روايات صحيحة في حق الإمام علي عليه السلام

18 أبريل 2010
61
0
0
- الخصال - الشيخ الصدوق - ص 553 - 558 : 31 - حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( ر ) قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ( ثقة جليل عظيم القدر ) ، عن الحكم بن - مسكين الثقفي ( ثقة ) ، عن أبي الجارود ( وثقه السيد الخوئي ودافع عنه واستدل علي وثاقته ) وهشام أبي ساسان ، وأبي طارق السراج ، عن عامر بن واثلة قال :

كنت في البيت يوم الشورى فسمعت عليا (ع) وهو يقول : استخلف الناس أبا بكر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه ، واستخلف أبو بكر عمر وأنا والله أحق بالامر وأولى به منه إلا أن عمر جعلني مع خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لهم علي فضل ولو أشاء لأحتججت عليهم بما لا يستطيع عربيهم ولاعجميهم المعاهد منهم والمشرك تغيير ذلك .
ثم قال : نشدتكم بالله أيها النفر هل فيكم أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد ساق رسول الله (ص) لرب العالمين هديا فأشركه فيه غيري ( 4 ) قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد اتي رسول الله (ص) بطير يأكل منه ، فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير فجئته أنا ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) حين رجع عمر يجبن أصحابه ويجبنونه قد رد راية رسول الله (ص) منهزما فقال له رسول الله (ص) : لأعطين الراية غدا رجلا ليس بفرار يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ، لا يرجع حتى يفتح الله عليه فلما أصبح قال : ادعوا لي عليا ، فقالوا : يا رسول الله هو رمد ما يطرف ، فقال : جيئوني به ، فلما قمت بين يديه تفل في عيني وقال : اللهم اذهب عنه الحر والبرد فأذهب الله عني الحر والبرد إلى ساعتي هذه ، وأخذت الراية فهزم الله المشركين وأظفرني بهم غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر المزين بالجناحين في الجنة يحل فيها حيث يشاء غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له عم مثل عمي حمزة أسد الله وأسد رسوله وسيد الشهداء غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطاي الحسن والحسين ابني رسول الله (ص) وسيدي شباب أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله (ص) وبضعة منه وسيدة نساء أهل الجنة غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : من فارقك فارقني ومن فارقني فارق الله غيري ؟ قالوا : اللهم لا. قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : لينتهين بنو - وليعة أو لأبعثن إليهم رجلا كنفسي طاعته كطاعتي ومعصيته كمعصيتي يغشاهم بالسيف غيري ؟ قالوا : اللهم لا.
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : ما من مسلم وصل إلى قلبه حبي إلا كفر الله عنه ذنوبه ومن وصل حبي إلى قلبه فقد وصل حبك إلى قلبه وكذب من زعم أنه يحبني ويبغضك غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : أنت الخليفة في الأهل والولد والمسلمين في كل غيبة ، عدوك عدوي وعدوي عدو الله ، ووليك وليي ووليي ولي الله غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : يا علي من أحبك ووالاك سبقت له الرحمة ومن أبغضك وعاداك سبقت له اللعنة فقالت عائشة : يا رسول الله ادع الله لي ولأبي لا نكون ممن يبغضه ويعاديه ، فقال (ص) : اسكتي إن كنت أنت وأبوك ممن يتولاه ويحبه فقد سبقت لكما الرحمة ، وإن كنتما ممن يبغضه ويعاديه فقد سبقت لكما اللعنة ، ولقد جئت أنت وأبوك إن كان أبوك أول من يظلمه وأنت أول من يقاتله غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) مثل ما قال لي : يا علي أنت أخي وأنا أخوك في الدنيا والآخرة ، ومنزلك مواجه منزلي كما يتواجه الاخوان في الخلد ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : يا علي إن الله خصك بأمر وأعطاكه ، ليس من الأعمال شئ أحب إليه ولا أفضل منه عنده : الزهد في الدنيا فليس تنال منها شيئا ولا تناله منك ، وهي زينة الأبرار عند الله عز وجل يوم القيامة فطوبى لمن أحبك وصدق عليك وويل لمن أبغضك وكذب عليك غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد بعثه رسول الله (ص) ليجئ بالماء كما بعثني فذهبت حتى حملت القربة على ظهري ومشيت بها فاستقبلتني ريح فردتني حتى أجلستني ، ثم قمت فاستقبلتني ريح فردتني حتى أجلستني ، ثم قمت فجئت إلى رسول الله (ص) فقال لي : ما حبسك عني ؟ فقصصت عليه القصة فقال : قد جاءني جبرئيل فأخبرني ، أما الريح الأولى فجبرئيل كان في ألف من الملائكة يسلمون عليك ، وأما الثانية فميكائيل جاء في ألف من الملائكة يسلمون عليك غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم من قال له جبرئيل : يا محمد أترى هذه المواساة من علي فقال رسول الله (ص) : إنه مني وأنا منه ، فقال جبرئيل : وأنا منكما غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان يكتب لرسول الله كما جعلت أكتب فأغفى رسول الله (ص) فأنا أرى أنه يملي علي فلما انتبه قال له : يا علي من أملى عليك من ههنا إلى ههنا ؟ فقلت : أنت يا رسول الله ، فقال : لا ولكن جبرئيل أملاه عليك غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد نادى له مناد من السماء : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) كما قال لي : لولا أن أخاف أن لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة يطلب بها البركة لعقبه من بعده لقلت فيك قولا لا يبقى أحد إلا قبض من أثرك قبضة غيري ؟ فقالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : احفظ الباب فإن زوارا من الملائكة يزوروني فلا تأذن لاحد منهم فجاء عمر فرددته ثلاث مرات وأخبرته أن رسول الله (ص) محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا ، ثم أذنت له ، فدخل فقال : يا رسول الله إني قد جئتك غير مرة كل ذلك يردني علي ويقول : إن رسول الله (ص) محتجب وعنده زوار من الملائكة وعدتهم كذا وكذا فكيف علم بالعدة أعاينهم ؟ فقال له : يا علي قد صدق كيف علمت بعدتهم ؟ فقلت : اختلفت علي التحيات وسمعت الأصوات فأحصيت العدد ، قال : صدقت فإن فيك سنة من أخي عيسى ، فخرج عمر وهو يقول : ضربه لابن مريم مثلا ، فأنزل الله عز وجل : ولما ضرب إبن مريم مثلا إذا قومك منه يصدون ( قال : يضجون ) وقالوا ء آلهتنا خير أم هو ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون * إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني إسرائيل * ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله كما قال لي : إن طوبى شجرة في الجنة أصلها في دار علي ليس من مؤمن إلا وفي منزله غصن من أغصانها غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : تقاتل على سنتي وتبر ذمتي غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد جاء إلى رسول الله (ص) ورأسه في حجر جبرئيل فقال لي : ادن من إبن عمك فأنت أولى به مني غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد وضع رسول الله (ص) رأسه في حجره حتى غابت الشمس ولم يصل العصر فلما انتبه رسول الله (ص) قال : يا علي صليت العصر ؟ قلت : لا ، فدعا رسول الله (ص) فردت الشمس بيضاء نقية ، فصليت ثم انحدرت . غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد أمر الله عز وجل رسوله أن يبعث ببراءة فبعث بها مع أبي بكر فأتاه جبرئيل فقال : يا محمد إنه لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك فبعثني رسول الله (ص) فأخذتها من أبي بكر فمضيت بها وأديتها عن رسول الله (ص) وأثبت الله على لسان رسوله أني منه ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال : له رسول الله (ص) : أنت إمام من أطاعني ، ونور أوليائي ، والكلمة التي ألزمتها المتقين غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : من سره أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنتي التي وعدني ربي جنات عدن ، قضيب غرسه الله بيده ، ثم قال له : كن فكان ، فليوال علي إبن أبي طالب (ع) وذريته من بعده فهم الأئمة وهم الأوصياء أعطاهم الله علمي وفهمي لا يدخلونكم في باب ضلال ولا يخرجونكم من باب هدى ، لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، يزول الحق معهم أينما زالوا غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : قضى فانقضى إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) مثل ما قال لي : أهل ولايتك يخرجون يوم القيامة من قبورهم على نوق بيض ، شراك نعالهم نور يتلألأ ، قد سهلت عليهم الموارد ، وفرجت عنهم الشدائد وأعطوا الأمان ، وانقطعت عنهم الأحزان حتى ينطلق بهم إلى ظل عرش الرحمن ، توضع بين أيديهم مائدة يأكلون منها حتى يفرغ من الحساب ، يخاف الناس ولا يخافون ويحزن الناس ولا يحزنون غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) حين جاء أبو بكر يخطب فاطمة عليها السلام فأبى أن يزوجه ، وجاء عمر يخطبها فأبى أن يزوجه ، فخطبت إليه فزوجني ، فجاء أبو بكر وعمر فقالا : أبيت أن تزوجنا وزوجته ؟ ! فقال رسول الله (ص) : ما منعتكما وزوجته ، بل الله منعكما وزوجه غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله (ص) يقول : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فأي سبب أفضل من سببي وأي نسب أفضل من نسبي ؟ إن أبي وأبا رسول الله لاخوان وإن الحسن و الحسين ابني رسول الله (ص) وسيدي شباب أهل الجنة ابناي ، وفاطمة بنت رسول الله (ص) زوجتي سيدة نساء أهل الجنة ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : إن الله خلق الخلق ففرقهم فرقتين فجعلني من خير الفرقتين ، ، ثم جعلهم شعوبا فجعلني في خير شعبه ، ثم جعلهم قبائل فجعلني في خير قبيلة ، ثم جعلهم بيوتا فجعلني في خير بيت ، ثم اختار من أهل بيتي أنا وعليا وجعفر فجعلني خيرهم ، فكنت نائما بين ابني أبي طالب فجاء جبرئيل ومعه ملك فقال : يا جبرئيل إلى أي هؤلاء أرسلت ؟ فقال : إلى هذا ، ثم أخذ بيدي فأجلسني . غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد سد رسول الله (ص) أبواب المسلمين كلهم في المسجد ولم يسد بابي فجاءه العباس وحمزة وقالا : أخرجتنا وأسكنته ؟ فقال لهما : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ، بل الله أخرجكم وأسكنه إن الله عز وجل أوحى إلى أخي موسى (ع) أن اتخذ مسجدا طهورا وأسكنه أنت وهارون وابنا هارون وإن الله عز وجل أوحى إلي أن اتخذ مسجدا طهورا وأسكنه أنت وعلي وابنا علي غيري ؟ فقالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : الحق مع علي وعلي مع الحق لا يفترقان حتى يردا علي الحوض غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد وقى رسول الله (ص) حيث جاء المشركون يريدون قتله فاضطجعت في مضجعه وذهب رسول الله (ص) نحو الغار وهم يرون أني أنا هو فقالوا : أين إبن عمك ؟ فقلت : لا أدري فضربوني حتى كادوا يقتلونني ، غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) كما قال لي إن الله أمرني بولاية علي فولايته ولايتي وولايتي ولاية ربي ، عهد عهده إلي ربي وأمرني أن أبلغكموه فهل سمعتم ؟ قالوا : نعم قد سمعنا قال : أما إن فيكم من يقول : قد سمعت وهو يحمل الناس على كتفيه ويعاديه قالوا : يا رسول الله ، أخبرنا بهم قال : أما إن ربى قد أخبرني بهم وأمرني بالاعراض عنهم لأمر قد سبق وإنما يكتفي أحدكم بما يجد لعلي في قلبه غيري ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من بني عبد الدار تسعة مبارزة غيري ، كلهم يأخذ اللواء ثم جاء صؤاب الحبشي مولاهم ، وهو يقول : والله لا أقتل بسادتي إلا محمدا قد أزبد شدقاه واحمرتا عيناه فاتقيتموه وحدتم عنه وخرجت إليه فلما أقبل كأنه قبة مبنية ، فاختلفت أنا وهو ضربتين فقطعته بنصفين وبقيت رجلاه وعجزه و فخذه قائمة على الأرض ينظر إليه المسلمون ويضحكون منه . غيري قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قتل من مشركي قريش مثل قتلي ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد جاء عمرو بن عبد ود ينادي هل من مبارز ، فكعتم عنه كلكم فقمت أنا فقال لي رسول الله (ص) : إلى أين تذهب ، فقلت : أقوم إلى هذا الفاسق ، فقال : إنه عمرو بن عبد ود ، فقلت : يا رسول الله (ص) إن كان هو عمرو بن - عبد ود فأنا علي بن أبي طالب ، فأعاد علي (ع) الكلام ، وأعدت عليه ، فقال : إمض على اسم الله ، فلما قربت منه قال : من الرجل ؟ قلت : علي بن أبي طالب ، قال : كفو كريم ارجع يا إبن أخي فقد كان لأبيك معي صحبة ومحادثة فأنا أكره قتلك ، فقلت له : يا عمرو إنك قد عاهدت الله ألا يخيرك أحد ثلاث خصال إلا اخترت إحديهن فقال : اعرض علي ، قلت : تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ، و تقر بما جاء من عند الله ، قال : هات غير هذه ، قلت : ترجع من حيث جئت ، قال : والله لا تحدث نساء قريش بهذا أني رجعت عنك ، فقلت : فأنزل فأقاتلك قال : أما هذه فنعم ، فنزل فاختلفت أنا وهو ضربتين فأصاب الحجفة وأصاب السيف رأسي وضربته ضربة فانكشف رجليه فقتله الله على يدي ، ففيكم أحد فعل هذا [ غيري ] ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد حين جاء مرحب وهو يقول :

