذا ووضع يده على رأس الحسين ( عليه السلام ) ثم ابن له يسمى عليا ثم ابنا له يسمى محمدا [ باقر علمي وخازن وحي الله ] فاقرؤه عني السلام [ ثم أقبل على الحسين ( عليه السلام ) فقال : سيولد لك ( محمد بن علي ) في حياتك فاقرأه مني السلام ] ثم تكملة الاثني عشر من ولده ، فقلت : يا نبي الله سمهم لي بأسمائهم ، فسماهم رجلا رجلا منهم - والله يا أخا بني هلال - مهدي امة محمد الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما ، والله إني لأعرف جميع من يبايعه بين الركن والمقام وأعرف أسماء الجميع وقبائلهم . قال سليم : ثم لقيت الحسن والحسين ( عليهما السلام ) بالمدينة بعد ما قتل علي صلوات الله عليه فحدثتهما بالحديث هذا من أبيهما فقالا : " صدقت ، وقد حدثك أبونا هذا الحديث ونحن جلوس وقد حفظنا ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما حدثك علي سواء لم تزد ولم تنقص منه شيئا " . قال سليم : ثم لقيت علي بن الحسين ( عليه السلام ) وعنده ابنه محمد بن علي ( عليه السلام ) . فحدثته مما سمعته من ابيه وعمه ( عليهما السلام ) وما سمعته من علي ( عليه السلام ) ، فقال علي بن الحسين ( عليه السلام ) : " قد اقرأني أمير المؤمنين عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو مريض وأنا صبي " ثم قال محمد : " فاقرأني جدي الحسين ( عليه السلام ) بعهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [ وهو مريض ] " قال أبان راوي كتاب سليم : فحدثت علي بن الحسين بهذا الحديث كله عن سليم فقال : " صدق سليم " ( 3 ) .

التاسع والعشرون : سليم بن قيس في حديث طويل لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) يذكر فيه فضائله وسوابقه في خلافة عثمان بين المهاجرين والأنصار وقال ( عليه السلام ) : " أفتقرون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال في آخر خطبة خطبها : أيها الناس إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وأهل
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) هنا زيادة في المصدر : فإن خفتم التنازع في شئ فارجعوه الى الله والى الرسول والى أولي الامر منكم . ( 2 ) في المصدر : هاد مهتد . ( 3 ) كتاب سليم : 184 - 185 . ( * )

/ صفحة 344 /
بيتي ؟ " قالوا : اللهم نعم ( 1 ) . الثلاثون : سليم بن قيس عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في حديث طويل له يخاطب طلحة قال ( عليه السلام ) : " قال لي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة [ أفلستم تعلمون أن الخلافة غير النبوة ] فلو كان مع النبوة غيرها لاستثناها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي لا تقدموهم ولا تتخلفوا عنهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ( 2 ) .

الحادي والثلاثون : سليم ابن قيس قال : قال علي ( عليه السلام ) : " إن الذي قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم [ ويوم عرفة ] في حجة الوداع ويوم قبض في آخر خطبة خطبها رسول الله حين قال : [ إني قد ] تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما كتاب الله وأهل بيتي ، وإن اللطيف الخبير عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض كهاتين الأصبعين - وأشار بمسبحته والوسطى - ، فإن إحدهما قدام من الآخر ، فتمسكوا بهما لن تضلوا ولا تزلوا ، ولا تقدموهم ولا تتخلفوا عنهم ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ( 3 ) .

الثاني والثلاثون : الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره قال : حدثنا الحسين بن أحمد عن محمد بن عيسى عن يونس عن هارون بن خارجة عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " الثقلان : نحن والقرآن " محمد بن العباس أيضا عن محمد بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن السندي بن محمد عن أبان بن عثمان عن زرارة قال : سئلت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : * ( سنفرغ لكم ايه الثقلان ) * ( 4 ) قال : " كتاب الله ونحن " ( 5 ) .

الثالث والثلاثون : محمد بن العباس عن عبد الله بن محمد بن ناجية عن مجاهد بن موسى عن ابن مالك عن حجام بن عطية عن أبي سعيد الخدري قال : قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . وإنما سماهما الثقلين لعظم خطرهما وجلالة قدرهما ( 6 ) .

الرابع والثلاثون : الشيخ أحمد بن علي بن أبي منصور الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال : حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال : حدثني سيف بن
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كتاب سليم : 197 . ( 2 ) كتاب سليم : 204 . ( 3 ) كتاب سليم : 208 . ( 4 ) الرحمن : 31 . ( 5 ) تأويل الآيات : 2 / 637 ح 17 - 18 . ( 6 ) تأويل الآيات : 2 / 638 ح 19 . ( * )

/ صفحة 345 /
عميرة وصالح بن عقبة جميعا عن قيس بن سمعان عن علقمة بن محمد الحضرمي عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) وذكر خطبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بمسجد الخيف قال ( صلى الله عليه وآله ) : " معاشر الناس إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر والقرآن هو الثقل الأكبر فكل واحد منبئ عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، [ هم ] امناء الله في خلقه وحكامه في أرضه ، ألا وقد أديت ألا وقد بلغت ألا وقد أسمعت ألا وقد أوضحت ألا وإن الله عز وجل قال : وإنما ( 1 ) قلت عن قول الله عز وجل ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ولا تحل إمرة المؤمنين [ بعدي ] لأحد غيره " ( 2 ) . وروى ذلك أيضا ابن الفارسي في روضة الواعظين عن أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) وذكر الخطبة بطولها وقد تقدمت ( 3 ) .

الخامس والثلاثون : الطبرسي في الاحتجاج عن أبي المفضل محمد بن عبد الله الشيباني بإسناده الصحيح عن رجال ثقة عن ثقة أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) خرج في مرضه الذي توفي فيه إلى الصلاة متكئا على الفضل بن العباس وغلام له يقال له ثوبان ، وهي الصلاة التي أراد التخلف عنها لثقله ، ثم حمل على نفسه ( صلى الله عليه وآله ) وخرج ، فلما صلى عاد إلى منزله فقال لغلامه : " اجلس على الباب ولا تحجب أحدا من الأنصار ، وتجلاه الغشي وجاءت الأنصار فأحدقوا بالباب فقالوا : ائذن لنا على رسول الله ، فقال : هو مغشي عليه وعنده نساؤه ، فجعلوا يبكون ، فسمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) البكاء فقال : من هؤلاء ؟ قالوا : الأنصار ، فقال ( صلى الله عليه وآله ) : من ههنا من أهل بيتي ؟ قالوا : علي والعباس ، فدعاهما وخرج متوكئا عليهما فاستند إلى جذع من أساطين مسجده وكان الجذع جريد نخل فاجتمع الناس وخطب وقال في كلامه : " إنه لم يمت نبي قط إلا خلف تركة وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي [ ألا ] فمن ضيعهم ضيعه الله ، ألا وإن الأنصار كرشي التي آوي إليها وإني أوصيكم بتقوى الله والاحسان إليهم فاقبلوا من محسنهم وتجاوزوا عن مسيئهم " ( 4 ) .

السادس والثلاثون : سليم بن قيس الهلالي قال : بينا أنا وحبيش بن المعتمر بمكة إذ قام أبو ذر فأخذ بحلقة الباب ثم نادى بأعلى صوته في الموسم : أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن جهلني فأنا جندب [ بن جنادة ] أنا أبو ذر ، أيها الناس إني سمعت نبيكم يقول : " إن مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح في قومه من ركبها نجا ومن تركها غرق ومثل باب حطة في بني إسرائيل " . أيها الناس إني سمعت نبيكم يقول : إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما :
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في المصدر : وأنا . ( 2 ) الاحتجاج : 1 / 76 - 67 . ( 3 ) روضة الواعظين : 94 . ( 4 ) الاحتجاج : 1 / 90 والحديث طويل هذا أوله . ( * )

/ صفحة 346 /
كتاب الله وأهل بيتي . . . " الى آخر الحديث ( 1 ) .

السابع والثلاثون : أبو علي في تفسيره قال : روى أبو سعيد الخدري عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " أيها الناس إني قد تركت فيكم حبلين إن أخذتم بهما لن تضلوا من بعدي أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 2 ) .

