حديث الغدير من طرق الشيعة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على اشرف خلق الله أجمعين محمد بن عبدالله النبي الأمي الأمين ورحمة الله للعالمين وعلى آل بيته الطاهرين .. وبعد .
فهذا تصنيف جمعتُ فيه روايات خبر حديث الغدير من طرق الشيعة فحسب ، على إنني لم أذكر من الروايات إلا ما اتصل سنده إلى الصحابي سواء عن طريق أئمة أهل البيت صلوات الله عليهم ، أو عن طريق غيرهم ، فلا أذكر الروايات المروية عن أحد الأئمة الطاهرين التي لم يذكر فيها سنده صراحة إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه ، وإن كنا نعتقد بأن حديث أحدهم هو حديث أبيه ، وحديث أبيه حديث جده ، وهكذا إلى أمير المؤمنين فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
على أننا قد نخل بهذا الشرط أحياناً لفائدة معينة أو نكتة مهمة ، أو لوقوعها – الرواية - في سياق سلسلة روايات مروية بسند واحد ، فألزمنا نقل ما قبلها لبيان السند ، أو ما شاكل ذلك ، ولكن الأصل في هذا التصنيف كما ذكرناه أعلاه . فليُنتبه لهذا .
فعلى بركة الله نبدأ :
- عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق ج 2 ص 63 :
214 - حدثنا محمد بن عمر بن محمد بن سلم بن البراء الجعابي ، قال : حدثني أبو محمد الحسن بن عبد الله بن محمد بن العباس الرازي التميمي ، [عن أبيه] ، قال : حدثني سيدي علي بن موسى الرضا عليه السلام ، قال : حدثني أبي موسى بن جعفر ، قال : حدثني أبي محمد بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن الحسين ، قال : حدثني أبي الحسين بن علي ، قال : حدثني أبي علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : قال رسول الله " ص " : "من مات وليس له إمام من ولدي مات ميتة جاهلية ، ويؤخذ بما عمل الجاهلية والإسلام" .
215 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " أنا وهذا - يعني عليا - يوم القيامة كهاتين - وضمَّ بين إصبعيه - وشيعتنا معنا ، ومن أعان مظلومنا كذلك .
216 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " من أحب أن يتمسك بالعروة الوثقى فليتمسك بحب علي وأهل بيتي .
217 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " الأئمة من ولد الحسين عليه السلام من أطاعهم فقد أطاع الله ومن عصاهم فقد عصى الله عز وجل ، هم العروة الوثقى ، وهم الوسيلة إلى الله عز وجل .
218 - وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول الله " ص " أنت يا علي وولداي خيرة الله من خلقه .
219 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " خلقت أنا وعلي من نور واحد .
/ صفحة 64 /
220 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " من أحبنا أهل البيت حشره الله تعالى آمنا يوم القيامة .
221 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " لعلي من أحبك كان مع النبيين في درجتهم يوم القيامة ومن مات وهو يبغضك فلا يبالي مات يهوديا أو نصرانيا .
222 - وبهذا الإسناد ، قال : قال رسول الله " ص " في قول الله عز وجل وقفوهم إنهم مسؤولون ( 1 ) قال عن ولاية علي عليه السلام .
223 - وبإسناده ، قال : قال رسول الله " ص " لعلي وفاطمة والحسن والحسين وعليهم السلام والعباس بن عبد المطلب وعقيل : أنا حرب لمن حاربكم وسلم لمن سالمكم .
قال مصنف هذا الكتاب رحمه الله : ذكر عقيل وعباس غريب في هذا الحديث لم أسمعه إلاَّ عن محمد بن عمر الجعابي في هذا الحديث !!.
224 - وبهذا الإسناد قال : قال علي عليه السلام : قال رسول الله ( ص ) أنت مني وأنا منك .
225 - وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( ص ) يا علي خير البشر لا يشك فيك إلا كافر .
226 - وبهذا الإسناد قال : قال رسول الله ( ص ) ما زوجت فاطمة إلا لما أمرني الله بتزويجها .
227 - وبهذا الإسناد : قال رسول الله ( ص ) : من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وأعن من أعانه ، وأنصر من نصره ، وأخذل من خذله ، وأخذل عدوه ، وكن ولولده واخلفه فيهم بخير ، وبارك لهم فيما تعطيهم ، وأيدهم بروح القدس ، وأحفظهم حيث توجهوا من الأرض ، واجعل الإمامة فيهم ، وأشكر من أطاعهم ، واهلك عصاهم ، إنك قريب مجيب .
............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 65 :
98 - حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضي الله عنه قال : حدثنا محمد بن - الحسن الصفار ، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب ، ويعقوب بن يزيد جميعا ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن أسيد الغفاري قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله من حجة الوداع ونحن معه أقبل حتى انتهى إلى الجحفة فأمر أصحابه بالنزول فنزل القوم منازلهم ، ثم
/ صفحة 66 /
نودي بالصلاة فصلى بأصحابه ركعتين ، ثم أقبل بوجهه إليهم فقال لهم : إنه قد نبأني اللطيف الخبير أني ميت وأنكم ميتون ، وكأني قد دعيت فأجبت وأني مسؤول عما أرسلت به إليكم ، وعما خلفت فيكم من كتاب الله وحجته وأنكم مسؤولون ، فما أنتم قائلون لربكم ؟
قالوا : نقول : قد بلغت ونصحت وجاهدت - فجزاك الله عنا أفضل الجزاء - ثم قال لهم : ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إليكم وأن الجنة حق ؟ وأن النار حق ؟ وأن البعث بعد الموت حق ؟
فقالوا : نشهد بذلك ، قال : اللهم اشهد على ما يقولون ، ألا وإني اشهدكم أني أشهد أن الله مولاي ، وأنا مولى كل مسلم ، وأنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، فهل تقرون لي بذلك ، وتشهدون لي به ؟ فقالوا : نعم نشهد لك بذلك ، فقال : ألا من كنت مولاه فإن عليا مولاه ( 1 ) وهو هذا ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها مع يده حتى بدت آباطهما : ثم : قال : اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وانصر من نصره واخذل من خذله ، ألا وإني فرطكم ( 2 ) وأنتم واردون علي الحوض ، حوضي غدا وهو حوض عرضه ما بين بصرى وصنعاء ( 3 ) فيه أقداح من فضة عدد نجوم السماء ، ألا وإني سائلكم غدا ماذا صنعتم فيما أشهدت الله به عليكم في يومكم هذا إذا وردتم علي حوضي ، وماذا صنعتم بالثقلين ( 4 ) من بعدي فانظروا كيف تكونون خلفتموني فيهما حين تلقوني ؟
قالوا : وما هذان الثقلان يا رسول الله ؟ قال : أما الثقل الاكبر فكتاب الله عز وجل ، سبب ممدود من الله ومني في أيديكم ، طرفه بيد الله والطرف الآخر بأيديكم ، فيه علم ما مضى وما بقي إلى أن تقوم الساعة ، وأما الثقل الاصغر فهو حليف القرآن ( 5 ) وهو علي بن أبي طالب و
-------------------
( هامش ) * ( 1 ) في بعض النسخ " فعلى مولاه " .