أنا الذي سمتني أمي مرحب * شاك السلاح بطل مجرب * أطعن أحيانا وحينا أضرب

فخرجت إليه فضربني وضربته وعلى رأسه نقير من جبل لم تكن تصلح على رأسه بيضة من عظم رأسه ، فقلبت النقير ووصل السيف إلى رأسه فقتلته ففيكم أحد فعل هذا ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير على رسوله (ص) إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا فأخذ رسول الله (ص) كساء خيبريا فضمني فيه وفاطمة عليها السلام والحسن والحسين ثم قال : يا رب هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : أنا سيد ولد آدم وأنت يا علي سيد العرب ؟ قالوا : اللهم لا.
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد كان رسول الله (ص) في المسجد إذ نظر إلى شئ ينزل من السماء فبادره ولحقه أصحابه فانتهى إلى سودان أربعة يحملون سريرا ، فقال لهم : ضعوا فوضعوا فقال : اكشفوا عنه فكشفوا فإذا أسود مطوق بالحديد فقال رسول الله (ص) : من هذا ؟ قالوا : غلام للرياحيين كان قد أبق عنهم خبثا وفسقا فأمرونا أن ندفنه في حديده كما هو فنظرت إليه ، فقلت : يا رسول الله ما رآني قط إلا قال : أنا والله أحبك والله ما أحبك إلا مؤمن ولا أبغضك إلا كافر فقال رسول الله (ص) : يا علي لقد أثابه الله بذا ، هذا سبعون قبيلا من الملائكة كل قبيل على ألف قبيل قد نزلوا يصلون عليه ، ففك رسول الله (ص) حديدته وصلى عليه ودفنه ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) مثل ما قال لي : اذن لي البارحة في الدعاء فما سألت ربي شيئا إلا أعطانيه ، وما سألت لنفسي شيئا إلا سألت لك مثله وأعطانيه فقلت : الحمد لله ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن رسول الله (ص) بعث خالد بن الوليد إلى بني جذيمة ففعل ما فعل فصعد رسول الله (ص) المنبر فقال : اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن - الوليد - ثلاث مرات - ثم قال : اذهب يا علي فذهبت فوديتهم ثم ناشدتهم بالله هل بقي شئ ؟ فقالوا : إذ نشدتنا بالله فميلغة كلابنا وعقال بعيرنا فأعطيتهم لهما وبقي معي ذهب كثير فأعطيتهم إياه وقلت : هذا لذمة رسول الله (ص) ولما تعلمون ولما لا تعلمون و لروعات النساء والصبيان ، ثم جئت إلى رسول الله (ص) فأخبرته فقال : والله ما يسرني يا علي أن لي بما صنعت حمر النعم ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله (ص) يقول : يا علي لقد عرضت علي أمتي البارحة فمر بي أصحاب الرايات فاستغفرت لك ولشيعتك ؟ فقالوا : اللهم نعم .
قال : نشدتكم بالله هل سمعتم رسول الله (ص) قال : يا أبا بكر اذهب فاضرب عنق ذلك الرجل الذي تجده في موضع كذا وكذا فرجع ، فقال : قتلته ؟ قال : لا ، وجدته يصلي ، قال : يا عمر اذهب فاقتله فرجع ، فقال : قتلته قال : لا ، وجدته يصلي فقال : آمركما بقتله فتقولان : وجدناه يصلي ؟ ! قال : يا علي اذهب فاقتله فلما مضيت قال : إن أدركه قتله . فرجعت فقلت : يا رسول الله لم أجد أحدا فقال : صدقت أما إنك لو وجدته لقتلته ؟ قالوا : اللهم نعم .
قال : نشدتكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) كما قال لي : إن وليك في الجنة وعدوك في النار ؟ قالوا : اللهم لا.
قال : نشدتكم بالله هل علمتم أن عائشة قالت : لرسول الله (ص) : إن إبراهيم ليس منك وإنه إبن فلان القبطي ، قال : يا علي اذهب فاقتله ، فقلت : يا رسول الله إذا بعثتني أكون كالمسمار المحمى في الوبر أو أتثبت ؟ قال : لا بل تثبت ، فذهبت فلما نظر إلي استند إلى حائط فطرح نفسه فيه فطرحت نفسي على أثره فصعد على نخل وصعدت خلفه فلما رآني قد صعدت رمى بإزاره ، فإذا ليس له شئ مما يكون للرجال فجئت فأخبرت رسول الله (ص) فقال : الحمد لله الذي صرف عنا السوء أهل البيت ؟ فقالوا : اللهم لا ،
فقال : اللهم اشهد . أبواب الخمسين وما فوقه الحقوق الخمسون التي كتب بها علي بن الحسين سيد العابدين (ع) إلى بعض أصحابه .

4 - حدثنا أبو الحسن محمد إبن علي بن الشاه الفقيه المروزي بمرو الرود في داره قال حدثنا أبو بكر بن محمد بن عبد الله النيسابوري قال حدثنا أبو القاسم عبد الله بن أحمد بن عامر بن سليمان الطائي بالبصرة قال حدثنا أبي في سنه ستين ومأتين قال حدثني علي بن موسى الرضا (ع) سنة أربع وتسعين ومائة ، وحدثنا أبو منصور بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور قال حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن هارون بن محمد الخوري قال حدثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري بنيسابور قال حدثنا أحمد بن عبد الله الهروي الشيباني عن الرضا علي بن موسى (ع) ، وحدثني أبو عبد الله الحسين بن محمد الأشناني الرازي العدل ببلخ قال حدثنا علي بن محمد بن مهرويه القزويني عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا (ع) قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد بن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين قال حدثني أبي الحسين بن علي قال حدثني أبي علي بن أبي طالب (ع) عن رسول الله ص قال أربعة انا لهم شفيع يوم القيامة المكرم لذريتي والقاضي لهل حوائجهم والساعي في أمورهم عندما اضطروا إليه والمحب لهم بقلبه ولسانه - ( الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - الصفحة ( 28 ).

- وبهذا الاسناد عن علي بن موسى الرضا (ع) قال حدثني أبي موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثني أبي محمد إبن علي قال حدثني أبي علي بن الحسين (ع) قال حدثتني أسماء بنت عميس قالت حدثتني فاطمة لما حملت بالحسن (ع) وولدته جاء النبي ص فقال يا أسماء هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء فرمى بها النبي ص واذن في أذنه اليمنى وأقام في أذنه اليسرى ثم قال لعلي (ع) بأي شئ سميت ابني قال ما كنت أسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب ان اسميه حربا فقال النبي ص ولا انا أسبق باسمه ربى ثم هبط جبرائيل فقال يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام ويقول علي منك بمنزلة هارون من موسى ولا نبي بعدك سم ابنك هذا باسم إبن هارون فقال النبي ص وما اسم إبن هارون قال شبر قال النبي ص لساني عربي قال جبرائيل (ع) سمه الحسن قالت أسماء فسماه الحسن فلما كان يوم سابعه عق النبي ص عنه بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقا وطلى رأسه بالخلوق ثم قال يا أسماء الدم فعل الجاهلية قالت أسماء فلما كان بعد حول ولد الحسين (ع) وجاء النبي ص فقال يا أسماء هلمي ابني فدفعته إليه في خرقة بيضاء فاذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى ووضعه في حجره فبكى فقالت أسماء بأبي أنت وأمي مم بكائك قال على ابني هذا قلت إنه ولد الساعة يا رسول الله فقال تقتله الفئة الباغية بعدي لا أنالهم الله شفاعتي ثم قال يا أسماء تخبري فاطمة بهذا فإنها قريبة عهد بولادته ثم قال لعلي أي شئ سميت ابني هذا قال ما كنت لأسبقك باسمه يا رسول الله وقد كنت أحب ان اسميه حربا فقال النبي ص ولا أسبق باسمه ربي عز وجل ثم هبط جبرائيل (ع) فقال يا محمد العلي الاعلى يقرئك السلام ويقول لك علي منك كهارون من موسى سم ابنك هذا باسم إبن هارون قال النبي ص وما اسم هارون قال شبير قال النبي ص لساني عربي قال جبرائيل (ع) سمه الحسين فلما كان يوم سابعه عق عنه النبي ص بكبشين أملحين وأعطى القابلة فخذا ودينارا ثم حلق رأسه وتصدق بوزن الشعر ورقى وطلى رأسه بالخلوق فقال يا أسماء الدم فعل الجاهلي - ( الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - الصفحة ( 28 ).

