((طرق حديث الغدير)) في التراث الشيعي

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
حديث الغدير من طرق الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله أجمعين محمد بن عبدالله النبي الأمي الأمين ورحمة الله للعالمين وعلى آل بيته الطاهرين .. وبعد .
فهذا تصنيف جمعتُ فيه روايات خبر حديث الغدير من طرق الشيعة فحسب ، على إنني لم أذكر من الروايات إلا ما اتصل سنده إلى الصحابي سواء عن طريق أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم ، أو عن طريق غيرهم ، فلا أذكر الروايات المروية عن أحد الأئمة الطاهرين التي لم يذكر فيها سنده صراحة إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وإن كنا نعتقد بأن حديث أحدهم هو حديث أبيه ، وحديث أبيه حديث جده ، وهكذا إلى أمير المؤمنين فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
على أننا قد نخل بهذا الشرط أحياناً لفائدة معينة أو نكتة مهمة ، أو لوقوعها – الرواية - في سياق سلسلة روايات مروية بسند واحد ، فألزمنا نقل ما قبلها لبيان السند ، أو ما شاكل ذلك ، ولكن الأصل في هذا التصنيف كما ذكرناه أعلاه . فليُنتبه لهذا .
فعلى بركة الله نبدأ :
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 2 ص 63 :
214 - حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي ، قال : حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي ، [عن أبيه] ، قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : قال رسول الله " ص " : "من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، ويؤخذ بما عمل الجاهلية والإسلام" .

215 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " أنا وهذا - يعني عليا - يوم القيامة كهاتين - وضمَّ بين إصبعيه - وشيعتنا معنا ، ومن أعان مظلومنا كذلك .

216 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي وأهل بيتي .

217 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " الأئمة من ولد الحسين عليه السلام من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله عز وجل ، هم العروة الوثقى ، وهم الوسيلة إلى الله عز وجل .

218 - وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول الله " ص " أنت يا علي وولداي خيرة الله من خلقه .

219 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " خلقت أنا وعلي من نور واحد .
/ صفحة 64 /
220 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمنا يوم القيامة .
221 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " لعلي من أحبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهوديا أو نصرانيا .
222 - وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول الله " ص " في قول الله عز وجل وقفوهم إنهم مسؤولون ( 1 ) قال عن ولاية علي عليه السلام .
223 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " لعلي وفاطمة والحسن والحسين وعليهم السلام والعباس بن عبد المطلب وعقيل : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم .

قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله : ذكر عقيل وعباس غريب في هذا الحديث لم أسمعه إلاَّ عن محمد بن عمر الجعابي في هذا الحديث !!.

224 - وبهذا الإسناد قال : قال علي عليه السلام : قال رسول الله ( ص ) أنت مني وأنا منك .
225 - وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( ص ) يا علي خير البشر لا يشك فيك إلا كافر .
226 - وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( ص ) ما زوجت فاطمة إلا لما أمرني الله بتزويجها .
227 - وبهذا الإسناد : قال رسول الله ( ص ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأعن من أعانه ، وأنصر من نصره ، وأخذل من خذله ، وأخذل عدوه ، وكن ولولده واخلفه فيهم بخير ، وبارك لهم فيما تعطيهم ، وأيدهم بروح القدس ، وأحفظهم حيث توجهوا من الأرض ، واجعل الإمامة فيهم ، وأشكر من أطاعهم ، واهلك عصاهم ، إنك قريب مجيب .

............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 65 :
98 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن - الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع ونحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم ، ثم
/ صفحة 66 /
نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم : إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسؤول عما أرسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته وأنكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربكم ؟
قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت - فجزاك الله عنا أفضل الجزاء - ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إليكم وأن الجنة حق ؟ وأن النار حق ؟ وأن البعث بعد الموت حق ؟
فقالوا : نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني اشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك ، فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه ( 1 ) وهو هذا ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما : ثم : قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، ألا وإني فرطكم ( 2 ) وأنتم واردون علي الحوض ، حوضي غدا وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ( 3 ) فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين ( 4 ) من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟
قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الاكبر فكتاب الله عز وجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأما الثقل الاصغر فهو حليف القرآن ( 5 ) وهو علي بن أبي طالب و
-------------------
( هامش ) * ( 1 ) في بعض النسخ " فعلى مولاه " .
( 2 ) فرطت القوم أفرطهم فرطا : سبقتهم إلى الماء .
( 3 ) بصرى - بالضم والقصر - في موضعين أحدهما بالشام واخرى من قرى بغداد .
( 4 ) قال في القاموس الثقل - محركة - : متاع المسافر وحشمه وكل شئ نفيس مصون ، ومنه الحديث : " انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " .
( 5 ) كل شئ لزم شيئا فلم يفارقه فهو حليفه حتى يقال فلان حليف الجود وفلان حليف - الاكثار ، وفلان حليف الاقلال . وعلى وعترته عليهم السلام حلفاء القرآن يعنى لم يفارقوه . ( * )

/ صفحة 67 /
عترته عليهم السلام ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام .
فقال : صدق أبو الطفيل - رحمه الله - هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه .
وحدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن - أبي عمير .
وحدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير .
وحدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن - أسيد الغفاري بمثل هذا الحديث سواء .
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه - : الأخبار في هذا المعنى كثيرة وقد أخرجتها في كتاب "المعرفة في الفضائل" .

............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 219 :
44 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي الجارود - زياد بن المنذر - عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله منهم أنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، والأشعث بن قيس الكندي ، وخالد بن يزيد البجلي ، ثم أقبل على أنس فقال : يا أنس إن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة ، وأما أنت يا أشعث فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك ( 1 ) ، وأما أنت يا خالد بن يزيد فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية ، وأما أنت يا براء بن عازب فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه .
قال جابر بن عبد الله الأنصاري : والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلى ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره ، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه ، وهو يقول : الحمد الله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فأعذب ، وأما خالد بن يزيد فانه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن ، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) يعنى عينيك . ( * )

/ صفحة 220 /
باب منزله ، فمات ميتة جاهلية . وأما البراء بن عازب فانه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر . ما فيه الأمان من أربع خصال في الدنيا والكلمات الاربع للاخرة
............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 496 :
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال : حدثنا أحمد بن علي الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا جعفر بن - الحسن بن عبيدالله بن موسى العبسي ، عن محمد بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في علي عليه السلام خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا ..
قوله صلى الله عليه واله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي مني كهارون من موسى " .
و قوله صلى الله عليه واله : " علي مني وأنا منه " .
وقوله صلى الله عليه واله " علي مني كنفسي ، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي " .
وقوله صلى الله عليه واله : " حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله " .
وقوله صلى الله عليه واله : " ولي علي ولي الله ، وعدو علي عدو الله " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي حجة الله ، وخليفته على عباده " .
وقوله صلى الله عليه واله : " حب علي إيمان وبغضه كفر " .
وقوله صلى الله عليه واله : " حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي مع الحق والحق معه ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي قسيم الجنة والنار " .
وقوله صلى الله عليه واله : " من فارق عليا فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل " .
وقوله صلى الله عليه واله : " شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة "

............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 572 :
1 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد السناني ، وعلي بن - موسى الدقاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ( 1 ) ، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول : قال : حدثنا سليمان بن حكيم ، عن ثور بن يزيد ، عن مكحول قال : قال أمير المؤمنين علي بن - أبي طالب عليه السلام : لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا وقد شركته فيها وفضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم .
قلت : يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن ؟.
فقال عليه السلام : إن أول منقبة لي : أني لم اشرك بالله طرفة عين ولم أعبد اللات والعزى .
والثانية : أني لم أشرب الخمر قط .
والثالثة أن رسول الله صلى الله عليه وآله استوهبني عن أبي في صبائي وكنت أكيله وشريبه ومونسه و محدثه .
والرابعة : أني أول الناس إيمانا وإسلاما .
والخامسة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " .
والسادسة : أني كنت آخر الناس عهدا برسول الله ودليته في حفرته .
والسابعة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار وسجاني ببرده ، فلما جاء المشركون ظنوني محمدا صلى الله عليه وآله فأيقظوني وقالوا : ما فعل صاحبك ؟ فقلت : ذهب في حاجته فقالوا : لو كان هرب لهرب هذا معه .
وأما الثامنة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب ولم يعلم ذلك أحدا غيري .
وأما التاسعة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : " يا علي إذا حشر الله عز وجل الاولين والآخرين نصب لي منبر فوق منابر النبيين ، ونصب لك منبر فوق منابر الوصيين فترتقي عليه " .
(وأما
-------------------
( هامش ) * ( 1 ) هو والحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب واحد ، وله ترجمة في لسان الميزان ج 2 ص 271 . ( * )

/ صفحة 573 /
العاشرة) : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي لا أعطى في القيامة إلا سألت لك مثله ".
وأما الحادية عشرة : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي أنت أخي وأنا أخوك يدك في يدي حتى تدخل الجنة " .
وأما الثانية عشرة : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي مثلك في أمتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق .
وأما الثالثة عشرة : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله عممني بعمامة نفسه بيده ، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء الله فهزمتهم بإذن الله عز وجل .
وأما الرابعة عشرة : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها فقلت : يا رسول الله بل امسح أنت ، فقال : " يا علي فعلك فعلي " فمسحت عليها يدي فدر علي من لبنها فسقيت رسول الله صلى الله عليه وآله شربة ، ثم أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " إني سألت الله عز وجل أن يبارك في يدك ففعل " .
وأما الخامسة عشرة : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلي وقال : " يا علي لا يلي غسلي غيرك ، ولا يواري عورتي غيرك ، فانه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه ، فقلت له : كيف لي بتقليبك يا رسول الله ؟ فقال : إنك ستعان " فوالله ما أردت أن اقلب عضوا من أعضائه إلا قلب لي .
وأما السادسة عشرة : فاني أردت ان أجرده فنوديت " يا وصي محمد لا تجرده فغسله والقميص عليه " فلا والله الذي أكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة ما رأيت له عورة ، خصني الله بذلك من بين أصحابه .
وأما السابعة عشرة : فان الله عز وجل زوجني فاطمة ، وقد كان خطبها أبو بكر وعمر فزوجني الله من فوق سبع سماواته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هنيئا لك يا علي فان الله عز وجل زوجك فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وهي بضعة مني " فقلت : يا رسول الله أو لست منك ؟ فقال : " بلى يا علي أنت مني وأنا منك كيميني من شمالي ، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة " .
وأما الثامنة عشرة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " لي يا علي أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة ، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق مني مجلسا ، يبسط لي ويبسط لك فأكون في زمرة النبيين وتكون في زمرة الوصيين ، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة ، يحف بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ الله عز وجل من حساب الخلائق " ، وأما التاسعة عشرة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " ستقاتل الناكثين
/ صفحة 574 /
والقاسطين والمارقين ، فمن قاتلك منهم فان لك بكل رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك " ، فقلت : يا رسول الله فمن الناكثون ؟ قال : " طلحة والزبير سيبايعانك بالحجاز وينكثانك بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما فان في قتالهما طهارة لاهل الارض " قلت : فمن القاسطون قال : " معاوية وأصحابه " قلت : فمن المارقون ؟ قال : " أصحاب ذي الثدية وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فاقتلهم فان في قتلهم فرجا لاهل الارض ، وعذابا معجلا عليهم ، وذخرا لك عند الله عز وجل يوم القيامة " .
وأما العشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لي : " مثلك في امتي مثل باب حطة في بني إسرائيل ، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عز وجل .
وأما الحادية والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " أنا مدينة العلم وعلي بابها ولن تدخل المدينة إلا من بابها ، ثم قال : يا علي إنك سترعى ذمتي وتقاتل على سنتي وتخالفك امتي " .
وأما الثانية والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن الله تبارك وتعالى خلق ابني الحسن والحسين من نور ألقاه إليك و إلى فاطمة ، وهما يهتزان كما يهتز القرطان إذا كانا في الاذنين ، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف ، يا علي إن الله عز وجل قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحدا ما خلا النبيين والمرسلين " .
وأما الثالثة والعشرون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني خاتمه في حياته ودرعه ومنطقته وقلدني سيفه وأصحابه كلهم حضور و عمي العباس حاضر ، فخصني الله عز وجل منه بذلك دونهم .
وأما الرابعة والعشرون : فان الله عز وجل أنزل على رسوله " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " فكان لي دينار فبعته عشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله صلى الله عليه وآله اصدق قبل ذلك بذرهم ، ووالله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدي ، فأنزل الله عز وجل : " ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم - الآية " ( 1 ) فهل تكون التوبة إلا من ذنب كان .
أما الخامسة والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " الجنة محرمة على الانبياء حتى أدخلها أنا
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) المجادلة : 13 - 14 . ( * )

/ صفحة 575 /
وهي محرمة على الاوصياء حتى تدخلها أنت يا علي إن الله تبارك وتعالى بشرني فيك ببشرى لم يبشر بها نبيا قبلي بشرني بأنك سيد الاوصياء وأن ابنيك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة يوم القيامة " .
وأما السادسة والعشرون : فان جعفرا أخي الطيار في الجنة مع الملائكة ، المزين بالجناحين من در وياقوت وزبرجد .
و أما السابعة والعشرون : فعمي حمزة سيد الشهداء في الجنة .
وأما الثامنة والعشرون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إن الله تبارك وتعالى وعدني فيك وعدا لن يخلفه ، جعلني نبيا وجعلك وصيا ، وستلقى من امتي من بعدي ما لقى موسى من فرعون ، فاصبر واحتسب حتى تلقاني فاوالي من والاك ، واعادي من عاداك " .
وأما التاسعة والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي أنت صاحب الحوض لا يملكه غيرك ، وسيأتيك قوم فيستسقونك فتقول : لا ولا مثل ذرة ، فينصرفون مسودة وجوههم ، و سترد عليك شيعتي وشيعتك فتقول : رووا رواء مرويين فيروون مبيضة وجوههم " .
وأما الثلاثون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يحشر امتي يوم القيامة على خمس رايات ، فأول راية ترد علي راية فرعون هذه الامة وهو معاوية ، والثانية مع سامري هذه الامة وهو عمرو بن العاص ، والثالثة مع جاثليق هذه الامة وهو أبو موسى الاشعري ، والرابعة مع أبي الاعور السلمي ، وأما الخامسة فمعك يا علي تحتها المؤمنون و أنت إمامهم ، ثم يقول الله تبارك وتعالى للاربعة : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وهم شيعتي ومن والاني وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط ، وباب الرحمة وهم شعيتي فينادي هؤلاء ألم أكن معكم .
قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور . فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأويكم النار هي موليكم وبئس المصير ، ثم ترد امتي وشيعتي فيروون من حوض محمد صلى الله عليه وآله وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الابل .
وأما الحادية والثلاثون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لولا أن يقول فيك الغالون من امتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك
/ صفحة 576 /
يستشفون به " .
وأما الثانية والثلاثون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن الله تبارك وتعالى نصرني بالرعب فسألته أن ينصرك بمثله فجعل لك من ذلك مثل الذي جعل لي " .
وأما الثالثة والثلاثون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله التقم اذني وعلمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، فساق الله عز وجل ذلك إلي على لسان نبيه صلى الله عليه وآله .
وأما الرابعة والثلاثون : فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل الله عز وجل فيه " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ، فكان نفسي نفس رسول الله صلى الله عليه وآله و النساء فاطمة عليها السلام والابناء الحسن والحسين ، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله الاعفاء فأعفاهم والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وآله لو باهلونا لمسخوا قردة وخنازير .
وأما الخامسة والثلاثون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله وجهني يوم بدر فقال : ائتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد فأخذتها ثم شممتها فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين وتلك الحصيات أربع منها كن من الفردوس ، وحصاة من المشرق ، وحصاة من المغرب ، وحصاة من تحت العرش ، مع كل حصاة مائة ألف ملك مددا لنا ، لم يكرم الله عز وجل بهذه الفضلة أحدا قبل ولا بعد .
وأما السادسة والثلاثون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " ويل لقاتلك إنه أشقى من ثمود ومن عاقر الناقة ، وإن عرش الرحمن ليهتز لقتلك ، فأبشر يا علي فانك في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين .
وأما السابعة والثلاثون : فان الله تبارك وتعالى قد خصني من بين أصحاب محمد صلى الله عليه وآله بعلم الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والخاص والعام ، وذلك مما من الله به علي وعلى رسوله ، وقال لي الرسول صلى الله عليه وآله : " يا علي إن الله عز وجل أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، واعلمك ولا أجفوك ، وحق علي أن اطيع ربي ، وحق عليك أن تعي " .
وأما الثامنة والثلاثون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله بعثني بعثا ودعا لي بدعوات واطلعني على ما يجري بعده ، فحزن لذلك بعض أصحابه قال : لو قدر محمد أن يجعل ابن عمه نبيا لجعله فشرفني الله عز وجل بالاطلاع على ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وآله .
وأما التاسعة والثلاثون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
/ صفحة 577 /
يقول : " كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا ، لا يجتمع حبي وحبه إلا في قلب مؤمن ، إن الله عز وجل جعل أهل حبي وحبك يا علي في أول زمرة السابقين إلى الجنة ، وجعل أهل بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من امتي إلى النار " .
وأما الاربعون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله وجهني في بعض الغزوات إلى ركي فإذا ليس فيه ماء ، فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : أفيه طين ؟ قلت : نعم ، فقال : ائتني منه ، فأتيت منه بطين فتكلم فيه ، ثم قال : ألقه في الركي فألقيته ، فإذا الماء قد نبع حتى امتلا جوانب الركي ، فجئت إليه فأخبرته ، فقال لي : وفقت يا علي وببركتك نبع الماء . فهذه المنقبة خاصة بي من دون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله .
وأما الحادية والاربعون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " أبشر يا علي فان جبرئيل أتاني فقال لي : يا محمد إن الله تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك فجعله وصيك والمؤدي عنك " .
وأما الثانية والاربعون : فإني سمعت رسول الله يقول : " أبشر يا علي فإن منزلك في الجنة مواجه منزلي وأنت معي في الرفيق الاعلى في أعلى عليين " ، قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما أعلى عليون ؟ فقال : قبة من درة بيضاء لها سبعون ألف مصراع مسكن لي ولك يا علي .
وأما الثالثة والاربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إن الله عز وجل رسخ حبي في قلوب المؤمنين وكذلك رسخ حبك يا علي في قلوب المؤمنين ، ورسخ بغضي وبغضك في قلوب المنافقين ، فلا يحبك إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلا منافق كافر .
وأما الرابعة والأربعون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لن يبغضك من العرب إلا دعي ، ولا من العجم إلا شقي ، ولا من النساء إلا سلقلقية " ( 1 ) .
وأما الخامسة والأربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله دعاني وأنا رمد العين فتفل في عيني وقال : " اللهم اجعل حرها في بردها وبردها في حرها " ، فوالله ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة ( 2 ) .
وأما السادسة والأربعون : فإن رسول الله
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) السلقلق التى تحيض في دبرها والسلقلقية : الصخابة . ( القاموس ) .
( 2 ) راجع خصائص النسائي ص 38 ومسند ابى داود الطيالسي ج 1 ص 122 . ورياض النضرة ج 2 ص 189 . ( * )

/ صفحة 578 /
صلى الله عليه وآله أمر أصحابه وعمومته بسد الابواب وفتح بأبي بأمر الله عز وجل فليس لاحد منقبة مثل منقبتي .
وأما السابعة والاربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في وصيته بقضاء ديونه وعداته ، فقلت : يا رسول الله قد علمت أنه ليس عندي مال فقال : سيعينك الله ، فما أردت أمرا من قضاء ديونه وعداته إلا يسره الله لي حتى قضيت ديونه وعداته ، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفا وبقي بقية اوصيت الحسن أن يقضيها .
وأما الثامنة والاربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني في منزلي ، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيام فقال : يا علي هل عندك من شئ ؟ فقلت : والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا فاطمة ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئا ، فقالت : خرجت الساعة ، فقلت : يا رسول الله أدخله أنا ؟ فقال : ادخل باسم الله ، فدخلت فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر وجفنة من ثريد فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا علي رأيت الرسول الذي حمل هذا الطعام ؟ فقلت : نعم ، فقال صفه لي ، فقلت : من بين أحمر وأخضر وأصفر ، فقال : تلك خطط جناح جبرئيل عليه السلام مكللة بالدر والياقوت ، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما رأى إلا خدش أيدينا وأصابعنا فخصني الله عز وجل بذلك من بين أصحابه .
وأما التاسعة والاربعون : فإن الله تبارك وتعالى خص نبيه صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصني النبي صلى الله عليه وآله بالوصية فمن أحبني فهو سعيد يحشر في زمرة الانبياء عليهم السلام .
وأما الخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث ببراءة مع أبي بكر فلما مضى أتى جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد لا يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك . فوجهني على ناقته العضباء فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه فخصني الله عز وجل بذلك .
وأما الحادية والخمسون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله أقامني للناس كافة يوم غدير خم ، فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه فبعدا وسحقا للقوم الظالمين " .
وأما الثانية والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " يا علي ألا اعلمك كلمات علمنيهن جبرئيل عليه السلام ؟ فقلت : بلى قال : قل : " يا رازق المقلين ، ويا راحم المساكين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أرحم الراحمين ارحمني وارزقني " .
وأما الثالثة والخمسون : فإن الله تبارك وتعالى لن
/ صفحة 579 /
يذهب بالدنيا حتى يقوم منا القائم ، يقتل مبغضينا ، ولا يقبل الجزية ، ويكسر الصليب والاصنام ، ويضع الحرب أوزارها ، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسوية ، و يعدل في الرعية .
وأما الرابعة والخمسون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي سيلعنك بنو أمية ويرد عليهم ملك بكل لعنة ألف لعنة ، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة .
وأما الخامسة والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : سيفتتن فيك طوائف من امتي فيقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخلف شيئا فبماذا أوصى عليا ؟ أو ليس كتاب ربي أفضل الاشياء بعد الله عز وجل والذي بعثني بالحق لئن لم تجمعه باتقان لم يجمع أبدا " فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة .
وأما السادسة والخمسون : فان الله تبارك وتعالى خصني بما خص به أولياءه وأهل طاعته وجعلني وارث محمد صلى الله عليه وآله فمن ساءه ساءه ومن سره سره وأومأ بيده نحو المدينة .
وأما السابعة والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض الغزوات ففقد الماء فقال لي : يا علي قم إلى هذه الصخرة وقل : أنا رسول رسول الله انفجري لي ماء ، فوالله الذي أكرمه بالنبوة لقد أبلغتها الرسالة فاطلع منها مثل ثدي البقر ، فسال من كل ثدي منها ماء ، فلما رأيت ذلك أسرعت إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال : انطلق يا علي فخذ من الماء وجاء القوم حتى ملؤوا قربهم وأداواتهم وسقوا دوابهم وشربوا وتوضؤوا فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة .
وأما الثامنة والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في بعض غزواته وقد نفد الماء فقال : يا علي ائتني بتور فأتيته به فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور ، فقال : انبع فنبع الماء من بين أصابعنا .
وأما التاسعة والخمسون : فإن رسول الله وجهني إلى خيبر فلما أتيته وجدت الباب مغلقا فزعزعته شديدا فقلعته ورميت به أربعين خطوة ، فدخلت فبرز إلي مرحب فحمل علي وحملت عليه وسقيت الارض من دمه ، وقد كان وجه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين .
وأما الستون : فإني قتلت عمرو بن عبدود ، وكان يعد ألف رجل ( 1 ) .
وأما الحادية والستون : فاني
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) زاد في نسخة من المخطوطة " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في حقي : لضربة على يوم الخندق أفضل من أعمال الثقلين " : وقال عليه السلام " برز الإسلام كله إلى الكفر كله " . ( * )

/ صفحة 580 /
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي مثلك في أمتي مثل " قل هو الله أحد " فمن أحبك بقلبه فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرأ القرآن كله " .
وأما الثانية والستون : فإني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع المواطن و الحروب وكانت رايته معي .
وأما الثالثة والستون : فإني لم أفر من الزحف قط ، ولم يبارزني أحد إلا سقيت الارض من دمه .
وأما الرابعة والستون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله اتي بطير مشوي من الجنة فدعا الله عز وجل أن يدخل عليه أحب خلقه إليه فوفقني الله للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير .
وأما الخامسة والستون : فاني كنت اصلي في المسجد فجاء سائل فسأل وأنا راكع فناولته خاتمي من إصبعي فأنزل الله تبارك وتعالى في " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " .
وأما السادسة والستون : فإن الله تبارك وتعالى رد علي الشمس مرتين ولم يردها على أحد من امة محمد صلى الله عليه وآله غيري .
وأما السابعة والستون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أن ادعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته ولم يطلق ذلك لأحد غيري .
وأما الثامنة والستون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " يا علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين سيد الأنبياء ؟ فأقوم ، ثم ينادي أين سيد الأوصياء ؟ فتقوم ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنة ، ويأتيني مالك بمقاليد النار فيقولان : إن الله جل جلاله أمرنا أن ندفعها إليك ونأمرك أن تدفعها إلى علي بن - أبي طالب ، فتكون يا علي قسيم الجنة والنار .
وأما التاسعة والستون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لولاك ما عرف المنافقون من المؤمنين " .
وأما السبعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله نام ونومني وزوجتي فاطمة وابني الحسن والحسين وألقى علينا عباءة قطوانية فأنزل الله تبارك وتعالى فينا " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وقال جبرئيل عليه السلام : أنا منكم يا محمد ، فكان سادسنا جبرئيل عليه السلام .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 50 :
2 / 2 - حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني - في منزله بالكوفة - ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ، قال : حدثنا أبو جعفر ابن السري ، وأبو نصر بن موسى بن أيوب الخلال ، قال : حدثنا علي بن سعيد ، قال : حدثنا ضمرة بن شوذب ، عن مطر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة ، كتب الله له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقال : يا أيها الناس ، ألست أولى بالمؤمنين ؟
قالوا : نعم يا رسول الله .
قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر : بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عز وجل : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 149 :
146 / 1 - حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، قال : حدثنا أحمد بن علي الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا جعفر بن الحسن ، عن عبيد الله بن موسى العبسي ، عن محمد بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أنه قال : لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في علي خصالا ، لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا :
قوله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني كهارون من موسى .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني وأنا منه .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني كنفسي ، طاعته طاعتي ، ومعصيته معصيتي .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ولي علي ولي الله ، وعدو علي عدو الله .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي حجة الله وخليفته على عباده .
/ صفحة 150 /
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حب علي إيمان ، وبغضه كفر .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حزب علي حزب الله ، وحزب أعدائه حزب الشيطان .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي قسيم الجنة والنار .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : من فارق عليا فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 184 :
المجلس السادس والعشرون بمشهد الرضا ( عليه السلام ) يوم غدير خم ، وهو يوم السبت الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وستين وثلاثمائة .
190 / 1 - حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي الجارود ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم : أنس بن مالك ، والبراء بن عازب الأنصاري ، والأشعث ابن قيس الكندي ، وخالد بن يزيد البجلي ، ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك ، فقال : يا أنس ، إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة . وأما أنت يا أشعث ، فإن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك .
/ صفحة 185 /
وأما أنت يا خالد بن يزيد ، إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية . وأما أنت يا براء بن عازب ، إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه . قال جابر بن عبد الله الأنصاري : والله رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره ، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه ، وهو يقول : الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمي في الدنيا ، ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب . فأما خالد بن يزيد فإنه مات ، فأراد أهله أن يدفنوه ، وحفر له في منزله ، فدفن ، فسمعت بذلك كندة ، فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله ، فمات ميتة جاهلية ، وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن ، فمات بها ، ومنها كان هاجر .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 670 :
898 / 3 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن حفص ، قال : حدثني محمد بن هارون أبو إسحاق الهاشمي المنصوري ، قال : حدثنا القاسم بن الحسين الزبيدي ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، قال : لما كان يوم غدير خم أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مناديا فنادى الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) ، وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
فقال حسان بن ثابت : يا رسول الله ، أقول في علي شعرا ؟
فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : افعل .
فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * * بخم وأكرم بالنبي مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم * * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا وأنت ولينا * * ولن تجدن منا لك اليوم ( 2 ) عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني * * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فقام علي أرمد العين يبتغي * * لعينيه مما يشتكيه مداويا
فداواه خير الناس منه بريقه ( 3 ) * * فبورك مرقيا وبورك راقيا

............................................................
- كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 274 :
25 - حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن - أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكرنا قريشا ( وشرفها ) وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل مثل قوله " الأئمة من قريش " وقوله " الناس تبع لقريش " و " قريش أئمة العرب " وقوله " لا تسبوا قريشا " وقوله " إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم " وقوله " من أبغض قريشا أبغضه الله " . وقوله " من أراد هوان قريش أهانه الله " . وذكروا الأنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله تبارك وتعالى عليهم في كتابه ، وما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل ، و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة وغسيل الملائكة ، فلن يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي : منا فلان وفلان ، وقالت قريش : منا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومنا جعفر ، ومنا حمزة ، ومنا عبيدة بن الحارث ، وزيد بن حارثة ( 1 ) وأبو بكر وعمر وعثمان وسعد وأب وعبيدة وسالم ، وابن عوف ، فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه ، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فمنهم علي بن أبي طالب عليه السلام وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن ابن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وعمار ، والمقداد ، وأبو ذر ، وهاشم بن عتبة ، وابن عمر ، والحسن والحسين عليهما السلام ، وابن عباس ، ومحمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن جعفر .
ومن الأنصار : أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو الهيثم
----------------------
( هامش ) *
( 1 ) زيد بن حارثة لم يكن قرشيا إنما هو مولى . وليس هو تصحيف زيد بن خارجة لأنه أنصاري خزرجي بدري . ( * )

/ صفحة 275 /
ابن التيهان ، ومحمد بن مسلمة ( 1 ) وقيس بن سعد بن عبادة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس ابن مالك ، وزيد بن أرقم ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد ، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه ، معتدل القامة قال : فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل هيئة غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما ، فأكثر القوم في ذلك من بكرة إلى حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ساكت لا ينطق ، لا هو ولا أحد من أهل بيته . فأقبل القوم عليه ، فقالوا : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم ؟ فقال : ما من الحيين إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا ، وأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله عز وجل هذا الفضل ؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أو بغيركم ؟
قالوا : بل أعطانا الله ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا ، قال : صدقتم يا معشر قريش والأنصار ، ألستم تعلمون أن الذي نلتم به من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم ، وأن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام ، ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات لم يلتق واحد ( 2 ) منهم على سفاح قط " ؟ فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد : نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) هو محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش بن خالد الخزرجي الانصاري أحد الثلاثة الذى قتلوا كعب بن الاشرف وهو الذي استخلفه النبي صلى الله عليه وآله في بعض غزواته . وفى بعض النسخ " محمد بن سلمة " وهو نسبة إلى الجد .
( 2 ) في بعض النسخ " لم يلف أحد " . ( * )
 

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
/ صفحة 276 /
ثم قال : أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل فضل في كتابه السابق على المسبوق في غير آية وإني لم يسبقني إلى الله عز وجل وإلى رسوله صلى الله عليه وآله أحد من هذه الامة ؟
قالوا : اللهم نعم .
قال : فأنشدكم الله أتعلمون حيث نزلت " والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار " ( 1 ) و " السابقون السابقون أولئك المقربون " ( 2 ) سئل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : " أنزلها الله تعالى في الأنبياء وأوصيائهم ، فأنا أفضل أنبياء الله ورسله وعلي بن - أبي طالب وصيي أفضل الأوصياء " ؟
قالوا : اللهم نعم . قال : فأنشدكم الله عز وجل أتعلمون حيث نزلت " يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم " ( 3 ) وحيث نزلت " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " ( 4 ) وحيث نزلت " ولم يتخذوا من دون الله ولا رسوله ولا المؤمنين وليجة " ( 5 ) " قال الناس : يا رسول الله أهذه خاصة في بعض المؤمنين أم عامة لجميعهم ؟ فأمر الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وآله أن يعلمهم ولاة أمرهم وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم فنصبني للناس بغدير خم ، ثم خطب فقال : " أيها الناس إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبي ، فأوعدني لابلغنها أو ليعذبني " ثم أمر فنودي الصلاة جامعة ، ثم خطب الناس فقال : أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل مولاي وأنا مولى المؤمنين وأنا أولى بهم من أنفسهم ؟
قالوا : بلى يا رسول الله ، قال : قم يا علي فقمت ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، فقام سلمان الفارسي رضي الله عنه فقال : يا رسول الله ولاؤه كما ذا ؟ فقال عليه السلام ولاؤه كولائي ( 6 ) من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله تبارك وتعالى
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) التوبة : 100 .
( 2 ) الواقعة : 10 .
( 3 ) النساء : 59 .
( 4 ) المائدة : 60 .
( 5 ) التوبة : 16 .
( 6 ) في بعض النسخ " والاه كماذا ؟ فقال : والاه كولائى " . ( * )