( 2 ) فرطت القوم أفرطهم فرطا : سبقتهم إلى الماء .
( 3 ) بصرى - بالضم والقصر - في موضعين أحدهما بالشام واخرى من قرى بغداد .
( 4 ) قال في القاموس الثقل - محركة - : متاع المسافر وحشمه وكل شئ نفيس مصون ، ومنه الحديث : " انى تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي " .
( 5 ) كل شئ لزم شيئا فلم يفارقه فهو حليفه حتى يقال فلان حليف الجود وفلان حليف - الاكثار ، وفلان حليف الاقلال . وعلى وعترته عليهم السلام حلفاء القرآن يعنى لم يفارقوه . ( * )
/ صفحة 67 /
عترته عليهم السلام ، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض .
قال معروف بن خربوذ : فعرضت هذا الكلام على أبي جعفر عليه السلام .
فقال : صدق أبو الطفيل - رحمه الله - هذا الكلام وجدناه في كتاب علي عليه السلام وعرفناه .
وحدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن محمد بن - أبي عمير .
وحدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدثنا الحسين بن محمد ابن عامر ، عن عمه عبد الله بن عامر ، عن محمد بن أبي عمير .
وحدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن أبي عمير ، عن عبد الله بن سنان ، عن معروف بن خربوذ ، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة ، عن حذيفة بن - أسيد الغفاري بمثل هذا الحديث سواء .
قال مصنف هذا الكتاب - أدام الله عزه - : الأخبار في هذا المعنى كثيرة وقد أخرجتها في كتاب "المعرفة في الفضائل" .
............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 219 :
44 - حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي الجارود - زياد بن المنذر - عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : خطبنا علي بن أبي طالب عليه السلام فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب محمد صلى الله عليه وآله منهم أنس بن مالك ، والبراء بن عازب ، والأشعث بن قيس الكندي ، وخالد بن يزيد البجلي ، ثم أقبل على أنس فقال : يا أنس إن كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة ، وأما أنت يا أشعث فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك ( 1 ) ، وأما أنت يا خالد بن يزيد فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية ، وأما أنت يا براء بن عازب فان كنت سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " من كنت مولاه فهذا علي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه .
قال جابر بن عبد الله الأنصاري : والله لقد رأيت أنس بن مالك وقد ابتلى ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره ، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه ، وهو يقول : الحمد الله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمى في الدنيا ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فأعذب ، وأما خالد بن يزيد فانه مات فأراد أهله أن يدفنوه وحفر له في منزله فدفن ، فسمعت بذلك كندة فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) يعنى عينيك . ( * )
/ صفحة 220 /
باب منزله ، فمات ميتة جاهلية . وأما البراء بن عازب فانه ولاه معاوية اليمن فمات بها ومنها كان هاجر . ما فيه الأمان من أربع خصال في الدنيا والكلمات الاربع للاخرة
............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 496 :
5 - حدثنا أبي رضي الله عنه قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب قال : حدثنا أحمد بن علي الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي قال : حدثنا جعفر بن - الحسن بن عبيدالله بن موسى العبسي ، عن محمد بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد ابن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه واله يقول في علي عليه السلام خصالا لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا ..
قوله صلى الله عليه واله : " من كنت مولاه فعلي مولاه " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي مني كهارون من موسى " .
و قوله صلى الله عليه واله : " علي مني وأنا منه " .
وقوله صلى الله عليه واله " علي مني كنفسي ، طاعته طاعتي ومعصيته معصيتي " .
وقوله صلى الله عليه واله : " حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله " .
وقوله صلى الله عليه واله : " ولي علي ولي الله ، وعدو علي عدو الله " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي حجة الله ، وخليفته على عباده " .
وقوله صلى الله عليه واله : " حب علي إيمان وبغضه كفر " .
وقوله صلى الله عليه واله : " حزب علي حزب الله وحزب أعدائه حزب الشيطان " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي مع الحق والحق معه ، لا يفترقان حتى يردا علي الحوض " .
وقوله صلى الله عليه واله : " علي قسيم الجنة والنار " .
وقوله صلى الله عليه واله : " من فارق عليا فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل " .
وقوله صلى الله عليه واله : " شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة "
............................................................