6 - وبهذا الاسناد قال قال رسول الله ص تحشر ابنتي فاطمة يوم القيامة ومعها ثياب مصبوغة بالدم فتعلق بقائمة من قوائم العرش فتقول يا عدل احكم بيني وبين قاتل ولدى قال رسول الله ص فيحكم الله تعالى لابنتي ورب الكعبة وان الله عز وجل يغضب بغضب فاطمة ويرضى لرضاها - ( الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - الصفحة ( 29 ).

- وبهذا الاسناد قال قال رسول الله ص يا علي إنك قسيم الجنة والنار وانك لتقرع باب وتدخلها بلا حساب - ( الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - الصفحة ( 30 ).

- وبهذا الاسناد قال قال رسول الله ص مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها زج في النار - ( الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - الصفحة ( 30 ).

- وبهذا الاسناد قال قال رسول الله ص اشتد غضب الله وغضب رسوله على من اهرق دمي وآذاني في عترتي - ( الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - الصفحة ( 30 ).

- وبهذا الاسناد قال قال رسول الله ص أتاني ملك فقال يا محمد ان الله يقرئك السلام ويقول لك قد زوجت فاطمة من علي فزوجها منه وقد أمرت شجرة طوبى ان تجمل الدر والياقوت والمرجان وان أهل السماء قد فرحوا بذلك وسيولد منهما ولدان سيدا شباب أهل الجنة وبهما تتزين أهل الجنة فأبشر يا محمد فإنك خير الأولين والآخرين - ( الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - الصفحة ( 30 ).


الشيخ الصدوق - عيون اخبار الرضا - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 162 / 165 )

2 - حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني ( ر ) قال : حدثني علي بن إبراهيم بن هاشم عن الريان بن الصلت قال أكثر الناس في بيعة الرضا من القواد والعامة ومن لم يحب ذلك وقالوا : إن هذا من تدبير الفضل بن سهل ذي الرياستين فبلغ المأمون ذلك فبعث إلي في جوف الليل فصرت إليه فقال : يا ريان بلغني أن الناس يقولون : إن بيعة الرضا (ع) كانت من تدبير الفضل بن سهل ، فقلت : أمير المؤمنين يقولون ذلك ، قال : ويحك يا ريان أيجسر أحد أن يجئ إلى خليفة وإبن خليفة قد استقامت له الرعية والقواد واستوت له الخلافة فيقول له إدفع الخلافة من يدك إلى غيرك ؟ أيجوز هذا في العقل ؟ قال : قلت له : لا والله يا أمير المؤمنين ما يجسر على هذا أحد قال : لا والله ما كان كما يقولون ولكني سأخبرك بسبب ذلك ، إنه لما كتب إلي محمد أخي يأمرني بالقدوم عليه فأبيت عقد لعلي عيسى بن هامان وإمره أن يقيدني بقيد ويجعل الجامعة في عنقي فورد علي بذلك الخبر وبعثت هرثمة بن أعين إلى سجستان وكرمان وما والاها فأفسد علي أمري فانهزم هرثمة وخرج صاحب السرير وغلب على كور خراسان من ناحية فورد على هذا كله في أسبوع فلما ورد ذلك علي لم يكن لي قوة في ذلك ولا كان لي مال أتقوى به ورأيت من قوادي ورجالي الفشل والجبن أردت أن ألحق بملك كابل فقلت في نفسي : ملك كابل رجل كافر ويبذل محمد له الأموال فيدفعني إلى يده فلم أجد وجها أفضل من أن أتوب إلى الله تعالى من ذنوبي وأستعين به على هذه الأمور وأستجير بالله تعالى وأمرت بهذا البيت وأشار إلى بيت فكنس وصببت على الماء ولبست ثوبين أبيضين وصليت أربع ركعات فقرأت فيها من القرآن ما حضرني ودعوت الله تعالى واستجرت به وعاهدته عهدا وثيقا بنية صادقة أن أفضى الله بهذا الامر إلي وكفاني عادية الأمور الغليظة أن أضع هذا الامر في موضعه الذي وضع الله فيه ، ثم قوي فيه قلبي فبعثت طاهرا إلى علي بن عيسى بن هامان فكان من أمره ما كان ، ورددت هرثمة بن أعين إلى رافع ( بن أعين ) فظفر به وقتله وبعثت إلى صاحب السرير فهاديته وبذلت له شيئا حتى رجع فلم يزل أمري يتقوى حتى كان من أمر محمد ما كان وأفضى الله ألي بهذا الامر واستوى لي ، فلما وفى الله تعالى بما عاهدته عليه أحببت أن أفي الله بما عاهدته فلم أر أحدا أحق بهذا الامر من أبي الحسن الرضا (ع) فوضعتها فيه فلم يقبلها على ما قد علمت فهذا كان سببها فقلت : وفق الله أمير المؤمنين ، فقال : يا ريان إذا كان غدا وحضر الناس فاقعد بين هؤلاء القواد وحدثهم بفضل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فقلت : يا أمير المؤمنين ما أحسن من الحديث شيئا إلا ما سمعته منك ، فقال : سبحان الله ما أجد أحدا يعينني على هذا الامر لقد هممت أن أجعل أهل قم شعاري ودثاري فقلت : يا أمير المؤمنين أنا أحدث عنك بما سمعته منك من الاخبار ؟ فقال : نعم حدث عني بما سمعته مني من الفضائل فلما كان من الغد قعدت بين القواد في الدار فقلت : حدثني أمير المؤمنين عن أبيه عن آبائه عن رسول الله ( ص ) قال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه وحدثني أمير المؤمنين عن أبيه عن آبائه قال : قال رسول الله ( ص ) : علي منى بمنزلة هارون من موسى وكنت أخلط الحديث بعضه ببعض لا أحفظه علي وجهه وحدثت بحديث خيبر وبهذه الاخبار المشهورة فقال عبد الله بن مالك الخزاعي رحم الله عليا كان رجلا صالحا وكان المأمون قد بعث غلاما إلى مجلسنا يسمع الكلام فيؤديه إليه قال : الريان : بعث إلي المأمون فدخلت إليه فلما رآني قال ، يا ريان ما أرواك للأحاديث وأحفظك لها ؟ قال قد بلغني ما قال اليهودي عبد الله بن مالك في قوله : رحم الله عليا كان رجلا صالحا والله لأقتلنه إنشاء الله ، وكان هشام بن إبراهيم الراشدي الهمداني من أخص عند الرضا (ع) من قبل أن يحمل وكان عالما أديبا لبيبا وكانت أمور الرضا (ع) تجري من عنده وعلى يده وتصيره الأموال من النواحي كلها إليه قبل حمل أبي الحسن (ع) فلما حمل أبو الحسن اتصل هشام بن إبراهيم بذي الرياستين وقربه ذو الرياستين وأدناه ، فكان ينقل أخبار الرضا (ع) إلى ذي الرياستين والمأمون فحظي بذلك عندهما وكان لا يخفي عليهما من أخباره شيئا فولاه المأمون حجابة الرضا (ع) فكان يصل إلى الرضا (ع) إلا من أحب وضيق على الرضا (ع) وكان من يقصده من مواليه لا يصل إليه وكان لا يتكلم الرضا (ع) في داره بشئ إلا أورده هشام على المأمون وذي الرياستين وجعل المأمون العباس ابنه في حجر هشام وقال له : أدبه فسمي هشام العباسي لذلك قال : وأظهر ذو الرياستين عداوة شديدة لأبي الحسن الرضا (ع) وحسده على ما كان المأمون يفضله فأول ما ظهر لذي الرياستين من أبي الحسن (ع) أن ابنة عم المأمون كانت تحبه وكان يحبها ، وكان ينفتح باب حجرتها إلى مجلس المأمون وكانت تميل إلى أبي الحسن الرضا (ع) وتحبه وتذكر ذا الرياستين وتقع فيه فقال ذو الرياستين حين بلغه ذكرها لا ينبغي أن يكون باب دار النساء مشرعا إلى مجلسك فأمر المأمون بسده وكان المأمون يأتي الرضا (ع) يوما والرضا (ع) يأتي المأمون يوما ، وكان منزل أبي الحسن (ع) بجنب منزل المأمون فلما دخل أبو الحسن (ع) إلى المأمون ونظر إلى الباب مسدودا قال : يا أمير المؤمنين ما هذا الباب الذي سددته ؟ فقال : رأي الفضل ذلك وكرهه ، فقال (ع) : ( إنا لله وإنا إليه راجعون ) ما للفضل والدخول بين أمير المؤمنين وحرمه ؟ قال : فما ترى ؟ قال : فتحه والدخول إلى ابنة عمك ولا تقبل قول الفضل فيما لا يحل ولا يسع فأمر المأمون بهدمه ودخل على ابنة عمه ، فبلغ الفضل ذلك فغمه .


الشيخ الصدوق - عيون أخبار الرضا (ع) - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 199 / 220 )

‹ صفحة 199 ›

- تحتاج للتثبت اكثر في اسحاق :
2 - حدثنا أبي ومحمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( ر ) قالا : حدثنا محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعا قالا حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري قال : حدثني أبو الحسين صالح بن أبي حماد الرازي ، عن إسحاق بن حماد بن زيد قال : جمعنا يحيى بن أكثم القاضي قال أمرني المأمون باحضار جماعة من أهل الحديث وجماعة من أهل الكلام والنظر فجمعت له من الصنفين زهاء أربعين رجلا ثم مضيت بهم ، فأمرتهم بالكينونة في مجلس الحاجب لاعلمه بمكانهم ففعلوا فأعلمته فأمرني بإدخالهم فدخلوا ، فسلموا ، فحدثهم ساعة وآنسهم ثم قال : إني أريد أن