/ صفحة 277 /
" اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ( 1 ) فكبر رسول الله صلى الله عليه وآله وقال : الله أكبر بتمام النعمة وكمال نبوتي ودين الله عز وجل وولاية علي بعدي ( 2 ) ، فقام أبو بكر وعمر فقالا : يا رسول الله هذه الآيات خاصة لعلي ؟ قال : بلى فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة ، قالا : يا رسول الله بينهم لنا ، قال : علي أخي ووزيري ووارثي ووصيي وخليفتي في أمتي وولي كل مؤمن بعدي ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد ، القرآن معهم وهم مع القرآن لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي حوضي " ؟
فقالوا كلهم : اللهم نعم قد سمعنا ذلك كله وشهدنا كما قلت سواء ، وقال بعضهم : قد حفظنا جل ما قلت ، ولم نحفظه كله وهؤلاء الذين حفظوا أخيارنا وأفاضلنا ، فقال علي عليه السلام : صدقتم ليس كل الناس يستوون في الحفظ ، أنشدكم الله من حفظ ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله لما قام فأخبر به ؟ فقام زيد ابن أرقم والبراء بن عازب وسلمان وأبو ذر والمقداد وعمار بن ياسر رضي الله عنهم فقالوا : نشهد لقد حفظنا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وهو قائم على المنبر وأنت إلى جنبه وهو يقول : " أيها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إمامكم والقائم فيكم بعدي ووصيي وخليفتي والذي فرض الله عز وجل على المؤمنين في كتابه طاعته فقرنه بطاعته وطاعتي ، فأمركم بولايتي وولايته فإني راجعت ربي عز وجل خشية طعن أهل النفاق وتكذيبهم فأوعدني ربي لابلغنها أو ليعذبني ، أيها الناس إن الله عز وجل أمركم في كتابة بالصلاة فقد بينتها لكم وبالزكاة والصوم والحج فبينتها وفسرتها لكم وأمركم بالولاية وإني اشهدكم أنها لهذا خاصة - ووضع يده على كتف علي بن أبي طالب - ثم لابنيه من بعده ، ثم للاوصياء من بعدهم من ولدهم لا يفارقون القرآن ولا يفارقهم القرآن حتى يردوا علي حوضي أيها الناس قد بينت لكم مفزعكم ( 3 ) بعدي وإمامكم ودليلكم وهاديكم وهو أخي علي ابن أبي طالب وهو فيكم بمنزلتي فيكم فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم فإن
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) المائدة : 3 .
( 2 ) في بعض النسخ " تمام نبوتى وتمام دينى الله عز وجل وولاية على بعدى " .
( 3 ) المفزع : الملجأ . ( * )

/ صفحة 278 /
عنده جميع ما علمني الله تبارك وتعالى وحكمته فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه بعده ، ولا تعلموهم ولا تتقدموهم ولا تخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم لا يزايلونه ولا يزايلهم " ثم جلسوا . فقال سليم : ثم قال عليه السلام : أيها الناس أتعلمون أن الله عز وجل أنزل في كتابه " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ( 1 ) فجمعني و فاطمة وابني حسنا وحسينا ثم ألقى علينا كساء ، قال : " اللهم إن هؤلاء أهل بيتي و لحمتي يؤلمني ما يؤلمهم ويجرحني ما يجرحهم : فأذهب عنهم الرجس وطهرمم تطهيرا " فقالت ام سلمة : وأنا يا رسول الله ؟ فقال : أنت على خير ، إنما انزلت في وفي أخي ( علي ) وفي ابني الحسن والحسين وفي تسعة من ولد ابني الحسين خاصة ، ليس معنا فيها أحد غيرنا " ؟
فقالوا كلهم : نشهد أن ام سلمة حدثتنا بذلك فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فحدثنا كما حدثتنا ام سلمه رضي الله عنها .
ثم قال علي عليه السلام : أنشدكم الله أتعلمون أن الله عز وجل لما أنزل في كتابه : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " ( 2 ) فقال سلمان : يا رسول الله عامة هذه أم خاصة ؟ فقال عليه السلام : " أما المأمورون فعامة المؤمنين امروا بذلك ، وأما الصادقون فخاصة لاخي علي وأوصيائي من بعده إلى يوم القيامة " ؟
قالوا : اللهم نعم ، قال : أنشدكم الله أتعلمون أني قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله في غزوة تبوك : لم خلفتني مع الصبيان والنساء ؟ فقال : " إن المدينة لا تصلح إلا بي أوبك وأنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " ؟
قالوا : اللهم نعم ، قال أنشدكم الله أتعملون أن الله عز وجل أنزل في سورة الحج " يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم و افعلوا الخير لعلكم تفلحون - إلى آخر السورة " ( 3 ) فقام سلمان فقال : يا رسول الله من
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) الأحزاب : 33 .
( 2 ) التوبة : 119 .
( 3 ) الحج : 77 . ( * )

/ صفحة 279 /
هؤلاء الذين أنت عليهم شهيد وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم ؟ قال عليه السلام : عني بذلك ثلاثة عشر رجلا خاصة دون هذه الأمة ، قال سلمان : بينهم لي يا رسول الله ، قال : " أنا وأخي علي وأحد عشر من ولدي " ؟
قالوا : اللهم نعم . قال : أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وآله قام خطيبا لم يخطب بعد ذلك فقال : " أيها الناس إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي فتمسكوا بهما لئلا تضلوا ( 1 ) فإن اللطيف الخبير أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض " فقام عمر بن الخطاب وهو شبه المغضب فقال : يا رسول الله أكل أهل بيتك ؟ فقال : " لا ولكن أوصيائي منهم أولهم أخي ووزيري ووارثي وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن من بعدي ، هو أولهم ، ثم ابني الحسن ، ثم ابني الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحد بعد واحد حتى يردوا علي الحوض ، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه وخزان علمه ومعادن حكمته من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله عز وجل " ؟
فقالوا كلهم : نشهد أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال ذلك ، ثم تمادى بعلي عليه السلام السؤال فما ترك شيئا إلا ناشدهم الله فيه وسألهم عنه حتى أتى على آخر مناقبه وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله ، كل ذلك يصدقونه ويشهدون أنه حق .

............................................................
- معاني الأخبار- الشيخ الصدوق ص 66 :
4 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي ، قال حدثنا محمد بن الحارث أبو بكر الواسطي - من أصل كتابه – ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم ، قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا أبو مريم ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه واله : الله ربي ولا أمارة لي معه ، وأنا رسول ربي ولا أمارة معي ، وعلي [ وليي و ] ولي من كنت وليه ولا أمارة معه . 5 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ الجعابي ، قال : حدثنا محمد بن عبيد الله العسكري قال : حدثنا محمد بن علي بن بسام الحراني - من أصل كتابه - ، قال : حدثنا معلل بن نفيل ، قال : حدثنا أيوب بن سلمة - أخو محمد بن سلمة - ، عن بسام الصيرفي ، عن عطية ، عن أبي سعيد ، قال : قال النبي صلى الله عليه واله : من كنت وليه فعلي وليه ، ومن كنت إمامه فعلي إمامه ، ومن كنت أميره فعلي أميره ، ومن كنت نذيره فعلي نذيره ، ومن كنت هادية فعلي هادية ، ومن كنت وسيلته إلى الله تعالى فعلي وسيلته إلى الله عز وجل ، فالله سبحانه يحكم بينه و بين عدوه .

............................................................
- معاني الأخبار- الشيخ الصدوق ص 67 :
8 - حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال : حدثنا علي بن محمد ابن عنبسة مولى الرشيد قال : حدثنا دارم بن فبيصة قال : حدثنا نعيم بن سالم قال : سمعت أنس بن مالك يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول : يوم غدير خم وهو آخذ بيد علي عليه السلام : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟
قالوا : بلى . قال : فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .

............................................................
- معاني الأخبار- الشيخ الصدوق ص 67 :
قال أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين مصنف هذا الكتاب - رضي الله عنه - : نحن نستدل على أن النبي صلى الله عليه واله قد نص على علي بن أبي طالب ، واستخلفه ، وأوجب فرض طاعته على الخلق بالأخبار الصحيحة .
وهي قسمان :
قسم قد جامعنا عليه خصومنا في نقله وخالفونا في تأويله .
وقسم قد خالفونا في نقله .
فالذي يجب علينا في ما وافقونا في نقله . أن نريهم بتقسيم الكلام ورده إلى مشهور اللغات والاستعمال المعروف أن معناه هو ما ذهبنا إليه من النص والاستخلاف دون ما ذهبوا هم إليه من خلاف ذلك ، والذي يجب علينا فيما خالفونا في نقله أن نبين أنه ورد ورودا يقطع مثله العذر ، وأنه نظير ما قد قبلوه وقطع عذرهم واحتجوا به على مخاليفهم من الأخبار التي تفردوا هم بنقلها دون مخالفيهم وجعلوها مع ذلك قاطعة للعذر وحجة على من خالفهم .
فنقول وبالله نستعين : إنا ومخالفينا قد روينا عن النبي صلى الله عليه واله أنه قام يوم غدير خم وقد جمع المسلمين فقال : أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟
فقالوا : اللهم بلى . قال : فمن كنت مولاه
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الصافات : 24 يعنى احبسوهم في الموقف . ( * )

/ صفحة 68 /
فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
ثم نظرنا في معنى قول النبي صلى الله عليه واله : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " .
ثم [ في ] معنى قوله : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " .
فوجدنا ذلك ينقسم في اللغة على وجوه لا يعلم في اللغة غيرها ، أنا ذاكرها إن شاء الله .
ونظرنا فيما يجمع له النبي صلى الله عليه واله الناس ويخطب به ويعظم الشأن فيه فإذا هو شئ لا يجوز أن يكونوا علموه فكرره عليهم ، ولا شئ لا يفيدهم بالقول فيه معنى لان ذلك في صفة العابث والعبث عن رسول الله صلى الله عليه واله منفي فنرجع إلى ما يحتمله لفظة المولى في اللغة . يحتمل أن يكون المولى مالك الرق كما يملك المولى عبيده وله أن يبيعه ويهبه ، ويحتمل أن يكون المولى المعتق من الرق ، ويحتمل أن يكون المولى المعتق وهذه الاوجه الثلاثة مشهورة عند الخاصة والعامة فهي ساقطة في قول النبي صلى الله عليه واله لأنه لا يجوز أن يكون عنى بقوله : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " واحدة منها لأنه لا يملك بيع المسلمين ولاعتقهم من رق العبودية ولا أعتقوه عليه السلام ويحتمل أيضا أن يكون المولى ابن العم ، قال الشاعر : مهلا بني عمنا مهلا موالينا * لم تظهرون لنا ما كان مدفونا ( 1 ) ويحتمل أن يكون المولى العاقبة ، قال الله عز وجل : " مأويكم النار هي موليكم " ( 2 ) أي عاقبتكم وما يؤول بكم الحال إليه ، ويحتمل أن يكون المولى لما يلي الشئ مثل خلفه وقدامه ، قال الشاعر :
فغدت ، كلا الفرجين تحسب أنه * مولى المخافة خلفها وأمامها
ولم نجد أيضا شيئا من هذه الاوجه يجوز أن يكون النبي صلى الله عليه واله عناه بقوله : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " لأنه لا يجوز أن يقول : من كنت ابن عمه فعلي ابن عمه لان ذلك معروف معلوم وتكريره على المسلمين عبث بلا فائدة . وليس يجوز أن يعني به عاقبة أمرهم ولا خلف ولا قدام لأنه لا معنى له ولا فائدة . ووجدنا اللغة تجيز أن يقول الرجل : " فلان مولاي " إذا كان مالك طاعته ، فكان هذا هو المعنى الذي عناه النبي صلى الله عليه واله
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) في لسان العرب : مهلا بنى عمنا مهلا موالينا * امشوا رويدا كما كنتم تكونونا
( 2 ) الحديد : 14 . ( * )

/ صفحة 69 /
بقوله : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " لان الاقسام التي تحتملها اللغة لم يجز أن يعنيها بما بيناه ولم يبق قسم غير هذا فوجب أن يكون هو الذي عناه بقوله صلى الله عليه واله : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " ومما يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه واله : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ثم قال : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " فدل ذلك على أن معنى " مولاه " هو أنه أولى بهم من أنفسهم لان المشهور في اللغة والعرف أن الرجل إذا قال لرجل : إنك أولى بي من نفسي ، فقد جعله مطاعا آمرا ( 1 ) عليه ولا يجوز أن يعصيه . وإنا لو أخذنا بيعة على رجل وأقر بأنا أولى به من نفسه لم يكن له أن يخالفنا في شئ مما نأمره به لأنه إن خالفنا بطل معنى إقراره بأنا أولى به من نفسه ، ولان العرب أيضا إذا أمر منهم إنسان إنسانا بشئ وأخذه بالعمل به وكان له أن يعصيه فعصاه قال له : يا هذا أنا أولى بنفسي منك ، إن لي أن أفعل بها ما اريد ، وليس ذلك لك مني . فإذا كان قول الانسان : " أنا أولى بنفسي منك " يوجب له أن يفعل بنفسه ما يشاء إذا كان في الحقيقة أولى بنفسه من غيره ، وجب لمن هو أولى بنفسه منه أن يفعل به ما يشاء ولا يكون له أن يخالفه ولا يعصيه إذا كان ذلك كذلك . ثم قال النبي صلى الله عليه واله : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم . فأقروا له عليه السلام بذلك ثم قال متبعا لقوله الاول بلا فصل : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " فقد علم أن قوله " مولاه " عبارة عن المعنى الذي أقروا له بأنه أولى بهم من أنفسهم ، فإذا كان إنما عنى بقوله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " أي أولى به فقد جعل ذلك لعلي بن أبي طالب عليه السلام بقوله : " فعلي مولاه " لأنه لا يصلح أن يكون عنى بقوله : " فعلي مولاه " قسما من الأقسام التي أحلنا أن يكون النبي صلى الله عليه واله عناها في نفسه ، لان الأقسام هي أن يكون مالك رق ، أو معتقا ، أو ابن عم ، أو عاقبة ، أو خلفا ، أو قداما . فإذا لم يكن لهذه الوجوه فيه صلى الله عليه واله معنى لم يكن لها في علي عليه السلام أيضا معنى ، وبقي ملك الطاعة ، فثبت أنه عناه ، وإذا وجب ملك طاعة المسلمين لعلي عليه السلام فهو معنى الإمامة لان الإمامة إنما هي مشتقة من الايتمام بالانسان والايتمام هو الاتباع والاقتداء والعمل بعمله والقول بقوله ، وأصل ذلك في اللغة سهم يكون مثالا يعمل عليه السهام ، ويتبع بصنعه صنعها و
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) في بعض النسخ [ أميرا ] . ( * )

/ صفحة 70 /
بمقداره مقدارها . فإذا وجبت طاعة علي عليه السلام على الخلق استحق معنى الإمامة .
فإن قالوا : إن النبي صلى الله عليه واله إنما جعل لعلي عليه السلام بهذا القول فضيلة شريفة و إنها ليست الإمامة .
قيل لهم : هذا في أول تأدي الخبر إلينا قد كانت النفوس تذهب إليه ، فأما تقسيم الكلام وتبيين ما يحتمله وجوه لفظة " المولى " في اللغة حتى يحصل المعنى الذي جعله لعلي عليه السلام بها فلا يجوز ذلك ، لانا قد رأينا أن اللغة تجيز في لفظة " المولى " وجوها كلها لم يعنها النبي صلى الله عليه واله بقوله في نفسه ولا في علي عليه السلام وبقي معنى واحد ، فوجب أنه الذي عناه في نفسه وفى علي عليه السلام وهو ملك الطاعة .
فإن قالوا : فلعله قد عنى معنى لم نعرفه لانا لانحيط باللغة .
قيل لهم : ولو جاز ذلك لجاز لنا في كل ما نقل عن النبي صلى الله عليه واله وكل ما في القرآن أن نقول لعله عنى به ما لم يستعمل في اللغة وتشكل ( 1 ) فيه وذلك تعليل وخروج عن التفهم ونظير قول النبي صلى الله عليه واله : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " فلما أقروا له بذلك قال : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " قول رجل لجماعة : أليس هذا المتاع بيني وبينكم نبيعه والربح بيننا نصفان والوضيعة ( 2 ) كذلك ؟
فقالوا له : نعم .
قال : فمن كنت شريكه فزيد شريكه .
فقد أعلم أن ما عناه بقوله : " فمن كنت شريكه " [ أنه ] إنما عنى به المعنى الذي قررهم ( 3 ) به بدءا من بيع المتاع واقتسام الربح والوضيعة ، ثم جعل ذلك المعنى الذي هو الشركة لزيد بقوله : " فزيد شريكه " . وكذلك قول النبي صلى الله عليه واله : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " وإقرارهم له بذلك ثم قوله صلى الله عليه واله : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " إنما هو إعلام أنه عنى بقول ، المعنى الذي أقروا به بدءا وكذلك جعله لعلي عليه السلام بقوله : " فعلي مولاه " كما جعل ذلك الرجل الشركة لزيد بقوله : " فزيد شريكه " ولا فرق في ذلك .
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) في بعض النسخ [ يشكل ] وفى بعضها [ نشكك ] وهو الاظهر . ( م )
( 2 ) وضع - بكسر الضاد - بالبناء للفاعل والمفعول - ضعة - بكسر الضاد وفتحها - ووضعية : خسر في تجارته . ( م )
( 3 ) قرره بالامر : جعله يعترف به . ( * )

/ صفحة 71 /
فإن ادعى مدع أنه يجوز في اللغة غير ما بيناه فليأت به ولن يجده . فإن اعترض ( 1 ) بما يدعونه من خبر زيد بن حارثة وغيره من الاخبار التي يختصون بها لم يكن ذلك لهم لانهم راموا أن يخصوا معنى خبر ورد بإجماع بخبر رووه دوننا ، وهذا ظلم لان لنا أخبار كثيرة تؤكد معنى " من كنت مولاه فعلي مولاه " وتدل على أنه إنما استخلفه بذلك وفرض طاعته ، هكذا نروي نصا في هذا الخبر عن النبي صلى الله عليه واله وعن علي عليه السلام فيكون خبرنا المخصوص بإزاء خبرهم المخصوص ويبقى الخبر على عمومه نحتج به نحن وهم بما توجبه اللغة والاستعمال فيها وتقسيم الكلام ورده إلى الصحيح منه ، ولا يكون لخصومنا من الخبر المجمع عليه ولا من دلالته مالنا ، وبإزاء ما يروونه من خبر زيد ابن حارثة أخبار قد جاءت على ألسنتهم شهدت بأن زيدا اصيب في غزوة مؤته مع جعفر بن أبي طالب عليه السلام وذلك قبل يوم غدير خم بمدة طويلة لان يوم الغدير كان بعد حجة الوداع ولم يبق النبي صلى الله عليه واله بعده إلا أقل من ثلاثة أشهر ، فإذا كان بإزاء خبركم في زيد ما قد رويتموه في نقضة لم يكن ذلك لكم حجة على الخبر المجمع عليه ، ولو أن زيد كان حاضرا قول النبي صلى الله عليه واله يوم الغدير لم يكن حضوره بحجة لكم أيضا لان جميع العرب عالمون بأن مولى النبي صلى الله عليه واله مولى أهل بيته وبني عمه [ و ] مشهور ذلك في لغتهم وتعارفهم فلم يكن لقول النبي صلى الله عليه واله للناس : اعرفوا ما قد عرفتموه وشهر بينكم لأنه لو جاز ذلك لجاز أن يقول قائل : ابن أخي أب النبي ليس بابن عمه . فيقوم النبي فيقول : فمن كان ابن أخي أبي فهو ابن عمي . وذلك فاسد لأنه عيب وما يفعله إلا اللاعب السفيه ، وذلك منفي عن النبي صلى الله عليه واله .
فإن قال قائل : إن لنا أن نروي في كل خبر نقلته فرقتنا ما يدل على معنى " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
قيل له : هذا غلط في النظر لان عليك أن تروي من أخبارنا أيضا ما يدل على معنى الخبر مثل ما جعلته لنفسك في ذلك فيكون خبرنا الذي نختص ( 2 ) به مقاوما لخبرك
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) في بعض النسخ [ اعترضوا ] .
( 2 ) في بعض النسخ [ نخص ] . ( * )

/ صفحة 72 /
الذي يختص به ويبقى " من كنت مولاه فعلي مولاه " من حيث أجمعنا على نقله حجة لنا عليكم موجبا ما أوجبناه به من الدلالة على النص وهذا كلام لا زيادة فيه .
فإن قال قائل : فهلا أفصح النبي صلى الله عليه واله باستخلاف علي عليه السلام إن كان كما تقولون وما الذي دعاه إلى أن يقول فيه قولا يحتاج فيه إلى تأويل وتقع فيه المجادلة .
قيل له : لو لزم أن يكون الخبر باطلا أو لم يرد به النبي صلى الله عليه واله المعنى الذي هو الاستخلاف وإيجاب فرض الطاعة لعلي عليه السلام لأنه يحتمل التأويل ، أو لان غيره عندك أبين وأفصح عن المعنى للزمك إن كنت معتزليا أن الله عز وجل لم يرد بقوله في كتابه : " لا تدركه الأبصار " ( 1 ) أي لا يرى لان قولك " لا يرى " يحتمل التأويل ، وإن الله عز وجل لم يرد بقوله كتابه : " والله خلقكم وما تعملون ( 2 ) " أنه خلق الأجسام التي تعمل فيها العباد دون أفعالهم فإنه لو أراد ذلك لأوضحه بأن يقول قولا لا يقع فيه التأويل وأن يكون الله عز وجل لم يرد بقوله : " ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم " ( 3 ) أن كل قاتل للمؤمن ففي جهنم ، كانت معه أعمال صالحة أم لا ، لأنه لم يبين ذلك بقول لا يحتمل التأويل . وإن كنت أشعريا ( 4 ) لزمك ما لزم المعتزلة بما ذكرناه كله لأنه لم يبين ذلك بلفظ يفصح عن معناه الذي هو عندك بالحق ، وإن كان من أصحاب الحديث قيل له : يلزمك أن لا يكون قال النبي صلى الله عليه واله : " إنكم ترون ربكم كما ترون القمر في ليلة البدر لا تضامون ( 5 ) في رؤيته " لأنه قال قولا يحتمل التأويل ولم يفصح به ، وهو لا يقول : ترونه بعيونكم لا بقلوبكم . ولما كان هذا الخبر يحتمل التأويل ولم يكن مفصحا علمنا أن النبي صلى الله عليه واله لم يعن به الرؤية التي ادعيتموها وهذا اختلاط شديد لان أكثر [ ال‍ ] كلام في القرآن وأخبار النبي صلى الله عليه واله بلسان عربي ومخاطبة لقوم فصحاء على أحوال تدل على مراد النبي صلى الله عليه واله .
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) الانعام : 107 .
( 2 ) الصافات : 94 .
( 3 ) النساء : 95 .
( 4 ) في بعض النسخ [ بخاريا ] وفى بعضها [ مجازيا ] .
( 5 ) هو بالبناء للمفعول أي لا تقهرون وفى بعض النسخ [ لا تضاهون ] . ( * )

/ صفحة 73 /
وربما وكل علم المعنى إلى العقول أن يتأمل الكلام . ولا أعلم عبارة عن معنى فرض الطاعة أوكد من قول النبي صلى الله عليه واله : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟ ثم قوله : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " لأنه كلام مرتب ( 1 ) على إقرار المسلمين للنبي صلى الله عليه واله يعني الطاعة وأنه أولى بهم من أنفسهم ثم قال صلى الله عليه واله : " فمن كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه " لان معنى " فمن كنت مولاه " هو فمن كنت أولى به من نفسه لانها عبارة عن ذلك بعينه ، إذ كان لا يجوز في اللغة غير ذلك ، ألا ترى أن قائلا لو قال لجماعة : أليس هذا المتاع بيننا نبيعه ونقتسم ( 3 ) الربح والوضيعة فيه ؟
فقالوا له : نعم .
فقال : " فمن كنت شريكه فزيد شريكه " كان كلاما صحيحا والعلة في ذلك أن الشركة هي عبارة عن معنى قول القائل : " هذا المتاع بيننا نقتسم ( 2 ) الربح والوضيعة " فلذلك صح بعد قول القائل : " فمن كنت شريكه فزيد شريكه " وكذلك [ هنا ] صح ( 3 ) بعد قول النبي صلى الله عليه واله : " ألست أولى بكم من أنفسكم [ فمن كنت مولاه فعلي مولاه " ] لان مولاه عبارة عن قوله : " ألست أولى بكم من أنفسكم " وإلا فمتى لم تكن اللفظة التي جاءت مع الفاء الاولى عبارة عن المعنى الاول لم يكن الكلام منتظما أبدا ولا مفهوما ولا صوابا بل يكون داخلا في الهذيان ، ومن أضاف ذلك إلى رسول صلى الله عليه واله كفر بالله العظيم ، وإذا كانت لفظة " فمن كنت مولاه " تدل على من كنت أولى به من نفسه على ما أرينا وقد جعلها بعينها لعلي عليه السلام قد جعل أن يكون علي عليه السلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم وذلك هو الطاعة لعلي عليه السلام كما بيناه بدءا . ومما يزيد ذلك بيانا أن قوله عليه السلام : " فمن كنت مولاه فعلي مولاه " لو كان لم يرد بهذا أنه أولى بكم من أنفسكم جاز أن يكون لم يرد بقوله صلى الله عليه واله : " فمن كنت مولاه " أي من كنت أولى [ به ] من نفسه وإن جاز ذلك لزم الكلام الذي من قبل هذا من أنه يكون كلاما مختلطا فاسدا غير منتظم ولا مفهم معنى ولا مما يلفظ به حكيم ولا عاقل ، فقد لزم بما مر من كلامنا وبينا أن معنى قول النبي صلى الله عليه واله : " ألست أولى بكم من أنفسكم " أنه
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في بعض النسخ [ مترتب ] .
( 2 ) في بعض النسخ [ نقسم ] .
( 3 ) في بعض النسخ [ وكذلك ماصح ] وهو الاصح وفى بعض النسخ [ فلذلك صح ] . ( * )

/ صفحة 74 /
يملك طاعتهم ، ، ولزم أن قوله : " فمن كنت مولاه " إنما أراد به : فمن كنت أملك طاعته فعلي يملك طاعته بقوله : " فعلي مولاه " . وهذا واضح ، والحمد لله على معونته وتوفيقه . (انتهى)

((القسم الثاني))

- المجازات النبوية- الشريف الرضي ص 216 :
176 - ومن ذلك قوله عليه الصلاة والسلام في الكلام الذي تكلم به يوم الغدير ( 1 ) : " وأسئلكم عن ثقلي ( 2 ) كيف خلفتموني فيهما .
فقيل له : وما الثقلان يا رسول الله ؟!.
فقال : الأكبر منهما ، كتاب الله سبب ( 3 ) ، طرف منه بيد الله ، وطرف بأيديكم " .
هذه رواية زيد بن أرقم .
وفى رواية أبى سعيد الخدري : " حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، والأصغر منهما عترتي أهل بيتى ، إنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض " .
وفى رواية أخرى : " حبلان ممدودان من السماء إلى الأرض " ، فإن الكلام يعود على الثقلين . وهذه استعارة ، لأنه عليه الصلاة والسلام شبه كتاب الله بالحبل الممدود بين الله وبين خلقه ، يعصم منهم من اعتصم به ، ويستنقذ من المهاوي والمعاطب من اعتلق بطرفه ، وليس هناك يد على الحقيقة تعصم المتعلق بها ، وتستشيل ( 4 ) المتورط ، وإنما ذلك على التمثيل
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) يوم الغدير : يوم خطب فيه النبي صلى الله عليه وسلم خطبة ذكر فيها فضل آله بيته ومنهم الإمام على كرم الله وجهه .
( 2 ) ثقلى : تثنية ثقل : بفتح الثاء والقاف وهو الشئ النفيس . والثقلان اللذين سيسأل النبي صلى الله عليه وسلم الناس عنها ، هما : القرآن وآل بيته وعترته وقد ورد في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم " إنى تارك فيكم ثقلين كتاب الله وعترتي " .
( 3 ) سبب : حبل
( 4 ) أي ترفعه إلى أعلى من ورطته ، والورطة : الارض المنخفضة والبئر ، والهلكة ، والمتورط : الواقع في الورطة . ( * )

/ صفحة 217 /
والتشبيه ، لان المستنقذ من الورطة ، والمنهض من السقطة في الأكثر إنما يجتذب بيده ، ويستعين بسببه ، فأخرج عليه الصلاة والسلام كلامه على العرف المعروف والأمر المعهود . ومن روى حبلان ممدودان وأراد بأحد الحبلين العترة ، فالمعنى أنه عليه الصلاة والسلام أقام عترته مقام الحبل الممدود الذي يكون عصمة المستعصم ، ونجاة المستسلم ، كما قلنا في القرآن .
وهذا الخبر بتمامه هو خبر يوم الغدير الذي يقول فيه صلى الله عليه وآله : من كنت مولاه فعلى مولاه . اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره .
وقد رواه من مشهوري الصحابة عشرة ، أولهم أمير المؤمنين عليه السلام وهو الصادق المصدق ، وزيد بن أرقم ، وحذيفة بن أسيد ، والبراء بن عازب ، وسعد بن أبى وقاص ، وأبو هريرة ، وجابر بن عبد الله ، وأبو أيوب خالد بن زيد ، وأنس بن مالك ، وبريدة بن الحصيب الاسلمي .
فأما زيد بن أرقم ، وبريدة بن الحصيب ، فقد روى عنهما في هذا الخبر : " من كنت وليه فعلى وليه " ، ووافقهما ابن عباس على ذلك .
وأخبرنا بهذه الرواية خاصة - وهى أشهر الروايات - أبو عبيد الله محمد بن عمران المرزباني ، قال : أخبرنا إبراهيم بن محمد ابن عرفة الواسطي ، قال : حدثنا عبيد الله بن جرير بن جبلة ، قال : حدثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : حدثنا نوح بن قيس ، قال : حدثنا الوليد ( م - 14 )
/ صفحة 218 /
ابن صبيح ، عن ابن امرأة زيد بن أرقم ، عن زيد بن أرقم .
أخبرنا بذلك أبو عبيد الله المرزباني في جملة ما أخبرنا به من رواياته ومصنفاته .
وعلى هذه الرواية تخرج اللفظة من الاحتمال ، وتكون أقرب إلى المعنى المراد ، لان ولى النبي صلى الله عليه وسلم أولى به من غيره ، وأحق بالاستيلاء عليه من كل من لم يضرب فيه بمثل حقه . وقد روى عمران بن حصين عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال : " على وليّ كل مؤمن بعدى " . وفى هذا الخبر تصريح بأنه من بعده ولى الأمر وواليه ، والقائم مقامه فيه ، كما قال الكميت ابن زيد في ذلك :
ونعم وليّ الأمر بعد وليه * ومنتجع التقوى ونعم المؤدب
والكلام في هذا المعنى يطول ، وليس كتابنا هذا من مظان استقصائه ، ومواضع استيفائه .