الثامن والثلاثون : علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي عن صفوان بن يحيى عن أبي الجارود عن عمران بن هيثم عن مالك بن ضمرة عن أبي ذر ( قدس سره ) قال : لمانزلت هذه الآية يوم * ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه ) * ( 3 ) قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ترد علي امتي يوم القيامة على خمس رايات فراية مع عجل هذه الامة فاسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون : أما الأكبر فحرفناه ونبذناه وراء ظهورنا وأما الأصغر فعاديناه وأبغضناه وظلمناه ، فأقول : ردوا إلى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ، ثم ترد علي راية مع فرعون هذه الامة فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون : أما الأكبر فحرفناه ومزقناه وخالفناه وأما الأصغر فعاديناه وقاتلناه ، فأقول : ردوا الى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ، ثم ترد علي راية هي مع سامري هذه الامة فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون : أما الأكبر فعصيناه وتركناه وأما الأصغر فخذلناه وضيعناه ، فأقول : ردوا إلى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ، ثم تردعلي راية ذي الثدية مع أول الخوارج وآخرهم وأسألهم ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون : أما الأكبر فمزقناه وبرئنا منه وأما الأصغر فقاتلناه وقتلناه فأقول : ردوا إلى النار ظماء مظمئين مسودة وجوهكم ، ثم ترد علي راية مع إمام المتقين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين ووصي رسول رب العالمين فأقول لهم : ما فعلتم بالثقلين من بعدي ؟ فيقولون : أما الأكبر فاتبعناه وأطعناه وأما الأصغر فأجبناه ( 4 ) وواليناه ووزرناه ونصرناه حتى اهريقت فيهم دماؤنا ، فأقول : ردوا إلى الجنة رواء مرويين مبيضة وجوهكم ، ثم تلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) * ( يوم تبيض وجوه وتسود وجوه فأما الذين اسودت وجوههم اكفرتم بعد ايمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون وأما الذين ابيضت وجوههم ففي رحمة الله هم فيها خالدون ) * ( 5 ) " .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كتاب سليم : 457 . ( 2 ) تفسير مجمع البيان : 2 / 356 . ( 3 ) آل عمران : 106 . ( 4 ) في المصدر : فأحببناه .
( 5 ) آل عمران : 106 - 107 . ( * )

-

- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 347 :
التاسع والثلاثون : ابن بابويه بإسناده عن مالك بن ضمرة الرواسي قال : لما سير أبو ذر ( رحمه الله ) اجتمع أبو ذر وعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان وعبد الله بن مسعود ، فقال أبو ذر حدثوا حديثا نذكر به رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ونشهد له وندعوا له ونصدقه بالتوحيد . فقال علي ( عليه السلام ) : " لقد علمتم ماهذا زمان حديثي " قالوا : صدقت قال : حدثنا يا حذيفة قال : لقد علمتم أني سئلت المعضلات وخبرتهن لم اسأل عن غيرها قالوا : صدقت قالوا حدثنا يا بن مسعود قال : لقد علمتم أني قد قرأت القرآن لم اسأل عن غيره ، ولكن أنتم أصاحب الحديث قالوا : صدقت قال : حدثنا يا مقداد قال : لقد علمتم أني إنما كنت صاحب الفتيا لا اسأل عن غيرها ، ولكن أنتم أصحاب الحديث فقالوا : صدقت فقالوا : حدثنا يا عمار فقال : لقد علمتم أني رجل نسي لا أذكر فأذكر ، فقال أبو ذر ( قدس سره ) : فأنا احدثكم بحديث قد سمعتموه ومن سمعه منكم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور وأن البعث حق والنار حق وأن الجنة حق قالوا ؟ نشهد قال : فأنا معكم من الشاهدين . ثم قال : ألستم تشهدون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : شر الأولين والآخرين إثنا عشر ستة من الأولين وستة من الآخرين ، ثم سمى الستة من الأولين ، ابن آدم الذي قتل أخاه ، وفرعون وهامان وقارون والسامري والدجال اسمه في الأولين ويخرج في الآخرين ، وأما الستة من الآخرين : فالعجل وهو نعثل ، وفرعون وهو معاوية ، وهامان هذه الامة وهو زياد ، وقارونها وهو سعيد ، والسامري وهو أبو موسى الأشعري عبد الله بن قيس لأنه قال كما قال سامري قوم موسى : لا مساس - أي لا قتال - والأبتر وهو عمرو بن العاص أفتشهدون على ذلك ؟ قالوا : نعم قال : وأنا على ذلك من الشاهدين ، ثم قال : ألستم تشهدون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : إن امتي ترد علي الحوض على خمس رايات ، أولها راية العجل وأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول بماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الأكبر ومزقناه واضطهدنا الأصغر وأخذنا حقه فأقول : اسلكوا ذات الشمال فيصرفون ظماء مظمئين قد اسودت وجوههم لا يطعمون منه قطرة . ثم ترد علي المخدج برايته فآخذ بيده فأذا أخذت بيده أسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاءه ومن فعل فعله يتبعهم ، فأقول . بم خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الأكبر وعصيناه ، وقاتلنا الأصغر وقتلناه فأقول : أسلكوا سبيل أصحابكم ، فينصرفون ضماء مظمئين
/ صفحة 348 /
مسودة وجوههم ، لا يطعمون منه قطرة . ثم ترد علي راية فرعون امتي وهم أكثر الناس وهم المبهرجون ، فقيل : يا رسول الله وما المبهرجون ؟ قال : بهرجوا الطريق قال : لا ولكن بهرجوا دينهم وهم الذين يغضبون للدنيا ولها يرضون فأقوم فآخذ بيد صاحبهم فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول : بماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الأكبر ومزقناه وقاتلنا الأصغر فقتلناه فأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة . ثم ترد علي راية هامان امتي وهو زياد فأقوم وآخذ بيده فإذا اخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول : بماذا خلفتموني في الثقلين بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الأكبر ومزقناه وخذلنا الأصغر وعصيناه وأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة واحدة . ثم ترد علي راية عبد الله بن قيس وهو إمام خمسين الف من أمتي فأقوم فآخذ بيده فإذا أخذت بيده اسود وجهه ورجفت قدماه وخفقت أحشاؤه ومن فعل فعله يتبعه فأقول : بماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي ؟ فيقولون : كذبنا الأكبر وعصيناه وخذلنا الأصغر وعاديناه وأقول : اسلكوا سبيل أصحابكم فينصرفون ظماء مظمئين مسودة وجوههم لا يطعمون منه قطرة . ثم ترد علي راية أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين فأقوم وآخذ بيده فإذا أخذت بيده أبيض وجهه ووجوه أصحابه فأقول : بماذا خلفتموني في الثقلين من بعدي ؟ قال : فيقولون : اتبعنا الأكبر وصدقناه ووازرنا الأصغر ونصرناه وقاتلنا معه فأقول : ردوا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمأون بعدها أبدا ، وجه إمامهم كالشمس الطالعة ووجوه أصحابه كالقمر ليلة البدر وكضوء نجم في السماء ، ثم قال ( عليهم السلام ) ألستم تشهدون على ذلك ؟ قالوا : نعم قال : وأنا على ذلك من الشاهدين " قال يحيى : وقال عباد : اشهدوا بهذا عند الله عز
.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 348 :
وجل أن أبا عبد الرحمن حدثنا هذا وقال أبو عبد الرحمن : اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن الحارث بن حصيرة حدثني بهذا وقال الحارث أشهدوا علي بهذا عند الله عزّ وجلّ أن صخر بن الحكم حدثني بهذا وقال صخر بن الحكم : اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن حيان حدثني وقال حيان : اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن الربيع بن جميل حدثني بهذا وقال الربيع : اشهدوا علي بهذا عند الله عز وجل أن مالك ابن ضمرة حدثني بهذا وقال مالك بن ضمرة : اشهدوا
/ صفحة 349 /
علي بهذا عند الله عز وجل أن أبا ذر حدثني بهذا وقال أبو ذر مثل ذلك وقال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حدثني به جبرائيل ( عليه السلام ) عن الله تبارك وتعالى ( 1 ) . الأربعون : صاحب الطرائف في الطرائف الثلاث والثلاثين ( 2 ) وهو السيد بن طاووس عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) قال : " لما حضرت رسول الله الوفاة دعاالأنصار قال : يا معاشر الأنصار قد حان الفراق وقد دعيت وأنا مجيب الداعي فقد جاورتم فأحسنتم الجوار ونصرتم فأحسنتم النصرة وواسيتم في الأموال ووسعتم في المسكن ( 3 ) وبذلتم مهج النفوس والله مجزيكم بما فعلتم الجزاء الأوفى ، وقد بقيت واحدة هي تمام الأمر وخاتمة العمل ، العمل معها مقرون به جميعا إني أرى أن لا أفرق بينهما جميعا لو قيس بينهما بشعرة ما انقاست ، من آتى بواحدة وترك الاخرى كان جاحدا للأولى ولا يقبل الله منه عملا من الأعمال صرفا ولا عدلا . قالوا : يا رسول الله أين لنا نعرفها ( 4 ) ولا : نمسك عنها فنضل ونرتد عن الإسلام ، والنعمة من الله ومن رسوله علينا فقد أنقذنا الله بك من الهلكة يا رسول الله فقد بلغت ونصحت وأديت وكنت بنا رؤوفا رحيما شفيقا مشفقا فما هم يا رسول الله ؟ قال لهم : كتاب الله وأهل بيتي فإن الكتاب هو القرآن وفيه الحجة والنور والبرهان ، كلام الله جديد غض طري وشاهد وحاكم عادل [ ولنا ] قائد بحلاله وحرامه وأحكامه يقوم غدا فيحاج به أقواما فتزل أقدامهم عن الصراط ، فاحفظوني معاشر الأنصار في أهل بيتي فإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ألا وإن الإسلام سقف تحته دعامة ولا يقوم السقف إلا بها ، فلو أن أحدكم أتى بذلك السقف ممدودا لا دعامة تحته أوشك أن يخر عليه سقفه فيهوي في النار ، أيها الناس الدعامة دعامة الإسلام وذلك قوله تعالى : * ( إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه ) * ( 5 ) فالعمل الصالح طاعة الإمام ولي الأمر والتمسك بحبل الله ألا فهمتم ؟ الله الله في أهل بيتي مصابيح الظلام ومعادن العلم وينابيع الحكم ومستقر الملائكة ، منهم وصيي وأميني ووارثي وهو مني بمنزلة هارون من موسى ألا قد بلغت والله يا معاشر الأنصار لتعرفن الله ورسوله بما عهد إليكم أو لتضربن بعدي بالذل ، يا معاشر الأنصار ألا اسمعوا [ ومن حضر ] ألا إن
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الخصال : 457 / ح 2 . ( 2 ) الحديث ليس في الطرائف نعم هو في البحار ينقله عن كتاب الطرف لابن طاووس وكذلك في مجمع النورين للمرندي ينقله عن كتاب الطرف لابن طاووس ، والذي صرح به أنه جعله متمما لكتاب الطرائف . ( 3 ) في البحار : المسلمين وبالهامش عن المصدر : السكنى . ( 4 ) في البحار : بمعرفتها . ( 5 ) فاطر : 10 . ( * )

