ماذا يقصد النبي (ص) بقوله: يدعونه إلى النار؟

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم


جاء في صحيح البخاري ما نصه:

(حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُخْتَارٍ قَالَ حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ وَلِابْنِهِ عَلِيٍّ انْطَلِقَا إِلَى أَبِي سَعِيدٍ فَاسْمَعَا مِنْ حَدِيثِهِ فَانْطَلَقْنَا فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ يُصْلِحُهُ فَأَخَذَ رِدَاءَهُ فَاحْتَبَى ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا حَتَّى أَتَى ذِكْرُ بِنَاءِ الْمَسْجِدِ فَقَالَ كُنَّا نَحْمِلُ لَبِنَةً لَبِنَةً وَعَمَّارٌ لَبِنَتَيْنِ لَبِنَتَيْنِ فَرَآهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْهُ وَيَقُولُ وَيْحَ عَمَّارٍ تَقْتُلُهُ الْفِئَةُ الْبَاغِيَةُ يَدْعُوهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ وَيَدْعُونَهُ إِلَى النَّارِ قَالَ يَقُولُ عَمَّارٌ أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ) .

ورابط المصدر والمتن:

http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...=13&CID=16#s64

والذي نريد أن نركز عليه هنا هو أن الله تعالى قال عن المؤمنين:

(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ...) .

وهذا يعني أن المؤمن يكون داعية إلى الجنة، وهذا هو ما وُصف به الصحابي الجليل عمار بن ياسر في الحديث الذي تلوناه من صحيح البخاري..

ولكن ماذا يعني أن الذين قتلوا عماراً (الفئة الباغية) كانوا دعاة إلى نار جهنم؟

أليس هذا دليلاً على أن بغيهم أخرجهم من الإيمان، بل جعلهم دعاة إلى نار جهنم؟

وفي السياق نفسه نقرأ الحديث النبوي الذي صححه الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 2008 ، وهو قول النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - :

(قاتل عمار وسالبه في النار) .

وهذا تأكيد منه أن المعسكر الباغي لم يكن له حظ من الإيمان..

وبالرغم من وضوح هذه المضامين؛ نجد بعض علماء أهل السنة - وهو ابن حزم يقول - :

في كتابه "الفِصَل" : (4/ 161) ما نصه: "وعمار رضي الله عنه قتله أبو الغادية يسار بن سبع السلمي، شهد بيعة الرضوان فهو من شهداء الله له بأنه علم ما في قلبه وأنزل السكينة عليه ورضي عنه، فأبو الغادية رضي الله عنه مُتأوِّلٌ مجتهدٌ مخطئٌ فيه باغٍ عليه مأجورٌ أجرًا واحدًا" انتهى.

نسأل الله أن يرزقنا العافية في عقولنا، وألا نكون ممن يعميه التقليد..

(...فَبَشِّرْ عِبَادِ ، الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) ..

والحمد لله رب العالمين..
 

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
سوف أنقل بعض مجريات الحوار بيني وبين بعض شيعة بني أمية في منتدياتهم

أحب أن أسألك سؤال

هل هذه الفئة كانت متأولة أم لا ؟



إذا كنت تقصد بالتأول: الاجتهاد الذي يوجب لصاحبه العذر، فنحن نقطع أن الفئة الباغية لم تكن متأولة، والدليل أنها داعية إلى نار جهنم بنص حديث رسول الله صلى الله عليه وآله، والذي يكون مجتهداً متأولاً يكون معذوراً، فلا يتم التعبير عنه بأنه داع إلى النار..
ثم إنه لا مجال للتأول والاجتهاد بعد صراحة النصوص النبوية، فالنبي جعل مقتل عمار دليلاً على ضلال الفئة التي تقتله، ولكن تلك الفئة لم ترعوي حتى بعد مقتل عمار رضي الله عنه..
والنبي قال في حق الإمام علي: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.. ولكن هذه الفئة عادته وقاتلته..
والنبي قال - كما صح عن الحسن البصري - : (إذا رأيتم معاوية على منبري فاقتلوه) ، فلم يقتلوه، بل وانضموا معه يحاربون الخليفة الراشد..
والنبي ذم بشدة الخارج عن الجماعة والشاق لعصا الطاعة، والفئة الباغية كانت من أبرز الصور المجسدة لهذه المخالفة الشرعية الصارخة..
إلى غير ذلك من الأدلة الصريحة التي تنفي أي وجه للعذر لصالح الفئة الباغية، وهو ما يعني نفي التأول عنهم..