............................................................
- وسائل الشيعة (آل البيت ) - الحر العاملي ج 9 ص 479 :
[ 12538 ] 5 - العياشي في ( تفسيره ) عن خالد بن بريد ، عن معمر المكي ، عن إسحاق ابن عبد الله بن محمد بن علي بن الحسين ( عليهم السلام ) ، عن الحسن بن زيد ، عن أبيه زيد بن الحسن ، عن جده ( عليه السلام ) قال : سمعت عمار بن ياسر يقول : وقف لعلي بن أبي طالب ( عليه السلام ) سائل وهو راكع في صلاة تطوع فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأعلمه بذلك ، فنزلت على النبي صلى الله عليه وآله هذه الآية ( إنما وليكم الله ورسوله - إلى قوله - وهم راكعون ) ( 1 ) فقرأها علينا ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه . (انتهى)

- كتاب سليم بن قيس- تحقيق محمد باقر الأنصاري ص 355 :
(غدير خم - أبو سعيد الخدري يروي بيعة الغدير )
أبان بن أبي عياش عن سليم ، قال : سمعت أبا سعيد الخدري يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وآله دعا الناس بغدير خم ، فأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك فقم ، وكان ذلك يوم الخميس . ثم دعا الناس إليه وأخذ بضبع علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعها حتى نظرت إلى بياض إبط رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ) . قال أبو سعيد : فلم ينزل عن المنبر حتى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) . ( 1 ) فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : الله أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة ورضى الرب برسالتي وبولاية علي من بعدي .
شعر حسان في غدير خم بشهادة رسول الله صلى الله عليه وآله
فقال حسان بن ثابت : يا رسول الله ، ائذن لي لأقول في علي عليه السلام أبياتا ؟.
فقال صلى الله عليه وآله : قل على بركة الله .
فقال حسان : يا مشيخة قريش ، اسمعوا قولي بشهادة من رسول الله . ثم أنشأ يقول :
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) . سورة المائدة : الآية 3 . ( * )

/ صفحة 356 /
ألم تعلموا أن النبي محمداً ... لدى دوح خم حين قام مناديا
وقد جاء جبريل من عند ربه ... بأنك معصوم فلا تك وانيا
وبلغهم ما أنزل الله ربهم وإن ... أنت لم تفعل وحاذرت باغيا
عليك فما بلغتهم عن إلههم ... رسالته إن كنت تخشى الأعاديا
فقام به إذ ذاك رافع كفه ... بيمنى يديه معلن الصوت عاليا
فقال لهم : من كنت مولاه منكم ... وكان لقولي حافظا ليس ناسيا
فمولاه من بعدي علي وإنني به ... لكم دون البرية راضيا
فيا رب من والى عليا فواله ... وكن للذي عادى عليا معاديا
ويا رب فانصر ناصريه لنصرهم ... إمام الهدى كالبدر يجلو الدياجيا
ويا رب فاخذل خاذليه وكن لهم ... إذا وقفوا يوم الحساب مكافيا

............................................................
- كتاب سليم بن قيس- تحقيق محمد باقر الأنصاري ص 361 :
1-احتجاجات عبد الله بن جعفر على معاوية :
أبان ، عن سليم ، قال : حدثني عبد الله بن جعفر بن أبي طالب قال : كنت عند معاوية ومعنا الحسن والحسين وعنده عبد الله بن العباس والفضل بن العباس . فالتفت إلي معاوية فقال : يا عبد الله بن جعفر ، ما أشد تعظيمك للحسن والحسين والله ما هما بخير منك ولا أبوهما خير من أبيك ، ولو لا أن فاطمة بنت رسول الله أمهما لقلت : ما أمك أسماء بنت عميس دونها فغضبت من مقالته وأخذني ما لم أملك معه نفسي ، فقلت : والله إنك لقليل المعرفة بهما وبأبيهما وبأمهما . بل والله لهما خير مني ولأبوهما خير من أبي ولامهما خير من أمي . يا معاوية ، إنك لغافل عما سمعته أنا من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول فيهما وفي أبيهما وفي أمهما ، قد حفظته ووعيته ورويته .
قال معاوية : هات ما سمعت - وفي مجلسه الحسن والحسين وعبد الله بن عباس والفضل بن عباس وابن أبي لهب - فو الله ما أنت بكذاب ولا متهم .
فقلت : إنه أعظم مما في نفسك .
قال : وإن كان أعظم من احد وحراء جميعا ، فلست أبالي إذا لم يكن في المجلس أحد من أهل الشام وإذ قتل الله صاحبك وفرق جمعكم وصار الأمر في أهله ومعدنه فحدثنا فإنا لا نبالي ما قلتم ولا ما ادعيتم .
/ صفحة 362 /
(بنو أمية الشجرة الملعونة في القرآن)
قلت : سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله - وقد سئل عن هذه الآية : ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ) ( 1 ) - فقال : ( إني رأيت اثني عشر رجلا من أئمة الضلالة يصعدون منبري وينزلون ، يردون أمتي على أدبارهم القهقرى . فيهم رجلان من حيين من قريش مختلفين تيم وعدي ، وثلاثة من بني أمية ، وسبعة من ولد الحكم بن أبي العاص ) .
وسمعته يقول : ( إن بني أبي العاص إذا بلغوا ثلاثين رجلا جعلوا كتاب الله دخلا وعباد الله خولا ومال الله دولا ) .
(نص رسول الله صلى الله عليه وآله على الأئمة الاثني عشر عليهم السلام)
يا معاوية ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول - وهو على المنبر وأنا بين يديه وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد وسعد بن أبي وقاص وسلمان الفارسي وأبو ذر والمقداد والزبير بن العوام - وهو يقول : ( ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) ؟
فقلنا : بلى ، يارسول الله .
قال : ( أليس أزواجي أمهاتكم ) ؟
قلنا : بلى ، يا رسول الله .
قال : ( من كنت مولاه فعلي مولاه - وضرب بيديه على منكب علي عليه السلام - اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ) . ( أيها الناس ، أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ليس لهم معي أمر . وعلي من بعدي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، ليس لهم معه أمر . ثم ابني الحسن من بعد أبيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر . ثم ابني الحسين من بعد أخيه أولى بالمؤمنين من أنفسهم ليس لهم معه أمر ) . إخبار رسول الله صلى الله عليه وآله عن شهادة نفسه والأئمة عليهم السلام ثم عاد صلى الله عليه وآله فقال : ( أيها الناس ، إذا أنا استشهدت فعلي أولى بكم من أنفسكم ، فإذا استشهد علي فابني الحسن أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فإذا استشهد ابني الحسن
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) . سورة الأسراء : الآية 60 . ( * )

/ صفحة 363 /
فابني الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، فإذا استشهد ابني الحسين فابني علي بن الحسين أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس لهم معه أمر ) . ثم أقبل على علي عليه السلام فقال : ( يا علي ، إنك ستدركه فاقرأه عني السلام . فإذا استشهد فابنه محمد أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ، وستدركه أنت يا حسين فاقرأه مني السلام . ثم يكون في عقب محمد رجال واحد بعد واحد وليس لهم معهم أمر ) . ثم أعادها ثلاثا ثم قال : ( وليس منهم أحد إلا وهو أولى بالمؤمنين منهم بأنفسهم ليس معه أمر ، كلهم هادون مهتدون تسعة من ولد الحسين ) . فقام إليه علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يبكي ، فقال : بأبي أنت وأمي يا نبي الله ، أتقتل ؟ قال : ( نعم ، أهلك شهيدا بالسم ، وتقتل أنت بالسيف وتخضب لحيتك من دم رأسك ، ويقتل ابني الحسن بالسم ، ويقتل ابني الحسين بالسيف ، يقتله طاغي بن طاغي ، دعي بن دعي ، منافق بن منافق .
(هلاك أبي بكر وعمر وعثمان بتقرير معاوية)
فقال معاوية : يابن جعفر ، لقد تكلمت بعظيم ولئن كان ما تقول حقا لقد هلكت وهلك الثلاثة قبلي وجميع من تولاهم من هذه الأمة ، ولقد هلكت أمة محمد وأصحاب محمد من المهاجرين والأنصار غيركم أهل البيت وأوليائكم وأنصاركم .
فقلت : والله إن الذي قلت حق سمعته من رسول الله صلى الله عليه وآله .
فقال معاوية : يا حسن ويا حسين ويابن عباس ، ما يقول ابن جعفر ؟
فقال ابن عباس : إن لا تؤمن بالذي قال فأرسل إلى الذين سماهم فاسألهم عن ذلك . فأرسل معاوية إلى عمر بن أبي سلمة وإلى أسامة بن زيد فسألهما ، فشهدا أن الذي قال عبد الله بن جعفر قد سمعناه من رسول الله صلى الله عليه وآله كما سمعه . وكان هذا بالمدينة أول سنة جمعت الامة على معاوية .
/ صفحة 364 /
قال سليم : وسمعت ابن جعفر يحدث بهذا الحديث في زمان عمر بن الخطاب .
(الحجج المعصومين الأربعة عشر عليهم السلام)
فقال معاوية : يابن جعفر ، قد سمعناه في الحسن والحسين وفي أبيهما ، فما سمعت في أمهما ؟ - ومعاوية كالمستهزء والمنكر - .
فقلت : بلى ، قد سمعت من رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : ( ليس في جنة عدن منزل أشرف ولا أفضل ولا أقرب إلى عرش ربي من منزلي . نحن فيه أربعة عشر انسانا ، أنا وأخي علي وهو خيرهم وأحبهم إلي ، وفاطمة وهي سيدة نساء أهل الجنة ، والحسن والحسين وتسعة أئمة من ولد الحسين . فنحن فيه أربعة عشر إنسانا في منزل واحد أذهب الله عنا الرجس وطهرنا تطهيرا ، هداة مهديين . أنا المبلغ عن الله وهم المبلغون عني وعن الله عز وجل . وهم حجج الله تبارك وتعالى على خلقه وشهدائه في أرضه وخزانه على علمه ومعادن حكمه . من أطاعهم أطاع الله ومن عصاهم عصى الله . لا تبقى الأرض طرفة عين إلا ببقائهم ، ولا تصلح الأرض إلا بهم . يخبرون الامة بأمر دينهم وبحلالهم وحرامهم . يدلونهم على رضى ربهم وينهونهم عن سخطه بأمر واحد ونهي واحد ، ليس فيهم اختلاف ولا فرقة ولا تنازع . يأخذ آخرهم عن أولهم إملائي وخط أخي علي بيده ، يتوارثونه إلى يوم القيامة . أهل الأرض كلهم في غمرة وغفلة وتيه وحيرة غيرهم وغير شيعتهم وأوليائهم . لا يحتاجون إلى أحد من الامة في شيئ من أمر دينهم ، والامة تحتاج إليهم . وهم الذين عنى الله في كتابه ( 1 ) وقرن طاعتهم بطاعته وطاعة رسوله فقال : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول واولى الأمر منكم ) . ( 2 )
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) . ( ج ) : عنى الله في كتابه . فلم يدع آية نزلت فيهم من القرآن إلا ذكرها .
( 2 ) . سورة النساء : الآية 59 . ( * )

/ صفحة 365 /
قال : فأقبل معاوية على الحسن والحسين وابن عباس والفضل بن عباس وعمر بن أبي سلمة وأسامة بن زيد ، فقال : كلكم على ما قال ابن جعفر ؟
فقالوا : نعم .
قال : يا بني عبد المطلب ، إنكم لتدعون أمرا عظيما وتحتجون بحجج قوية إن كانت حقا . وإنكم لتضمرون على أمر تسرونه والناس عنه في غفلة عمياء . ولئن كان ما تقولون حقا لقد هلكت الأمة وارتدت عن دينها وتركت عهد نبينا غيركم أهل البيت ومن قال بقولكم فاولئك في الناس قليل .

............................................................
- مسند الرضا (ع)- داود بن سليمان الغازي ص 166 :
[ 86 ] أمالي الطوسي : ابن الصلت ، عن ابن عقدة ، عن علي بن محمد عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله ( ص ) : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره ) ( 1 ) .

[ 87 ] كشف اليقين : من كتاب سنة الاربعين في سنة الاربعين لفضل الله ابن علي الراوندي ، عن أحمد بن محمد بن أحمد ، عن علي بن أحمد بن القاسم ، عن اسماعيل بن محمد ، عن علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله ( ص ) : ( يا علي ، إنك سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب المؤمنين ) ( 2 ) .
[ 88 ] الغدير : قال الاميني : روى الحافظ العاصمي أحمد بن محمد في ( زين الفتى ) ، عن شيخه أبي بكر الجلاب ، عن أبي سعيد الرازي ، عن أبي الحسن علي بن مهرويه القزويني ، عن داود بن سليمان ، عن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه موسى بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن أبيه علي ، عن الحسين ، عن أمير المؤمنين ، قال : قال رسول الله ( ص ) : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) البحار 37 : 126 .
( 2 ) البحار 40 : 22 . ( * )

/ صفحة 167 /
من خذله ، وانصر من نصره ) ( 1 ) .

[ 89 ] صحيفة الرضا عليه السلام : عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول الله ( ص ) : ( أفضل الاعمال عند الله : إيمان لا شك فيه ، وغزو لا غلول فيه ، وحج مبرور . وأول من يدخل الجنة شهيد وعبد مملوك أحسن عبادة ربه ونصح لسيده ، ورجل عفيف متعفف ذو عبادة . وأول من يدخل النار أمير متسلط لم يعدل ، وذو ثروة من المال لم يعط المال حقه ، وفقير فخور ) ( 2 ) .

[ 90 ] أمالي المفيد : عمر بن محمد ، عن ابن مهرويه ، عن داود بن سليمان ، عن الرضا ، عن آبائه عليهم السلام ، إلى قوله : ذو عبادة ( 3 ) .

[ 91 ] التوحيد والخصال والعيون : أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي البصري ، عن علي بن الحسن الميثمي ، عن علي بن مهرويه القزويني ، عن أبي أحمد الغازي ، عن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عن الحسين بن علي عليهم السلام ، قال : سمعت أبي علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : ( الأعمال على ثلاثة أحوال : فرائض ، وفضائل ، ومعاصي .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الغدير 1 : 28 .

............................................................
- المسترشد- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 466 :
157 - حدثنا أحمد بن مهدي ، قال : حدثنا شهاب بن عباد البصري ( 1 ) قال : حدثنا عبد الله بن بكر النخعي ، عن حكيم بن جبير ( 2 ) ، عن أبي الطفيل : عن زيد بن أرقم ، قال : لما كان يوم غدير خم أمر رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) بشجر يدعى الدوح فقم ( 3 ) ما تحتهن ، ثم قال : إني لم أجد ( 4 ) لنبي الا نصف عمر النبي الذي كان قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون ؟
فقال كل رجل منا كما شاء الله أن يقول : نشهد أنك قد بلغت ونصحت ( 5 ) .
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : 158 - اليس تشهدون أن لا اله الا الله ، وأن محمدا رسول الله ؟ وأن الجنة حق ، وأن النار حق ، وأن البعث حق ؟
قالوا : يارسول الله بلى ، ( 6 ) فأومأ رسول الله إلى صدره ، وقال : وأنا معكم ، ثم قال رسول الله : أنالكم فرط ، وأنتم واردون على الحوض ، وسعته ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) - هو : شهاب بن عباد العبدي العصري البصري ، أنظر تهذيب الكمال ج 12 ص 575 الرقم : 2778 .
( 2 ) - هو : حكيم بن جبير الاسدي الكوفي . تهذيب الكمال ج 7 ص 165 رقم : 1452 .
( 3 ) - قم من باب مد : أي كنسه ونظفه ، وفي " ش " : فقمم .
( 4 ) - وفي " ح " : ألا إني .
( 5 ) - وفي " ح " : واشهدوا أنه قد بلغ ونصح .
( 6 ) - وفي " ش " : نعم . [ * ]

/ صفحة 467 /
عدد الكواكب قد حان ماؤه أشد بياضا من الفضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ؟ فقام رجل ، فقال : يارسول الله ما الثقلان ؟ قال : الاكبر ، كتاب الله طرفه بيد الله و [ الثاني ] سبب طرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به ، ولا تزلوا ولا تضلوا ، والاصغر : عترتي أهل بيتي ، أذكركم الله في أهل بيتي فإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، سألت ربي ذلك لهما ، فلا تقدموهم فتهلكوا ، ولا تتخلفوا عنهم فتضلوا ، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ( 1 ) ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ( 2 )
-------------------------
( هامش ) * ( 1 ) - قال الحافظ أبي القاسم سليمان أحمد الطبراني في المعجم الكبر ج 3 ص 66 قال : حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي ، حدثنا جعفر بن حميد ، حدثنا عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير ، عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني لكم فرط ، وإنكم واردون علي الحوض ، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب قد حان مائه أشد بياضا من الفضة ، فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين . " فقام رجل فقال : يارسول الله وما الثقلان ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الاكبر كتاب الله ، سبب طرفه بيد الله ، وطرفه بأيديكم فتمسكوا به ، لن تزالوا ولا تضلوا ، والاصغر عترتي ، وإنهم لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، و لا تعلموهما فإنهما أعلم منكم " . أنظر الحديث 2680 و 2681 .
( 2 ) - أنظر ترجمة الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) من تاريخ ابن عساكر الدمشقي ط 1 ، = [ * ]

/ صفحة 468 /
159 - وروى يحيى بن عبد الحميد الحماني ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، قال : حدثنا العبدي ، عن أبي سعيد [ الخدري ] : أن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) دعا الناس إلى علي ( عليه السلام ) بغدير خم ، وأمر بما كان تحت الشجرة من الشوك ، فقم وذلك يوم الخميس ، ثم دعا عليا وأخذ بضبعيه ورفعهما حتى نظر الناس إلى بياض إبطيه ، ثم لم يتفرقوا حتى نزلت هذه الآية : ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) ( 1 ) . فقال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الرب برسالتي ، وبالولاية لعلي من بعدي [ ثم ] قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله ( 2 ) .
--------------------------
( هامش ) * = بيروت ج 2 ص 5 ، تجد تفصيل ما يناسب المقام بطرق عديدة وشواهد جمة ، فراجع .
( 1 ) - سورة المائدة الآية : 3 .
( 2 ) مسند الامام أحمد بن حنبل ج 1 ص 331 ، 84 ، 119 و 152 وج 4 ص 368 و 372 ج 5 ص 347 و 366 . قال العلامة محمود بن عمر الزمخشري في ربيع الابرار ط بغداد ج 1 ص 84 : ليلة الغدير معظمة عند الشيعة ، محياة فيهم بالتهجد ، وهي الليلة التي خطب فيها رسول الله بغدير خم على أقتاب الابل ، وقال في خطبته : من كنت مولاه فعلي مولاه . وجاء في التعليقة هكذا : وقال الحازمي : " خم واد بين مكة والمدينة عند الجحفة به = [ * ]

/ صفحة 469 /
160 - فقال حسان بن ثابت : [ إذن لي يارسول الله أن أقول في علي أبياتا تسمعهن ، فقال : قل على بركة الله ، ] فقام حسان ، فقال : يا معشر مشيخة قريش إسمعوا قولي بشهادة رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم فأكرم بالرسول مناديا
يقول : فمن مولاكم ووليكم * فقالوا : ولم يبدوا هناك التعاميا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولا تحدن منا لك الدهر عاصيا
فقال له : قم يا علي فإنني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا .

161 - روى الحسن بن الحسين العرني ، عن أبي يعلى ( 1 ) الاسلمي ، عن عبد الله ابن موسى ، عن يحيى بن منقذ الشامي قال : سمعت ابن عباس يقول :
----------------------
( هامش ) * = غدير عنده خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهذا الوادي موصوف بكثرة الوخامة " يقولون : إن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته هناك : من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره . . . ويعرف بحديث الغدير . وروى المزي في تهذيب الكمال ج 11 ، ص 100 ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن وهب عن زيد بن بثيغ قالا : نشد علي الناس في الرحبة : من سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي يوم غدير خم : " اليس الله أولى بالمؤمنين ؟
قالوا : بلى .
قال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . ( 1 ) - وفي " ش " : يحيى . [ * ]

/ صفحة 470 /
أمر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه واله وسلم ) بإظهار ولاية علي ( عليه السلام ) ، فقال : يا رب ، الناس حديث عهد بالجاهلية ، ومتى أفعل ، قال الناس : فعل بابن عمه كذا وكذا ! ، فلما قضى حجه ، رجع حتى إذا كان بغدير خم ، أنزل الله عز وجل : ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) ( 1 ) فنادى : الصلاة جامعة ، فاجتمعوا ، فخرج رسول الله ، ومعه علي فقال : يا أيها الناس ، ألستم تزعمون أني مولى ( 2 ) كل مؤمن ومؤمنة ؟
قالوا : بلى .
قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، وأعن من أعانه ، وأبغض من أبغضه ، وحب من أحبه .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) - سورة المائدة : 67 . قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير ط مصر ، ج 12 ، ص 49 ، في تفسير هذه الآية : العاشر : نزلت الآية في فضل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ولما نزلت هذه الآية اخذ بيده وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فلقيه عمر رضي الله عنه فقال : هنيئا لك يا ابن ابي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ، [ قال الرازي ] : وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي .
( 2 ) - وفي " ح " : ولي . [ * ]

/ صفحة 471 /
قال ابن عباس : فوجبت والله بيعته في أعناق الناس وأتم خطبته ( 1 ) وزاد بعض ( 2 ) الرواة على بعض في معنى ما حكيناه :
162 - ولما قال : ألستم تشهدون ؛ أني أولى بكل مؤمن من نفسه و قالوا : بلى ، استغلق الرهينة ، وحصل الإقرار ، فعطف الكلام على أوله بعد أن استوثق منهم ، وعقد عليهم الأمر ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه . ثم دعا له ولإخوانه ، ودعا على أعدائه ، والخاذلين له ، فقال : وال من والاه ، وعاد من عاداه وانصر من نصره ، وأخذل من خذله .
( وهذا دعاء لا يقع إلا لإمام مفترض الطاعة ، وإلا فما معنى قوله : وانصر من نصره ، واخذل من خذله ) ( 3 ) ولم يدر كثير من الناس ما عنى به النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ) حتى اختلفوا وقد كانت نزلت على رسول الله : ( النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم ) ( 4 ) ثم نزل الشرح بقوله [ تعالى ] : ( اليوم أكلمت لكم دينكم ) ونزل : ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ) ( 5 )
-------------------------
( هامش ) * ( 1 ) - وفي " ش " : فقال في خطبة ما حكيناه .
( 2 ) - وفي " ش " : بعضهم على بعض فقال : ألستم تشهدونه .
( 3 ) - ما بين القوسين كان ساقطا من نسخة " ح " .
( 4 ) - سورة الأحزاب الآية : 6 .
( 5 ) - سورة الأحزاب الآية : 36 . [ * ]

/ صفحة 472 /
وذلك أنه لا خيرة مع الله جل ذكره الذي يعلم الغيب ، ولا مع رسول الله ، ولا يجوز إتباع الظن إنما هو اليقين ، فتأول المنافقون ، كما قال الله عز وجل : ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) ( 1 ) .
163 - فمنهم من قال ذلك ، ولاء التكافؤ الذي المؤمنون به بعضهم أولى ببعض ، ومنهم من قال : إنه عنى بالولاية التي جعلها الله لرسوله ( 2 ) ، وجعله أولى بالمؤمنين من أنفسهم . فمن ذهب إلى ولاء التكافؤ ، فقد سخف رسول الله أن يجمع الناس وينادي الصلاة جامعة ، والرمضاء ، تحرقهم ! ! فيقول : من اعتقته فقد اعتقه علي ( عليه السلام ) ، ولم يكن جمع عبيده ومواليه فقط ، إنما جمع الناس على طبقاتهم وفي الجمع عمر حين ضرب بيده على منكب علي ( عليه السلام ) ، وقال : أصبحت يابن أبي طالب مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة ! ! ، وإذا كان ولاء التكافؤ ، فما معنى قول عمر ، وقد أقر أنه مولاه ! ؟ .

............................................................
- المسترشد- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 620 :
287 - وروى سفيان بن وكيع ، قال : حدثنا أبو نعيم ، عن عبد الملك بن أبي عتبة ، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس . عن بريدة ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) : يا بريدة الست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قلت : بلى ، قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، هو وليكم من بعدي يا بريدة .

............................................................
- دلائل الامامة- محمد بن جرير الطبري (الشيعي) ص 17 :
تكون دلائل الإمامة كما يلي :
1 - النص : إن الإمامة منصب إلهي مقدس لا يتحقق لأحد إلا بنص من الله ( تعالى ) ، أو من نبيه المصطفى الذي لا ينطق عن الهوى * ( إن هو إلا وحى يوحى ) * . وما كان النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) الذي بعث رحمة للعالمين ، وليرفع من بين الناس أسباب الخلاف والفرقة ، ويزرع بينهم كل ما من شأنه أن يؤلف بينهم ، وينظم أمرهم ، ويحفظ فيهم العدل والإنصاف ، فلا يمكن أن يفارق امته ويتركها هملا ، تتحكم فيها الآراء والاجتهادات المتباينة ، فيعود أمرها فوضى ، وكأن نبيا لم يبعث فيها أو كان الله ( تعالى ) لم يرسل إليهم شريعة واحدة تجمعهم وتنظم أمرهم . بل إن النبي ، الرحمة المهداة ، هو أرحم بامته من أن يتركها هكذا ، وهو أحرص على رسالته من أن يدعها تحت رحمة آراء شتى واجتهادات متضاربة ، بل قد يعد أمر كهذا إخلال بالامانة التي كلف النبي ( صلى الله عليه وآله ) بأدائها ، وتقصير بحق الرسالة التي بعث لتبليغها ، وكل هذا بعيد عن ساحة النبوة كل بعد ، فأي مسلم لا يؤمن بأن نبينا الاكرم ( صلى الله عليه وآله ) قد أدى أمانة ربه أحسن الاداء ، وبلغ رسالته أتم تبليغ ؟ وأي معنى سيبقى لاداء الامانة ما لم يستأمن عليها رجلا كفوءا يتولى حمايتها وإقامة حدودها وتنفيذ أحكامها ؟ ! ولقد أتم ذلك رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) أداء لامانته ، فنص على وصيه وخليفته من بعده ، وسماه باسمه في غير موضع ومناسبة .
ومن ذلك :
أ - الحديث المتواتر في خطبة الغدير الشهيرة ، حيث أوقف النبي ( صلى الله عليه وآله ) مائة ألف من المسلمين حجوا معه حجة الوداع وعادوا معه ، فلما بلغوا غدير خم حيث مفترق طرقهم إلى مواطنهم ، نادى مناديه أن يرد المتقدم ، وينتظر المتأخر حتى يلحق ، ثم قام فيهم خطيبا وهو آخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . فقال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم " ؟.
قالوا : بلى .
قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه "

............................................................
- كتاب الغيبة- محمد بن ابراهيم النعماني ص 68 :
ومن كتاب سليم بن قيس الهلالي ( 2 ) :
8 - ما رواه أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة ( 3 ) ، ومحمد بن همام بن سهيل ، و عبد العزيز وعبد الواحد ابنا عبد الله بن يونس الموصلي - عن رجالهم - عن عبد الرزاق ابن همام ، عن معمر بن راشد ( 4 ) : عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم بن قيس .
وأخبرنا به من غير هذه الطرق هارون بن محمد قال : حدثنى أحمد بن عبيدالله ابن جعفر بن المعلى الهمداني ، قال : حدثني أبو الحسن عمرو بن جامع بن عمرو بن حرب الكندى ( 5 ) ، قال : حدثنا عبد الله بن المبارك شيخ لنا كوفي ثقة ( 6 ) ، قال :
--------------------------
( هامش ) * ( 1 ) كذا . وفى كمال الدين " عن سعيد بن غزوان ، عن أبى بصير ، عن أبى عبد الله عليه السلام " .
( 2 ) كان سليم من أصحاب على عليه السلام طلبه الحجاج بن يوسف ليقتله ففرمنه وأوى إلى أبان بن أبى عياش فبقى مخفيا عنده حتى حضره الوفاة فلما كان عند موته قال لأبان : إنَّ لك على حقا وقد حضرني الموت يا ابن اخى انه كان من الامر بعد رسول الله صلى الله عليه وآله كيت وكيت ، وأعطاء كتابا ، فلم يروه عن سليم أحد من الناس سوى أبان كما نقله العلامة عن العقيقي .
( 3 ) في بعض النسخ " مما رواه أحمد بن محمد بن سعيد " .
( 4 ) قد تقدم الكلام في عبد الرزاق بن همام ، وأما معمر بن راشد الازدي مولاهم أبو - عروة البصري عنونه ابن حجر في التقريب ، وصفى الخزرجي في تذهيب الكمال وقالا : ثقة ثبت صالح فاضل . واما أبان وسليم كانا من المشاهير تجد ترجمتهما في جميع كتب رجال الشيعة ، وجل رجال العامة .
( 5 ) لم نعثر في كتب الرجال على عنوان لهؤلاء الثلاثة .
( 6 ) عبد الله بن المبارك عنونه ابن حجر في التهذيب ونقل عن جماعة من الاعلام كونه عالما فقيها عابدا زاهدا شيخا شجاعا كيسا مثبتا ثقة ، وقال ابن معين : كان عالما صحيح الحديث وكانت كتبه التى حدث بها عشرين ألفا أو احدى وعشرين ألفا . وعنونه الخطيب في ج 10 ص 152 من تاريخه وأطال الكلام في شأنه وقال : كان من الربانيين في العلم ، الموصوفين بالحفظ ومن المذكورين بالزهد . لكن عد عبد الرزاق من رواته ، ولعله غيره . ( * )

/ صفحة 69 /
حدثنا عبد الرزاق بن همام شيخنا ، عن معمر ، عن أبان بن أبي عياش ، عن سليم ابن قيس الهلالي .
وذكر أبان أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة .
قال معمر : وذكر أبو هارون العبدي أنه سمعه أيضا عن عمر بن أبي سلمة ، عن سليم : أن معاوية لما دعا أبا الدرداء وأبا هريرة ونحن مع أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) بصفين فحملهما الرسالة إلى أمير المؤمنين علي ( عليه السلام ) وأدياه إليه ، قال : " قد بلغتماني ما أرسلكما به معاوية فاستمعا مني وأبلغاه عني كما بلغتماني .
قالا : نعم .
فأجابه علي ( عليه السلام ) ..الجواب بطوله ، حتى إذا انتهى إلى ذكر نصب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إياه بغدير خم بأمر الله تعالى قال : لما نزل عليه " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلوة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " ( 1 ) .
فقال الناس : يا رسول الله أخاصة لبعض المؤمنين أم عامة لجميعهم ؟
فأمر الله تعالى نبيه ( صلى الله عليه وآله ) أن يعلمهم ولاية من أمرهم الله بولايته ( 2 ) ، وأن يفسر لهم من الولاية ما فسر لهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم وحجهم .
قال علي ( عليه السلام ) : فنصبني رسول الله بغدير خم وقال : إن الله عز وجل أرسلني برسالة ضاق بها صدري وظننت أن الناس مكذبوني ، فأوعدني لا بلغنها أو ليعذبني قم يا علي ، ثم نادى بأعلى صوته بعد أن أمر أن ينادى بالصلاة جامعة ، فصلى بهم الظهر ، ثم قال : يا أيها الناس إن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم منهم بأنفسهم ، من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ( 3 ) .
فقام إليه سلمان الفارسي فقال : يا رسول الله ولاء ماذا ؟ ( 4 )
فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلي أولى به من نفسه ، فأنزل الله عز وجل " اليوم أكملت لكم دينكم
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) المائدة : 54 .
( 2 ) في بعض النسخ " أن يعلمهم من أمر الله بولايته " .
( 3 ) زاد في كتاب سليم " وانصر من نصره واخذل من خذله " .
( 4 ) في كتاب سليم " يا رسول الله ولاؤه كماذا ؟ فقال : ولاؤه كولايتى ، من كنت أولى به - الخ " . ( * )

/ صفحة 70 /
وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا " ( 1 ) فقال له سلمان : يا رسول الله أنزلت هذه الآيات في علي خاصة ؟ قال : بل فيه وفي أوصيائي إلى يوم القيامة ، فقال : يا رسول الله بينهم لي ( 2 ) ، قال : علي أخي ووصيي ووارثي ( 3 ) وخليفتي في امتي وولي كل مؤمن بعدي وأحد عشر إماما من ولده ، أولهم ابني حسن ، ثم ابني حسين ، ثم تسعة من ولد الحسين واحدا بعد واحد ، هم مع القرآن ، والقرآن معهم ، لا يفارقونه ولا يفارقهم حتى يردوا علي الحوض . فقام اثنا عشر رجلا من البدريين فقالوا : نشهد أنا سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كما قلت يا امير المؤمنين سواء لم تزد ولم تنقص ، وقال بقية البدريين ( 4 ) الذين شهدوا مع علي صفين : قد حفظنا جل ما قلت ، ولم نحفظ كله ، وهؤلاء الاثنا عشر خيارنا وأفاضلنا . فقال علي ( عليه السلام ) صدقتم ليس كل الناس يحفظ ، وبعضهم أفضل من بعض ( 5 ) .
وقام من الاثنى عشر أربعة : أبو الهيثم بن التيهان ، وأبو أيوب ، وعمار ، وخزيمة بن ثابت ذو الشهادتين ( 6 ) فقالوا : نشهد أنا قد حفظنا قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) المائدة : 3 .
( 2 ) في بعض النسخ " سمهم لى " . وفى كتاب سليم " بينهم لنا " .
( 3 ) في بعض النسخ " وصيى وصنوى ووارثى " وفى بعضها " ووزيرى " مكان " و وارثي " .
( 4 ) في بعض النسخ " بقية السبعين " .
( 5 ) في كتاب سليم " وبعضهم أحفظ من بعض " .
( 6 ) أبو الهيثم مالك بن التيهان كان من السابقين الذين رجعوا الى أمير المؤمنين عليه السلام ومن النقباء ، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله المشاهد كلها ، وقتل مع على عليه السلام بصفين . وابو أيوب خالد بن زيد الانصاري الخزرجي هو الذى نزل النبي صلى الله عليه وآله عنده حين دخل المدينة ، شهد بدرا والمشاهد كلها معه صلى الله عليه وآله . مات بأرض الروم غازيا سنة 52 ودفن إلى حصن بالقسطنطينية ، وأهل الروم يستسقون به .
وروى حارث بن أبي - > ( * )

