هل يوجد عند الشيعة حديث صحيح متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد


هل يوجد عند الشيعة حديث صحيح متصل إلى رسول الله صلى الله عليه وآله؟



كثيراً ما يقول الوهابية المهرِّجون إنَّ الشيعة الإمامية لا يمتلكون سنداً واحداً متصلاً إلى رسول الله بشرط أن يكون صحيحاً على قواعد الشيعة أنفسهم.. وإجابةً على هذه الدعوى السخيفة من قبل أعداء شيعة أهل البيت (عليهم السلام) ؛ نقول:

أولاً: إنَّ الحديث الذي يُحتج به يمكن أن يكون من الآحاد ويمكن أن يكون من المتواتر، والآحاد يُقسَّم إلى صحيح وغيره، وجميع أنواع الآحاد لا تفيد ـ في أحسن الحالات ـ إلا الظن، إلا إذا انضم إليها ما يرفع من قيمتها الثبوتية.. وأما المتواتر فهو ما أفاد العلم واليقين بثبوته عن المعصوم. والمطالبة بالحديث الصحيح واعتبار العجز عنه دليلاً على بطلان المذهب هو اختلاق سخيف في عالم الحوار؛ لأن انتفاء الصحيح ـ لو صح أنه انتفى ـ لا ينفي المتواتر، ولا ينفي الحسن، ولا ينفي الضعيف الذي يعتضد بالضعيف فيرتفع إلى الحسن أو الصحيح. وهذا يدل على أن مختلقي هذه الفكرة ليسوا على قدر كاف من الجدارة العلمية، وهو ما نلحظه غالباً في الوهابية.

ثانياً: إنَّ السند إذا صح عن إمام من الأئمة الاثني عشر أو عن فاطمة الزهراء (عليهم السلام) فإنه يكون ـ في عقيدة الشيعة وحسب مبانيهم وقواعدهم الحديثية العقدية ـ حديثاً مسنداً عن رسول الله صلى الله عليه وآله، فمن العجب أن الوهابية يطالبون الشيعة بالصحيح عن النبي وفق مباني الشيعة، ثم يرتدون على أدبارهم ولا يقبلون بالحديث الصحيح عن الإمام الصادق ـ مثلاً ـ بحجة أن الصادق لم يسمع النبي، مع أن كون علم الصادق هو علم النبوة باعتباره وارث علم النبوة والمعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، هو اعتقاد ومبنى الشيعة الإمامية.. ولكن الوهابية ليس لديهم بصيرة وفهم.

ثالثاً: إنَّ من المفترض أن من يطالب بهذا الطلب فهو يخبر بتلميح أن الشيعة ليس لديهم أي سند صحيح متصل إلى النبي على مبانيهم، وهذا يستلزم إما أن يكون طارح هذه الدعوى والمطالبة إنساناً قد استقصى جميع كتب الشيعة ورواياتهم فعلم بخلو مصادرهم من ذلك، أو يكون إنساناً فاسقاً يرجم بالغيب ويحكم بغير علم، والثاني هو الصحيح؛ فإن أكثر من يطرح هذه المطالبة في الانترنت هم أناس سطحيون من الوهابية، وهم ـ وكذا معظم علمائهم ـ لم يقرؤوا كتب الشيعة الحديثية بتمامها. وسوف نذكر (خامساً) بعض الصحيح عن النبي؛ لتتأكد من ذلك وتعلم مدى الصدق الذي يتحلى به أعداء شيعة أهل البيت عليهم السلام.

رابعاً: إنَّ عدم مقدرة بعض الشيعة على إحضار السند الصحيح على الشروط التي يتخيرها الوهابية، لا يصلح لأن يكون دليلاً على بطلان المذهب الشيعي برمته، وإنما يدل فقط على أن هذا الشيعي أو ذاك لم يتسلح جيداً قبل دخول ساحة الحوار مع خصومه، فعجز العاجز لا يعد دليلاً على بطلان انتمائه، ولكن كل هذا لا يفقهه من حرمهم الله نعمة البصيرة.

