شبهة حديث تفسير قوله تعالى (فخانتاهما) في تفسير القمي

جابر المحمدي

فلأجعَلنّ الحُزنَ بعدك مؤنسي
28 أبريل 2010
271
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم ،
والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى ابي القاسم محمد ،
وعلى آله الطيبين الطاهرين ،.
واللعنة الابدية السرمدية الخالدة على اعدائهم من الاولين والآخرين ،.


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،


<< حديث تفسير قوله تعالى "فخانتاهما" في تفسير القمي >>



قال الوهابي مُحتجاً:

إننكم تتهمون عرض النبي بالزنا حيث رويتم في كتاب تفسير القمي ج 2 - ص 377:
"قال علي بن إبراهيم في قوله ( ضرب الله مثلا ) ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال : ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ) فقال والله ما عنى بقوله فخانتاهما إلا الفاحشة وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق وكان فلان يحبها فلما أرادت ان تخرج إلى البصرة قال لها فلان لا يحل لك ان تخرجي من غير محرم فزوجت نفسها من فلان ".


والرد على هذه الشبهة من وجه واحد نكتفي به وهو :


بيان ان ما ذكره القمي في التفسير هو رواية لا رأي
،،.


يقول العلامة ميرزا محمد تقي المامقاني في كتابه صحيفه الابرار ج2 ص 531:
"تفسير القمي : كتاب تفسير الشيخ الثقة الجليل علي بن ابراهيم بن هاشم القمي رحمه الله،وهو من التفاسير المعروفة مشتمل على جملة وافية من الاخبار الواردة في التفسير، وقد جرى دأبه في كتابه ذلك في تفسير بعض الايات على الاكتفاء بلفظ قال، وقد ذكر بعض اصحابنا ان المراد بفاعل قال الصادق عليه السلام وليس ببعيد والا لكان كثير من مقولات قوله تفسيراً بالراي ، كما لا يخفى على من راجعه ، وهو بعيد عن مثله بل غير جائز قطعاً لاحتراز الشيعة عن ذلك غاية الاحتراز ، فلا بد من كونها منقولة عن المعصوم عليه السلام ، إما باللفظ وإما بالمعنى . ".

وعليه فيتبين لك ضعف سند الرواية التي احتج بها الوهابي في اثبات اتهام عائشة بالزنا والعياذ بالله ، مع انّ الزنا أحد مصاديق الفاحشة ، والخروج على الامام المعصوم عليه السلام ومحاربته ،أيضا من مصاديق الفاحشة ، بل اعظمها واكبرها .


ومما يُؤكد قول الميرزا محمد تقي ، هو ما نقله السيد هاشم البحراني بسنده الصحيح المعتبر عن نفس المؤلف للتفسير في كتابه تفسير البرهان ج1 ص78، حيث قال :
"باب في ما ذكره الشيخ علي بن ابراهيم في مطلع تفسيره

قال :بسم الله الرحمن الرحيم تفسير الكاب المجيد المنزل من عند العزيز الحميد الفعال لما يريد على محمد النبي الرشيد صلى الله عليه وآله ، وهو تفسير مولانا ابي عبدالله جعفر بن محمد الصادق صلى الله عليه وعلى آبائه وأبنائه وسلّم تسليماً.قال أمير المؤمنين عليه السلام ......الخ".


وقال السيد التوبلي البحراني في غاية المرام ج 3 - ص 281:
"الحديث الخامس : علي بن إبراهيم في تفسيره وهو منسوب إلى الصادق ( عليه السلام ) قال : ( قال ورهطك منهم المخلصين ) * وقال : قال : " نزلت بمكة فجمع رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بني هاشم وهم أربعون رجلا كل واحد منهم يأكل الجذع ويشرب القربة ،....الخ".

وكذلك في - ج 3 - ص 136:
"الحديث الرابع والعشرون : علي بن إبراهيم في تفسيره في معنى الآية قال : قال : " يوم القيامة يناديهم مناد ليقم أبو بكر وشيعته وعمر وشيعته وعثمان وشيعته وعلي وشيعته " . وتفسير علي بن إبراهيم منسوب إلى الصادق ( عليه السلام ) .".


وبذلك يتبين لك ضعف حجة السلفي ، ونحتم بقول العلامة المجلسي رضي الله عنه في البحار ج 32 - ص 106 ح77 :"تفسير علي بن إبراهيم : قال علي بن إبراهيم في قوله : " وضرب الله مثلا " ثم ضرب الله فيهما مثلا فقال : * ( ضرب الله مثلا للذين كفروا امرأة نوح وامرأة لوط كانتا تحت عبدين من عبادنا صالحين فخانتاهما ) * قال : والله ما عنا بقوله ...... بيان : المراد بفلان طلحة وهذا إن كان رواية فهي شاذة مخالفة لبعض الأصول ، وإن كان قد يبدو من طلحة ما يدل على أنه كان في ضميره الخبيث مثل ذلك لكن وقوع أمثال ذلك بعيد عقلا ونقلا وعرفا وعادة وترك التعرض لأمثاله أولى".



والحمد لله ربّ العالمين.

جابر المحمدي المهاجر،