‹ صفحة 200 ›
أجعلكم بيني وبين الله تبارك وتعالى في يومي هذا حجة فمن كان حاقنا أو له حاجة فليقم إلى قضاء حاجته وانبسطوا وسلوا خفافكم وضعوا أرديتكم ففعلوا ما أمروا به فقال : يا أيها القوم إنما استحضرتكم لأحتج بكم عند الله تعالى فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم وامامكم ولا يمنعكم جلالتي ومكاني من قول الحق حيث كان ورد الباطل على من أتى به وأشفقوا على أنفسكم من النار وتقربوا إلى الله تعالى برضوانه وإيثار طاعته فما أحد تقرب إلى مخلوق بمعصية الخالق إلا سلطه عليه فناظروني بجميع عقولكم إني رجل أزعم أن عليا (ع) خير البشر بعد رسول الله ( ص ) فإن كنت مصيبا فصوبوا قولي وإن كنت مخطئا فردوا علي وهلموا ، فإن شئتم سألتكم وإن شئتم سألتموني فقال له الذين يقولون بالحديث : بل نسألك ، فقال : هاتوا وقلدوا كلامكم رجلا واحدا منكم فإذا تكلم فإن كان عند أحدكم زيادة فليزد وإن أتى بخلل فسددوه ، فقال قائل منهم : إنما نحن نزعم أن خير الناس بعد رسول الله ( ص ) أبو بكر من قبل أن الرواية المجمع عليها جاءت عن الرسول الله ( ص ) أنه قال : اقتدوا بالذين من بعدي أبو بكر وعمر فلما أمر نبي الرحمة بالاقتداء بهما علمنا أنه لم يأمر بالاقتداء إلا بخير الناس فقال المأمون : الروايات كثيرة ولا بد من أن تكون كلها حقا أو كلها باطلا أو بعضها حقا أو بعضها باطلا ، فلو كانت كلها حقا كانت كلها باطلا من قبل أن بعضها ينقض بعضا ، ولو كانت كلها باطلا كان في بطلانها بطلان الدين ودروس الشريعة ، فلما بطل الوجهان ثبت الثالث بالاضطرار وهو بعضها حق وبعضها باطل ، فإذا كان كذلك فلا بد من دليل على ما يحق منها ليعتقد وينفي خلافه فإذا كان دليل الخبر في نفسه حقا كان أولى ما اعتقده وأخذ به وروايتك هذه من الاخبار التي أدلتها باطلة في نفسها وذلك رسول الله ( ص ) احكم الحكماء وأولى الخلق بالصدق وأبعد الناس من الامر بالمحال وحمل الناس على التدين بالخلاف وذلك أن هذين الرجلين لا يخلوا من أن يكونا متفقين من كل جهة أو مختلفين فإن كانا متفقين من كل جهة كانا واحدا في العدد والصفة والصورة والجسم وهذا معدوم أن يكون اثنان بمعنى

‹ صفحة 201 ›

واحد من كل جهة وإن كانا مختلفين فكيف يجوز الاقتداء بهما وهذا تكليف ما لا يطاق ، لأنك إذا اقتديت لواحد خالفت الاخر والدليل على اختلافهما أن أبا بكر سبى أهل الردة وردهم عمر أحرارا وأشار إلى أبي بكر بعزل خالد وبقتله بمالك بن نويرة ، فأبى أبو بكر عليه وحرم عمر المتعتين ولم يفعل ذلك أبو بكر ووضع عمر ديوان العطية ولم يفعله أبو بكر وأستخلف أبو بكر ولم يفعل ذلك عمر ولهذا نظائر كثيرة . قال مصنف هذا الكتاب ( ر ) : في هذا فصل ولم يذكر المأمون لخصمه وهو أنهم لم يرووا أن النبي ( ص ) قال : اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر ، وإنما رووا أبو بكر وعمر ، ومنهم من روى أبا بكر وعمر فلو كانت الرواية صحيحة لكان معنى قوله بالنصب اقتدوا باللذين من بعدي كتاب الله والعترة يا أبا بكر وعمر ومعنى قوله بالرفع : اقتدوا أيها الناس وأبو بكر وعمر بالذين من بعدي كتاب الله والعترة رجعنا إلى حديث المأمون ، فقال آخر من أصحاب الحديث فإن النبي ( ص ) قال : لو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا فقال المأمون : هذا مستحيل من قبل أن رواياتكم أنه ( ص ) آخى بين أصحابه وآخر عليا (ع) ، فقال له في ذلك ؟ فقال : وما أخرتك إلا لنفسي ، فأي الروايتين ثبتت بطلت الأخرى ؟ قال الآخران عليا (ع) قال : على المنبر خير هذه الأمة بعد نبيها أبو وعمر ، وقال المأمون : هذا مستحيل من قبل النبي ( ص ) لو علم إنهما أفضل ما ولى عليهما مرة عمرو بن العاص ومرة أسامة بن زيد ومما يكذب هذه الرواية قول علي (ع) لما قبض النبي ( ص ) : وأنا أولى بمجلسه مني بقميصي ولكني أشفقت أن يرجع الناس كفارا وقوله (ع) : أنى يكونان خيرا مني وقد عبدت الله تعالى قبلهما وعبدته بعدهما ؟ قال آخر : فإن أبا بكر أغلق بابه وقال : هل من مستقيل فأقيله ؟ فقال علي (ع) : قدمك رسول الله ( ص ) فمن ذا يؤخرك ؟ فقال المأمون : هذا باطل من قبل أن عليا (ع) قعد بيعة أبي بكر ورويتم أنه قعد عنها حتى قبضت فاطمة عليها السلام وأنها أوصت أن تدفن ليلا لئلا يشهدا جنازتها ووجه آخر وهو إنه أن كان النبي ( ص ) استخلفه فكيف كان له أن يستقيل وهو يقول للأنصار : قد رضيت لكم أحد

‹ صفحة 202 ›

هذين الرجلين أبا عبيدة وقال آخر : إن عمرو بن العاص قال : يا نبي الله من أحب الناس إليك من النساء ؟ قال : عائشة من الرجال ؟ فقال : أبوها فقال المأمون : هذا باطل قبل إنكم رويتم : أن النبي ( ص ) وضع بين يديه طائر مشوي فقال اللهم أتني بأحب خلقك إليك فكان عليا (ع) فأي روايتكم تقبل ؟ فقال آخر : فإن عليا (ع) قال من فضلني على أبي بكر وعمر جلدته حد المفتري قال المأمون كيف يجوز أن يقول علي (ع) : أجلد الحد على من لا يجب حد عليه فيكون متعديا لحدود الله عز وجل عاملا بخلاف أمره وليس تفضيل من فضله عليهما فرية وقد رويتم عن إمامكم أنه قال : وليتكم ولست بخيركم فأي الرجلين أصدق عندكم أبو بكر على نفسه أو علي (ع) على أبي بكر مع تناقض الحديث في نفسه ؟ ولا بد له في قوله من أن يكون صادقا أو كاذبا فإن كان صادقا فأني عرف ذلك ؟ بوحي ؟ فالوحي منقطع أو بالتظني فالمتظني متحير أو بالنظر فالنظر مبحث ، وإن كان غير صادق فمن المحال أن يلي أمر المسلمين ويقوم بأحكامهم ويقيم حدودهم كذاب ، قال آخر : جاء أن النبي ( ص ) قال : أبو بكر وعمر سيدا كهول أهل الجنة قال المأمون : هذا الحديث محال لأنه لا يكون في الجنة كهل ويروى أن اشجعيه كانت عند النبي ( ص ) فقال : لا يدخل الجنة عجوز فبكت فقال لها النبي ( ص ) : إن الله تعالى يقول : ( إنا أنشأناهن انشآءا فجعلناهن أبكارا عربا أترابا ) فإن زعمتم إن أبا بكر ينشأ شابا إذا دخل الجنة فقد رويتم أن النبي ( ص ) قال للحسن والحسين : إنهما سيدا شباب أهل الجنة من الأولين والآخرين وأبوهما خير منهما قال آخر : فقد جاء أن النبي ( ص ) : قال : لو لم أكن أبعث فيكم لبعث عمر قال المأمون : هذا محال لأن الله تعالى يقول ( إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده ) وقال تعالى : ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح

‹ صفحة 203 ›

وإبراهيم وموسى وعيسى بن مريم ) فهل يجوز أن يكون من لم يؤخذ ميثاقه على النبوة مبعوثا ومن أخذ ميثاقا على النبوة مؤخرا ؟ قال آخر : إن النبي ( ص ) نظر إلى عمر يوم عرفة فتبسم فقال : إن الله تبارك وتعالى باهى بعباده عامة وبعمر خاصة فقال : المأمون : هذا مستحيل من قبل أن الله تبارك وتعال لم يكن ليباهي بعمر ويدع نبيه ( ص ) فيكون عمر في الخاصة والنبي ( ص ) في العامة ، وليست هذه الروايات بأعجب من روايتكم : أن النبي ( ص ) قال : دخلت الجنة : فسمعت خفق نعلين ، فإذا بلال مولا أبي بكر سبقني إلى الجنة ، وإنما قالت الشيعة : علي (ع) خير من أبي بكر فقلتم عبد أبي بكر خير من الرسول ( ص ) لأن السابق أفضل من المسبوق وكما رويتم أن الشيطان يفر من ظل عمر والقى على لسان نبي الله ( ص ) وأنهن الغرانيق العلى ففر من عمر وألقى على لسان النبي ( ص ) بزعمكم الكفار ، قال آخر : قد قال النبي ( ص ) : لو نزل العذاب ما نجى إلا عمر بن الخطاب قال المأمون : هذا خلاف الكتاب أيضا ، لأن الله تعالى يقول لنبيه ( ص ) ( وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم ) فجعلتم عمر مثل الرسول ، قال آخر : فقد شهد النبي ( ص ) لعمر بالجنة في عشرة من الصحابة فقال المأمون : لو كان هذا كما زعمتم لكان عمر لا يقول لحذيفة : نشدتك بالله أمن المنافقين أنا ؟ فإن كان قد قال له النبي ( ص ) : أنت من أهل الجنة ولم يصدقه حتى ذكاة حذيفة فصدق حذيفة ولم يصدق النبي ( ص ) فهذا على غير الاسلام وإن كان قد صدق النبي ( ص ) فلم سأل حذيفة ؟ وهذان الخبران متناقضان في أنفسهما قال الآخر : قال النبي ( ص ) : وضعت في كفة الميزان ووضعت أمتي في كفة أخرى فرجحت بهم ثم وضع مكاني أبو بكر فرجح بهم ، ثم عمر فرجح بهم ، ثم رفع الميزان فقال ، المأمون : هذا محال من قبل أنه لا يخلو من أن يكون أجسامهما أو أعمالهما فإن كانت الأجسام فلا يخفى على ذي روح أنه محال لأنه لا يرجح أجسامهما بأجسام الأمة وإن كانت أفعالهما فلم تكن بعد فكيف ترجح بما ليس ،

‹ صفحة 204 ›

فأخبروني بما يتفاضل الناس ؟ فقال بعضهم بالأعمال الصالحة قال : فأخبروني فممن فضل صاحبه على عهد النبي ( ص ) ثم أن المفضول عمل بعد وفاة رسول الله بأكثر من عمل الفاضل على عهد النبي ( ص ) أيلحق به ؟ فإن قلتم : نعم أوجدتكم في عصرنا هذا من هو أكثر جهادا وحجا وصوما وصلاة وصدقة من أحدهم ! قالوا : صدقت لا يلحق فاضل دهرنا لفاضل عصر النبي ( ص ) قال المأمون : فانظروا فيما روت أئمتكم الذين أخذتم عنهم أديانكم في فضائل علي (ع) وقيسوا إليها ما رووا في فضائل تمام العشرة الذين شهدوا لهم بالجنة فإن كانت جزءا من اجزاء كثيرة فالقول قولكم وإن كانوا قد رووا في فضائل علي (ع) أكثر فخذوا عن أئمتكم مووا ولا تعدوه قال : فأطرق القوم جميعا فقال المأمون : ما لكم سكتم ؟ قالوا : قد أستقصينا ، قال المأمون : فأني أسألكم خبروني أي الأعمال كان أفضل يوم بعث الله نبيه ( ص ) ؟ قالوا : السبق إلى الاسلام لان الله تعالى يقول : ( السابقون السابقون أولئك المقربون ) قال : فهل علمتم أحدا أسبق من علي (ع) إلى الاسلام ؟ قالوا : إنه سبق حدثا لم يجر عليه حكم وأبو بكر أسلم كهلا قد جرى عليه الحكم وبين هاتين الحالتين فرق قال المأمون : فخبروني عن إسلام علي (ع) بالهام من قبل الله تعالى أم بدعاء النبي ( ص ) فإن قلتم بإلهام فضلتموه على النبي ( ص ) لأن النبي ( ص ) لم يلهم بل أتاه جبرئيل عن الله تعالى داعيا ومعرفا فإن قلتم بدعاء النبي ( ص ) فهل دعاه من قبل نفسه أو بأمر الله تعالى ؟ فإن قلتم : من قبل نفسه فهذا خلاف ما وصف الله تعالى به نبيه ( ص ) في قوله تعالى ( وما انا من المتكلفين ) وفي قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) وإن كان من قبل الله تعالى فقد أمر الله تعالى نبيه ( ص ) بدعاء علي (ع) من بين صبيان الناس وايثاره عليهم ، فدعاه ثقة به وعلما بتأييد الله تعالى وعلة أخرى خبروني