/ صفحة 71 /
يومئذ ، والله إنه لقائم وعلي ( عليه السلام ) قائم إلى جانبه وهو يقول : " يا أيها الناس إن الله أمرني أن أنصب لكم إماما يكون وصيي فيكم ، وخليفتي في أهل بيتي وفي أمتي من بعدي ، والذي فرض الله طاعته على المؤمنين في كتابه وأمركم فيه بولايته ، فقلت : يا رب خشيت ( 1 ) طعن أهل النفاق وتكذيبهم ، فأوعدني لا بلغنها أو ليعاقبني ، أيها الناس إن الله عز وجل أمركم في كتابه بالصلاة ، وقد بينتها لكم وسننتها لكم ، والزكاة والصوم ، فبينتهما لكم وفسرتهما ، وقد أمركم الله في كتابه بالولاية ، وإني اشهدكم أيها الناس إنها خاصة لهذا ولاوصيائي من ولدي وولده ، أولهم ابني الحسن ، ثم الحسين ، ثم تسعة من ولد الحسين ، لا يفارقون الكتاب حتى يردوا علي الحوض . يا أيها الناس إني قد أعلمتكم مفزعكم بعدي ، وإمامكم ووليكم وهاديكم بعدي وهو علي بن ابي طالب أخي وهو فيكم بمنزلتي ، فقلدوه دينكم وأطيعوه في جميع اموركم ، فإن عنده جميع ما علمني الله عز وجل ، أمرني الله عز وجل أن اعلمه إياه ( 2 ) وأن اعلمكم أنه عنده ، فسلوه وتعلموا منه ومن أوصيائه ، ولا تعلموهم ولا
--------------------------
( هامش ) * < - بصير الازدي عن أبي صادق عن محمد بن سليمان قال قدم علينا أبو أيوب الانصاري فنزل ضيعتنا يعلف خيلا له فاتيناه فاهدينا له ، قال : قعدنا عنده فقلنا له : يا أبا أيوب قاتلت المشركين بسيفك هذا مع رسول الله " ص " ثم جئت تقاتل المسلمين ؟ ! فقال ان رسول الله " ص " أمرنى بقتال القاسطين والمارقين والناكثين ، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وانا أقاتل ان شاء الله تعالى بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدرى أنى هي .
وسُئِلَ الفضل بن شاذان عن أبى أيوب وقتاله مع معاوية المشركين ، فقال : كان ذلك منه قلة فقه وغفلة ، ظن أنه إنما يعمل عملا لنفسه يقوى به الإسلام ويوهى به الشرك ، وليس عليه من معاوية شئ ، كان معه أو لم يكن ، وأما عمار بن ياسر بن عامر أبو اليقظان مولى بنى مخزوم ، فهو صحابي جليل شهد بدرا وأحدا والمشاهد كلها ، وقتل بصفين وهو مع أمير المؤمنين ( ع ) قتلته الفئة الباغية اتباع معاوية . واما خزيمة بن ثابت ذو الشهادتين فهو الذى جعل رسول الله صلى الله عليه وآله شهادته شهادة رجلين ، شهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله بدرا وأحدا ، وشهد صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام و قتل يومئذ بعد عمار - رحمهما الله - .
( 1 ) كذا والقياس " أخشى " .
( 2 ) في بعض النسخ " أن اعلمه جميع ما علمني الله عز وجل " . ( * )

/ صفحة 72 /
تتقدموا عليهم ، ولا تتخلفوا عنهم فإنهم مع الحق والحق معهم ، لايزايلهم ولا يزايلونه . ثم قال على صلوات الله عليه لابي الدرداء وأبي هريرة ، ومن حوله : يا أيها الناس أتعلمون أن الله تبارك وتعالى أنزل في كتابه " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ( 1 ) " فجمعني رسول الله وفاطمة والحسن والحسين في كساء ، ثم قال : " اللهم هؤلاء أحبتي وعترتي [ وثقلي ] وخاصتي ( 2 ) وأهل بيتى فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا " فقالت أم سلمة : وأنا ، فقال صلى الله عليه وآله لها : " وأنت إلى خير ، إنما أنزلت في وفي أخي علي وفي ابنتى فاطمة وفي ابني الحسن والحسين و [ في ] تسعة من ولد الحسين خاصة ، ليس فيها معنا أحد غيرنا " فقام جل الناس فقالوا : نشهد أن أم سلمة حدثتنا بذلك ، فسألنا رسول الله صلى الله عليه وآله فحدثنا كما حدثتنا أم سلمة .
فقال علي ( عليه السلام ) : ألستم تعلمون ان الله عز وجل أنزل في سورة الحج " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ( 3 ) ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس " . فقام سلمان - رضي الله عنه - عند نزولها فقال :
-----------------------------
( هامش ) * ( 1 ) الاحزاب : 33
( 2 ) في بعض النسخ " وحامتى " مكان " وخاصتي " .
( 3 ) " اجتباكم " أي اصطفا كم واختاركم . والحرج : الضيق ، وقوله " ملة " نصب على المصدر لفعل دل عليه مضمون ما قبلها بحذف المضاف ، أي وسع دينكم توسعة ملة ابراهيم والمراد دينه فان ملة ابراهيم داخلة في دين محمد صلى الله عليه وآله ، وقال تعالى " أبيكم " لان أكثر العرب أو الائمة عليهم السلام من ذرية ابراهيم عليه السلام . " هو سماكم " أي الله تعالى ، أو ابراهيم عليه السلام لقوله " ومن ذريتنا امة مسلمة لك " ، وقوله " من قبل " يعنى في الكتب المتقدمة ، " وفى هذا " أي في هذا الكتاب . ( * )

 

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
صفحة 73 /
يا رسول الله من هؤلاء الذين أنت شهيد عليهم وهم شهداء على الناس الذين اجتباهم الله ولم يجعل عليهم في الدين من حرج ملة ابيهم ابراهيم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " عنى الله تعالى بذلك ثلاثة عشر إنسانا : أنا وأخى عليا وأحد عشر من ولده " ؟
فقالوا : اللهم نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه واله ) .
فقال علي ( عليه السلام ) : أنشد كم بالله تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) قام خطيبا ثم لم يخطب بعد ذلك فقال : " أيها الناس إنى قد تركت فيكم أمرين ( 1 ) لن تضلوا ما [ إن ] تمسكتم بهما ، كتاب الله عز وجل وأهل بيتى ، فإن اللطيف الخبير قد أخبرني وعهد إلي أنهما لن يفترقا ( 2 ) حتى يردا علي الحوض " ؟ .
فقالوا : [ نعم ] اللهم قد شهدنا ( 3 ) ذلك كله من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقام اثنا عشر رجلا من الجماعة فقالوا : نشهد أن رسول الله حين خطب في اليوم الذي قبض فيه قام عمر بن الخطاب شبه المغضب فقال : يارسول الله لكل أهل بيتك ؟ فقال : " لا ، ولكن لاوصيائي منهم : على أخى ووزيرى ووارثى وخليفتي في امتي وولى كل مؤمن بعدي ، وهو أولهم وخيرهم ، ثم وصيه بعده ابني هذا وأشار إلى الحسن ثم وصيه [ ابني ] هذا وأشار إلى الحسين ، ثم وصيه ابني بعده سمي أخي ، ثم وصيه بعده سميي ، ثم سبعة من ولده واحد بعد واحد حتى يردوا على الحوض ، شهداء الله في أرضه وحججه على خلقه ، من أطاعهم أطاع الله ، ومن عصاهم عصى الله " . فقام السبعون البدريون ونحوهم من المهاجرين فقالوا : ذكر تمونا ما كنا نسيناه نشهد أنا قد كنا سمعنا ذلك من رسول الله ( صلى الله عليه واله وسلم ) . فانطلق أبو الدرداء وأبو هريرة فحدثا معاوية بكل ما قال على ( عليه السلام ) وما استشهد عليه ، وما رد عليه الناس وشهدوا به " .
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) في بعض النسخ " فيكم ثقلين " .
( 2 ) في بعض النسخ " لا يفترقان " .
( 3 ) في بعض النسخ " فقالوا اللهم نعم قد شهدنا " . ( * )

............................................................
- الارشاد - الشيخ المفيد ج 1 ص 351 :
فصل :
ومن ذلك ما رواه إسماعيل بن عمرو قال : حدثنا مسعر بن كدام قال : حدثنا طلحة بن عميرة قال : نشد في عليه السلام الناس في قول النبي صلى الله عليه واله " من كنت مولاه فعلي مولاه " فشهد اثنا عشر رجلا من الأنصار ، وأنس بن مالك في القوم لم يشهد ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : " يا أنس " قال : لبيك ، قال : " ما يمنعك أن تشهد وقد سمعت ما سمعوا ؟ " فقال : يا أمير المؤمنين ، كبرت ونسيت ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : " اللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض - أو بوضح - لا تواريه العمامة " .
قال طلحة بن عميرة : فأشهد بالله لقد رأيتها بيضاء بين عينيه ( 3 ) ( 4 ) .
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في " ش " : فبدر .
( 2 ) انظر احقاق الحق 8 : 739 نقله عن أرجح المطالب : 861 ( ط لاهور ) ومطالب السؤول ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 41 : 198 / 11 .
( 3 ) في هامش " ش " و " م " : قيل : كان أنس إذا أخذ في ذكر مناقب أهل البيت عليهم السلام تتوارى تلك البرصة وإذا امتنع منها تلوح .
( 4 ) شرح ابن ابي الحديد 4 : 74 و 19 : 217 ، والمعارف لابن قتيبة : 320 ، ونقله العلامة المجلسي في البحار 41 : 204 / 20 .
وحديث من كنت مولاه ومناشدة أمير المؤمنين عليه السلام يطلب من كتاب الغدير الجزء الأول باجمعه ، وإحقاق الحق 6 : 305 - 340 ( * )

/ صفحة 352 /
فصل :
ومن ذلك ما رواه أبو إسرائيل ، عن الحكم ، عن أبي سلمان المؤذن ، عن زيد بن أرقم قال : نشد عين الناس في المسجد فقال : " أنشد الله رجلا سمع النبي صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " فقام اثنا عشر بدريا ، ستة من الجانب الايمن ، وستة من الجانب الايسر ، فشهدوا بذلك . قل زيد بن أرقم : وكنت أنا فيمن سمع ذلك فكتمته ، فذهب لم ببصري ، وكان يتندم على ما فاته من الشهادة ويستغفر .

............................................................
- الأمالي- الشيخ المفيد ص 55 :
2 قال : أخبرني أبو الحسن علي بن خالد المراغي قال : حدثنا أبو القاسم الحسن بن علي الكوفي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مروان الغزال ( 1 ) قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عبيد بن خنيس العبدي ( 2 ) قال : حدثنا صباح بن يحيى المزني عن عبد الله بن شريك ، عن الحارث بن ثعلبة قال : قدم رجلان يريدان مكة والمدينة في الهلال أو قبل الهلال ، فوجد الناس ناهضين إلى الحج . قال : [ قالا : ] ( 3 ) فخرجنا معهم فإذا نحن بركب فيهم رجل كأنه أميرهم ، فانتبذ منهم ( 4 ) فقال : كونا عراقيين .
قلنا : نحن عراقيان .
قال : كونا كوفيين .
قلنا : نحن كوفيان .
قال : ممن أنتما ؟
قلنا : من بني كنانة .
قال : من أي بني كنانة ؟
قلنا : من بني مالك بن كنانة .
قال : رحب على رحب وقرب على قرب ( 5 ) ، أنشدكما بكل كتاب منزل ونبي مرسل أسمعتما علي بن أبي طالب يسبني أو يقول : إنه معادي ومقاتلي ؟
قلنا : من أنت ؟
قال : أنا سعد بن أبي وقاص .
قلنا : لا ، ولكن سمعناه يقول : " اتقوا فتنة الاخينس " ( 6 ) .
قال : الخنيس كثير ولكن سمعتماه يضني باسمي ؟
قالا : [ قلنا ] لا .
قال : الله أكبر ، الله أكبر ، قد ضللت إذن ، وما أنا من المهتدين إن أنا قاتلته بعد أربع سمعتهن من
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) عنونه الخطيب بترجمة اسحاق بن مروان أخيه ، وقال : وهو أخو جعفر بن محمد بن مروان . وهما عن أبيهما راجع ج 6 ص 393 .
( 2 ) لم نجده ويحتمل بعيدا كونه عبيد بن الحسن الكوفي المعنون في الرجال .
( 3 ) ما بين المعقوفين ساقط من النسخ أضفناه ليستقيم المعنى ههنا وفيما يأتي .
( 4 ) الركب جمع الراكب . وانتبذ عن القوم : تنحى ناحية ، وانتبذ مكانا أي اتخذه بمعزل يكون بعيدا .
( 5 ) يعني أتيتم أهلا على أهل وصادفتم سعة على سعة ، أو صادفت سعة على سعة وقربا على قرب .
( 6 ) الخنس بالتحريك : تأخر الانف عن الوجه مع ارتقاع في الارنبة . والرجل أخنس والجمع خنس بالضم . ( * )

/ صفحة 56 /
رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيه ، لان تكون لي واحدة منهن أحب إلي من الدنيا وما فيها أعمر فيها عمر نوح .
قلنا : سمهن [ لنا ] ، قال : ما ذكرتهن إلا وأنا أريد أن أسميهن : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر ببراءة لينبذ إلى المشركين ، فلما سار ليله أو بعض ليله بعث بعلي بن أبي طالب نحوه فقال : اقبض ببراءة منه واردده إلي . فمضى إليه أمير المؤمنين عليه السلام فقبض براءة منه ورده إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فلما مثل بين يديه عليه السلام بكى ( 1 ) ، وقال : يا رسول الله أحدث في شئ أم نزل في قرآن ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " لم ينزل فيك قرآن [ و ] لكن جبرئيل عليه السلام جاءني عن الله عز وجل فقال : لا يؤدي عنك إلا أنت أو رجل منك ، وعلي مني وأنا من علي ، ولا يؤدي عني إلا علي " ( 2 ) .
قلنا له : وما الثانية ؟
قال : كنا في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله وآل علي وآل أبي بكر وآل عمر وأعمامه ، قال : فنودي فينا ليلا اخرجوا من المسجد إلا آل رسول الله وآل علي ، قال : فخرجنا نجر قلاعنا ( 3 ) ، فلما أصبحنا أتاه عمه حمزة فقال : يا رسول الله أخرجتنا وأسكنت هذا الغلام ، ونحن عمومتك ومشيخة أهلك ؟ ! فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : " ما أنا أخرجتكم ، ولا أنا أسكنته ولكن الله عز وجل أمرني بذلك " .
قلنا له : فما الثالثة ؟
قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم برايته إلى خيبر مع أبي بكر فردها ، فبعث بها مع عمر فردها ، فغضب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وقال : " لاعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ، ويحب الله ورسوله ، كرارا
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) يعنى أبا بكر .
( 2 ) وذلك لما كان المعاهدة بين رسول الله صلى الله عليه وآله نفسه وبين المشركين بامضاء الطرفين فلا يمكن عندهم الغاؤها وابطالها لغيرهما الا لمن يكون هو بمنزلتهما ، وعلى عليه السلام هو بمنزلة نفس النبي صلى الله عليه وآله دون أبي بكر وغيره من الصحابة :
( 3 ) قال الجزري : " وفي حديث سعد قال : لما نودي : ليخرج من في المسجد الا آل رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم وآل على ، خرجنا من المسجد نجر قلاعنا " أي كنفنا وأمتعتنا ، واحدها : قلع بالفتح ، وهو الكنف يكون فيه زاد الراعى ومتاعه " . ( * )

/ صفحة 57 /
غير فرار ( 1 ) ، لا يرجع حتى يفتح الله على يديه " . قال : فلما أصبحنا جثونا على الركب ( 2 ) فلم نره يدعو أحدا منا ، ثم نادي أين علي بن أبي طالب ؟ فجئ به وهو أرمد ( 3 ) . فتفل في عينه ، وأعطاه الراية ففتح الله على يد [ ي‍ ] ه .
قلنا : فما الرابعة ؟
قال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خرج غازيا إلى تبوك واستخلف عليا على الناس فحسدته قريش ، وقالوا : إنما خلفه لكراهية صحبته قال : فانطلق في أثره حتى لحقه فأخذ بغرز ناقته ( 4 ) ، ثم قال : إني لتابعك ، قال : ما شأنك ؟ فبكى وقال : إن قريشا تزعم أنك إنما خلفتني لبغضك لي وكراهيتك صحبتي ( 5 ) .
قال : فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مناديه فنادى في الناس ، ثم قال : أيها الناس أفيكم أحد إلا وله من أهله خاصة ؟
قالوا : أجل .
قال : فإن علي بن أبي طالب خاصة أهلي وحبيبي إلى قلبي .
ثم أقبل على أمير المؤمنين عليه السلام فقال له : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ( 6 ) ؟ !
فقال علي عليه السلام : رضيت عن الله ورسوله .
ثم قال سعد : هذه أربعة ، وإن شئتما حدثتكما بخامسة .
قلنا : قد شئنا ذلك .
قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجة الوداع ، فلما عاد نزل
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الكرة : الرجعة والجمع كرات مثل مرة ومرات ، أي يرجع إلى قتل الاعداء مرة بعد مرة ولا يفر من الزحف أبدا .
( 2 ) جثا يجثو : جلس على ركبتيه أو قام على أطراف أصابعه .
( 3 ) الرمد : هيجان العين ، كل ما يؤلمها ، والرجل رمد وأرمد .
( 4 ) الغرز بالفتح : ركاب كور الجمل إذا كان من جلد أو خشب .
( 5 ) لا يقال : ان عليا عليه السلام هو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ، فكيف انزعج من القول الزور فيه ، فربما فعل ذلك حتى ينص رسول الله صلى الله عليه وآله عليه نصا يفحم بذلك المقلقين ويكون ذلك له معتصما لاثبات خلافته عنه صلى الله عليه وآله فيما بعد .
( 6 ) لنا معاشر الامامية في اثبات امامته عليه السلام بذلك كلام أورده المحدثون = ( * )

/ صفحة 58 /
غدير خم ، وأمر مناديه فنادى في الناس : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " .

............................................................
- الأمالي- الشيخ المفيد ص 223 :
2 أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا المسعودي قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن يحيى بن حماد القطان قال : حدثنا أبو محمد الحضرمي ، عن أبي علي الهمداني ( 2 ) : إن عبد الرحمن بن أبي ليلى قام إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا أمير المؤمنين إني سائلك لآخذ عنك ، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله ، الا تحدثنا عن أمرك هذا أكان بعهد [ من ] رسول الله صلى الله عليه وآله أو شئ رأيته ؟ فإنا قد أكثرنا فيك الأقاويل ، وأوثقه عندنا ما قبلناه عنك وسمعناه من فيك . إنا كنا نقول : لو رجعت ( 3 ) إليكم بعد رسول الله صلى الله عليه وآله لم ينازعكم فيها أحد ، والله ما أدري إذا سئلت ما أقول ؟ ! أزعم أن القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك ؟ فإن قلت ذلك ، فعلى م نصبك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد حجة الوداع ، فقال : " أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه ( 4 ) " ، وإن تك أولى منهم بما كانوا فيه فعلى م نتولاهم ؟ . فقال أمير المؤمنين عليه السلام : يا عبد الرحمن إن الله تعالى قبض نبيه صلى الله عليه وآله وسلم
-------------------
( هامش ) * ( 1 ) في البحار : " حتى ينزل الله الامر " .
( 2 ) الظاهر كونه ثمامة بن شفى الهمداني الاصبحي الذى توفى في خلافة هشام بن عبد الملك ، وثقه النسائي . وقال ابن حجر : " أبو محمد الحضرمي ، غلام أبي أيوب الانصاري ، قيل : هو أفلح . فان يكن المراد هو فهو والا فلم نعثر على عنوانه .
( 3 ) يعني الخلافة .
( 4 ) يدل أولا على أن المسلمين في صدر الإسلام والذين شهدوا القول من رسول الله صلى الله عليه وآله فهموا من لفظ المولى الولاية ( بمعنى الحكومة والاولى بالتصرف ) لا غير ، وثانيا يعطينا خبرا بان الشكوك والتشكيك في اللفظ انما حدثت بعد لتلبيس الامر واخفاء الحق و اعذار من تقمصها وارتدى بها . ( * )

/ صفحة 224 /
وأنا يوم قبضه أولى بالناس مني بقميصي هذا ، وقد كان من نبي الله إلي عهد لو خزمتموني بأنفي ( 1 ) لاقررت سمعا لله وطاعة ، وإن أول ما انتقصنا [ ه ] بعده إبطال حقنا في الخمس ، فلما رق أمرنا طمعت رعيان البهم ( 2 ) من قريش فينا ، وقد كان لي على الناس حق لو ردوه إلي عفوا ( 3 ) قبلته وقمت به وكان إلى أجل معلوم ، وكنت كرجل له على الناس حق إلى أجل فإن عجلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه ، وإن أخروه أخذه غير محمودين ، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند الناس محزون ( 4 ) . وإنما يعرف الهدى بقلة من يأخذه من الناس ، فإذا سكت فاعفوني فإنه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم ، فكفوا عني ما كففت عنكم .
فقال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين فأنت لعمرك كما قال الأول :
لعمرك لقد أيقظتَ مَنْ كان نائماً * وأسْمَعْتَ مَنْ كانت له أذنان .

............................................................
- كنزالفوائد- أبو الفتح الكراجكي ص 225 :
( دليل ) النص بخبر الغدير على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام :
( إعلم ) انه مما يدل على انه المنصوص بالإمامة
/ صفحة 226 /
عليه ما نقله الخاص والعام من ان رسول الله صلى الله عليه واله لما رجع من حجة الوداع نزل بغدير خم ولم يكن منزلا ثم أمر مناديه فنادى في الناس بالاجتماع فلما اجتمعوا خطبهم ثم قررهم على ما جعله الله تعالى له عليهم من فرض طاعته وتصرفهم بين امره ونهيه بقوله الست اولى بكم منكم بانفسكم فلما اجابوه بالاعتراف واعلنوا بالاقرار رفع بيد أمير المؤمنين عليه السلام وقال عاطفا على التقرير الذي تقدم به الكلام فمن كنت مولاه فهذا علي مولاة اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله فجعل لامير المؤمنين عليه السلام من الولاء في اعناق الامة مثل ما جعل الله له عليهم مما اخذ به اقرارهم لأن لفظة مولى يفيد ما تقدم من التقرير من ذكر الاولى فوجب ان يريد بالكلام الثاني ما قررهم عليه في الاول وان يكون المعنى فيهما واحدا حسبما يقتضيه استعمال أهل اللغة وعرفهم في خطابهم وهذا يوجب ان يكون أمير المؤمنين عليه السلام أولى بهم من أنفسهم ولا يكون أولى بهم إلا وطاعته فرض عليهم وأمره ونهيه نافذ فيهم وهذه رتبة الإمام في الأنام قد وجبت بالنص لأمير المؤمنين عليه السلام .
(واعلم) أيدك انك تُسئل في هذا الدليل عن أربعة مواضع :
أحدها : أن يُقال لك : ما حجتك على صحة الخبر في نفسه فانا نرى من يبطله ؟.
وثانيها : ان يقال لك : ما الحجة على أن لفظه (مولى) يحتمل أولى ، وأنها أحد أقسامها .
وثالثها : إذا ثبت انها أحد محتملاتها فما الحجة على ان المراد بها في الخبر (الأولى) دون ما سوى ذلك من أقسامها ؟
ورابعها : ما الحجة على أن الأولى هو الإمام ومن أين يستفاد ذلك في الكلام
( الجواب ) عن السؤال الأول :
أما الحجة على صحة خبر الغدير فما يطالب بها إلا متعنت لظهوره وانتشاره وحصول العلم لكل من سمع الاخبار به ولا فرق بين من قال ما الحجة على صحة خبر الغدير وهذه حالة وبين من قال ما الحجة على ان النبي صلى الله عليه واله حج حجة الوداع لأن ظهور الجميع وعموم العلم به بمنزلة واحدة وبعد فقد اختص هذا الخبر بما لم يشركه فيه سائر الاخبار فمن ذلك ان الشيعة نقلته وتواترت به وقد نقله اصحاب السير نقل المتواترين به يحمله خلف عن سلف وضمنه جميعهم الكتب بغير اسناد معين كما فعلوا في ايراد الوقائع الظاهرة والحوادث الكائنة التي لا يحتاج في العلم بها الى سماع الاسانيد المتصلة الا ترى الى وقعة بدر وحنين وحرب الجمل وصفين كيف لا يفتقر في العلم بصحة شئ من ذلك الى سماع اسناد ولا اعتبار اسماء الرجال لظهوره المغني
/ صفحة 227 /
وانتشاره الكافي ونقل الناس له قرنا بعد قرن بغير اسناد معين حتى عمت المعرفة به واشترك الكل في ذكره وقد جرى خبر يوم الغدير هذا المجرى واختلط في الذكر والنقل بما وصفنا فلا حجة في صحته اوضح من هذا ومن ذلك انه قد ورد ايضا بالاسانيد المتصلة ورواه اصحاب الحديثين من الخاصة والعامة من طرق في الروايات كثيرة فقد اجتمع فيه الحالان وحصل له البيان ومن ذلك ان كافة العلماء قد تلقوه بالقبول وتناولوه بالتسليم فمن شيعي يحتج به في صحة النص بالامامة ومن ناصبي يتاوله ويجعله دليلا على فضيلة ومنزلة جليلة ولم نر للمخالفين قولا مجردا في ابطاله ولا وجدناهم قبل تأويله قد قدموا كلاما في دفعه وانكاره فيكون جاريا مجرى تأويل اخباره المشتبهة ورواياتها بعد الابانة عن بطلانها وفسادها بل ابتداوا بتأويله ابتداء من لا يجد حيلة في دفعه وتوفره على تخريج الوجوه له لتوفر من قد لزمه الاقرار به وقد كان انكاره اروح لهم لو قدروا عليه وجحده اسهل عليهم لو وجدوا سبيلا إليه .
فاما ما يحكى عن [ابن] أبي داود السجستاني من انكاره له وعن الجاحظ من طعنه في كتاب (العثمانية) فيه ، فليس بقادح في الاجماع الحاصل على صحته لأن القول الشاذ لو اثر في الاجماع وكذلك الراي المستحدث لو ابطل مقدم الاتفاق لم يصح الاحتجاج بالاجماع ولا يثبت التعويل على اتفاق على ان السجستاني قد تنصل من نفي الخبر فاما الجاحظ فطريقته المشتهرة في تصنيفاته المختلفة واقواله المتضادة المتناقضة وتاليفاته القبيحة في اللعب والخلاعة وانواع السخف والمجانة الذي لا يرتضيه لنفسه ذو عقل وديانة يمنع من الالتفات الى ما يحكيه وتوجب التهمة له فيما ينفرد به ويأتيه وأما الخوارج الذين هم اعظم الناس عداوه لامير المؤمنين عليه السلام فليس يحكى عنهم صادق دفعا للخبر والظاهر من حالهم حملهم له على وجه من التفضيل ولم يزل القوم يقرون لامير المؤمنين عليه السلام بالفضائل ويسلمون له المناقب وقد كانوا انصاره وبعض اعوانه وإنما دخلت الشبهة عليهم بعد الحكمين فزعموا انه خرج عن جميع ما كان يستحقه من الفضائل بالتحكيم وقد قال شاعرهم :
كان علي قبل تحكيمه * جلدة بين العين والحاجب .
ولو لم يكن الخبر كالشمس وضوحا لم يحتج به أمير المؤمنين عليه السلام يوم الشورى ، حيث قال للقوم في ذلك المقام : أنشدكم الله هل فيكم أحد اخذ رسول الله صلى الله عليه واله بيده فقال : من كنت مولاه فهذا مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه
/ صفحة 228 /
غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
فاقر القوم به ولم ينكروه واعترفوا بصحته ولم يجحدوه .(انتهى)

((القسم الثالث))

- كنزالفوائد- أبو الفتح الكراجكي ص 233 :
( حدثني ) القاضي أبو الحسن اسد بن إبراهيم السلمي الحراني - رحمه الله – ، قال : اخبرني أبو حفص عمر بن علي العتكي ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن هارون الحنبلي ، قال : حدثنا حسين بن الحكم ، قال : حدثنا حسن بن حسين ، قال : حدثنا أبو داود الطهوي ، عن عبد الاعلى الثعلبي ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، قال : قام علي عليه السلام خطيبا في الرحبة وهو يقول انشد الله امرءا شهد رسول الله صلى الله عليه واله آخذا يدي ورفعهما الى السماء وهو يقول : يا معشر المسلمين ؛ ألستُ أولى بكم من أنفسكم ، فلما قالوا : بلى ، قال : فمن
/ صفحة 234 /
كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله ، إلا قام فشهد بها ، فقام بضعة عشر بدريا فشهدوا بها ، وكتم أقوام ، فدعا عليهم ، فمنهم برص ، ومنهم من عمى ، ومنهم من نزلت به بلية في الدنيا ، فعرفوا بذلك حتى فارقوا الدنيا .

وممَّا حُفِظَ عن قيس بن سعد بن عبادة انه كان يقول فهو [وهو] بين يدي أمير المؤمنين صلوات الله عليه بصفين ومعه الراية في قطعة له أولها :
قلت لما بغى العدو علينا * حسبنا ربنا ونعم الوكيل
حسبنا ربنا الذي فتح البصرة * بالامس والحديث يطول
وعلي امامنا وامام * لسوانا اتى به التنزيل
يوم قال النبي من كنت مولاه * فهذا مولاه خطب جليل
إنما قاله النبي على الامة * حتم ما فيه قال وقيل

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 8 :
9 / 9 - حدثنا محمد بن محمد ، قال : أخبرني أبو الحسن علي بن محمد الكاتب ، قال : حدثنا الحسن بن علي الزعفراني ، قال : حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا المسعودي ، قال : حدثنا محمد بن كثير ، عن يحيى بن حماد القطان ، قال : حدثنا أبو محمد الحضرمي ، عن أبي علي الهمداني : أن عبد الرحمن بن أبي ليلى قام إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال : يا أمير المؤمنين ، إني سائلك لاخذ عنك ، وقد انتظرنا أن تقول من أمرك شيئا فلم تقله ، ألا تحدثنا عن أمرك هذا ، أكان بعهد من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أم شئ رأيته ؟ فإنا قد أكثرنا فيك الاقاويل ، وأوثقه عندنا ما قلناه عنك وسمعناه من فيك ، إنا كنا نقول : لو رجعت إليكم
-------------------------
( هامش ) * ( 1 ) الخنا : الفحش في الكلام . ( * )

/ صفحة 9 /
بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لم ينازعكم فيها أحد ، والله ما أدري إذا سئلت ما أقول ، أأزعم أن القوم كانوا أولى بما كانوا فيه منك ، فان قلت ذلك فعلى م نصبك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بعد حجة الوداع ، فقال : " أيها الناس من كنت مولاه فعلي مولاه " وان كنت أولى منهم بما كانوا فيه فعلى م نتولاهم ؟
فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : يا عبد الرحمن ، إن الله ( تعالى ) قبض نبيه صلى الله عليه وآله وأنا يوم قبضه أولى بالناس مني بقميصي هذا ، وقد كان من نبي الله إلي عهد لو خزمتموني ( 1 ) بأنفي لاقررت سمعا لله وطاعة ، وإن أول ما انتقصنا بعده إبطال حقنا في الخمس ، فلما دق أمرنا طمعت رعيان قريش فينا ، وقد كان لي على الناس حق لو ردوه إلي عفوا قبلته وقمت به ، وكان إلي أجل معلوم ، وكنت كرجل له على الناس حق إلى أجل ، فإن عجلوا له ماله أخذه وحمدهم عليه ، وإن أخروه أخذه غير محمودين ، وكنت كرجل يأخذ السهولة وهو عند الناس محزون ، وإنما يعرف الهدى بقلة من يأخذه من الناس ، فإذا سكت فاعفوني ، فإنه لو جاء أمر تحتاجون فيه إلى الجواب أجبتكم ، فكفوا عني ما كففت عنكم .
فقال عبد الرحمن : يا أمير المؤمنين ، فأنت لعمرك كما قال الاول :
لعمري لقد أيقظت من كان نائما ... وأسمعت من كانت له أذنان .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 247 :
433 / 25 - أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أبو العباس ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا ، قال : حدثنا علي بن قادم ، قال : حدثنا إسرائيل ، عن عبد الله بن شريك ، عن سهم بن الحصين الاسدي ، قال : قدمت إلى مكة أنا وعبد الله بن علقمة ، وكان عبد الله بن علقمة سبَّابة لعلي ( عليه السلام ) دهرا . قال : فقلت له : هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهدا ؟
قال : نعم ، فأتيناه فقال : هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال : نعم إذا حدثتك فسل عنها المهاجرين وقريشا ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام يوم غدير خم ، فأبلغ ثم قال : يا أيها الناس ، ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟
قالوا : بلى . قالها ثلاث مرات ، ثم قال : ادن يا علي ، فرفع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثلات مرات .
قال : فقال عبد الله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟
قال أبو سعيد : نعم ، وأشار إلى أذنيه وصدره ، قال : سمعته أذناي ووعاه قلبي .
قال عبد الله بن شريك : فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين ، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال : إني أتوب إلى الله واستغفره من سبِّ علي بن أبي طالب ( صلوات الله عليه ) ، ثلاث مرات .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 254 :
456 / 48 - أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار ، قال : حدثني عمي طاهر بن مدرار ، قال : حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح ، قال : حدثني الحكم بن عتيبة ، وسلمة بن كهيل ، قالا : حدثنا حبيب - وكان إسكافا في بني بدي ، وأثنى عليه خيرا - أنه سمع زيد بن أرقم يقول : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم ، فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 255 :
459 / 51 - أخبرنا أبو عمر ، قال : أخبرنا أحمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا عبيدالله ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر ، وسعيد بن وهب ، وعن زيد بن نفيع ، قالوا : سمعنا عليا ( عليه السلام ) يقول في الرحبة : أنشد الله من سمع النبي ( صلى الله عليه واله ) يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام ، فقام ثلاثة عشر ، فشهدوا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟.
قالوا : بلى يا رسول الله .
فأخذ بيد علي فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
قال أبو إسحاق - حين فرغ من الحديث - : يا أبا بكر ، أي أشياخ هم ؟ .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 272 :
509 / 47 - اخبرنا أبو عمر ، قال : حدثنا أحمد ، حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال : حدثنا عبيدالله بن موسى ، قال : حدثنا هانئ بن أيوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد : أنه سمع عليا ( عليه السلام ) في الرحبة ينشد الناس : من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ؟ فقام بضعة عشر فشهدوا .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 332 :
664 / 4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا أحمد بن يحيى ، قال . حدثنا علي بن ثابت ، قال : حدثنا منصور بن أبي الاسود ، عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك ، أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير خم : أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخذ بيد علي ( عليه السلام ) ، فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 332 :
667 / 7 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد إجازة ، قال : حدثنا علي بن محمد بن حبيبة الكندي ، قال : حدثنا حسن بن
/ صفحة 333 /
حسين ، قال : حدثنا أبو غيلان سعد بن طالب الشيباني ، عن إسحاق ، عن أبي الطفيل ، قال : كنت في البيت يوم الشورى وسمعت عليا ( عليه السلام ) يقول : أنشدكم بالله جميعا أفيكم أحد صلى القبلتين مع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد وحد الله قبلي ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله جميعا هل فيكم أحد أخو رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟
قالوا : اللهم لا . قال أنشدكم بالله هل فيكم أحد له زوجة مثل زوجتي فاطمة سيدة نساء أهل الجنة؟
قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد له أخ مثل أخي جعفر ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد له سبطان مثل سبطي الحسن والحسين ابني رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سيدي شباب أهل الجنة ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد ناجى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقدم بين يدي نجواه صدقة غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فأنشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنت مني بمنزلة هارون من موسى ) غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم بالله هل فيكم أحد أتي النبي ( صلى الله عليه وآله ) بطير فقال : ( اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ) ، فدخلت عليه فقال ( اللهم وإلي ) . فلم يأكل معه أحد غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : اللهم اشهد .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 334 :
672 / 12 - أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت ، قال : حدثنا أحمد بن محمد ، قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان ، قال . حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال : حدثنا هانئ بن أيوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد ؛ أنه سمع عليا ( عليه السلام ) في الرحبة وهو ينشد الناس : من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : ( من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ) فقام بضعة عشر فشهدوا .

