دليل من طرف مُحايد ، على صحة غيبة المهدي (ع) [ لا سني ولا شيعي ]

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بِسم الله الرّحمن الرحيم ،

اللهم صلّ على محمد وآل محمد ،،
وعجّل فرجهم ، والعن أعدائهم ،،




السلامُ عليكم ورحمة الله وبركاته ،

أما بعد ، فنحن لا ننكر أنّ الكتاب المقدس لدى النصارى فيه بعض البشارات الدالة على نبوة نبينا عليه السلام والائمة من بعده مع اعتقادنا بأنّه كتاب ناله التحريف . إلّا انّ ذلك ليس في جميعه .ففيه بعض النصوص الصحيحة كذكر خاتم الانبياء صلى الله عليه وآله والاشارة إليه وإلى أوصياءه من بعده .

ومن البشارات التي تذكر الامام المهدي المُنتظر عليه السلام وغيبته وقيامه ، بصورة واضحة هي ما سنتطرق إليه في هذا الموضوع .



الكتاب المقدس لدى النصارى ، في العهد الجديد ، رؤيا يوحنا اللاهوتي ( الاصحاح الثاني عشر ) ما نصّه :


" 12: 1 و ظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس و القمر تحت رجليها و على راسها اكليل من اثني عشر كوكبا
12: 2 و هي حبلى تصرخ متمخضة و متوجعة لتلد
12: 3 و ظهرت اية اخرى في السماء هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على رؤوسه سبعة تيجان
12: 4 و ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض و التنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت
12: 5 فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد و اختطف ولدها الى الله و الى عرشه
12: 6 و المراة هربت الى البرية حيث لها موضع معد من الله لكي يعولها هناك الفا و مئتين و ستين يوما
12: 7 و حدثت حرب في السماء ميخائيل و ملائكته حاربوا التنين و حارب التنين و ملائكته
12: 8 و لم يقووا فلم يوجد مكانهم بعد ذلك في السماء
12: 9 فطرح التنين العظيم الحية القديمة المدعو ابليس و الشيطان الذي يضل العالم كله طرح الى الارض و طرحت معه ملائكته
12: 10 و سمعت صوتا عظيما قائلا في السماء الان صار خلاص الهنا و قدرته و ملكه و سلطان مسيحه لانه قد طرح المشتكي على اخوتنا الذي كان يشتكي عليهم امام الهنا نهارا و ليلا
12: 11 و هم غلبوه بدم الخروف و بكلمة شهادتهم و لم يحبوا حياتهم حتى الموت
12: 12 من اجل هذا افرحي ايتها السماوات و الساكنون فيها ويل لساكني الارض و البحر لان ابليس نزل اليكم و به غضب عظيم عالما ان له زمانا قليلا
12: 13 و لما راى التنين انه طرح الى الارض اضطهد المراة التي ولدت الابن الذكر
12: 14 فاعطيت المراة جناحي النسر العظيم لكي تطير الى البرية الى موضعها حيث تعال زمانا و زمانين و نصف زمان من وجه الحية
12: 15 فالقت الحية من فمها وراء المراة ماء كنهر لتجعلها تحمل بالنهر
12: 16 فاعانت الارض المراة و فتحت الارض فمها و ابتلعت النهر الذي القاه التنين من فمه
12: 17 فغضب التنين على المراة و ذهب ليصنع حربا مع باقي نسلها الذين يحفظون وصايا الله و عندهم شهادة يسوع المسيح"انتهى





وفي الاصحاح التاسع عشر من رؤيا يوحنا يقول ما نصّه :

