مصادر علم الإمام المعصوم عليه السلام

التلميذ

New Member
18 أبريل 2010
217
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم



السؤال


ما هي مصادر علم الإمام المعصوم ؟


الرجاء التكرم بذكرها مع الإشارة إلى الدليل ولو اختصاراً .



الجواب

لقد كان الأئمة الإثنا عشر الطاهرون من أهل البيت أعلم الناس مطلقاً بمعارف الشريعة الإسلامية الغراء وأحكامها وتعاليمها وبالقرآن الكريم وتفسير آياته وبيانها ومعانيها ، وكانوا أيضاً على علم واطلاع على الكثير من الحقائق وعلى معرفة بعلوم مختلفة ، كالعلوم السياسية والإقتصادية والإجتماعية والصحية والتاريخية وغيرها ، بل إنهم أخبروا ببعض الأمور التي لا سبيل إلى العلم بها إلاّ طريق الغيب ، ولم يذكر لنا التاريخ أن واحداً منهم عليهم السلام تتلمذ على يد واحدٍ من العلماء من سائر الناس .. فعلمهم بكل ذلك علم لدني مستمد من خلال طرق عديدة وهي :
1- ما ورثوه عن رسول الله صلى الله عليه وآله من علوم إما مشافهة أو كتابة ، حيث تلقى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام الكثير من العلوم عن رسول الله صلى الله عليه وآله الذي هو بدوره تلقاها عن الله عزّ وجل من طريق الوحي ، ففي الحديث الصحيح الذي رواه العلامة الصفار بسنده عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( علّم رسول الله صلى الله عليه وآله علياً عليه السلام ألف باب تفتح له من كل باب ألف باب ) (1) .
وروى الصفار في بصائر الدرجات بسند موثق قال : ( قال علي عليه السلام : لقد علمني رسول الله ألف باب كل باب فتح ألف باب ) (2) .
وورث الأئمة الطاهرون عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام ما ورثه من علم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ففي الخبر الصحيح الذي رواه العلامة الصفار في بصائر الدرجات ومن طريقه العلامة الكليني في الكافي عن محمد بن مسلم قال : ( سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : نزل جبرائيل على محمد صلى الله عليه وآله برما نتين من الجنة فلقيه علي عليه السلام فقال له : ما هاتان الرمانتان ؟
قال : أما هذه فالنبوة ليس لك فيها نصيب ، وأما هذه فالعلم ، ثم فلقها رسول الله صلى الله عليه وآله فأعطاه نصفها وأخذ نصفها رسول الله صلى الله عليه وآله ثم قال : أنت شريكي فيه وأنا شريكك فيه ، قال : فلم يعلم رسول الله صلى الله عليه وآله حرفاً إلاّ علّمه علياً عليه السلام ثم انتهى ذلك العلم إلينا ثم وضع يده على صدره ) (3) .
وروى الصفار في بصائر الدرجات بسند صحيح عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال : ( إنّا لو كنّا نفتي الناس برأينا وهوانا لكنّا من الهالكين ، ولكنّها آثار رسول الله صلى الله عليه وآله وأصول علم نتوارثها كابر عن كابر ، نكتنزها كما يكنز الناس ذهبهم وفضّتهم ) (4) .
كما انتقلت إليهم مجموعة من الكتب والصحف والأوعية التي كانت تتضمن علوماً مختلفة ورثوها من رسول الله صلى الله عليه وآله وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقد أخرج العلامة الكليني في الكافي والعلامة الصفار في بصائر الدرجات كلاهما عن أبي بصير بسند صحيح أنه قال أن الإمام الصادق عليه السلام قال له : ( يا أبا محمد إن الله عزّ وجل لم يعط الأنبياء شيئاً إلاّ وقد أعطاه محمداً صلى الله عليه وآله ، قال : وقد أعطى محمداً جميع ما أعطى الأنبياء ، ومنها الصحف التي قال الله عزّ وجل { صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى } ، قلت : جعلت فداك هي الألواح ؟ قال : نعم ) (5) .
وروى العلامة الصفار في بصائر الدرجات وثقة الإسلام العلامة الكليني في الكافي بسند صحيح عن أبي عبيدة الحذاء قال : ( سأل أبا عبد الله عليه السلام بعض أصحابنا عن الجفر فقال : هو جلد ثور مملوء علماً ، فقال له : فالجامعة ؟ قال : تلك صحيفة طولها سبعون ذراعاً في عرض الأديم مثل فخذ الفالج فيها كل ما يحتاج الناس إليه ، وليس من قضية إلاّ وهي فيها حتلى إرش الخدش .
