شبهة أن الإمام يصلي خلف الفاسق وأن ذلك ينافي العصمة

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،،
اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد ،،

السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،،



قال الوهابي مُحتجّاً:

لقد رويتم في كتبكم أن الامام علي عليه السلام ، كان يُصلي خلف الفاسق وهذا يهد عصمتكم المعصومة ،.
الحدائق الناضرة ج 10 - ص 183:
وفي الصحيح أو الحسن عن زرارة قال : ( قلت لأبي جعفر ( ع ) إن أناسا رووا عن أمير المؤمنين ( ع ) أنه صلى أربع ركعات بعد الجمعة لم يفصل بينهن بتسليم ؟ فقال يا زرارة إن أمير المؤمنين ( ع ) صلى خلف فاسق فلما سلم وانصرف قام أمير المؤمنين ( ع ) فصلى أربع ركعات لم يفصل بينهن بتسليم فقال له رجل إلى جنبه يا أبا الحسن صليت أربع ركعات لم تفصل بينهن بتسليم فقال إنهن أربع ركعات مشبهات فسكت ، فوالله ما عقل ما قال له .


والردّ على هذه الشبهة من وجوه :
الوجه الأول:كلام الشريف المرتضى رضوان الله تعالى عليه .
الوجه الثاني:تفسير الحديث والدليل على عدم اقتداء الامام المعصوم بالفاسق بالحقيقة.

****الوجه الأول:كلام الشريف المرتضى رضوان الله تعالى عليه،،


قال الشريف في تنزيه الانبياء ص190:(( وأما الصلاة خلفهم، فقد علمنا أن الصلاة على ضربين: صلاة مقتد مؤتم بامامه على الحقيقة، وصلاة مظهر للاقتداء والائتمام وإن كان لا ينويها فإن ادعي على أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام انه صلى ناويا للاقتداء، فيجب ان يدلوا على ذلك، فإنا لا نسلمه ولا هو الظاهر الذي لا يمكن النزاع فيه. وان ادعوا صلاة مظهر للاقتداء فذلك مسلم لهم، لأنه الظاهر. إلا أنه غير نافع فيما يقصدونه، ولا يدل على خلاف ما يذهب إليه في امره (ع)، فلم يبق إلا أن يقال فما العلة في اظهار الاقتداء بمن لا يجوز الاقتداء به؟ فالعلة في ذلك غلبة القوم على الامر وتمكنهم من الحل والعقد، لان الامتناع من اظهار الاقتداء بهم مجاهرة ومنابذة، وقد قلنا فيما يؤدي ذلك إليه في ما فيه كفاية.))

فالامام عليه السلام لم يكن يصلي بنية الاقتداء على الحقيقة ،ذلك لأنّ شرط العدالة معدوم في هذا الشخص الفاسق ،فكيف يمتلك العدالة وهو فاسق ؟!

فالامام عليه السلام كان يحضر في مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله ،ويُصلي ولكن انما الاعمال بالنيّات ،فمثله عليه السلام كمثل الذي يصلي أمام الجدار ،.

وهذا ما قاله المحقق المجلسي رضوان الله عليه في المرآة ج‏15، ص: 257:
((أي مشتبهات لا يعرف ما هن، أو بكسر الباء أي يوقع الناس في الشبهة في عدالة الإمام، و في بعض النسخ [مشتبهات‏] و الحاصل: أنه عليه السلام صلى تقية الجمعة خلف خلفاء الجور ثم أعاد الصلاة ظهرا فلما سأله السائل عن ذلك أجاب بما يفهمه المحقق و يشتبه على المخالف و قد كان عليه السلام يصلي ركعتين بعد الجمعة من غير تسليم قبلهما و يقول هما ركعتان مشبهتان و كلاهما حسن )).