- الخصال- الشيخ الصدوق ص 572 :
1 - حدثنا أحمد بن الحسن القطان ، ومحمد بن أحمد السناني ، وعلي بن - موسى الدقاق ، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هشام المكتب ( 1 ) ، وعلي بن عبد الله الوراق رضي الله عنهم قالوا : حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان قال : حدثنا بكر بن عبد الله بن حبيب قال : حدثنا تميم بن بهلول : قال : حدثنا سليمان بن حكيم ، عن ثور بن يزيد ، عن مكحول قال : قال أمير المؤمنين علي بن - أبي طالب عليه السلام : لقد علم المستحفظون من أصحاب النبي محمد صلى الله عليه وآله أنه ليس فيهم رجل له منقبة إلا وقد شركته فيها وفضلته ولي سبعون منقبة لم يشركني فيها أحد منهم .
قلت : يا أمير المؤمنين فأخبرني بهن ؟.
فقال عليه السلام : إن أول منقبة لي : أني لم اشرك بالله طرفة عين ولم أعبد اللات والعزى .
والثانية : أني لم أشرب الخمر قط .
والثالثة أن رسول الله صلى الله عليه وآله استوهبني عن أبي في صبائي وكنت أكيله وشريبه ومونسه و محدثه .
والرابعة : أني أول الناس إيمانا وإسلاما .
والخامسة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : " يا علي أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي " .
والسادسة : أني كنت آخر الناس عهدا برسول الله ودليته في حفرته .
والسابعة : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أنامني على فراشه حيث ذهب إلى الغار وسجاني ببرده ، فلما جاء المشركون ظنوني محمدا صلى الله عليه وآله فأيقظوني وقالوا : ما فعل صاحبك ؟ فقلت : ذهب في حاجته فقالوا : لو كان هرب لهرب هذا معه .
وأما الثامنة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله علمني ألف باب من العلم يفتح كل باب ألف باب ولم يعلم ذلك أحدا غيري .
وأما التاسعة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : " يا علي إذا حشر الله عز وجل الاولين والآخرين نصب لي منبر فوق منابر النبيين ، ونصب لك منبر فوق منابر الوصيين فترتقي عليه " .
(وأما
-------------------
( هامش ) * ( 1 ) هو والحسين بن ابراهيم بن أحمد بن هشام المؤدب واحد ، وله ترجمة في لسان الميزان ج 2 ص 271 . ( * )
/ صفحة 573 /
العاشرة) : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي لا أعطى في القيامة إلا سألت لك مثله ".
وأما الحادية عشرة : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي أنت أخي وأنا أخوك يدك في يدي حتى تدخل الجنة " .
وأما الثانية عشرة : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي مثلك في أمتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ، ومن تخلف عنها غرق .
وأما الثالثة عشرة : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله عممني بعمامة نفسه بيده ، ودعا لي بدعوات النصر على أعداء الله فهزمتهم بإذن الله عز وجل .
وأما الرابعة عشرة : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني أن أمسح يدي على ضرع شاة قد يبس ضرعها فقلت : يا رسول الله بل امسح أنت ، فقال : " يا علي فعلك فعلي " فمسحت عليها يدي فدر علي من لبنها فسقيت رسول الله صلى الله عليه وآله شربة ، ثم أتت عجوزة فشكت الظمأ فسقيتها فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : " إني سألت الله عز وجل أن يبارك في يدك ففعل " .
وأما الخامسة عشرة : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أوصى إلي وقال : " يا علي لا يلي غسلي غيرك ، ولا يواري عورتي غيرك ، فانه إن رأى أحد عورتي غيرك تفقأت عيناه ، فقلت له : كيف لي بتقليبك يا رسول الله ؟ فقال : إنك ستعان " فوالله ما أردت أن اقلب عضوا من أعضائه إلا قلب لي .
وأما السادسة عشرة : فاني أردت ان أجرده فنوديت " يا وصي محمد لا تجرده فغسله والقميص عليه " فلا والله الذي أكرمه بالنبوة وخصه بالرسالة ما رأيت له عورة ، خصني الله بذلك من بين أصحابه .
وأما السابعة عشرة : فان الله عز وجل زوجني فاطمة ، وقد كان خطبها أبو بكر وعمر فزوجني الله من فوق سبع سماواته ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : هنيئا لك يا علي فان الله عز وجل زوجك فاطمة سيدة نساء أهل الجنة وهي بضعة مني " فقلت : يا رسول الله أو لست منك ؟ فقال : " بلى يا علي أنت مني وأنا منك كيميني من شمالي ، لا أستغني عنك في الدنيا والآخرة " .
وأما الثامنة عشرة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " لي يا علي أنت صاحب لواء الحمد في الآخرة ، وأنت يوم القيامة أقرب الخلائق مني مجلسا ، يبسط لي ويبسط لك فأكون في زمرة النبيين وتكون في زمرة الوصيين ، ويوضع على رأسك تاج النور وإكليل الكرامة ، يحف بك سبعون ألف ملك حتى يفرغ الله عز وجل من حساب الخلائق " ، وأما التاسعة عشرة : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " ستقاتل الناكثين
/ صفحة 574 /
والقاسطين والمارقين ، فمن قاتلك منهم فان لك بكل رجل منهم شفاعة في مائة ألف من شيعتك " ، فقلت : يا رسول الله فمن الناكثون ؟ قال : " طلحة والزبير سيبايعانك بالحجاز وينكثانك بالعراق ، فإذا فعلا ذلك فحاربهما فان في قتالهما طهارة لاهل الارض " قلت : فمن القاسطون قال : " معاوية وأصحابه " قلت : فمن المارقون ؟ قال : " أصحاب ذي الثدية وهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، فاقتلهم فان في قتلهم فرجا لاهل الارض ، وعذابا معجلا عليهم ، وذخرا لك عند الله عز وجل يوم القيامة " .
وأما العشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لي : " مثلك في امتي مثل باب حطة في بني إسرائيل ، فمن دخل في ولايتك فقد دخل الباب كما أمره الله عز وجل .