أخي بالله عليك لا تكن زئبقياً

لا اريد مطاردتك من مخالف لمخالف واجعل الحوار بسيطاً

أنت اجتهدت ووجدك على خطاأ وانا اجتهدت ووجدتك على خطأ فهل خرج أي منا من ايمانه ؟

وهل كان حديث الرسول صلى الله عليه وسلم يحفظه الصحابة كلهم عن ظهر قلب ؟

انت تقيم حدود الله وأخي قتل أخاك فماذا سيكون حكمك ؟

هناك أخطاء يمكن أن يُغَضَّ الطرفُ عنها، ولكن هناك خطأ من فظاعته يعبِّر عنه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بقوله أنه دعوة إلى نار جهنم.. أي على نسق قوله تعالى:

(وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ...) (البقرة: من الآية221) ،

وقوله تعالى: (وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنْصَرُونَ) (القصص: 41) .

وحديث الغدير (اللهم وال من والاه وعاد من عاداه) يفيد أن من يحارب عليا فهو عدو الله تعالى.. فكيف يكون عدو الله مجتهداً؟!

ثم إن معاوية وأصحابة اطلعوا على حديث (ويح عمار تقتله الفئة الباغية) ومع ذلك أصروا على بغيهم وظلمهم..

ومن الغريب بل القبيح أن يسمي النبي أناس باغين، ويسميهم الجاهل مجتهدين..! أليس هذا رداً على النبي صلى الله عليه وآله؟

والله ولي التوفيق..


فالله تعالى يقول (( وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا ۖ فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الْأُخْرَىٰ فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّىٰ تَفِيءَ إِلَىٰ أَمْرِ اللَّهِ ۚ فَإِنْ فَاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا ۖ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (9) ))

لاحظوا معي فإنّ وصف الإيمان و الأخوة ثابت لهم بالرغم من اقتتالهم و بغيهم على بعض ، فالبغي بحد ذاته لا يخرج المؤمن من دائرة الإيمان كما يلبّس الرافضي .


سبحان الله !

ما أجرأكم على التفسير بالرأي والقول بغير علم..!

أولاً: القرآن الكريم يتحدث عن حالة اقتتال فئتين يعبر عنهما بالمؤمنين.. فما هو الدليل أن هذا الإيمان هو الإيمان الذي يثاب عليه المسلم، وليس المراد منه مجرد الإسلام الذي يمكن أن يكون معه نفاق أو خلل اعتقادي أو سلوكي يوجب عدم القرب من الله وعدم استحقاق المثوبة والرحمة؟ فقد جاء التعبير في القرآن الكريم بالمؤمنين عن المسلمين حتى الضعفاء والفسقة منهم..

ثانياً: إذا سلمنا جدلاً أن المقصود بوصف الإيمان هو الإيمان الحقيقي الذي هو مناط الثناء والمثوبة عند الله تعالى، فما هو الدليل على بقاء هذا الوصف بعد تحقق الاقتتال بين الطرفين، هل في الآية دلالة على ذلك؟ من الواضح أن الجواب بالنفي، ومن يزعم غير هذا فهو إما جاهل باللغة العربية، أو متعمد للتلبيس على البسطاء.. وإلا فأين دلالة الآية على أن المقتتلين بقوا على وصف الإيمان حتى بعد وقوع الاقتتال؟

ثالثاً: إنَّ الباغي المقاتل إذا انجر بغيه إلى قتل المؤمن، فهو داخل تحت قوله تعالى: (وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً) (النساء: 93) . ومن الواضح البين أن بغي معاوية وأهل الشام انجر إلى مقتل عدد عظيم من الصحابة والتابعين.. فما لكم كيف تحكمون؟!

رابعاً: لو سلمنا جدلاً أن المقاتل الباغي لا يزال متصفاً بوصف المؤمن بمقتضى الآية حسب ما يزعم الأمويون، فهل هذا يشمل حتى الباغي الذي يعتدي على الخليفة الراشد، ويشق عصا الجماعة، ويستبب في مقتل آلاف المسلمين من الصحابة والتابعين والأولياء الصالحين؟ هذا والنبي يقول: قاتل عمار وسالبه في النار، ويقول: ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار؟

نسأل الله العافية في عقولنا وقلوبنا، وألا يجعلنا حب بني أمية عميان لا نفقه ما يقال ولا ندري ما نقول..

والله ولي التوفيق..


يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأهل حربه: (إنا لم نقاتلهم على التكفير لهم، ولم نقاتلهم على التكفير لنا، ولكنا رأينا أنّا على الحق ورأوا أنهم على الحق). قرب الإسناد: (ص:45)، بحار الأنوار: (32/324).
ألا يكفيك قول علي رضي الله عنه ؟!!