خامساً: يتبين بما ذكرناه أعلاه عدم أهمية ما يطلبونه؛ إذ هم يطلبون سنداً صحيحاً تكون صحته خليطاً من الصحة الشيعية والصحة السنية، ومع ذلك نستجيب للطلب من أجل بيان عوارهم وتفاهة تحدياتهم كما أوضحنا (ثالثاً) ، وإليك بعض ما يتوفر عندي من الحديث الصحيح ـ ولو تفرغت للبحث لاستخرجت المزيد ـ :

1 ـ روى الشيخ الصدق في كتاب كمال الدين (1/262) بسند صحيح، قال:
حدثنا أبي رضي الله عنه، قال: حدثنا سعد بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن يزيد، عن حماد بن عيسى، عن عبد الله بن مسكان، عن أبان بن تغلب، عن سليم بن قيس الهلالي، عن سلمان الفارسي رضي الله عنه قال: دخلت على النبي (صلى الله عليه وآله) فإذا الحسين بن علي على فخذه وهو يقبل عينيه ويلثم فاه ويقول: أنت سيد ابن سيد، أنت إمام ابن إمام، أخو إمام، أبو أئمة، أنت حجة الله ابن حجته وأبو حجج تسعة من صلبك تاسعهم قائمهم.

2 ـ روى الشيخ الصفّار في كتابه بصائر الدرجات، (1/182) ، برقم (343) ، انتشارات المكتبة الحيدرية، بسند موثق، قال:
حدثنا محمّد بن الحسين، عن عبد الله بن جبلة، عن معاوية بن عمار، عن جعفر، عن أبيه [الباقر] ، عن جدّه [الحسين الشهيد] عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: يا عليّ؛ لقد مثلت لي أُمّتي في الطين، حتّى رأيتُ صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن يخلق الأجساد، وإني مررت بك وبشيعتك فاستغفرتُ لكم. فقال علىّ: يا نبيّ الله؛ زدني فيهم. قال: نعم يا عليّ؛ تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهُكم كالقمر ليلة البدر، وقد فُرِّجت عنكم الشدائدُ، وذهبتْ عنكم الأحزانُ، تستظلّون تحت العرش، يخاف الناسُ ولا تخافون، ويحزن الناس ولا تحزنون، وتوضعُ لكم مائدةٌ والناس في الحساب.

3 ـ روى الشيخ الصدوق في كتاب معاني الأخبار (ص396) برقم (53) بسند موثق، قال:
حدثنا محمد بن موسى بن المتوكل رضي الله عنه، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد، قال: حدثنا الحسن بن علي بن فضال، عن عبد الرحمن بن الحجاج، عن سدير الصيرفي، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه [الإمام الباقر] ، عن جده [الإمام الحسين] ، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: خُلق نور فاطمة (عليها السلام) قبل أن تُخلق الأرض والسماء. فقال بعض الناس: يا نبي الله؛ فليست هي إنسية؟ فقال صلى الله عليه وآله: فاطمة حوراء إنسية. قال: يا نبي الله؛ وكيف هي حوراء إنسية؟ قال: خلقها الله عز وجل من نوره قبل أن يخلق آدم إذ كانت الأرواح، فلما خلق الله عز وجل آدم عرضت على آدم. قيل: يا نبي الله وأين كانت فاطمة؟ قال: كانت في حُقّة تحت ساق العرش. قالوا: يا نبي الله؛ فما كان طعامها؟ قال: التسبيح والتهليل والتحميد، فلما خلق الله عز وجل آدم وأخرجني من صلبه، أحب الله عز وجل أن يخرجها من صلبي، جعلها تفاحة في الجنة وأتاني بها جبرئيل عليه السلام، فقال لي: السلام عليك ورحمة الله وبركاته يا محمد، قلت: وعليك السلام ورحمة الله حبيبي جبرئيل. فقال: يا محمد؛ إنَّ ربك يقرئك السلام. قلت: منه السلام وإليه يعود السلام. قال: يا محمد إنَّ هذه تفاحة أهداها الله عز وجل إليك من الجنة، فأخذتها وضممتها إلى صدري. قال: يا محمد يقول الله جل جلاله: كلها. ففلقتها فرأيت نوراً ساطعاً ففزعت منه، فقال: يا محمد مالك لا تأكل؟ كلها ولا تخف، فإن ذلك النور المنصورة في السماء وهي في الأرض فاطمة، قلت: حبيبي جبرئيل، ولم سميت في السماء (المنصورة) وفي الأرض (فاطمة)؟ قال: سميت في الأرض (فاطمة) لأنها فطمت شيعتها من النار وفطم أعداءها عن حبها، وهي في السماء (المنصورة) وذلك قول الله عز وجل: (يومئذ يفرح المؤمنون ، بنصر الله ينصر من يشاء) [الروم: 4 ـ 5] يعني نصر فاطمة لمحبيها.
انتهى بنصه، وعنه بحار الأنوار، ج43، ص4، برقم3 .