وأما الحادية والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " أنا مدينة العلم وعلي بابها ولن تدخل المدينة إلا من بابها ، ثم قال : يا علي إنك سترعى ذمتي وتقاتل على سنتي وتخالفك امتي " .
وأما الثانية والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن الله تبارك وتعالى خلق ابني الحسن والحسين من نور ألقاه إليك و إلى فاطمة ، وهما يهتزان كما يهتز القرطان إذا كانا في الاذنين ، ونورهما متضاعف على نور الشهداء سبعين ألف ضعف ، يا علي إن الله عز وجل قد وعدني أن يكرمهما كرامة لا يكرم بها أحدا ما خلا النبيين والمرسلين " .
وأما الثالثة والعشرون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله أعطاني خاتمه في حياته ودرعه ومنطقته وقلدني سيفه وأصحابه كلهم حضور و عمي العباس حاضر ، فخصني الله عز وجل منه بذلك دونهم .
وأما الرابعة والعشرون : فان الله عز وجل أنزل على رسوله " يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجويكم صدقة " فكان لي دينار فبعته عشرة دراهم فكنت إذا ناجيت رسول الله صلى الله عليه وآله اصدق قبل ذلك بذرهم ، ووالله ما فعل هذا أحد من أصحابه قبلي ولا بعدي ، فأنزل الله عز وجل : " ءأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجويكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم - الآية " ( 1 ) فهل تكون التوبة إلا من ذنب كان .
أما الخامسة والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " الجنة محرمة على الانبياء حتى أدخلها أنا
---------------------
( هامش ) * ( 1 ) المجادلة : 13 - 14 . ( * )
/ صفحة 575 /
وهي محرمة على الاوصياء حتى تدخلها أنت يا علي إن الله تبارك وتعالى بشرني فيك ببشرى لم يبشر بها نبيا قبلي بشرني بأنك سيد الاوصياء وأن ابنيك الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة يوم القيامة " .
وأما السادسة والعشرون : فان جعفرا أخي الطيار في الجنة مع الملائكة ، المزين بالجناحين من در وياقوت وزبرجد .
و أما السابعة والعشرون : فعمي حمزة سيد الشهداء في الجنة .
وأما الثامنة والعشرون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إن الله تبارك وتعالى وعدني فيك وعدا لن يخلفه ، جعلني نبيا وجعلك وصيا ، وستلقى من امتي من بعدي ما لقى موسى من فرعون ، فاصبر واحتسب حتى تلقاني فاوالي من والاك ، واعادي من عاداك " .
وأما التاسعة والعشرون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي أنت صاحب الحوض لا يملكه غيرك ، وسيأتيك قوم فيستسقونك فتقول : لا ولا مثل ذرة ، فينصرفون مسودة وجوههم ، و سترد عليك شيعتي وشيعتك فتقول : رووا رواء مرويين فيروون مبيضة وجوههم " .
وأما الثلاثون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يحشر امتي يوم القيامة على خمس رايات ، فأول راية ترد علي راية فرعون هذه الامة وهو معاوية ، والثانية مع سامري هذه الامة وهو عمرو بن العاص ، والثالثة مع جاثليق هذه الامة وهو أبو موسى الاشعري ، والرابعة مع أبي الاعور السلمي ، وأما الخامسة فمعك يا علي تحتها المؤمنون و أنت إمامهم ، ثم يقول الله تبارك وتعالى للاربعة : ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وهم شيعتي ومن والاني وقاتل معي الفئة الباغية والناكبة عن الصراط ، وباب الرحمة وهم شعيتي فينادي هؤلاء ألم أكن معكم .
قالوا : بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الاماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور . فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأويكم النار هي موليكم وبئس المصير ، ثم ترد امتي وشيعتي فيروون من حوض محمد صلى الله عليه وآله وبيدي عصا عوسج أطرد بها أعدائي طرد غريبة الابل .
وأما الحادية والثلاثون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لولا أن يقول فيك الغالون من امتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك قولا لا تمر بملأ من الناس إلا أخذوا التراب من تحت قدميك
/ صفحة 576 /
يستشفون به " .
وأما الثانية والثلاثون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " إن الله تبارك وتعالى نصرني بالرعب فسألته أن ينصرك بمثله فجعل لك من ذلك مثل الذي جعل لي " .
وأما الثالثة والثلاثون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله التقم اذني وعلمني ما كان وما يكون إلى يوم القيامة ، فساق الله عز وجل ذلك إلي على لسان نبيه صلى الله عليه وآله .
وأما الرابعة والثلاثون : فان النصارى ادعوا أمرا فأنزل الله عز وجل فيه " فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين " ، فكان نفسي نفس رسول الله صلى الله عليه وآله و النساء فاطمة عليها السلام والابناء الحسن والحسين ، ثم ندم القوم فسألوا رسول الله صلى الله عليه وآله الاعفاء فأعفاهم والذي أنزل التوراة على موسى والفرقان على محمد صلى الله عليه وآله لو باهلونا لمسخوا قردة وخنازير .
وأما الخامسة والثلاثون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله وجهني يوم بدر فقال : ائتني بكف حصيات مجموعة في مكان واحد فأخذتها ثم شممتها فإذا هي طيبة تفوح منها رائحة المسك فأتيته بها فرمى بها وجوه المشركين وتلك الحصيات أربع منها كن من الفردوس ، وحصاة من المشرق ، وحصاة من المغرب ، وحصاة من تحت العرش ، مع كل حصاة مائة ألف ملك مددا لنا ، لم يكرم الله عز وجل بهذه الفضلة أحدا قبل ولا بعد .
وأما السادسة والثلاثون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " ويل لقاتلك إنه أشقى من ثمود ومن عاقر الناقة ، وإن عرش الرحمن ليهتز لقتلك ، فأبشر يا علي فانك في زمرة الصديقين والشهداء والصالحين .
