قول معاوية لسعد : ((ما منعك أن تسب ابا التراب؟)) .. شرح النووي له بكل انبطاحية ..!!

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
معاوية يأمر سعد بن أبي وقاص بسب أمير المؤمنين صلوات الله عليه


صحيح مسلم ((بشرح النووي)) - فضائل الصحابة - فضائل علي رضي الله عنه - موقع الإسلام

‏حدثنا ‏ ‏قتيبة بن سعيد ‏ ‏ومحمد بن عباد ‏ ‏وتقاربا في اللفظ ‏ ‏قالا حدثنا ‏ ‏حاتم وهو ابن إسمعيل ‏ ‏عن ‏ ‏بكير بن مسمار ‏ ‏عن ‏ ‏عامر بن سعد بن أبي وقاص ‏ ‏عن ‏ ‏أبيه ‏ ‏قال ‏ ‏أمر ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏سعدا ‏ ‏فقال : ما منعك أن تسب ‏أبا التراب ؟
‏فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فلن أسبه لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من ‏ ‏حمر النعم ‏
‏سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول له ‏ ‏خلفه ‏ ‏في بعض مغازيه فقال له ‏ ‏علي ‏ ‏يا رسول الله ‏ ‏خلفتني ‏ ‏مع النساء والصبيان فقال له رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أما ‏ ‏ترضى أن تكون مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنه لا نبوة بعدي
وسمعته يقول يوم ‏ ‏خيبر ‏ ‏لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي ‏ ‏عليا ‏ ‏فأتي به ‏ ‏أرمد ‏ ‏فبصق في عينه ودفع الراية إليه ففتح الله عليه
ولما نزلت هذه الآية ‏( ‏فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ‏)
‏دعا رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عليا ‏ ‏وفاطمة ‏ ‏وحسنا ‏ ‏وحسينا ‏ ‏فقال : اللهم هؤلاء أهلي . انتهى صحيح مسلم

قال النووي في شرحه لصحيح مسلم :
‏‏قوله : ( إن معاوية قال لسعد بن أبي وقاص : ما منعك أن تسب أبا تراب ؟ ) ‏
‏قال العلماء : الأحاديث الواردة التي في ظاهرها دَخَل على صحابي يجب تأويلها .
cool.gif

قالوا : ولا يقع في روايات الثقات إلا ما يمكن تأويله .
smile.gif

فقول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعدا بسبه , وإنما سأله عن السبب المانع له من السب ,
كأنه يقول : هل امتنعت تورعا , أو خوفا , أو غير ذلك
eek.gif
. فإن كان تورعا وإجلالا له عن السبب فأنت مصيب محسن ,
وإن كان غير ذلك فله جواب آخر , لعل سعدا قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم , وعجز عن الإنكار , وأنكر عليهم , فسأله هذا السؤال .
قالوا : ويحتمل تأويلا آخر أن معناه ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده , وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا , وأنه أخطأ ؟ . انتهى كلام النووي.


بربّكم ... هل وجدتم انبطاحية أكبر من هذا الذي يقوله النووي ؟!!


فعند النووي :
لابدّ من التأويل .. ولا يجوز فيه غير التأويل ... ومن أخذه على ظاهره من العلماء فكلامه لابدّ له من تأويل .. وإن وجد عالم لا يُجوّز التأويل في أي نص أبداً - فضلاً عن هذا النص الواضح الجلي - فلابدّ ايضاً من حمل قوله على التأويل ... بل وحتى إن حملتُ أنا النووي هذا النص على ظاهره فلابد من حمل قولي على التأويل .. بل وحتى إن خرجَ معاوية - ذات نفسه - وأقرَّ بسبه لأمير المؤمنين ، وأمره لرعيته بسبه على المنابر ، فلابدّ من حمل إقراره واعترافه على التأويل !!

