علي ليس أكثر أمناً من غيره من عذاب الله بسبب تكفير الخوارج له عند ابن تيمية (3)

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وكما وعدنا الإخوة القراء في سلسلة من الحلقات في إثبات نصب ابن تيمية لأمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.

فها هي الحلقة رقم (3) من السلسلة

وهي بعنوان : علي لم يكن أكثر أمناً من عذاب الله من غيره ، بسبب تكفير الخوارج له ، وبغض النواصب له ..!!

لنر من مِنْ أنصاره ومشايعيه يستطيع أن يرد ما أثبتناه عليه ، بعد الفشل الذريع الذي تعرض له المدعو "النسر" في الحلقتين السابقتين.

ومصدرنا كما هي العادة "منهاج السنة" ، ذلك الكتاب الذي لا ريب فيه عند أشياعه ومريديه.!

والنقل في هذه الحلقة طويل نوعا ما ، إذ يبتدئ من ص 5 إلى ص 18 من الجزء السادس.

لذا لن ننقل إلا الموارد التي تفيد الحلقة بالخصوص ، ومن أراد كامل الصفحات فليرجع إليها ، في مواضعها هناك.

والحمدلله رب العالمين.

أقول :
ابتدأ ابن تيمية بنقل كلام العلامة الحلي "قدس الله سره الشريف ونوّر ضريحه" حول ما قاله الخليفة عمر عند احتضاره ، وسوف ننقل الصفحتين الخامسة والسادسة بالكامل :

ج6/5
فصل :
قال الرافضي : ومنها ما رووه عن عمر . روى أبو نعيم الحافظ في كتابه "حلية الأولياء" أنه قال : لما احتضر قال : يا ليتني كنت كبشا لقومي فسمّنوني ما بدا لهم ، ثم جاءهم أحب قومهم إليهم فذبحوني ، فجعلوا نصفي شواء ونصفي قديدا ، فأكلوني ، فأكون عذرة ، ولا أكون بشراً. وهل هذا إلا مساو لقول الكافر : {يا ليتني كنت ترابا} [سورة النبأ] ؟!!.
قال : وقال لابن عباس - عند احتضاره - : لو أن لي ملء

ج6/6
الأرض ذهبا ، ومثله معه ، لافتديت به نفسي من هول المطلع . وهذا مثل قوله : (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ) [الزمر:47].
فلينظر المنصف العاقل قول الرجلين عند احتضارهما ، وقول علي :
متى ألقى الأحبة...محمدا وحزبه
متى ألقاها...متى يبعث أشقاها
وقوله حين قتله ابن ملجم : فزت ورب الكعبة .

والجواب : أن في هذا الكلام من الجهالة ما يدل على فرط جهل قائله ؛ وذلك أن ما ذكره عن علي قد نُقل مثله عمّن هو دون أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، بل نقل مثله عمَّن يُكَفِّر علي بن أبي طالب من الخوارج ، كقول بلال - عتيق أبي بكر - عند الاحتضار ، وأمرأته تقول : واحرباه ، وهو يقول : واطرباه ، غدا ألقى الأحبة ، محمدا وحزبه .
وكان عمر قد دعا - لما عارضوه في قسمة الأرض - فقال : "اللهم اكفني بلالاً وذويه" ، فما حال الحَوْل وفيهم عين تَطْرِفُ.(انتهت)

= = = = = = =
أقول : وبعد هذا دخل ابن تيمية في تطويلات مملة كما هي عادته ، وخروج عن الموضوع ، وخلط الحابل بالنابل ، وتكريرات عجيبة

....... إلى أن ذكر قصة احتضار عمر ، واستئذانه من السيدة عائشة كي يُدفن في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...

ولا أدري .. بأي حقٍّ يدفن في بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وبأي رخصة؟! ، وبأي ...وبايّ .... فلا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

قال : ....
ج6/12
السلام ، ولا تقل أمير المؤمنين ، فإني لست اليوم للمؤمنين أميرا وقل : يستأذن عمر بن الخطاب أن يدفن مع صاحبيه . فسلَّم واستأذن ثم دخل عليها ، فوجدها قاعدة تبكي فقال : يقرأ عليك عمر بن الخطاب السلام ، ويستأذن أن يدفن مع صاحبيه ؛ فقالت : كنت أريده لنفسي ، ولأوثرنَّهُ اليوم على نفسي . فلما أقبل قيل : هذا عبد الله ابن عمر وقد جاء ، فقال : ارفعوني ، فأسنده رجل إليه ؛ فقال : ما لديك ؟. قال : الذي تحب يا أمير المؤمنين ، أذِنَتْ. قال : الحمد لله ، ما كان شيء أهم من ذلك ، فإذا أنا قضيت ؛ فاحملوني ثم سلم وقل : يستأذن عمر بن الخطاب ، فإن أذِنَتْ لي فأدخلوني ، وإن ردتني ، ردوني إلى مقابر المسلمين .. وذكر تمام الحديث .
ففي نفس الحديث أنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو عنه راضٍ ، ورعيته عنه راضون ، مُقِرُّونَ بعدله فيهم ، ولما ماتَ كأنهم لم يصابوا بمصيبة قبل مصيبته ، لعظمها عندهم

