معصومون ( ع ) - روايات صحيحة

18 أبريل 2010
61
0
0
معصومون ( ع ).

الحديث الأول :
رواه الشّيخ الصّدوق ( عليه الرّحمة ) في كتابه ( كمال الدّين وتمام النّعمة ) ج1 / ب24 / ص312 / ح28 ... بسند صحيح أو حسن ، حيث قال:
حدّثنا عليّ بن عبد الله الورّاق الرّازي : حسن على أقلّ التّقادير ، لترضّي الشّيخ الصّدوق عليه.
حدّثنا سعد بن عبد ال له: هو إبن أبي خلف الأشعريّ القمّي أبو القاسم ، قال النّجاشي : شيخ هذه الطائفة ، وفقيهها ، ووجهها ، وقال الطّوسي : جليل القدر ، واسع الأخبار كثير التّصانيف.
حدّثنا الهيثم بن أبي مسروق النّهدي : نقل الكشّي توثيق شيخه حمدويه بن نصير له ، وكذلك وثّقه السّيد الخوئي.
عن الحسين بن علوان : هو الكلبي ، وقد وثّقه النّجاشي.
عن عمر بن خالد : هو الأفرق الحنّاط ، قال النّجاشي : ثقة ، عين.
عن سعد بن طريف : هو الحنظلي الأسكاف ، مولى بني تميم الكوفي ، قال الطوسي : صحيح الحديث.
عن الأصبغ بن نباتة : هو المجاشعي ، قال البرقي : من خواصّ أصحاب أمير المؤمنين ( (ع) ) وقال النّجاشي : كان من خاصّة أمير المؤمنين ( (ع) ) وعمّر بعده ، وقال الطّوسي مثله ، وقال الخوئي : هو من المتقدّمين ، من سلفنا الصالحين.
عن عبد الله بن عبّاس: حاله في الفضل والجلالة وإخلاص المحبّة لأمير المؤمنين ((ع) ) أشهر من أن يذكر ، كما قال العلاّمة وإبن داوود ، قال : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : ( أنا وعليّ والحسن والحسين وتسعة من ولد الحسين مطهّرون معصومون ).


الحديث الثاني :
رواه الشّيخ الصّدوق ( أعلى الله مقامه ) في كتاب (الأمالي ) ص679 / م85 / ح27 ... ، بسند صحيح أو حسن ، حيث قال :
حدّثنا أحمد بن عليّ بن إبراهيم بن هاشم ( ( ر ) ) : حسن على أقلّ التّقادير ، وذلك لترضّي الشّيخ الصّدوق عليه في غير موضع من مصنّفاته.
قال حدّثني أبي : هو عليّ بن إبراهيم القمّي صاحب التّفسير ، وهو أجلّ من أن يوثّق ، ومع ذلك فقد قال النّجاشي في حقّه : ثقة في الحديث ، ثبت ، معتمد ، صحيح المذهب.
عن أبيه : هو إبراهيم بن هاشم القّمي ، أوّل من نشر حديث الكوفييّن بقم ّ، وكفى بذلك أمارة علي وثاقته ، علاوة على أنّه قد وثّق من غير واحد من الأعلام ، منهم السيّد الخوئي حيث قال : لا ينبغي الشكّ في وثاقته.
عن محمد بن عليّ القرشي : كما هو الصّحيح ، وليس التّميمي كما في بعض نسخ الأمالي ، لأنّ القرشي هو صاحب الإمام الرّضا ((ع) ) لا التّميمي الّذي لا وجود لعنوانه في كتب الطّبقات أصلاً، وكيف كان هو ثقة كما قال الخوئي.
قال حدّثني سيّدي عليّ بن موسى الرّضا ، عن أبيه ، عن آبائه ( (ع) ) : سلسلة من سلاسل الذّهب الإلهي (صلّى الله عليهم أجمعين).. ووالله لا عجب إذا قرئ هذا الإسناد على ميّت فبعثه الله من ساعته !
ولا يضرّ إضمار راوي الحديث في هذا الموضع ، لأنّ المضمر سواء كان أمير المؤمنين أو الحسن أو الحسين ((ع)) فهم في الرّتبة سواء.
عن النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) أنّه قال : ( من سرّه أن ينظر إلى القضيب الأحمر الّذي غرسه الله بيده ، ويكون متمسّكاً به ، فليتولّ عليّ بن أبي طالب ، والأئمّة من ولده ، فإنّهم خيرة الله (عزّ وجلّ) وصفوته ، وهم المعصومون من كلّ ذنب وخطيئة ).


الحديث الثالث :
أيضاً رواه الشّيخ الصّدوق ( عليه الرّحمة ) في كتابه ( كمال الدّين وتمام النّعمة ) ج1 / ب22 / ص272 / ح63 ... بسند صحيح ، حيث قال :
حدّثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( ( ر ) ) : قال عنه النّجاشي : شيخ القميّين ، وفقيههم ، ومتقدّمهم ، ووجههم ، ثقة ..ثقة ، مسكون إليه.
قال : حدّثنا محمد بن الحسن الصّفار : قال النّجاشي : كان وجهاً في أصحابنا القمّيين ، ثقة ، عظيم القدر.
عن أحمد بن محمد بن عيسى : إبن عبد الله الأشعري ، قال فيه الخوئي : ثقة.
عن الحسين بن سعيد : قال عنه الطّوسي : ثقة.
عن حمّاد بن عيسى : وثّقه الشّيخان.
عن إبراهيم بن عمر اليماني : ثقة ، قاله النّجاشي.
عن سليم بن قيس الهلالي : من أصحاب الأئمّة عليّ والحسن والحسين والسّجاد ((ع)) ثقة ، جليل القدر ، عظيم الشّأن ، ويكفي في ذلك شهادة البرقي بأنّه من الأولياء ( رضوان الله تعالى عليه ).
عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ((ع)) قال : ( إنّ الله (تبارك وتعالى ) طهّرنا وعصمنا ، وجعلنا شهداء على خلقه ، وحججاً في أرضه ، وجعلنا مع القرآن ، وجعل القرآن معنا ، لا نفارقه ولا يفارقنا ).


ويعضد هذه الأحاديث أحاديث أخرى كثيرة جدّاً يصعب حصرها ، منها :

الحديث الرابع :
ما رواه الشّيخ الصّدوق ( قدّس سرّه ) في أماليه ص436-437 ، مسنداً عن إبن عبّاس ( رحمه الله ) في حديث طويل يقول فيه : ( إنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) كان جالساً ، وعنده عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، فقال (صلّى الله عليه وآله) : ( اللّهم إنّك تعلم أنّ هؤلاء أهل بيتي ، وأكرم النّاس علي ّ، فأحبّ من أحبّهم ، وأبغض من أبغضهم ، ووال من والاهم ، وعاد من عاداهم ، وأعن من أعانهم ، واجعلهم مطهّرين من كلّ رجس ، معصومين من كلّ ذنب وأيّدهم بروح القدس ...) إلى آخر الحديث الشّريف.

الحديث الخامس :
ما نقله العلاّمة المجلسي ( روّح الله روحه ) في بحاره ج36 / ص330-331 ، عن كتاب ( كفاية الأثر في النّص على الأئمة الإثني عشر ) للشّيخ الصّدوق ( طاب ثراه ) بسنده المتّصل إلى الأصبغ بن نباتة ( رحمه الله ) قال : سمعت عمران بن حصين يقول : سمعت النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) يقول لعليّ ( (ع) ) : ( أنت الإمام والخليفة بعدي ، تعلّم النّاس ما لا يعلمون ، وأنت أبو سبطيّ ، وزوج ابنتي ، ومن ذريّتكما العترة الأئمة المعصومون - فسأله سلمان ( ( ر ) ) عن الأئمّة - فقال : هم عدد نقباء بني إسرائيل ).

الحديث السادس :
ما نقله العلاّمة المجلسي أيضاً في بحاره ج36 / ص325-326 ، عن الكتاب المذكور ، للشّيخ المذكور ، بسنده المتّصل إلى أبي الطّفيل عامر بن واثلة ( رضوان الله تعالى عليه ) عن أمير المؤمنين ( (ع) ) أنّه قال : ( قال لي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : أنت الوصيّ على الأموات من أهل بيتي ، والخليفة على الأحياء من أمّتي ، حربك حربي ، وسلمك سلمي ، أنت الإمام أبو الأئمّة ، أنت وأحد عشر من صلبك أئمّة مطهّرون معصومون ، ومنكم المهديّ الّذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، فالويل لمبغضيكم ، يا علي ّ: لو أنّ رجلاً أحبّ في الله حجراً لحشره الله معه ، إنّ محبّيك وشيعتك ، ومحبّي أولادك والأئمّة بعدك يحشرون معك ، وأنت معي في الدّرجات العلى ، وأنت قسيم الجنّة والنّار ، تدخل محبّيك الجنّة، ومبغضيك النّار ).

الحديث السابع :
أيضاً ما أخرجه صدوق الطّائفة في كفاية الأثر ص134 ، بسنده المتّصل إلى سعيد بن مالك ، حيث قال : إنّ النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) قال لعليّ ( (ع) ) : ( يا علي ّ: أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلاّ أنّه لا نبيّ بعدي ، تقضي ديني ، وتنجز عداتي ، وتقاتل على التّأويل كما قاتلت على التّنزيل ، يا علي ّ: حبّك إيمان ، وبغضك نفاق ، ولقد نبّأني الّلطيف الخبير أنّه يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمّة ، معصومون مطهّرون ، ومنهم مهديّ هذه الأمّة الّذي يقوم بالدّين في آخر الزّمان ، كما قمت به في أوّله ).

الحديث الثامن :
وأيضاً أخرج الصّدوق ( رفع الله درجته ) في كفاية الأثر ص114، بإسناده المتّصل عن أبي أيّوب الأنصاري ، قال : سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : ( أنا سيّد الأنبياء ، وعليّ سيّد الأوصياء ، وسبطاي خير الأسباط ، ومنّا الأئمّة المعصومون من صلب الحسين ، ومنّا مهديّ هذه الأمّة ، - فقام إليه أعرابي فقال : يا رسول الله : كم الأئمّة بعدك؟! فقال (صلّى الله عليه وآله) - : عدد الأسباط ، وحواري عيسى ، ونقباء بني إسرائيل ).

الحديث التاسع :
وأخرج أيضاً في كتابه المذكور ص124 ، بطريقه المتّصل إلى عمّار بن ياسر رابع الأركان ( رضوان الله تعالى عليهم أجمعين ) قال : لمّا حضر رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) الوفاة ، دعا بعليّ ( (ع) ) فسارّه طويلاً ، ثمّ قال : ( يا عليّ : أنت وصيّي ، ووارثي ، وقد أعطاك الله علمي وفهمي ، فإذا متّ ظهرت لك ضغائن في صدور قوم ، وغصبت حقّك ، - فبكت فاطمة ، وبكى الحسن والحسين .. فقال لفاطمة - : يا سيّدة النّسوان : ممّ بكاؤك ؟! قالت : أخشى الضّيعة بعدك ، قال: ابشري يا فاطمة ، فإنّك أوّل من يلحقني من أهل بيتي ، لا تبكي ولا تحزني ، فإنّك سيّدة نساء أهل الجنّة ، وأبوك سيّد الأنبياء، وإبن عمّك سيّد الأوصياء ، وابناك سيّدا شباب أهل الجنّة ، ومن صلب الحسين يخرج الله الأئمّة التّسعة ، مطهّرون معصومون ، ومنّا مهديّ هذه الأمّة ...) إلى آخر الحديث الشّريف.

الحديث العاشر :
وروى الشّيخ المذكور في الكتاب المزبور ص76 ، بإسناد متّصل إلى أنس بن مالك ، قال: سمعت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) يقول : ( وصياء الأنبياء الّذين يقومون بعدهم لقضاء ديونهم ، وإنجاز عداتهم ، ويقاتلون على سنّتهم – ثمّ التفت إلى عليّ فقال - : أنت وصيّي وأخي في الدّنيا والآخرة ، تقضي ديني ، وتنجز عدتي ، وتقاتل على سنّتي ، وتقاتل على التّأويل كما قاتلت على التّنزيل ، فأنا خير الأنبياء ، وأنت خير الأوصياء ، وسبطاي خير الأسباط ، ومن صلبهما تخرج الأئمّة التّسعة ، مطهّرون معصومون ، قوّامون بالقسط ، والأئمّة بعدي على عدد نقباء بني إسرائيل، وحواري عيسى، هم عترتي من لحمي ودمي ).

الحديث الحادي عشر :
وروى أيضاً في نفس الكتاب ص38 ، بسنده المتّصل إلى أبي ذرّ الغفاري أحد الأركان الأربعة (رحمهم الله) قال : دخلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) في مرضه الّذي توفّي فيه ، فقال ( صلّى الله عليه وآله ) : ( يا أبا ذرّ: إيتيني بابنتي فاطمة.. – قال ( ( ر ) ) : فقمت فدخلت عليها ، وقلت لها : يا سيّدة النّسوان : أجيبي أباك ، فلبست نعليها ، واتّزرت ، وخرجت حتّى دخلت على رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فلمّا رأت رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) انكبّت عليه وبكت ، وبكى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لبكائها ، وضمّها إليه ، ثمّ قال - : يا فاطمة : لا تبكي ، فداك أبوك ، فأنت أوّل من يلحقني مظلومة مغصوبة ، وسوف تظهر بعدي حسكة النّفاق ، وسيمل جلباب الدّين ، وأنت أوّل من يرد عليّ الحوض ، قالت ( عليها السّلام ) : يا أبت : أين ألقاك ؟! قال : تلقيني عند الحوض ، وأنا أسقي شيعتك ومحبّيك ، وأطرد أعداءك ومبغضيك ، قالت : يا رسول الله : فإن لم ألقك عند الحوض ؟! قال : تلقيني عند الميزان ، قالت : يا أبت : فإن لم ألقك عند الميزان ؟! قال : تلقيني عند الصّراط ، وأنا أقول : سلم سلم شيعتي ، - قال أبو ذر ّ: فسكن قلبها ، ثمّ التفت إليّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فقال - : يا أبا ذر ّ: إنّها بضعة منّي ، فمن آذاها فقد آذاني ، ألا إنّها سيّدة نساء العالمين ، وبعلها سيّد الوصيّين ، وابناها الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنّة ، وإنّهما إمامان قاما أو قعدا ، وأبوهما خير منهما ، وسوف يخرج من صلب الحسين تسعة من الأئمّة ، أمناء معصومون ، قوّامون بالقسط ، ومنّا مهديّ هذه الأمّة ، - قلت : يا رسول ال له: فكم الأئمّة بعدك ؟! قال ( صلّى الله عليه وآله ) - : عدد نقباء بني إسرائيل ).

الحديث الثاني عشر :
وأخرج أيضاً في كتابه المذكور ص185 ، بطريقه المتّصل إلى أمّ لمؤمنين أم سلمة ( قدّس الله تربتها ) قالت قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله ) : ( لمّا أسري بي إلى السّماء ، نظرت فإذا مكتوب على العرش : لا إله إلاّ الله ، محمد رسول الله ، أيّدته بعليّ ، ونصرته بعليّ ، ورأيت أنوار عليّ وفاطمة والحسن والحسين ، وأنوار عليّ بن الحسين ، ومحمد بن علي ، وجعفر بن محمد ، وموسى بن جعفر ، وعليّ بن موسى ، ومحمد بن عليّ ، وعليّ بن محمد ، والحسن بن عليّ ، ورأيت نور الحجّة يتلألأ بينهم كأنّه كوكب دريّ ، فقلت : يا ربّ : من هذا ؟! ومن هؤلاء ؟! فنوديت يا محمد : هذا نور عليّ وفاطمة ، وهذا نور سبطيك الحسن والحسين ، وهذه أنوار الأئمّة بعدك من ولد الحسين ، مطهّرون معصومون ، وهذا نور الحجّة يملأ الأرض قسطاً وعدل اً ، كما ملئت جوراً وظلماً ).