‹ صفحة 205 ›

عن الحكيم هل يجوز أن يكلف خلقه ما لا يطيقون ؟ فإن قلتم : نعم فقد كفرتم وإن قلتم : لا فكيف يجوز أن يأمر نبيه ( ص ) بدعاء من لا يمكنه قبول ما يؤمر به لصغره وحداثة سنه وضعفه عن القبول وعلة أخرى هل رأيتم النبي ( ص ) دعا أحدا من صبيان أهله وغيرهم فيكونوا أسوة علي (ع) ؟ فإن زعمتم أنه لم يدع غيره فهذه فضيلة لعلي (ع) على جميع صبيان الناس ثم قال : أي الأعمال بعد السبق إلى الايمان قالوا : الجهاد في سبيل الله ، قال : فهل تجدون لاحد من العشرة في الجهاد ما لعلي (ع) في جميع مواقف النبي ( ص ) من الأثر هذه ؟ بدر قتل من المشركين فيها نيف وستون رجلا قتل علي (ع) منهم نيفا وعشرين وأربعون لسائر الناس فقال قائل : كان أبو بكر مع النبي ( ص ) في عريشة يدبرها فقال المأمون : لقد جئت بها عجيبة ! أكان يدبر دون النبي ( ص ) أو معه فيشركه أو لحاجة النبي ( ص ) إلى رأي أبي بكر ؟ أي الثلاث أحب إليك أن تقول ؟ فقال : أعوذ بالله من أن أزعم أنه يدبر دون النبي ( ص ) أو يشركه أو بافتقار من النبي ( ص ) إليه قال : فما الفضيلة في العريش ؟ فإن كانت فضيلة أبي بكر بتخلفه عن الحرب فيجب أن يكون كل متخلف فاضلا أفضل من المجاهدين والله عز وجل يقول : ( لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر والمجاهدون في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم فضل الله المجاهدين بأموالهم وأنفسهم على القاعدين درجة وكلا وعد الله الحسنى وفضل الله المجاهدين على القاعدين أجرا عظيما ) الآية قال : إسحاق بن حماد بن زيد ثم قال لي : إقرأ ( هل أتى على الانسان حين من الدهر ) فقرأت حتى بلغت ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) إلى قوله : ( وكان سعيكم مشكورا ) فقال : فيمن نزلت هذه الآيات : فقلت في علي (ع) قال : فهل بلغك أن عليا (ع) قال : حين أطعم المسكين واليتيم والأسير : ( إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا ) على ما وصف الله عز وجل في كتابه ؟ فقلت : لا ، قال فإن الله تعالى عرف سريرة علي (ع) ونيته فأظهر ذلك

‹ صفحة 206 ›

في كتابه تعريفا لخلقه أمره فهل علمت أن الله تعالى وصف في شئ مما وصف في الجنة ما في هذه السورة ( قوارير من فضة ) قلت : لا قال : فهذه فضيلة أخرى فكيف تكون القوارير من فضة ؟ فقلت : لا أدري قال يريد كأنها من صفائها من فضة يرى داخلها كما يرى خارجها وهذا مثل قوله ( ص ) يا إسحاق رويدا شوقك بالقوارير وعني به نساء كأنها القوارير رقة وقوله ( ص ) : ركبت فرس أبي طلحة فوجدته بحرا أي كأنه بحر من كثرة جريه وعدوه وكقول الله تعالى : ( ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت ورائه عذاب غليظ ) أي كأنه يأتيه الموت ولو أتاه من مكان واحد مات ثم قال : يا إسحاق ألست ممن يشهد أن العشرة في الجنة ؟ فقلت : بلى ثم قال : أرأيت لو أن رجلا قال : ما أدري أصحيح هذا الحديث أم لا ، أكان عندك كافرا ؟ قلت لا قال أفرأيت لو قال ما أدري هذه السورة قرآن أم لا أكان عندك كافرا ؟ قلت بلى قال : أرى فضل الرجل يتأكد خبروني يا إسحاق عن حديث الطائر المشوي أصحيح عندك ؟ قلت : بلى قال : بان والله عنادك لا يخلوا هذا من أن يكون كما دعاه النبي ( ص ) أو يكون مردودا أو عرف الله الفاضل من خلقه وكان المفضول أحب إليه أو تزعم إن الله لم يعرف الفاضل من المفضول فأي الثلاث أحب إليك أن تقول به ؟ قال : إسحاق : فأطرقت ساعة ثم قلت : يا أمير المؤمنين إن الله تعالى يقول في أبي بكر : ( ثاني اثنين إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا ) فنسبه الله عز وجل إلى صحبة نبيه ( ص ) فقال المأمون : سبحان الله ما أقل علمك باللغة والكتاب ؟ أما يكون الكافر صاحبا للمؤمن ؟ فأي فضيلة في هذا أما سمعت قول الله تعالى : ( قال له صاحبه وهو يحاوره أكفرت بالذي خلقك من تراب ثم من نطفة ثم سويك رجلا ) فقد جعله له صاحبا وقال الهذلي شعرا :

‹ صفحة 207 ›

ولقد غدوت وصاحبي وحشية * تحت الرداء بصيرة بالمشرق وقال الأزدي شعرا : ولقد ذعرت الوحش فيه وصاحبي * محض القوائم من هجان هيكل فصير فرسه صاحبه وأما قوله إن الله معنا فان الله تبارك وتعالى مع البر والفاجر ، أما سمعت قوله تعالى : ( ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم أينما كانوا ) وأما قوله : لا تحزن فأخبرني من حزن أبي بكر أكان طاعة أو معصية فإن زعمت إنه طاعة فقد جعلت النبي ( ص ) ينهى عن الطاعة وهذا خلاف صفة الحكيم ، وإن زعمت أنه معصية فأي فضيلة للعاصي ؟ وخبرني عن قوله تعالى ( فأنزل الله سكينته عليه ) على من ؟ قال إسحاق : فقلت على أبي بكر لأن النبي ( ص ) كان مستغنيا عن الصفة السكينة قال : فخبرني عن قوله عز وجل : ( ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين ) أتدري من المؤمنون الذين أراد الله تعالى في هذا الموضع ؟ قال : فقلت لا ، فقال : إن الناس انهزموا يوم حنين فلم يبق مع النبي ( ص ) إلا سبعة من بني هاشم علي (ع) يضرب بسيفه والعباس أخذ بلجام بغلة رسول الله ( ص ) والخمسة يحدقون بالنبي ( ص ) خوفا من أن يناله سلاح الكفار حتى أعطى الله تبارك وتعالى رسوله ( ص ) الظفر عني بالمؤمنين في هذا الموضع عليا (ع) ومن حضر من بني هاشم فمن كان أفضل أمن كان مع النبي ( ص ) فنزلت السكينة على النبي ( ص ) وعليه أم من كان في الغار مع النبي ( ص ) ولم يكن أهلا لنزولها عليه يا إسحاق من أفضل ؟ من مع النبي ( ص ) في الغار أو من نام على مهاده وفراشه ووقاه بنفسه حتى تم للنبي ( ص ) ما عزم عليه من الهجرة ، إن الله تبارك وتعالى أمر

‹ صفحة 208 ›

نبيه ( ص ) أن يأمر عليا (ع) بالنوم على فراشه ووقايته بنفسه فأمره بذلك فقال علي (ع) أتسلم يا نبي الله ؟ قال : بلى قال سمعا وطاعة ثم أتى مضجعه وتسجى بثوبه وأحدق المشركون به لا يشكون في أنه النبي ( ص ) وقد أجمعوا على أن يضربه من كل بطن من قريش رجل ضربة لئلا يطلب الهاشميون بدمه وعلي (ع) يسمع بأمر القوم فيه من التدبير في تلف نفسه ؟ فلم يدعه إلى الجزع كما جزع أبو بكر في الغار وهو مع النبي ( ص ) وعلي (ع) وحده فلم يزل صابرا محتسبا فبعث الله تعالى ملائكته تمنعه من مشركي قريش فلما أصبح قام فنظر القوم إليه فقالوا : أين محمد ؟ قال : وما علمي به قالوا : فأنت غدرتنا ثم لحق بالنبي ( ص ) فلم يزل علي (ع) أفضل لما بدأ منه إلا ما يزيد خيرا حتى قبضه الله تعالى إليه وهو محمود مغفور يا إسحاق أما تروي حديث الولاية ؟ فقلت : نعم قال : أروه فرويته فقال أما ترى أنه أوجب لعلي (ع) على أبي بكر وعمر من الحق ما لم يوجب لهما عليه ؟ قلت : إن الناس يقولون إن هذا قاله بسبب زيد بن حارثة فقال : وأين قال النبي ( ص ) هذا ؟ قلت : بغدير خم بعد منصرفه من حجة الوداع قال فمتى قتل زيد بن حارثة ؟ قلت : بموته قال : أفليس قد كان قتل زيد بن حارثة قبل غدير خم ؟ قلت بلى قال : أخبرني لو رأيت ابنا لك أتت عليه خمسة عشر سنة يقول مولاي مولى إبن عمي أيها الناس فأقبلوا أكنت تكره له ذلك ؟ فقلت : بلى ، قال : أفتنزه ابنك عما لا يتنزه النبي ( ص ) عنه ويحكم ! أجعلتم فقهاءكم أربابكم إن الله تعالى يقول : ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ) والله ما صاموا ولا صلوا لهم ولكنهم أمروا لهم فأطيعوا ثم قال : أتروي قول النبي ( ص ) لعلي (ع) أنت مني بمنزلة هارون من موسى ؟ قلت : نعم قال أما تعلم أن هارون أخو موسى لأبيه وأمه ؟ قلت : بلى ، قال : فعلي (ع) كذلك قلت : لا قال وهارون نبي وليس علي كذلك فما المنزلة الثالثة إلا الخلافة وهذا كما قال المنافقون استخلفه استثقالا له فأراد أن يطيب بنفسه وهذا