4 ـ روى الشيخ الصدوق في كتاب معاني الأخبار (ص90) ، باب معنى الثقلين والعترة، وفي كتاب كمال الدين (1/240) ، بسند صحيح، قال:
حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي الله عنه، قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن محمد بن أبي عمير، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين عليهم السلام، قال:
سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ ع عَنْ مَعْنَى قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ: (إِنِّي مُخَلِّفٌ فِيكُمُ الثَّقَلَيْنِ كِتَابَ اللَّهِ وَعِتْرَتِي) ، مِنَ الْعِتْرَةِ؟ فَقَالَ: أَنَا وَالْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ وَالأَئِمَّةُ التِّسْعَةُ مِنْ وُلْدِ الْحُسَيْنِ تَاسِعُهُمْ مَهْدِيُّهُمْ وَقَائِمُهُمْ لا يُفَارِقُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَلا يُفَارِقُهُمْ حَتَّى يَرِدُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) حَوْضَه.

5 ـ روى الشيخ الصدوق في كتاب كمال الدين (1/287) بسند موثق، قال:
حدثنا أبي؛ ومحمد بن الحسن؛ ومحمد بن موسى المتوكِّل رضي الله عنهم، قالوا: حدثنا سعد بن عبدالله ؛ وعبد الله بن جعفر الحميري؛ ومحمد بن يحيى العطار جميعاً، قالوا: حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى؛ وإبراهيم بن هاشم؛ وأحمد بن أبي عبد الله البرقي؛ ومحمد بن الحسين بن أبي الخطاب جميعاً، قالوا: حدثنا أبو علي الحسن بن محبوب السراد، عن داود بن الحصين، عن أبي بصير، عن الصادق جعفر بن محمد، عن آبائه [الباقر والسجاد والحسين وعلي] عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته كنيتي، أشبه الناس بي خَلْقاً وخُلُقاً، تكون له غيبةٌ وحيرةٌ، حتى تضلّ الخلق عن أديانهم، فعند ذلك يقبل كالشهاب الثاقب، فيملأها قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظُلماً وجوراً.

6 ـ روى الشيخ الصدوق في المجلس التاسع والسبعين من كتاب الأمالي (ص522) بسند صحيح، قال:
حدثنا علي بن الحسين بن شاذويه المؤدب؛ وجعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه، قالا: حدثنا محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن الريان بن الصلت، قال: حَضَرَ الرِّضَا عليه السلام مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ بِمَرْوَ وَقَدِ اجْتَمَعَ فِي مَجْلِسِهِ جَمَاعَةٌ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ الْعِرَاقِ وَخُرَاسَانَ... الخبر.
فذكر كلاماً للإمام الرضا عليه السلام قال فيه:
حَدَّثَنِي أَبِي [الإمام موسى الكاظم] ، عَنْ جَدِّي [الإمام جعفر الصادق]، عَنْ آبَائِهِ [الباقر وزين العابدين] ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عليهم السلام، قَالَ: اجْتَمَعَ الْمُهَاجِرُونَ وَالأَنْصَارُ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله، فَقَالُوا: إِنَّ لَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ مَئُونَةً فِي نَفَقَتِكَ وَفِيمَنْ يَأْتِيكَ مِنَ الْوُفُودِ، وَهَذِهِ أَمْوَالُنَا مَعَ دِمَائِنَا فَاحْكُمْ فِيهَا بَارّاً مَأْجُوراً، أَعْطِ مَا شِئْتَ وَأَمْسِكْ مَا شِئْتَ مِنْ غَيْرِ حَرَجٍ. قَالَ: فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ الرُّوحَ الأَمِينَ، فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) يَعْنِي أَنْ تَوَدُّوا قَرَابَتِي مِنْ بَعْدِي، فَخَرَجُوا فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: مَا حَمَلَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله عَلَى تَرْكِ مَا عَرَضْنَا عَلَيْهِ إِلاَّ لِيَحُثَّنَا عَلَى قَرَابَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ، إِنْ هُوَ إِلاَّ شَيْءٌ افْتَرَاهُ فِي مَجْلِسِهِ، وَكَانَ ذَلِكَ مِنْ قَوْلِهِمْ عَظِيماً، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ هَذِهِ الْآيَةَ: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرى عَلَى اللَّهِ كَذِباً) الآيَةَ، وَأَنْزَلَ: (أَمْ يَقُولُونَ افْتَراهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَلا تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اللَّهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِما تُفِيضُونَ فِيهِ كَفى بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) .
فَبَعَثَ إِلَيْهِمُ النَّبِيُّ ـ صلى الله عليه وآله ـ فَقَالَ: هَلْ مِنْ حَدَثٍ؟
فَقَالُوا: إِي وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَقَدْ قَالَ بَعْضُنَا كَلاماً غَلِيظاً كَرِهْنَاهُ.
فَتَلا عَلَيْهِمْ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وآله ـ الآيَةَ، فَبَكَوْا وَاشْتَدَّ بُكَاؤُهُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: (وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَيَعْفُوا عَنِ السَّيِّئاتِ وَيَعْلَمُ ما تَفْعَلُونَ) .