" 19: 1 و بعد هذا سمعت صوتا عظيما من جمع كثير في السماء قائلا هللويا الخلاص و المجد و الكرامة و القدرة للرب الهنا
19: 2 لان احكامه حق و عادلة اذ قد دان الزانية العظيمة التي افسدت الارض بزناها و انتقم لدم عبيده من يدها
19: 3 و قالوا ثانية هللويا و دخانها يصعد الى ابد الابدين
19: 4 و خر الاربعة و العشرون شيخا و الاربعة الحيوانات و سجدوا لله الجالس على العرش قائلين امين هللويا
19: 5 و خرج من العرش صوت قائلا سبحوا لالهنا يا جميع عبيده الخائفيه الصغار و الكبار
19: 6 و سمعت كصوت جمع كثير و كصوت مياه كثيرة و كصوت رعود شديدة قائلة هللويا فانه قد ملك الرب الاله القادر على كل شيء
19: 7 لنفرح و نتهلل و نعطيه المجد لان عرس الخروف قد جاء و امراته هيات نفسها
19: 8 و اعطيت ان تلبس بزا نقيا بهيا لان البز هو تبررات القديسين
19: 9 و قال لي اكتب طوبى للمدعوين الى عشاء عرس الخروف و قال هذه هي اقوال الله الصادقة
19: 10 فخررت امام رجليه لاسجد له فقال لي انظر لا تفعل انا عبد معك و مع اخوتك الذين عندهم شهادة يسوع اسجد لله فان شهادة يسوع هي روح النبوة
19: 11 ثم رايت السماء مفتوحة و اذا فرس ابيض و الجالس عليه يدعى امينا و صادقا و بالعدل يحكم و يحارب
19: 12 و عيناه كلهيب نار و على راسه تيجان كثيرة و له اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو
19: 13 و هو متسربل بثوب مغموس بدم و يدعى اسمه كلمة الله
19: 14 و الاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض و نقيا
19: 15 و من فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء
19: 16 و له على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب
19: 17 و رايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم
19: 18 لكي تاكلي لحوم ملوك و لحوم قواد و لحوم اقوياء و لحوم خيل و الجالسين عليها و لحوم الكل حرا و عبدا صغيرا و كبيرا
19: 19 و رايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس و مع جنده
19: 20 فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت
19: 21 و الباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم" انتهى












التعليق :

أولاً: لاحظوا قوله "و ظهرت اية عظيمة في السماء امراة متسربلة بالشمس و القمر تحت رجليها و على راسها اكليل من اثني عشر كوكبا
و هي حبلى تصرخ متمخضة و متوجعة لتلد
و ظهرت اية اخرى في السماء هوذا تنين عظيم احمر له سبعة رؤوس و عشرة قرون و على رؤوسه سبعة تيجان
و ذنبه يجر ثلث نجوم السماء فطرحها الى الارض و التنين وقف امام المراة العتيدة ان تلد حتى يبتلع ولدها متى ولدت
فولدت ابنا ذكرا عتيدا ان يرعى جميع الامم بعصا من حديد و اختطف ولدها الى الله و الى عرشه "




وفيه :

(1) وصف انّ هذا الابن سيرعى جميع الامم بعصا من حديد .
(2) ذكر ان التنين (وهو تعبير ورمز للطواغيت ) كان يترقب هذا الابن ويريد قتله.
(3) ذكر ان هذا الابن بعدما وُلد اختطف الى الله .وهو تعبير يدل على اختفاء وغيبة هذا الابن الذي سيضرب جميع الامم بعصا من حديد .


وهذه الاوصاف لا يُمكن انطباقها إلا على المهدي المُنتظر (الإمام محمد بن الحسن العسكري أدام الله بركاته علينا) ، لأنّه هو الذي سيرعى جميع الامم بعصا من حديد ، حيث انّ المهدي " سيملأ الأرض قسطاً وعدلا " بنص رسول الله صلى الله عليه وآله القطعي المتواتر .
وهو الذي كان يطلبه ويبحث عنه الاعداء ليقتلوه ، وهو الذي كتب الله له الغيبة منذ ولادته صلوات الله عليه وعلى آباءه .