وأما السابعة والثلاثون : فان الله تبارك وتعالى قد خصني من بين أصحاب محمد صلى الله عليه وآله بعلم الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والخاص والعام ، وذلك مما من الله به علي وعلى رسوله ، وقال لي الرسول صلى الله عليه وآله : " يا علي إن الله عز وجل أمرني أن ادنيك ولا اقصيك ، واعلمك ولا أجفوك ، وحق علي أن اطيع ربي ، وحق عليك أن تعي " .
وأما الثامنة والثلاثون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله بعثني بعثا ودعا لي بدعوات واطلعني على ما يجري بعده ، فحزن لذلك بعض أصحابه قال : لو قدر محمد أن يجعل ابن عمه نبيا لجعله فشرفني الله عز وجل بالاطلاع على ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وآله .
وأما التاسعة والثلاثون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله
/ صفحة 577 /
يقول : " كذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليا ، لا يجتمع حبي وحبه إلا في قلب مؤمن ، إن الله عز وجل جعل أهل حبي وحبك يا علي في أول زمرة السابقين إلى الجنة ، وجعل أهل بغضي وبغضك في أول زمرة الضالين من امتي إلى النار " .
وأما الاربعون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله وجهني في بعض الغزوات إلى ركي فإذا ليس فيه ماء ، فرجعت إليه فأخبرته ، فقال : أفيه طين ؟ قلت : نعم ، فقال : ائتني منه ، فأتيت منه بطين فتكلم فيه ، ثم قال : ألقه في الركي فألقيته ، فإذا الماء قد نبع حتى امتلا جوانب الركي ، فجئت إليه فأخبرته ، فقال لي : وفقت يا علي وببركتك نبع الماء . فهذه المنقبة خاصة بي من دون أصحاب النبي صلى الله عليه وآله .
وأما الحادية والاربعون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " أبشر يا علي فان جبرئيل أتاني فقال لي : يا محمد إن الله تبارك وتعالى نظر إلى أصحابك فوجد ابن عمك وختنك على ابنتك فاطمة خير أصحابك فجعله وصيك والمؤدي عنك " .
وأما الثانية والاربعون : فإني سمعت رسول الله يقول : " أبشر يا علي فإن منزلك في الجنة مواجه منزلي وأنت معي في الرفيق الاعلى في أعلى عليين " ، قلت : يا رسول الله صلى الله عليه وآله وما أعلى عليون ؟ فقال : قبة من درة بيضاء لها سبعون ألف مصراع مسكن لي ولك يا علي .
وأما الثالثة والاربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إن الله عز وجل رسخ حبي في قلوب المؤمنين وكذلك رسخ حبك يا علي في قلوب المؤمنين ، ورسخ بغضي وبغضك في قلوب المنافقين ، فلا يحبك إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضك إلا منافق كافر .
وأما الرابعة والأربعون : فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لن يبغضك من العرب إلا دعي ، ولا من العجم إلا شقي ، ولا من النساء إلا سلقلقية " ( 1 ) .
وأما الخامسة والأربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله دعاني وأنا رمد العين فتفل في عيني وقال : " اللهم اجعل حرها في بردها وبردها في حرها " ، فوالله ما اشتكت عيني إلى هذه الساعة ( 2 ) .
وأما السادسة والأربعون : فإن رسول الله
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) السلقلق التى تحيض في دبرها والسلقلقية : الصخابة . ( القاموس ) .
( 2 ) راجع خصائص النسائي ص 38 ومسند ابى داود الطيالسي ج 1 ص 122 . ورياض النضرة ج 2 ص 189 . ( * )
/ صفحة 578 /
صلى الله عليه وآله أمر أصحابه وعمومته بسد الابواب وفتح بأبي بأمر الله عز وجل فليس لاحد منقبة مثل منقبتي .
وأما السابعة والاربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في وصيته بقضاء ديونه وعداته ، فقلت : يا رسول الله قد علمت أنه ليس عندي مال فقال : سيعينك الله ، فما أردت أمرا من قضاء ديونه وعداته إلا يسره الله لي حتى قضيت ديونه وعداته ، وأحصيت ذلك فبلغ ثمانين ألفا وبقي بقية اوصيت الحسن أن يقضيها .
وأما الثامنة والاربعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أتاني في منزلي ، ولم يكن طعمنا منذ ثلاثة أيام فقال : يا علي هل عندك من شئ ؟ فقلت : والذي أكرمك بالكرامة واصطفاك بالرسالة ما طعمت وزوجتي وابناي منذ ثلاثة أيام فقال النبي صلى الله عليه وآله : يا فاطمة ادخلي البيت وانظري هل تجدين شيئا ، فقالت : خرجت الساعة ، فقلت : يا رسول الله أدخله أنا ؟ فقال : ادخل باسم الله ، فدخلت فإذا أنا بطبق موضوع عليه رطب من تمر وجفنة من ثريد فحملتها إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال : يا علي رأيت الرسول الذي حمل هذا الطعام ؟ فقلت : نعم ، فقال صفه لي ، فقلت : من بين أحمر وأخضر وأصفر ، فقال : تلك خطط جناح جبرئيل عليه السلام مكللة بالدر والياقوت ، فأكلنا من الثريد حتى شبعنا فما رأى إلا خدش أيدينا وأصابعنا فخصني الله عز وجل بذلك من بين أصحابه .
وأما التاسعة والاربعون : فإن الله تبارك وتعالى خص نبيه صلى الله عليه وآله بالنبوة وخصني النبي صلى الله عليه وآله بالوصية فمن أحبني فهو سعيد يحشر في زمرة الانبياء عليهم السلام .
وأما الخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله بعث ببراءة مع أبي بكر فلما مضى أتى جبرئيل عليه السلام فقال : يا محمد لا يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك . فوجهني على ناقته العضباء فلحقته بذي الحليفة فأخذتها منه فخصني الله عز وجل بذلك .