7 ـ روى الشيخ الكليني في الكافي (5/324) بسند صحيح، قال:
عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؛ ومحمد بن يحيى، عن أحمد بن عيسى؛ وعلي بن إبراهيم، عن أبيه، جميعاً عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي حمزة، قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: كنا عند النبي (صلى الله عليه وآله) فقال: إنَّ خير نسائكم الولود الودود العفيفة، العزيزة في أهلها، الذليلة مع بعلها، المتبرجة مع زوجها، الحصان على غيره، التي تسمع قوله وتطيع أمره، وإذا خلا بها بذلت له ما يريد منها، ولم تبذل كتبذل الرجل.
وروى الشيخ الكليني في الباب الذي يليه حديثاً الإسناد نفسه يظهر أنه تتمة هذا الحديث، ونصه:
ألا أخبركم بشرار نسائكم؟ الذليلة في أهلها، العزيزة مع بعلها، العقيم الحقود، التي لا تورع من قبيح، المتبرجة إذا غاب عنها بعلها، الحصان معه إذا حضر، لا تسمع قوله ولا تطيع أمره، وإذا خلا بها بعلها تمنعت منه كما تمنع الصعبة عن ركوبها، لا تقبل منه عذراً ولا تغفر له ذنباً.

8 ـ روى الشيخ الصدوق في المجلس الستين من كتاب الأمالي (ص379) برقم (5) بسند صحيح، قال:
حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه، قال: حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، عن عمه عبد الله بن عامر، عن محمد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن أبان بن تغلب، عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر، عن أبيه [زين العابدين] ، عن جده [الحسين الشهيد] عليهم السلام، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: من أراد التوسل إلي، وأن يكون له عندي يد أشفع له بها يوم القيامة، فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم.

9 ـ روى الشيخ الصدوق في المجلس السادس من كتاب الأمالي (ص20) برقم (3) بسند صحيح، قال:
حدثنا محمد بن الحسن رحمه الله، قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، قال: حدثنا العباس بن معروف، قال: حدثنا محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه [الباقر] ، عن جده [الحسين الشهيد] عليهم السلام، قال: مر رسول الله (صلى الله عليه وآله) بقوم يربعون حجراً، قال: ما هذا؟ قالوا: نعرف بذلك أشدنا وأقوانا. فقال صلى الله عليه وآله: ألا أخبركم بأشدكم وأقواكم؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: أشدكم وأقواكم الذي إذا رضي لم يدخله رضاه في إثم ولا باطل، وإذا سخط لم يخرجه سخطه من قول الحق، وإذا قدر لم يتعاط ما ليس له بحق.

10 ـ روى الشيخ المفيد في المجلس الرابع والعشرين من كتابه الأمالي (ص211) برقم (1) بسند صحيح، قال:
أخبرني أبو غالب أحمد بن محمد الزراري، قال: حدثني أبو طاهر محمد بن سليمان الزراري، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن محمد بن يحيى الخزاز، عن غياث بن إبراهيم، عن أبي عبد الله الصادق جعفر بن محمد صلوات الله عليهما، عن أبيه [الباقر] ، عن جده [الحسين الشهيد] عليهم السلام، قال: كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا خطب حمد الله وأثنى عليه ثم قال: أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وأفضل الهدى هدى محمد، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة. ويرفع صوته، وتحمار وجنتاه، ويذكر الساعة وقيامها حتى كأنه منذر جيش، يقول: صبحتكم الساعة، مستكم الساعة، ثم يقول: بعثت أنا والساعة كهاتين ويجمع بين سبابتيه، من ترك مالا فلأهله، ومن ترك ديناً فعليَّ وإليَّ.

هذه نماذج توفرت عندي، ولو تفرغت للبحث لاستخرجت الكثير.

والله لي التوفيق.