الحديث الثالث عشر :
وأيضاً روى في الكتاب عينه ص104، بطريقه المتّصل إلى الصّحابي زيد بن أرقم الأنصاري ، قال : خطبنا رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) فقال بعدما حمد الله وأثنى عليه : ( أوصيكم عباد الله بتقوى الله الّذي لا تستغني عنه العباد ، فإنّ من رغب في التّقوى زهد في الدّنيا ، واعلموا أنّ الموت سبيل العالمين ، ومصير الباقين ، يختطف المقيمين ، ولا يعجزه لحاق الهاربين ، يهدم كلّ لذّة ، ويزيل كلّ نعمة ، ويشبع كلّ بهجة ، والدّنيا دار فناء ، ولأهلها منها الجلاء ، وهي حلوة خضرة قد عجلت للطّالب ، فارتحلوا عنها يرحمكم الله بخير ما يحضر بكم من الزّاد ، ولا تطلبوا منها أكثر من البلاغ ، ولا تمدّوا أعينكم منها إلى متّع به المترفون ، ألا إنّ الدّنيا قد تنكّرت وأدبرت واخلولقت وأذنت بوداع ، وإنّ الآخرة قد رحلت وأقبلت باطّلاع ، معاشر النّاس : كأنّي على الحوض يرد قوم عليّ منكم ، وستؤخّر أناس من دوني ، فأقول :يا ربّ منّي ومن أمّتي ! فيقال : هل شعرت بما عملوا بعدك ؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم ، أيّها النّاس : أوصيكم في عترتي وأهل بيتي خيراً ، فإنّهم مع الحقّ والحقّ معهم ، وهم الأئمّة الرّاشدون بعدي ، والأمناء المعصومون – فقام إليه عبد الله بن العبّاس ، فقال : يا رسول الله : كم الأئمّة بعدك ؟ قال ( صلّى الله عليه وآله ) - : عدد نقباء بني إسرائيل ، وحواري عيسى ، تسعة من صلب الحسين ، ومنهم مهديّ هذه الأمّة ).

الحديث الرابع عشر :
وكذلك أخرج ذلك الشّيخ المبرور في كتابه المزبور ص302 ، بإسناده إلى الإمام الحسين ( (ع) ) قال: قال لي رسول الله ( صلّى الله عليه وآله ) : ( أنت الإمام ، إبن الإمام ، أخو الإمام ، تسعة من ولدك أمناء معصومون ، والتّاسع مهديّهم ، فطوبى لمن أحبّهم ، والويل لمن أبغضهم ).

******
فهذه الرّوايات الأربع عشرة نصّ في المطلوب ، وهي متواترة بلا أدنى شكّ ، ولا يضرّ ضعف أسناد بعضها ، لاعتضادها بالصّحاح والحسان ، فيقوّي بعضها بعضاً.

ولقد آثرنا هذا العدد تيمّناً بتعداد المعصومين الأربعة عشر ( صلّى الله عليهم ) مراعين فيه اشتماله على مادّة مفردة ( العصمة ) وتركنا الأحاديث الكثيرة الّتي تحتوي على ما هو في قوّة تلكم المفردة ، ويؤدّي مؤدّاها ، كمثل : ( عليّ مع الحقّ ، والحقّ مع عليّ ، يدور معه حيث دار ) أو ( عليّ مع القرآن ، والقرآن مع علي ّ، لا يفترقان ) أو ( طاعة عليّ من طاعتي ، وطاعتي من طاعة الله ) ... وغيرها الكثير !
وذلك: حتّى لا يعترض علينا معترض ويقول: هذه مؤوّلة بالعصمة وليست بها.

بالإضافة إلى أنّنا راعينا أن تكون جلّ الأخبار واردة عن الرّسول الأقدس ( صلّى الله عليه وآله ) من طريق أهل بيته ( (ع) ) وكذلك من طريق صحابته ، بل ومن طريق زوجاته أيضاً ، وذلك حتّى لا يقال : بأنّ أخبار العصمة لم ترد عن النّبي ( صلّى الله عليه وآله ) بتاتاً .. أو وردت ولكن ليس من طريق صحابته وزوجاته ، بل من طريق أهل بيته ، فارتأينا أنّ الجمع بين كلّ هذه الأمور أكمل كما يقولون .. للتّدليل على أنّ رسول الله ( صلّ الله عليه وآله ) كان مهتمّاً بتبيين هذه المسألة إلى أبعد الحدود ، فتراه يصدع بها على مستوى حياته العامّة ، في الشّارع.. في المسجد.. بين أصحابه ، بل وأكثر من ذلك.. بحيث تراه يصدع بها حتّى على مستوى حياته الخاصّة بين زوجاته ، وأهل بيته ( (ع) ).

كلّ ذلك ما خلا الخبر الثّالث فهو عن أمير المؤمنين ( (ع) ) وهدفنا من سوقه هو : أن لا يقال بأنّ العصمة لو كانت فكرة أصيلة في الأئمّة لاحتجّ بها الأئمّة أنفسهم ، وحيث أنّهم ( (ع) ) قد احتجّوا بالعصمة فتصبح فكرة العصمة فكرة أصيلة في ذواتهم ( صلّى الله على ذواتهم القدسيّة الملكوتيّة العالية ).

ثمّ إنّه لربّما يستشكل مستشكل : بأنّه صحيح أنّكم قد أوردتم نصوصاً في خصوص العصمة ولكنّها لا تخصّ أمير المؤمنين ( (ع) ) وحده ، بل تجمع معه غيره ، وهذا خلاف المطلوب.

والجواب : إنّه لا فرق - في عرف العقلاء - بين أن ينصّ على فرد بعينه ، أو ينصّ عليه ضمن مجموعة ، لأنّ المطلوب حاصل ، سواء أكان بالدّلالة المطابقيّة، أم بالدّلالة التّضمنيّة.

وقد يستشكل أيضاً : بأنّ بعض النّصوص الّتي أوردتموها هي في خصوص عصمة الأئمّة من صلب الحسين ( (ع) ) وهي لا تشمل أمير المؤمنين ((ع)) .. وهذا خلف.

والجواب : هناك قرائن حاليّة ومقاليّة في حاقّ النّصوص الشّريفة تفيد شمول الوصف المذكور لأمير المؤمنين ( (ع) ) أيضاً.

فمن الأوّل : كون الخطاب النّبوي ( صلّى الله على الصّادع به وآله ) موجّهاً إليه ( (ع) ) أو إلى غيره ، والنّبي ( صلّى الله عليه وآله ) في موقع بيان أوصيائه وأوصافهم وأحوالهم وعدتهم ، فالحكم الّذي يجري علي واحدهم ، يجري بعينه على جميعهم ، سواء نصّ على ذلك ، أم لم ينصّ ، لأنّ حكم الأمثال فيما يجوز وما لا يجوز واحد.

فلا فرق آنئذ بين أن يقول ( صلّى الله عليه وآله ) لعليّ ( (ع) ) أنت وولدك خلفائي المعصومون ، أو أن يقول أنت خليفتي وأبناؤك خلفائي المعصومون.

وذلك : لأنّ القرينة اللّبية تقول : بما أنّ خلافة الرّسول ( صلّى الله عليه وآله ) مشروطة بالعصمة ، وهو قد بيّن عدد خلفائه في رتبة أولى ، ونصّ على عصمة بعضهم دون بعضهم الآخر في رتبة ثانية ، فلا بدّ وأن يكون خلفاؤه بأجمعهم معصومين ، وحيث أنّ الشّرط يتحقّق عند تحقّق مشروطه ، فحينئذٍ ينحلّ هذا الشّرط على أفراد مشروطه بالتّساوي ، وذلك من قبيل القضيّة الكليّة المحصورة ، اللهمّ إلاّ أن يستثني منهم أحداً.. فذاك بحث آخر.

ومن الثّاني : كون الخطاب مشتملاً على بيان عصمة الأئمّة من نسل أمير المؤمنين ( (ع) ) مثل: قوله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ وفاطمة: ( ومن ذريّتكما العترة الأئمة المعصومون ) .. وحيث أنّ عليّاً هو (سيّد الأوصياء ) وهو ( الإمام أبو الأئمّة ) فيصبح معصوماً من باب أولى.
وبهذا نكون قد أتينا على نهاية هذا الجواب المختصر ، والحمد لله أوّلاً وآخراً.


قال البهلول ( رضوان الله تعالى عليه ) : أن تكون عاقلاً فذاك شيءٌ جميلٌ !
وأجمل منه : أن يقودك عقلك إلى الحقيقة التي من دونها تكون حياتك عبثاً وجنوناً وتعاسةً !
بارك الله فيكم عزيزنا ( البهلول ) و جعله في ميزان حسناتكم و نفعكم به يوم لا ظل إلا ظله ، وهذه فوق البيعة للمؤمنين و الباحثين عن الحق فقط .. و ليس للمعاندين الباحثين عن الجدل .


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 203 )

- الكليني عن محمد بن يحيى عن إبن عيسى عن إسحاق بن غالب عن أبي عبد الله (ع) في خطبة له يذكر فيها حال الائمة (ع) وصفاتهم فقال : إن الله تبارك وتعالى أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبيه (ص) عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، وفتح لهم عن باطن ينابيع علمه . فمن عرف من امة محمد (ص) واجب حق إمامه وجد طعم حلاوة إيمانه ، وعلم فضل طلاوة إسلامه إن الله نصب الامام علما لخلقه وجعله حجة على أهل طاعته ألبسه الله تاج الوقار ، وغشاه من نور الجبار ، يمد بسبب من السماء لا ينقطع عنه مواده ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله الاعمال للعباد إلا بمعرفته . فهو عالم بما يرد عليه من مشكلات الوحي ومعميات السنن ومشتبهات الدين لم يزل الله يختارهم لخلقه من ولد الحسين صلوات الله عليه من عقب كل إمام فيصطفيهم لذلك ويجتبيهم ويرضى بهم لخلقه ويرتضيهم لنفسه ، كلما مضى منهم إمام نصب عز و جل لخلقه من عقبه إماما علما بينا وهاديا منيرا وإماما قيما وحجة عالما ، أئمة من الله يهدون بالحق وبه يعدلون . حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه ، يدين بهداهم العباد ، وتستهل بنورهم البلاد . وتنمى ببركتهم التلاد ، وجعلهم الله حياة الانام ، ومصابيح الظلام ، ودعائم الاسلام ، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها . فالامام هو المنتجب المرتضى ، والهادي المجتبى ، والقائم المرتجى اصطفاه الله لذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه ، وفي البرية حين برأء ظلا قبل خلقه نسمة عن يمين عرشه محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه وانتجبه بتطهيره بقية من آدم ، وخيرة من ذرية نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل وصفوة من عترة محمد (ص) . لم يزل مرعيا بعين الله يحفظه بملائكته ، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قواذف السوء مبرأ من العاهات ، محجوبا عن الآفات مصونا من الفواحش كلها معروفا بالحلم والبر في بقاعه ، منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسندا إليه أمر والده ، صامتا عن المنطق في حياته فإذا انقضت مدة والده انتهت به مقادير الله إلى مشيته ، وجاءت الارادة من عند الله فيه إلى محبته ، وبلغ منتهى مدة والده فمضى وصار أمر الله إليه من بعده وقلده الله دينه ، وجعله الحجة على عباده ، وقيمه في بلاده ، وأيده بروحه وأعطاه علمه واستودعه سره وانتدبه لعظيم أمره ، وآتاه فضل بيان علمه ، ونصبه علما لخلقه وجعله حجة على أهل عالمه ، وضياء لاهل دينه ، والقيم على عباده . رضي الله به إماما لهم ، استحفظه علمه واستخبأه حكمته ، واسترعاه لدينه وحباه مناهج سبله وفرائضه وحدوده ، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل وتحبير أهل الجدل بالنور الساطع ، والشفاء النافع بالحق الابلج ، والبيان من كل مخرج على طريق المنهج الذي مضى عليه الصادقون من آبائه . فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي ، ولا يجحده إلا غوي ، ولا يصد عنه إلا جرئ على الله جل وعلا.


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 525 )

الرواية الاولى : صحيحة :
- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد البرقي عن أبي هاشم داوود بن القاسم الجعفري ، عن أبي جعفر الثاني (ع) قال : أقبل أمير المؤمنين (ع) ومعه الحسن بن علي (ع) وهو متكىء على يد سلمان ، فدخل المسجد الحرام ، فجلس إذ أقبل رجل حسن الهيئة ، واللباس فسلم على أمير المؤمنين فرد (ع) ، فجلس ، ثم قال يا أمير المؤمنين أسألك عن ثلاث مسائل إن أخبرتني بهن علمت أن القوم ركبوا من أمرك ما قضى عليهم وأن ليسوا بمأمونين في دنياهم وآخرتهم وإن تكن الأخرى علمت أنك وهم شرع سواء فقال له أمير المؤمنين (ع) : سلني عما بدا لك ، قال : أخبرني عن الرجل إذا نام أين تذهب روحه ، وعن الرجل كيف يذكر وينسى؟ وعن الرجل كيف يشبه ولده الأعمام والأخوال؟ فالتفت أمير المؤمنين (ع) إلى الحسن فقال : يا أبا محمد أجبه.
قال : فأجابه الحسن (ع): فقال الرجل : أشهد أن لا إله إلا الله ولم أزل أشهد بها وأشهد أن محمدا رسول الله ولم أزل أشهد بذلك وأشهد أنك وصي رسول الله (ص) ، والقائم بحجته ، وأشار إلى أمير المؤمنين ولم أزل أشهد بها ، وأشهد أنك وصيه والقائم بحجته ، وأشار إلى الحسن (ع) وأشهد أن الحسين بن علي وصي أخيه ، والقائم بحجته ، بعده، وأشهد على علي بن الحسين أنه القائم بأمر الحسين بعده ، وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن الحسين وأشهد على جعفر بن محمد بأنه القائم بأمر محمد وأشهد على موسى أنه القائم بأمر جعفر بن محمد وأشهد على علي بن موسى أنه القائم بأمر موسى بن جعفر وأشهد على محمد بن علي أنه القائم بأمر علي بن موسى ، وأشهد على علي بن محمد بأنه القائم بأمر محمد بن علي ، وأشهد على الحسن بن علي بأنه القائم بأمر علي بن محمد وأشهد على رجل من ولد الحسن ، لا يكنى ولا يسمى حتى يظهر أمره فيملأها عدلا كما ملئت جورا والسلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته ، ثم قام فمضى ، فقال أمير المؤمنين : يا أبا محمد اتبعه فانظر أين يقصد ، فخرج الحسن بن علي عليهما االسلام فقال ما كان إلا أن وضع رجله خارجا من المسجد فما دريت أين أخذ من أرض الله ، فرجعت إلى أمير المؤمنين (ع) فأعلمته فقال : يا أبا محمد أتعرفه؟ قلت : الله ورسوله وأمير المؤمنين أعلم. قال: هو الخضر (ع).


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 526 )

الرواية الثانية : صحيحة :
- حدثني محمد بن يحيي عن محمد بن الحسن الصفار ، عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله سواء ، قال محمد بن يحيي :
فقلت لمحمد بن الحسن : يا أبا جعفر وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله فقال : فقال : لقد حدثني قبل الحيرة بعشر سنين.


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 532 )

الرواية الثالثة : موثقة :
- محمد بن يحيي عن محمد بن الحسين عن إبن محبوب عن أبي الجارود عن أبي جعفر (ع) عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : دخلت على فاطمة عليها السلام وبين يديها لوح فيه أسماء الأوصياء من ولدها فعددت اثني عشر آخرهم القائم (ع) ، ثلاثة منهم محمد وثلاثة منهم علي.


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 533 )

الرواية الرابعة : صحيحة :
- علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبن أبي عمير عن سعيد بن غزوان عن أبي بصير عن أبي جعفر (ع) قال : يكون تسعة أئمة بعد الحسين بن علي تاسعهم قائمهم.