إنَّ النصوص والأدلة التي استعرضنا بعضها وتركنا منها الكثير، هي أدلة قطعية على أن محارب الإمام علي سلام الله عليه يكشف عن عدم إيمانه، بل يُحكم عليه بالكفر، وهو الحق الذي اختاره شيعة أهل البيت من إمامية وزيدية.. فيكون هذا المضمون هو المحكم الذي يُرجع إليه، والفيصل الذي يُحتكم إليه.. والنص الذي يفرح به مساكين شيعة بني أمية، هو نص يظهر منه عدم كفر من حارب الخليفة الراشد والإمام الهادي، فهل نقبل بهذا المدلول ونعرض عن المدلول القطعي الذي أشرنا إليه؟

من الواضح أن العاقل لا يترك الواضح القطعي لصالح الظني..

فإن قُلتَ: وما وجه الظن في مدلول رواية قرب الإسناد؟

أجبتك: أنها يحتمل أن تكون قد صدرت توحيداً لقلوب معكسر الإمام علي عليه السلام.

فإن سألتني: وهل كانت قلوبهم شتى؟ وما وجه تفرقها؟

أجبتك: قد كانت متفرقة أشد التفرق؛ لأن معظم معسكر الإمام لم يكن يعتقد بعصمته وإمامته بالمعنى الخاص؛ والسر في ذلك أن هؤلاء المستضعفين كانوا من بقايا العهد البكري والعمري والعثماني، قد تشربت قلوبهم بالبعد والغفلة، فكانت إشاعة أن الإمام يحارب معاوية وقومه على الكفر توجب بلبلة في قلوبهم، ومن أسباب ذلك أن هذه الفكرة تؤيد الإشاعة التي كان يحاول معاوية أن ينشرها بين جيش علي كحرب إعلامية نفسية، وهي إشاعة أن موقف علي سلبي من الخلفاء السابقين.. وهو ما أشار إليه المؤرخ الفاضل (عند السنة والشيعة) ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة..

ولما كان الإمام علي - عليه السلام - يعرف أن هذا الجيش المتهرئ لن يصمد وسيفقد تماسكه وبنهار (كما انهار بمجرد التحكيم) إذا برزت فيه البحوث العقدية الطائفية، كان يتوجب عليه أن يحافظ على تماسك هذا المعسكر بأي ثمن، ولو بإبراز ما يخالف قناعته الحقة، من باب مداراتهم واتقاء شرهم..

والحمد لله الذي فتح بصائرنا على فهم التاريخ وقراءة النصوص بعين التحقيق..

قال علي رضي الله عنه كما جاء في الجزء الثالث من كتاب نهج البلاغة الصفحة وكان بدء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام ، والظاهر أن ربنا واحد ، ودعوتنا في الإسلام واحدة ، ولا نستزيدهم في الإيمان بالله ، والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا ، والأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء
قضي الأمر الذي فيه تستفتيان


حين تقول (قال) فهل أنت تعني ما تقول؟
كيف عرفت أنه قال؟
ألا تعلم أن الله تعالى حرم عليك القول بغير علم، فقال تعالى:
(وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء: 36)
أم تراك تقبل بما في نهج البلاغة وتعتقد بصحته؟!
فما لك تقبل ببعضه وتترك بعضه كما فعل الكفار الذين قال الله عنهم:
(...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ...) (البقرة: 85)
وإما إن قلتَ لي: أنا إنما أستشهد به احتجاجاً عليكم، لا اعتقاداً بصحة الكتاب كله؛
أجبتك: إنما تصح الحجة إذا صحت سنداً ودلالة عند خصمك، فهل صحت كذلك؟
إن زعمت أنها صحت سنداً عند شيعة أهل البيت؛ طالبتك بالسند ومن صححه من علماء الشيعة.
وإن زعمت الصحة الدلالية، قلتُ لك: فما وجه التعبير بـ (الظاهر) في كلام الإمام علي؟
فإن الإمام لم يعبر عنهم بالمسلمين بتعبير مطلق، بل عبر عن وحدة الملة بقيد (الظاهر) .. فلم لا تقرأ يا هذا بقليل من الدقة لتفهم الكلام على الوجه الصحيح؟!
ثم كيف تريد من الشيعي أن يخضع لدلالة مشكلة في هذا النص ويعرض عن الأدلة القطعية المتفق عليها بين السنة والشيعة، والتي توجب كفر الفئة الباغية؟!
النبي يقول: هم دعاة إلى نار جهنم.. وأنت تريد منا أن نحبهم ونسميهم مسلمين مؤمنين؟!!
وما عشت أراك الدهرُ عجباً..
والله لا يهدي القوم الظالمين.