وأما الحادية والخمسون : فان رسول الله صلى الله عليه وآله أقامني للناس كافة يوم غدير خم ، فقال : " من كنت مولاه فعلي مولاه فبعدا وسحقا للقوم الظالمين " .
وأما الثانية والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " يا علي ألا اعلمك كلمات علمنيهن جبرئيل عليه السلام ؟ فقلت : بلى قال : قل : " يا رازق المقلين ، ويا راحم المساكين ، ويا أسمع السامعين ، ويا أبصر الناظرين ، ويا أرحم الراحمين ارحمني وارزقني " .
وأما الثالثة والخمسون : فإن الله تبارك وتعالى لن
/ صفحة 579 /
يذهب بالدنيا حتى يقوم منا القائم ، يقتل مبغضينا ، ولا يقبل الجزية ، ويكسر الصليب والاصنام ، ويضع الحرب أوزارها ، ويدعو إلى أخذ المال فيقسمه بالسوية ، و يعدل في الرعية .
وأما الرابعة والخمسون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي سيلعنك بنو أمية ويرد عليهم ملك بكل لعنة ألف لعنة ، فإذا قام القائم لعنهم أربعين سنة .
وأما الخامسة والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال لي : سيفتتن فيك طوائف من امتي فيقولون : إن رسول الله صلى الله عليه وآله لم يخلف شيئا فبماذا أوصى عليا ؟ أو ليس كتاب ربي أفضل الاشياء بعد الله عز وجل والذي بعثني بالحق لئن لم تجمعه باتقان لم يجمع أبدا " فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة .
وأما السادسة والخمسون : فان الله تبارك وتعالى خصني بما خص به أولياءه وأهل طاعته وجعلني وارث محمد صلى الله عليه وآله فمن ساءه ساءه ومن سره سره وأومأ بيده نحو المدينة .
وأما السابعة والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله كان في بعض الغزوات ففقد الماء فقال لي : يا علي قم إلى هذه الصخرة وقل : أنا رسول رسول الله انفجري لي ماء ، فوالله الذي أكرمه بالنبوة لقد أبلغتها الرسالة فاطلع منها مثل ثدي البقر ، فسال من كل ثدي منها ماء ، فلما رأيت ذلك أسرعت إلى النبي صلى الله عليه وآله فأخبرته فقال : انطلق يا علي فخذ من الماء وجاء القوم حتى ملؤوا قربهم وأداواتهم وسقوا دوابهم وشربوا وتوضؤوا فخصني الله عز وجل بذلك من دون الصحابة .
وأما الثامنة والخمسون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمرني في بعض غزواته وقد نفد الماء فقال : يا علي ائتني بتور فأتيته به فوضع يده اليمنى ويدي معها في التور ، فقال : انبع فنبع الماء من بين أصابعنا .
وأما التاسعة والخمسون : فإن رسول الله وجهني إلى خيبر فلما أتيته وجدت الباب مغلقا فزعزعته شديدا فقلعته ورميت به أربعين خطوة ، فدخلت فبرز إلي مرحب فحمل علي وحملت عليه وسقيت الارض من دمه ، وقد كان وجه رجلين من أصحابه فرجعا منكسفين .
وأما الستون : فإني قتلت عمرو بن عبدود ، وكان يعد ألف رجل ( 1 ) .
وأما الحادية والستون : فاني
------------------------
( هامش ) * ( 1 ) زاد في نسخة من المخطوطة " فقال رسول الله صلى الله عليه وآله في حقي : لضربة على يوم الخندق أفضل من أعمال الثقلين " : وقال عليه السلام " برز الإسلام كله إلى الكفر كله " . ( * )
/ صفحة 580 /
سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " يا علي مثلك في أمتي مثل " قل هو الله أحد " فمن أحبك بقلبه فكأنما قرأ ثلث القرآن ، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه فكأنما قرأ ثلثي القرآن ، ومن أحبك بقلبه وأعانك بلسانه ونصرك بيده فكأنما قرأ القرآن كله " .
وأما الثانية والستون : فإني كنت مع رسول الله صلى الله عليه وآله في جميع المواطن و الحروب وكانت رايته معي .
وأما الثالثة والستون : فإني لم أفر من الزحف قط ، ولم يبارزني أحد إلا سقيت الارض من دمه .
وأما الرابعة والستون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله اتي بطير مشوي من الجنة فدعا الله عز وجل أن يدخل عليه أحب خلقه إليه فوفقني الله للدخول عليه حتى أكلت معه من ذلك الطير .
وأما الخامسة والستون : فاني كنت اصلي في المسجد فجاء سائل فسأل وأنا راكع فناولته خاتمي من إصبعي فأنزل الله تبارك وتعالى في " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكوة وهم راكعون " .
وأما السادسة والستون : فإن الله تبارك وتعالى رد علي الشمس مرتين ولم يردها على أحد من امة محمد صلى الله عليه وآله غيري .
وأما السابعة والستون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله أمر أن ادعى بإمرة المؤمنين في حياته وبعد موته ولم يطلق ذلك لأحد غيري .
وأما الثامنة والستون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " يا علي إذا كان يوم القيامة نادى مناد من بطنان العرش : أين سيد الأنبياء ؟ فأقوم ، ثم ينادي أين سيد الأوصياء ؟ فتقوم ويأتيني رضوان بمفاتيح الجنة ، ويأتيني مالك بمقاليد النار فيقولان : إن الله جل جلاله أمرنا أن ندفعها إليك ونأمرك أن تدفعها إلى علي بن - أبي طالب ، فتكون يا علي قسيم الجنة والنار .
وأما التاسعة والستون : فاني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول : " لولاك ما عرف المنافقون من المؤمنين " .
وأما السبعون : فإن رسول الله صلى الله عليه وآله نام ونومني وزوجتي فاطمة وابني الحسن والحسين وألقى علينا عباءة قطوانية فأنزل الله تبارك وتعالى فينا " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " وقال جبرئيل عليه السلام : أنا منكم يا محمد ، فكان سادسنا جبرئيل عليه السلام .