الرواية الاولى : أحمد بن ادريس عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن اسماعيل عن منصور بن يونس عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر (ع) قال : علم رسول الله (ص) عليا (ع) ألف حرف كل حرف يفتح ألف حرف - ( الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 296 )


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 286 )

الرواية الأولى : علي بن إبراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس ، وعلي بن محمد عن سهل بن زياد أبي سعيد ، عن محمد بن عيسى عن يونس عن إبن مسكان عن أبي بصير قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) فقال : نزلت في علي بن أبي طالب والحسن والحسين (ع) : فقلت له : إن الناس يقولون : فما له لم يسم عليا وأهل بيته (ع) في كتاب الله عز وجل؟ قال : فقال : قولوا لهم : إن رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاة ولم يسم الله لهم ثلاثا ولا أربعا، حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت عليه الزكاة ولم يسم لهم من كل أربعين درهما درهم ، حتى كان رسول الله (ص) هو الذي فسر ذلك لهم ونزلت ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ونزلت في علي والحسن والحسين فقال رسول الله (ص) : في علي : من كنت مولاه ، فعلي مولاه ، وقال (ص) أوصيكم بكتاب الله وأهل بيتي فإني سألت الله عز وجل أن لا يفرق بينهما حتى يوردهما علي الحوض ، فأعطاني ذلك ، وقال : لا تعلموهم فهم أعلم منكم ، وقال : إنهم لن يخرجوكم من باب هدى ، ولن يدخلوكم في باب ضلالة فلو سكت رسول الله (ص) فلم يبين من أهل بيته ، لادعاها آل فلان وآل فلان ، لكن الله عز وجل أنزله في كتابه تصديقا لنبيه (ص) ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فكان علي والحسن والحسين وفاطمة (ع) ، فأدخلهم رسول الله (ص) تحت الكساء في بيت أم سلمة ، ثم قال : اللهم إن لكل نبي أهلا وثقلا وهؤلاء أهل بيتي وثقلي ، فقالت أم سلمة : ألست من أهلك؟ فقال : إنك إلى خير ولكن هؤلاء أهلي وثقلي فلما قبض رسول الله (ص) كان علي أولى الناس بالناس لكثرة ما بلغ فيه رسول الله (ص) ، وإقامته للناس وأخذه بيده ، فلما مضى علي لم يكن يستطيع علي ولم يكن ليفعل أن يدخل محمد بن علي ولا العباس بن علي ولا واحدا من ولده إذا لقال الحسن والحسين : إن الله تبارك وتعالى أنزل فينا كما أنزل فيك فأمر بطاعتنا كما أمر بطاعتك وبلغ فينا رسول الله (ص) كما بلغ فيك وأذهب عنا الرجس كما أذهبه عنك ، فلما مضى علي (ع) كان الحسن أولى بها لكبره ، فلما توفي لم يستطع أن يدخل ولده ولم يكن ليفعل ذلك والله عز وجل يقول : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) فيجعلها في ولده إذا لقال الحسين أمر الله بطاعتي كما أمر بطاعتك وطاعة أبيك وبلغ في رسول الله (ص) كما بلغ فيك وفي أبيك وأذهب الله عني الرجس كما أذهب عنك وعن أبيك، فلما صارت إلى الحسين (ع) لم يكن أحد من أهل بيته يستطيع أن يدعي عليه كما كان هو يدعي على أخيه وعلى أبيه ، لو أرادا أن يصرفا الأمر عنه ولم يكونا ليفعلا ثم صارت حين أفضت إلى الحسين (ع) فجرى تأويل هذه الآية ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) ثم صارت من بعد الحسين لعلي بن الحسين ، ثم صارت من بعد علي بن الحسين إلى محمد بن علي (ع) . وقال : الرجس هو الشك، والله لا نشك في ربنا أبدا.


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 289 )

الرواية الثانية : علي بن إبراهيم عن أبيه عن إبن أبي عمير عن عمر بن أذينة عن زرارة والفضيل بن يسار وبكير بن أعين ومحمد بن مسلم وبريد بن معاوية وأبي الجارود جميعا عن أبي جعفر (ع) قال : أمر الله عز وجل بولاية علي وأنزل عليه ( إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون زكاة ) وفرض ولاية أولي الأمر فلم يدروا ماهي ، فأمر الله محمد (ص) أن يفسر لهم الولاية ، كما فسر لهم الصلاة والزكاة والصوم والحج ، فلما أتاه ذلك من الله ضاق بذلك صدر رسول الله (ص) وتخوف أن يرتدوا عن دينهم وأن يكذبوه فضاق صدره وراجع ربه عز وجل فأوحى الله عز وجل إليه ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس ) فصدع بأمر الله تعالى ذكره فقام بولاية علي (ع) يوم غدير خم ، فنادى الصلاة جامعة وأمر الناس أن يبلغ الشاهد الغائبز - قال عمر بن أذينة : قالوا جميعا غير أبي الجارود - وقال أبو جعفر (ع) : وكانت الفريضة تنزل بعد الفريضة الأخرى وكانت الولاية آخر الفرائض ، فأنزل الله عز وجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) قال أبو جعفر (ع) : يقول الله عز وجل : لا أنزل عليكم بعد هذه الفريضة قد أكملت لكم الفرائض.


الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 290 )

الرواية الثالثة : محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد ومحمد بن الحسين جميعا عن محمد بن اسماعيل بن بزيغ عن منصور بن يونس ، عن أبي الجارود ، عن أبي جعفر (ع) قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : فرض الله عز وجل على العباد خمسا ، أخذوا أربعا وتركوا واحدا، قلت : أتسميهن لي جعلت فداك؟ فقال : الصلاة وكان الناس لا يدرون كيف يصلون ، فنزل جبرئيل (ع) فقال : يا محمد أخبرهم بمواقيت صلاتهم ، ثم نزلت الزكاة فقال : يا محمد أخبرهم من زكاتهم ما أخبرتهم من صلاتهم ، ثم نزل الصوم فكان رسول الله (ص) إذا كان يوم عاشورا بعث إلى ما حوله من القرى فصاموا ذلك اليوم ، فنزل شهر رمضان بين شعبان وشوال ، ثم نزل الحج فنزل جبرئيل (ع) فقال : أخبرهم من حجهم ما أخبرتهم من صلاتهم وزكاتهم وصومهم.
ثم نزلت الولاية وإنما أتاه ذلك في يوم الجمعة بعرفة ، أنزل الله عز وجل ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ) وكان كمال الدين بولاية علي إبن أبي طالب (ع) فقال عند ذلك رسول الله (ص) : أمتي حديثوا عهد بالجاهلية ومتى أخبرتهم بهذا في إبن عمي يقول قائل ، ويقول قائل - فقلت في نفسي من غير أن ينطق به لساني- فأتتني عزيمة من الله عز وجل بتلة أوعدني إن لم أبلغ أن يعذبني ، فنزلت ( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك وإن لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس إن الله لا يهدي القوم الكافرين ) فأخذ رسول الله (ص) بيد علي (ع) فقال : أيها الناس إنه لم يكن نبي من الأنبياء ممن كان قبلي إلا وقد عمره الله ، ثم دعا فأجابه ، فأوشك أن أدعى فأجيب وأنا مسؤول وأنتم مسؤولون فماذا أنتم قائلون؟ فقالوا : نشهد أنك قد بلغت ونصحت ، وأديت ما عليك فجزاك الله أفضل جزاء المرسلين ، فقال: اللهم اشهد - ثلاث مرات - ثم قال : يا معشر المسلمين هذا وليكم من بعدي فليبلغ الشاهد منكم الغائب.
قال أبو جعفر (ع) : كان والله [ علي (ع) ] أمين الله على خلقه وغيبه ودينه الذي ارتضاه لنفسه ، ثم إن رسول الله (ص) حضره الذي حضر ، فدعا عليا فقال : يا علي إني أريد أن أئتمنك على ما ائتمنني الله عليه من غيبه وعلمه ومن خلقه ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه فلم يشرك والله فيها يا زياد أحدا من الخلق ثم إن عليا (ع) حضره الذي حضره فدعا ولده وكانوا اثنا عشر ذكرا فقال لهم : يا بني إن الله عز وجل قد أبى إلا أن يجعل في سنة من يعقوب وإن يعقوب دعا ولده وكانوا اثنا عشر ذكرا ، فأخبرهم بصاحبهم، ألا وإني أخبركم بصاحبكم ، ألا إن هذين ابنا رسول الله (ص) الحسن والحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا ، ووازروهما فإني قد ائتمنتهما على ما ائتمنني عليه رسول الله (ص) مما ائتمنه الله عليه من خلقه ومن غيبه ومن دينه الذي ارتضاه لنفسه، فأوجب الله لهما من علي (ع) ما أوجب لعلي (ع) من رسول الله (ص) فلم يكن لأحد منهما فضل على صاحبه إلا بكبره ، وإن الحسين كان إذ حضر الحسن لم ينطق في ذلك المجلس حتى يقوم ثم إن الحسن (ع) حضره الذي حضره فسلم ذلك إلى الحسين (ع) ثم إن حسينا حضره الذي حضره فدعا ابنته الكبرى فاطمة - بنت الحسين (ع) - فدفع إليها كتابا ملفوفا ووصية ظاهرة وكان علي بن الحسين (ع) مبطونا لا يورن إلا أنه لما به ، فدفعت فاطمة الكتاب إلى علي بن الحسين ثم صار والله ذلك الكتاب إلينا.
الرواية الرابعة : علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة والفضيل عن أبي جعفر (ع) قال : إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث وكان علي (ع) عالم هذه الأمة ، وإنه لم يهلك منا علم قط إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء الله - ( الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 222 )

- أصول الكافي : باب أن الله عز وجل لم يعلم نبيه علما إلا أمره أن يعلمه أمير المؤمنين وأنه كان شريكه في العلم : علي عن أبيه عن إبن أبي عمير عن إبن أذينة عن زرارة عن أبي جعفر (ع) قال : نزل جبرئيل (ع) على رسول الله (ص) برمانتين من الجنة فأعطاها إياهما فأكل واحدة وكسر الأخرى بنصفين فأعطى عليا نصفها فأكلها فقال يا علي أما الرمانة الأولى التي أكلتها فهي النبوة ليس لك فيها شيء وأما الأخرى فهو العلم فأنت شريكي فيه - ( شرح أصول الكافي - المازندراني - الجزء ( 6 ) - رقم الصفحة : ( 48 ).

- بصائر الدرجات : باب في الأئمة (ع) أنهم معدن العلم وشجرة النبوة ومفاتيح الحكمة وموضع الرسالة ومختلف الملائكة صلوات الله عليهم : حدثني العباس بن معروف قال حدثنا حماد بن عيسى عن ربعي عن الجارود وهو أبو المنذر قال : دخلت مع أبي على علي بن الحسين بت علي (ع) فقال علي بن الحسين ما تنقم الناس منا نحن والله شجرة النبوة وبيت الرحمة وموضع الرسالة ومعدن العلم ومختلف الملائكة - ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة : ( 76 ).

- بصائر الدرجات : باب في الأئمة (ع) وأن مثلهم مثل الشجرة التي ذكر الله تعالى فيهم وفي علمهم : حدثنا الحسن بن موسى الخشاب عن عمرو بن عثمان عن محمد بن عذافر عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) قال : سئلته عن قول الله تعالى شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين باذن ربها فقال قال رسول الله (ص) أنا أصلها وعلي فرعها والأئمة أغصانها وعلمنا ثمرها وشيعتنا ورقها يا أبا حمزة هل ترى فيها فضلا قال قلت لا والله لا أرى فيها قال فقال يا أبا حمزة والله أن المولود يولد من شيعتنا فتورق ورقة منها ويموت فتسقط ورقة منها - ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة : ( 78 ).

- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن سيف عن أبيه سيف عن عمر بن يزيد بياع السابري قال : سئلت أبا عبد الله عن قول الله تعالى ( أصلها ثابت وفرعها في السماء ) ، قال فقال رسول الله (ص) والله جذرها وأمير المؤمنين فرعها والأئمة من ذريتها أغصانها وعلم الأئمة ثمرها وشيعتهم المؤمنون ورقها هل ترى فيها يا أبا جعفر قال قلت لا والله فقال والله أن المؤمن يولد فيورق ورقة وأن المؤمن ليموت فتسقط ورقته - ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة : ( 79 ).

- أصول الكافي : باب أن الأئمة (ع) ورثة العلم يرث بعضهم بعضا العلم : عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيي الحلبي عن بريد بن معاوية عن محمد بن مسلم عن أبي عبد الله (ع) قال : إن عليا (ع) كان عالما والعلم يتوارث ، ولن يهلك عالم إلا بقي من بعده من يعلم علمه ، أو ما شاء الله - ( شرح أصول الكافي - المازندراني - الجزء ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 298 ).

- علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة والفضيل عن أبي جعفر (ع) قال : إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع ، والعلم يتوارث ، وكان علي (ع) عالم هذه الأمة ، وإنه لم يهلك منا عالم قد إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء الله - ( الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 222 ).

- محمد بن يحيي عن محمد بن عبد الجبار عن محمد بن إسماعيل عن علي بن النعمان عن إبن مسكان عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله (ع) ، قال : قال لي : يا أبا محمد إن الله عز وجل لم يعط الأنبياء شيئا إلا وقد أعطاه محمد (ص) ، قال : وقد أعطي محمد جميع ما أعطي الأنبياء ، وعندنا الصحف التي قال الله عز وجل : ( صحف إبراهيم وموسى ) قلت : جعلت فداك هي الألواح؟ قال : نعم - ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة : ( 79 ).

- محمد عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن عبد الله بن سنان ، عن أبي عبد الله (ع) أنه سأله عن قول الله عز وجل : ( ولقد كتبنا في الزبور من بعد الذكر ) ما الزبور وما الذكر؟ قال : الذكر عند الله ، والزبور الذي أنزل على داود ، وكل كتاب نزل فهو عند أهل العلم ونحن هم - ( الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 226 ).

- أصول الكافي : باب أن الراسخين في العلم هم الأئمة (ع) : عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن أيوب الحر وعمران بن علي عن أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال : نحن الراسخون في العلم ونحن نعلم تأويله - ( شرح أصول الكافي - المازندراني - الجزء ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 277 ).

- أصول الكافي : باب في أن من اصطفاه الله من عباده وأرثهم كتابه هم الأئمة (ع) : محمد بن يحيي عن أحمد بن محمد عن إبن محبوب عن أبي ولاد قال : سألت أبا عبد الله (ع) عن قول الله عز وجل : ( الذين آتيناهم الكتاب يتلونه حق تلاوته أولئك يؤمنون به ) قال : هم الأئمة - ( شرح أصول الكافي - المازندراني - الجزء ( 5 ) - رقم الصفحة : ( 282 ).

- أصول الكافي : باب مانص الله عز وجل ورسوله على الأئمة (ع) واحدا فواحدا : علي بن إبراهيم عن أبيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن زرارة والفضيل عن أبي جعفر (ع) قال : إن العلم الذي نزل مع آدم لم يرفع والعلم يتوارث وكان علي (ع) عالم هذه الأمة ، وإنه لم يهلك منا علم قط إلا خلفه من أهله من علم مثل علمه ، أو ما شاء الله - ( شرح أصول الكافي - المازندراني - رقم الصفحة : ( 299 ).

- علل الشرائع : حدثني أبي قال : حدثني سعد بن عبد الله عن الحسن بن موسى الخشاب عن علي بن حسان الواسطي عن عمه عبد الرحمن بن كثير قال : قلت لأبي عبد الله (ع) : ما عنى الله عز وجل بقوله : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) قال : نزلت في النبي ، وأمير المؤمنين والحسن والحسين وفاطمة صلوات الله عليهم أجمعين ، فلما قبض الله عز وجل نبيه (ص) كان أمير المؤمنين إماما ثم الحسن ثم الحسين ثم وقع تأويل هذه الآية : ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) وكان علي بن الحسين إماما ثم جرت في الأئمة من ولده الأوصياء (ع) ، فطاعتهم طاعة الله ومعصيتهم معصية الله عز وجل - ( الصدوق - علل الشرائع - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 205 ).

- تفسير القمي : حدثني أبي عن إبن أبي عمير عن عثمان بن عيسى حماد بن عثمان ، عن أبي عبد الله (ع) في حديث قال : ( قال أمير المؤمنين (ع) لأبي بكر : يا أبا بكر تقرأ كتاب الله؟ قال : نعم ، قال : فأخبرني عن قوله تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) فيمن نزلت ، فينا أم في غيرنا؟ قال : بل فيكم - ( تفسير القمي - الجزء ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 156 ).

- تفسير القمي : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر (ع) ، قال : ( بينا رسول الله (ص) جالس وعنده قوم من اليهود ، فيهم عبد الله بن سلام ، إذ نزلت عليه هذه الآية ، فخرج رسول الله (ص) إلى المسجد ، فاستقبله سائل ، فقال : هل أعطاك أحد شيئا؟ قال : نعم ذلك المصلي ، فجاء رسول الله (ص) ، فإذا هو علي (ع) ) - ( تفسير القمي - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 170 ).