وليحيا التأويل ...!
smile.gif


نأتي الآن لنفس الحديث بطريق آخر عند ابن ماجة في سننه (بشرح السندي)

سنن ابن ماجة ((بشرح السندي)) - المقدمة - فضائل علي رضي الله عنه - موقع الإسلام
‏حدثنا ‏ ‏علي بن محمد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو معاوية ‏ ‏حدثنا ‏ ‏موسى بن مسلم ‏ ‏عن ‏ ‏ابن سابط وهو عبد الرحمن ‏ ‏عن ‏ ‏سعد بن أبي وقاص ‏ ‏قال ‏
‏قدم ‏ ‏معاوية ‏ ‏في بعض حجاته فدخل عليه ‏ ‏سعد ‏ ‏فذكروا ‏ ‏عليا ‏ ‏فنال منه فغضب ‏ ‏سعد ‏ ‏وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يقول ‏ ‏من كنت ‏ ‏مولاه ‏ ‏فعلي ‏ ‏مولاه ‏ ‏وسمعته يقول أنت مني بمنزلة ‏ ‏هارون ‏ ‏من ‏ ‏موسى ‏ ‏إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله . انتهى ابن ماجة.

قال السندي في شرح سنن ابن ماجه :
‏‏قوله ( فنال منه ) ‏
‏أي نال معاوية من علي ووقع فيه وسبه بل أمر سعدا بالسب كما قيل في مسلم والترمذي
ومنشأ ذلك الأمور الدنيوية التي كانت بينهما
ولا حول ولا قوة إلا بالله
والله يغفر لنا
ويتجاوز عن سيئاتنا
ومقتضى حسن الظن أن يحمل السب على التخطئة ونحوها مما يجوز بالنسبة إلى أهل الاجتهاد لا اللعن وغيره
eek.gif

‏قوله ( لأعطين ) ‏
‏بالنون الثقيلة من الإعطاء قاله يوم فتح خيبر ثم أعطى عليا قيل وهذا سبب كثرة ما روي في مناقبه رضي الله تعالى عنه كما في الإصابة للحافظ ابن حجر قال : ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد لم ينقل لأحد عن الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وسبب ذلك تعرض بني أمية له فكان كل من كان عنده علم بشيء من مناقبه من الصحابة بثه فكلما أرادوا إخماد شرفه حدث الصحابة بمناقبه فلا يزداد إلا انتشارا . وتتبع النسائي ما خص به من دون الصحابة فجمع من ذلك أشياء كثيرة أسانيدها أكثرها جياد انتهى شرح السندي .

أقول أنا مرآة التواريخ :
يقول السندي :
اقتباس:ومقتضى حسن الظن أن يحمل السب على التخطئة ونحوها مما يجوز بالنسبة إلى أهل الاجتهاد لا اللعن وغيره

اقول : ما في فايدة !! .. فلابدّ من التأويل!!



ولنسمع الألباني ماذا يقول بخصوص تصحيح هذا الأثر

صحح سنن ابن ماجة + السلسلة الصحيحة - للألباني - الشبكة الإسلامية
رقم الحديث 98
المرجع صحيح ابن ماجة1
الصفحة 26
الموضوع الرئيسي : المناقب والمثالب تعبير الرؤيا
نوع الحديث : صـحـيـح
نص الحديث :
118 حدثنا علي بن محمد حدثنا أبو معاوية حدثنا موسى بن مسلم عن ابن سابط وهو عبد الرحمن عن سعد بن أبي وقاص قال قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا عليا فنال منه فغضب سعد وقال تقول هذا لرجل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من كنت مولاه فعلي مولاه وسمعته يقول أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلا يحب الله ورسوله * ( صحيح ) _ الصحيحة 335/4
الكتاب : صحيح سنن ابن ماجة باختصار السند
المؤلف : محمد ناصر الدين الألباني
الناشر : مكتب التربية العربي لدول الخليج الرياض
الطبعة : الطبعة الثالثة
تاريخ الطبعة : 1408 هـ - 1988 م

انتهى.



أقول أنا مرآة التواريخ : لا أدري هل سيأتي أحد السلفية ليقول بكل عبقرية : أن معنى (فنال منه) يعني (نال من علمه) - أي نال معاوية من علم أمير المؤمنين - ! فتصبح منقبة لمعاوية!!
smile.gif