لقد سُقنا عدة أدلة صحيحة تدل على ضلالة الفئة الباغية ومن يترأسها، وكان من تلك الأدلة التي أهملها وتعامى عنه الزملاء الأعزاء: حديث (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) ، ولكن عزيزنا ذو الفقار أحس أخيراً بضرورة التخلص من هذه الورطة، فقال:



quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار
فالموالاة تعني المحبة والمناصرة ، والدعاء واضح بمعنى اللهم أحب من أحبه وابغض من أبغضه وهذا المراد هنا في المعاداة



أقول:
تفسير العداوة بالبغض، هو تقليص لمعنى العداوة، فالعداوة لها صور ومصاديق، منها البغض، ومنها المحاربة والقتال.. ومن الواضح لكل منه عقل سليم أن المقاتلة والمحاربة من أجلى صور العداء..
فانظر إلى حُجج شيعة بني أمية؛ ما أضعفها وأسخفها..!
ثم إن صديقنا المسكين ذو الفقار قال:



quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار
الثاني هو قول علي رضي الله عنه " والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق "
فهل كان معاوية يكره عليّ رضي الله عنه ؟!! هات برهانك إن كنت من الصادقين



أقول:
جيـِّـد أن عزيزنا ذو الفقار يهتم ـ ولو بعد التأخير والمماطلة ـ بما يتعامى عنه إخوانه الذي يزعمون أنه محاورون أقوياء وأن محاورهم هو الذي لا يرد..!
وأجيب عن سؤاله هذا بقولي:
أبــــداً يا ذو الفقار.. إيه الكلام ده يا خويه؟! معاوية كان يكره الإمام علياً؟! مش معقول..! بل كان يحبه حباً عظيماً.. ولذا كان يقاتله ويقتل الآلاف من الصحابة والتابعين الذين في جيش الإمام علي.. ومن الحب ما قتل..!
نهنئكم أيها السلفية على هذه العقلية الفذة التي تسقط واضحات التفكير عند العقلاء، وتعتبر المقاتلة والقتل والبغي وغيرها من صور العدوان بأجلى صوره، تجعلها جميعها غير منافية للحب..!
ثم إن ذو الفقار قال:



quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار
قد أكون أحبك حب شديد ولكن محبتي لإقامة حد الله أشد فيكون العداء ليس على محبة وكره بل على تنفيذ أمر الله



أقول:
يا لها من عقلية فذة يا ذو الفقار.. أما تستحيي مما تسطِّر؟!
إنَّك حين تحارب شخصاً على إقامة حدود الله، فهذا يعني أنك تبغضه وتتبرأ منه لتخلفه عن إقامة أحكام الله، وتتهمه بمعصية الله بالدرجة التي يستحق بها المقاتلة والقتل..
وبهذا لا يبقى أي مجال للمحبة والمودة.. بل الباب مفتوح على مصراعية للبغض والبراءة والقتل واللعن ووو..
إلى متى ستبقى عقولكم متبلِّدة إلى هذه الدرجة؟!!
تتهم شخصاً بإهمال حدود الله والمعصية في ذلك، وتحاربه وتقاتله، وتقتل أصحابه، وهو الخليفة الراشد بإجماع المسلمين، وسنته واجبة الاتباع بنص الحديث الشريف.. ثم تزعم أنك تحبه؟!!
صدق من قال: إذا لم تستحي فافعل ما شئت..

ثم قال ذو الفقار:



quote_icon.png
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ذو الفقار
فلو كانت العداوة تلتزم البغضاء لما فرق الله تعالي بنهم في أكثر من آية قال تعالى (إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتهون



أقول:
ذو الفقار يريد أن يقول: معاوية عدو لعلي، ولكنه ليس مبغض له.. أليس كذلك؟
هل رأيتم أغبى من السلفية؟
سبحان الله..!
لقد نسي هذا المسكين حديث (اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه) .. فذو الفقار هنا يريد أن يفكك بين العداوة والبغضاء ليخلص إمامَه الداعي إلى نار جهنم من ورطة (حب علي إيمان وبغضه نفاق) ، ولكنه ورطه ـ من حيث غفل ـ في شراك (وعاد من عاداه) ..

فنقول له:
إذاً تريد أن تقول: هو معاد وليس مبغض؟
إذاً فالله تعالى يعاديه بنص حديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم.. وهل من يعاديه الله يكون ذا نصيب في الإيمان؟
هذا طبعاً على التنزل الجدلي للغباوة التي ارتكبها السلفي في التفريق بين العداوة والبغضاء..

والآن ننقل كلام أحد كبار علماء أهل السنة، وهو ابن عاشور الذي يقوم في تفسيره التحرير والتنوير ما نصه:
( والعداوَة والبغضاءُ اسمان لمعنيين من جنس الكراهية الشديدة ، فهما ضدّان للمحبّة) انتهى.

هل فهمتَ يا ذو الفقار؟

ابن عاشور يفيدك بأن التفريق بين العداوة وبالغضاء لا يجدي في موضوعنا هذا؛ لأن كلا المعنيين داخلان تحت الكراهة الشديدة.. فهل فهمتَ؟

أرجو لك حظاً أوفر في المرات القادمة يا ذو الفقار إذا قررتَ ترك الإصرار على الباطل..

والله ولي التوفيق..