............................................................
- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 343 :
754 / 44 - أخبرنا ابن الصلت ، قال : أخبرنا ابن عقدة ، قال : حدثنا علي بن محمد ، قال : حدثنا داود بن سليمان ، قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب ( عليهم السلام ) ، قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، واخذل من خذله ، وانصر من نصره .
............................................................

- الأمالي- الشيخ الطوسي ص 545 :
1168 / 4 - وعنه ، قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل ، قال : حدثنا الحسن ابن علي بن زكريا العاصمي ، قال : حدثنا أحمد بن عبيدالله العدلي ، قال : حدثنا الربيع ابن يسار ، قال : حدثنا الاعمش ، عن سالم بن أبي الجعد ، يرفعه إلى أبي ذر ( رضي الله عنه ) : أن عليا ( عليه السلام ) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص ، أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ، ويتشاوروا في أمرهم ، وأجلهم ثلاثة أيام ، فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم ، قتل ذلك الرجل ، وإن ترافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان ، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد ، قال لهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول ، فإن يكن حقا فاقبلوه ، وإن يكن باطلا فانكروه .
قالوا : قل .
قال : أنشدكم بالله - أو قال : أسألكم بالله - الذي يعلم سرائركم ، ويعلم صدقكم إن صدقتم ، ويعلم كذبكم إن كذبتم ، هل فيكم أحد آمن بالله ورسوله وصلى القبلتين قبلي ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فهل فيكم من يقول الله ( عز وجل ) : ( يأيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا والرسول وأولى الامر منكم ) ( 1 ) سواي ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فهل فيكم أحد نصر أبوه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكفله غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فهل فيكم أحد زين أخوه بجناحين في الجنة غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فهل فيكم أحد وحد الله قبلي ، ولم يشرك بالله شيئا ؟
قالوا : اللهم لا .
-------------------------
( هامش ) * ( 1 ) سورة النساء 4 : 59 . ( * )

/ صفحة 546 /
قال : فهل فيكم أحد عمه حمزة سيد الشهداء غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فهل فيكم أحد زوجته سيدة نساء أهل الجنة غيري ؟
قالوا : الهم لا .
قال : فهل فيكم أحد ابناه سيدا شباب أهل الجنة غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فهل فيكم أحد أعلم بناسخ القرآن ومنسوخه والسنة مني ؟
قالوا : اللهم لا .
قال . فهل فيكم أحد سماه الله ( عز وجل ) في عشر آيات من القرآن مؤمنا غيري ؟
قالوا : اللهم لا .
قال : فهل فيكم أحد ناجى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عشر مرات ، يقدم بين يدي نجواه صدقة غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ليبلغ الثاهد الغائب ذلك " غيري ؟
قالوا : لا .
قال . فهل فيكم رجل قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لاعطين الراية رجلا غدا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله ، كرارا غير فرار ، لا يولي الدبر ، يفتح الله على يديه " وذلك حيث رجع أبو بكر وعمر منهزمين ، فدعاني وأنا أرمد ، فتفل في عيني ، وقال : " اللهم اذهب عنه الحر والبرد " فما وجدت بعدها حرا ولا بردا يؤذياني ، ثم أعطاني الراية ، فخرجت بها ، ففتح الله على يدي خيبر ، فقتلت مقاتليهم وفيهم مرحب ، وسبيت ذراريهم ، فهل كان ذلك غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي ، وأشدهم لي ولك حبا ، يأكل معي من هذا الطائر " فأتيت فأكلت معه غيري ؟
قالوا : لا .
قال . فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " لتنتهن يا بني وليعة ، أو لابعثن عليكم رجلا كنفسي ، طاعته كطاعتي ، ومعصيته كمعصيتي ، يعصاكم - أو يقصعكم - بالسيف ) غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا " غيري ؟
قالوا : لا .
/ صفحة 547 /
قال : فهل فيكم من سلم عليه في ساعة واحدة ثلاثة آلاف من الملائكة وفيهم جبرئيل وميكائيل وإسرافيل ، ليلة القليب ، لما جئت بالماء إلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له جبرئيل ( عليه السلام ) : " هذه هي المواساة " وذلك يوم أحد ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : " إنه مني ، وأنا منه " فقال جبرئيل ( عليه السلام ) . " وأنا منكما ، غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد نودي به من السماء : " لا سيف إلا ذو الفقار ، ولا فتى إلا علي " غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم من يقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إني قاتلت على تنزيل القرآن ، وستقاتل أنت على تأويله " غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد غسل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مع الملائكة المقربين بالروح والريحان ، تقلبه لي الملائكة ، وأنا أسمع قولهم ، وهم يقولون : " استروا عورة نبيكم ستركم الله " غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم من كفن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ووضعه في حفرته غيري ؟
قالوا : لا .
قال . فهل فيكم أحد بعث الله ( عز وجل ) إليه بالتعزية حيث قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وفاطمة ( عليها السلام ) تبكيه ، إذ سمعنا حسا على الباب ، وقائلا يقول ، نسمع صوته ولا نرى شخصه : " السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته ، ربكم ( عز وجل ) يقرئكم السلام ، ويقول لكم : إن في الله خلفا من كل مصيبة ، وعزاء من كل هالك ، ودركا من كل فوت ، فتعزوا بعزاء الله ، واعلموا أن أهل الأرض يموتون ، وأهل السماء لا يبقون ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته " وأنا في البيت وفاطمة والحسن والحسين أربعة لا خامس لنا إلا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مسجى بيننا ، غيرنا ؟
/ صفحة 548 /
قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد ردت عليه الشمس بعد ما غربت ، أو كادت ، حتى صلى العصر في وقتها غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد أمره رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يأخذ براءة بعدما انطلق أبو بكر بها فقبضها منه ، فقال أبو بكر بعدما رجع : " يا رسول الله ، أنزل فيَّ شيء " فقال له : " لا ، إنه لا يؤدي عني إلا علي " غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم من قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، ولو كان بعدي نبي لكنته يا علي " غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إنه لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا كافر " غيري ؟
قالوا : لا .
قال : أتعلمون أنه أمر بسد أبوابكم وفتح بابي ، فقلتم في ذلك ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ما أنا سددت أبوابكم ، ولا أنا فتحت بابه ، بل الله سد أبوابكم ، وفتح بابه "
قالوا : نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ناجاني يوم الطائف دون الناس ، فأطال ذلك ، فقال بعضكم : " يا رسول الله ، إنك انتجيت عليا دوننا " فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " ما أنا انتجيته ، بل الله ( عز وجل ) انتجاه ؟
قالوا : نعم .
قال : أتعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال . " الحق بعدي مع علي ، وعلي مع الحق ، يزول الحق معه حيثما زال " ؟
قالوا : نعم .
قال : فهل تعلمون أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، وإنكم لن تضلوا ما اتبعتموهما واستمسكتم بهما " ؟
قالوا : نعم .
قال : فهل فيكم أحد وقى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه ، ورد مكر المشركين به واضطجع في مضجعه ، وشَرَى بذلك من الله نفسه غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم حيث آخى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بين أصحابه أحد كان له
/ صفحة 549 /
أخاً غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد ذكره الله ( عز وجل ) بما ذكرني إذ قال : ( والسابقون السابقون * أولئك المقربون " ( 1 ) غيري ؟ فهل سبقني منكم أحد إلى الله ورسوله ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون " ( 2 ) غيري ؟
قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد برز لعمرو بن عبد ودّ حيث عبر خندقكم وحده ، ودعا جمعكم إلى البراز ، فنكصتم عنه ، وخرجت إليه فقتلته ، وفت الله بذلك في أعضاد المشركين والأحزاب غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهم فيكم أحد ترك رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بابه مفتوحا في المسجد ، يحل له ما يحل لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، ويحرم عليه ما يحرم على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فيه ، غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد أنزل الله فيه آية التطهير حيث يقول الله ( تعالى ) : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " ( 3 ) غيري وزوجتي وابني ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( أنا سيد ولد آدم ، وعلي سيد العرب ) غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( ما سألت الله ( عز وجل ) لي شيئا إلا سألت لك مثله " غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد كان صاحب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في المواطن كلها غيري ؟
قالوا : لا .
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) سورة الواقعة 56 : 10 ، 11 .
( 2 ) سورة المائدة 5 : 55 .
( 3 ) سورة الأحزاب 33 : 33 . ( * )

/ صفحة 550 /
قال : فهل فيكم أحد ناول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبضة من تراب من تحت قدميه فرمى به في وجوه الكفار فانهزموا ، غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد قضى دين رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأنجز عداته ، غيري ؟
قالوا : لا .
قال : فهل فيكم أحد اشتاقت الملائكة إلى رؤيته ، فاستأذنت الله ( تعالى ) ، في زيارته ، غيري ؟
قالوا : لا . (انتهى)

............................................................
- غاية المرام - للسيد هاشم البحراني : ج1 / ص 306 – 345 :
الباب السابع عشر :
في نص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بالولاية المقتضية للامارة والإمامة بغدير خم من طريق الخاصة ، وفيه ثلاثة واربعون حديثا.
الحديث الأول :
أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه في أماليه قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي قال : حدثني محمد بن الحسين بن حفص قال : حدثني محمد بن هارون بن إسحاق ( 1 ) الهاشمي المنصوري قال : حدثنا قاسم بن الحسن الذبيري ( 2 ) قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هارون عن أبي سعيد قال : لما كان يوم غدير خم أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مناديا فنادى الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) وقال : " أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " . فقال حسان بن ثابت : يارسول الله أقول في علي شعرا ؟ فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " إفعل " ، فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * بخم وأكرم بالنبي مناديا
يقول : فمن مولاكم ووليكم ؟ * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا وأنت ولينا * ولن تجدن منا لك اليوم عاصيا
فقال له : قم يا علي فانني * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
وكان علي أرمد العين يبتغي * لعينيه مما يشتكيه مداويا
فداواه خير الناس منه بريقه * فبورك مرقيا وبورك راقيا ( 3 )

الثاني :
ابن بابويه قال : حدثني أحمد بن ادريس ( 4 ) قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن محمد بن أبي عمير ، عن محمد القبطي قال : قال الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) أغفل الناس قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
--------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : أبو إسحاق .
( 2 ) في المصدر : الزبيدي .
( 3 ) أمالي الصدوق ص 514 ، البحار : 37 / 112 .
( 4 ) في المصدر : حدثنا أبي قال : حدثنا أحمد بن ادريس . ( * )

/ صفحة 307 /
في علي بن أبي طالب في مشربة ( 1 ) ام إبراهيم كما أغفلوا قوله يوم غدير خم ، إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كان في مشربة ام إبراهيم وعنده أصحابه إذ جاء علي ( عليه السلام ) فلم يفرجوا له فلما رآهم لا يفرجون له قال : " يا معاشر الناس هذا أهل بيتي تستخفون بهم وأناحي بين ظهرانيكم ، أما والله لئن غبت عنكم فإن الله لا يغيب عنكم ، إن الروح والراحة والبشر والبشارة لمن ائتم بعلي وتولاه ، وسلم له وللاوصياء من ولده . حقا . على أن أدخلهم في شفاعتي لأنهم أتباعي ، ومن تبعني فإنه مني سنة جرت في من إبراهيم ، لأني من إبراهيم وإبراهيم مني ، وفضلي له فضل ، وفضله فضلي ، وأنا أفضل منه تصديق قول ربي : * ( ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم ) * ( 2 ) " وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وثئت ( 3 ) رجله في مشربة أم إبراهيم حتى عاده الناس ( 4 ) .
الثالث :
ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن موسى ( 5 ) بن المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن أبيه ، عن محمد بن سنان عن المفضل بن عمر ، عن أبي الجارود ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أيها الناس ان قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " منهم : أنس بن مالك ، والبراء بن عازب الأنصاري ، والأشعث بن قيس الكندي ، وخالد بن يزيد البجلي . ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك فقال : " يا أنس إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فعلي مولاه ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لاتغطيه العمامة ، واما أنت يا اشعث فإن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا اماتك الله حتى يذهب بكريمتيك ، وأما أنت يا خالد بن يزيد إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية ، وأما أنت يا براء بن عازب إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، أللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ،
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : يوم مشربة .
( 2 ) آل عمران : 34 .
( 3 ) الوث ء : وصم يصيب اللحم لا يبلغ العظم أو دون أن ينكسر العظم .
( 4 ) أمالي الصدوق ص 98 .
( 5 ) في المصدر : حدثنا الشيخ الفقيه أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي قال : حدثنا محمد بن موسى . ( * )
 

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
/ صفحة 308 /
ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه " .
قال جابر بن عبد الله الأنصاري : ولقد ( 1 ) رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فلا تستره ، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه وهو يقول : الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب . وأما خالد بن يزيد فإنه مات فأراد أهله أن يدفنونه فحفر له في منزله فدفن فسمعت بذلك كندة فجائت بالخيل والابل فعقرتها على باب منزله فمات ميتة جاهلية ، وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر ( 2 ) .
الرابع :
ابن بابويه قال : حدثنا محمد بن عمر الحافظ قال : حدثنا أبو عبد الله جعفر ابن محمد الحسيني قال : حدثنا محمد بن علي بن خلف قال : حدثنا سهل بن عامر قال : حدثنا زافر ( 3 ) بن سليمان ، عن شريك ، عن أبي إسحاق قال : قلت لعلي بن الحسين ( عليه السلام ) ما معنى قول النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال أخبرهم بأنه الإمام بعده ( 4 ) .
الخامس :
ابن بابويه قال : حدثنا الحسين بن إبراهيم قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن جعفر بن سلمة الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد قال : حدثنا علي بن إبراهيم بن البريد ( 5 ) عن أبيه قال : سئل زيد بن علي ( عليه السلام ) عن قول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . قال : نصبه علما ليعلم به حزب الله عند الفرقة ( 6 ) .
السادس :
ابن بابويه قال : حدثنا أبو عبد الله الحسين بن أحمد العلوي من ولد محمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب قال : حدثنا أبو الحسين ( 7 ) أحمد بن موسى قال : حدثنا أحمد بن علي قال : حدثني أبو علي الحسن بن إبراهيم بن علي العباسي قال : حدثني أبو سعيد عمير بن مرداس الدولقي ، عن جعفر بن بشير المكي عن وكيع المسعودي ( 8 ) رفعه ، عن سلمان الفارسي رحمه الله قال : مر إبليس لعنه الله بنفر يتسابون ( 9 ) أمير المؤمنين فوقف أمامهم فقال القوم : من الذي وقف
-------------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : والله لقد رأيت .
( 2 ) أمالي الصدوق ص 107 - 108 .
( 3 ) في المصدر : زفر بن سليمان .
( 4 ) أمالي الصدوق ص 109 .
( 5 ) في المصدر : عن إبراهيم بن محمد قال : حدثنا القتاد قال : حدثنا علي بن هاشم بن البريد .
( 6 ) أمالي الصدوق 109 .
( 7 ) في المصدر : أبو الحسن علي بن أحمد .
( 8 ) في المصدر : حدثنا وكيع عن المسعودي .
( 9 ) في المصدر : يتناولون . ( * )

/ صفحة 309 /
أمامنا ؟ فقال : أنا أبو مرة فقالوا : يا أبا مرة أما تسمع كلامنا ! فقال سوءة لكم تسبون مولاكم علي بن أبي طالب فقالوا له : من أين علمت أنه مولانا ؟ فقال : من قول نبيكم : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " . فقالوا له : أنت من مواليه وشيعته ؟ فقال : ما أنا من مواليه ولا من شيعته ولكني أحبه وما يبغضه أحد إلا شاركته في المال والولد : فقالوا له : يا أبا مرة فتقول في علي شيئا : فقال لهم : إسمعوا مني معاشر الناكثين والقاسطين والمارقين عبدت الله عز وجل في الجان اثنتا عشرة ألف سنة فلما أهلك الله الجان شكوت إلى الله عز وجل الوحدة فعرج بي إلى السماء فعبدت الله عز وجل في السماء الدنيا اثنتا عشرة ألف سنة ( 1 ) في جملة الملائكة فبينا نحن نسبح الله عز وجل ونقدسه إذ مر بنا نور شعشعاني فخرت الملائكة لذلك ( 2 ) سجدا فقالوا سبوح قدوس ، نور ملك مقرب أو نبي مرسل . فإذا النداء من قبل جل جلاله : لا نور ملك مقرب ولا نبي مرسل هذا نور طينة علي بن أبي طالب ( 3 ) .
السابع :
محمد بن يعقوب ، عن محمد بن يحيى ، عن أحمد بن سليمان ، عن عبد الله بن أحمد ( 4 ) اليماني ، عن منيع بن الحجاج ، عن الصباح المزني ، عن جابر ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) ، قال : لما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) يوم الغدير صرخ ابليس في جنوده صرخة لم يبق منهم أحد في بر ولا بحر إلا أتاه ، فقالوا لسيدهم ومولاهم : ماذا دهاك ؟ فما سمعنا لك صرخة أوحش من صرختك هذه ؟ فقال لهم : فعل هذا النبي فعلا إن تم لم يعص الله أبدا ، فقالوا : ياسيدهم أنت كنت لادم ، فلما قال المنافقون ينطق عن الهوى ، وقال أحدهما لصاحبه أما ترى عينيه يدوران في أم رأسه كأنه مجنون - يعنون رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) - صرخ ابليس صرخة بطرب فجمع أولياءه فقال : أما علمتم أني كنت لآدم من قبل ؟ فقالوا : نعم ! قال : آدم نقض العهد ولم يكفر بالرب ، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول ، فلما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) واقام الناس غير علي لبس تاج الملك ، ونصب منبرا وقعد في الزينة ، وجمع خيله ورجله ثم قال لهم : اطربوا لايطاع الله حتى يقام إمام . وتلا أبو جعفر ( عليه السلام ) : * ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ) * ( 5 ) قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : " كان تأويل هذه الاية لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والظن من ابليس حين قالوا لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : إنه ينطق عن الهوى ، وظن
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : الف سنة اخرى .
( 2 ) في المصدر : لذلك النور .
( 3 ) أمالي الصدوق ص 310 .
( 4 ) في البرهان : عبد الله بن محمد .
( 5 ) السبأ : 2 . ( * )

/ صفحة 310 /
ابليس بهم ظنا فصدقوا ظنه " ( 1 ) .
الثامن :
علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : لما أمر الله نبيه أن ينصب أمير المؤمنين للناس في قوله : * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) * في علي بغدير خم فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " فجاءت الأبالسة إلى ابليس الأكبر وحثوا التراب على وجوههم فقال لهم ابليس : مالكم ؟ قالوا : ان هذا الرجل قد عقد اليوم عقدة لا يحلها شئ إلى يوم القيامة فقال لهم ابليس : كلا إن الذين حوله قد وعدوني فيه عدة لن يخلفوني فأنزل الله على رسوله : * ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه ) * الآية ( 2 ) .
التاسع :
الشيخ الثقة محمد بن العباس بن ماهيار في تفسيره فيما نزل في أهل البيت ( عليهم السلام ) في القرآن قال : حدثنا الحسين بن أحمد المالكي ، عن محمد بن عيسى بن عبيد ، عن أبي فضالة ( 3 ) ، عن عبد الصمد بن بشير ، عن عطية العوفي ، عن أبي جعفر ( عليه السلام ) قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما أخذ بيد علي ( عليه السلام ) بغدير خم فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " كان ابليس حاضرا بعفاريته ، فقال له حيث قال : من كنت مولاه فعلي مولاه والله ما هكذا قلت لنا ، قد أخبرتنا أن هذا إذا مضى إفترق أصحابه وهذا امر مستقر كلما أراد أن يذهب واحد بدر آخر فقال : افترقوا فإن أصحابه قد وعدوني أن لايقروا له بشئ مما قال . وهو قول عز وجل : * ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ) * ( 4 ) .
العاشر :
علي بن إبراهيم ، عن زيد الشحام قال : دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر ( عليه السلام ) وسأله عن قوله عز وجل : * ( ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ) * قال : " لما أمر الله نبيه بنصب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) للناس وهو قوله تعالى : * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) * في علي : * ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته ) * أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي ( عليه السلام ) يوم غدير خم وقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، حثت الأبالسة التراب على رأسها فقال لهم ابليس الاكبر : مالكم ؟ قالوا قد عقد هذا الرجل اليوم عقدة لا يحلها انسي إلى يوم القيامة ، فقال لهم ابليس : كلا إن الذين
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) البرهان في تفسير القرآن : 3 / 349 - 350 ، الكافي : 8 : 344 ، تأويل الآيات : 464 .
( 2 ) البرهان : 3 / 350 ، البحار : 37 / 169 ، تفسير القمي : 2 / 201 .
( 3 ) في البحار : الحسين بن أحمد ، عن اليقطيني ، عن ابن فضال .
( 4 ) البرهان : 3 / 350 ، البحار : 37 / 168 - 169 . ( * )

/ صفحة 311 /
حوله قد وعدوني فيه عدة ولن يخلفوني فيها فانزل الله سبحانه هذه الآية : * ( ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه إلا فريقا من المؤمنين ) * يعني شيعة أمير المؤمنين " ( 1 ) .
الحادي عشر :
عبد الله بن جعفر الحميري في قرب الاسناد ، عن هارون بن مسلم ، عن مسعدة ابن صدقة قال : حدثني جعفر بن محمد ، عن أبيه أن إبليس عدو الله رن أربع رنات : يوم لعن ، ويوم اهبط إلى الأرض ، ويوم بعث النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ويوم الغدير ثم قال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : " قال أبي : إن اللعنة إذا خرجت من صاحبها ترددت بينه وبين الذي يلعن ، فإن وجدت مساغا والا عادت الى صاحبها وكان أحق بها . فاحذروا أن تلعنوا مؤمنا فتحل بكم " ( 2 ) .
الثاني عشر :
محمد بن يعقوب عن محمد بن الحسن وغيره ، عن سهل ، عن محمد بن عيسى ، ومحمد بن يحيى ، ومحمد بن الحسين جميعا ، عن محمد بن سنان ، عن إسماعيل بن جابر ، وعبد الكريم بن عمرو ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) في حديث طويل قال فقال الله جل ذكره : * ( فإذا فرغت فانصب والى ربك فارغب ) * يقول : فإذا فرغت فانصب علمك واعلن وصيك : فأعلمهم فضله علانية فقال ( عليه السلام ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " ( 3 ) .
الثالث عشر :
محمد بن العباس بن ماهيار قال : حدثنا أحمد بن القاسم ، عن أحمد بن محمد بن خالد ، عن محمد بن علي ، عن أبي جميلة ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قوله تعالى : * ( فإذا فرغت فانصب ) * كان رسول الله حاجا فنزلت : * ( فإذا فرغت فانصب ) * عليا للناس ( 4 ) .
الرابع عشر :
محمد بن العباس هذا قال : حدثنا علي بن محمد بن مخلد ، عن الحسن بن القاسم ، عن عمرو بن الحسن ، عن آدم بن حماد ، عن حسين بن محمد قال : سألت سفيان بن عيينة عن قول الله عز وجل : * ( سأل سائل بعذاب واقع ) * ( 5 ) فيمن نزلت ؟ فقال : يابن أخي لقد سألتني عن شئ ما سألني عنه أحد قبلك ، لقد سألت جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) في مثل هذا الذي قلت فقال : أخبرني أبي ، عن جدي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قال : لما كان يوم غدير خم قام رسول الله ( صلى الله عليه وآله )
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) البرهان : 3 / 350 ، البحار : 37 / 169 ، تأويل الآيات : 463 .
( 2 ) قرب الاسناد ص 7 . ط - طهران .
( 3 ) البرهان : 4 / 475 .
( 4 ) البحار : 36 / 135 .
( 5 ) المعارج : 1 . ( * )

/ صفحة 312 /
خطيبا ( 1 ) ثم دعا علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فأخذ بضبعه ثم رفع بيده حتى رئي بياض إبطيهما وقال للناس : " ألم أبلغكم الرسالة ألم أنصح لكم ؟ قالوا : اللهم نعم قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه ( 2 ) اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ، قال ففشت هذه في الناس فبلغ ذلك الحرث بن النعمان الفهري فرحل ( 3 ) راحلة ثم استوى عليها ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ ذاك بالابطح فأناخ راحلته ( 4 ) ثم عقلها ، ثم أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) ثم قال : يا عبد الله ( 5 ) إنك دعوتنا إلى أن نقول : لا إله إلا الله ففعلنا ، ثم دعوتنا إلى أن نقول إنك رسول الله ففعلنا والقلب فيه ما فيه ثم قلت لنا صلوا فصلينا ، ثم قلت : صوموا فصمنا ، ثم قلت : حجوا فحججنا ، ثم قلت ( 6 ) لنا : من كنت مولاه فعلي مولاه ؟ اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ( 7 ) فهذا عنك أم عن الله ؟ فقال : " بل عن الله " . قال : فقالها ثلاثا فنهض وإنه لمغضب ، وإنه ليقول : أللهم إن كان ما يقول محمد حقا فأمطر علينا حجارة من السماء تكون نقمة في أولنا وآية في آخرنا ، وإن كان ما يقوله محمد كذبا فأنزل به نقمتك ، ثم أثار ( 8 ) ناقته واستوى ( 9 ) عليها فرماه بحجر على رأسه فسقط ميتا ، فأنزل الله تبارك وتعالى : * ( سأل سائل بعذاب واقع للكافرين ليس له دافع من الله ذي المعارج ) * ( 10 ) .
الخامس عشر :
محمد بن العباس قال : حدثنا الحسن بن أحمد المالكي ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن سنان ، عن الحسين الجمال قال : حملت أبا عبد الله ( عليه السلام ) من المدينة إلى مكة ، فلما بلغ غدير خم نظر إلي وقال : هذا موضع قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين أخذ بيد علي ( عليه السلام ) وقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ، وكان عن يمين الفسطاط أربعة نفر من قريش سماهم لي فلما نظروا إليه وقد رفع يده حتى بان بياض إبطيه قالوا : انظروا إلى عينيه قد انقلبتا كأنهما عينا مجنون فاتاه جبرائيل فقال : إقرأ : * ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في البحار : خطيبا فاوجز في خطبته .
( 2 ) في البحار : فهذا علي مولاه .
( 3 ) رحله : ازعجه وصيره يرحل .
( 4 ) في البحار : حتى انتهى الى الابطح فأناخ راحلته .
( 5 ) في البحار : ثم جاء الى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فسلم ، فرد عليه النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد .
( 6 ) في البحار : ثم قلت حجوا فحججنا : ثم قلت : إذا رزق احدكم مائتي درهم فليتصدق بخمسه كل سنة ففعلنا ، ثم إنك أقمت ابن عمك فجعلته علما وقلت : من كنت مولاه فهذا علي مولاه .
( 7 ) في البحار : وانصر من نصره ، واخذل من خذله .
( 8 ) أثار : اي هيج .
( 9 ) في البحار : ثم أثار ناقته فحل عقالها ثم استوى عليها ، فلما خرج من الابطح رماه الله تعالى بحجر من السماء فسقط على رأسه وخرج من دبره ، وسقط ميتا .
( 10 ) تفسير فرات الكوفي ص 190 - 191 ، البحار : 37 / 175 - 176 . ( * )

/ صفحة 313 /
ويقولون إنه لمجنون وماهو إلا ذكر للعالمين ) * ( 1 ) والذكر علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقلت : الحمد لله الذي أسمعني منك هذا ، فقال : لولا إنك جمال ( 2 ) ماحدثتك بهذا ، لأنك لاتصدق إذا رويت عني ( 3 ) .
السادس عشر :
الشيخ في التهذيب بإسناده ، عن محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن الحسين ، عن الحجال ، عن عبد الله بن بشير ( 4 ) عن حسان الجمال قال : حملت أبا عبد الله ( عليه السلام ) من المدينة إلى مكة ، فلما انتهينا إلى مسجد الغدير نظر في ميسرة الجبل ( 5 ) فقال : ذاك موضع قدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حيث قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه " . ثم نظر في الجانب الآخر فقال : ذاك موضع فسطاط أبي فلان وفلان وسالم مولى أبي حذيفة وأبي عبيدة ابن الجراح ، فلما رأوه رافعا يده ( 6 ) قال بعضهم : انظروا إلى عينيه تدوران كأنهما عينا مجنون فنزل جبرائيل ( عليه السلام ) بهذه الآية : * ( وإن يكاد الذين كفروا ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون * وما هو إلا ذكر العالمين ) * ( 7 ) [ ثم قال : ياحسان لولا أنك جمالي ما حدثتك بهذا الحديث ] ( 8 ) .
السابع عشر :
محمد بن علي بن شهر آشوب ، عن معاوية بن عمار ، عن الصادق ( عليه السلام ) في خبر لما قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه " قال العدوي لا والله ما أمره الله بهذا وما هو إلا شئ يتقوله . فأنزل الله تعالى : * ( ولو تقول علينا بعض الأقاويل ) * إلى قوله : * ( وانه لحسرة على الكافرين ) * يعني محمدا : * ( وإنه لحق اليقين ) * ( 9 ) يعني به عليا ( 10 ) .
الثامن عشر :
محمد بن العباس ، عن أحمد بن القاسم ( 11 ) ، عن منصور بن العباس ، عن الحصين ،
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) القلم : 50 - 51 .
( 2 ) في البحار : جمالي .
( 3 ) البحار : : 37 / 221 .
( 4 ) في الكافي : عبد الصمد بن بشير .
( 5 ) في الكافي : نظر الى ميسرة المسجد .
( 6 ) في الكافي : فلما أن رأوه رافعا يديه .
( 7 ) القلم : 50 - 51 .
( 8 ) من لا يحضره الفقيه : 1 / 230 ح 687 ولم نجده في التهذيب .
( 9 ) الحاقة 44 - 51 ، ونص الآيات : " ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لاخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين * فما منكم من أحد عنه حاجزين * وإنه لتذكرة للمتقين * وانا لنعلم أن منكم مكذبين * وإنه لحسرة على الكافرين * وإنه لحق اليقين " .
( 10 ) مناقب آل أبي طالب : 3 / 37 .
( 11 ) في البرهان : أحمد بن القسم . ( * )