/ صفحة 350 /
باب فاطمة بابي وبيتها بيتي فمن هتكه هتك حجاب الله " قال عيسى - يعني راوي الحديث - : فبكى أبو الحسن صلوات الله عليه طويلا وقطع عنه بقية الحديث وأكثر البكاء قال : " هتك والله حجاب الله ، هتك والله حجاب الله هتك والله حجاب الله يا محمد ( 1 ) صلوات الله عليه " ( 2 ) .

الحادي والأربعون : ابن طاووس ( قدس سره ) في الطرائف ( 3 ) الثلاث والثلاثين يرفعه إلى عيسى قال : سألته يعني أبا الحسن موسى بن جعفر ( عليهما السلام ) قال : قلت : ما تقول فإن الناس قد أكثروا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمر أبا بكر أن يصلي بالناس ثم عمر فأطرق عني مليا ثم قال : " ليس كما ذكروا ولكنك يا عيسى كثير البحث في الامور وليس ترضى عنها إلا بكشفها ، فقلت : بأبي أنت وامي إنما أسألك منها عما أنتفع به في ديني [ وأتفقه ] مخافة أن أضل وأنا لا أدري ولكن متى أجد مثلك يكشفها لي ؟ فقال : إن النبي ( صلى الله عليه وآله ) لما ثقل في مرضه دعا عليا فوضع رأسه في حجره واغمى عليه وحضرت الصلاة فأذن بها فخرجت عائشة فقالت : يا عمر اخرج فصل بالناس فقال لها عمر : أبوك أولى بها ، فقالت : صدقت ولكنه رجل لين وأكره أن يواثبه القوم فصل أنت ، فقال لها عمر : بل يصلي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب ، وتحرك متحرك ومع أن محمدا مغمى عليه لا أراه يفيق منها والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه - يريد عليا - فبادر الصلاة قبل أن يفيق فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة وقد سمعت مناجاته منذ الليلة وفي آخر كلامه يقول : الصلاة الصلاة قال : ثم خرج أبو بكر ليصلي
.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 350 :
بالناس فأنكر القوم ذلك ثم ظنوا أنه بأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فلم يكبر حتى أفاق ( صلى الله عليه وآله ) قال : ادعو إلي العباس فحملاه هو وعلي فأخرجاه حتى صلى بالناس وإنه لقاعد ثم حمل فوضع على منبره فلم يجلس بعد ذلك على المنبر واجتمع إليه جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار حتى برزن ( 4 ) العواتق من خدورهن فبين باك وصايح وصارخ ومسترجع والنبي يخطب ساعة ويسكت ساعة وكان مما ذكر في خطبته أن قال : يا معاشر المهاجرين والأنصار ومن حضرني في يومي هذا وساعته هذه [ من الجن والانس ] فليبلغ شاهدكم غائبكم ، ألا قد خلفت فيكم كتاب الله فيه النور والهدى والبيان مافرط الله فيه من شئ حجة الله لي عليكم وخلفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدى وصيي علي بن أبي طالب ألا هو حبل الله فاعتصموا به ولا تفرقوا عنه
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في البحار : يا امه ، وفي الهامش عن المصدر : يا أمه يا أمه . ( 2 ) بحار الأنوار : 22 / 477 ح 27 عن كتاب الوصية للشيخ عيسى بن المستفاد الضرير ، ولم نجده في الطرائف المطبوع ومجمع النورين للمرندي : 348 عن ابن طاوس الطرف : 18 - 21 - 27 . ( 3 ) قلنا سابقا أنه عن كتاب الطرف لا الطرائف . ( 4 ) في المصدر : برزت . ( * )

/ صفحة 351 /
( واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخوانا ) * ( 1 ) . يا أيها الناس هذا علي بن أبي طالب كنز الله اليوم ومابعد اليوم من أحبه وتولاه اليوم وما بعد اليوم فقد أوفى بما عاهد عليه الله وأدى ما أوجب عليه ، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم جاء يوم القيامة أعمى أصم لاحجة له عند الله . أيها الناس لا تأتوني غدا بالدنيا تزفونها زفا ويأتي أهل بيتي شعثا غبرا مقهورين مظلومين تسيل دماؤهم أمامكم وبيعات الضلالة والشورى للجهالة ألا وإن هذا الأمر له أصحاب وآيات وقد سماهم الله في كتابه وعرفتكم وأبلغتكم ما أرسلت به ولكني أراكم قوما تجهلون لا ترجعن بعدي كفارا مرتدين متأولين للكتاب على غير معرفة وتبتدعون السنة بالهوى ، لأن كل سنة وحدث وكلام خالف القرآن فهو رد وباطل ، القرآن إمام هدى له قائد يهدي إليه ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة ولي الأمر بعد وليه ( 2 ) ووارث علمي وحكمي وسري وعلانيتي وما ورثه النبيون من قبلي ، وأنا وارث ومورث فلا تكذبكم ( 3 ) أنفسكم . أيها الناس الله الله في أهل بيتي فإنهم أركان الدين ومصابيح الظلم ومعدن العلم ، علي أخي ووارثي ووزيري وأميني والقائم [ بأمري ] بعدي والوافي بعهدي على سنتي ويقتل على سنتي ، وأول الناس إيمانا وآخرهم عهدا بي عند الموت وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة ، وليبلغ شاهدكم غائبكم ألا ومن أم قوما عميا ( 4 ) وفي الامة من هو أعلم منه فقد كفر ، أيها الناس من كانت له قبلي تبعات فها أنا ذا ومن كانت له عندي عداة فليأت فيها علي بن أبي طالب فإنه ضامن لذلك كله حتى لا يبقى لأحد علي تبعة " ( 5 ) .