قال : فمصحف فاطمة عليها السلام ؟
فسكت طويلاً ثم قال : إنكم لتبحثون عمّا تريدون وعمّا لا تريدون ، إن فاطمة مكثت بعد رسول الله صلى الله عليه وآله خمسة وسبعين يوماً ، وكان دخلها حزن شديد على أبيها ، وكان جبرائيل عليه السلام يأتيها فيحسن عزاءها على أبيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها ومكانه ، ويخبرها بما يكون بعدها في ذريتها ، وكان علي يكتب ذلك ، فهذا مصحف فاطمة ) (6) .
2- الإلهام وهو ما يلقى في قلب الإمام من علم ومعرفة .
3- تحديث الملائكة ..
فهما – الإلهام وتحديث الملائكة – أيضاً مصدران من مصادر علم الإمام المعصوم عليه السلام كما أثبتت الروايات الصحيحة الواردة عنهم عليهم السلام منها :
ما رواه العلامة الصفار في بصائر الدرجات بسند صحيح عن الحارث بن المغيرة عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال : ( إن الأرض لا تترك بغير عالم ، قلت : الذي يعلمه عالمكم ما هو ؟ قال : وراثة من رسول الله صلى الله عليه وآله ومن علي بن أبي طالب عليه السلام ، علم يستغني عن الناس ولا يستغني الناس عنه .
قلت : وحكمة يقذف في صدره (7) أو ينكت في أذنه (8) .
قال : ذاك وذاك ) (9) .
وما رواه الصفار في بصائر الدرجات بسند صحيح عن الإمام الرضا عليه السلام أنه قال : ( الأئمة علماء صادقون مفهمون محدّثون ) (10) .
وما رواه النعماني في كتابه الغيبة بسند موثق عن زرارة بن أعين رضوان الله تعالى عليه عن الإمام الباقر عليه السلام عن آبائه الطاهرين عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال : ( إنّ من أهل بيتي إثنى عشر محدثاً ، فقال له رجل يقال له عبد الله بن زيد وكان أخا علي بن الحسين عليما السلام من الرضاعة ، سبحان الله محدثاً ؟ - كالمنكر لذلك – قال : فأقبل عليه أبو جعفر عليه السلام فقال له : أما والله إن ابن أمّك كان كذلك – يعني علي بن الحسين عليهما السلام - ) (11) .
وما رواه العلامة الصفار في بصائر الدرجات بسند صحح عن الحارث بن المغيرة النصري قال : ( قلت لأبي عبد الله عليه السلام جعلت فداك الذي يُسأل عنه الإمام وبيس عنده فيه شيء من أين يعلمه ؟ قال : ينكت في القلب نكتاً أو ينقر في الأذن نقراً ) (12) .
وما رواه العلامة الكليني في الكافي بسند صحيح عن الإمام موسى بن جعفر عليه السلام قال : ( مبلغ علمنا على ثلاثة وجوه : ماض وغابر وحادث ، فأمّا الماضي فمفسّر ، وأمّا الغابر فمزبور ، وأمّا الحادث فقذف في القلوب ونقر في الأسماع وهو أفضل علمنا ولا نبي بعد نبينا ) (13) .
وما رواه الشيخ الكليني في الكافي بسند صحيح عن أبي بصير أنه قال : ( سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى : { وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الأِيمَانُ } قال : خلق من خلق الله عزّ وجل أعظم من جبرائيل ومكيائيل كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله يخبره ويسدده ، وهو مع الأئمة من بعده ) (14) .

وقد بينا في جواب سؤال سابق أنه لا تلازم بين النبوة وتحديث الملائكة فليس كل من حدث من قبل الملك يكون نبياً .


وصلى الله على رسوله محمد وآله الطيبين الطاهرين

______________________________
(1) بصائر الدرجات صفحة 286 .
(2) المصدر السابق صفحة 287 .
(3) بصائر الدرجات صفحة 289 ، الكافي 1/163 .
(4) بصائر الدرجات صفحة 284 .
(5) الكافي 1/225 ، بصائر الدرجات صفحة 156 .
(6) الكافي 1/241 ، بصائر الدرجات صفحة 174 .
(7) وهو الإلهام .
(8) وهو تحديث الملك .
(9) بصائر الدرجات صفحة 307 .
(10) بصائر الدرجات صفحة 302 ، وأيضا رواه العلامة الكليني في الكافي 1/271 .
(11) الغيبة للنعماني صفحة 66 .
(12) بصائر الدرجات صفحة 299 .
(13) الكافي 1/264 .
(14) الكافي 1/273 .