/ صفحة 314 /
عن العباس القصباني ، عن داود بن الحصين ( 1 ) ، عن فضل بن عبد الملك ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : " لما أوقف رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أمير المؤمنين يوم الغدير افترق الناس ثلاث فرق : فقالت فرقة : ضل محمد ، وفرقة قالت : غوى ، وفرقة قالت : يهواه يقول في أهل بيته وابن عمه . فأنزل الله سبحانه : * ( والنجم إذا هوى * ما ضل صاحبكم وما غوى * وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى ) * " ( 2 ) .
التاسع عشر :
ابن بابويه في أماليه قال : حدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن خلف بن حماد الأسدي ، عن أبي الحسن العبدي ، عن الأعمشي عن عباية بن ربعي ، عن عبد الله بن عباس قال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لما اسري به ( 3 ) إلى السماء إنتهى إلى نهر يقال له النور ، وهو قول الله عز وجل : * ( وجعل الظلمات والنور ) * ( 4 ) فلما إنتهى به إلى ذلك النهر قال له جبرائيل : يا محمد اعبر على بركة الله ، فقد نور الله لك بصرك ، ومد لك امامك ، فإن هذا نهر لم يعبره أحد ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل ، غير أن لي في كل يوم اغتماسة فيه ثم أخرج منها فانفض أجنحتي فليس من قطرة تقطر من اجنحتي إلا خلق الله تبارك وتعالى منها ملكا مقربا له عشرون ألف وجه ، وأربعون ألف لسان ، يلفظ كل لسان بلغة لا يفقهها ( 5 ) الآخر ، فعبر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حتى انتهى إلى الحجب ، والحجب خمسمائة حجاب من الحجاب إلى الحجاب مسيرة خمسمائة عام ، ثم قال : تقدم يا محمد ، فقال له : " يا جبرائيل : ولم لا تكون معي " ؟ قال ليس لي أن أجوز المكان ( 6 ) فتقدم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما شاء الله أن يتقدم حتى سمع ما قال الرب تبارك وتعالى فقال تبارك وتعالى : " أنا المحمود وأنت محمد شققت اسمك من إسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعك بتته ( 7 ) ، انزل على عبادي فأخبرهم بكرامتي إياك ، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك " ، فهبط رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فكره أن يحدث الناس بشئ كراهية أن يتهموه لانهم كانوا حديثي عهد بالجاهلية حتى مضى لذلك ستة أيام فانزل الله تبارك وتعالى : * ( فلعلك تارك بعض ما يوحى إليك وضائق به صدرك ) * ( 8 ) فاحتمل رسول الله ذلك حتى كان يوم الثامن فأنزل الله تبارك وتعالى عليه : * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في البرهان : داود بن الحسين .
( 2 ) البرهان : 4 / 245 . والاية في سورة النجم : 1 - 5 .
( 3 ) في المصدر : انتهى به جبرائيل .
( 4 ) الانعام : 1 .
( 5 ) في المصدر : لا يفقهها اللسان الاخر .
( 6 ) في المصدر : أن اجوز هذا المقام .
( 7 ) بتته : اي قطعه .
( 8 ) هود : 12 . ( * )

/ صفحة 315 /
تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * ( 1 ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " تهديد بعد وعيد لأمضين لأمر الله عز وجل فإن يتهموني ويكذبوني فهو أهون علي من أن يعاقبني العقوبة الموجعة في الدنيا والآخرة " . قال : وسلم جبرائيل على علي بامرة المؤمنين فقال علي ( عليه السلام ) : " يارسول الله أسمع الكلام ولا احس الرؤية " ! فقال : " يا علي هذا جبرائيل أتاني من قبل ربي بتصديق ما وعدني " ، ثم أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) رجلا فرجلا من اصحابه حتى سلموا عليه بامرة المؤمنين ثم قال : يا بلال ناد في الناس أن لايبقى ( 2 ) أحد إلا عليل إلا خرج إلى غدير خم . فلما كان من الغد خرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بجماعة أصحابه فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : " أيها الناس ، إن الله تبارك وتعالى أرسلني اليكم برسالة وإني ضقت بها ذرعا مخافة أن تتهموني وتكذبوني حتى أنزل الله علي وعيدا بعد وعيد فكان تكذيبكم إياي أيسر ( 3 ) من عقوبة الله إياي إن الله تبارك وتعالى أسرى بي وأسمعني وقال : يا محمد أنا المحمود وأنت محمد ، شققت إسمك من إسمي ، فمن وصلك وصلته ومن قطعتك بتته ، إنزل إلى عبادي فاخبرهم بكرامتي إياك ، وأني لم أبعث نبيا إلا جعلت له وزيرا ، وإنك رسولي وإن عليا وزيرك " . ثم أخذ ( صلى الله عليه وآله ) بيدي علي بن أبي طالب فرفعهما حتى نظر الناس إلى بياض ابطيهما ولم تريا قبل ذلك ، ثم قال : " أيها الناس إن الله تبارك وتعالى مولاي وأنا مولى المؤمنين فمن كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " ، فقال الشكاك والمنافقون والذين في قلوبهم مرض وزيغ : نبرأ إلى الله من مقالته ليس بحتم ، ولا نرضى أن يكون علي وزيره ، هذه منه عصبية ، فقال سلمان والمقداد وأبو ذر وعمار بن ياسر : والله ما برحنا العرصة حتى نزلت هذه الآية : * ( اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) * فكرر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ذلك ثلاثا ثم قال : " إن كمال الدين وتمام النعمة ، ورضا الرب بارسالي اليكم بالولاية بعدي لعلي بن أبي طالب " ( 4 ) .
العشرون :
ابن بابويه قال : حدثنا الحسن بن محمد بن سعيد الهاشمي قال : حدثنا فرات بن إبراهيم بن فرات الكوفي قال : حدثنا محمد بن ظهير قال : حدثنا عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن الصادق جعفر بن محمد ( عليه السلام ) عن أبيه عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : " قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يوم غدير خم أفضل أعياد أمتي ، وهو اليوم الذي أمرني الله تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي بن أبي طالب علما لامتي
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) المائدة : 67 .
( 2 ) في المصدر والمخطوطة : أن لايبقى غدا .
( 3 ) في المصدر : ايسر علي .
( 4 ) أمالي الصدوق ص 316 - 318 . ( * )

/ صفحة 316 /
يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي اكمل الله فيه الدين وأتم على أمتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا .
ثم قال ( عليه السلام ) : معاشر الناس علي مني وأنا من علي خلق من طينتي ، وهو إمام الخلق بعدي يبين لهم ما اختلفوا فيه من سنتي ، وهو أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب المؤمنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهتدين ( 1 ) .
معاشر الناس : من أحب عليا أحببته ، ومن أبغض عليا أبغضته ، ومن وصل عليا وصلته ، ومن قطع عليا قطعته ، ومن جفا عليا جفوته ، ومن والى عليا واليته ومن عادى عليا عاديته .
معاشر الناس : أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ولن تؤتى المدينة إلا من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا .
معاشر الناس : والذي بعثني بالنبوة واصطفاني على جميع البرية ما نصبت عليا علما لامتي في الأرض حتى نوه الله باسمه في سماواته ، واوجب ولايته على جميع ملائكته " ( 2 ) .
الحادي والعشرون :
أمالي أبي عبد الله النيسابوري وأمالي أبي جعفر الطوسي في خبر ، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر ، عن الرضا ( عليه السلام ) قال : " حدثني أبي ، عن أبيه قال إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض ، إن الله تبارك وتعالى بنى في الفردوس الأعلى قصرا ( 3 ) لبنة من فضة ولبنة من ذهب ، فيه مائة ألف قبة من ياقوتة حمراء ومائة ألف خيمة من ياقوت خضراء ، ترابه المسك والعنبر ، وفيه أربعة انهار : نهر من خمر ، ونهر من ماء ، ونهر من لبن ، ونهر من عسل ، حواليه اشجار جميع الفواكه ، عليها الطيور ، أبدانهامن لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات ، إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبحون الله ويقدسونه ويهللونه ، فتتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء وتتمرغ على ذلك المسك والعنبر فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم ، وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة ، فإذا كان آخر اليوم نودوا : إنصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطر والزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد وعلي ( عليهما السلام ) " ( 4 ) .
الثاني والعشرون :
الشيخ الطوسي في أماليه قال : أخبرنا محمد بن محمد - يعني المفيد - قال : حدثني أبو الحسن علي بن أحمد القلانسي المراغي قال : حدثنا عبد الله بن محمد قال : حدثنا عبد
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : الأئمة المهديين .
( 2 ) أمالي الصدوق ص 111 .
( 3 ) في البحار : ان لله تعالى في الفردوس قصرا .
( 4 ) البحار : 37 / 163 - 164 . ( * )

/ صفحة 317 /
الرحمن بن صالح قال : حدثنا موسى بن عمران الحضرمي ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن زيد بن أرقم قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بغدير خم يقول : " إن الصدقة لا تحل لي ولا لأهل بيتي ، لعن الله من ادعى إلى غير أبيه ، لعن الله من تولى غير مواليه ، الولد لصاحب الفراش وللعاهر الحجر ، وليس لوارث وصية ، ألا وقد سمعتم مني ورايتموني ، ألا من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ، ألا وإني فرط لكم على الحوض ومكاثر بكم الامم يوم القيامة فلا تسودوا وجهي ، ألا لأستنقذن رجالا من النار وليستنقذن من يدي أقوام ، إن الله مولاي وأنا مولى كل مؤمن ومؤمنة ، ألا فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه " ( 1 ) .
الثالث والعشرون :
الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مهدي قال : أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا ( 2 ) قال : حدثنا علي بن قادم قال : حدثنا إسرائيل ، عن عبد الله بن سهل ( 3 ) ، عن سهم ابن الحصين الأسدي قال : قدمت إلى مكة أنا وعبد الله ابن علقمة وكان عبد الله بن علقمة سبابة لعلي بن أبي طالب دهرا . قال : فقلت له : هل لك في هذا - يعني أبا سعيد الخدري - نحدث به عهدا ؟ قال : نعم ، فأتيناه فقال : هل سمعت لعلي منقبة ؟ قال : نعم إذا حدثتك تسأل ( 4 ) عنها المهاجرين والأنصار وقريشا إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قام يوم غدير خم فأبلغ ثم قال : " يا أيها الناس ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قالها ثلاث مرات ، ثم قال : ادن يا علي فرفع رسول الله يديه حتى نظرت إلى بياض آباطهما قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، ثلاث مرات " . قال : فقال عبد الله بن علقمة : أنت سمعت هذا من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ؟ قال أبو سعيد : نعم وأشار إلى أذنيه وصدره قال : سمعته أذناي ، ووعاه قلبي . قال عبد الله بن شريك : فقدم علينا عبد الله بن علقمة وسهم بن حصين ، فلما صلينا الهجير قام عبد الله بن علقمة فقال : إني أتوب إلى الله وأستغفره من سب علي ، ثلاث مرات ( 5 ) .
الرابع والعشرون :
الشيخ في أماليه بهذا الاسناد قال : أبو العباس ( 6 ) قال : حدثنا يحيى بن زكريا
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) أمالي الطوسي : 1 / 231 .
( 2 ) في المصدر : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أبو العباس قال : حدثنا أحمد بن يحيى بن زكريا .
( 3 ) في المصدر : عبد الله بن شريك .
( 4 ) في المصدر : فسل .
( 5 ) أمالي الطوسي : 1 / 252 .
( 6 ) في المصدر : وبالاسناد قال : أخبرنا أبو عمر قال : حدثنا أبو العباس . ( * )

/ صفحة 318 /
ابن شيبان الكندي قال : حدثنا إبراهيم بن الحكيم بن ظهير قال : حدثني أبي ، عن منصور بن مسلم ابن سابور ، عن عبد الله بن عطا ، عن عبد الله بن يزيد ، عن أبيه قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " علي بن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة ، وهو وليكم من بعدي " ( 1 ) .
الخامس والعشرون :
الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : أخبرنا أحمد قال : حدثنا الحسن بن جعفر بن مدرار ( 2 ) قال : حدثنا معاوية بن ميسرة بن شريح ، قال : حدثني الحكم بن عتبة ( 3 ) وسلمة بن كهيل قالا : حدثنا حبيب - وكان اسكافافي بني عدي وأثنى عليه خيرا - أنه سمع زيد بن أرقم يقول : خطبنا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يوم غدير خم فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ( 4 ) .
السادس والعشرون :
الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر - يعني ابن مهدي - قال : أخبرنا أحمد - يعني ابن عقدة - قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال : حدثنا عبد الله ، عن فطر ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو ذي مر ، وسعيد بن وهب وزيد بن نفيع قالوا : سمعنا عليا ( عليه السلام ) يقول في الرحبة : " من سمع النبي ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير خم ما قال إلا قام " ، فقام ثلاثة عشر فشهدوا أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : " ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى يارسول الله ، فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأحب من أحبه ، وأبغض من أبغضه ، وانصر من نصره ، واخذل من خذله " . قال أبو إسحاق حين فرغ من الحديث : يا أبا بكر : في أشياء اخر ( 5 ) .
السابع والعشرون :
الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أبو عمر قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد - يعني ابن عقدة - قال : حدثنا الحسن بن علي بن عفان قال : حدثنا عبيدالله بن موسى قال : حدثنا هاني بن أيوب ، عن طلحة بن مصرف ، عن عميرة بن سعد أنه سمع عليا ( عليه السلام ) في الرحبة ينشد الناس من سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " . فقام بضعة عشر فشهدوا ( 6 ) .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) أمالي الطوسي : 1 / 253 .
( 2 ) في المصدر : قال : حدثني عمي طاهر بن مدرار قال : حدثنا معاوية .
( 3 ) الحكم بن عيينة .
( 4 ) أمالي الطوسي : 1 / 259 - 260 .
( 5 ) أمالي الطوسي : 1 / 260 - 261 .
( 6 ) أمالي الطوسي : 1 / 278 . ( * )

/ صفحة 319 /
الثامن والعشرون : الشيخ في أماليه قال : أخبرنا أحمد بن محمد بن الصلت قال : أخبرنا أحمد ابن محمد قال : حدثنا أحمد بن يحيى قال : حدثنا علي بن ثابت قال : حدثنا منصور بن أبي الأسود ، عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك أنه سمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول يوم غدير خم : " أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، وأخذ بيد علي ( عليه السلام ) فقال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ( 1 ) .
التاسع والعشرون :
الشيخ في أماليه قال : أخبرنا ابن الصلت ( 2 ) قال : أخبرنا ابن عقدة قال : حدثنا علي بن محمد قال : حدثنا داود بن سليمان قال : حدثني علي بن موسى ، عن أبيه ، عن جعفر ، عن أبيه ، عن علي بن الحسين ، عن أبيه ، عن علي بن أبي طالب قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : " من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه واخذل من خذله وانصر من نصره " ( 3 ) .
الثلاثون :
الشيخ في أماليه بإسناده إلى عبد الرحمن بن أبي ليلى ( 4 ) قال : قال أبي : دفع النبي ( صلى الله عليه وآله ) الراية يوم خيبر الى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ففتح الله عليه ، واوقفه يوم غدير خم ، فأعلم ( 5 ) أنه مولى كل مؤمن ومؤمنة وقال له : " أنت مني وأنا منك " . وقال له : " تقاتل - يا علي - على التأويل كما قاتلت أنا على التنزيل " وقال له : " أنت مني بمنزلة هارون من موسى - إلا أنه لا نبي بعدي " وقال له : " أنا سلم لمن سالمت وحرب لمن حاربت " . وقال له : " أنت العروة الوثقى " . وقال له : " أنت تبين لهم ما اشتبه عليهم بعدي " ، وقال له : " أنت إمام كل مؤمن ومؤمنة ، وولي كل مؤمن ومؤمنة بعدي " وقال له : " أنت الذي أنزل الله فيه : * ( وأذان من الله ورسوله إلى الناس يوم الحج الأكبر ) * " ( 6 ) . وقال له : " أنت الآخذ بسنتي والذاب عن ملتي " . وقال له : " أنا اول من تنشق عنه الأرض وأنت
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) أمالي الطوسي : 1 / 341 .
( 2 ) في المصدر : وبالاسناد قال : أخبرني الشيخ المفيد أبو علي - رحمه الله - قال : أخبرني والدي قال ابن الصلت .
( 3 ) أمالي الطوسي : 1 / 352 - 353 .
( 4 ) كذا ورد السند في المصدر : " أخبرنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد الطوسي قراءة عليه قال : أخبرنا والدي - رحمه الله - قال : أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد بن جعفر الحفار قال : حدثنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي الحافظ قال : حدثني أبو الحسن علي بن موسى الخزاز من كتابه قال : حدثنا الحسن بن علي الهاشمي قال : حدثنا إسماعيل بن أبان ، قال : حدثنا أبو مريم ، عن ثور بن أبي فاختة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى .
( 5 ) في المصدر : فأعلم الناس .
( 6 ) التوبة : 3 . ( * )

/ صفحة 320 /
معي " . وقال له : " أنا اول من يدخل الجنة وأنت بعدي تدخلها والحسن والحسين وفاطمة " وقال له : " إن الله أوحى إلي بأن اقوم بفضلك فقمت به في الناس وبلغتهم ما أمرني الله بتبليغه " وقال له : " إتق الضغاين التي في صدور ( 1 ) من لا يظهرها إلا بعد موتي ، أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون " . ثم بكى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقيل : مم بكاؤك يارسول الله ؟ قال : " أخبرني جبرائيل ( 2 ) عن ربه عز وجل أن ذلك يزول إذا قام قائمهم ، وعلت كلمتهم ، واجتمعت الأمة على محبتهم ، وكان الشانئ ( 3 ) لهم قليلا والكاره لهم ذليلا ، وكثر المادح لهم ، وذلك حين تغير البلاد ، وتضعف العباد . والأياس من الفرج ، فعند ذلك يظهر القائم فيهم قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) ( 4 ) اسمه كاسمي واسم أبيه كاسم أبي ، وهو من ولد ابنتي ، يظهر الله الحق بهم ويخمد الباطل باسيافهم ، ويتبعهم الناس بين راغب إليهم وخائف منهم " . قال : وسكن البكاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : " يا معاشر المؤمنين ابشروا بالفرج ، فإن وعد الله لا يخلف وقضاؤه لا يرد ، وهو الحكيم الخبير ، فإن فتح الله قريب ، اللهم إنهم أهل بيتي فاذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ، اللهم اكلأهم واحفظهم وارعهم وكن لهم وانصرهم واعنهم واعزهم ولا تذلهم واخلفني فيهم إنك على كل شئ قدير " ( 5 ) .
الحادي والثلاثون :
الشيخ في أماليه قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو محمد الفضل بن محمد بن المسيب الشعراني بجرجان قال : حدثنا هارون بن عمرو بن عبد العزيز ابن محمد أبو موسى المجاشعي قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد ، عن أبيه أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال المجاشعي : وحدثنا الرضا علي بن موسى ، عن أبيه موسى عن أبيه جعفر بن محمد وقالا جميعا عن آبائهما عن علي أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : " سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : بني الإسلام على خمس خصال : على الشهادتين ، والقرينتين " . قيل له : أما الشهادتان فقد عرفنا هما فما القرينتان ؟ قال : " الصلاة والزكاة فإنه لايقبل أحدهما إلا بالأخرى ، والصيام ، وحج بيت الله من استطاع إليه
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : الضغاين التي لك في صدر .
( 2 ) في المصدر : أخبرني جبرائيل ( عليه السلام ) أنهم يظلمونه ، ويمنعونه حقه ، ويقاتلونه ويقتلون ولده ويظلمونهم بعدي ، وأخبرني جبرائيل عن الله عز وجل .
( 3 ) شنأ وشنئ الرجل : أبغضه مع عداوة وسوء خلق .
( 4 ) في المصدر : يظهر القائم منهم . فقيل له : ما اسمه ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) .
( 5 ) أمالي الطوسي : 1 / 361 - 362 . ( * )

/ صفحة 321 /
سبيلا ، وختم ذلك بالولاية ، فأنزل الله عز وجل : * ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) * " ( 1 ) .
الثاني والثلاثون :
الطوسي في مجالسه . قال : أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أحمد بن عبد الله بن عمار ( 2 ) الثقفي قال : حدثنا علي بن محمد بن سليمان قال : حدثنا أبي ، قال : حدثنا محمد بن جعفر بن محمد قال : حدثنا معتب مولانا قال : حدثنا عمر بن علي بن عمر بن علي ابن الحسين قال : سمعت محمد بن أبي عبيدالله بن محمد بن عمار بن ياسر يحدث ، عن أبيه عن جده محمد بن عمار بن ياسر قال : سمعت أبا ذر جندب بن جنادة يقول : رأيت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخذ بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال له : " يا علي أنت أخي وصفيي ووصيي ووزيري وأميني ، مكانك مني في حياتي وبعد موتي كمكان هارون من موسى إلا أنه لا نبي معي ، من مات وهو يحبك ختم الله عز وجل له بالأمن والإيمان ، ومن مات وهو يبغضك لم يكن له في الإسلام نصيب " ( 3 ) . وعنه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي قال : حدثنا أحمد بن عبيدالله الغداني ( 4 ) قال : حدثنا الربيع بن بشار قال : حدثنا الأعمش ، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر - رضي الله عنه - ان عليا ( عليه السلام ) وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص أمرهم عمر بن الخطاب أن يدخلوا بيتا ويغلقوا عليهم بابه ويتشاوروا في أمرهم ، وأجلهم ثلاثة أيام فإن توافق خمسة على قول واحد وأبى رجل منهم قتل ذلك الرجل ، وإن توافق أربعة وأبى اثنان قتل الاثنان ، فلما توافقوا جميعا على رأي واحد قال لهم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) : " إني أحب أن تسمعوا مني ما أقول لكم فإن يكن حقا فاقبلوه وإن يكن باطلا فانكروه " . وقالوا : قل ، ثم ذكر علي ( عليه السلام ) سوابقه وفضائله وما قال فيه رسول الله ونصه عليه ( عليهما السلام ) والكل منهم يصدقه فيما يقول ( عليه السلام ) إلى أن قال ( عليه السلام ) : " فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ليبلغ الشاهد الغايب ذلك غيري ؟ قالوا : لا . قال : فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بالجحفة بالشجيرات من خم : من أطاعك فقد أطاعني ومن أطاعني فقد أطاع الله ، ومن عصاك فقد عصاني ومن عصاني فقد عصى الله تعالى غيري ؟ قالوا : لا " ( 5 ) .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) أمالي الطوسي : : 2 / 131 - 132 .
( 2 ) في المصدر : أحمد بن عبيدالله بن محمد بن عمار .
( 3 ) أمالي الطوسي : 2 / 158 .
( 4 ) في المصدر : عبيدالله العدلي .
( 5 ) جزء من حديث طويل ذكره الشيخ الطوسي في أماليه : 2 / 159 - 166 . ( * )


((القسم الرابع))

/ صفحة 322 من غاية المرام للسيد هاشم البحراني قدس سره الشريف/
الثالث والثلاثون :
الشيخ في كتاب المجالس قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا الحسن بن محمد بن شعبة الأنصاري ، ومحمد بن جعفر بن رئيس اليسري ( 1 ) بالقصر ، وعلي بن محمد بن الحسن ( 2 ) بن كاس ( 3 ) بالرملة ، وأحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قالوا : حدثنا أحمد ابن يحيى بن زكريا الأزدي الصوفي قال : حدثنا عمرو بن حماد بن طلحة القناد قال : حدثنا إسحاق ابن إبراهيم الازدي ، عن معروف ابن خربوذ ، وزياد بن المنذر ، وسعيد بن محمد الاسدي ( 4 ) ، عن أبي الطفيل عامر بن وائلة الكناني قال : لما احتضر عمر بن الخطاب جعلها شورى بين ستة بين علي ابن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وعثمان ، وطلحة ، والزبير ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن بن عوف ، وعبد الله بن عمر فيمن يشاور ولا يولي .
قال أبو الطفيل : فلما اجتمعوا أجلسوني على الباب أرد عنهم الناس ، فقال علي ( عليه السلام ) : " انكم قد اجتمعتم لما اجتمعتم له فانصتوا فأتكلم فإن قلت حقا صدقتموني وإن قلت باطلا ردوا علي ولا تهابوني ، إنما أنا رجل كأحدكم " . ثم ذكر فضائله وسوابقه وما قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وناشدهم صدقه فيما ذكره - والكل يصدقه فيما ذكره إلى أن قال - : " فانشدكم بالله فهل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما قال في غزاة تبوك إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي غيري " ؟ قالوا : اللهم لا . قال : " فانشدكم بالله هل فيكم أحد قال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مقالته يوم غدير خم : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه غيري " ؟ قالوا : اللهم لا . قال : " فأنشدكم بالله هل فيكم أحد وصى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهله وماله غيري " ؟ قالوا : اللهم لا ( 5 ) .
الرابع والثلاثون :
الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا محمد بن عبد الله بن جورية الجندي سابوري من اصل كتابه قال : حدثنا علي بن منصور الترجماني قال : أخبرنا الحسن بن عنبسة النهشلي قال : حدثنا شريك ابن عبد الله النخعي القاضي ، عن أبي إسحاق ، عن عمرو بن ميمون الأودي إنه ذكر عنده علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فقال : إن قوما ينالون منه أولئك هم وقود النار ، ولقد سمعت عدة من أصحاب محمد ( صلى الله عليه وآله ) منهم حذيفة بن اليمان ، وكعب بن عجرة يقول كل رجل منهم : لقد اعطي علي مالم يعطه بشر ، هو زوج فاطمة سيدة نساء الأولين والآخرين فمن رأى مثلها أو سمع أنه تزوج بمثلها أحد في الأولين والآخرين ، وهو أبو الحسن والحسين سيدا
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : محمد بن جعفر بن رميس الهيبري .
( 2 ) في المصدر : محمد بن الحسين .
( 3 ) في المصدر : الحسن بن كاس النخعي .
( 4 ) في المصدر : سعيد بن محمد الاسلمي .
( 5 ) أمالي الطوسي : 2 / 167 - 168 . ( * )

/ صفحة 323 /
شباب أهل الجنة من الأولين والاخرين فمن له أيها الناس مثلهما ، ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حموه ، وهو وصي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في أهله وازواجه ، وسدت الأبواب التي في المسجد كلها غير بابه ، وهو صاحب باب خيبر ، وهو صاحب الراية يوم خيبر ، وتفل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يومئذ في عينيه وهو أرمد فما اشتكاهما بعد ولا وجد حرا ولا قرا ( 1 ) بعد يوم ذلك ، وهو صاحب يوم غدير خم إذ نوه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) باسمه ، وألزم امته ولايته ، وعرفهم بخطره ، وبين لهم مكانه فقال : " أيها الناس من أولى بكم منكم بأنفسكم " ؟ قالوا : الله ورسوله . قال : " فمن كنت مولاه فهذا علي مولاه " ( 2 ) .
الخامس والثلاثون :
الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الله العرزمي ، عن أبيه ، عن عمار أبي اليقظان عن أبي عمير زاذان في خطبة خطبها الحسن بن علي ( عليه السلام ) في الناس بحضور معاوية وذكر الخطبة وذكر فيها فضل أبيه ( عليه السلام ) وسوابقه وما قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من النص إلى أن قال الحسن في الخطبة : " فقد تركت بنو إسرائيل هارون وهم يعلمون أنه خليفة موسى فيهم واتبعوا السامري ، وقد تركت هذه الأمة أبي وبايعوا غيره وقد سمعوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة وقد رأوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نصب أبي يوم غدير خم وأمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب " ( 3 ) .
السادس والثلاثون :
الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثني أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة قال ( 4 ) : حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الاشعري قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدثنا عبد
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : ولا وجد حرا أو بردا .
( 2 ) أمالي الطوسي : 2 / 170 - 171 . وتتمة الحديث هذا لفظه : " وهو صاحب العباء ومن اذهب الله عنه الرجس وطهره تطهيرا ، وهو صاحب الطائر حين قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) " اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي " فجاء علي ( عليه السلام ) فأكل معه وهو صاحب سورة براءة حين نزل بها جبرائيل ( عليه السلام ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وقد سار أبو بكر بالسورة فقال له : يا محمد انه لا يبلغها إلا أنت أو علي ، انه منك وأنت منه ، وكان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) منه في حياته وبعد وفاته ، وهو عيبة علم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ومن قال له النبي ( صلى الله عليه وآله ) : " أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت المدينة من بابها " كما أمر الله فقال : " وأتوا البيوت من أبوابها " ، وهو مفرج الكرب عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الحروب وهو أول من آمن برسول الله وصدقه واتبعه ، وهو أول من صلى ، فمن أعظم قربة على الله وعلى رسوله ( صلى الله عليه وآله ) ، فمن قاس به أحدا أو شبه به بشرا ( صلى الله عليه وآله ) ؟ .
( 3 ) ذكر تمام الحديث الشيخ الطوسي في أماليه : 2 / 171 - 173 .
( 4 ) في المصدر : بالكوفة وسألته قال . ( * )

/ صفحة 324 /
الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن جده علي بن الحسين ( عليهم السلام ) - وذكر خطبة للحسن ابن علي ( عليه السلام ) بمحضر الناس ومعاوية وذكر فيها فضل أبيه وسوابقه وما قال فيه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من النص إلى أن قال الحسن ( عليه السلام ) في الخطبة : " وقد تركت بنو اسرائيل - وكان أصحاب موسى - هارون أخاه وخليفته ووزيره وعكفوا على العجل وأطاعوا فيه سامريهم وهم يعلمون أنه خليفة موسى ، وقد سمعت هذه الأمة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول ذلك لأبي ( عليه السلام ) : إنه مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي وقد رأوا رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) حين نصبه لهم بغدير خم وسمعوه ونادى له بالولاية ثم أمرهم أن يبلغ الشاهد منهم الغائب " ( 1 ) .
السابع والثلاثون :
الشيخ في مجالسه قال : أخبرنا الحسين بن عبيدالله ، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا الحسن بن علي بن صالح بن شعيب الجوهري ( 2 ) قال : حدثنا محمد بن يعقوب الكليني ، عن علي بن محمد ، عن إسحاق بن إسماعيل النيسابوري عن الصادق جعفر بن محمد ( عليهما السلام ) عن أبيه ، عن آبائه ( عليهم السلام ) قال : " حدثنا الحسن بن علي - صلوات الله عليه - ان الله عز وجل بمنه وبرحمته لما فرض عليكم الفرائض لم يفرض ذلك عليكم لحاجة منه إليه ، بل رحمة منه لا إله إلا هو ليميز الخبيث من الطيب وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم ولتتسابقوا إلى رحمته ولتتفاضل منازلكم في جنته ، ففرض عليكم الحج والعمرة وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصوم والولاية ، وجعل لكم بابا لتفتحوا به أبواب الفرائض مفتاحا إلى سبله ، ولولا محمد ( صلى الله عليه وآله ) والأوصياء من ولده ( عليهم السلام ) كنتم حيارى كالبهائم لا تعرفون فرضا من الفرائض وهل يدخل قرية إلا من بابها ، فلما من عليكم باقامة الاولياء بعد نبيكم ( صلى الله عليه وآله ) قال : * ( اليوم اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) * ففرض عليكم لأوليائه حقوقا وأمركم بأدائها إليهم ليحل لكم ماوراء ظهوركم من أزواجكم وأموالكم ومآكلكم ومشاربكم ، ويعرفكم بذلك البركة والنماء والثروة ليعلم من يطيعه منكم بالغيب ، ثم قال عز وجل : * ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ) * ( 3 ) . فاعلموا أن من يبخل فانما يبخل عن نفسه إن الله هو الغني وأنتم الفقراء إليه ، فاعملوا ماشئتم
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) قطعة من حديث مفصل أخذ المؤلف - رحمه الله - منه موضع استشهاده وذكره بطوله الشيخ الطوسي في أماليه : 2 / 174 - 180 .
( 2 ) في المصدر : الحسين بن صالح بن شعيب الجوهري .
( 3 ) الشورى : 23 . ( * )

/ صفحة 325 /
( فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ) * ( 1 ) والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين ، سمعت جدي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : خلقت من نور الله عز وجل وخلق أهل بيتي من نوري ، وخلق محبيهم من نورهم ، وسائر الخلق في النار " ( 2 ) .
الثامن والثلاثون : الشيخ محمد بن محمد بن النعمان المفيد في أماليه قال : أخبرني أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد قال : حدثنا علي بن الحسن ( 3 ) التيملي قال : وجدت في كتاب أبي ، حدثنا محمد بن مسلم الأشجعي ، عن محمد بن نوفل بن عابد الصيرفي دخل علينا أبو حنيفة ( 4 ) النعمان بن الثابت فذكرنا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) ودار بيننا كلام في غدير خم فقال أبو حنيفة قد قلت لأصحابنا لا تقروا لهم بغدير خم فيخصموكم ، فتغير وجه الهيثم بن حبيب الصيرفي وقال له : لم لا تقرون به ، أما هو عندك يا نعمان ؟ قال : هو عندي وقد رويته ، قال : فلم لا تقرون به ؟ وقد ، حدثنا حبيب بن أبي ثابت عن أبي الطفيل ، عن زيد بن أرقم أن عليا ( عليه السلام ) أنشد الله في الرحبة من سمعه ، فقال أبو حنيفة : أفلا ترون أنه قد جرى في ذلك خوض حتى نشد علي الناس لذلك ، فقال الهيثم : فنحن نكذب عليا أو نرد قوله ؟ فقال أبو حنيفة : ما نكذب عليا ولا نرد قولا قاله ولكنك تعلم أن الناس قد غلا منهم قوم ، فقال الهيثم : يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ويخطب به ونحن نشفق منه ونتقيه بغلو غال أو قول قائل ( 5 ) .
التاسع والثلاثون :
ابن بابويه في كتاب النصوص على الأئمة الاثني عشر ( عليهم السلام ) قال : حدثنا علي ابن الحسن قال : حدثنا محمد بن الحسين الكوفي قال : حدثنا محمد بن علي بن زكريا ، عن عبد الله ابن الضحاك ، عن هشام بن محمد ، عن عبد الرحمن بن عاصم ، عن عمر ، عن محمود بن لبيد ( 6 ) قال : لما قبض رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كانت فاطمة ( عليها السلام ) تأتي قبور الشهداء وتأتي قبر حمزة وتبكي هناك ، فلما كان في بعض الايام أتيت قبر حمزة - رضي الله عنه - فوجدتها - صلوات الله عليها - تبكي هناك
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) التوبة : 105 .
( 2 ) أمالي الطوسي : 2 / 268 - 269 .
( 3 ) في المصدر : علي بن الحسين .
( 4 ) في المصدر : نوفل بن عائذ الصيرفي قال : كنت عند الهيثم بن حبيب الصيرفي فدخل علينا أبو حنيفة .
( 5 ) أمالي المفيد ص 15 - 16 . ط النجف الاشرف .
( 6 ) في كفاية الاثر ، والبحار : عن عبد الرحمان ، عن عاصم بن عمر ( عمرو ) ، عن محمود ابي لبيد . ( * )