الثاني والأربعون : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس وعلي ابن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد عن محمد بن عيسى عن يونس عن ابن مسكان عن أبي بصير : قال سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : * ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) * ( 6 ) فقال : " نزلت في علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والحسن والحسين ( عليهما السلام ) ، فقلت له : إن الناس يقولون : فماله لم يسم علي وأهل بيته في كتاب الله عز وجل ؟ قال : فقال : قولوا لهم : إن رسول
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) آل عمران : 103 . ( 2 ) في المصدر : ولي الامر بعدي . ( 3 ) في مجمع النورين والبحار والمصدر : فلا يكذبنكم . ( 4 ) في المصادر : إمامة عمياء . ( 5 ) البحار : 22 / 487 ح 31 ، وخصائص الائمة للرضي : 73 ، ومجمع النورين : 67 . ( 6 ) النساء : 59 . ( * )

/ صفحة 352 /
الله ( صلى الله عليه وآله ) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ذلك لهم ، ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ذلك لهم ، وقد نزل الحج فلم يقل لهم : طوفوا اسبوعا حتى كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) هو الذي فسر ، ذلك لهم ونزلت * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) * ونزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في علي ( عليه السلام ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ، وقال : إنهم لن يخرجوكم من
.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 352 :
باب هدى ولن يدخلوكم في باب ضلالة ، فلو سكت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولم يبين من أهل بيته لادعاها آل فلان وآل فلان ، ولكن الله عز وجل أنزل في كتابه تصديقا لنبيه : * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 1 ) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة ( عليها السلام ) فأدخلهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تحت الكساء في بيت ام سلمة ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي ، فقالت ام سلمة : ألست من أهلك ؟ فقال إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي ، فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان علي ( عليه السلام ) أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وإقامته للناس وأخذه بيده ، فلما مضى علي لم يستطع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا من ولده ، اذا لقال الحسن والحسين : إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك ، وأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهب عنك ، فلما مضى علي ( عليه السلام ) كان الحسن أولى بها لكبره فلما تولى ( 2 ) لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل والله عز وجل يقول : * ( واولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * ( 3 ) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين ( عليه السلام ) : أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلغ في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك ، فلما صارت إلى الحسين ( عليه السلام ) لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعى عليه كما كان هو يدعى على أخيه وعلى أبيه ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ، ثم صارت حين أفضت إلى الحسين ( عليه السلام ) فجرى تأويل هذه الآية * ( واولوا الأرحام بعضهم اولى ببعض في كتاب الله ) * ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الاحزاب : 33 . ( 2 ) في المصدر : توفي . ( 3 ) الأنفال : 75 . ( * )

/ صفحة 353 /
وقال : الرجس هو الشك والله لا نشك في ربنا أبدا " ( 1 ) .

الثالث والأربعون : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن [ محمد بن سنان ] عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى بن عمران الحلبي عن أيوب بن الحر وعمران بن علي الحلبي عن أبي بصير عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) مثل ذلك ( 2 ) .

الرابع والأربعون : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي الجارود قال : قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أنا وافد على العزيز الجبار يوم القيامة وكتابه وأهل بيتي ثم امتي ، ثم أسألهم ما فعلتم بكتاب الله وبأهل بيتي ؟ " ( 3 ) .

الخامس والأربعون : محمد بن الحسن الصفار في بصائر الدرجات عن إبراهيم بن هاشم عن ابن فضال عن أبي ( 4 ) جميلة عن أبي شعيب الحداد عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : انا أول قادم على الله ثم يقدم علي كتاب الله ثم يقدم علي أهل بيتي ثم تقدم علي أمتي فيقفون فيسألهم ما فعلتم في كتابي وأهل بيت نبيكم ؟ " ( 5 ) . وروى : سعد بن عبد الله القمي في بصائر الدرجات قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن علي بن فضال عن أبي جميلة المفضل بن صالح الأسدي عن شعيب الحداد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنا أول قادم على الله تبارك وتعالى ثم يقدم علي كتاب الله وأهل بيتي ثم تقدم علي امتي فأقول لهم بئسما فعلتم في كتاب الله عزّ وجلّ وأهل بيت نبيكم " ( 6 ) .

السادس والأربعون : الشيخ المفيد في الأرشاد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " أيها الناس أنا فرطكم وأنتم واردون علي الحوض ألا إني سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ؟ فإن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يلقاني ، وسألت ربي ذلك فأعطانيه ألا وإني قد تركتهما فيكم : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فلا تسبقوهم فتمرقوا ولا تقصروا عنهم فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم " ( 7 ) .

السابع والأربعون : المفيد في إرشاده في خبر غدير خم وساق الحديث إلى أن قال : وكان سبب
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) اصول الكافي : 1 / 288 ح 1 . ( 2 ) المصدر السابق . ( 3 ) اصول الكافي : 2 / 600 ح 4 . ( 4 ) في المصدر : ابن وفي المخطوط ومختصر البصائر والبحار : أبي . ( 5 ) بصائر الدرجات : 432 / باب 17 / ح 1 ( 6 ) لم نجده في البصائر ولا المختصر ولا غيرهما من المصادر . ( 7 ) الارشاد : 1 / 180 ط : مؤسسة آل البيت . ( * )

/ صفحة 354 /
نزوله في ذلك المكان نزول القرآن عليه بنصبه أمير المؤمنين ( عليه السلام ) خليفة في الأمة من بعده ، وقد كان تقدم الوحي إليه في ذلك من غير توقيت له فأخره لحضور وقت يأمن الإختلاف منهم عليه ، وعلم الله سبحانه إن تجاوز غدير خم انفصل عنه كثير من الناس إلى بلادهم وأماكنهم وبواديهم وأراد الله سبحانه أن يجمعهم لسماع النص على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وتأكيد الحجة عليهم فيه فأنزل الله سبحانه عليه : * ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك ) * يعني في استخلاف أمير المؤمنين ( عليه السلام ) والنص بالإمامة عليه * ( وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * ( 1 ) فأكد به الفرض عليهم بذلك ، وخوفه من تأخير الأمر ، وضمن له العصمة ومنع الناس منه ، فنزل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) المكان الذي ذكرناه لما وصفناه من الأمر بذلك وشرحناه ، ونزل المسلمون حوله ، وكان يوما قائظا شديد الحر ، فأمر ( صلى الله عليه وآله ) بدوحات هناك فقم ما تحتها وأمر بجمع الرحال في ذلك المكان ووضع بعضها على بعض ، ثم أمر مناديا ينادي في الناس بالصلاة فاجتمعوا من رحالهم إليه وإن أكثرهم ليلف ردائه على قدميه من شدة الرمضاء ، فلما اجتمعوا صعد ( صلى الله عليه وآله ) على تلك الرحال حتى صار في ذروتها ودعا امير المؤمنين فرقى معه حتى قام عن يمينه ، ثم خطب الناس فحمد الله وأثنى عليه ، ووعظ فأبلغ في الموعظة ، ونعى الامة نفسه فقال : " إني قد دعيت ويوشك أن اجيب وقد حان مني حفوف ( 2 ) من بين أظهركم وإني مخلف فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " . وساق الحديث بطوله ( 3 ) . ورواه أبو علي الطبرسي في كتاب أعلام الورى ( 4 ) .

الثامن والأربعون : ( كتاب الأربعين الحديث عن الأربعين ) وهو الحديث الأربعون بالإسناد المتصل عن أبي ثابت مولي أبي ذر قال : سمعت أم سلمة ( رضي الله عنه ) تقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " علي مع القرآن والقرآن معه ، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 5 ) .