............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 50 :
2 / 2 - حدثنا الحسن بن محمد بن الحسن بن إسماعيل السكوني - في منزله بالكوفة - ، قال : حدثني إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري ، قال : حدثنا أبو جعفر ابن السري ، وأبو نصر بن موسى بن أيوب الخلال ، قال : حدثنا علي بن سعيد ، قال : حدثنا ضمرة بن شوذب ، عن مطر ، عن شهر بن حوشب ، عن أبي هريرة ، قال : من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة ، كتب الله له صيام ستين شهرا ، وهو يوم غدير خم ، لما أخذ رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بيد علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) وقال : يا أيها الناس ، ألست أولى بالمؤمنين ؟
قالوا : نعم يا رسول الله .
قال : من كنت مولاه فعلي مولاه ، فقال له عمر : بخ بخ يا بن أبي طالب ، أصبحت مولاي ومولى كل مسلم ، فأنزل الله عز وجل : ( اليوم أكملت لكم دينكم )
............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 149 :
146 / 1 - حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا أبي ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا عبد الله بن الحسن المؤدب ، قال : حدثنا أحمد بن علي الاصبهاني ، عن إبراهيم بن محمد الثقفي ، قال : حدثنا جعفر بن الحسن ، عن عبيد الله بن موسى العبسي ، عن محمد بن علي السلمي ، عن عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، أنه قال : لقد سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول في علي خصالا ، لو كانت واحدة منها في جميع الناس لاكتفوا بها فضلا :
قوله ( صلى الله عليه وآله ) : من كنت مولاه فعلي مولاه .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني كهارون من موسى .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني وأنا منه .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مني كنفسي ، طاعته طاعتي ، ومعصيته معصيتي .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حرب علي حرب الله ، وسلم علي سلم الله .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : ولي علي ولي الله ، وعدو علي عدو الله .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي حجة الله وخليفته على عباده .
/ صفحة 150 /
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حب علي إيمان ، وبغضه كفر .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : حزب علي حزب الله ، وحزب أعدائه حزب الشيطان .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي مع الحق والحق معه لا يفترقان حتى يردا علي الحوض .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : علي قسيم الجنة والنار .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : من فارق عليا فقد فارقني ، ومن فارقني فقد فارق الله عز وجل .
وقوله ( صلى الله عليه وآله ) : شيعة علي هم الفائزون يوم القيامة .
............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 184 :
المجلس السادس والعشرون بمشهد الرضا ( عليه السلام ) يوم غدير خم ، وهو يوم السبت الثامن عشر من ذي الحجة سنة سبع وستين وثلاثمائة .
190 / 1 - حدثنا الشيخ الجليل أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى ابن بابويه القمي ( رضي الله عنه ) ، قال : حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل ( رحمه الله ) ، قال : حدثنا علي بن الحسين السعد آبادي ، عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي ، عن أبيه ، عن محمد بن سنان ، عن المفضل بن عمر ، عن أبي الجارود ، عن جابر بن يزيد الجعفي ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال : خطبنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : أيها الناس ، إن قدام منبركم هذا أربعة رهط من أصحاب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، منهم : أنس بن مالك ، والبراء بن عازب الأنصاري ، والأشعث ابن قيس الكندي ، وخالد بن يزيد البجلي ، ثم أقبل بوجهه على أنس بن مالك ، فقال : يا أنس ، إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله حتى يبتليك ببرص لا تغطيه العمامة . وأما أنت يا أشعث ، فإن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وهو يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله حتى يذهب بكريمتيك .
/ صفحة 185 /
وأما أنت يا خالد بن يزيد ، إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله إلا ميتة جاهلية . وأما أنت يا براء بن عازب ، إن كنت سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : من كنت مولاه فهذا علي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم لم تشهد لي اليوم بالولاية ، فلا أماتك الله إلا حيث هاجرت منه . قال جابر بن عبد الله الأنصاري : والله رأيت أنس بن مالك وقد ابتلي ببرص يغطيه بالعمامة فما تستره ، ولقد رأيت الأشعث بن قيس وقد ذهبت كريمتاه ، وهو يقول : الحمد لله الذي جعل دعاء أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علي بالعمي في الدنيا ، ولم يدع علي بالعذاب في الآخرة فاعذب . فأما خالد بن يزيد فإنه مات ، فأراد أهله أن يدفنوه ، وحفر له في منزله ، فدفن ، فسمعت بذلك كندة ، فجاءت بالخيل والإبل فعقرتها على باب منزله ، فمات ميتة جاهلية ، وأما البراء بن عازب فإنه ولاه معاوية اليمن ، فمات بها ، ومنها كان هاجر .
............................................................
- الأمالي- الشيخ الصدوق ص 670 :
898 / 3 - حدثنا محمد بن عمر الحافظ البغدادي ، قال : حدثني محمد بن الحسين بن حفص ، قال : حدثني محمد بن هارون أبو إسحاق الهاشمي المنصوري ، قال : حدثنا القاسم بن الحسين الزبيدي ، قال : حدثنا يحيى بن عبد الحميد ، قال : حدثنا قيس بن الربيع ، عن أبي هارون ، عن أبي سعيد ، قال : لما كان يوم غدير خم أمر رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) مناديا فنادى الصلاة جامعة ، فأخذ بيد علي ( عليه السلام ) ، وقال : اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه ، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه .
فقال حسان بن ثابت : يا رسول الله ، أقول في علي شعرا ؟
فقال له رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : افعل .