*****الوجه الثاني:تفسير الحديث والدليل على عدم اقتداء الامام المعصوم بالفاسق بالحقيقة،،

إنّ ما يدل على صحة كلامنا من أنّ الامام علي عليه السلام كان يصلي من دون قصد الجماعة ،هو حديث الامام الباقر عليه السلام الذي رواه الكليني 3 - ص 373ح2 :
عنه ، عن أحمد ، عن عبد الله بن محمد الحجال ، عن ثعلبة ، عن زرارة قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن الصلاة خلف المخالفين فقال ما هم عندي إلا بمنزلة الجدر .

وقال المجلسي في المرآة ج‏15، ص: 255((حديث حسن ))، ((قوله عليه السلام:" بمنزلة الجدر" أي لا يعتد بصلاتهم و قراءتهم و لا يضر قربهم، و يحتمل أن يكون المراد النهي عن الاقتداء بهم. )).

وقول الامام الباقر عليه السلام هو قول الامام علي عليه السلام ،وأيضاً ذكر المحقق البحراني في الحدائق ج 10 - ص 183:
((وما رواه في التهذيب في الحسن أو الموثق عن زرارة عن حمران قال : ( قال لي أبو عبد الله ( ع ) إن في كتاب علي ( ع ) إذا صلوا الجمعة في وقت فصلوا معهم ، قال زرارة قلت له هذا ما لا يكون ، اتقاك ، عدو الله اقتدى به ؟ قال حمران كيف اتقاني وأنا لم أسأله هو الذي ابتدأني وقال في كتاب علي ( ع ) إذا صلوا الجمعة في وقت فصلوا معهم كيف يكون في هذا منه تقية ؟ قال قلت قد اتقاك وهذا مما لا يجوز حتى قضى إنا اجتمعنا عند أبي عبد الله ( ع ) فقال له حمران أصلحك الله حدثت هذا الحديث الذي حدثني به أن في كتاب علي ( ع ) إذا صلوا الجمعة في وقت فصلوا معهم فقال هذا ما لا يكون ، عدو الله فاسق لا ينبغي لنا أن نقتدي به ولا نصلي معه . فقال أبو عبد الله ( ع ) في كتاب علي ( ع ) إذا صلوا الجمعة في وقت فصلوا معهم ولا تقومن من مقعدك حتى تصلي ركعتين أخريين . قلت فأكون قد صليت أربعا لنفسي لم اقتد به ؟ فقال نعم . فسكت وسكت صاحبي ورضينا .)).



لاحظ قول الامام عليه السلام حينما سأله السائل :
"قلت فأكون قد صليت أربعا لنفسي لم اقتد به ". وذلك لأنّه صلى خلف فاسق ،.لم يقتدي به ،بل وقف خلفه فقط لا غير كما يقف المصلي خلف الجدار.

فأجابه الامام عليه السلام بقوله "نعم".


وهو نفسه ما فعله الامام علي عليه السلام في الحديث الذي احتج به الوهابي ولاحظوه معي الآن لأنّ الصورة قد اتضحت بلا شك ،" إن أمير المؤمنين ( ع ) صلى خلف فاسق فلما سلم وانصرف قام أمير المؤمنين ( ع ) فصلى أربع ركعات لم يفصل بينهن بتسليم فقال له رجل إلى جنبه يا أبا الحسن صليت أربع ركعات لم تفصل بينهن بتسليم فقال إنهن أربع ركعات مشبهات فسكت ، فوالله ما عقل ما قال له ".


وهو نفسه في الحديث السابق"فأكون قد صليت أربعا لنفسي لم اقتد به ".

فالذي يزعم أنّ علي بن ابي طالب عليه السلام أو أحد من الائمة عليهم السلام كانوا يصلون خلف الفاسقين الفاجرين ،عليه ان يثبت أن نية الامام عليه السلام كانت الاقتداء بذلك الفاسق،أما ان يحكم هكذا بالظاهر فليس له الحق لوجود ما ينافي ذلك في المذهب الامامي ،.وبذلك فلا ضرر ولا ضرار لعصمة الامام المعصوم عليه السلام.

والحمدُلله ربّ العالمين،

جابر المحمدي المهاجر،