التاسع والأربعون : ابن شهرآشوب في المناقب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لم يمت نبي قط إلا خلف تركة وقد خلفت فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي " ( 6 ) . الخمسون : محمد بن يعقوب عن علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المائدة : 67 . ( 2 ) يقال : خف القوم خفوفا أي قلوا . ( 3 ) الارشاد : 1 / 176 . ( 4 ) أعلام الورى : 262 . ( 5 ) الاربعون حديثا لابن بابويه : 73 ح 40 ، ومستدرك الصحيحين : 3 / 124 . ( 6 ) مناقب آل أبي طالب : 1 / 202 وفيه زيادة : رب سلم أمة محمد من النار ويسر عليهم الحساب . ( * )

/ صفحة 355 /
عمر اليماني عن ابن اذينة عن ابن أبي عياش عن سليم قال : سمعت عليا ( عليه السلام ) يقول وأتاه رجل فقال له : أدنى ما يكون به العبد مؤمنا وأدنى ما يكون به العبد كافرا وأدنى ما يكون به العبد ضالا . فقال له : " قد سألت فافهم الجواب أما أدنى ما يكون به العبد مؤمنا : أن يعرفه الله تبارك وتعالى نفسه فيقر له بالطاعة ويعرفه نبيه فيقر له بالطاعة ويعرفه إمامه وحجته في أرض وشاهده على خلقه فيقر له بالطاعة ، قلت : يا أمير المؤمنين وإن جهل جميع الأشياء إلا ما وصفت ؟ قال : نعم إذا امر أطاع وإذا نهي انتهى . وأدنى ما يكون به العبد كافرا من زعم أن شيئا نهى الله عنه أن الله أمر به ونصبه دينا يتولى عليه ويزعم أنه يعبد الذي أمره به وإنما يعبد الشيطان . وادنى ما يكون به العبد ضالا أن لا يعرف حجة الله تبارك وتعالى وشاهده على عباده الذي أمر الله عز وجل بطاعته وفرض ولايته فقال : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم ) * ( 1 ) فقلت : يا أمير المؤمنين جعلني الله فداك أوضح لي ، فقال : الذين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في آخر خطبته يوم قبضه الله عز وجل : إنى قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا بعدي ما إن تمسكتم بهما : كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير قد عهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض - وجمع بين مسبحتيه - ولا أقول كهاتين - وجمع بين المسبحة والوسطى - فتسبق إحداهما الاخرى - فتمسكوا بهما لا تزلوا لا تضلوا ولا تقدموهم فتضلوا " ( 2 ) .

الحادي والخمسون : الشيخ محمد بن إبراهيم النعماني في كتاب الغيبة عن أحمد بن محمد ابن سعيد بن عقدة ( 3 ) ومحمد بن همام بن سهل وعبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس عن رجالهم عن عبد الرزاق بن همام عن معمر بن راشد عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس وأخبرنا به من غير هذه الطريق هارون بن محمد قال : حدثني أحمد بن عبد الله بن جعفر بن المعلى الهمداني قال : حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندي قال : حدثنا عبد الله ابن مبارك شيخ لنا كوفي ثقة قال : حدثنا عبد الرزاق بن همام عن معمر عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس ، وذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة قال معمر : وذكر أبو هارون العبدي أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة عن سليم : أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المائدة : 95 . ( 2 ) اصول الكافي : 2 / 415 ح 1 باب أدنى ما يكون العبد . ( 3 ) كلمة غير مقروءة في الأصل . ( * )

/ صفحة 356 /
أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بصفين فحملهما الرسالة إلى أمير المؤمنين وأدياه إليه قال : " قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاسمعا مني وبلغاه عني ، [ كما بلغتماني ] قالا : نعم . فأجابه علي ( عليه السلام ) الجواب بطوله حتى انتهى إلى نصب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إياه بغدير خم بأمر الله عز وجل لما أنزل الله عزّ وجلّ عليه : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * ( 1 ) فقال الناس : يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم ؟ فأمر الله نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن يعلمهم ولاية من أمرهم الله بولايته ، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم ، قال علي ( عليه السلام ) : فنصبني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بغدير خم فقال : إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي فأوعدني لابلغنها أو ليعذبني ثم قال : قم يا علي ، ثم نادى بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادى بالصلاة جامعة فصلى بهم الظهر ، ثم قال : أيها الناس إن الله مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ، من كنت مولاه فعلي مولاه والى الله من والاه وعادى من عاداه ، فقام إليه سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ولاء ماذا ؟ فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه فأنزل الله : * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) * ( 2 ) . فقال سلمان الفارسي : يا رسول الله انزلت الآيات في علي خاصة ؟ فقال : بل فيه وفي أوصائي إلى يوم القيامة ، فقال : يا رسول الله سمهم ( 3 ) لي ؟ فقال : علي وصيي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن ومؤمنة من بعدي وأحد عشر إماما من بعدي من ولده أولهم ابني حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين ( عليه السلام ) واحدا بعد واحد ، هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا على حوضي ، فقام اثنا عشر من البدريين الذين شهدوا مع علي صفين فقالوا : شهدنا أنا سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما قلت يا أمير المؤمنين سواء ، فلم تزد ولم تنقص ، وقال بقية السبعين من البدريين الذين شهدوا مع علي صفين : قد حفظنا جل ما قلت ولم نحفظه كله ، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا ، فقال ( عليه السلام ) : صدقتم ليس كل الناس يحفظ وبعضهم أحفظ من بعض " ( 4 ) .

الثاني والخمسون : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالاسناد السابق في حديث أبي الدرداء وأبي هريرة في الحديث قال : وقام من الاثني عشر أربعة : الهيثم بن التيهان وأبو أيوب وعمار
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المائدة : 55 . ( 2 ) المائدة : 3 . ( 3 ) في المصدر المطبوع : بينهم . ( 4 ) كتاب الغيبة للنعماني : 70 . ( * )

/ صفحة 357 /
وخزيمة [ بن ثابت ] ذو الشهادتين فقالوا : شهدنا أنا حفظنا قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) [ والله إنه لقائم ] وعلي قائم إلى جنبه وهو يقول : " يا أيها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم ووصيي ( 1 ) فيكم وخليفتي في أهلي وفي امتي من بعدي والذي فرض الله طاعته على المؤمنين في كتابه وأمركم فيه بولايته فقلت : يا رب خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني لأبلغها أو ليعاقبني ، أيها الناس إن الله جل ذكره أمركم في كتابه بالصلاة وقد بينتها لكم وسننتها لكم والزكاة والصوم والحج فبينته وفسرته ( 2 ) ، وأمركم في كتابه بولايته وإني اشهدكم أيها الناس أنها خاصة لعلي وأوصيائي من ولدي وولده ، أولهم حسن ثم ابني حسين ثم تسعة من ولد الحسين لا يفارقون كتاب الله حتى يردوا علي الحوض . أيها الناس وقد أعلمتكم مفزعكم بعدي ووليكم وإمامكم وهاديكم بعدي ، وهو أخي علي بن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم ، فإن عنده جميع ما علمني الله جل وعز ، أمرني الله أن اعلمه إياه وأن اعلمكم أنه عنده فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه ، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تتخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لايزايلونه ولا يزايلهم ( 3 ) .

الثالث والخمسون : محمد بن إبراهيم النعماني في الغيبة بالسند السابق في الحديث ثم قال علي ( عليه السلام ) لأبي الدرداء وأبي هريرة ومن حوله : " أيها الناس أتعلمون أن الله أنزل في كتابه * ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) * ( 4 ) فجمعني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة وحسنا وحسينا في كساء فقال : اللهم هؤلاء لحمتي ( 5 ) وعترتي وثقلي وحامتي ( 6 ) وأهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، فقالت ام سلمة : وأنا ، فقال لها : وأنت إلى خير ، إنما انزلت في وفي اخي وابنتي فاطمة وفي ابني حسن وحسين وفي تسعة من ولد الحسين خاصة ليس معنا أحد غيرنا ؟ فقام جل القوم فقالوا : نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فحدثنا كما حدثتنا ام سلمة . فقال علي ( عليه السلام ) : ألستم تعلمون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج * ( يا أيها الذين آمنوا اركعوا
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) في المصدر المطبوع : لكم إماما يكون وصيي . ( 2 ) في المصدر لم يذكر الحج وقال : فبينتهما . ( 3 ) كتاب الغيبة : 72 ، وفيه تفاوت بسيط في الألفاظ أشرت إلى المهم منه . ( 4 ) الاحزاب : 33 . ( 5 ) كذا الظاهر من المخطوط وفي المصدر : أحبتي . ( 6 ) في المصدر : وخاصتي . ( * )

/ صفحة 358 /
واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس ) * ( 1 ) فقام سلمان عند نزولها فقال : يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس الذين اختارهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : عنى بذلك ثلاثة عشر إنسانا ، أنا وأخي عليا وأحد عشر من ولده ، فقالوا : اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . فقال علي ( عليه السلام ) : انشدكم الله أتعلمون أن رسول الله قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال : أيها [ الناس ] ( 2 ) إني قد تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لا يفترقان حتى يردا علي الحوض ؟ قالوا : اللهم قد شهدنا ذلك كله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام اثنا عشر من الجماعة فقالوا : نشهد أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يا رسول الله لكل أهل بيتك ؟ فقال : لا ، ولكن الأوصياء منهم علي أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن من بعدي وهو أولهم وخيرهم ثم وصيه بعده ابني هذا - وأشار إلى الحسن ثم وصيه ابني هذا - وأشار إلى الحسين - ثم وصيه ابني بعده سمي أخي ثم وصيه بعده سميي ، ثم سبعة من بعده من ولده واحد بعد واحد ، حتى يردوا علي الحوض شهداء الله في أرضه ، وحججه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله " . فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا : ذكرتمونا ما كنا نسيناه ، نشهد أنا قد سمعنا ذلك من رسول الله ، فانطلق أبو هريرة وأبو الدرداء فحدثا معاوية بكل ما قال علي وما استشهد عليه وما رد على الناس وما سمعوا به ( 3 ) . وروى هذه الأحاديث الثلاث أيضا ابن بابويه في كتاب الغيبة قال : حدثنا أبي ومحمد بن الحسن ( قدس سره ) قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد عن حماد بن عيسى عن عمر ابن اذينة عن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس الهلالي وذكر الاحاديث الثلاثة .

الرابع والخمسون : الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن جعفر الرزاز القرشي قال : حدثناجدي لامي محمد بن عيسى القيسي قال : حدثنا إسحاق بن يزيد الطائي ، قال : حدثنا هاشم بن البريد ، عن أبي سعيد التيمي ، قال : سمعت أبا ثابت
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الحج : 77 - 78 . ( 2 ) لاتوجد في الأصل . ( 3 ) كتاب الغيبة للنعماني : 74 ، وكمال الدين : 279 ح 25 وهو كتاب الغيبة . ( * )

/ صفحة 359 /
مولى أبي ذر ( رحمه الله ) يقول سمعت ام سلمة تقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه يقول وقد امتلأت الحجرة من أصحابه : " أيها الناس أوشك أن اقبض قبضا سريعا فينطلق بي وقد قدمت إليكم القول معذرة إليكم ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل وعترتي أهل بيتي - ثم أخذ بيد علي فرفعها - فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي خليفتان بصيران لا يختلفان لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فأسألهما ما خلفت فيهما " ( 1 ) .

الخامس والخمسون : الشيخ أيضا في أماليه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا أبو سعيد البصري قال : حدثنا محمد بن صدقة العنبري قال : حدثنا
.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 359 :
موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه محمد بن علي عن جابر ابن عبد الله الأنصاري قال : صلى بنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوما صلاة الفجر ثم انفتل وأقبل علينا يحدثنا ثم قال : " أيها الناس من فقد الشمس فليتمسك بالقمر ، ومن فقد القمر فليتمسك بالفرقدين ، قال : فقمت أنا وأبو أيوب الأنصاري ومعنا أنس بن مالك فقلنا : يا رسول الله من الشمس ؟ قال : أنا ، فإذا هو ( صلى الله عليه وآله ) قد ضرب لنامثلا فقال : إن الله تعالى خلقنا فجعلنا بمنزلة نجوم السماء ، كلما غاب نجم طلع نجم فأنا الشمس فإذا ذهب بي فتمسكوا بالقمر ، قلنا : فمن القمر ؟ قال : أخي ووصيي ووزيري وقاضي ديني وأبو ولدي وخليفتي في أهلي علي بن أبي طالب ، قلنا : فمن الفرقدان ؟ قال : الحسن والحسين - ثم مكث مليا - فقال : وفاطمة هي الزهرة ، وعترتي أهل بيتي هم مع القرآن والقرآن معهم لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " ( 2 ) .

السادس والخمسون : ابن بابويه قال : حدثنا أبي ( قدس سره ) قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن فضال عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال : قلت للصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) : من آل محمد ؟ قال : ذريته ، قلت : من أهل بيته ؟ قال : الأئمة الأوصياء ، قلت : من عترته ؟ قال : أصحاب العباء ، قلت : من امته ؟ قال : المؤمنون الذين صدقوا بما جاء به من عند الله عز وجل المتمسكون بالثقلين اللذين امروا بالتمسك بهما : كتاب الله وعترته أهل بيته ، الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، وهما الخليفتان على الامة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " ( 3 ) .

السابع والخمسون : الشيخ المفيد محمد بن محمد بن النعمان في أماليه قال : أخبرني أبو
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أمالي الطوسي : 478 / مجلس 17 / ح 14 . ( 2 ) أمالي الطوسي : 516 / مجلس 18 / ح 38 . ( 3 ) أمالي الصدوق : 312 / مجلس 48 / ح 10 . ( * )

/ صفحة 360 /
الحسن علي بن محمد الكاتب قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثنا إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثني أبو عمر وحفص بن عمر الفراء قال : حدثنا زيد بن الحسن الأنماطي عن معروف بن خربوذ قال : سمعت أبا عبيدالله مولى العباس يحدث أبا جعفر محمد بن علي ( عليه السلام ) قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إن آخر خطبة خطبنا بها رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لخطبة خطبنا في مرضه الذي توفي فيه ، خرج متوكئا على يد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وميمونة مولاته فجلس على المنبر ثم قال : " يا أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين - وسكت - فقام رجل فقال : يا رسول الله ما هذان الثقلان ؟ فغضب حتى احمر وجهه ، ثم سكن وقال : ما ذكرتهما إلا وأنا اريد أن اخبركم بهما ، ولكن ربوت ( 1 ) فلم أستطع سبب طرفه بيد الله وطرف بأيديكم ، تعملون فيه كذا وكذا ، ألا وهو القرآن ، والثقل الأصغر أهل بيتي ، ثم قال : وايم الله [ والله ] إني لأقول لكم هذا ورجال في أصلاب أهل الشرك أرجى عندي من كثير منكم ، ثم قال : والله لا يحبهم عبد إلا أعطاه الله نورا يوم القيامة حتى يرد علي الحوض ، فقال أبو جعفر ( عليه السلام ) : إن أبا عبد الله يأتينا بما يعرف " ( 2 ) .

الثامن والخمسون : ابن بابويه في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي قال : " سئل أمير المؤمنين عن معنى قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، من العترة ؟ قال : أنا والحسن والحسين والأئمة التسعة [ من ولد الحسين ] ، تاسعهم مهديهم وقائمهم لا يفارقون كتاب الله ولا يفارقهم حتى يردوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حوضه ( 3 ) .

التاسع والخمسون : ابن بابويه في الفقيه قال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا العباس بن الفضل المقري قال : حدثنا محمد بن علي بن منصور قال : حدثنا عمرو بن عون قال : حدثنا خالد عن الحسن بن عبد الله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 4 ) . الستون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن إبراهيم بن أحمد بن يونس قال : حدثنا العباس بن الفضل عن أبي زرعة عن كثير بن يحيى أبي مالك عن أبي عوانة عن الأعمش قال : حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن عامر بن واثلة عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من حجة الوداع فنزل
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) الربو : التهيج وتواتر النفس . ( 2 ) أمالي المفيد : 135 / ح 3 / مجلس 16 . ( 3 ) عيون أخبار الرضا : 2 / 60 ح 25 باب النصوص على الرضا ( عليه السلام ) .
.................................................. ..........
- غاية المرام ج 2 - السيد هاشم البحراني ص 360 :
( 4 ) لم نجده في الفقيه نعم رواه في كمال الدين : 234 ح 44 بنفس الإسناد واللفظ باب 22 . ( * )

/ صفحة 361 /
بغدير خم وأمر بدوحات فقم ما تحتهن ثم قال : " كأني قد دعيت فأجبت إني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب ثم قال : من كنت وليه فهذا علي وليه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . قال : فقلت لزيد بن أرقم : وأنت سمعت من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ فقال : ماكان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينيه وسمعه باذنيه ( 1 ) .

الحادي والستون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن جعفر بن الحسين البغدادي قال : حدثنا عبد الله بن محمد العزيز إملاء قال : حدثنا حسين ( 2 ) بن الوليد قال : حدثنا محمد بن طلحة عن الأعمش عن عطية بن سعيد عن أبي سعيد الخدري أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " إني اوشك أن ادعى فاجيب وإني تارك فيكم الثقلين كتاب الله عز وجل حبل ممدود بين السماء والأرض وعترتي أهل بيتي ، ونبأني ( 3 ) اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض فانظروا بماذا تخلفوني فيهما " ( 4 ) .

الثاني والستون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن عمر البغدادي قال : حدثنا محمد بن الحسين ابن حفص الخثعمي قال : حدثنا محمد بن عبيد قال : حدثنا صالح بن موسى قال : حدثنا عبد العزيز بن رفيع [ عن أبي صالح ] عن أبي هريرة قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني قد خلفت فيكم شيئين لن تضلوا بعدي أبدا ما أخذتم بهما وعملتم بما فيهما ، كتاب الله وسنتي ، فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 5 ) .