ج6/13
وقد ثبت في الصحيح : أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتُصلّون عليهم ويصلّون عليكم ، وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم".
ولم يَقتل عمرَ رضي الله عنه رجلٌ من المسلمين ، لرضا المسلمين عنه !! . وإنما قتله كافرٌ فارسيٌّ مجوسيٌّ !!.

وخشيته من الله لكمال علمه فإن الله تعالى يقول : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ) [فاطر:28].
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي ولصدره أزيز كأزيز المرجل من البكاء . وقرأ عليه ابن مسعود سورة النساء ، فلما بلغ إلى قوله : (فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلاءِ شَهِيداً) [النساء:41] . قال : "حسبك" فنظرت إلى عينيه وهما تذرفان.
وقد قال تعالى : (قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلا بِكُمْ) [الاحقاف:9].

ج6/14
وفي صحيح مسلم أنه قال لما قتل عثمان ين مظعون قال ما أدري والله وأنا رسول الله ما يفعل بي ولا بكم وفي الترمذي وغيره عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إني أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله والله لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا وما تلذذتم بالنساء على الفرش ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله وددت أني كنت شجرة تعضد وقوله وددت أني كنت شجرة تعضد قيل إنه من قول أبي ذر لا من قول النبي صلى الله عليه وسلم وقال تعالى إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون والذين هم بآيات ربهم يؤمنون والذين هم بربهم لا يشركون الآية سورة المؤمنون

ج6/15
وفي الترمذي : عن عائشة قالت : قلت : يا رسول الله ؛ هو الرجل يزني ويسرق ويخاف ؟ فقال : "لا يا بنت الصديق ، ولكنه الرجل يصلي ويتصدق ، ويخاف أن لا يُقبَل منه."

وأما قول الرافضي : "وهل هذا إلا مساوٍ لقول الكافر (يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَاباً) [النبأ:40]".
فهذا جهل منه ؛ فإن الكافر يقول ذلك يوم القيامة ، حين لا تقبل توبة ، ولا تنفع حسنة ، وأما من يقول ذلك في الدنيا ، فهذا يقوله في دار العمل على وجه الخشية لله ، فيثاب على خوفه من الله .
وقد قالت مريم : (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً) [مريم:23]. ولم يكن هذا كتمنِّي الموت يوم القيامة .
ولا يجعل هذا كقول أهل النار كما أخبر الله عنهم بقوله : (وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ) [الزخرف:77].
وكذلك قوله : (وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِنْ سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا

ج6/16
يحتسبون) [سورة الزمر] ؛ فهذا إخبار عن حالهم يوم القيامة ، حين لا ينفع توبة ولا خشية.
وأما في الدنيا ؛ فالعبد إذا خاف ربه كان خوفه مما يثيبه الله عليه ، فمن خاف الله في الدنيا أمَّنه يوم القيامة .
ومن جعل خوف المؤمن من ربه في الدنيا كخوف الكافر في الآخرة ، فهو كمن جعل الظلمات كالنور ، والظل كالحرور ، والأحياء كالأموات .

ومن تولى أمر المسلمين فعدل فيهم عدلا يشهد به عامتهم ، وهو في ذلك يخاف الله أن يكون ظلم ، فهو أفضل ممن يقول كثير من رعيته : "إنه ظَلَمْ" ، وهو في نفسه آمن من العذاب ، مع أن كليهما من أهل الجنة .

والخوارج الذين كَفَّروا علياً ، واعتقدوا أنه ظالم ، مستحق للقتل ، مع كونهم ضُلاَّلاً مخطئين ، هم راضون عن عمر ، مُعَظِّمُون لسيرته وعدله .


وبعدل عمر يضرب المثل ، حتى يقال : سيرة العُمَرين ، سواء كانا عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز ، كما هو قول أهل العلم والحديث ، كأحمد وغيره ، أو كانا أبا بكر وعمر ، كما تقوله طائفة من أهل اللغة ، كأبي عبيد وغيره ؛ فإن عمر بن الخطاب داخل في ذلك على التقديرين.

ج6/17
ومعلوم أن شهادة الرعية لراعيها أعظم من شهادته هو لنفسه ، وقد قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة:143].

وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه مُرَّ عليه بجنازة ، فأثنوا عليها خيرا فقال : "وجبت وجبت" ، ومُرَّ عليه بجنازة فأثنوا عليها شرا فقال : "وجبت وجبت" قالوا : يا رسول الله ما قولك وجبت وجبت ؟ قال :هذه الجنازة أثنيتم عليها خيرا ، فقلت : وجبت لها الجنة. وهذه الجنازة أثنيتم عليها شراً فقلت : وجبت لها النار . أنتم شهداء الله في الأرض.

وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : "يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار " قالوا : بم يا رسول الله ؟ . قال : "بالثناء الحسن ، وبالثناء السيء".

ومعلوم أن رعية عمر انتشرت شرقا وغربا ، وكانت رعية عمر خيراً من رعية علي ، وكانت رعية علي جزءاً من رعية عمر ، ومع هذا فكلهم يصفون عدله وزهده وسياسته ويعظِّمُونه ، والأمة قرنا بعد قرن تصف عدله وزهده وسياسته ، ولا يُعْرَف أن أحداً طعن في ذلك.

ج6/18
والرافضة لم تطعن في ذلك ، بل لمَّا غَلَتْ في عليٍّ جعلت ذنب عمر كونه تولَّى ، وجعلوا يطلبون له ما يتبين به ظلمه ، فلم يمكنهم ذلك .


وأما علي رضي الله عنه فإن أهل السنة يحبّونه ويتولّونه ، ويشهدون بأنه من الخلفاء الراشدين ، والأئمة المهديين ، لكن نصف رعيته يطعنون في عدله ؛ فالخوارج يُكفِّرونه ، وغير الخوارج من أهل بيته ، وغير أهل بيته يقولون : إنه لم يَنْصِفَهُم ! ، وشيعة عثمان يقولون : إنه مِمَّنْ ظَلَمَ عثمان !! .

وبالجملة لم يظهر لعلي من العدل ، مع كثرة الرعية وانتشارها ، ما ظهر لعمر ! ولا قريب منه !!.

وعمر لم يُوَلِّ أحداً من أقاربه ، وعلي وَلَّى أقاربه ، كما وَلَّى عثمان أقاربه . وعمر مع هذا يخاف أن يكون ظلمهم ، فهو أعدل وأخوف من الله من علي !!. فهذا مما يدل على أنه أفضل من علي !!.

وعمر - مع رضا رعيته عنه - يخاف أن يكون ظلمهم ، وعلي يشكو من رعيته وَتَظَلُّمِهم ، ويدعو عليهم ويقول : إني أبغضهم ويبغضوني ، وسئمتهم وسئموني ، اللهم فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شراً مني .
فأيّ الفريقين أحق بالأمـن إن كنتم تعلمون؟؟
.(انتهى بحروفه).


أقول : لتسهيل الشرح دعونا نأخذ المقاطع المهمة من كلام ابن تيمية ، ثم نعلّق على ما يمكن التعليق عليه وبيان ما فيه من نصب :

قال :

اقتباس:ففي نفس الحديث أنه يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مات وهو عنه راضٍ ، ورعيته عنه راضون ، مُقِرُّونَ بعدله فيهم ، ولما ماتَ كأنهم لم يصابوا بمصيبة قبل مصيبته ، لعظمها عندهم
ج6/13
وقد ثبت في الصحيح : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ، وتُصلّون عليهم ويصلّون عليكم ، وشرار أئمتكم الذي تبغضونهم ويبغضونكم ، وتلعنونهم ويلعنونكم".
ولم يَقتل عمرَ رضي الله عنه رجلٌ من المسلمين ، لرضا المسلمين عنه !! . وإنما قتله كافرٌ فارسيٌّ مجوسيٌّ !!.




أقول : لاحظ هنا أنه يريد أن يمرر على البسطاء بأن علياً مات وكثير من رعيته (الخوارج الذين يكفرونه ، وكذا النواصب وغيرهم ممن يبغضونه) ليسوا براضين عنه ، وأنه جرت بينه وبينهم الملاعنة والمباغضة .

لذا فعلي بن أبي طالب يعتبر عند ابن تيمية من شرار الأئمة – والعياذ بالله - !!.

كما أن علياً قتله رجل مسلم ، بينما عمر قتله رجل كافر.
ولاحظ كلمة ابن تيمية عن عمر : ((ولم يَقتل عمرَ رضي الله عنه رجلٌ من المسلمين ، لرضا المسلمين عنه)) !!.

يعني أن علياً لم يرضَ عنه المسلمون ، لذا قتلوه ..
confused.gif

فلو كان مرضياً عنه من قبل المسلمين - كما كان مرضياً عن عمر - لما قتله مسلم.!!!.

بل هو ينطبق عليه حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، من أنه من شرار أئمة المسلمين ، كما يريد أن يثبته ابن تيمية. فانتبه
فانتبه
فانتبه .. أي نصب أكبر من هذا يا بن تيمية.!!

وقال :

اقتباس:ومن تولى أمر المسلمين فعدل فيهم عدلا يشهد به عامتهم ، وهو في ذلك يخاف الله أن يكون ظلم ، فهو أفضل ممن يقول كثير من رعيته : "إنه ظَلَمْ" ، وهو في نفسه آمن من العذاب ، مع أن كليهما من أهل الجنة .
والخوارج الذين كَفَّروا علياً ، واعتقدوا أنه ظالم ، مستحق للقتل ، مع كونهم ضُلاَّلاً مخطئين ، هم راضون عن عمر ، مُعَظِّمُون لسيرته وعدله .





أقول : وهنا أيضاً لاحظ تقريره .. أن كثيراً من رعيته قد قالوا بأنه كان ظالماً ، بل الخوارج كفروه واعتقدوا استحقاقه للقتل ..!!

وما أحلاه حين يمرر بعض الجمل البلهاء : (مع كونهم ضلالاً مخطئين ...)

ثم يستشهد بفعل هؤلاء الضلال – الذين يكفرون علياً - الذين يعتقدون استحقاقه للقتل - برضاهم عن عمر ، وأنهم يعظمون سيرته وعدله.

بالله أي نصب بعد هذا النصب ..!!؟

وقال:

اقتباس:ج6/17
ومعلوم أن شهادة الرعية لراعيها أعظم من شهادته هو لنفسه ، وقد قال تعالى : (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) [البقرة:143].
وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه مُرَّ عليه بجنازة ، فأثنوا عليها خيرا فقال : "وجبت وجبت" ، ومُرَّ عليه بجنازة فأثنوا عليها شرا فقال : "وجبت وجبت" قالوا : يا رسول الله ما قولك وجبت وجبت ؟ قال :هذه الجنازة أثنيتم عليها خيرا ، فقلت : وجبت لها الجنة. وهذه الجنازة أثنيتم عليها شراً فقلت : وجبت لها النار . أنتم شهداء الله في الأرض.
وفي المسند عن النبي صلى الله عليه وسلم ، أنه قال : "يوشك أن تعلموا أهل الجنة من أهل النار " قالوا : بم يا رسول الله ؟ . قال : "بالثناء الحسن ، وبالثناء السيء".





أقول : قوله : ((ومعلوم أن شهادة الرعية لراعيها أعظم من شهادته هو لنفسه))
يعني بهذا : لو أن علياً شهد لنفسه ، فشهادته معارضة بطعن من طعن فيه.!!!
eek.gif
eek.gif


ومن الذين طعنوا فيه ؟؟
الخوارج – فقد كفروا ، وأنه مستحق للقتل ...إلخ
شيعة عثمان –

وغيرهم من الصحابة الذين شتموه وابغضوه وسبّوه (كما أوضحناه في الحلقة رقم –2-) فارجع لها.

أقول : نعم .. نعم .. نعم يا بن تيمية ، فشهادة هؤلاء الذين حاربوا الله ورسوله بحربهم لأمير المؤمنين ، وسبوا الله ورسوله بسبهم لأمير المؤمنين ، مقدمة شهادتهم على شهادة أمير المؤمنين عندك..!!

وقال :

اقتباس:ومعلوم أن رعية عمر انتشرت شرقا وغربا ، وكانت رعية عمر خيراً من رعية علي ، وكانت رعية علي جزءاً من رعية عمر ، ومع هذا فكلهم يصفون عدله وزهده وسياسته ويعظِّمُونه ، والأمة قرنا بعد قرن تصف عدله وزهده وسياسته ، ولا يُعْرَف أن أحداً طعن في ذلك.
ج6/18
والرافضة لم تطعن في ذلك ، بل لمَّا غَلَتْ في عليٍّ جعلت ذنب عمر كونه تولَّى ، وجعلوا يطلبون له ما يتبين به ظلمه ، فلم يمكنهم ذلك .





أقول : هذا كله من الكلام المكرر الذي يريد به الاستدلال على أن عمر أكثر عدلاً ، بسبب أن جميع الناس رضوا به وسلّموا له بخلاف أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه.
نعم .. يا بن تيمية ، فالناس هم الميزان الذي يوزن به فضل المؤمن!