- تفسير القمي : علي بن إبراهيم قال : حدثني أبي ، عن النضر بن سويد ، عن إبن سنان عن أبي عبد الله (ع) أن نصارى نجران لما وفدوا على رسول الله (ص) وكان سيدهم الأهتم والعاقب والسيد وحضرت صلاتهم فأقبلوا يضربون بالناقوس وصلوا فقال أصحاب رسول الله (ص) : يا رسول الله هذا في مسجدك؟ فقال : دعوهم. فلما فرغوا دنوا من رسول الله (ص) فقالوا له : إلى ما تدعونا؟ فقال : إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله وأن عيسى عبد مخلوق يأكل ويشرب ويحدث. قالوا : فمن أبوه؟ فنزل الوحي على رسول الله (ص) فقال : قل لهم : ما تقولون في آدم أكان عبدا مخلوقا يأكل ويشرب ويحدث وينكح؟ فسألهم النبي (ص) فقالوا : نعم ، قال : فمن أبوه؟ فبهتوا وبقوا ساكتين فأنزل الله : ( إن مثل عيسى عند الله كمثل ءادم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون ) إلى قوله : ( فنجعل لعنت الله على الكاذبين ) فقال رسول الله (ص) : فباهلوني فإن كنت صادقا أنزلت اللعنة عليكم وإن كنت كاذبا نزلت علي ، فقالوا أنصفت فتواعدوا للمباهلة ، فلما رجعوا إلى منازلهم فقال رؤساؤهم السيد والعاقب والأهتم : إن باهلنا بقومه باهلناه فإنه ليس بنبي وإن باهلنا بأهل بيته خاصة فلا نباهله فإنه لا يقدم على أهل بيته إلا وهو صادق ، فلما أصبحوا جاءوا إلى رسول الله (ص) ومعه أمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين (ع) فقال النصارى : من هؤلاء؟ فقيل لهم هذا إبن عمه ووصيه وختنه علي بن أبي طالب وهذه ابنته فاطمة وهذان ابناه الحسن والحسين ففرقوا فقالوا لرسول الله : نعطيك الرضا فاعفنا من المباهلة فصالحهم رسول الله (ص) على الجزية وانصرفوا - ( تفسير القمي - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 104 ).

- الشيخ في أماليه : أخبرنا جماعة عن أبي المفضل ، قال : حدثني أبو العباس أحمد بن سعيد بن عبد الرحمن الهمداني بالكوفة ، قال : حدثنا محمد بن المفضل بن إبراهيم بن قيس الأشعري ، قال : حدثني علي بن حسان الواسطي ، قال : حدثني عبد الرحمن بن كثير ، عن جعفر بن محمد عن أبيه عن جده علي بن الحسين (ع) عن عمه الحسن (ع) قال : قال الحسن : قال الله تعالى لمحمد (ص) حين جحده كفرة الكتاب وحاجوه ( فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين ) فأخرج رسول الله (ص) من الأنفس معه أبي ومن البنين أنا وأخي ومن النساء فاطمة أمي من الناس جميعا فنحن أهله ودمه ونفسه ونحن منه وهو منا - ( الطوسي - الأمالي - رقم الصفحة : ( 564 ).

- تفسير القمي : حدثني أبي عن عبد الله بن ميمون القداح عن أبي عبد الله (ع) ، قال : ( كان عند فاطمة عليها السلام شعير ، فجعلوه عصيدة ، فلما أنضجوها ووضعوها بين أيديهم جاء مسكين ، فقال المسكين : رحمكم الله أطعمونا مما رزكم الله ، فقال علي (ع) وأعطاه ثلثها ، فلم يلبث أن جاء يتيم فقال اليتيم : رحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله فقام علي (ع) وأعطاه الثلث الثاني ثم جاء أسير فقال الأسير : رحمكم الله أطعمونا مما رزقكم الله فقام علي (ع) وأعطاه الثلث الباقي ، وما ذاقوها فأنزل الله فيهم هذه الآية : ( ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا ) إلى قوله تعالى : ( وكان سعيكم مشكورا ) في أمير المؤمنين (ع) وهي جارية في كل مؤمن فعل مثل ذلك لله عز وجل - ( تفسير القمي - الجزء ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 398 ).

- الكليني : علي بن إبراهيم عن أبيه عن محمد بن أبي عمير عن إبن أذينة عن بريد العجلي عن أبي جعفر (ع) في قول الله عز وجل : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) ، فقال رسول الله (ص) المنذر ، ولكل زمان منا هاد يهديهم إلى ما جاء به النبي (ص) ثم الهداة من بعد علي (ع) ثم الأوصياء واحدا بعد واحد ) - ( الكليني - الكافي - الجزء : ( 1 ) - رقم الصفحة : ( 191 ).

- الشيخ الصدوق في كمال الدين : حدثنا أبي ( ر ) ، قال: حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن أبيه عن إبن أبي عمير عن إبن أذينة عن بريد العجلي قال : قلت لأبي جعفر (ع) : ( إنما أنت منذر ولكل قوم هاد ) فقال : المنذر رسول الله (ص) وعلي (ع) الهادي ، وفي كل وقت وزمان إمام منا يهديهم إلى ما جاء به رسول الله (ص) - ( الصدوق - كمال الدين - رقم الصفحة : ( 667 ).

- الصفار في بصائر الدرجات : عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن محبوب عن أبي حمزة الثمالي قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : دعا رسول الله (ص) بطهور فلما فرغ أخذ بيد علي (ع) فألزمها يده ثم قال : ( إنما أنت منذر ) ثم ضم يده إلى صدره ، وقال : ( ولكل قوم هاد ) ثم قال : يا علي أنت أصل الدين ومنار الإيمان وغاية الهدى وقائد الغر المحجلين أشهد لك بذلك ) - ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة : ( 50 ).

- الصفار في بصائر الدرجات : حدثنا أحمد بن محمد عن إبن أبي عمير عن جميل والحسن بن راشد عن أبي عبد الله (ع) في قول الله تبارك وتعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ) ، قال : فقال بولاية أمير المؤمنين - ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة : ( 92 ).

- تاويل الآيات : حدثنا محمد بن همام ، عن عبد الله بن جعفر عن الحسن بن موسى عن علي بن حسان عن عبد الرحمن عن أبي عبد الله جعفر بن محمد (ع) قال : ( قال الله سبحانه وتعالى : ( ألم نشرح لك صدرك ) بعلي ( ووضعنا عنك وزرك @ الذي أنقض ظهرك ...فإذا فرغت ) من نبوتك ( فانصب ) عليا وصيا ( وإلى ربك فارغب ) في ذلك ) - ( شرف الدين - تأويل الآيات - الجزء : ( 2 ) - رقم الصفحة : ( 811 ).


الصدوق - الأمالي - رقم الصفحة ( 655 )
- الشيخ الصدوق في أماليه : حدثنا أبي ( ر ) ، قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، قال : حدثنا أحمد بن محمد بن خالد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمد ، عن آبائه ، عن أمير المؤمنين (ع) قال : قال لي رسول الله (ص) على منبره : يا علي : إن الله عز وجل وهب لك حب المساكين والمستضعفين في الأرض ، فرضيت بهم إخواناً ، ورضوا بك إماماً ، فطوبى لمن أحبك وصدق عليك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، يا علي : أنت العالم العلم لهذه الأمة ، من أحبك فاز ، ومن أبغضك هلك ، يا علي : أنا مدينة العلم ، وأنت بابها ، وهل تؤتى المدينة إلا من بابها ، يا علي أهل مودتك كل أواب حفيظ ، وكل ذي طمر لو أقسم على الله لأبر قسمه ، يا علي : إخوانك كل طاهر زاك زكي مجتهد ، يحب فيك ، ويبغض فيك ، محتقر عند الخلق ، عظيم المنزلة عند الله عز وجل ، يا علي : محبوك جيران الله في دار الفردوس ، لا يأسفون على ما خلفنا من الدنيا ، يا علي : أنا ولي لمن واليت ، وأنا عدو لمن عاديت ، يا علي : من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، يا علي : إخوانك ذبل الشفاه ، تُعرف الرهبانية في وجوههم ، يا علي : إخوانك يفرحون في ثلاثة مواطن : عند خروج أنفسهم وأنا شاهدهم وأنت ، وعند المساءلة في قبورهم ، وعند العرض الأكبر ، وعند الصراط إذا سئل الخلق عن إيمانهم فلم يجيبوا ، يا علي : حربك حربي ، وسلمك سلمي ، وحربي حرب الله ، ومن من سالمك فقد سالمني ، ومن سالمني فقد سالم الله عز وجل ، يا علي : بشر إخوانك ، فإن الله عز وجل قد رضي عنهم إذ رضيك لهم قائداً ، ورضوا بك ولياً ، يا علي : أنت أمير المؤمنين ، وقائد الغر المحجلين ، يا علي : شيعتك المنتجبون ، ولولا أنت وشيعتك ما قام لله عز وجل دين ، ولولا من في الأرض منكم لما أنزلت السماء قطرها ، يا علي : لك كنز في الجنة ، وأنت ذو قرنيها ، وشيعتك تعرف بحزب الله عز وجل ، يا علي : أنت وشيعتك القائمون بالقسط ، وخيرة الله من خلقه ، يا علي : أنا أول من ينفض التراب عن رأسه ، وأنت معي ، ثم سائر الخلق ، يا علي : أنت وشيعتك على الحوض تسقون من أحببتم ، وتمنعون من كرهتم ، وأنتم الآمنون يوم الفزع الأكبر في ظل العرش ، يفزع الناس ولا تفزعون ، ويحزن الناس ولا تحزنون ، فيكم نزلت هذه الآية : ( إن الذين سبقت لهم منا الحسنى أولئك عنها مبعدون ) ، وفيكم نزلت : ( لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) ، يا علي : أنت وشيعتك تطلبون في الموقف وأنتم في الجنان تتنعمون ، يا علي : إن الملائكة والخزان يشتاقون إليكم ، وإن حملة العرش والملائكة المقربين ليخصونكم بالدعاء ، ويسألون الله لمحبيكم ، ويفرحون بمن قدم عليهم منكم كما يفرح الأهل بالغائب القادم بعد طول الغيبة ، يا علي : شيعتك الذي يخافون الله في السر ، وينصحونه في العلانية ، يا علي : شيعتك الذين يتنافسون في الدرجات ، لأنهم يلقون الله عز وجل وما عليهم من ذنب ، يا علي : أعمال شيعتك ستعرض علي في كل جمعة ، فأفرح بصالح ما يبلغني من أعمالهم ، وأستغفر لسيئاتهم ، يا علي : ذكرك في التوراة ، وذكر شيعتك قبل أن يخلقوا بكل خير ، وكذلك في الإنجيل فسل أهل الإنجيل وأهل الكتاب عن ( إليا ) يخبروك ، مع علمك بالتوارة والإنجيل وما أعطاك الله عز وجل من علم الكتاب ، وإن أهل الإنجيل ليتعاظمون ( إليا ) ، وما يعرفونه ، وما يعرفون شيعته ، وإنما يعرفونهم بما يجدونه في كتبهم ، يا علي : إن أصحابك ذكرهم في السماء أكبر وأعظم من ذكر أهل الأرض لهم بالخير ، فليفرحوا بذلك ، وليزدادوا اجتهادا ، يا علي : إن أرواح شيعتك لتصعد إلى السماء في رقادهم ووفاتهم ، فتنظر الملائكة إليها كما ينظر الناس إلى الهلال شوقاً إليهم ، ولما يرون من منزلتهم عند الله عز وجل ، يا علي : قل لأصحابك العارفين بك يتنزهون عن الأعمال التي يفارقها عدوهم ، فما من يوم وليلة إلا ورحمة من الله تبارك وتعالى تغشاهم ، فليجتنبوا الدنس ، يا علي : اشتد غضب الله عز وجل على من قلاهم وبرأ منك ومنهم ، واستبدل بك وبهم ، ومال إلى عدوك ، وتركك وشيعتك ، واختار الضلال ، ونصب الحرب لك ولشيعتك ، وأبغضنا أهل البيت ، وأبغض من والاك ونصرك واختارك ، وبذل مهجته وماله فينا ، يا علي : أقرئهم مني السلام ، من لم أر منهم ولم يرني ، وأعلمهم أنهم إخواني الذين أشتاق إليهم ، فليلقوا علمي إليّ ، يبلغ القرون من بعدي ، وليتمسكوا بحبل الله ، وليعتصموا به ، وليجتهدوا في العمل ، فإنا لا نخرجهم من هدى إلى ضلالة ، وأخبرهم أن الله عز وجل عنهم راض ، وأنه يباهي بهم ملائكته ، وينظر إليهم في كل جمعة برحمته ، ويأمر الملائكة أن تستغفر لهم ، يا علي : لا ترغب عن نصرة قوم يبلغهم أو يسمعون أني أحبك فأحبوك لحبي إياك ، ودانوا الله عز وجل بذلك ، وأعطوك صفو المودة في قلوبهم ، واختاروك على الآباء والإخوة والأولاد ، وسلكوا طريقك وقد حملوا على المكاره فينا ، فأبوا إلا نصرنا ، وبذل المهج فينا مع الأذى وسوء القول ، وما يقاسونه من مضاضة ذلك ، فكن بهم رحيماً ، واقنع بهم ، فإن الله عز وجل اختارهم بعلمه لنا من بين الخلق ، وخلقهم من طينتنا ، واستودعهم سرنا ، وألزم قلوبهم معرفة حقنا ، وشرح صدورهم ، وجعلهم مستمسكين بحبلنا ، لا يؤثرون علينا من خالفنا مع ما يزول من الدنيا عنهم ، أيدهم الله ، وسلك بهم طريق الهدى فاعتصموا به ، فالناس في غمة الضلال متحيرون في الأهواء ، عموا عن الحجة وما جاء من عند الله عز وجل ، فهم يصبحون ويمسون في سخط الله ، وشيعتك على منهاج الحق والاستقامة ، لا يستأنسون إلى من خالفهم ، وليست الدنيا منهم ، وليسوا منها ، أولئك مصابيح الدجى ، أولئك مصابيح الدجى ، أولئك مصابيح الدجى .

الشيخ الطوسي - الفهرست - رقم الصفحة ( 20 / 27 )

‹ صفحة 20 ›

- لأجل ذلك جعلنا فصلا في هذا الكتاب للبحث عن طرق الشيخ إلى الأصحاب وذكر صحتها وضعفها 1 ، جعلنا مبنى البحث ما قاله الرجالي الكبير العلامة الخوئي قدس الله اسراره الزكية في معجمه ، اما عدلنا عن مبناه في مواضع وسلكنا مبنى شيخنا آية الله الميرزا جواد التبريزي حفظه الله فيها . نذكر مسلكنا في البحث عن الطرق تحت أمور :

1 - مشايخ الشيخ الذي أكثر منهم الرواية عبارة عن الشيخ المفيد والحسين بن عبيد الله الغضائري وأحمد بن عبدون وإبن أبي جيد وأحمد بن محمد بن موسى إبن صلت الأهوازي ، والأولين منهم ثقة ، اما في غيرهم لا يوجد توثيق ، اما هم ثقة على الأظهر ، لانهم من مشايخ النجاشي ومشايخه ثقات - على ما هو التحقيق .

2 - اعتمد العلامة الخوئي قدس سره لتوثيق من كان في اسناد كامل الزيارات وتفسير القمي ، اما كامل الزيارات فقد عدل عن هذا المبنى قدس الله نفسه في أواخر عمره الشريف ، واما تفسير القمي فبسبب

‹ هامش ص 20 › 1 - المراد بالصحة والضعف هنا ليس ما يجري في اصطلاح المتأخرين ، بل المراد بهما الاعتبار وعدمه وإذا قلنا الطريق صحيح فمعناه معتبر وحجة ، وإن كان بعض رواته حسنا أو موثقا ، وان قلنا إنه ضعيف فمعناه انه ليس بحجة ، وذكرنا في أكثر الموارد دليل الضعف من ضعف الرواة أو جهالتهم أو ارسال الرواية.


‹ صفحة 21 ›

الاضطراب والاختلاف في الأسانيد الموجودة في إطاره تطمئن النفس انه ليس لعلي بن إبراهيم نفسه ، بل مؤلف عن عدة تفاسير . ولهذا عدلنا عن مبنى هذا السيد المعظم ، كما وقع لعلي بن إسماعيل إبن عيسى ، في ترجمة بسطام بن الزيات ، الرقم : 132 ، ولعبد الرحمان بن حماد في ترجمة موسى بن عمر ، الرقم : 726 .