الثالث والستون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال : حدثنا القاسم بن عباد قال : حدثنا سويد قال : حدثنا عمرو بن صالح عن زكريا عن عطية عن أبي سعيد قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله عز وجل حبل ممدود ، وعترتي أهل بيتي لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 6 ) .

الرابع والستون : ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : أخبرنا محمد بن أحمد
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كمال الدين : 234 / ح 45 . ( 2 ) في المصدر : بشر . ( 3 ) في المصدر المطبوع : وان اللطيف الخبير أخبرني . ( 4 ) كمال الدين : 235 / ح 46 . ( 5 ) كمال الدين : 235 / ح 47 . ( 6 ) المصدر السابق : ح 48 . ( * )

/ صفحة 362 /
ابن حمدان القشيري قال : حدثنا الحسين بن حميد قال : حدثني أخي الحسن بن حميد قال : حدثني علي بن ثابت الدهان قال : حدثنا سعادة وهو ابن سليمان عن أبي إسحاق عن حارث عن علي ( عليه السلام ) قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني [ امرئ ] مقبوض واوشك أن ادعى فاجيب وإني قد تركت فيكم الثقلين ، أحدهما أفضل من الآخر ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 1 ) .

الخامس والستون : ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : حدثنا القشيري قال : حدثنا المغيرة بن محمد بن المهلب قال : حدثني أبي عن عبد الله بن [ أبي ] ( 2 ) داود عن الفضيل بن مرزوق عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم أمرين أحدهما أطول من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، طرف بيد الله ، وعترتي ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " فقلت لأبي سعيد : من عترته ؟ قال : أهل بيته ( 3 ) .

السادس الستون : ابن بابويه قال : حدثنا علي بن الفضل البغدادي قال : سمعت أبا عمر صاحب أبي العباس ثغلب يقول : سمعت أبا العباس ثغلب [ وقد ] سئل عن معنى قوله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم الثقلين " لم سميا الثقلين ؟ قال : لأن التمسك بهما ثقيل ( 4 ) .

السابع والستون : ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن علي بن شعيب أبو محمد الجوهري قال : حدثنا عيسى بن محمد العلوي قال : حدثنا الحسين بن الحسن الحميري ( 5 ) بالكوفة قال : حدثنا الحسن بن الحسن المغربي ( 6 ) عن عمرو بن جميع عن أبي المقدام عن جعفر بن محمد عن أبيه ( عليهما السلام ) قال : " أتيت جابر بن عبد الله فقلت : أخبرني عن حجة الوداع ، فذكر حديثا طويلا ثم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا [ من ] بعدي كتاب الله عز وجل وعترتي أهل بيتي ثم قال : اللهم اشهد ، ثلاثا " ( 7 ) .

الثامن والستون : ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن عبد الله بن سعيد قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن حمدان القشيري قال : حدثنا أبوحاتم المغيرة بن محمد بن المهلب قال : حدثنا عبد الغفار بن محمد بن كثير الكلابي الكوفي عن جرير بن عبد الحميد عن الحسن بن عبيد الله عن أبي الضحى
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المصدر السابق : ح 49 . ( 2 ) ليست في المصدر . ( 3 ) المصدر السابق : ح 50 . ( 4 ) المصدر السابق : ح 51 . ( 5 ) في المصدر : الحيري وبالهامش عن بعض النسخ الحميري . ( 6 ) في المصدر : العرفي . ( 7 ) كمال الدين : 237 / ح 53 . ( * )

/ صفحة 363 /
عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم به لن تضلوا : كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 1 ) .

التاسع والستون : ابن بايويه قال : حدثنا محمد بن عمرو قال : حدثني عبد الله بن يزيد أبو محمد البجلي قال : حدثنا محمد بن طريف قال : حدثنا أبو فضيل ( 2 ) عن الأعمش عن عطية عن أبي سعيد عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني قد دعيت وأجبت وإني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله عزّ وجلّ حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، فإنهما لن يزالا أبدا ( 3 ) حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ( 4 ) . السبعون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن عمر : حدثنا أبو جعفر محمد بن حسين بن حفص عن عباد بن يعقوب عن أبي مالك عن عمرو بن هاشم الجنبي ( 5 ) عن عبد الملك بن عطية أنه سمع أبا سعيد يرفع ذلك إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين ، ما إن أخذتم به لن تضلوا من بعدي : أحدهما أكبر من الأخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 6 ) .

الحادي والسبعون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن عمر قال : حدثني الحسن بن عبد الله بن محمد بن علي التميمي قال : حدثني أبي قال : حدثني سيدي علي بن موسى بن جعفر ( عليه السلام ) قال : " حدثني أبي عن أبيه جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 7 ) .

الثاني والسبعون : ابن بابويه قال : حدثنا أبو محمد جعفر بن نعيم بن شاذان النيسابوري قال : حدثني عمي أبو عبد الله محمد بن شاذان عن الفضل بن شاذان قال : حدثنا عبيدالله بن موسى قال : حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن عيسى بن المعتمر قال : رأيت أبا ذر الغفاري ( رحمه الله ) آخذا بحلقة باب الكعبة وهو يقول : ألا من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفني فأنا أبو ذر جندب بن
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كمال الدين : 37 / ح 54 . ( 2 ) في المصدر : محمد بن فضيل . ( 3 ) في المصدر : جميعا . ( 4 ) المصدر السابق : ح 56 . ( 5 ) في المخطوط : الحميري . ( 6 ) المصدر السابق : ح 57 . ( 7 ) المصدر السابق : ح 58 . ( * )

/ صفحة 364 /
السكن سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " إني مخلف فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، ألا وإن مثلهما كسفينة نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها غرق " ( 1 ) .

الثالث والسبعون : ابن بابويه قال : حدثني شريف الدين الصدوق أبو علي محمد بن أحمد بن محمد بن زياد ( 2 ) بن عبد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب صلوات الله عليهم قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال : حدثنا الفضل بن شاذان النيشابوري قال : حدثنا عبد الله بن موسى قال : حدثنا شريك عن ركين بن الربيع عن القاسم بن حسان عن زيد ابن ثابت قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنى تارك فيكم خليفتين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 3 ) .

الرابع والسبعون : ابن بابويه قال : حدثنا عبد الواحد بن محمد بن عبدوس النيشابوري ( رضي الله عنه ) قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة عن شاذان قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم قال : حدثنا عيسى بن يونس قال : حدثنا زكريا عن أبي زائدة عن أبي عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 4 ) .

الخامس والسبعون : ابن بابويه قال : حدثنا أبي ( رضي الله عنه ) قال : حدثنا علي بن محمد بن قتيبة قال : حدثنا الفضل بن شاذان قال : حدثنا إسحاق بن إبراهيم عن جرير عن الحسن بن عبيدالله عن أبي الضحى عن زيد بن أرقم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : " إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 5 ) .

السادس والسبعون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( رضي الله عنه ) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبان بن أبي عباس عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ( قدس سره ) قال : " إن الله تبارك وتعالى طهرنا وعصمنا وجعلنا شهداء على خلقه وحججا في أرضه ، وجعلنا مع القرآن وجعل القرآن معنا لا نفارقه ولا يفارقنا " ( 6 ) .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) كمال الدين : 239 / ح 59 . ( 2 ) في المصدر : زئارة ونسب ( زيادة ) للتصحيف . ( 3 ) المصدر السابق : ح 60 . ( 4 ) المصدر السابق : ح 61 . ( 5 ) المصدر السابق : ح 62 . ( 6 ) المصدر السابق : ح 63 / الباب 22 إتصال الوصية . ( * )

/ صفحة 365 /
السابع والسبعون : المفيد في أماليه قال : حدثنا أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأنباري الكاتب قال : حدثنا أبو عبد الله إبراهيم بن محمد الأزدي قال : حدثنا شعيب بن أيوب قال : حدثنا معاوية ابن هشام عن سفيان عن هشام بن حسان قال : سمعت أبا محمد الحسن بن علي ( عليهما السلام ) يخطب الناس بعد البيعة له بالأمر فقال : " نحن حزب الله الغالبون ، وعترة رسوله الأقربون ، وأهل بيته الطيبون الطاهرون ، وأحد الثقلين الذين خلفهما رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في امته ، والتالي كتاب الله فيه تفصيل كل شئ لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، فالمعول علينا في تفسيره لا نتظني ( 1 ) تأويله بل نتيقن حقائقه ، فأطيعونا فإن طاعتنا مفروضة إذ كانت بطاعة الله عز وجل مقرونة ، قال الله عز وجل : * ( يا أيها الذين آمنوا أطيعوا لله وأطيعوا الرسول واولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول ) * * ( ولو ردوه الى الرسول والى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم ) * ( 2 ) واحذروا الاصغاء لنهاق ( 3 ) الشيطان فإنه لكم عدو مبين فتكونوا أولياءه الذين قال لهم : * ( لا غالب لكم اليوم من الناس وإني جار لكم فلما ترائت الفئتان نكص على عقبيه وقال إني برئ منكم إني أرى ما لا ترون ) * ( 4 ) فتلقون إلى الرماح وزرا ، وإلى السيوف جزرا ، وإلى العمد حطما ، والى السهام غرضا ( 5 ) ثم * ( لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا ) * ( 6 ) وقد تقدم هذا الحديث من طريق الشيخ الطوسي في أماليه بالسند والمتن ( 7 ) .