فقال :
يناديهم يوم الغدير نبيهم * * بخم وأكرم بالنبي مناديا
يقول فمن مولاكم ووليكم * * فقالوا ولم يبدوا هناك التعاديا
إلهك مولانا وأنت ولينا * * ولن تجدن منا لك اليوم ( 2 ) عاصيا
فقال له قم يا علي فإنني * * رضيتك من بعدي إماما وهاديا
فقام علي أرمد العين يبتغي * * لعينيه مما يشتكيه مداويا
فداواه خير الناس منه بريقه ( 3 ) * * فبورك مرقيا وبورك راقيا
............................................................
- كمال الدين وتمام النعمة- الشيخ الصدوق ص 274 :
25 - حدثنا أبي ، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما قالا : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا يعقوب بن يزيد ، عن حماد بن عيسى ، عن عمر بن أذينة ، عن أبان بن - أبي عياش ، عن سليم بن قيس الهلالي قال : رأيت عليا عليه السلام في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله في خلافة عثمان وجماعة يتحدثون ويتذاكرون العلم والفقه فذكرنا قريشا ( وشرفها ) وفضلها وسوابقها وهجرتها وما قال فيها رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل مثل قوله " الأئمة من قريش " وقوله " الناس تبع لقريش " و " قريش أئمة العرب " وقوله " لا تسبوا قريشا " وقوله " إن للقرشي قوة رجلين من غيرهم " وقوله " من أبغض قريشا أبغضه الله " . وقوله " من أراد هوان قريش أهانه الله " . وذكروا الأنصار وفضلها وسوابقها ونصرتها وما أثنى الله تبارك وتعالى عليهم في كتابه ، وما قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وآله من الفضل ، و ذكروا ما قال في سعد بن عبادة وغسيل الملائكة ، فلن يدعوا شيئا من فضلهم حتى قال كل حي : منا فلان وفلان ، وقالت قريش : منا رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومنا جعفر ، ومنا حمزة ، ومنا عبيدة بن الحارث ، وزيد بن حارثة ( 1 ) وأبو بكر وعمر وعثمان وسعد وأب وعبيدة وسالم ، وابن عوف ، فلم يدعوا من الحيين أحدا من أهل السابقة إلا سموه ، وفي الحلقة أكثر من مائتي رجل فمنهم علي بن أبي طالب عليه السلام وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الرحمن ابن عوف ، وطلحة ، والزبير ، وعمار ، والمقداد ، وأبو ذر ، وهاشم بن عتبة ، وابن عمر ، والحسن والحسين عليهما السلام ، وابن عباس ، ومحمد بن أبي بكر ، وعبد الله بن جعفر .
ومن الأنصار : أبيّ بن كعب ، وزيد بن ثابت ، وأبو أيوب الأنصاري ، وأبو الهيثم
----------------------
( هامش ) *
( 1 ) زيد بن حارثة لم يكن قرشيا إنما هو مولى . وليس هو تصحيف زيد بن خارجة لأنه أنصاري خزرجي بدري . ( * )
/ صفحة 275 /
ابن التيهان ، ومحمد بن مسلمة ( 1 ) وقيس بن سعد بن عبادة ، وجابر بن عبد الله ، وأنس ابن مالك ، وزيد بن أرقم ، وعبد الله بن أبي أوفى ، وأبو ليلى ومعه ابنه عبد الرحمن قاعد بجنبه غلام صبيح الوجه أمرد ، فجاء أبو الحسن البصري ومعه ابنه الحسن غلام أمرد صبيح الوجه ، معتدل القامة قال : فجعلت أنظر إليه وإلى عبد الرحمن بن أبي ليلى فلا أدري أيهما أجمل هيئة غير أن الحسن أعظمهما وأطولهما ، فأكثر القوم في ذلك من بكرة إلى حين الزوال وعثمان في داره لا يعلم بشئ مما هم فيه ، وعلي بن أبي طالب عليه السلام ساكت لا ينطق ، لا هو ولا أحد من أهل بيته . فأقبل القوم عليه ، فقالوا : يا أبا الحسن ما يمنعك أن تتكلم ؟ فقال : ما من الحيين إلا وقد ذكر فضلا وقال حقا ، وأنا أسألكم يا معشر قريش والأنصار بمن أعطاكم الله عز وجل هذا الفضل ؟ أبأنفسكم وعشائركم وأهل بيوتاتكم أو بغيركم ؟
قالوا : بل أعطانا الله ومن علينا بمحمد صلى الله عليه وآله وعشيرته لا بأنفسنا وعشائرنا ولا بأهل بيوتاتنا ، قال : صدقتم يا معشر قريش والأنصار ، ألستم تعلمون أن الذي نلتم به من خير الدنيا والآخرة منا أهل البيت خاصة دون غيرهم ، وأن ابن عمي رسول الله صلى الله عليه وآله قال : " إني وأهل بيتي كنا نورا يسعى بين يدي الله تبارك وتعالى قبل أن يخلق الله عز وجل آدم عليه السلام بأربعة عشر ألف سنة فلما خلق آدم عليه السلام وضع ذلك النور في صلبه وأهبطه إلى الأرض ، ثم حمله في السفينة في صلب نوح عليه السلام ثم قذف به في النار في صلب إبراهيم عليه السلام ، ثم لم يزل الله عز وجل ينقلنا من الأصلاب الكريمة إلى الأرحام الطاهرة ومن الأرحام الطاهرة إلى الأصلاب الكريمة من الآباء والأمهات لم يلتق واحد ( 2 ) منهم على سفاح قط " ؟ فقال أهل السابقة والقدمة وأهل بدر وأهل أحد : نعم قد سمعنا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وآله
-----------------------
( هامش ) * ( 1 ) هو محمد بن مسلمة بن سلمة بن حريش بن خالد الخزرجي الانصاري أحد الثلاثة الذى قتلوا كعب بن الاشرف وهو الذي استخلفه النبي صلى الله عليه وآله في بعض غزواته . وفى بعض النسخ " محمد بن سلمة " وهو نسبة إلى الجد .
( 2 ) في بعض النسخ " لم يلف أحد " . ( * )