ثانياً: لاحظوا قوله " ثم رايت السماء مفتوحة و اذا فرس ابيض و الجالس عليه يدعى امينا و صادقا و بالعدل يحكم و يحارب
وعيناه كلهيب نار و على راسه تيجان كثيرة و له اسم مكتوب ليس احد يعرفه الا هو و هو متسربل بثوب مغموس بدم و يدعى اسمه كلمة الله
والاجناد الذين في السماء كانوا يتبعونه على خيل بيض لابسين بزا ابيض و نقيا
ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد و هو يدوس معصرة خمر سخط و غضب الله القادر على كل شيء
وله على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب
ورايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم
لكي تاكلي لحوم ملوك و لحوم قواد و لحوم اقوياء و لحوم خيل و الجالسين عليها ولحوم الكل حرا و عبدا صغيرا و كبيرا
ورايت الوحش و ملوك الارض و اجنادهم مجتمعين ليصنعوا حربا مع الجالس على الفرس و مع جنده
فقبض على الوحش و النبي الكذاب معه الصانع قدامه الايات التي بها اضل الذين قبلوا سمة الوحش و الذين سجدوا لصورته و طرح الاثنان حيين الى بحيرة النار المتقدة بالكبريت
والباقون قتلوا بسيف الجالس على الفرس الخارج من فمه و جميع الطيور شبعت من لحومهم "



وفيه :


(1) انّ هذا الفارس هو نفسه ذلك الابن الذي ذكره في الاصحاح الثاني عشر ، بدليل قوله " ومن فمه يخرج سيف ماض لكي يضرب به الامم و هو سيرعاهم بعصا من حديد ".
(2) أنّ هذا الفارس العظيم يُحارب ويَحكم بالعدل . وتكون من صفاته الامانة والصدق،. وأنّ الله ينتقم به من أعداءه بدليل قوله " و بالعدل يحكم و يحارب
وعيناه كلهيب نار ".
(3) وصف قميصه وأنّه مغموس بالدم .
(4) أنّه يضرب جميع الامم بعصا من حديد.
(5) أنّه يَدُوسُ مَعْصَرَةَ خَمْرِ سخط وغضب اللهِ .
(6) أنّه يحكم العالم كله بدليل قوله " وله على ثوبه و على فخذه اسم مكتوب ملك الملوك و رب الارباب " . وهو كناية عن حكم العالم .
(7) أنّها تقع معركة عظيمة حتى تكون عشاء للطيور والوحوش .
(8) أنّه يقتل النبي الكذاب الذي يصنع الايات ليضل بها الناس .



أقول : كل هذه الاوصاف لا تنطبق إلا على "الامام محمد بن الحسن عليه السلام"


* فأمّا قميصه عليه السلام فقد جاء في كتاب الغيبة للنعماني رضي الله عنه ص 250 ح42:
"حدثنا محمد بن همام ، قال : حدثنا حميد بن زياد الكوفي ، قال : حدثنا الحسن بن محمد بن سماعة ، قال : حدثنا أحمد بن الحسن الميثمي ، عن عمه الحسين بن إسماعيل ، عن يعقوب بن شعيب ، عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) أنه قال : " ألا أريك قميص القائم الذي يقوم عليه ؟ فقلت : بلى . قال : فدعا بقمطر ) ففتحه وأخرج منه قميص كرابيس فنشره ، فإذا في كمه الأيسر دم ، فقال : هذا قميص رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) الذي عليه دم يوم ضربت رباعيته ، وفيه يقوم القائم ، فقبلت الدم ووضعته على وجهي ، ثم طواه أبو عبد الله ( عليه السلام ) ورفعه" انتهى .



* وأمّا أنّه سيرعى جميع الامم بعصا من حديد . وأنّه سينتقم الله به من أعداءه ،
وأنّه يحكم العالم.
فالنص المتواتر عن النبي صلى الله عليه وآله يُثبت ذلك حيث قال عن المهدي انّه " يملأ الارض قسطا وعدلا بعدما مُلئت ظلماً وجوراً " .



* وأمّا تلك المعركة العظيمة وانّه ينادي مناد من السماء " ورايت ملاكا واحدا واقفا في الشمس فصرخ بصوت عظيم قائلا لجميع الطيور الطائرة في وسط السماء هلم اجتمعي الى عشاء الاله العظيم".