‹ صفحة 209 ›

كما حكى الله تعالى عن موسى (ع) حيث يقول لهارون ( أخلفني في قومي وأصلح لي ولا تتبع سبيل المفسدين ) فقلت : إن موسى خلف هارون في قومه وهو حي ثم مضى إلى ميقات ربه تعالى وأن النبي ( ص ) خلف عليا (ع) حين خرج إلى غزاته فقال : أخبرني عن موسى حين خلف هارون أكان معه حيث مضى إلى ميقات ربه عز وجل أحد من أصحابه ؟ فقلت : نعم ، قال : أوليس قد أستخلفه على جميعهم ؟ قلت : بلى ، قال : فكذلك علي (ع) خلفه النبي ( ص ) حين خرج إلى غزاته في الضعفاء والنساء والصبيان إذا كان أكثر قومه معه وأن كان قد جعله خيفة على جميعهم والدليل على أنه جعله خليفة عليهم في حياته إذا غاب وبعد موته قوله ( ص ) : علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وهو وزير النبي ( ص ) أيضا بهذا القول لأن موسى (ع) قد دعا الله تعالى وقال فيما دعا : ( وأجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ) فإذا كان علي (ع) منه ( ص ) بمنزلة هارون من موسى فهو وزيره كما كان هارون وزير موسى وهو خليفته كما كان هارون خليفة موسى (ع) ثم أقبل على أصحاب النظر والكلام فقال : أسألكم أو تسألوني ؟ فقالوا : بل نسألك قال : قولوا فقال قائل منهم : أليست إمامة علي (ع) من قبل الله عز وجل نقل ذلك عن رسول الله ( ص ) من نقل الفرض مثل الظهر أربع ركعات وفي مأتي درهم خمسة دراهم والحج إلى مكة ؟ فقال : بلى قال : فما بالهم لم يختلفوا في جميع الفرض واختلفوا في خلافة علي (ع) وحدها ؟ قال المأمون : لأن جميع الفرض لا يقع فيه من التنافس والرغبة ما يقع في الخلافة فقال آخر : ما أنكرت أن يكون النبي ( ص ) أمرهم باختيار رجل منهم يقوم مقامه رأفة بهم ورقة عليهم من غير أن يستخلف هو بنفسه فيعصي خليفته فينزل بهم العذاب ؟ فقال : أنكرت ذلك من قبل أن الله تعالى أرأف بخلقه من النبي ( ص ) وقد بعث نبيه ( ص ) إليهم وهو يعلم أن فيهم عاص

‹ صفحة 210 ›

ومطيع فلم يمنعه تعالى ذلك من إرساله وعلة أخرى : ولو أمرهم باختيار رجل منهم كان لا يخلو من أن يأمرهم كلهم أو بعضهم فلو أمر الكل من كان المختار ؟ ولو أمر بعضنا دون بعض كان لا يخلو من أن يكون على هذا البعض علامة فإن قلت : الفقهاء ، فلا بد من تحديد الفقيه وسمته قال آخر : فقد روي : أن النبي ( ص ) قال : ما رآه المسلمون حسنا فهو عند الله تعالى حسن وما رأوه قبيحا فهو عند الله قبيح فقال هذا القول لا بد من أن يكون يريد كل المؤمنين أو البعض فإن أراد الكل فهذا مفقود لأن الكل لا يمكن اجتماعهم وإن كان البعض فقد روى كل في صاحبه حسنا مثل رواية الشيعة في علي ورواية الحشوية في غيره فمتى يثبت ما تريدون من الإمامة ؟ قال آخر : فيجوز أن تزعم أن أصحاب محمد أخطأوا قال : كيف نزعم أنهم أخطأوا واجتمعوا على ضلالة وهم لم يعلموا فرضا ولا سنة لأنك تزعم أن الإمامة لا فرض من الله تعالى ولا سنة من الرسول ( ص ) فكيف يكون فيما ليس عندك بفرض ولا سنة خطأ ؟ قال آخر : أن كنت تدعي لعلي (ع) من الإمامة دون غيره فهات بينتك على ما تدعي فقال : ما أنا بمدع ولكني مقر ولا بينة على مقر والمدعي من يزعم أن إليه التولية والعزل وأن إليه الاختيار والبينة لا تعري من أن تكون من شركائه فهم خصماء أو تكون من غيرهم والغير معدوم فكيف يؤتي بالبينة على هذا ؟ قال آخر : فما كان الواجب على علي (ع) بعد مضي رسول الله ( ص ) ؟ قال : ما فعله قال : أفما وجب عليه أن يعلم الناس إنه إمام ؟ فقال : إن الإمامة لا تكون بفعل منه في نفسه ولا بفعل من الناس فيه من اختيار أو تفضيل أو غير ذلك وأنها يكون بفعل من الله تعالى فيه كما قال لإبراهيم (ع) : ( إني جاعلك للناس إماما ) وكما قال تعالى لداود (ع) : ( يا داود إنا جعلناك خليفة في الأرض ) وكما قال عز وجل للملائكة في آدم : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) فالامام إنما يكون إماما من قبل الله تعالى

‹ صفحة 211 ›

وباختياره إياه في بدء الصنيعة والتشريف في النسب والطهارة في المنشأ والعصمة في المستقبل ولو كانت بفعل منه في نفسه كان من فعل ذلك الفعل مستحقا للإمامة وإذا عمل خلافها اعتزل فيكون خليفة قبل أفعاله قال آخر : فلم أوجبت الإمامة لعلي (ع) بعد الرسول ( ص ) ؟ فقال : لخروجه من الطفولية إلى الايمان كخروج النبي ( ص ) من الطفولية إلى الايمان والبراءة من ضلالة قومه عن الحجة وإجتنابه الشرك كبراءة النبي ( ص ) من الضلالة وإجتنابه للشرك لأن الشرك ظلم ولا يكون الظالم إماما ولا من عبد وثنا باجماع ومن شرك فقد حل من الله تعالى محل أعدائه فالحكم فيه الشهادة عليه بما اجتمعت عليه الأمة حتى يجئ إجماع آخر مثله ولأن من حكم عليه مرة فلا يجوز أن يكون حاكما فيكون الحاكم محكوما عليه فلا يكون حينئذ فرق بين الحاكم والمحكوم عليه قال آخر : فلم يقاتل علي (ع) أبا بكر وعمر كما قاتل معاوية ؟ فقال المسألة محال لأن لم اقتضاء ولم يفعل نفي والنفي لا يكون له علة ، إنما العلة للاثبات وإنما يجب أن ينظر في أمر علي (ع) أمن قبل الله أم من قبل غيره فإن صح أنه من قبل الله تعالى فالشك في تدبيره كفر لقوله تعالى : ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) فافعال الفاعل تبع لاصله ، فإن كان قيامه عن الله تعالى فأفعاله عنه وعلى الناس الرضا والتسليم وقد ترك رسول الله ( ص ) القتال يوم الحديبية يوم صد المشركون هديه عن البيت فلما وجد الأعوان وقوى حارب كما قال الله تعالى في الأول : ( فاصفح الصفح الجميل ) ثم قال عز وجل : ( فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم وأحصروهم وأقعدوا لهم كل مرصد ) قال آخر إذا زعمت أن إمامة علي (ع) من قبل الله تعالى وإنه مفترض الطاعة فلم لم يجز إلا التبليغ والدعاء للأنبياء (ع) وجاز لعلي أن يترك ما أمر به من دعوه الناس إلى طاعته ؟ فقال : من قبل انا لم نزعم إن عليا (ع) أمر بالتبليغ

‹ صفحة 212 ›

فيكون رسولا ولكنه (ع) وضع علما بين الله تعالى وبين خلقه فمن تبعه كان مطيعا ومن خالفه كان عاصيا فإن وجد أعوانا يتقوى بهم جاهد وإن لم يجد أعوانا فاللوم عليهم لا عليه لأنهم أمروا بطاعته على كل حال ولم يؤمر هو بمجاهدتهم إلا بقوة وهو بمنزلة البيت على الناس الحج إليه فإذا حجوا أدوا ما عليهم وإذا لم يفعلوا كانت اللائمة عليهم لا على البيت وقال آخر إذا أوجب أنه لا بد من إمام مفترض الطاعة بالاضطرار كيف يجب بالاضطرار أنه علي (ع) دون غيره ؟ فقال : من قبل أن الله تعالى لا يفرض مجهولا ولا يكون المفروض ممتنعا إذ المجهول ممتنع فلا بد من دلالة الرسول ( ص ) على الفرض ليقطع العذر بين الله عز وجل وبين عباده أرأيت لو فرض الله تعالى على الناس صوم شهر فلم يعلم الناس أي شهر هو ؟ ولم يوسم بوسم وكان على الناس استخراج ذلك بعقولهم حتى يصيبوا ما أراد الله تعالى فيكون الناس حينئذ مستغنين عن الرسول المبين لهم وعن الامام الناقل خبر الرسول إليهم وقال آخر : من أين أوجبت أن عليا (ع) كان بالغا حين دعاه النبي ( ص ) فان الناس يزعمون إنه كان صبيا حين دعى ولم يكن جاز عليه الحكم ولا بلغ مبلغ الرجال فقال : من قبل أنه لا يعرى في ذلك الوقت من أن يكون ممن أرسل إليه النبي ( ص ) ليدعوه فإن كان كذلك فهو محتمل التكليف قوي على أداء الفرائض وإن كان ممن لم يرسل إليه فقد لزم النبي ( ص ) قول الله عز وجل : ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل لأخذنا منه باليمين ثم لقطعنا منه الوتين ) وكان مع ذلك فقد كلف النبي ( ص ) عباد الله ما لا يطيقون عن الله تبارك وتعالى وهذا من المحال الذي يمتنع كونه ولا يأمر به حكيم ولا يدل عليه الرسول تعالى الله عن أن يأمر بالمحال وجل الرسول من أن يأمر بخلاف ما يمكن كونه في حكمة الحكيم فسكت القوم عند ذلك جميعا فقال المأمون : قد سألتموني ونقضتم علي أفأسألكم ؟ قالوا : نعم ، قال : أليس قد روت الأمة بإجماع أن النبي ( ص ) قال : من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ؟ قالوا : بلى قال : ورووا عنه (ع) إنه قال : من عصى الله

‹ صفحة 213 ›

بمعصية صغرت أو كبرت ثم أتخذها دينا ومضى مصرا عليها فهو مخلد بين أطباق الجحيم ؟ قالوا : بلى قال : فخبروني عن رجل يختاره الأمة فتنصبه خليفة هل يجوز أن يقال له خليفة رسول ( ص ) ومن قبل الله عز وجل ولم يستخلفه الرسول : فإن قلتم : نعم ، فقد كابرتم وإن قلتم : لا ، وجب أن أبا بكر لم يكن خليفة رسول الله ( ص ) ولا كان من قبل الله عز وجل وأنكم تكذبون على نبي الله ( ص ) فإنكم متعرضون لأن تكونوا ممن وسمه النبي ( ص ) بدخول النار ، وخبروني في أي قوليكم صدقتم أفي قولكم مضى (ع) ولم يستخلف أو في قولكم لأبي بكر يا خليفة رسول الله ( ص ) ؟ فإن كنتم صدقتم في القولين فهذا ما لا يمكن كونه إذ كان متناقضا وإن كنتم صدقتم في أحدهما بطل الاخر فاتقوا الله وانظروا لأنفسكم ودعوا التقليد وتجنبوا الشبهات فوالله ما يقبل الله تعالى إلا من عبد لا يأتي إلا بما يعقل ولا يدخل إلا فيما يعلم أنه حق والريب شك وإدمان الشك كفر بالله تعالى وصاحبه في النار وخبروني هل يجوز أن يبتاع أحدكم عبدا فإذا أبتاعه صار مولاه وصار المشتري عبده ؟ قالوا : لا قال : فكيف جاز أن يكون من اجتمعتم عليه أنتم لهواكم واستخلفتموه صار خليفة عليكم وأنتم وليتموه إلا كنتم أنتم الخلفاء عليه بل تؤتون خليفة وتقولون إنه خليفة رسول الله ( ص ) ثم إذا أسخطتم عليه قتلتموه كما فعل بعثمان بن عفان ؟ فقال قائل منهم : لأن الامام وكيل المسلمين إذا رضوا عنه ولوه وإذا سخطوا عليه عزلوه قال : فلمن المسلمون والعباد والبلاد ؟ قالوا لله تعالى فوالله أولى أن يوكل على عباده وبلاده من غيره لأن من إجماع الأمة أنه من أحدث حدثا في ملك غيره فهو ضامن وله أن يحدث فإن فعل فآثم غارم ثم قال : خبروني عن النبي ( ص ) هل استخلف حين مضى أم لا فقالوا : لم يستخلف قال فتركه ذلك هدى أم ضلال ؟ قالوا : هدى فعلى الناس أن يتبعوا الهدى ويتركوا الباطل ويتنكبوا الضلال قالوا : قد فعلوا ذلك قال : فلم استخلف الناس بعده وقد تركه هو فترك فعله ضلال ، ومحال أن يكون خلاف الهدى هدى ، وإذا كان

‹ صفحة 214 ›

ترك الاستخلاف هدى فلم أستخلف أبو بكر ولم يفعله النبي ( ص ) ؟ ولم جعل عمر الامر بعده شورى بين المسلمين خلافا على صاحبه ؟ لأنكم زعمتم أن النبي لم يستخلف وأن أبا بكر استخلف وعمر لم يترك الاستخلاف كما تركه النبي ( ص ) بزعمكم ولم يستخلف كما فعل أبو بكر وجاء بمعنى ثالث فخبروني أي ذلك ترونه صوابا ؟ فإن رأيتم فعل النبي ( ص ) صوابا فقد أخطأتم أبا بكر وكذلك القول في بقية الأقاويل وخبروني أيهما أفضل ما فعله النبي ( ص ) بزعمكم من ترك الاستخلاف أو ما صنعت طائفة من الاستخلاف ؟ وخبروني هل يجوز أن يكون تركه من الرسول ( ص ) هدى وفعله من غيره هدى فيكون هدى ضد هدى ؟ فأين الضلال حينئذ وخبروني هل ولى أحد بعد النبي ( ص ) باختيار الصحابة منذ قبض النبي ( ص ) إلى اليوم ؟ فإن قلتم : لا ، فقد أوجبتم أن الناس كلهم عملوا ضلالة بعد النبي ( ص ) وأن قلتم : نعم كذبتم الأمة وأبطل قولكم الوجود الذي لا يدفع ، وخبروني عن قول الله عز وجل : ( قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله ) أصدق هذا أم كذب ؟ قالوا : صدق قال : أفليس ما سوى الله لله إذ كان محدثه ومالكه ؟ قالوا : نعم قال : ففي هذا بطلان ما أوجبتم اختياركم خليفة تفترضون طاعته وتسمونه خليفة رسول الله ( ص ) وأنتم استخلفتموه وهو معزول عنكم إذا غضبتم عليه وعمل بخلاف محبتكم ومقتول إذا أبى الاعتزال ويلكم ! لا تفتروا على الله كذبا فتلقوا وبال ذلك غدا إذا قمتم بين يدي الله تعالى وإذا وردتم على رسول الله ( ص ) وقد كذبتم عليه متعمدين وقد قال من كذب علي متعمدا فليتبوء مقعده من النار ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللهم إني قد أرشدتهم اللهم إني قد أخرجت ما وجب علي إخراجه من عنقي اللهم إني لم أدعهم في ريب ولا في شك ، اللهم إني أدين بالتقرب إليك بتقديم علي (ع) على الخلق بعد نبيك محمد ( ص ) كما أمرنا به رسولك ( ص ) قال : ثم افترقنا فلم نجتمع بعد ذلك حتى قبض المأمون قال محمد بن يحيى بن عمران الأشعري : وفي حديث آخر ، قال : فسكت القوم ، فقال لهم : لم سكتم ؟

‹ صفحة 215 ›

قالوا : لا ندري ما تقول ؟ قال : تكفيني هذه الحجة عليكم ثم أمر باخراجهم قال : فخرجنا متحيرين خجلين ثم نظر المأمون إلى الفضل بن سهل فقال : هذا أقصى ما عند القوم فلا يظن ظان أن جلالتي منعتهم من النقض علي .

‹ صفحة 216 ›

46 - باب ما جاء عن الرضا (ع) في وجه دلائل الأئمة (ع) والرد على الغلاة والمفوضة لعنهم الله :

1 - حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي ( ر ) قال : حدثني أبي قال : حدثنا أحمد بن علي الأنصاري عن الحسن بن الجهم قال : حضرت مجلس المأمون يوما وعنده علي بن موسى الرضا (ع) وقد اجتمع الفقهاء وأهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم فقال له : يا بن رسول الله بأي شئ تصح الإمامة لمدعيها ؟ قال بالنص والدليل ، قال له : فدلالة الامام فيما هي ؟ قال في العلم واستجابة الدعوة قال : فما وجه أخباركم بما يكون ؟ قال : ذلك بعهد معهود إلينا من رسول الله ( ص ) قال : فما وجه أخباركم بما في قلوب الناس قال (ع) له : أما بلغك قول الرسول ( ص ) اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله قال : بلى ، قال : وما من مؤمن إلا وله فراسة ينظر بنور الله على قدر إيمانه ومبلغ استبصاره وعلمه وقد جمع الله الأئمة منا فرقة في جميع المؤمنين وقال عز وجل في محكم كتابه : ( إن في ذلك لآيات للمتوسمين ) فأول المتوسمين الله ( ص ) ثم أمير المؤمنين (ع) من بعده ثم الحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين (ع) إلى يوم القيامة قال : فنظر إليه المأمون فقال له : يا أبا الحسن زدنا مما جعل الله لكم أهل البيت ، فقال الرضا (ع) إن الله عز وجل أيدنا

‹ صفحة 217 ›

بروح منه مقدسة مطهرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممن مضى إلا مع رسول الله ( ص ) وهي مع الأئمة منا تسددهم وتوفقهم وهو عمود من نور بيننا وبين الله عز وجل قال له المأمون : يا أبا الحسن بلغني أن قوما يغلون فيكم ويتجاوزون فيكم الحد فقال الرضا (ع) : حدثني أبي موسى بن جعفر عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن علي عن أبيه علي بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي عن أبيه علي بن أبي طالب (ع) ، قال قال رسول الله ( ص ) : لا ترفعوني فوق حقي فإن الله تبارك تعالى اتخذني عبدا قبل أن يتخذني نبيا ، قال الله تبارك وتعالى : ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله ولكن كونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون ولا يأمركم أن تتخذوا الملائكة والنبيين أربابا أيأمركم بالكفر بعد إذ أنتم مسلمون ) قال علي (ع) : يهلك في اثنان ولا ذنب لي محب مفرط ومبغض مفرط وأنا أبرء إلى الله تبارك وتعالى ممن يغلو فينا ويرفعنا فوق حدنا كبراءة عيسى بن مريم (ع) من النصارى قال الله تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) وقال عز وجل : ( لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ) وقال عز وجل : ( ما المسيح بن مريم إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة كانا يأكلان الطعام ) ومعناه إنهما كانا يتغوطان فمن ادعى للأنبياء ربوبية وادعى للأئمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا والآخرة فقال المأمون : يا أبا فما تقول في

‹ صفحة 218 ›

الرجعة فقال الرضا (ع) : إنها لحق قد كانت في الأمم السالفة ونطق به القرآن وقد قال رسول الله ( ص ) يكون في هذه الأمة كل ما كان في الأمم السالفة حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة قال (ع) : إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم (ع) فصلى خلفه وقال (ع) : إن الاسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل : يا رسول الله ثم يكون ماذا ؟ قال ثم يرجع الحق إلى أهله فقال المأمون يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ ؟ فقال الرضا (ع) : من قال بالتناسخ فهو كافر بالله العظيم مكذب بالجنة والنار قال المأمون : ما تقول في المسوخ ؟ قال الرضا (ع) : أولئك قوم غضب الله عليهم فمسخهم فعاشوا ثلاثة أيام ثم ماتوا ولم يتناسلوا فما يوجد في الدنيا من القردة والخنازير وغير ذلك مما وقع عليهم أسم المسوخية فهو مثل ما لا يحل أكلها والانتفاع بها قال المأمون : لا أبقاني الله بعدك يا أبا الحسن فوالله ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل البيت وإليك انتهت علوم آبائك فجزاك الله عن الاسلام وأهله خيرا قال الحسن بن جهم : فلما قام الرضا (ع) تبعته فانصرف إلى منزله فدخلت عليه وقلت له : يا بن رسول الله الحمد لله الذي وهب من جميل رأي أمير المؤمنين (ع) ما حمله ما أرى من إكرامه لك وقبوله لقولك فقال (ع) يا بن الجهم لا يغرنك ما ألفيته عليه من إكرامي والاستماع مني فإنه سيقتلني بالسم وهو ظالم إلى أن أعرف ذلك بعهد معهود إلي من آبائي عن رسول الله ( ص ) فاكتم هذا ما دمت حيا قال الحسن بن الجهم : فما حدثت أحدا بهذا الحديث إلى مضى (ع) بطوس مقتولا بالسم ودفن في دار حميد بن قحطبة الطائي في القبة التي فيها قبر هارون الرشيد إلى جانبه .

2 - حدثنا محمد بن موسى المتوكل ( ر ) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن علي بن معبد عن الحسين بن خالد الصيرفي قال : قال أبو الحسن الرضا (ع) : من قال بالتناسخ فهو كافر ثم قال (ع) لعن الله الغلاة إلا كانوا يهودا إلا كانوا مجوسا إلا كانوا نصارى إلا

‹ صفحة 219 ›

كانوا قدرية إلا كانوا مرجئة إلا كانوا حرورية ثم قال (ع) : لا تقاعدوهم ولا تصادقوهم وأبرؤوا منهم برئ الله منهم .