/ صفحة 326 /
فأمهلتها حتى سكتت فأتيتها وسلمت عليها وقلت لها : ياسيدة النسوان والله قد قطعت نياط ( 1 ) قلبي من بكائك ، فقالت : " يا أبا عمر ويحق لي البكاء فلقد أصبت بخير الآباء رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم انشأت ( 2 ) تقول : إذا مات يوما ميت قل ذكره * وذكر أبي مذ مات والله أكثر " قلت : ياسيدتي إني سائلك عن مسألة تتلجلج في صدري ، قالت : " سل " ، قلت : هل نص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قبل وفاته على علي بالإمامة ؟ قالت : " واعجبا أنسيتم يوم غدير خم " ؟ قلت : قد كان ذلك ولكن أخبريني بما أسر إليك ، قالت : " أشهد الله تعالى لقد سمعته يقول : علي فيكم خير من أخلفه فيكم ، وهو الإمام والخليفة بعدي ، وسبطاي وتسعة من صلب الحسين أئمة أبرار ، لئن اتبعتموهم وجدتموهم هادين مهديين ، ولئن خالفتموهم ليكون الاختلاف فيكم إلى يوم القيامة " ، قلت : ياسيدتي فما باله قعد عن حقه ؟ قالت : " يا أبا عمر لقد قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : مثل الإمام مثل الكعبة إذ تؤتى ولا تأتي - أو قالت : مثل علي - ثم قالت : أما والله لو تركوا الحق على أهله واتبعوا عترة نبيهم لما اختلف في الله تعالى اثنان ، ولورثها سلف عن سلف وخلف عن خلف حتى يقوم قائمنا التاسع من صلب ولدي الحسين ، ولكن قدموا من أخره الله وأخروا من قدمه الله حتى إذا الحدوا المبعوث واودعوه الجدث ( 3 ) المجدوث اختاروا بشهوتهم وعملوا بآرائهم تبا لهم ألم يسمعوا الله يقول : * ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ) * ( 4 ) ؟ بل سمعوا ولكنهم كما قال الله : * ( فإنها لا تعمي الأبصار ولكن تعمي القلوب التي في الصدور ) * ( 5 ) هيهات بسطوا في الدنيا آمالهم ونسوا آجالهم ، فتعسا لهم وأضل أعمالهم ، اعوذ بك يارب من الحور بعد الكور " ( 6 ) .
الأربعون :
الشيخ الفاضل أحمد بن علي بن أبي طالب الطبرسي في كتاب الاحتجاج قال : حدثني السيد العالم العابد أبو جعفر مهدي بن أبي حرث الحسيني المرعشي - رضي الله عنه - قال : أخبرنا الشيخ أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي - رضي الله عنه - قال : أخبرني الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر - قدس الله روحه - قال : أخبرني جماعة عن أبي هارون بن موسى التلعكبري قال : أخبرنا أبو علي محمد بن همام قال : أخبرنا علي السوري قال : أخبرنا أبو
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) النياط : عرق متصل بالقلب فاذا قطع مات صاحبه .
( 2 ) في كفاية الأثر : واشوقاه الى رسول الله ، ثم أنشأت .
( 3 ) الجدث : القبر .
( 4 ) القصص : 78 .
( 5 ) الحج : 46 .
( 6 ) كفاية الاثر : 26 - 27 ، البحار : 36 / 353 - 354 . ( * )

/ صفحة 327 /
محمد العلوي من ولد الأفطس - وكان من عباد الله الصالحين - قال : حدثنا محمد بن خالد الطيالسي قال : حدثني سيف بن عميرة وصالح بن عقبة جميعا ، عن قيس بن سمعان ، عن علقمة ابن محمد الحضرمي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ( عليهما السلام ) أنه قال : " حج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من المدينة وقد بلغ جميع الشرايع قومه غير الحج والولاية ، فأتاه جبرائيل ( عليه السلام ) فقال له : يا محمد إن الله جل اسمه يقرئك السلام ويقول لك : إني لم أقبض نبيا من انبيائي ولا رسولا من رسولي إلا بعد اكمال ديني وتأكيد حجتي ، وقد بقي عليك من ذلك فريضتان مما يحتاج أن تبلغها قومك : فريضة الحج وفريضة الولاية والخلافة من بعدك ، فاني لم أخل ارضي من حجة ، ولن أخليها أبدا ، فإن الله جل ثناؤه يأمرك أن تبلغ قومك الحج ، وتحج ويحج معك كل من استطاع إليه سبيلا من أهل الحضر والأطراف والأعراب ، وتعلمهم من معالم حجهم مثل ما علمتهم من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم ، وتوقفهم من ذلك على مثال الذي أوقفتهم عليه من جميع ما بلغتهم من الشرايع .
فنادى منادي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) في الناس ألا إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يريد الحج ، وأن يعلمكم من ذلك مثل الذي علمكم من شرايع دينكم ، ويوقفكم من ذلك على مااوقفكم عليه من غيره ، فخرج ( صلى الله عليه وآله ) وخرج معه الناس وأصغوا إليه لينظروا ما يصنع فيصنعوا مثله فحج بهم وبلغ من حج مع رسول الله من أهل المدينة وأهل الأطراف والأعراب سبعين ألف انسان أو يزيدون على عدد أصحاب موسى السبعين الألف الذين أخذ عليهم بيعة هارون فنكثوا واتبعوا العجل والسامري ، وكذلك أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) البيعة لعلي ( عليه السلام ) بالخلافة على عدد أصحاب موسى فنكثوا البيعة واتبعوا العجل ( 1 ) سنة بسنة ومثلا بمثل واتصلت التلبية ما بين مكة والمدينة . فلما وقف بالموقف أتاه جبرائيل ( عليه السلام ) عن الله تعالى فقال : يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : إنه قد دنا أجلك ومدتك وأنا مستقدمك على مالابد منه ولا عنه محيص ، فاعهد عهدك ونفذ وصيتك واعمد إلى ما عندك من العلم وميراث علوم الانبياء من قبلك والسلاح والتابوت وجميع ما عندك من آيات الانبياء ، فسلمها إلى وصيك وخليفتك من بعدك حجتي البالغة على خلقي علي بن أبي طالب فأقمه للناس وجدد عهده وميثاقه وبيعته ، وذكرهم ما أخذت عليهم من بيعتي وميثاقي الذي واثقتهم به ، وعهدي الذي عهدت إليهم من ولاية وليي ومولاهم ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بن أبي طالب ، فاني لم اقبض نبيا من الانبياء إلا من بعد إكمال ديني وإتمام نعمتي على خلقي بولاية أوليائي ومعاداة أعدائي ، وذلك كمال توحيدي
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : العجل والسامري . ( * )

/ صفحة 328 /
وديني واتمام نعمتي على خلقي باتباع وليي وطاعته ، وذلك أني لا أترك أرضي بغير قيم ليكون حجة لي على خلقي ، فاليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي بوليي ( 1 ) ومولى كل مؤمن ومؤمنة علي بعدي ووصي نبي والخليفة من بعده ، حجتي البالغة على خلقي ، مقرونة طاعته بطاعة محمد نبيي ، ومقرون طاعته مع طاعة محمد بطاعتي من أطاعه فقد أطاعني ومن عصاه فقد عصاني ، جعلته علما بيني وبين خلقي ، من عرفه كان مؤمنا ، ومن أنكره كان كافرا ، ومن أشرك ببيعته كان مشركا ، ومن لقيني بولايته دخل الجنة ومن لقيني بعداوته دخل النار ، فأقم يا محمد عليا علما ، وخذ عليهم البيعة ، وجدد عهدي وميثاقي لهم وبالذي واثقتهم عليه ، فاني قابضك إلي ومستقدمك علي . فخشي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قومه وأهل النفاق والشقاق أن يتفرقوا ويرجعوا جاهلية ( 2 ) لما عرف من عداوتهم ولما تنطوي عليه أنفسهم لعلي ( عليه السلام ) من البغضاء وسأل جبرائيل ( عليه السلام ) أن يسأل ربه العصمة من الناس وانتظر جبرائيل بالعصمة من الناس من الله جل اسمه ، فأخر ذلك إلى أن بلغ مسجد الخيف ، فأتاه جبرائيل في مسجد الخيف فأمره بأن يعهد عهده ويقيم عليا علما للناس ، ولم يأته بالعصمة من الله جل جلاله بالذي أراد حتى بلغ كراع الغميم بين مكة والمدينة ، فاتاه جبرائيل فأمره بالذي أتاه فيه من قبل الله تعالى ولم يأته بالعصمة ، فقال : يا جبرائيل إني اخشى قومي ان يكذبوني ولا يقبلوا قولي في علي فرحل فلما بلغ غدير خم قبل الجحفة بثلاثة اميال اتاه جبرائيل على خمس ساعات مضت من النهار بالزجر والانتهار والعصمة من الناس ، فقال : يا محمد إن الله عز وجل يقرئك السلام ويقول لك : * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) * في علي * ( وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * ( 3 ) . وكان أوائلهم قريبا من الجحفة ، فأمر بأن يرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر عنهم من ذلك المكان ليقيم عليا للناس ، ويبلغهم ما انزل الله تعالى في علي ( عليه السلام ) ، وأخبره ان الله عز وجل قد عصمه من الناس : فأمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) عندما جائته العصمة مناديا ينادي في الصلاة جامعة ويرد من تقدم منهم ويحبس من تأخر ( 4 ) ، وتنحى عن يمين الطريق إلى جنب مسجد الغدير ، امره
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج : ورضيت لكم الإسلام دينا بولاية وليي .
( 2 ) في الاحتجاج : الى الجاهلية .
( 3 ) المائدة : 67 .
( 4 ) في البحار : من تأخر عنهم . ( * )

/ صفحة 329 /
بذلك جبرائيل عن الله عز وجل وفي الموضع سلمات ( 1 ) فامر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أن يقم ما تحتهن وينصب له أحجار كهيئة المنبر ليشرف على الناس ، فتراجع الناس واحتبس أواخرهم في ذلك المكان لا يزالون ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فوق تلك الاحجار ( 2 ) فقال : الحمد لله الذي علا في توحده ، ودنا في تفرده ، وجل في سلطانه ، وعظم في أركانه ، وأحاط بكل شئ علما وهو في مكانه وقهر جميع الخلق بقدرته وبرهانه ، مجيدا لم يزل محمودا لا يزال ، بارئ المسموكات ( 3 ) وداحي المدحوات ( 4 ) وجبار السماوات ، قدوس سبوح رب الملائكة والروح ، متفضل على جميع من برأه ، متطول على من أدناه ، يلحظ كل عين والعيون لا تراه كريم حليم ذو أناة قد وسع كل شئ رحمته ، ومن عليهم بنعمته ، لا يعجل بانتقامه ولا يبادر إليهم بما استحقوا من عذابه ، قد فهم السرائر وعلم الضمائر ، ولم تخف عليه المكنونات ، ولا اشتبهت عليه الخفيات ، له الاحاطة بكل شئ والغلبة على كل شئ والقوة في كل شئ ، والقدرة على كل شئ ، لا مثله شئ ( 5 ) وهو منشئ الشئ حين لا شئ ، دائم قائم بالقسط ، لا إله إلا هو العزيز الحكيم ، جل عن أن تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ، لا يلحق أحد وصفه من معاينة ، ولا يجد أحد كيف هو من سر وعلانية إلا بما دل عز وجل على نفسه . وأشهد بأنه الله الذي ملأ الدهر قدسه ، والذي يغشي الأبد نوره ، والذي ينفذ أمره بلا مشاورة مشير ولا معه شريك في تقدير ، ولا تفاوت في تدبير ، صور ما أبدع على غير مثال ، وخلق ما خلق بلا معونة من أحد ولا تكلف ولا احتيال ، أنشأها فكانت وبرأها فباتت ، فهو الله الذي لا إله إلا هو المتقن الذي أحسن الصنيعة ، العدل الذي لا يجور ، والأكرم الذي ترجع إليه الامور . وأشهد أنه الذي تواضع كل شئ لقدرته ، وخضع كل شئ لهيبته ، مالك الأملاك ، ومفلك الافلاك ، ومسخر الشمس والقمر ، كل يجري لأجل مسمى ، يكور الليل على النهار ويكور النهار على الليل يطلبه حثيثا ، قاصم كل جبار عنيد ، ومهلك كل شيطان مريد ، لم يكن معه ضد ولا ند ، أحد صمد لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفوا أحد ، إله واحد ورب ماجد ، يشاء فيمضي ويريد فيقضي ، ويعلم فيحصي ويميت فيحيي ، ويفقر ويغني ، ويضحك ويبكي ، ويمنع ويؤتي ، له
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) سلم الواحدة " سلمة " : جنس شجر شائك من فصيلة القطانيات ، ينمو في البلدان الحارة .
( 2 ) في الاحتجاج : ثم حمد الله واثنى عليه فقال :
( 3 ) سمك الشئ : رفعه . يقال : " سمك الله السماء " اي رفعها .
( 4 ) دحى الشئ : بسطه .
( 5 ) في الاحتجاج : ليس مثله شئ . ( * )

/ صفحة 330 /
الملك وله الحمد بيده الخير وهو على كل شئ قدير ، يولج الليل في النهار ويولج النهار في الليل لا إله إلا هو العزيز الغفار . مستجيب الدعاء ، ومجزل العطاء محصي الانفاس ورب الجنة والناس ، لا يشكل عليه شئ ولا يضجره صراخ المستصرخين ولا يبرمه الحاح الملحين ، العاصم للصالحين والموفق للمفلحين ، ومولى ( 1 ) العالمين ، الذي استحق من كل خلق أن يشكره ويحمده على السراء والضراء والشدة والرخاء ، واومن به وبملائكته وكتبه ورسله ، أسمع أمره واطيع وابادر إلى كل ما يرضاه وأستسلم لقضائه رغبة في طاعته وخوفا من عقوبته ، لأنه الله الذي لا يؤمن مكره ولا يخاف جوره ، اقر له على نفسي بالعبودية ، وأشهد له بالربوبية ، واؤدي ما أوحي إلي حذرا من أن لا أفعل فتحل بي منه قارعة لا يدفعها عني أحد وإن عظمت حيلته . لا إله إلا هو ، لأنه قد أعلمني إن لم أبلغ ما أنزل إلي فما بلغت رسالته ، وقد ضمن لي تبارك وتعالى العصمة ، وهو الله الكافي الكريم فاوحى لي بسم الله الرحمن الرحيم * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * .
معاشر الناس : ما قصرت في تبليغ ما أنزله ( 2 ) ، وأنا مبين لكم سبب ( 3 ) هذه الآية إن جبرائيل هبط إلي ثلاثا ( 4 ) يأمرني عن السلام ربي - وهو السلام - أن أقوم في هذا المشهد فأعلم كل أبيض وأسود أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام من بعدي ، الذي محله مني محل هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وهو وليكم بعد الله ورسوله ، وقد أنزل الله تبارك وتعالى علي بذلك آية من كتابه : * ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ) * ( 5 ) وعلي بن أبي طالب أقام الصلاة وآتى الزكاة وهو راكع يريد الله عز وجل في كل حال ، وسألت جبرائيل أن يستعفي لي عن تبليغ ذلك إليكم أيها الناس لعلمي بقلة المتقين وكثرة المنافقين وادغال الآثمين وختل المستهزئين بالإسلام الذين وصفهم الله في كتابه بأنهم : * ( يقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم ويحسبونه هينا وهو عند الله عظيم ) * ( 6 ) وكثرة أذاهم لي غير مرة ( 7 ) حتى سموني أذناً ، وزعموا أني كذلك لكثرة ملازمته إياي وإقبالي عليه ، حتى أنزل الله عز وجل في ذلك ( 8 ) : * ( ومنهم الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن قل أذن ) * على الذين يعزمون أنه
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج والبحار : ومولى المؤمنين ورب العالمين .
( 2 ) في الاحتجاج والبحار : ما أنزله الي .
( 3 ) في الاحتجاج والبحار : سبب النزول .
( 4 ) في الاحتجاج والبحار : هبط الى مرارا ثلاثا .
( 5 ) المائدة : 55 .
( 6 ) الفتح : 11 .
( 7 ) في الاحتجاج : في غير مرة .
( 8 ) في الاحتجاج : في ذلك قرآنا . ( * )

/ صفحة 331 /
أذن * ( خير لكم ) * ( 1 ) الآية . ولو شئت أن أسمي بأسمائهم ( 2 ) لسميت وأن اومي إليهم بأعيانهم لأومأت ( 3 ) وأن ادل عليهم لدللت ، ولكني والله في أمورهم قد تكرمت ، وكل ذلك لا يرضى الله مني إلا أن أبلغ ما أنزل لي ( 4 ) ثم تلا ( صلى الله عليه وآله ) : * ( يا أيها الرسول بلغ ما انزل إليك من ربك ) * في علي * ( وان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) * .
فاعلموا معاشر الناس : أن الله قد نصبه لكم وليا وإماما مفترضا طاعته على المهاجرين والأنصار وعلى التابعين لهم باحسان ، وعلى البادي والحاضر وعلى العجمي والعربي ، والحر والمملوك ، والصغير والكبير ، وعلى الابيض والاسود ، وعلى كل موحد ، ماض حكمه ، جايز قوله ، نافذ أمره ، ملعون من خالفه ، مرحوم من تبعه ، من صدقه فقد غفر الله له ولمن سمع منه وأطاع له .
معاشر الناس : إنه آخر مقام اقومه في هذا المشهد فاسمعوا واطيعوا وانقادوا لأمر ربكم فإن الله عز وجل هو مولاكم وإلهكم ، ثم من دونه رسولكم محمد وليكم القائم المخاطب لكم ، ثم من بعدي علي وليكم وامامكم بامر الله ربكم ، ثم الإمامة في ذريتي من ولدي إلى يوم تلقون الله عز وجل ورسوله ، لاحلال إلا ما أحله الله ، ولا حرام إلا ما حرمه الله ، عرفني الحلال والحرام ، وأنا افضيت بما علمني ربي من كتابه وحلاله وحرامه إليه .
معاشر الناس : ما من علم إلا وقد احصاه الله في ، وكل علم علمت فقد احصيته في إمام مبين ، وما من علم إلا علمته عليا وهو الإمام المبين .
معاشر الناس : لا تضلوا عنه ولا تنفروا منه ، ولا تستنكفوا من ولايته ، فهو الذي يهدي إلى الحق ويعمل به ، ويزهق الباطل وينهى عنه ، ولا تأخذه في الله لومة لائم ، ثم إنه أول من آمن بالله ورسوله ، والذي فدى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بنفسه ، والذي كان مع رسول الله ولا أحد يعبد مع رسول الله من الرجال غيره .
معاشر الناس : فضلوه فقد فضله الله ، واقبلوه فقد نصبه الله .
معاشر الناس : إنه إمام من الله ، ولن يتوب الله على أحد أنكر ولايته ولن يغفر له ، حتما على الله أن يفعل ذلك بمن خالف أمره فيه ، وأن يعذبه عذابا نكرا أبد الأبد ودهر الدهور ، فاحذروا أن تخالفوه فتصلوا نارا وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) التوبة : 61 .
( 2 ) في البحار : أن اسمي القائلين بذلك بأسمائهم .
( 3 ) أومأ ايماء : اشار بحاجبه أو بيده .
( 4 ) في البحار : ما أنزل الله الي . ( * )

/ صفحة 332 /
أيها الناس : بي والله بشر الاولون من النبيين والمرسلين وأنا خاتم الانبياء والمرسلين ، والحجة على جميع المخلوقين من أهل السموات والارضين ، فمن شك في ذلك فهو كافر كفر الجاهلية الاولى ، ومن شك في قولي فقد شك في الكل منه ، والشاك في ذلك فله النار .
معاشر الناس : حباني الله بهذه الفضيلة منا منه علي وإحسانا منه إلي ، ولا إله إلا هو ، له الحمد مني أبد الأبدين ودهر الداهرين على كل حال .
معاشر الناس : فضلوا عليا فإنه أفضل الناس بعدي من ذكر واثنى ، بنا أنزل الله الرزق وبقي الخلق ، ملعون ملعون مغضوب مغضوب على من رد قولي هذا ولم يوافقه ، ألا إن جبرائيل خبرني عن الله تعالى بذلك ويقول : من عادى عليا ولم يتوله فعليه لعنتي وغضبي فلتنظر نفس ما قدمت لغد واتقوا الله أن تخالفوه فتزل قدم بعد ثبوتها إن الله خبير بما تعملون .
معاشر الناس : إنه جنب الله تعالى في كتابه ( 1 ) : * ( يا حسرتي على ما فطرت في جنب الله ) * ( 2 ) .
معاشر الناس : تدبروا القرآن وافهموا آياته ، وانظروا محكماته ، ولا تتبعوا متشابهه ، فوالله لن يبين لكم زواجره ولا يوضح لكم تفسيره إلا الذي أنا أخذ بيده ومعضده ( 3 ) - وشائل بعضده - ومعلمكم أن من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، وهو علي بن أبي طالب أخي ووصيي ، وموالاته من الله عز وجل أنزلها علي .
معاشر الناس : إن عليا والطيبين من ولدي هم الثقل الأصغر ، والقرآن الثقل الاكبر ، فكل واحد ينبئ ( 4 ) عن صاحبه وموافق له لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، امناء الله ( 5 ) في خلقه وحكماؤه في أرضه . ألا وقد أديت ، ألا وقد بلغت ، ألا وقد أسمعت ، ألا وقد أوضحت ، ألا وإن الله عز وجل قال وأنا قلت عن الله عز وجل ، ألا إنه ليس أمير المؤمنين غير أخي هذا ، ولا تحل إمرة المؤمنين بعدي لأحد غيره . ثم ضرب بيده إلى عضده فرفعه ، وكان منذ أول ما صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( 6 ) شال عليا حتى صارت رجله مع ركبة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .
ثم قال : معاشر الناس : هذا علي أخي ووصيي وواعي علمي وخليفتي على أمتي وعلى تفسير كتاب
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج : انه جنب الله الذي ذكر في كتابه .
( 2 ) الزمر : 56 .
( 3 ) في الاحتجاج والبحار : ومصعده إلي .
( 4 ) في الاحتجاج والبحار : منبئ .
( 5 ) في الاحتجاج : هم امناء الله وفي البحار : ألا انهم امناء الله .
( 6 ) في البحار : وكان منذ أول ما صعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) درجة دون مقامه ، فبسط يده نحو وجه رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وشال عليا . ( * )

/ صفحة 333 /
الله عز وجل والداعي إليه ، والعامل بما يرضاه ، والمحارب لأعدائه ، والموالي على طاعته ، والناهي عن معصيته ، خليفة رسول الله وأمير المؤمنين والإمام الهادي ، وهو قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بأمر الله ، أقول : ما يبدل القول لدي بأمر ربي ، أقول : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، والعن من أنكره واغضب على من جحد حقه ، اللهم إنك أنت أنزلت علي في كتابك أن الإمامة لعلي وليك عند تبياني ذلك ، ونصبي إياه بما اكملت لعبادك من دينهم وأتممت عليهم نعمتك ورضيت لهم الإسلام دينا فقلت : * ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) * ( 1 ) اللهم إني اشهدك أني قد بلغت .
معاشر الناس : إنما أكمل الله عز وجل دينكم بامامته فمن لم يأتم به وبمن يقوم مقامه من ولدي من صلبه إلى يوم القيامة والعرض على الله عز وجل فاولئك الذين حبطت أعمالهم وفي النار هم خالدون لا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينظرون .
معاشر الناس : هذا علي أنصركم لي واحقكم بي وأقربكم إلي وأعزكم علي ، والله عز وجل وأنا عنه راضيان ، وما نزلت آية رضا إلا فيه ، وما خاطب الله الذين آمنوا إلا بدأ به ولا نزلت آية مدح في القرآن إلا فيه ، ولا شهد الله بالجنة في * ( هل أتى على الانسان ) * ( 2 ) إلا له ، ولا أنزلها في سواه ، ولا مدح بها غيره .
معاشر الناس : هو ناصر دين الله والمجادل عن رسول الله ، وهو التقي النقي الهادي المهدي ، نبيكم خير نبي ووصيكم خير وصي ( 3 ) .
معاشر الناس : ذرية كل نبي من صلبه وذريتي من صلب علي .
معاشر الناس : إن إبليس أخرج آدم من الجنة بالحسد فلا تحسدوه فتحبط أعمالكم وتزل أقدامكم ، فإن آدم اهبط إلى الأرض بخطيئة واحدة وهو صفوة الله عز وجل ، فكيف بكم وأنتم أنتم ( 4 ) عباد الله ما يبغض ( 5 ) عليا إلا شقي ولا يتولى به إلا مؤمن تقي ، ولا يؤمن به إلا مخلص ، في علي والله نزلت سورة العصر * ( بسم الله الرحمن الرحيم والعصر إن الانسان لفي خسر ) * إلى آخرها .
معاشر الناس : قد استشهدت الله وبلغتكم رسالتي وما على الرسول إلا البلاغ المبين .
معاشر الناس : * ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) * ( 6 ) .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) آل عمران : 85 .
( 2 ) الإنسان : 2 .
( 3 ) في الاحتجاج : وبنوه خير الأوصياء .
( 4 ) في الاحتجاج : وأنتم أنتم ومنكم أعداء الله ؟ .
( 5 ) في البحار : ألا انه لا يبغض .
( 6 ) آل عمران : 102 . ( * )

/ صفحة 334 /
معاشر الناس : * ( آمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزل معه من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) * ( 1 ) .
معاشر الناس : النور من الله عز وجل في ، ثم مسلوك في علي ( 2 ) ثم في النسل منه إلى القائم المهدي الذي يأخذ بحق الله وبكل حق هو لنا ، لأن الله عز وجل قد جعلنا حجة على المقصرين والمعاندين والمخالفين والخائنين والآثمين والظالمين من جميع العالمين .
معاشر الناس : انذركم أني رسول الله قد خلت من قبلي الرسل أفإن مت أو قتلت إنقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئا وسيجزي الله الشاكرين ، ألا وإن عليا الموصوف بالصبر والشكر ، ثم من بعده ولدي من صلبه .
معاشر الناس : لا تمنوا على الله إسلامكم فيسخط عليكم فيصيبكم بعذاب من عنده إنه لبالمرصاد .
معاشر الناس : سيكون من بعدي أئمة يدعون إلى النار ويوم القيامة لاينصرون .
معاشر الناس : إن الله وأنا بريئان منهم .
معاشر الناس : انهم وأنصارهم وأشياعهم وأتباعهم في الدرك الأسفل من النار ولبئس مثوى المتكبرين ألا انهم أصحاب ( الصحيفة ) فلينظر أحدكم في صحيفته ، قال : فذهب على الناس إلا شرذمة منهم أمر الصحيفة .
معاشر الناس : إني أدعها امانة ووراثة في عقبي إلى يوم القيامة ، وقد بلغت ما أمرت بتبليغه حجة على كل حاضر وغائب وعلى كل أحد ممن شهد أو لم يشهد ولدا ولم يولد فليبلغ الحاضر الغائب والوالد الولد إلى يوم القيامة ، وسيجعلونها ملكا واغتصابا ، ألا لعن الله الغاصبين ، وعندها سنفرغ لكم أيها الثقلان فيرسل عليكما شواظ من نار ونحاس فلا تنتصران .
معاشر الناس : إن الله عز وجل لم يكن يذركم على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب ، وما كان الله ليطلعكم على الغيب .
معاشر الناس : إنه ما من قرية إلا والله مهلكها بتكذيبها ، وكذلك يهلك القرى وهي ظالمة كما ذكر الله تعالى ( 3 ) وهذا علي إمامكم ووليكم ، وهو مواعيد الله والله يصدق وعده .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) النساء : 47 .
( 2 ) في الاحتجاج والبحار : مسلوك في ثم في علي .
( 3 ) إشارة إلى قوله تعالى في سورة القصص الآية 59 / * (وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولاً يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلَّا وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ) * . ( * )

/ صفحة 335 /
معاشر الناس : قد ضل قبلكم أكثر الاولين ، والله قد أهلك الأولين وهو مهلك الآخرين ( 1 ) .
معاشر الناس : إن الله قد أمرني ونهاني ، وقد امرت عليا ونهيته ، فعلم الأمر والنهي من ربه عز وجل ، فاسمعوا لأمره تسلموا ، وأطيعوا تهتدوا ، وانتهوا لنهيه ترشدوا ، وصيروا إلى مراده ولا تتفرق بكم السبل عن سبيله .
معاشر الناس : أنا صراط الله المستقيم الذي أمركم الله باتباعه ، ثم علي من بعدي ، ثم ولدي من صلبه أئمة يهدون بالحق وبه يعدلون ، ثم قرأ * ( الحمد لله رب العالمين ) * ( 2 ) الى آخرها وقال : في نزلت وفيهم نزلت ولهم عمَّتْ وإياهم خصَّتْ أولئك أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون : * ( ألا إن حزب الله هم الغالبون ) * ألا إن أعداء علي أهل الشقاق العادون ، وإخوان الشياطين الذي يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ، ألا إن أولياؤهم هم المؤمنون الذين ذكرهم في كتابه فقال عز وجل : * ( لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ) * ( 3 ) الى آخر الآية ، ألا أولياؤهم الذين وصفهم الله عز وجل فقال : * ( الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم اولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) * ( 4 ) ألا إن أولياؤهم الذين يدخلون الجنة آمنين ، وتتلقاهم الملائكة بالتسليم أن طبتم فادخلوها خالدين ، ألا إن أولياؤهم الذين قال الله عز وجل : * ( يدخلون الجنة بغير حساب ) * ( 5 ) ألا إن أعداءهم يصلون سعيرا ، ألا إن أعداءهم الذين يسمعون لجهنم شهيقا وهي تفور ولها زفير كلما دخلت أمة لعنت اختها ، ألا إن أعداءهم الذين قال الله عز وجل : * ( كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ) * ( 6 ) ألا إن أولياءهم الذين يخشون ربهم بالغيب لهم مغفرة واجر كبير .
معاشر الناس : شتان ما بين السعير والجنة ، عدونا من ذمه الله ولعنه ، وولينا من مدحه الله وأحبه . معاشر الناس : ألا وإني منذر وعلي هاد .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في الاحتجاج : قال تعالى : * ( ألم نهلك الاولين ثم نتبعهم الاخرين * كذلك نفعل بالمجرمين * ويل يومئذ للمكذبين ) * . ( المرسلات : 16 - 19 ) .
( 2 ) الفاتحة : 2 .
( 3 ) المجادلة : 22 .
( 4 ) الأنعام : 82 .
( 5 ) المؤمن : 40 . ونص الآية : * ( فاولئك يدخولن الجنة يرزقون فيها بغير حساب ) * .
( 6 ) الملك : 8 - 11 . وفي الاحتجاج : * ( كلما القى فيها قوم سألهم خزنتها الم يأتكم نذير * قالوا بلى قد جائنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شئ إن أنتم إلا في ضلال مبين ) * . وفي البحار : * ( كلما القى فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير ) * الى قوله : * ( فسحقا لاصحاب السعير ) * . ( * )