أما الآيات والأحاديث الصحيحة فتضربُ بها عرض الجدار .. من أجل تقرير ما تحمله من بغضٍ لأمير المؤمنين صلوات الله عليه!!

ثم تعال لتقرأ عباراته الغبية التي يدسها بين أسطره الطويـــــلة ، حتى يجعل له بها بعض المخارج فيما لو حوقق ، أو حوكم ..!!

قال :

اقتباس:وأما علي رضي الله عنه فإن أهل السنة يحبّونه ويتولّونه ، ويشهدون بأنه من الخلفاء الراشدين ، والأئمة المهديين




أقول : نعم أهل السنة يحبونه ويتولونه ، لكن المشكل أن الخوارج تكفره ، والنواصب تبغضه ، لذا فإن فضله لا يصل إلى فضل من تمدحهم الخوارج (الكفار بنص الرسول) ، أو فضل من يثني عليهم النواصب (المنافقين بنص الرسول) و...و...إلخ.
وهذا من أكبر مصاديق الحب لأمير المؤمنين عندك يا بن تيمية.!!!!

قال :

اقتباس:لكن نصف رعيته يطعنون في عدله ؛ فالخوارج يُكفِّرونه ، وغير الخوارج من أهل بيته ، وغير أهل بيته يقولون : إنه لم يَنْصِفَهُم ! ، وشيعة عثمان يقولون : إنه مِمَّنْ ظَلَمَ عثمان !! .
وبالجملة لم يظهر لعلي من العدل ، مع كثرة الرعية وانتشارها ، ما ظهر لعمر ! ولا قريب منه !!.




أقول :
مرحبا يا بن تيمية !!
smile.gif


وقال :

اقتباس:وعمر لم يُوَلِّ أحداً من أقاربه ، وعلي وَلَّى أقاربه ، كما وَلَّى عثمان أقاربه . وعمر مع هذا يخاف أن يكون ظلمهم ، فهو أعدل وأخوف من الله من علي !!. فهذا مما يدل على أنه أفضل من علي !!.



عمر أخوف من الله من علي ؟؟!!!!!
eek.gif
eek.gif


أقول : ثم يأتينا بالقذيفة الأخيرة ، التي هي من أكبر مصاديق النصب الذي يحمله لأمير المؤمنين :

قال :

اقتباس:وعمر - مع رضا رعيته عنه - يخاف أن يكون ظلمهم ، وعلي يشكو من رعيته وَتَظَلُّمِهم ، ويدعو عليهم ويقول : إني أبغضهم ويبغضوني ، وسئمتهم وسئموني ، اللهم فأبدلني بهم خيرا منهم ، وأبدلهم بي شراً مني .
فأيّ الفريقين أحق بالأمـن إن كنتم تعلمون؟؟.




أقول :
عند ابن تيمية
عمر كل رعيته راضية عنه (الصحابة والخوارج وبني أمية وكذا النواصب ...)
ومع ذلك يخاف أن يكون ظلمهم.

بينما علي (الذي تكفره رعيته من الخوارج ، وفيهم من يبغضه ويسبه ويقاتله..) ((نصف الرعية حسب قول ابن تيمية))
وهم من محاربي الله ورسوله ، وفي الدرك الأسفل من النار للأدلة الصحيحة
هؤلاء يطعنون في عدله وغير راضين عنه

وبدل من أن يتوب علي من ظلمه لهممساكين هؤلاء – يتبجّح – والعياذ بالله – بالشكاية منهم.
ugone2far.gif


فابن تيمية يريد أن يقول :
يا علي
redface.gif
تظلمُ رعيتك ، وبدلا من التوبة والإنابة إلى الله من ظلمهم ، تتبجَّح بالشكاية منهم !! وقد ظلمتهم ؟؟!!!!

يا علي : هل أنت بهذا الفعل أأمن من غيرك من عذاب الله ، وهذا فعلك مع رعيتك ؟؟؟؟!!!!
...انتهى قول الناصبي الكبير.

بالله هل يبقى في قلب مؤمن شك في نصب هذا الرجل .!!؟

وهل يبقى في قلب منصف أي شك أيضـــاً ؟؟!!

وسيجمع الله بين هذا الرجل وبين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأمير المؤمنين صلوات الله عليه ، ثم انظروا لمن الفلج!!

قال تعالى :
(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) (الانبياء:18)

اللهم أمتنا على ولاية محمد وآل محمد

والحمد لله رب العالمين

مرآة التواريخ