أحاديث غيبة المهدي في كتب أصحاب الأئمة عليهم السلام

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0

بسم الله الرّحمن الرحيم ،،

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ،
وعجّل فرجهم والعن أعدائهم ،،





أحاديث غيبة المهدي في كتب أصحاب الأئمة عليهم السلام







وقد كان أصحاب الائمة عليهم السلام يكتبون أحاديث الغيبة ووقوعها في المهدي المنتظر في أصولهم وكتبهم.
وكان ذلك قبل مجيئ زمان الامام الحسن العسكري عليه السلام ، ومن هذه الكُتب نقل الشيخ الكُليني - رضي الله عنه - في الكافي في باب الغيبة .ومنها نقل الشيخ الطوسي في كتابه الغيبة
وكذلك الشيخ النعماني في كتابه الغيبة وغيرهم .

فما نقرأه من أحاديث الغيبة في مؤلفات المشايخ العظام أمثال الطوسي والصدوق والمفيد وغيرهم ، هي في الواقع منسوخة عن تلك الكُتب التي صنّفها ودوّنها أصحاب الأئمة السابقين .قبل مجيئ زمان الغيبة . وكانت موجودة متداولة بين أيدي العلماء الشيعة معروفة بالاصول الاربعمائة .


يقول الشيخ ابو علي الطبرسي في كتابه إعلام الورى
ج 2 ص259 ما نصّه :
".. والوجه الثالث : النص عليه بذكر غيبته وصفتها التي يختصها ، ووقوعها على الحد المذكور من غير اختلاف ، حتى لم يخرم منه شيئا ، وليس يجوز في العادات أن تولد جماعة كذبا يكون خبرا عن كائن فيتفق لهم ذلك على حسب ما وصفوه . وإذا كانت أخبار الغيبة قد سبقت زمان الحجة عليه السلام ، بل زمان أبيه وجده ، حتى تعلقت الكيسانية بها في إمامة ابن الحنفية والناووسية والممطورة في أبي عبد الله وأبي الحسن موسى عليهما السلام ، وخلدها المحدثون من الشيعة في أصولهم المؤلفة في أيام السيدين الباقر والصادق عليهما السلام ، وآثروها عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم والأئمة عليهم السلام واحدا بعد واحد ، صح بذلك القول في إمامة صاحب الزمان عليه السلام بوجود هذه الصفة له ، والغيبة المذكورة في دلائله وإعلام إمامته ، وليس يمكن لاحد دفع ذلك . ومن جملة ثقات المحدثين والمصنفين من الشيعة : الحسن بن محبوب الزراد ، وقد صنف كتاب المشيخة الذي هو في أصول الشيعة أشهر من كتاب المزني وأمثاله قبل زمان الغيبة بأكثر من مائة سنة ، فذكر فيه بعض ما أوردناه من أخبار الغيبة ، فوافق الخبر الخبر ، وحصل كل ما تضمنه الخبر بلا اختلاف .
ومن جملة ذلك : ما رواه عن إبراهيم الخارقي ، عن أبي بصير ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قلت له : كان أبو جعفر عليه السلام يقول : " لقائم آل محمد عليه السلام غيبتان واحدة طويلة والأخرى قصيرة " . قال : فقال لي : " نعم يا أبا بصير ، إحداهما أطول من الأخرى ، ثم لا يكون ذلك - يعني ظهوره - حتى يختلف ولد فلان ، وتضيق الحلقة ، ويظهر السفياني ، ويشتد البلاء ، ويشمل الناس موت وقتل ، ويلجأون منه إلى حرم الله تعالى وحرم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم " . فانظر كيف قد حصلت الغيبتان لصاحب الامر عليه السلام على حسب ما تضمنته الأخبار السابقة لوجوده عن آبائه وجدوده عليهم السلام ..الخ" انتهى



أقول: ان الشيخ الأجل الحسن بن محبوب السراد رحمه الله توفي في سنة 224 هـ ، أي قبل ولادة الامام الحسن العسكري عليه السلام .

وقال الشيخ النعماني في كتابه الغيبة ص
341:
نظروا رحمكم الله - يا معشر المؤمنين - إلى ما جاء عن الصادقين ( عليهم السلام ) في ذكر سن القائم ( عليه السلام ) ، وقولهم : إنه وقت إفضاء أمر الإمامة إليه أصغر الأئمة سنا وأحدثهم ، وإن أحدا ممن قبله لم يفض إليه الأمر في مثل سنه ، وإلى قولهم : " وأخملنا ذكرا " يشيرون بخمول ذكره إلى غيبة شخصه واستتاره ، وإذا جاءت الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الأشياء قبل كونها ، وبحدوث هذه الحوادث قبل حدوثها ، ثم حققها العيان والوجود ، فوجب أن تزول الشكوك عمن فتح الله قلبه ونوره وهداه ، وأضاء له بصره .." انتهى


وقال أيضا في ص 163 ما نصّه :
"
هذه الروايات التي قد جاءت متواترة تشهد بصحة الغيبة ، وباختفاء العلم ، والمراد بالعلم الحجة للعالم ، وهي مشتملة على أمر الأئمة ( عليهم السلام ) للشيعة بأن يكونوا فيها على ما كانوا عليه لا يزالون ولا ينتقلون ، بل يثبتون ولا يتحولون ، ويكونون متوقعين لما وعدوا به وهم معذورون في أن لا يروا حجتهم وإمام زمانهم في أيام الغيبة ، وضيق عليهم في كل عصر وزمان قبله ألا يعرفونه بعينه واسمه ونسبه ، ومحظور عليهم الفحص والكشف عن صاحب الغيبة والمطالبة باسمه أو موضعه أو غيابه أو الإشادة بذكره ، فضلا عن المطالبة بمعاينته ، وقال لنا : إياكم والتنويه ، وكونوا على ما أنتم عليه ، وإياكم والشك ، فأهل الجهل الذين لا علم لهم بما أتى عن الصادقين ( عليهم السلام ) من هذه الروايات الواردة للغيبة وصاحبها يطالبون بالإرشاد إلى شخصه والدلالة على موضعه ، ويقترحون إظهاره لهم ، وينكرون غيبته لأنهم بمعزل عن العلم وأهل المعرفة مسلمون لما أمروا به ، ممتثلون له ، صابرون على ما ندبوا إلى الصبر عليه ، وقد أوقفهم العلم والفقه مواقف الرضا عن الله ، والتصديق لأولياء الله ، والامتثال لأمرهم ، والانتهاء عما نهوا عنه ، حذرون ما حذر الله في كتابه من مخالفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة ( عليهم السلام ) الذين هم في وجوب الطاعة بمنزلته لقوله : ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) ، ولقوله : ( أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم ) ، وبقوله : ( وأطيعوا الله وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين ). ...الخ" انتهى






جابر المُحمدي ،،
 
7 يناير 2011
6
0
0
اللهم صل على محمد وال محمد
وعجل الله تعالى فرج المنتقم لهم من الظالمين
اجزل الله لك العطاء مولانا المحمدي