3 - اعتمدنا على رجال كانوا معروفين في زمانهم ولم يثبت في حقهم ذم ولا جرح ، لأنه يكفي في الوثاقة والعدالة حسن الظاهر ، وإذا كان شخص في زمان في غاية الاشتهار ووجد في حقه ذم وجرح لشاع ، ومع عدم القدح فيهم ثبت وثاقتهم . هذا إبراهيم بن هاشم الذي لا يوجد في الرواة على اختلاف طبقاتهم من يدانيه في كثرة الرواية ، وقد روى عن مشايخ كثيرة يبلغ عددهم زهاء مائة وستين شخصا ، اما لا يوجد في حقه توثيق من المشايخ ، ولهذا قيل بعدم اعتباره ، اما من كان حاله بهذه المثابة إذا كان فيه قدح لأشتهر وبان . ولهذا قلنا بصحة طرق كان فيه بعض هؤلاء المعاريف ، كإبراهيم بن هاشم والحسين بن يزيد النوفلي وعلي بن محمد بن الزبير القرشي

‹ هامش ص 21 › 1 - يشهد بكونه من المعارف قول النجاشي في ترجمة علي بن الحسين بن فضال حيث قال : ( رأيت جماعة من شيوخنا يذكرون الكتاب المنسوب إلى علي بن الحسين بن فضال المعروف بأصفياء أمير المؤمنين (ع) ، ويقولون انه موضوع عليه لا أصل له ، والله العالم ، قالوا : وهذا الكتاب الصق روايته إلى أبي العباس بن عقدة وإبن الزبير ولم نرى أحدا ممن روى عن هذين الرجلين يقول : قرأته على الشيخ ، غير أنه يضاف إلى كل رجل منهما بالإجازة حسب ) ، وقراءة الكتب عليهما واخذ الإجازة منهما دليل على اعتبارهما وكونهما من المعروفين .


‹ صفحة 22 ›

والقاسم بن يحيى الجوهري 1 وأحمد بن محمد بن يحيى العطار 4 .

4 - ذكر الشيخ في طرقه إلى الأصحاب انه روى كتبه عن حميد ، اما لم يذكر في بعض الأحيان طريقه إليه ، وطرقه إلى حميد التي ذكرها في الفهرست كلها ضعيفة ، نعم طريقه إلى كتاب حميد نفسه - الذي ذكره في المشيخة - صحيح .

5 - يمكن تصحيح بعض طرق الشيخ بتبديل السند ، بأحد هذه الوجوه : الف - روى الشيخ بعض كتب الأصحاب بطريق ضعيف ، اما في طريقه إليه الصدوق ، وله طريق صحيح إلى صاحب الكتاب ، فيمكن تصحيح السند بهذا الوجه . كما في طريقه إلى حفص بن غياث ، الرقم : 242 ، لان في طريق الشيخ إليه محمد بن حفص ، وهو لم يثبت توثيقه ، اما ان الشيخ يروي كتاب حفص بطريقه عن الصدوق ، فإذا كان طريق الصدوق إليه صحيحا - كما هو كذلك - كان طريق الشيخ إليه أيضا صحيحا ، وإن كان الطريق المذكور في الفهرست ضعيفا 3 . كذلك طريق الشيخ إلى عمر بن محمد بن يزيد ضعيف في الفهرست ، لان محمد بن عمر بن يزيد الواقع في طريقه لم يرد فيه توثيق ، الا انه

‹ هامش ص 22 › 1 - يؤيد وثاقته حكم الصدوق بصحة ما رواه في زيارة الحسين (ع) عن الحسن بن راشد وفي طريقه إليه القاسم بن يحيى ، بل ذكر ان هذه الزيارة أصح الزيارات عنده رواية ، الفقيه في زيارة قبر أبي عبد الله (ع) ، الحديث : 1614 و 1615 . 2 - استند العلامة الخوئي لتوثيق النوفلي والقاسم بن يحيى بوجودهما في اسناد كامل الزيارات ، وقال بتضعيف إبن الزبير وأحمد بن محمد بن يحيى . 3 - يمكن تصحيح طريق الشيخ إليه هنا بوجه آخر ، لان الشيخ قال : له كتاب معتمد ، مع أن رواية ابنه محمد ، فهذا يدل على الاعتماد بقول محمد لا محالة .


‹ صفحة 23 ›

لا مناص من الحكم بصحة طريقه أيضا ، فان الشيخ روى كتاب عمر بن يزيد عن طريق الصدوق بواسطة شيخه أبي عبد الله المفيد ، والمفروض ان طريق الصدوق إلى عمر بن يزيد صحيح ، فيكون طريق الشيخ إليه أيضا صحيحا . ب - ذكر الشيخ في الفهرست إلى أحمد بن محمد بن عيسى طريقين كلاهما ضعيف ، أحدهما بأحمد بن محمد بن يحيى - ان لم نقل باعتباره كما قلنا به - والاخر بأحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد ، وله أيضا طرق في المشيخة في كل طريق يذكر جملة مما رواه ، وقد يتخيل ان بعض تلك الطرق ضعيف بأحمد بن محمد بن يحيى ، وحينئذ يتوقف في كل ما يرويه في التهذيب عن أحمد بن محمد بن عيسى ، لاحتمال أن يكون ما يرويه من جملة ما يرويه بواسطة أحمد بن محمد بن يحيى ، نعم إذا كانت روايته عن نوادر أحمد بن محمد بن عيسى فلا يتوقف فيها لان طريقه إليها صحيح . ولكن ذلك بمكان من الفساد ، والوجه في ذلك ، هو ان الجملة التي يرويها الشيخ عن أحمد بن محمد بن عيسى بواسطة أحمد بن محمد بن يحيى انما يرويه عنه عن أبيه عن محمد بن علي بن محبوب عن أحمد بن محمد بن عيسى الأشعري ، وقد ذكر في الفهرست في ترجمة محمد بن علي بن محبوب ان جميع ما رواه عن محمد بن علي بن محبوب بواسطة أحمد بن محمد بن يحيى عن أبيه عنه ، فله إليها طريقان آخران : أحدهما ضعيف بابي المفضل وإبن بطة ، وثانيهما صحيح ، وهو ما يرويه عن جماعة عن محمد بن علي بن الحسين عن أبيه ومحمد بن الحسن عن أحمد بن إدريس عنه . وعليه يكون طريق الشيخ إلى جميع رواياته عن أحمد بن محمد بن


‹ صفحة 24 ›
عيسى صحيحا في المشيخة ، فلا وجه للتوقف في رواياته عن أحمد بن محمد بن عيسى . ج - في طريق الشيخ إلى علي بن الحسن بن فضال علي بن محمد بن الزبير ، وقيل بعدم توثيقه ، اما قلنا بأنه من المعاريف ولم يوجد قدح فيه ، وهو كاف في التوثيق ، اما ان قلنا بتضعيفه يمكن تصحيح طريق الشيخ إليه بوجه آخر ، وهو : الظاهر من كلام الشيخ هنا : ( أخبرنا بجميع كتبه قراءة عليه أكثرها والباقي اجازة أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير سماعا وإجازة عنه ) ، وكلام النجاشي 1 : ( قرأ أحمد بن الحسين كتاب الصلاة و . . . على أحمد بن عبد الواحد في مدة سمعتها معه ، وقرأت انا كتاب الصيام عليه في مشهد العتيقة عن إبن الزبير عن علي بن الحسن ، وأخبرنا بسائر كتب إبن فضال بهذا الطريق ، وأخبرنا محمد بن جعفر في آخرين عن أحمد بن محمد بن سعيد عن علي بن الحسن بكتبه ) ، انهما جلسا مجلسا واحدا وقرأ على أحمد بن عبدون ، اما يوجد للنجاشي طريق آخر إلى إبن فضال ، وهو بطريق محمد بن جعفر النحوي الثقة ، فعليه كل روايات الشيخ عن إبن فضال صار معتبرا بهذا الطريق . إذ لا يحتمل أن يكون ما اخبره شخص واحد كالغضائري أو أحمد بن عبدون مثلا للنجاشي مغايرا لما أخبر به الشيخ ، فإذا كان ما اخبرهما به واحدا وكان طريق النجاشي إليه صحيحا حكم بصحة ما رواه الشيخ عن ذلك الكتاب لا محالة ، ويستكشف من تغاير الطريق ان الكتاب الواحد روى بطريقين ، قد ذكر الشيخ أحدهما وذكر النجاشي الاخر .

‹ هامش ص 24 › 1 - رجال النجاشي : 257 ، الرقم : 676 .


‹ صفحة 25 ›

د - ذكر الشيخ في الفهرست طريقين إلى إبن أبي عمير بجميع كتبه ورواياته ، أحدهما صحيح ، وبهذا يمكن تصحيح ما روى الشيخ عن إبن أبي عمير بسند ضعيف . منهجنا في التحقيق : انتهجت في تصحيح الكتاب وتحقيقه أمورا : 1 - مقابلة النسخة المطبوعة مع النسخة الخطية العتيقة ، المحفوظة في مكتبة الملك بطهران ، المرقمة برقم : 5805 ، التي تقع في 117 ورقة ، ويرجع تاريخ كتابتها إلى القرن الحادي عشر ، وقد سقط ورقة من أولها وورقات من آخرها . 2 - جعلنا متن الكتاب من أوله إلى آخره ما كان من الأسامي صحيحا ، لوجود السقط والتحريف في النسخة المطبوعة والخطية ، وأشرنا إلى اختلاف النسخ في الحواشي مع التنبيه غالبا على صحة ما أثبتناه ، لوجوده في سائر الكتب الرجالية أو التاريخية أو الحديثية . 3 - في النسخ المطبوعة منه اغلاط كثيرة من التحريف والتصحيف ، اما ما هو المطبوع في كلكته سنة 1271 ، الذي في هامشه نضد الايضاح لاية الله العلامة الحلي ، تأليف علم الهدى محمد إبن المحقق الفيض الكاشاني المتوفي بعد سنة 1112 ، هذا المطبوع - مضافا بأنه ليس كتاب الفهرست نفسه - مشحون بالأغلاط ، وقد أسقطت منه تراجم مهمة تنوف على العشرة . اما ما هو المطبوع في النجف الأشرف على ساكنه آلاف التحية والسلام ، مع تحقيق السيد محمد صادق بحر العلوم ، وفي هذه الطبعة أيضا اغلاط ، وحيث انها يوجد في بعض المعاجم أيضا ، أشرنا إلى بعضها :


‹ صفحة 26 ›

الف - سقط منه بعض التراجم ، كترجمة عبد الله بن مسكان ، وهو موجود في أكثر النسخ . ب - يوجد كثيرا الخلط بين : ( بن ) ، و ( عن ) ، وبين ( و ) و ( عن ) ، فقد ذكر في ترجمة عبد الله بن سنان رواية إبراهيم بن هاشم عن يعقوب بن يزيد ، وهما في طبقة واحدة ، فراجع . وذكر في ترجمة علي بن الفضل ، حيث ذكر رواية أحمد بن ميثم عن إبن نعيم ، والصحيح انها محمد بن ميثم بن أبي نعيم . وذكر في ترجمة حفص بن غياث رواية الصدوق عن أبيه ومحمد بن الحسين عن سعد والحميري ومحمد بن الوليد عن محمد بن الحفص عن أبيه ، وفي هذه العبارة سهو من جهتين : الأولى : ان محمد بن الحسين تصحيف والصحيح انه محمد بن الحسن وهو إبن الوليد ، والثانية : ان محمد بن الوليد هو الخزاز ، وهو شيخ الحميري وسعد ، والصحيح : ( سعد والحميري عن محمد بن الوليد ) ، فراجع . وذكر في ترجمة إدريس بن زياد رواية أبي طالب الأنباري عن حميد إبن أبي ميثم ، والصحيح : ( عن حميد عن أحمد بن ميثم ) . ج - ذكر في ترجمة آدم بياع اللؤلؤ رواية حميد عن القاسم بن إسماعيل القرشي عن أبي محمد عن آدم ، وجرى الكلام في المراد بابي محمد - كما في معجم رجال الحديث وغيره من المعاجم - والصحيح ان أبا محمد كنية لقاسم بن إسماعيل ، وكلمة ( عن ) زائدة هنا ، راجع هامش ما ذكرناه في هذا المقام . د - ذكر في ترجمة إبراهيم بن هراسة رواية إبن بطة عن أبي عبد الله محمد بن القاسم ( عن أبي عبد الله محمد عن أبي القاسم خ ل ) عن إبراهيم


‹ صفحة 27 ›

إبن هراسة ، فوقع البحث عن المراد بمحمد بن القاسم ، والصحيح انه أبو عبد الله محمد بن أبي القاسم ، وهو المعروف بماجيلويه ، كما لا يخفى على المتتبع في كلام الشيخ في سائر المواضع . ه‍ - ذكر في ترجمة عبد الله بن يحيى الكاهلي رواية إبن أبي جيد عن إبن الوليد عن الصفار عن البزنطي ، والصفار لا يروي عن البزنطي الا بواسطة أحمد بن محمد ، وهو ساقط من المطبوعة . ذكر في موارد - كما في ترجمة عمر بن أذينة ومعاوية بن وهب البجلي - رواية الصدوق عن محمد بن الحسن الصفار عن إبن أبي الخطاب ، والصدوق لا يمكن روايت

الشيخ الطوسي - الفهرست - رقم الصفحة ( 106 )

- [ 200 ] 40 - الحسن بن راشد 1 . له كتاب الراهب والراهبة ، أخبرنا به إبن أبي جيد ، عن محمد بن الحسن إبن الوليد ، عن محمد بن أبي القاسم ماجيلويه ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد .

‹ هامش ص 106 › 1 - هو الحسن بن راشد مولى بني العباس كوفي ، ذكره الشيخ في رجاله : 181 ، الرقم : 2172 ، الرقم 4973 . لا ينبغي الريب في أنه غير ما ذكره سابقا ، فان هذا لم يدرك الرضا (ع) وروى عنه حفيده القاسم بن يحيى الذي هو من أصحاب الرضا (ع) - على ما ذكره الشيخ في رجاله - وروى عن القاسم أحمد بن أبي عبد الله وأحمد بن محمد بن عيسى - كما في رجال الشيخ : 436 ، الرقم : 6245 وكما يأتي في هذا الكتاب - والطفاوي - الذي مر ذكره - كان من أصحاب الرضا (ع) ، راجع معجم رجال الحديث 4 : 322 . 2 - عنونه النجاشي في رجاله : 48 ، الرقم : 100 ، وفيه : ( الحسن بن علي بن أبي عقيل .

السيد الخوئي - معجم رجال الحديث - الجزء ( 15 ) - رقم الصفحة ( 67 / 70 )

‹ صفحة 67 ›

9 - القاسم بن يحيى : قال النجاشي : القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد . أخبرنا الحسين بن عبيد الله ، قال : حدثنا الحسين بن علي بن سفيان ، قال : حدثنا أحمد بن إدريس ، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيى ، عن محمد بن عيسى بن عبيد الله ، عن القاسم بن يحيى ، بكتابه .

‹ صفحة 68 ›
وقال الشيخ ( 576 ) : القاسم بن يحيى الراشدي ، له كتاب ، فيه آداب أمير المؤمنين (ع) ، أخبرنا به جماعة ، عن أبي المفضل ، عن إبن بطة ، عن أحمد بن أبي عبد الله ، عنه ، وأخبرنا به إبن أبي جيد ، عن إبن الوليد ، عن الصفار ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عنه . وعده في رجاله ( تارة ) من أصحاب الرضا (ع) ( 2 ) ، قائلا : القاسم إبن يحيى بن الحسن ، ( وأخرى ) فيمن لم يرو عنهم (ع) ( 6 ) ، قائلا : القاسم بن يحيى ، روى عنه أحمد بن محمد بن عيسى . وقال إبن الغضائري : القاسم بن يحيى بن الحسن بن راشد مولى المنصور ، روى عن جده ، ضعيف . روى عن جده الحسن بن راشد ، وروى عنه محمد بن خالد البرقي . كامل الزيارات : الباب 1 ، في ثواب زيارة رسول الله (ص) ، الحديث 1 . وطريق الصدوق إليه : أبوه ، ومحمد بن الحسن - ( ر ) - ، عن سعد بن عبد الله والحميري جميعا ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، وإبراهيم بن هاشم جميعا ، عن القاسم بن يحيى . والطريق كطريق الشيخ إليه صحيح . بقي هنا أمران : الأول : أنه لا يبعد القول بوثاقة القاسم بن يحيى لحكم الصدوق بصحة ما رواه في زيارة الحسين (ع) ، عن الحسن بن راشد ، وفي طريقه إليه : القاسم بن يحيى ، بل ذكر أن هذه الزيارة أصح الزيارات عنده رواية . الفقيه : في زيارة قبر أبي عبد الله (ع) ، الحديث ( 1614 و 1615 ) ، حيث إن في جملة الروايات الواردة في الزيارات ما تكون معتبرة سندا ، ومقتضى حكمه مطلقا بأن هذه أصح رواية يشمل كونها أصح من جهة السند أيضا ، ولا يعارضه تضعيف إبن الغضائري لما عرفت من عدم ثبوت نسبة الكتاب إليه .