/ صفحة 336 /
معاشر الناس : إني نبي وعلي وصيي ، ألا إن خاتم الأئمة منا القائم المهدي - صلوات الله عليه - ألا إنه الظاهر على الدين ، ألا إنه المنتقم من الظالمين ، ألا إنه فاتح الحصون وهادمها ، ألا إنه قاتل كل قبيلة من أهل الشرك ، ألا إنه المدرك بكل ثار لاولياء الله عز وجل ، ألا إنه الناصر لدين الله ، ألا إنه الغراف من بحر عميق ، ألا إنه يسم ( 1 ) كل ذي فضل بفضله وكل ذي جهل بجهله ، ألا إنه خيرة الله ومختاره ، ألا إنه وارث كل علم والمحيط به ، ألا إنه المخبر عن ربه عز وجل والمنبه بأمر ايمانه ، ألا إنه الرشيد السديد ، ألا إنه المفوض إليه ، ألا إنه قد بشر به من سلف بين يديه ، ألا أنه الباقي حجة ولا حجة بعده ولا حق إلا معه ، ولا نور إلا عنده ، ألا إنه لا غالب له ولا منصور عليه ، ألا وإنه ولي الله في أرضه وحكمه في خلقه وأمينه في سره وعلانيته .
معاشر الناس : قد بينت لكم وأفهمتكم ، وهذا علي يفهمكم بعدي ، ألا وإن عند انقضاء خطبتي ادعوكم إلى مصافقتي على بيعته والاقرار به ، ثم مصافقته بعدي ، ألا إني قد بايعت الله وعلي قد بايعني ، وأنا آخذكم بالبيعة له عن الله عز وجل : * ( ومن نكث فانما ينكث على نفسه ) * ( 2 ) الآية .
معاشر الناس : * ( إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ) * ( 3 ) .
معاشر الناس : فما ورده ( 4 ) أهل بيت إلا استغنوا ، ولا تخلفوا عنه إلا افتقروا .
معاشر الناس : ما وقف بالموقف مؤمن إلا غفر الله له ما سلف من ذنبه إلى وقته ذلك ، فإذا إنقضت حجته استونف عمله ( 5 ) .
معاشر الناس : الحجاج معانون ونفقاتهم مخلفة * ( والله لا يضيع أجر المحسنين ) * .
معاشر الناس : حجوا البيت بكمال الدين والتفقه ولا تتفرقوا ( 6 ) عن المشاهد إلا بتوبة واقلاع . معاشر الناس : اقيموا الصلاة وآتوا الزكاة كما أمركم الله عز وجل ، فإن طال عليكم الأمد فقصرتم أو نسيتم فعلي وليكم ومبين لكم الذي نصبه الله عز وجل بعدي ، ومن خلفه الله مني ومنه ( 7 ) ، يخبركم بما تسألون عنه ، ويبين لكم مالا تعلمون ، ألا إن الحلال والحرام أكثر من أن
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) يسم الشئ : يجعل له علامة يعرف بها .
( 2 ) الفتح : 10 .
( 3 ) البقرة : 158 .
( 4 ) في الاحتجاج : حجوا البيت فما ورده .
( 5 ) في البحار : انقضت حجه استونف عليه عمله .
( 6 ) في الاحتجاج والبحار : ولا تنصرفوا .
( 7 ) في البحار : ومن خلقه الله مني وأنا منه . ( * )

/ صفحة 337 /
أحصيها وأعرفها فآمر بالحلال وأنهى عن الحرام في مقام واحد ، فأمرت أن آخذ البيعة منكم والصفقة لكم بقبول ماجئت به عن الله عز وجل في علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده الذين هم مني ومنه أئمة قائمهم فيهم خاتمهم المهدي الى يوم القيامة الذي يقضي بالحق .
معاشر الناس : كل حلال دللتكم عليه وكل حرام نهيتكم عنه فاني لم أرجع عن ذلك ولم ابدل ، ألا فاذكروا ذلك واحفظوه وتواصوا به ولا تبدلوه ولا تغيروه ، ألا وإني أجدد القول ، ألا فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر ، إن رأس الامر بالمعروف ان تنتهوا إلى قولي وتبلغوه من لم يحضره وتأمروه بقبوله وتنهوه عن مخالفته ، فإنه أمر من الله عز وجل ومني ، ولا أمر بمعروف ولا نهي منكر إلا مع إمام معصوم .
معاشر الناس : القرآن يعرفكم إن الأئمة من بعده ولده ، وعرفتكم انهم مني ومنه حيث يقول الله عز وجل : * ( وجعلها كلمة باقية في عقبه ) * ( 1 ) وقلت : لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما .
معاشر الناس : التقوى التقوى ، احذروا الساعة كما قال الله عز وجل : * ( إن زلزلة الساعة شئ عظيم ) * ( 2 ) اذكروا الممات والحساب والموازين والمحاسبة بين يدي رب العالمين والثواب والعقاب ، فمن جاء بالحسنة أثيب ومن جاء بالسيئة فليس له في الجنان نصيب .
معاشر الناس : إنكم اكثر من أن تصافقوني بكف واحدة ، أمرني الله عز وجل أن آخذ من ألسنتكم الاقرار بما عقدت لعلي بامرة المؤمنين ، ومن جاء بعده من الأئمة مني ومنه على ما أعلمتكم أن ذريتي من صلبه ، فقولوا بأجمعكم إنا سامعون مطيعون راضون منقادون لما بلغت عن ربنا وربك في أمر علي وامر ولده من صلبه من الأئمة نبايعك على ذلك بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وأيدينا ، على ذلك نحيا ونموت ونبعث ، لا نغير ولا نبدل ولا نشك ولا نرتاب ، ولا نرجع عن عهد ولا ننقض الميثاق ونطيع الله ونطيعك وعليا أمير المؤمنين وولده الأئمة الذين ذكرتهم من ذريتك من صلبه بعد الحسن والحسين ، الذين قد عرفتكم مكانهما مني ومحلهما عندي ومنزلتهما من ربي عز وجل ، فقد أديت ذلك إليكم وانهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأنهما الإمامان بعد أبيهما علي وأنا أبوهما قبله ، فقولوا : أطعنا الله بذلك وإياك وعليا والحسن والحسين والأئمة الذين ذكرت ، عهدا وميثاقا مأخوذا لأمير المؤمنين من قلوبنا وأنفسنا والسنتنا ومصافحة ( 3 ) ايدينا - من أدركهما بيده وأقر بهما بلسانه - لانبتغي بذلك بدلا ولا نرى من أنفسنا
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الزخرف : 28 .
( 2 ) الحج : 1 .
( 3 ) في الاحتجاج والبحار : ومصافقة . ( * )

/ صفحة 338 /
عنه حولا أبدا ( 1 ) أشهدنا الله وكفى بالله شهيدا ، وأنت علينا به شهيد ، وكل من أطاع ممن ظهر واستتر وملائكة الله وجنوده وعبيده ، والله أكبر من كل شهيد .
معاشر الناس : ما تقولون ؟ فإن الله يعلم كل صوت وخافية كل نفس * ( فمن إهتدى فلنفسه ومن ضل فأنما يضل عليها ) * ( 2 ) ومن بايع فانما يبايع الله * ( يد الله فوق ايديهم ) * ( 3 ) .
معاشر الناس : فاتقوا الله وبايعوا عليا أمير المؤمنين والحسن والحسين والأئمة كلمة باقية ، يهلك الله من غدر ، ويرحم من وفى * ( ومن نكث فانما ينكث على نفسه ) * ( 4 ) الآية .
معاشر الناس : قولوا الذي قلت لكم ، وسلموا على علي بامرة المؤمنين ، وقولوا : * ( سمعنا واطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير ) * ( 5 ) وقولوا : * ( الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ) * ( 6 ) .
معاشر الناس : إن فضائل علي بن أبي طالب عند الله عز وجل ، وقد أنزلها في القرآن أكثر من أن أحصيها في مقام واحد فمن أنبأكم بها وعرفها فصدقوه .
معاشر الناس : من يطع الله ورسوله وعليا والأئمة الذين ذكرتهم فقد فاز فوزا عظيما .
معاشر الناس : السابقون إلى مبايعته وموالاته والتسليم عليه بامرة المؤمنين ، أولئك الفائزون في جنات النعيم .
معاشر الناس : قولوا ما يرضي الله عنكم من القول ، * ( فإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعا فلن يضر الله شيئا ) * ( 7 ) اللهم اغفر للمؤمنين واغضب على الكافرين والحمد لله رب العالمين " . فناداه القوم : سمعنا وأطعنا على أمر الله وأمر رسوله بقلوبنا والسنتنا وايدينا وتداكوا ( 8 ) على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وعلى علي وصافقوا بايديهم ، فكان أول من صافق رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الأول والثاني والثالث والرابع والخامس وباقي المهاجرين والأنصار ، وباقي الناس على طبقاتهم وقدر منازلهم ، إلى أن صليت العشاء والعتمة في وقت واحد ، وواصلوا البيعة والمصافقة ثلاثا ورسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول ، كلما بايع قوم : " الحمد لله الذي فضلنا على جميع العالمين ، وصارت المصافقة سنة ورسما يستعملها من ليس له حق فيها " .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في البحار حولا ابدا ، نحن نؤدي ذلك عنك الداني والقاصي من أولادنا وأهلينا .
( 2 ) الزمر : 39 .
( 3 ) الفتح : 10 .
( 4 ) الفتح : 10 .
( 5 ) البقرة : 285 .
( 6 ) الأعراف : 43 .
( 7 ) آل عمران : 144 .
( 8 ) تداك عليه القوم : ازدحموا . ( * )

/ صفحة 339 /
وروي عن الصادق ( عليه السلام ) : " انه لما فرغ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من هذه الخطبة رئي في الناس رجل جميل بهي طيب الريح فقال : بالله ما رأينا كاليوم قط وما أشد ما يؤكد لابن عمه وإنه لعقد عقدا لا يحله إلا كافر بالله العظيم وبرسوله ، ويل طويل لمن حل عقده .
قال : فالتفت إليه عمر حين سمع كلامه فأعجبته هيئته ثم إلتفت إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) وقال : أما سمعت ما قال هذا الرجل كذا وكذا ؟
فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : يا عمر أتدري من ذاك الرجل ؟
قال : لا .!
قال : ذلك الروح الأمين جبرائيل فإياك أن تحله ، فانك إن فعلت فالله ورسوله وملائكته والمؤمنون منك براء " ( 1 ) .

وهذه الخطبة متكررة في الكتب وقد ذكرها الشيخ الفاضل محمد بن أحمد بن علي المعروف بابن الفارسي في "روضة الواعظين" ( 2 ) .
الحادي والأربعون :
الشيخ الطوسي في التهذيب ، عن أبي عبد الله بن عياش قال : حدثني أحمد بن زياد الهمداني وعلي بن محمد التستري قالا : حدثنا محمد بن ليث المكي قال : حدثني أبو إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي قال : دخل في صدري ( 3 ) ما الأيام التي تصام ؟ فقصدت مولانا أبا الحسن علي بن محمد ( عليهما السلام ) وهو بصريا ( 4 ) ولم أبد ذلك لأحد من خلق الله فدخلت عليه فلما بصر بي قال ( عليه السلام ) : " يا أبا إسحاق جئت تسألني عن الأيام التي يصام فيهن ؟ وهي أربعة : أولهن يوم السابع والعشرين من رجب يوم بعث الله تعالى محمدا ( صلى الله عليه وآله ) إلى خلقه رحمة للعالمين ، ويوم مولده ( صلى الله عليه وآله ) [ بمكة ] وهو السابع عشر من شهر ربيع الأول ، ويوم الخامس والعشرين من ذي القعدة فيه دحيت الكعبة ، ويوم الغدير فيه أقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أخاه عليا ( عليه السلام ) علما للناس وإماماً من بعده " .
قلت : صدقت جعلت فداك لذلك أشهد أنك حجة الله على خلقه ( 5 ) .
الثاني والأربعون :
وعنه ، عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن ابن راشد ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) قال : قلت له : أللمسلمين ( 6 ) عيد غير هذين العيدين ؟ .
قال : " نعم يا حسن أعظمهما وأشرفهما " .
قال : قلت : وأي يوم هو ؟
قال : " هو يوم نصب أمير المؤمنين فيه علما للناس " .
قال : قلت : جعلت فداك وما ينبغي لنا أن نصنع فيه ؟
قال : " تصومه يا حسن وتكثر من
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الاحتجاج : 1 / 66 - 84 . البحار : 37 / 201 - 219 .
( 2 ) روضة الواعظين ص 89 - 99 . ط - النجف 1386 ه‍ .
( 3 ) في المصدر : وحك في صدري .
( 4 ) صريا : قرية على ثلاثة اميال من المدينة .
( 5 ) التهذيب : 4 / 305 - 306 . ط - النجف .
( 6 ) في المصدر : جعلت فداك أللمسلمين . ( * )

/ صفحة 340 /
الصلاة ( 1 ) على محمد وآله وتبرأ إلى الله عز وجل ممن ظلمهم ، وإن الأنبياء صلوات الله عليهم كانت تأمر الأوصياء باليوم الذي يقام فيه الوصي أن يتخذ عيدا " .
قال : قلت : فما لمن صامه ؟ .
قال : " صيام ستين شهرا ولا تدع صيام سبعة وعشرين من رجب فإنه اليوم الذي نزلت فيه النبوة على محمد ( صلى الله عليه وآله ) وثوابه مثل ستين شهرا لكم " ( 2 ) .
الثالث والأربعون :
الشيخ الطوسي في التهذيب عن الحسين بن الحسن الحسني قال : حدثنا محمد بن موسى الهمداني قال : حدثنا علي بن حسان الواسطي قال : حدثنا علي بن الحسين العبدي قال : سمعت أبا عبد الله الصادق ( عليه السلام ) يقول : " صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا لو عاش انسان ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك ، وصيامه يعدل عند الله عز وجل في كل عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبلات ، وهو عيد الله الأكبر ، وما بعث الله عز وجل نبيا ( 3 ) إلا وتعيد في هذا اليوم وعرف حرمته ، واسمه في السماء يوم العهد المعهود ، وفي الأرض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود ، ومن صلى فيه ركعتين يغتسل عند زوال الشمس من قبل أن تزول مقدار نصف ساعة ، يسأل الله عز وجل يقرأ في كل ركعة سورة الحمد مرة وعشر مرات قل هو الله أحد وعشر مرات آية الكرسي وعشر مرات إنا أنزلناه ، عدلت عند الله عز وجل مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة ، وما سأل الله عز وجل حاجة من حوائج الدنيا وحوائج الآخرة إلا قضيت له كائنة ما كانت الحاجة ، وإن فاتتك الركعتان والدعاء قضيتها بعد ذلك ، ومن فطر فيه مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما وفئاما ( 4 ) فلم يزل يعد إلى أن عقد بيده عشرا ، ثم قال : أتدري كم الفئام ؟ قلت : لا ، قال : مائة ألف كل فئام ، كان له ثواب من أطعم بعددها من النبيين والصديقين والشهداء في حرم الله عز وجل وسقاهم في يوم ذي مسغبة والدرهم فيه بألف ألف درهم . قال : لعلك ترى أن الله عز وجل خلق يوما أعظم حرمة منه ، لا والله لا والله ، ثم قال : وليكن من قولكم إذ التقيتم أن تقولوا : الحمد لله الذي أكرمنا بهذا اليوم وجعلنا من الموفين بعهده إلينا وميثاقه الذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره والقوام بقسطه ولم يجعلنا من الجاحدين والمكذبين بيوم الدين . ثم قال : وليكن من دعائك في دبر هاتين الركعتين ان تقول : * ( ربنا إننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ) * إلى قوله : * ( انك لا تخلف الميعاد ) * ( 5 ) .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) في المصدر : وتكثر فيه الصلاة .
( 2 ) التهذيب : 4 / 305 .
( 3 ) في المصدر : نبيا قط .
( 4 ) الفئام : الجماعة من الناس .
( 5 ) آل عمران : 193 . وفي المصدر ذكر تمام الاية وهي : * ( ربنا اننا سمعنا مناديا ينادي للايمان أن آمنوا بربكم فآمنا ربنا فاغفر لنا ذنوبنا وكفر عنا سيئاتنا وتوفنا مع البرار * ربنا واتنا ما وعدتنا على رسلك ولا تخزنا يوم القيامة إنك لا تخلف الميعاد ) * . ( * )

/ صفحة 341 /
ثم تقول بعد ذلك اللهم إني أشهدك وكفى بك شهيدا وأشهد ملائكتك وحملة عرشك وسكان سمواتك وارضك بأنك أنت الله لا إله إلا انت المعبود الذي ليس من لدن عرشك إلى قرار أرضك معبود يعبد سواك إلا باطل مضمحل غير وجهك الكريم ، لا إله إلا أنت المعبود فلا معبود سواك تعاليت عما يقول الظالمون علوا كبيرا ، وأشهد أن محمدا ( صلى الله عليه وآله ) عبدك ، وأشهد أن عليا صلوات الله عليه أمير المؤمنين ووليهم ومولاهم ، ربنا إنا سمعنا بالنداء وصدقنا المنادي رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذ نادى بنداء عنك بالذي أمرته أن يبلغ ما أنزلت إليه من ولاية ولي أمرك فحذرته وأنذرته إن لم يبلغ أن تسخط عليه ، وإنه إن بلغ رسالاتك عصمته من الناس فنادى مبلغا وحيك ورسالاتك : ألا من كنت وليه فعلي وليه ، ومن كنت نبيه فعلي أميره ، ربنا قد أجبنا داعيك النذير المنذر محمدا ( صلى الله عليه وآله ) عبدك ورسولك إلى علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) الذي أنعمت عليه وجعلته مثلا لبني اسرائيل إنه أمير أمير المؤمنين ومولاهم ووليهم إلى يوم القيامة يوم الدين ، فانك قلت * ( إن هو إلا عبد أنعمنا عليه وجعلناه مثلا لبني اسرائيل ) * ربنا آمنا واتبعنا مولانا وولينا وهادينا وداعي الأنام وصراطك المستقيم السوي وحجتك وسبيلك الداعي إليك على بصيرة هو ومن اتبعه ، سبحان الله عما يشركون بولايته وبما يلحدون باتخاذ الولائج دونه ، فاشهد يا إلهي أنه الإمام الهادي المرشد الرشيد علي أمير المؤمنين ، الذي ذكرته في كتابك فقلت * ( وإنه في أم الكتاب لدينا لعلي حكيم ) * ( 1 ) لا أشرك معه إماما ولا أتخذ من دونه وليجة اللهم فانا نشهد أنه عبدك الهادي من بعد نبيك النذير المنذر وصراطك المستقيم وأمير المؤمنين وقائد الغر المحجلين وحجتك البالغة ولسانك المعبر عنك في خلقك والقائم بالقسط من بعد نبيك وديان دينك وخازن علمك وموضع سرك وعيبة علمك وأمينك المأمون المأخوذ ميثاقه مع ميثاق رسولك ( صلى الله عليه وآله ) من جميع خلقك وبريتك شهادة الاخلاص لك بالوحدانية بانك أنت الله الذي لا إله إلا أنت وأن محمدا عبدك ورسولك وعليا أمير المؤمنين ، وأن الاقرار بولايته تمام توحيدك والاخلاص بوحدانيتك وكمال دينك وتمام نعمتك على جميع خلقك وبريتك فانك قلت وقولك الحق : * ( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) * ( 2 ) اللهم فلك الحمد على مامننت علينا من الاخلاص لك بوحدانيتك إذ هديتنا لموالاة وليك الهادي من بعد نبيك المنذر ورضيت لنا الإسلام دينا بموالاته واتممت علينا نعمتك التي جددت لنا عهدك وميثاقك فذكرتنا ذلك وجعلتنا من أهل الاخلاص والتصديق بعهدك وميثاقك ومن أهل الوفاء
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الزخرف : 4 .
( 2 ) المائدة : 3 . ( * )

/ صفحة 342 /
بذلك ، ولم تجعلنا من الناكثين والمنحرفين والمبتكين ( 1 ) آذان الانعام والمغيرين خلق الله ، ومن الذين استحوذ عليهم الشيطان فأنساهم ذكر الله وصدهم عن السبيل وعن الصراط المستقيم ، واكثر من قولك في يومك وليلتك أن تقول : اللهم العن الجاحدين والناكثين والمغيرين والمكذبين بيوم الدين من الأولين والآخرين . اللهم فلك الحمد على إنعامك علينا بالذي هديتنا إلى ولاية ولاة أمرك من بعد نبيك الأئمة الهداة الراشدين الذين جعلتهم أركان لتوحيدك واعلام الهدى ومنار التقوى والعروة الوثقى وكمال دينك وتمام نعمتك فلك الحمد ، آمنا بك وصدقنا نبيك وإتبعنا من بعده النذير ووالينا وليهم وعادينا عدوهم وبرئنا من الجاحدين والناكثين والمكذبين إلى يوم الدين . اللهم فكما كان من شأنك يا صادق الوعد يامن لا يخلف الميعاد يا من هو كل يوم في شأن أن أنعمت علينا بموالاة أوليائك المسؤل عنها عبادك فانك قلت وقولك الحق : * ( ثم لتسألن يومئذ عن النعيم ) * ( 2 ) وقلت : * ( وقفوهم إنهم مسئولون ) * ( 3 ) ومننت علينا بشهادة الاخلاص لك بموالاة أوليائك الهداة من بعد النذير المنذر والسراج المنير واكملت الدين بموالاتهم والبرائة من عدوهم ، وأتممت علينا النعمة التي جددت لنا عهدك فذكرتنا ميثاقك المأخوذ منا في مبتدأ خلقك إيانا وجعلتنا من أهل الاجابة ، وذكرتنا العهد والميثاق ولم تنسنا ذكرك ، فانك قلت : * ( وإذ اخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ) * شهدنا بمنك ولطفك بأنك أنت الله لا إله إلا أنت ربنا ومحمد عبدك ورسولك نبينا وعلي أمير المؤمنين والحجة العظمى وآيتك الكبرى والنبأ العظيم الذي هم فيه مختلفون . اللهم فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية الى معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلي على محمد وآل محمد وأن تبارك لنا في يومنا هذا الذي ذكرتنا فيه عهدك وميثاقك وأكملت ديننا وأتممت علينا نعمتك وجعلتنا من أهل الإجابة والإخلاص بوحدانيتك ومن أهل الإيمان والتصديق بولاية أوليائك والبرائة من أعدائك وأعداء أوليائك الجاحدين المكذبين بيوم الدين . وأن لا تجعلنا من الغاوين ولا تلحقنا بالمكذبين بيوم الدين ، واجعل لنا قدم صدق مع المتقين وتجعل لنا من المتقين اماما إلى يوم الدين ، يوم يدعى كل اناس بامامهم ، واحشرنا في زمرة الهداة المهديين ، وأحينا ما احييتنا على الوفاء بعهدك وميثاقك المأخوذ منا وعلينا لك ، واجعل
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) بتك : اي قطع .
( 2 ) التكاثر : 8 .
( 3 ) الصافات : 24 . ( * )

/ صفحة 343 /
لنا مع الرسول سبيلا ، وثبت لنا قدم صدق في الهجرة . اللهم واجعل محيانا خير المحيا ومماتنا خير الممات ومنقلبنا خير المنقلب حتى توفانا وأنت عنا راض قد أوجبت لنا حلول جنتك برحمتك والمثوى في دارك والإنابة إلى دار المقامة من فضلك لا يمسنا فيها نصب ولا يمسنا فيها لغوب . ربنا إنك أمرتنا بطاعة ولاة أمرك ، وأمرتنا أن نكون مع الصادقين فقلت : * ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) * ( 1 ) وقلت : * ( اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) * ( 2 ) فسمعنا وأطعنا ربنا فثبت أقدامنا وتوفنا مسلمين مصدقين لأوليائك ولا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب . اللهم إني أسألك بالحق الذي جعلته عندهم وبالذي فضلتهم على العالمين جميعا أن تبارك لنا في يومنا هذا الذي أكرمتنا فيه وأن تتم علينا نعمتك وتجعله عندنا مستقرا ولا تسلبناه أبدا ولا تجعله مستودعا فإنك قلت : * ( فمستقر ومستودع ) * ( 3 ) فاجعله مستقرا ولا تجعله مستودعا ، وارزقنا نصر دينك مع ولي هاد منصور من أهل بيت نبيك ، واجعلنا معه وتحت رايته شهداء صديقين في سبيلك وعلى نصرة دينك " . ثم تسأل بعدها حاجتك للآخرة والدنيا فإنها والله مقضية في هذا اليوم ان شاء الله تعالى ( 4 ) .

قلت : على هذا نقتصر من روايات الخاصة ، والروايات في قصة غدير خم لا تحصى من طريق الخاصة والعامة .
قال الشيخ الفاضل محمد بن علي بن شهر آشوب في فصل قصة غدير خم من كتابه ، قال : العلماء مطبقون على قبول هذا الخبر وإنما وقع الخلاف في تأويله [ وقد بلغ في الانتشار والاشتهار إلى حد لا يوازي به خبر من الأخبار وضوحا وبيانا وظهورا وعرفانا حتى لحق في المعرفة والبيان بالعلم بالحوادث الكبار والبلدان فلا يدفعه إلا جاحد ولا يرده إلا معاند وأي خبر من الأخبار جمع في روايته ومعرفة طرقه اكثر من ألف مجلد من تصانيف العامة والخاصة من المتقدمين والمتأخرين ] ( 5 ) ذكره محمد بن إسحاق ( 6 ) ، وأحمد البلاذري ( 7 ) ومسلم بن الحجاج ( 8 ) ، وأبو نعيم
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) النساء : 59 .
( 2 ) التوبة : 119 . ونص الآية : * ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين ) * .
( 3 ) الأنعام : 98 .
( 4 ) التهذيب : 3 / 143 - 147 .
( 5 ) الجملة بين المعقوفتين غير موجودة في النسخة المطبوعة من المصدر .
( 6 ) الحافظ محمد بن إسحاق المدني المتوفى 151 ر 152 .
( 7 ) الحافظ أحمد بن يحيى البلاذري المتوفى 279 .
( 8 ) الحافظ مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري صاحب الصحيح المتوفى 261 . ( * )

/ صفحة 344 /
الاصفهاني ( 1 ) ، وأبو الحسن الدارقطني ( 2 ) ، وأبو بكر بن مردوديه ( 3 ) ، وابن شاهين ( 4 ) ، وأبو بكر الباقلاني ( 5 ) ، وأبو المعالي الجويني ( 6 ) ، وأبو إسحاق الثعلبي ( 7 ) ، وأبو سعيد الخركوشي ( 8 ) ، وأبو المظفر السمعاني ( 9 ) ، وأبو بكر بن شيبة ( 10 ) ، وعلي بن الجعد ( 11 ) ، وشعبة ( 12 ) ، والأعمش ، وابن عياش ( 13 ) ، وابن السلاح ، والشعبي ( 14 ) والزهري ( 15 ) والاقليشي ، والجعابي ( 16 ) وابن البيع ( 17 ) ، وابن ماجة ( 18 ) ، وابن عبد ربه ( 19 ) والالكاني ، وشريك القاضي ( 20 ) ، وأبو يعلي الموصلي ( 21 ) من عدة طرق ، وأحمد بن حنبل من عشرين ( 22 ) طريقا ، وابن بطة ( 23 ) من ثلاث وعشرين طريقا ( 24 ) .
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الحافظ أحمد بن عبد الله أبو نعيم الاصبهاني المتوفى 430 .
( 2 ) الحافظ علي بن عمر بن أحمد الدارقطني المتوفى 385 .
( 3 ) الحافظ أحمد بن موسى بن مردويه الاصبهاني أبو بكر المتوفى 416 .
( 4 ) أبو حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن أحمد بن محمد بن أيوب البغدادي المتوفى 385 .
( 5 ) المتكلم القاضي محمد بن الطيب بن محمد أبو بكر الباقلاني المتوفى 403 .
( 6 ) إمام الحرمين عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن عبد الله الجويني النيسابوري المتوفى 478 .
( 7 ) أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي النيسابوري المتوفى 427 ر 37 .
( 8 ) عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الحافظ المفسر المتوفي 407 .
( 9 ) عبد الرحيم بن عبد الكريم بن محمد بن منصور المروزي الفقيه المحدث المتوفي 617 .
( 10 ) الحافظ عبد الله بن محمد بن أبي شيبة العبسي الكوفي المتوفي 235 .
( 11 ) الحافظ أبو الحسن علي بن الجعد بن عبيد الهاشمي الجوهري المحدث المتوفي 230 .
( 12 ) الحافظ شعبة بن الحجاج أبو بسطام الواسطي نزيل البصرة المتوفي 160 .
( 13 ) أحمد بن محمد بن عبيدالله ( عبد الله ) بن الحسن بن عياش الجوهري المتوفي 401 .
( 14 ) الظاهر هو أحمد بن محمد بن أحمد بن شعيب الشعبي الحنفي المتوفي 357 .
( 15 ) أبو بكر محمد بن مسلم بن عبيدالله القرشي المتوفي 124 .
( 16 ) أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم التميمي البغدادي المتوفي 355 .
( 17 ) الحافظ محمد بن عبد الله بن محمد أبو عبد الله الحاكم الضبي المعروف بابن النيسابوري المتوفي 405 .
( 18 ) الحافظ أبو عبد الله عبد الله محمد بن يزيد بن ماجة القزويني المتوفي 273 .
( 19 ) أبو عمر أحمد بن عبد ربه القرطبي المتوفي 328 .
( 20 ) شريك بن عبد الله أبو عبد الله النجعي الكوفي المتوفي 177 .
( 21 ) الحافظ أحمد بن علي الموصلي أبو يعلي صاحب المسند الكبير المتوفي 307 .
( 22 ) في المصدر : من أربعين طريقا .
( 23 ) الحافظ عبيدالله بن محمد العكبري البطي الحنبلي المتوفي 387 .
( 24 ) في المصدر : وابن جرير الطبري من نيف وسبعين طريقا في كتاب الولاية . وأبو العباس بن عقدة من مائة وخمس طرق ، وأبو بكر الجعابي من مائة وخمس وعشرين طريقا ، وقد صنف . . ( * )

/ صفحة 345 /
وقد صنف علي بن هلال المهلبي كتاب الغدير ، وأحمد بن محمد بن سعيد ( 1 ) كتاب من روى خبر غدير خم ، [ وابن جرير الطبري كتاب الولاية وهو كتاب غدير خم ، وذكر فيه سبعين طريقا ] ( 2 ) ومسعود الشجري كتابا في رواة هذا الخبر وطرقها ، واستخرج الرازي في كتابه أسماء رواتها على حروف المعجم ( 3 ) . ولقد رواه أبو العباس بن عقدة .
وقال صاحب الحديث ( رحمه الله ) : سمعت أبا علي العطار الهمداني يقول : أروي هذا الحديث على مائتي وخمسين طريقا .
وقال : قال جدي شهر بن آشوب : سمعت أبا المعالي الجويني يتعجب ويقول : شاهدت مجلدا ببغداد في يدي صحاف فيه روايات هذا الخبر مكتوبا عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طرق قوله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " ويتلوه في المجلدة التاسعة والعشرين . .
أقول : قد ذكر جمع من العلماء الأفاضل أن معنى الولي والمولى معنى واحد وهو الأولى بالتصرف في أمور المسلمين الواجب عليهم طاعته في أوامره ونواهيه ، وهو معنى الإمام والخليفة ، واستدلوا على ذلك بأدلة كثيرة يطول الكتاب بذكرها ، وذكر رواة هذا الحديث يطول الكتاب بذكرهم اقتصرنا على هذا القدر ، ومن أراد الوقوف على ذلك مما لا مزيد عليه فعليه بكتاب " الشافي " للسيد المرتضى علم الهدى ( 4 ) فإنه قد بلغ النهاية في ذلك ، وعليه بكتاب الشيخ الفاضل يحيى بن الحسن المعروف بابن البطريق في كتاب " العمدة " ( 5 ) وعليه بكتاب " الطرايف " ( 6 ) للسيد الجليل أبي القاسم بن طاوس ، وكتاب الشيخ محمد بن علي بن شهر آشوب ( 7 ) فإن في هذه الكتب بل في بعضها ما هو غنية للمصنف . والله سبحانه وتعالى ولي التوفيق . وقد ذكروا من رواة هذا الخبر أبا بكر ، وعمر ، وعثمان ، وعبد الرحمن بن عوف ، وطلحة ، والزبير وساقوا ذكر الرواة من الصحابة وغيرهم . (انتهى من غاية المرام للسيد هاشم البحراني قدس سره الشريف).
----------------------
( هامش ) * ( 1 ) الحافظ أبو العباس بن عقدة المتوفي 333 .
( 2 ) الجملة بين المعقوفتين غير موجود في المصدر .
( 3 ) مناقب آل أبي طالب : 3 / 25 .
( 4 ) السيد المرتضى ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي النقيب المتوفي 436 .
( 5 ) الفقيه المتكلم شرف الإسلام شمس الدين يحيى بن الحسن بن الحسين بن علي بن محمد الاسدي الحلي الواسطي الربعي المتوفي 600 .
( 6 ) طبع في إيران عام 1302 هج‍ بالقطع الوزيري في 176 صفحة .
( 7 ) إشارة إلى كتاب " مناقب آل أبي طالب " يقع في أربعة أجزاء طبع بإيران مكررا . ( * )
..............................................................................تم المصنَّف

انتهينا من جمعه وتصنيفه فجر يوم الأحد 18 من شوال 1426هـ
الموافق لـ 20 نوفمبر 2005م
حامداً لله ومصلياً على رسوله الأمين وآل بيته الطاهرين ،،،
ولعلنا نعود لإكمال ما فاتنا من روايات مع ترتيب وتهذيب وحذف المكرر إن شاء الله تعالى ، وإن كان لا يخلو من فائدة من إضافة سقط أو تصحيف وخلافه كما يعرفه أهل هذا الفن .!
وإن أنْصَفَنا الوقت جمعنا الروايات المروية عن أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم لحديث "الغدير" والتي لم يُصرِّحوا فيها بإسنادهم إلى الحادثة لنجعله كذيل لهذا المصنَّف بحوله وقوته.
وأخيراً .. لا تنسوني من صالح دعائكم إخواني المؤمنين والمؤمنات .. والحمد لله رب العالمين.

مرآة التواريخ ،،،