الثامن والسبعون : الشيخ المفيد في أماليه قال : أخبرني أبو حفص عمر بن محمد الصيرفي قال : أخبرني جعفر بن محمد الحسني قال : حدثنا عيسى بن مهران قال : أخبرنا يونس بن محمد قال : حدثنا عبد الرحمن بن الغسيل قال : أخبرني عبد الرحمن بن خلاء الأنصاري عن عكرمة عن عبد الله ابن عباس قال : إن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) والعباس بن عبد المطلب والفضل بن العباس دخلوا على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في مرضه الذي قبض فيه فقالوا : يا رسول الله هذه الأنصار في المسجد تبكي ورجالها ونسائها عليك فقال : وما يبكيهم ؟ قالوا : يخافون أن تموت ، فقال : " اعطوني أيديكم ، فخرج في ملحفة وعصابة حتى جلس على المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد ايها الناس ، فما تنكرون من موت نبيكم ألم أنع إليكم وتنع إليكم أنفسكم ؟ ! لو خلد احد قبلي ثم بعثه الله لخلدت
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) التظني : إعمال الظن وأصله التظنن . ( 2 ) النساء : 59 . ( 3 ) في المصدر : لهتاف . ( 4 ) النساء : 83 . ( 5 ) الوزر : الجبل المنيع ، وجزر السباع اللحم الذي تأكله ، والعمد : جمع العمود ، والحطم : الكسر ، والغرض : الهدف . ( 6 ) الانعام : 158 . ( 7 ) أمالي المفيد : 350 / ح 4 / مجلس 41 ، وأمالي الطوسي : 121 / ح 188 / مجلس 5 / ح 1 . ( * )

/ صفحة 366 /
فيكم ، ألا إني لاحق بربي ، وقد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا ، كتاب الله تعالى بين أظهركم تقرؤنه صباحا ومساء فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا ، وكونوا إخوانا كما أمركم الله ، وقد خلفت فيكم عترتي أهل بيتي ، وأنا أوصيكم بهذا الحي من الأنصار فقد عرفتم بلاهم عند الله عز وجل وعند رسوله وعند المؤمنين ، ألم يوسعوا في الديار ويشاطروا الثمار ويؤثروا وبهم خصاصة فمن ولي منكم يضر فيه أحد وينفعه فليقبل من محسن الأنصار ، وليتجاوز عن مسيئهم " . وكان آخر مجلس جلسه حتى لقي الله عز وجل ( 1 ) .

التاسع والسبعون : ابن بابويه بإسناده في عيون أخبار الرضا ( عليه السلام ) عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى ( عليه السلام ) قال : " حدثني أبي عن آبائه عن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) أنه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : كأني قد دعيت فأجبت ، إني تارك فيكم الثقلين ، أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي فانظروا كيف تخلفوني فيهما " ( 2 ) .

الثمانون : ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن عمر بن سالم بن البراء الجعابي قال : حدثنا أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين ( عليهم السلام ) قال : " قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض " ( 3 ) .

الحادي والثمانون : محمد بن يعقوب عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن يزيد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر ( عليه السلام ) في خطبة صلاة الجمعة قال : " وقد بلغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي ارسل به ، فالزموا وصيته وما ترك بينكم من بعده من الثقلين ، كتاب الله وأهل بيته اللذين لا يضل من تمسك بهما ولا يهتدي من تركهما " ( 4 ) .

الثاني والثمانون : الشيخ أحمد بن علي بن منصور الطوسي في كتاب الاحتجاج في رسالة أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي ( عليه السلام ) في رسالته إلى أهل الأهواز حين سألوه عن الجبر والتفويض قال ( عليه السلام ) : " أجمعت الامة قاطبة لااختلاف بينهم في ذلك أن القرآن حق لا ريب فيه عند جميع فرقها فهم في حالة الاجتماع عليه مصيبون وعلى تصديق ما أنزل الله مهتدون لقول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لاتجتمع امتي على ضلالة ، فأخبر ( صلى الله عليه وآله ) أن ما اجتمعت عليه الامة ولم يخالف بعضها
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) أمالي المفيد : 47 / ح 6 / مجلس 6 . ( 2 ) عيون أخبار الرضا : 1 / 34 ح 40 / باب 31 . ( 3 ) المصدر السابق : 68 / ح 259 / باب 31 . ( 4 ) الكافي : 3 / 423 ح 6 والخطبة طويلة هذا وسطها . ( * )

/ صفحة 367 /
بعضا هو الحق ، فهذا معنى الحديث ، لا ما تأوله الجاهلون ولا ما قاله المعاندون من إبطال حكم الكتاب واتباع أحكام الأحاديث المزورة والروايات المزخرفة ، واتباع الأهواء المردية المهلكة التي تخالف نص الكتاب ، وتحقيق الآيات الواضحات النيرات ، ونحن نسأل الله أن يوفقنا للصواب ويهدينا إلى الرشاد . ثم قال ( عليه السلام ) : فإذا شهد الكتاب بتصديق خبر وتحقيقه فأنكرته طائفة من الامة وعارضته بحديث من هذه الأحاديث المزورة فصارت بإنكارها ودفعها الكتاب ضلالا ، وأصح خبر ما عرف تحقيقه من الكتاب مثل الخبر المجمع عليه من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث قال : إني مستخلف فيكم خليفتين كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، واللفظة الاخرى عنه في هذا المعنى بعينه قوله ( صلى الله عليه وآله ) : إني تارك فيكم الثقلين ، كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا . وجدنا شواهد هذا الحديث نصا في كتاب مثل قوله * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * ( 1 ) ثم اتفقت روايات العلماء في ذلك لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) أنه تصدق بخاتمه وهو راكع ، فشكر الله ذلك له ، وأنزل الآية فيه ، ثم وجدنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قد أبانه من أصحابه بهذه اللفظة : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وقوله ( عليه السلام ) : علي يقضي ديني ، وينجز موعدي ، وهو خليفتي عليكم من بعدي . وقوله حيث استخلفه على المدينة فقال : يا رسول الله تخلفني على النساء والصبيان ، فقال : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي . فعلمنا أن الكتاب يشهد بتصديق هذه الأخبار وتحقيق هذه الشواهد ، فيلزم الامة الإقرار بها إذا كانت هذه الأخبار وافقت القرآن [ ووافق القرآن هذه الاخبار ] ، فلما وجدنا ذلك موافقا لكتاب الله ووجدنا كتاب الله موافقا لهذه الأخبار وعليها دليلا ، كان الإقتداء فرضا لا يتعداه إلا أهل العناد والفساد " ( 2 ) .
------------------------------
(هامش) * ( 1 ) المائدة : 58 .
( 2 ) الإحتجاج : 2 / 253 . ( * )
.................................................. ............................تم

انتهى والحمد لله رب العالمين

ملاحظة :
يحتاج هذا البحث إلى تهذيب وتنسيق مع حذف المكرر إلا ما فيه زيادة لفظة أو خلافه ، إضافة إلى ما شذ عن ذهننا أو خرج عن شرطنا .
وليعتبره القارئ الكريم مسوَّدة تحتاج إلى تبييض ، أعاننا الله على إعادة تنسيقه وتبييضه.

وصلى اللهم على رسوله الأمين وعلى آله الطاهرين ،،،

نهار الأربعاء
28 / 10 / 1426 هـ
الموافق
30 نوفمبر 2005 م


مرآة التواريخ ،،،