‹ صفحة 69 ›

الثاني : أن القاسم بن يحيى لم توجد له رواية عن المعصوم سلام الله عليه بلا واسطة ، فصح عد الشيخ إياه فيمن لم يرو عنهم (ع) ، وأما عده في أصحاب الرضا (ع) ، فلا بد وأن يكون من جهة المعاصرة فقط . طبقته في الحديث وقع بعنوان القاسم بن يحيى في إسناد كثير من الروايات تبلغ اثنين وثمانين موردا . وقد روى في جميع ذلك عن جده الحسن بن راشد . وروى عنه إبراهيم بن هاشم ، وأحمد بن أبي عبد الله ، وأحمد بن أبي عبد الله البرقي ، وأحمد بن محمد ، وأحمد بن محمد البرقي ، وأحمد بن محمد بن خالد ، وأحمد إبن محمد بن عيسى ، ومحمد بن عيسى ، والبرقي . ثم روى الشيخ بسنده ، عن محمد بن خالد البرقي ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد . التهذيب : الجزء 6 ، باب فضل زيارته ( أمير المؤمنين ) (ع) ، الحديث 44 . ورواها بعينها أيضا في باب فضل زيارته ( الحسن بن علي بن أبي طالب ) (ع) ، الحديث 84 ، إلا أن فيه : محمد بن خلف ، بدل محمد بن خالد البرقي ، والصحيح ما في المورد الأول الموافق للوافي والوسائل وكامل الزيارات . روى الكليني بسنده ، عن إبراهيم بن هاشم ، وعلي بن محمد القاساني جميعا ، عن القاسم بن يحيى ، عن سليمان بن داود . الكافي : الجزء 7 ، كتاب الشهادات 5 ، باب بعد باب شهادة الواحد ويمين المدعي 9 ، الحديث 1 . كذا في الوسائل أيضا ، ولكن في الطبعة القديمة والمرآة : القاسم بن محمد إبن يحيى . ورواها بعينها الشيخ في التهذيب : الجزء 6 ، باب البينات ، الحديث 695 ،

‹ صفحة 70 ›

وفيه القاسم بن محمد فقط ، وهو الصحيح الموافق للوافي ، ويحتمل أن يكون جد القاسم ، يحيى ، وما في هذه الطبعة من الكافي من باب النسبة إلى الجد .


- كامل الزيارات : ثواب زيارة رسول الله (ص) زيارة أمير المؤمنين والحسن والحسين (ع) : حدثني أبي
رحمه الله ، عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري ، عن أحمد بن محمد بن عيسى عن محمد بن خالد البرقي عن قاسم بن يحيي
عن جده الحسن بن راشد عن عبد الله بن سنان عن أبي عبد الله (ع) قال : بينما الحسين بن علي (ع) في حجر رسول الله (ص) اذ رفع رأسه فقال له : يا أبة ما لمن زارك بعد موتك ، فقال : يا بني من أتاني زائرا بعد موتي فله الجنة ، ومن أتى أباك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتى أخاك زائرا بعد موته فله الجنة ، ومن أتاك زائرا بعد موتك فله الجنة - ( بن قولويه - كامل الزيارات - رقم الصفحة ( 25 ).

- عيون أخبار الرضا : حدثنا أبي ( ر ) ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن عبد الرحمن بن أبي نجران ، قال : سألت أبا جعفر (ع) ما تقول لمن زار أباك قال : الجنة والله - ( الصدوق - عيون أخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 288 ).

- حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( ر ) ، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال : قرأت كتاب أبي الحسن الرضا (ع) : أبلغ شيعتي أن زيارتي تعدل عند الله ألف حجة ، قال : فقلت لأبي جعفر (ع) ابنه : ألف حجة؟ قال : أي والله ألف حجة لمن زاره عارفا بحقه - ( الصدوق - عيون أخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 287 ).

- عيون أخبار الرضا (ع) : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد ( ر ) ، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار ، عن
علي بن حسان ، قال : سئل الرضا (ع) في إتيان قبر أبي الحسن موسى (ع) ، فقال : صلوا في المساجد حوله ، ويجزي في المواضع كلها أن تقول : ( السلام على أولياء الله وأصفيائه السلام على أمناء الله وأحبائه ، السلام على أنصار الله وخلفائه ، السلام على محال معرفة الله ، السلام على مساكن ذكر الله ، السلام على مظهري أمر الله ونهيه ، السلام على الدعاة إلى الله ، السلام على المستقرين في مرضات الله ، السلام على المخلصين في طاعة الله ، السلام على الأدلاء على الله ، السلام على الذين من والاهم فقد والى الله ومن عاداهم فقد عادى الله ومن عرفهم فقد عرف الله ومن جهلهم فقد جهل الله ومن اعتصم بهم فقد اعتصم بالله ومن تخلى عنهم فقد تخلى من الله أشهد الله أني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم مؤمن بسركم وعلانيتكم مفوض في ذلك كله إليكم لعن الله عدو آل محمد من الجن والإنس من الأولين والآخرين وأبرأ إلى الله منهم وصلى الله على محمد وآله الطاهرين ) ، هذا يجزي في الزيارات كلها وتكثر من الصلاة على محمد وآل محمد والأئمة وتسمي واحدا واحدا بأسمائهم وتبرأ من أعدائهم وتخير ما شئت من الدعاء لنفسك وللمؤمنين والمؤمنات - ( الصدوق - عيون أخبار الرضا - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 304 ).

- حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي بكر الحضرمي عن حذيفة بن أسيد الغفار قال : قال رسول الله (ص) ما تكاملت النبوة لنبي في الأظلة حتى عرضت عليه ولايتي وولاية أهل بيتي ومثلوا له فاقروا بطاعتهم وبولايتهم - ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة ( 93 ).

- حدثنا محمد بن الحسين عن صفوان بن يحيي وأحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن صفوان عن إبن مسكان عن حجر بن زايدة عن حمران عن أبي جعفر (ع) في قول الله تعالى : ( يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والأنجيل وما أنزل إليكم من ربكم وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا ) قال هي ولاية أمير المؤمنين (ع) ( الصفار - بصائر الدرجات - رقم الصفحة ( 94 ).

- حدثنا أبي حدثنا أحمد بن أدريس قال حدثنا إبراهيم بن هاشم عن الحسن بن محبوب قال حدثنا علي بن رئاب قال حدثنا موسى بن بكر عن أبي الحسن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه (ع) قال : قال رسول الله (ص) لا تستخفوا بفقراء شيعة علي وعترته من بعده ، فإن الرجل منهم ليشفع في مثل ربيعة ومضر - ( الصدوق - الأمالي - رقم الصفحة ( 383 ).

- حدثنا محمد بن موسى المتوكل قال حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن الحسن بن علي بن يقطين عن أحيه الحسين عن أبيه علي بن يقطين قال وقع الخبر إلى موسى بن جعفر (ع) وعنده جماعة من أهل بيته بما عزم عليه موسى بن المهدي في أمره فقال لأهل بيته بما تشيرون قالوا نرى أن تتباعد عن هذا الرجل وأن تغيب شخصك منه فإنه لا يؤمن شره فتبسم أبو الحسن (ع) ثم قال :
زعمت سخينة أن ستغلب ربها وليغلبن مغلب الغلاب ، ثم رفع يده إلى السماء فقال إلهي كم من عدو شخذ لي ظبة مديته وأرهف لي شباحده وداف لي قواتل سمومه ولم تنم عين حراسته ، فلما رأيت ضعفي عن احتمال الفوادح وعجزي عن ملمات الجوائح صرفت ذلك عني بحولك وقوتك لا بحولي وبقوتي فالقيته في الحفير الذي احتفر لي خائبا مما أمله في دنياه متباعدا مما رجاه في آخرته فلك الحمد على ذلك قدر استحقاقك سيدي اللهم فخذه بعزتك وافلل حده عني بقدرتك واجعل له شغلا فيما يليه وعجزا عما ينويه ، اللهم واعدني عليه عدوي حاضرة تكون من غيظي شفاء ومن حقي عليه وفاء وصل اللهم دعائي بالإجابة وانظم شكاتي (شكايتي) بالتغيير وعرفه عما قليل ما وعدت الظالمين وعرفني ما وعدت في إجابة المضطرين أنك ذو الفضل العظيم والمن الكريم ، قال ثم تفرق القوم فما إجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي - ( الصدوق - الأمالي - رقم الصفحة ( 459 ).

- حدثنا سعد بن عبد الله قال حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى عن الحسين بن سعيد عن حماد بن عيسى عن إبراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر (ع) عن آبائه (ع) قال قال رسول الله (ص) لأمير المؤمنين (ع) اكتب ما أملي عليك ، فقال يا نبي الله أتخاف علي النسيان قال (ص) لست أخاف عليك النسيان ، وقد دعوت الله لك أن يحفظك ولا ينسيك ، ولكن اكتب لشركائك ، قال قلت ومن شركائي يا نبي الله قال الأئمة من ولدك بهم تسقى أمتي الغيث وبهم يستجاب دعاؤهم وبهم يصرف الله عنهم البلاء وبهم ينزل الرحمة من السماء وهذا أولهم وأومى بيده إلى الحسن بن علي (ع) ثم أومى بيده إلى الحسين (ع) ثم قال الأئمة من ولده - ( الصدوق - الأمالي - رقم الصفحة ( 485 ).

- علي بن إبراهيم بن هشام ، عن محمد بن عيسى ، عن يونس ، عن إبن مسكان ، عن محمد بن مسلم قال : سمعت أبا جعفر (ع) يقول : ليس عند أحد من الناس حق ولا صواب ولا أحد من الناس يقضي بقضاء حق إلا ما خرج منا أهل البيت وإذا تشعبت بهم الامور كان الخطاء منهم والصواب من علي (ع) ، صحيح السند - ( الكليني - الكافي - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 399 ).

- عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد عن إبن أبي نصر، عن مثنى ( لا باس به امامي ) ، عن زرارة قال : كنت عند أبي جعفر (ع) فقال: له رجل من أهل الكوفة يسأله عن قول أمير المؤمنين (ع) : سلوني عما شئتم فلا تسألوني عن شئ إلا أنبأتكم به قال : إنه ليس أحد عنده علم شئ إلا خرج من عند أمير المؤمنين (ع) ، فليذهب الناس حيث شاؤوا ، فوالله ليس الامر إلا من ههنا ، وأشار بيده إلى بيته ، حديث حسن - ( الكليني - الكافي - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 399 ).

- عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد ، عن الوشاء ، عن ثعلبة بن ميمون ، عن أبي مريم قال قال : أبوجعفر (ع) لسلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة : شرقا وغربا فلا تجدان علما صحيحا إلا شيئا خرج من عندنا أهل البيت ، صحيح السند - ( الكليني - الكافي - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 399 ).

- محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد ، عن يحيى الحلبي ، عن معلي بن عثمان ، عن أي بصير قال : قال لي : إن الحكم بن عتيبة ممن قال الله : ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين ، صحيح السند - ( الكليني - الكافي - الجزء ( 1 ) - رقم الصفحة ( 399 ).
 

خادم النبي

إنّي لراجٍ من لا يرجى سواه
18 أبريل 2010
48
0
0
السعودية/الدمام
حديث معتبر آخر
معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 126 - 131
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات ، قال : حدثنا محمد بن زياد الأزدي ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال سألته عن قول الله عز وجل : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " ما هذه الكلمات ؟ قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، وهو أنه قال : يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم ، فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله : " أتمهن " ؟ قال يعني أتمهن إلى القائم عليه السلام إثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام . قال المفضل : فقلت له : يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل : " وجعلها كلمة باقية في عقبة " ؟ قال يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة . قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام : إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك ؟ فإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لان الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . ولقول الله تعالى: " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " وجه آخر وما ذكرناه أصله . والابتلاء على ضربين : أحدهما مستحيل على الله - تعالى ذكره - والآخر جائز فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه وهذا مالا يصلح لأنه عز وجل علام الغيوب ، والضرب الاخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز وجل أنه لم يكل أسباب الإمامة الا إلى الكافي المستقل الذي كشفت الأيام عنه بخبره . فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه ، ومنها اليقين وذلك قول الله عز وجل : " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس فاستدل بأفول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه ، ثم علمه عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عز وجل : " فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم " وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي صلى الله عليه وآله لما قال لأمير المؤمنين عليه السلام : " يا علي أول النظرة لك والثانية عليك ولا لك " ، ومنها الشجاعة وقد كشفت الأيام عنه بدلالة قوله عز وجل : " إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين * وتا الله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون " ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عز وجل تمام الشجاعة ، ثم الحلم مضمن معناه في قوله عز وجل : " إن إبراهيم لحليم أواه منيب " ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله : " وأعتزلكم وما تدعون من دون الله - الآية - " ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عز وجل : " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا " ودفع السيئة بالحسنة وذلك لما قال له أبوه : " أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا " فقال في جواب أبيه : " سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا " والتوكل بيان ذلك في قوله : " الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " ، ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله : " رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين " يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز وجل ولا يحكمون بالآراء والمقائس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " أراد في هذه الأمة الفاضلة فأجابه الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام و ذلك قوله : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " ، والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقدف به في النار ، ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل ، ثم المحنة بالأهل حين خلص الله حرمته من عرارة القطبي في الخبر المذكور في هذه القصة ، ثم الصبر على سوء خلق سارة ، ثم استقصار النفس في الطاعة في قوله : " ولا تخزني يوم يبعثون " ثم النزاهة في قوله عز وجل : " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " ، ثم الجمع لأشراط الكلمات في قوله : " إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " فقد جمع في قوله : " محياي ومماتي لله " جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا يعزب عنها عازبة ولا يغيب عن معانيها غائبة ، ثم استجاب الله عز وجل دعوته حين قال : " رب أرني كيف تحيي الموتى " وهذه آية متشابهة معناها : أنه سأل عن الكيفية ، والكيفية من فعل الله عز وجل متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ولا عرض في توحيده نقص ، فقال الله عز وجل : " أولم تؤمن قال بلى " هذا شرط عام من آمن به متى سئل واحد منهم " أولم تؤمن " ؟ وجب أن يقول : " بلى " كما قال إبراهيم ، ولما قال الله عز وجل لجميع أرواح بني آدم : " ألست بربكم قالوا بلى " كان أول من قال " بلى " محمد صلى الله عليه وآله فصار بسبقه إلى " بلى " سيد الأولين والآخرين ، وأفضل النبيين والمرسلين . فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم فقد رغب عن ملته ، قال الله عز وجل : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " ثم اصطفاء الله عز وجل إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة أنه من الصالحين في قوله عز وجل : " ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين " والصالحون هم النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، الآخذين عن الله أمره ونهيه ، والملتمسين للصلاح من عنده ، والمجتنبين للرأي والقياس في دينه في قوله عز وجل : " إذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " ، ثم اقتداء من بعده من الأنبياء عليهم السلام به في قوله : " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وفي قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " وفي قوله عز وجل : " ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل " واشتراط كلمات الامام مأخوذة مما تحتاج إليه الأمة من جهة مصالح الدنيا والآخرة وقول إبراهيم عليه السلام : " ومن ذريتي " " من " حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الإمامة ومنهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر [ أ ] وللمسلم الذي ليس بمعصوم ، فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين ، والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ، ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص ، ثم المعصوم هو الخاص الأخص ولو كان للتخصيص صورة أربى عليه لجعل ذلك من أوصاف الامام وقد سمى الله عز وجل عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده . ولما صح أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالإمامة وجب على محمد صلى الله عليه وآله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عز وجل إليه وحكم عليه بقوله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا " - " الآية " - ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " جل نبي الله عليه السلام عن ذلك ، فقال الله عز وجل : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا " . وأمير المؤمنين عليه السلام أبو ذرية النبي صلى الله عليه وآله ووضع الإمامة فيه ووضعها في ذريته المعصومين بعده . قوله عز وجل : " لا ينال عهدي الظالمين " يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك ، والظلم وضع الشئ في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك ، قال الله عز وجل : " إن الشرك لظلم عظيم " وكذلك لا يصلح للإمامة من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا وإن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ولا تعلم عصمة إلا بنص الله عز وجل عليه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة ترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك ، فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز وجل.


حديث معتبر آخر:


التاسع والخمسون : الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 203 - 205
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن إسحاق بن غالب ، عن أبي عبد الله عليه السلام في خطبة له يذكر فيها حال الأئمة عليه السلام و صفاتهم : أن الله عز وجل أوضح بأئمة الهدى من أهل بيت نبينا عن دينه ، وأبلج بهم عن سبيل منهاجه ، وفتح بهم عن باطن ينابيع علمه ، فمن عرف من أمة محمد صلى الله عليه وآله واجب حق إمامه ، وجد طعم حلاوة إيمانه ، وعلم فضل طلاوة إسلامه ، لان الله تبارك وتعالى نصب الإمام علما لخلقه ، وجعله حجة على أهل مواده وعالمه ، وألبسه الله تاج الوقار ، وغشاه من نور الجبار ، يمد بسبب إلى السماء ، ولا ينقطع عنه مواده ، ولا ينال ما عند الله إلا بجهة أسبابه ، ولا يقبل الله أعمال العباد إلا بمعرفته ، فهو عالم بما يرد عليه من ملتبسات الدجى ، ومعميات السنن ، ومشبهات الفتن ، فلم يزل الله تبارك وتعالى يختارهم لخلقه من ولد الحسين عليه السلام من عقب كل إمام ، يصطفيهم لذلك ويجتبيهم ، ويرضي بهم لخلقه ويرتضيهم ، كل ما مضى منهم إمام نصب لخلقه من عقبه إماما ، علما بينا ، وهاديا نيرا ، وإماما قيما ، وحجة عالما ، أئمة من الله ، يهدون بالحق وبه يعدلون ، حجج الله ودعاته ورعاته على خلقه ، يدين بهديهم العباد وتستهل بنورهم البلاد ، وينمو ببركتهم التلاد ، جعلهم الله حياة للأنام ، ومصابيح للظلام ، ومفاتيح للكلام ، ودعائم للاسلام ، جرت بذلك فيهم مقادير الله على محتومها . فالامام هو المنتجب المرتضى ، والهادي المنتجى ، والقائم المترجى ، اصطفاه الله بذلك واصطنعه على عينه في الذر حين ذرأه ، وفي البرية حين برأه ، ظلا قبل خلق نسمة عن يمين عرشه ، محبوا بالحكمة في علم الغيب عنده ، اختاره بعلمه ، وانتجبه لطهره ، بقية من آدم عليه السلام وخيرة من ذرية نوح ، ومصطفى من آل إبراهيم ، وسلالة من إسماعيل ، وصفوة من عترة محمد صلى الله عليه وآله لم يزل مرعيا بعين الله ، يحفظه ويكلؤه بستره ، مطرودا عنه حبائل إبليس وجنوده ، مدفوعا عنه وقوب الغواسق ونفوث كل فاسق ، مصروفا عنه قوارف السوء ، مبرءا من العاهات ، محجوبا عن الآفات ، ، معصوما من الزلات مصونا عن الفواحش كلها ، معروفا بالحلم والبر في يفاعه ، منسوبا إلى العفاف والعلم والفضل عند انتهائه ، مسندا إليه أمر والده ، صامتا عن المنطق في حياته . فإذا انقضت مدة والده ، إلى أن انتهت به مقادير الله إلى مشيئته ، وجاءت الإرادة من الله فيه إلى محبته ، وبلغ منتهى مدة والده عليه السلام فمضى وصار أمر الله إليه من بعده ، وقلده دينه ، وجعله الحجة على عباده ، وقيمه في بلاده ، وأيده بروحه ، وآتاه علمه ، وأنبأه فصل بيانه ، واستودعه سره ، وانتدبه لعظيم أمره ، وأنبأه فضل بيان علمه ، ونصبه علما لخلقه ، وجعله حجة على أهل عالمه ، وضياء لأهل دينه ، والقيم على عباده ، رضي الله به إماما لهم ، استودعه سره ، واستحفظه علمه ، واستخبأه حكمته واسترعاه لدينه وانتدبه لعظيم أمره ، وأحيا به مناهج سبيله وفرائضه وحدوده ، فقام بالعدل عند تحير أهل الجهل ، وتحيير أهل الجدل ، بالنور الساطع ، والشفاء النافع ، بالحق الأبلج ، والبيان اللائح من كل مخرج ، على طريق المنهج ، الذي مضى عليه الصادقون من آبائه عليهم السلام ، فليس يجهل حق هذا العالم إلا شقي ، ولا يجحده إلا غوي ، ولا يصد عنه إلا جري على الله جل وعلا .

حديث آخر معتبر:
عيون أخبار الرضا (ع) - الشيخ الصدوق - ج 2 - ص 65 - 66
حدثنا علي بن عبد الله الوراق الرازي قال : حدثنا سعد بن عبد الله قال : حدثنا الهيثم بن أبي مسروق النهدي عن الحسين بن علوان عن عمرو بن خالد عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباته عن عبد الله بن عباس قال : سمعت رسول الله ( ص ) يقول انا وعلى والحسن والحسين وتسعه ولد الحسين مطهرون معصومون .

حديث معتبر آخر:
موسوعة أحاديث أهل البيت (ع) - الشيخ هادي النجفي - ج 2 - ص 271
الكليني ، عن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وعلي بن إبراهيم ، عن أبيه جميعا ، عن ابن محبوب ، عن علي بن رئاب قال : سألت أبا عبد الله ( عليه السلام ) عن قول الله عز وجل : ( وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ) أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته ( عليهم السلام ) من بعده هو ما كسبت أيديهم وهم أهل بيت طهارة معصومون ؟ فقال : إن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) كان يتوب إلى الله ويستغفره في كل يوم وليلة مأة مرة من غير ذنب ، إن الله يخص أولياءه بالمصائب ليأجرهم عليها من غير ذنب . الرواية صحيحة الإسناد .

حديث معتر آخر:
معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 383 - 384
حدثنا أبي - رحمه الله - قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير " أرأيت ما أصاب عليا وأهل بيته هو بما كسبت أيديهم وهم أهل بيته طهارة معصومون ؟ فقال : إن رسول الله صلى الله عليه وآله كان يتوب إلى الله عز وجل ويستغفره في كل يوم وليلة مائة مره من غير ذنب.

حديث معتبر آخر:
الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 287 - 290
246 - وبهذا الاسناد (جماعة)، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه ، عن سعد بن عبد الله الأشعري قال : حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري رحمه الله ، أنه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه ، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه ، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها . قال أحمد بن إسحاق : فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه ، فخرج الجواب إلي في ذلك . بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله ، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه ، وتكرر الخطأ فيه ، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه ، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على إحسانه إلينا ، وفضله علينا ، أبى الله عز وجل للحق إلا إتماما ، وللباطل إلا زهوقا ، وهو شاهد علي بما أذكره ، ولي عليكم بما أقوله ، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون ، إنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة ، ولا طاعة ولا ذمة ، وسأبين لكم جملة تكتفون بها إن شاء الله تعالى . يا هذا يرحمك الله إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سدى ، بل خلقهم بقدرته ، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا ، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين ، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته ، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم ، وأنزل عليهم كتابا ، وبعث إليهم ملائكة يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم ، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة ، والآيات الغالبة . فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا ، ومنهم من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا ، ومنهم من أحيى الموتى بإذن الله ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ ، ثم بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين ، وتمم به نعمته ، وختم به أنبياءه ، وأرسله إلى الناس كافة ، وأظهر من صدقه ما أظهر ، وبين من آياته وعلاماته ما بين . ثم قبضه صلى الله عليه وآله وسلم حميدا فقيدا سعيدا ، وجعل الامر [ من ] بعده إلى أخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم إلى الأوصياء من ولده واحدا واحدا ، أحيى بهم دينه ، وأتم بهم نوره ، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقانا بينا يعرف به الحجة من المحجوج ، والامام من المأموم . بأن عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس ، ونزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم بالدلائل ، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمر الله عز وجل كل أحد ، ولما عرف الحق من الباطل ، ولا العالم من الجاهل . وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه ، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه ، أبفقه في دين الله ؟ فوالله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب ، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها ، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوما ، يزعم ذلك لطلب الشعوذة ، ولعل خبره قد تأدى إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه لله عز وجل مشهورة قائمة ، أم بآية فليأت بها ، أم بحجة فليقمها ، أو بدلالة فليذكرها . قال الله عز وجل في كتابه : ( بسم الله الرحمن الرحيم حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) . فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك ، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها ، لتعلم حاله ومقداره ، ويظهر لك عواره ونقصانه ، والله حسيبه . حفظ الله الحق على أهله ، وأقره في مستقره ، وقد أبى الله عز وجل أن تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق ، واضمحل الباطل ، وانحسر عنكم ، وإلى الله أرغب في الكفاية ، وجميل الصنع والولاية ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآل محمد .
 

خادم النبي

إنّي لراجٍ من لا يرجى سواه
18 أبريل 2010
48
0
0
السعودية/الدمام
تصحيح سند هذه الرواية:
الغيبة - الشيخ الطوسي - ص 287 - 290
246 - وبهذا الاسناد (جماعة)، عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه ، عن سعد بن عبد الله الأشعري قال : حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري رحمه الله ، أنه جاءه بعض أصحابنا يعلمه أن جعفر بن علي كتب إليه كتابا يعرفه فيه نفسه ، ويعلمه أنه القيم بعد أخيه ، وأن عنده من علم الحلال والحرام ما يحتاج إليه وغير ذلك من العلوم كلها . قال أحمد بن إسحاق : فلما قرأت الكتاب كتبت إلى صاحب الزمان عليه السلام وصيرت كتاب جعفر في درجه ، فخرج الجواب إلي في ذلك . بسم الله الرحمن الرحيم أتاني كتابك أبقاك الله ، والكتاب الذي أنفذته درجه وأحاطت معرفتي بجميع ما تضمنه على اختلاف ألفاظه ، وتكرر الخطأ فيه ، ولو تدبرته لوقفت على بعض ما وقفت عليه منه ، والحمد لله رب العالمين حمدا لا شريك له على إحسانه إلينا ، وفضله علينا ، أبى الله عز وجل للحق إلا إتماما ، وللباطل إلا زهوقا ، وهو شاهد علي بما أذكره ، ولي عليكم بما أقوله ، إذا اجتمعنا ليوم لا ريب فيه ويسألنا عما نحن فيه مختلفون ، إنه لم يجعل لصاحب الكتاب على المكتوب إليه ولا عليك ولا على أحد من الخلق جميعا إمامة مفترضة ، ولا طاعة ولا ذمة ، وسأبين لكم جملة تكتفون بها إن شاء الله تعالى . يا هذا يرحمك الله إن الله تعالى لم يخلق الخلق عبثا ، ولا أهملهم سدى ، بل خلقهم بقدرته ، وجعل لهم أسماعا وأبصارا وقلوبا وألبابا ، ثم بعث إليهم النبيين عليهم السلام مبشرين ومنذرين ، يأمرونهم بطاعته وينهونهم عن معصيته ، ويعرفونهم ما جهلوه من أمر خالقهم ودينهم ، وأنزل عليهم كتابا ، وبعث إليهم ملائكة يأتين بينهم وبين من بعثهم إليهم بالفضل الذي جعله لهم عليهم ، وما آتاهم من الدلائل الظاهرة والبراهين الباهرة ، والآيات الغالبة . فمنهم من جعل النار عليه بردا وسلاما واتخذه خليلا ، ومنهم من كلمه تكليما وجعل عصاه ثعبانا مبينا ، ومنهم من أحيى الموتى بإذن الله ، وأبرأ الأكمه والأبرص بإذن الله ، ومنهم من علمه منطق الطير وأوتي من كل شئ ، ثم بعث محمدا صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين ، وتمم به نعمته ، وختم به أنبياءه ، وأرسله إلى الناس كافة ، وأظهر من صدقه ما أظهر ، وبين من آياته وعلاماته ما بين . ثم قبضه صلى الله عليه وآله وسلم حميدا فقيدا سعيدا ، وجعل الامر [ من ] بعده إلى أخيه وابن عمه ووصيه ووارثه علي بن أبي طالب عليه السلام ثم إلى الأوصياء من ولده واحدا واحدا ، أحيى بهم دينه ، وأتم بهم نوره ، وجعل بينهم وبين إخوانهم وبني عمهم والأدنين فالأدنين من ذوي أرحامهم فرقانا بينا يعرف به الحجة من المحجوج ، والامام من المأموم . بأن عصمهم من الذنوب ، وبرأهم من العيوب ، وطهرهم من الدنس ، ونزههم من اللبس ، وجعلهم خزان علمه ، ومستودع حكمته ، وموضع سره ، وأيدهم بالدلائل ، ولولا ذلك لكان الناس على سواء ولادعى أمر الله عز وجل كل أحد ، ولما عرف الحق من الباطل ، ولا العالم من الجاهل . وقد ادعى هذا المبطل المفتري على الله الكذب بما ادعاه ، فلا أدري بأية حالة هي له رجاء أن يتم دعواه ، أبفقه في دين الله ؟ فوالله ما يعرف حلالا من حرام ولا يفرق بين خطأ وصواب ، أم بعلم فما يعلم حقا من باطل ، ولا محكما من متشابه ولا يعرف حد الصلاة ووقتها ، أم بورع فالله شهيد على تركه الصلاة الفرض أربعين يوما ، يزعم ذلك لطلب الشعوذة ، ولعل خبره قد تأدى إليكم ، وهاتيك ظروف مسكره منصوبة ، وآثار عصيانه لله عز وجل مشهورة قائمة ، أم بآية فليأت بها ، أم بحجة فليقمها ، أو بدلالة فليذكرها . قال الله عز وجل في كتابه : ( بسم الله الرحمن الرحيم حم * تنزيل الكتاب من الله العزيز الحكيم * ما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وأجل مسمى والذين كفروا عما أنذروا معرضون * قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين * ومن أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة وهم عن دعائهم غافلون * وإذا حشر الناس كانوا لهم أعداء وكانوا بعبادتهم كافرين ) . فالتمس تولى الله توفيقك من هذا الظالم ما ذكرت لك ، وامتحنه وسله عن آية من كتاب الله يفسرها أو صلاة فريضة يبين حدودها وما يجب فيها ، لتعلم حاله ومقداره ، ويظهر لك عواره ونقصانه ، والله حسيبه . حفظ الله الحق على أهله ، وأقره في مستقره ، وقد أبى الله عز وجل أن تكون الإمامة في أخوين بعد الحسن والحسين عليهما السلام ، وإذا أذن الله لنا في القول ظهر الحق ، واضمحل الباطل ، وانحسر عنكم ، وإلى الله أرغب في الكفاية ، وجميل الصنع والولاية ، وحسبنا الله ونعم الوكيل وصلى الله على محمد وآل محمد .
أنا أخطأت فهي أخبرني جماعة عن أبي محمد التلعبكري
فالسند يكون :
بهذا الاسناد (أخبرني جماعة عن أبي محمد التلعبكري) عن أبي الحسين محمد بن جعفر الأسدي رضي الله عنه ، عن سعد بن عبد الله الأشعري قال : حدثنا الشيخ الصدوق أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري رحمه الله.
والجماعة منهم الشيخ المفيد والغضائري رحمهما الله تعالى والدليل:
الفهرست للطوسي : ص 185:
"عمر بن محمد بن سالم بن البراء ، يكنى أبا بكر ، المعروف بابن الجعابي ، ثقة ، خرج إلى سيف الدولة ، فقربه وأدناه واختص به ، وكان حفظة عارفا بالرجال من العامة والخاصة . وله كتب ، أخبرنا بها جماعة من أصحابنا ، منهم الشيخ المفيد رحمه الله والحسين بن عبيد الله وأحمد بن عبدون ، عنه ."انتهى.
1-والشيخ المفيد:
قال عنه النجاشي : شيخنا واستاذنا ( رض ) فضله أشهر من ان يوصف في الفقه والكلام والرواية والثقة والعلم له كتب.
2-أبي محمد التلعكبري:
قال عنه النجاشي : هارون بن موسى بن أحمد بن سعيد أبو محمّد التلعكبري ، من بني شيبان ، كان وجهاً في أصحابنا ثقة ، معتمداً لا يطعن عليه ، له كتب منها كتاب الجوامع في علوم الدين ، كنت أحضر في داره مع ابنه أبي جعفر والناس يقرؤون عليه .
3-محمد بن جعفر الأسدي:
قال عنه النجاشي: محمد بن جعفر بن محمد بن عون الاسدى، أبو الحسين الكوفي: ساكن الرىّ، يقال له محمد بن أبي عبداللّه، كان ثقة، صحيح الحديث.
4-سعد بن عبدالله الأشعري:
قال عنه النجاشي: سعد بن عبد اللّه بن أبي خلف الاشعري القمّي أبو القاسم شيخ هذه الطائفة وفقيهها ووجهها.
وقال عنه الطوسي: سعد بن عبد اللّه القمّي: يكنّى أبا القاسم جليل القدر واسع الاخبار كثير التصانيف ثقة.
5-أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري:
قال عنه الطوسي في رجاله في أصحاب الامام العسكري عليه السلام: أحمد بن إسحاق بن سعد الأشعري قمّي ثقة.
وهو من أوثق الناس وإليكم ما قاله الشيخ المامقاني عنه في حصيلة بحثه:
إنّ من ألمَّ بترجمة الرجل ، علم جلالته ووثاقته من نواحي عديده ، 1 ـ كونه من خاصّة أبي محمّد عليه السلام ، 2 ـ لياقته لرؤية صاحب الزمان روحي فداه ، 3 ـ كونه شيخ القمّيين ، 4 ـ وافد القمّيين ، 5 ـ توثيق الإمام الحسن العسكري عليه السلام له صريحاً ، 6 ـ عناية الإمام العسكري عليه السلام به وارساله الحجّة عجّل الله فرجه له بثوبه إشعاراً له بوفاته ، 7 ـ إتفاق خبراء هذا الفنّ بوثاقته وجلالته ، فهو ثقة ثقة جليل ، ورواياته من جهته من أعلى الصحاح ، فتفطّن.

فالرواية هذه رجالها ثقات إماميين.
 

خادم النبي

إنّي لراجٍ من لا يرجى سواه
18 أبريل 2010
48
0
0
السعودية/الدمام
إضافة حديث آخر معتبر:
الكافي - الشيخ الكليني - ج 1 - ص 269 – 270
محمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد ، عن البرقي ، عن أبي طالب ، عن سدير قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إن قوما يزعمون أنكم آلهة ، يتلون بذلك علينا قرآنا : " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله " فقال : يا سدير سمعي وبصري وبشري ولحمي ودمي وشعري من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة إلا وهو ساخط عليهم ، قال : قلت : وعندنا قوم يزعمون أنكم رسل يقرؤون علينا بذلك قرآنا " يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا إني بما تعملون عليم " فقال : يا سدير سمعي وبصري وشعري وبشري ولحمي ودمي من هؤلاء براء وبرئ الله منهم ورسوله ، ما هؤلاء على ديني ولا على دين آبائي والله لا يجمعني الله وإياهم يوم القيامة الا وهو ساخط عليهم ، قال : قلت : فما أنتم ؟ قال نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة أمر الله ، نحن قوم معصومون ، أمر الله تبارك وتعالى بطاعتنا ونهى عن معصيتنا ، نحن الحجة البالغة على من دون السماء و فوق الأرض .

الحديث حسّنه المجلسي في كتابه مرآة العقول في شرح أخبار آل الرسول، ج‏3، ص: 159
 

خادم النبي

إنّي لراجٍ من لا يرجى سواه
18 أبريل 2010
48
0
0
السعودية/الدمام
معاني الأخبار - الشيخ الصدوق - ص 126 - 131
حدثنا علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق - رضي الله عنه - قال : حدثنا حمزة بن القاسم العلوي العباسي ، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزاري ، قال : حدثنا محمد بن الحسين بن زيد الزيات ، قال : حدثنا محمد بن زياد الأزدي ، عن المفضل بن عمر ، عن الصادق جعفر بن محمد عليهما السلام ، قال سألته عن قول الله عز وجل : " وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات " ما هذه الكلمات ؟ قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب عليه ، وهو أنه قال : يا رب أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي ، فتاب الله عليه إنه هو التواب الرحيم ، فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عز وجل بقوله : " أتمهن " ؟ قال يعني أتمهن إلى القائم عليه السلام إثنا عشر إماما تسعة من ولد الحسين عليه السلام . قال المفضل : فقلت له : يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عز وجل : " وجعلها كلمة باقية في عقبة " ؟ قال يعني بذلك الإمامة جعلها الله في عقب الحسين إلى يوم القيامة . قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف صارت الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن وهما جميعا ولدا رسول الله وسبطاه وسيدا شباب أهل الجنة ؟ فقال عليه السلام : إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين أخوين فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسى ولم يكن لأحد أن يقول : لم فعل الله ذلك ؟ فإن الإمامة خلافة الله عز وجل ليس لأحد أن يقول : لم جعلها الله في صلب الحسين دون صلب الحسن لان الله تبارك وتعالى هو الحكيم في أفعاله لا يسأل عما يفعل وهم يسألون . ولقول الله تعالى: " وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن " وجه آخر وما ذكرناه أصله . والابتلاء على ضربين : أحدهما مستحيل على الله - تعالى ذكره - والآخر جائز فأما ما يستحيل فهو أن يختبره ليعلم ما تكشف الأيام عنه وهذا مالا يصلح لأنه عز وجل علام الغيوب ، والضرب الاخر من الابتلاء أن يبتليه حتى يصبر فيما يبتليه به فيكون ما يعطيه من العطاء على سبيل الاستحقاق ولينظر إليه الناظر فيقتدي به فيعلم من حكمة الله عز وجل أنه لم يكل أسباب الإمامة الا إلى الكافي المستقل الذي كشفت الأيام عنه بخبره . فأما الكلمات فمنها ما ذكرناه ، ومنها اليقين وذلك قول الله عز وجل : " وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين " ومنها المعرفة بقدم بارئه وتوحيده وتنزيهه عن التشبيه حتى نظر إلى الكواكب والقمر والشمس فاستدل بأفول كل واحد منها على حدثه وبحدثه على محدثه ، ثم علمه عليه السلام بأن الحكم بالنجوم خطأ في قوله عز وجل : " فنظر نظرة في النجوم * فقال إني سقيم " وإنما قيده الله سبحانه بالنظرة الواحدة لان النظرة الواحدة لا توجب الخطأ إلا بعد النظرة الثانية بدلالة قول النبي صلى الله عليه وآله لما قال لأمير المؤمنين عليه السلام : " يا علي أول النظرة لك والثانية عليك ولا لك " ، ومنها الشجاعة وقد كشفت الأيام عنه بدلالة قوله عز وجل : " إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون * قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين * قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين * قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين * قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين * وتا الله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين * فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون " ومقاومة الرجل الواحد الوفا من أعداء الله عز وجل تمام الشجاعة ، ثم الحلم مضمن معناه في قوله عز وجل : " إن إبراهيم لحليم أواه منيب " ثم السخاء وبيانه في حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، ثم العزلة عن أهل البيت والعشيرة مضمن معناه في قوله : " وأعتزلكم وما تدعون من دون الله - الآية - " ، والامر بالمعروف والنهي عن المنكر بيان ذلك في قوله عز وجل : " يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا * يا أبت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فاتبعني أهدك صراطا سويا * يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا * يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا " ودفع السيئة بالحسنة وذلك لما قال له أبوه : " أراغب أنت عن آلهتي يا إبراهيم لئن لم تنته لأرجمنك واهجرني مليا " فقال في جواب أبيه : " سلام عليك سأستغفر لك ربي إنه كان بي حفيا " والتوكل بيان ذلك في قوله : " الذي خلقني فهو يهدين * والذي هو يطعمني ويسقين * وإذا مرضت فهو يشفين * والذي يميتني ثم يحيين * والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين " ، ثم الحكم والانتماء إلى الصالحين في قوله : " رب هب لي حكما وألحقني بالصالحين " يعني بالصالحين الذين لا يحكمون إلا بحكم الله عز وجل ولا يحكمون بالآراء والمقائس حتى يشهد له من يكون بعده من الحجج بالصدق بيان ذلك في قوله : " واجعل لي لسان صدق في الآخرين " أراد في هذه الأمة الفاضلة فأجابه الله وجعل له ولغيره من أنبيائه لسان صدق في الآخرين وهو علي بن أبي طالب عليه السلام و ذلك قوله : " وجعلنا لهم لسان صدق عليا " ، والمحنة في النفس حين جعل في المنجنيق وقدف به في النار ، ثم المحنة في الولد حين أمر بذبح ابنه إسماعيل ، ثم المحنة بالأهل حين خلص الله حرمته من عرارة القطبي في الخبر المذكور في هذه القصة ، ثم الصبر على سوء خلق سارة ، ثم استقصار النفس في الطاعة في قوله : " ولا تخزني يوم يبعثون " ثم النزاهة في قوله عز وجل : " ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين " ، ثم الجمع لأشراط الكلمات في قوله : " إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " فقد جمع في قوله : " محياي ومماتي لله " جميع أشراط الطاعات كلها حتى لا يعزب عنها عازبة ولا يغيب عن معانيها غائبة ، ثم استجاب الله عز وجل دعوته حين قال : " رب أرني كيف تحيي الموتى " وهذه آية متشابهة معناها : أنه سأل عن الكيفية ، والكيفية من فعل الله عز وجل متى لم يعلمها العالم لم يلحقه عيب ولا عرض في توحيده نقص ، فقال الله عز وجل : " أولم تؤمن قال بلى " هذا شرط عام من آمن به متى سئل واحد منهم " أولم تؤمن " ؟ وجب أن يقول : " بلى " كما قال إبراهيم ، ولما قال الله عز وجل لجميع أرواح بني آدم : " ألست بربكم قالوا بلى " كان أول من قال " بلى " محمد صلى الله عليه وآله فصار بسبقه إلى " بلى " سيد الأولين والآخرين ، وأفضل النبيين والمرسلين . فمن لم يجب عن هذه المسألة بجواب إبراهيم فقد رغب عن ملته ، قال الله عز وجل : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " ثم اصطفاء الله عز وجل إياه في الدنيا ثم شهادته له في العاقبة أنه من الصالحين في قوله عز وجل : " ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين " والصالحون هم النبي والأئمة صلوات الله عليهم ، الآخذين عن الله أمره ونهيه ، والملتمسين للصلاح من عنده ، والمجتنبين للرأي والقياس في دينه في قوله عز وجل : " إذا قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين " ، ثم اقتداء من بعده من الأنبياء عليهم السلام به في قوله : " ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون " وفي قوله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وآله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين " وفي قوله عز وجل : " ملة أبيكم إبراهيم هو سميكم المسلمين من قبل " واشتراط كلمات الامام مأخوذة مما تحتاج إليه الأمة من جهة مصالح الدنيا والآخرة وقول إبراهيم عليه السلام : " ومن ذريتي " " من " حرف تبعيض ليعلم أن من الذرية من يستحق الإمامة ومنهم من لا يستحقها هذا من جملة المسلمين وذلك أنه يستحيل أن يدعو إبراهيم بالإمامة للكافر [ أ ] وللمسلم الذي ليس بمعصوم ، فصح أن باب التبعيض وقع على خواص المؤمنين ، والخواص إنما صاروا خواصا بالبعد من الكفر ، ثم من اجتنب الكبائر صار من جملة الخواص أخص ، ثم المعصوم هو الخاص الأخص ولو كان للتخصيص صورة أربى عليه لجعل ذلك من أوصاف الامام وقد سمى الله عز وجل عيسى من ذرية إبراهيم وكان ابن ابنته من بعده . ولما صح أن ابن البنت ذرية ودعا إبراهيم لذريته بالإمامة وجب على محمد صلى الله عليه وآله الاقتداء به في وضع الإمامة في المعصومين من ذريته حذو النعل بالنعل بعد ما أوحى الله عز وجل إليه وحكم عليه بقوله : " ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا " - " الآية " - ولو خالف ذلك لكان داخلا في قوله : " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " جل نبي الله عليه السلام عن ذلك ، فقال الله عز وجل : " إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا " . وأمير المؤمنين عليه السلام أبو ذرية النبي صلى الله عليه وآله ووضع الإمامة فيه ووضعها في ذريته المعصومين بعده . قوله عز وجل : " لا ينال عهدي الظالمين " يعني بذلك أن الإمامة لا تصلح لمن قد عبد وثنا أو صنما أو أشرك بالله طرفة عين وإن أسلم بعد ذلك ، والظلم وضع الشئ في غير موضعه وأعظم الظلم الشرك ، قال الله عز وجل : " إن الشرك لظلم عظيم " وكذلك لا يصلح للإمامة من قد ارتكب من المحارم شيئا صغيرا كان أو كبيرا وإن تاب منه بعد ذلك و كذلك لا يقيم الحد من في جنبه حد فإذا لا يكون الامام إلا معصوما ولا تعلم عصمة إلا بنص الله عز وجل عليه على لسان نبيه صلى الله عليه وآله لان العصمة ليست في ظاهر الخلقة ترى كالسواد والبياض وما أشبه ذلك ، فهي مغيبة لا تعرف إلا بتعريف علام الغيوب عز وجل.

ترجمة الرجال:

1-علي بن أحمد بن محمد بن عمران الدقاق:
ترضى عليه الصدوق وهذا كافي لإثبات وثاقته.

2-حمزة بن القاسم العلوي العباسي:
وثقه النجاشي فقال عنه في رجاله:حمزة بن القاسم بن علي بن حمزة بن الحسن بن عبيد الله ابن العباس بن علي بن أبي طالب عليهم السلام أبو يعلى، ثقة، جليل القدر من أصحابنا، كثير الحديث.

3-جعفر بن محمد بن مالك الكوفي الفزازي:
وثقه الطوسي فقال عنه في رجاله: جعفر بن محمد بن مالك ، كوفي ، ثقة ، ويضعّفه قوم ، روى في مولد القائم عليه السلام أعاجيب.
وهذا كلام جميل للمامقاني رحمه الله تعالى يرد على من ضعّفه من العلماء وذكر من وثقه : http://www.rafed.net/books/rejal/tanqih-16/03.html#42

4-محمد بن الحسين بن زيد الزيات:
وثقه النجاشي فقال عنه:محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أبو جعفر الزيات الهمداني - واسم أبي الخطاب زيد - جليل من أصحابنا، عظيم القدر، كثير الرواية، ثقة، عين، حسن التصانيف، مسكون إلى روايته.

5-محمد بن زياد الأزدي:
وثقه الطوسي فقال عنه في رجاله:محمد بن أبي عمير، يكنّى أبا أحمد، واسم أبي عمير: زياد، مولى الازد، ثقة.

6-المفضل بن عمر:
عده المفيد في الارشاد من شيوخ أصحاب أبي عبد اللّه ـ عليه السلام ـ وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين وعده ابن شهر آشوب في المناقب من خواص أصحاب الصادق عليه السلام وفي موردٍ آخر ذكر انّه من الثقات الّذين رووا صريحاً النصّ على موسى بن جعفر، عن أبيه المفضّل، وذكر أيضاً انّ المفضّل باب موسى بن جعفر وعده الطوسي في الغيبة من الوكلاء الممدوحين، وحسن الطريقة وابن الوليد لم يستثنه من كتاب نوادر الحكمة،وإنّ عدم الاستثناء دليل على التوثيق والروايات الكثيرة الواردة في مدحه ومنها ما هو معتبر،وقد أورد الكشّي في رجاله سبعة عشر رواية مادحة له.
وهذا كلام جميل للحاج مسلم الداوري حفظه الله تعالى يرد على من ضعّفه من العلماء وذكر من وثقه : http://www.ridhatorath.org/books/alrejal2/p13.html

والحمد لله تعالى رب العالمين.