3 - حدثنا محمد بن علي ماجيلويه ( ره ) قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن ياسر الخادم قال : قلت للرضا (ع) ما تقول في التفويض ؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى فوض إلى نبيه ( ص ) أمر دينه فقال : ( ما آتيكم الرسول فخذوه وما نهيكم عنه فانتهوا ) فاما الخلق والرزق فلا ، ثم قال (ع) : إن الله عز وجل يقول : ( الله خالق كل شئ ) وهو يقول : ( الله الذي خلقكم ثم رزقكم ثم يميتكم ثم يحييكم قل هل من شركائكم يفعل من ذلكم من شئ سبحانه وتعالى عما يشركون ) .

4 - حدثنا محمد بن علي بن بشار ( ره ) قال : حدثنا أبو الفرج المظفر بن أحمد بن الحسن القزويني قال : حدثنا العباس بن محمد بن قاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر (ع) قال : حدثنا الحسن بن سهل القمي عن محمد بن خالد عن أبي هاشم الجعفري قال : سألت أبا الحسن الرضا (ع) عن الغلاة والمفوضة فقال : الغلاة كفار والمفوضة مشركون من جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوجهم أو تزوج منهم أو آمنهم أو ائتمنهم على أمانة أو صدق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة خرج من ولاية الله عز وجل وولاية رسول الله ( ص ) وولايتنا أهل البيت .

5 - حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال : حدثني أبي عن أحمد بن علي الأنصاري عن أبي الصلت الهروي قال : قلت للرضا (ع) يا بن رسول الله إن في سواد الكوفة قوما يزعمون أن النبي ( ص ) لم يقع عليه السهو في صلاته ، فقال : كذبوا لعنهم الله أن الذي لا يسهو هو الله الذي لا إله إلا هو قال : قلت يا بن رسول الله وفيهم قوما يزعمون أن الحسين بن

‹ صفحة 220 ›

علي (ع) لم يقتل وأنه القي شبهه على حنظلة بن أسعد الشامي وأنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن مريم (ع) ويحتجون بهذه الآية ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) فقال : كذبوا عليهم غضب الله ولعنته وكفروا بتكذيبهم لنبي الله ( ص ) في اخباره بأن الحسين بن علي (ع) سيقتل والله لقد قتل الحسين (ع) وقتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين والحسن بن علي (ع) وما منا إلا مقتول وإني والله لمقتول بالسم باغتيال من يغتالني اعرف ذلك بعهد معهود إلي من رسول الله ( ص ) أخبره به جبرئيل عن رب العالمين عز وجل وأما قول الله عز وجل : ( ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) فانه يقول : لن يجعل الله لكافر على مؤمن حجة ولقد أخبر الله عز وجل عن كفار قتلوا النبيين بغير الحق ومع قتلهم إياهم أن يجعل لهم على إنبيائه (ع) سبيلا من طريق الحجة وقد أخرجت ما رويته في هذا المعنى في كتاب إبطال الغلو والتفويض .


41 - عنه ، عن إبن محبوب ، عن عمرو بن أبي المقدام ، عن مالك بن أعين الجهني قال : أقبل إلي أبو عبد الله (ع) ، فقال : يا مالك أنتم والله شيعتنا حقا ، يا مالك تراك قد أفرطت في القول في فضلنا ، انه ليس يقدر أحد على صفة الله وكنه قدرته و عظمته فكما لا يقدر أحد على كنه صفة الله وكنه قدرته وعظمته ولله المثل الاعلى فكذلك لا يقدر أحد على صفة رسول الله (ص) وفضلنا وما أعطانا الله وما أوجب من حقوقنا ، وكما لا يقدر أحد أن يصف فضلنا وما أعطانا الله وما أوجب الله من حقوقنا فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به مما أوجب الله على أخيه المؤمن ، والله يا مالك ان المؤمنين ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه فما يزال الله تبارك وتعالى ناظرا إليهما بالمحبة والمغفرة ، وان الذنوب لتحات عن وجوههما وجوارحهما حتى يفترقا ، فمن يقدر على صفة الله وصفة من هو هكذا عند الله ؟ ! - ( البرقي - المحاسن - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 143 ).

12 - باب يوم ندعوا كل أناس بإمامهم 42 - عنه ، عن أبيه ، عن النضر ، عن الحلبي ( يحيى ) ، عن إبن مسكان ، عن مالك الجهني ( بن أعين ) ، قال : قال أبو عبد الله (ع) ، انه ليس من قوم ائتموا بإمامهم في الدنيا الا جاء يوم - القيامة يلعنهم ويلعنونه الا أنتم ومن كان على مثل حالكم - ( البرقي - المحاسن - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 143 ) ، ( الروايه صححها الخوئي في المعجم 15\162 ).

44 - عنه ، عن أبيه ( البرقي) ، عن النضر بن سويد ، عن إبن مسكان ، عن يعقوب بن شعيب ، قال : قلت لأبي عبد الله (ع) ، يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فقال : ندعو كل قرن من هذه الأمة بإمامهم ، قلت : فيجئ رسول الله (ص) في قرنه ، وعلي (ع) في قرنه ، والحسن (ع) في قرنه ، والحسين (ع) في قرنه ، وكل إمام في قرنه الذي هلك بين أظهرهم ؟ - قال : نعم ( البرقي - المحاسن - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 144 ).

46 - عنه ، عن إبن محبوب ، عن أبي جعفر الأحول ، عن سلام بن المستنير ، قال : سألت أبا جعفر (ع) عن قول الله عز وجل قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى فقال : هي والله فريضة من الله على العباد لمحمد (ص) في أهل بيته ( البرقي - المحاسن - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 144 ).

1 - علي بن إبراهيم ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن الحسين بن ثوير بن أبي فاختة ، عن أبي عبد الله (ع) قال : لا تعود الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين أبدا ، إنما جرت من علي بن الحسين كما قال الله تبارك وتعالى : وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله فلا تكون بعد علي بن الحسين (ع) إلا في الأعقاب وأعقاب الأعقاب - ( الكليني - الكافي - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 285 ).

- روى الشيخ الكليني رحمه الله عن : محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن مالك بن عطية ، عن أبي حمزة الثمالي قال : كنت عند أبي جعفر (ع).... إلى أن قال الإمام الباقر (ع) : حتى كثر الغرباء ممن يدخل في الإسلام من أهل الحاجة بالمدينة ، وضاق بهم المسجد ، فأوحى الله عز وجل إلى نبيه (ص) أن طهّر مسجدك وأخرج من المسجد من يرقد فيه بالليل ، ومُرْ بسد أبواب من كان له في مسجدك باب إلا باب علي (ع) ومسكن فاطمة (ع) ، ولا يمرنَّ فيه جنب ولا يرقد فيه غريب ، قال: فأمرَ رسولُ الله (ص) بسد أبوابهم إلا باب علي (ع) وأقر مسكن فاطمة عليها السلام على حاله ، قال : ثم إن رسول الله (ص) أمرَ أن يتخذ للمسلمين سقيفة فعملت لهم وهي الصفة ، ثم أمر الغرباء والمساكين أن يظلوا فيها نهارهم وليلهم ، فنزلوها واجتمعوا فيها ، فكان رسول الله (ص) يتعاهدهم بالبر والتمر والشعير والزبيب... الحديث - ( الكليني - الكافي - الجزء ( 5 ) - رقم الصفحة ( 339 ).

- وقال الشيخ الصدوق رحمه الله : حدثنا محمد بن أحمد الشيباني ( ر ) قال : حدثنا محمد بن أبى عبدالله الكوفي قال : حدثنا محمد بن إسماعيل البرمكى قال : حدثنا عبدالله بن أحمد عن سليمان بن حفص المروزى ، عن عمرو بن ثابت ، عن سعد بن طريف ، عن سعيد بن جبير ، عن إبن عباس قال : لمّا سدَّ رسول الله (ص) الأبواب الشارعة إلى المسجد إلا باب علي (ع) ، ضجَّ أصحابه من ذلك ، فقالوا : يارسول الله لِمَ سددتَ أبوابنا وتركت باب هذا الغلام؟ فقال : إن الله تبارك وتعالى أمرنى بسد أبوابكم وترك باب علي ، فإنما أنا متبع لما يوحى إلي من ربي - ( الصدوق - علل الشرائع - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 201 ).

- وقال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي رحمه الله قال : حدثنا أحمد إبن موسى قال : حدثنا خلف بن سالم قال : حدثنا غندر قال : حدثنا عوف ، عن ميمون أبي عبد الله ، عن زيد بن أرقم قال : كان لنفرٍ من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي ، فتكلم في ذلك الناس ، قال: فقام رسول الله (ص) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد ، فإني أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي ، فقال فيه قائلكم! وإني واللهِ ما سددت شيئاً ولا فتحته ، ولكني أمرت بشيءٍ فاتبعته.
- ( الصدوق - الأمالي - رقم الصفحة ( 413 ).

تدل النصوص المتعددة -التي رواها الفريقان- على أن الأمر بسد الأبواب إلا باب علي (ع) قد صدر في أوائل الهجرة إلى المدينة، وعليه فإن هذه الخاصية التي امتاز بها أمير المؤمنين (ع) كانت بمرأى الصحابة لفترة طويلة امتدت لعشر سنوات تقريبا.
 

خادم النبي

إنّي لراجٍ من لا يرجى سواه
18 أبريل 2010
48
0
0
السعودية/الدمام
أمالي الصدوق:

609 / 19 - حدثنا أحمد بن هارون الفامي (رضي الله عنه)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر بن جامع الحميري، عن أبيه، عن أيوب بن نوح، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان الاحمر، عن سعد الكناني، عن الاصبغ بن نباتة، عن عبد الله بن عباس، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام): يا علي، أنت خليفتي على أمتي في حياتي وبعد موتي، وأنت مني كشيث من آدم، وكسام من نوح، وكاسماعيل من إبراهيم، وكيوشع من موسى، وكشمعون من عيسى. يا علي، أنت وصيي ووارثي وغاسل جثتي، وأنت الذي تواريني في حفرتي، وتؤدي ديني، وتنجز عداتي. يا علي، أنت أمير المؤمنين، وإمام المسلمين، وقائد الغر المجلين، ويعسوب المتقين. يا علي، أنت زوج سيدة النساء فاطمة ابنتي، وأبو سبطي الحسن والحسين. يا علي، إن الله تبارك وتعالى جعل ذرية كل نبي من صلبه، وجعل ذريتي من صلبك. يا علي، من أحبك ووالاك أحببته وواليته، ومن أبغضك وعاداك أبغضته وعاديته، لانك مني وأنا منك. يا علي، إن الله طهرنا واصطفانا، لم يلتق لنا أبوان على سفاح قط من لدن آدم، فلا يحبنا إلا من طابت ولادته. يا علي، أبشر بالشهادة فإنك مظلوم بعدي ومقتول. فقال علي (عليه السلام): يا رسول الله، وذلك في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك. يا علي، إنك لن تضل ولم تزل، ولولاك لم يعرف حزب الله بعدي.

والسند معتبر