فهي معركة قرقيسيا التي ذكرها أئمتنا عليهم السلام وأخبرونا عنها .فقد جاء في كتاب الكافي الشريف ج 8 ص 295 ح 351 :

"محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن أبيه عن ميسر عن أبي جعفر عليه السلام قاليا ميسر كم بينكم وبين قرقيسا ؟ قلت: هي قريب على شاطئ الفرات فقال: أما إنه سيكون بها وقعة لم يكن مثلها منذ خلق الله تبارك وتعالى السماوات والأرض ولا يكون مثلها ما دامت السماوات والأرض مأدبة للطير . تشبع منها سباع الأرض وطيور السماء ، يهلك فيها قيس ولايدعى لها داعية قال: وروي غير واحد وزاد فيه وينادي مناد هلموا إلى لحوم الجبارين. " انتهى .



وفي كتاب الغيبة للنعماني ص 287 ح 63 :
"حدثنا عبدالواحد بن عبدالله قال حدثنا محمد بن جعفر القرشي قال حدثنا محمد بن الحسين بن ابي الخطاب قال حدثني محمد بن سنان عن حذيفة ابن المنصور عن ابي عبدالله عليه السلام أنّه قال :
"إن لله مائدةوفي غير هذه الرواية مأدبة بقرقيسياء يطلع مطلع من السماء فينادي يا طير السماء ويا سباع الأرض هلموا إلى الشبع من لحوم الجبارين ".

وجاء في الفتن لابن حماد (الذي توفى قبل ولادة الامام العسكري عليه السلام) ص182 :
"حدثنا الوليد ورشدين عن ابن لهيعة عن أبي قبيل عن أبي رومان عن علي قال يظهر السفياني على الشام ثم يكون بينهم وقعة بقرقيسياء حتى يشبع طير السماء وسباع الأرض من جيفهم ثم يفتق عليهم فتق من خلفهم فتقبل طائفة منهم حتى يدخلوا أرض خراسان وتقبل خيل السفياني في طلب أهل خراسان فيقتلون شيعة آل محمد بالكوفة ثم يخرج أهل خراسان في طلب المهدي " انتهى
ورواه مثله الحاكم النيسابوري في المستدرك ج 4 ص 501 .

وجاء في الفتن لابن حماد ص 170 :
"حدثنا الحكم بن نافع عن جراح عن أرطاة قال إذا اجتمع الترك والروم وخسف بقرية بدمشق وسقط طائفة من غربي مسجدها رفع بالشام ثلاث رايات الأبقع والأصهب والسفياني ويحصر بدمشق رجل فيقتل ومن معه ويخرج رجلان من بني أبي سفيان فيكون الظفر للثاني فإذا أقبلت مادة الأبقع من مصر ظهر السفياني بجيشه عليهم فيقتل الترك والروم بقرقيسيا حتى تشبع سباع الأرض من لحومهم ." انتهى



* وأمّا انه يقتل النبي الكذاب .
فهو الدجال الذي يضل الناس بسحره وأكاذيبه ، فيقتله الامام المهدي عليه السلام ، فقد جاء في كمال الدين للشيخ الصدوق ص 335 ح7 :
"حدثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي الله عنه قال : حدثنا أبي ، عن محمد ابن الحسين بن يزيد الزيات ، عن الحسن بن موسى الخشاب ، عن ابن سماعة ، عن علي بن الحسن بن رباط ، عن أبيه ، عن المفضل بن عمر قال : قال الصادق جعفر ابن محمد عليهما السلام إن الله تبارك وتعالى خلق أربعة عشر نورا قبل خلق الخلق بأربعة عشر ألف عام فهي أرواحنا . فقيل له : يا ابن رسول الله ومن الأربعة عشر ؟ فقال : محمد و علي وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ولد الحسين ، آخرهم القائم الذي يقوم بعد غيبته فيقتل الدجال ويطهر الأرض من كل جور وظلم " انتهى


وفي مصادر العامة ان المسيح عليه السلام يقتل الدجال ، ويمكن الجمع بين ذلك ، أن النبي عيسى عليه السلام والامام المهدي كلاهما يشتركان بقتل الدجال . أو ان المهدي يأمر بقتل الدجال فيقتله نبي الله عيسى عليه السلام . لأنّ عيسى يكون تحت حكم المهدي عليه السلام .




والحمدُ لله ربّ العالمين ،




جابر المُحمدي ،،
 
التعديل الأخير بواسطة المشرف: