كيف سيكون مصيرك في أول يوم لك من آيام الآخرة (الموت) ؟ ادخل لتعرف

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين

روى الشيخ الكليني أعلى الله مقامه عن: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، والحسن بن علي جميعا، عن أبي جميلة مفضل ابن صالح، عن جابر، عن عبد الأعلى، وعلي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إبراهيم، عن عبد الأعلى، عن سويد بن غفلة قال:
قال أمير المؤمنين صلوات الله عليه: إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة مثُلَ له ماله وولده وعمله، فيلتفت إلى ماله فيقول: والله إني كنت عليك حريصا شحيحا فمالي عندك؟
فيقول: خذ مني كفنك.
قال: فيلتفت إلى ولده فيقول: والله إني كنت لكم محبا وإني كنت عليكم محاميا فماذا لي عندكم؟
فيقولون: نؤديك إلى حفرتك نواريك فيها.
قال: فيلتفت إلى عمله فيقول: والله إني كنت فيك لزاهدا وإن كنت علي لثقيلا فماذا عندك؟
فيقول: أنا قرينك في قبرك ويوم نشرك حتى أعرض أنا وأنت على ربك.

قال: فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا وأحسنهم رياشا فقال: أبشر بروح وريحان وجنة نعيم ومقدمك خير مقدم، فيقول له: من أنت ؟ فيقول: أنا عملك الصالح ارتحل من الدنيا إلى الجنة وإنه ليعرف غاسله ويناشد حامله أن يعجله فإذا ادخل قبره أتاه ملكا القبر يجران أشعارهما ويخدان الأرض بأقدامهما، أصواتهما كالرعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف فيقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
فيقول: الله ربي وديني الإسلام، ونبيي محمد (صلى الله عليه وآله).
فيقولان له: ثبتك الله فيما تحب وترضى، وهو قول الله عز وجل: {يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} ثم يفسحان له في قبره مد بصره ثم يفتحان له بابا إلى الجنة، ثم يقولان له: نم قرير العين، نوم الشاب الناعم، فإن الله عز وجل يقول: {أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلًا}.
قال: وإن كان لربه عدوا فإنه يأتيه أقبح من خلق الله زيا ورؤيا وأنته ريحا فيقول له: أبشر بنزل من حميم وتصلية جحيم وإنه ليعرف غاسله ويناشد حملته أن يحبسوه فإذا أدخل القبر أتاه ممتحنا القبر فألقيا عنه أكفانه ثم يقولان له: من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟
فيقول: لا أدري.
فيقولان: لا دريت ولا هديت، فيضربان يافوخه بمرزبة معهما ضربة ما خلق الله عز وجل من دابة إلا وتذعر لها ماخلا الثقلين ثم يفتحان له بابا إلى النار، ثم يقولان له: نم بشر حال فيه من الضيق مثل ما فيه القنا من الزج حتى أن دماغه ليخرج من بين ظفره ولحمه ويسلط الله عليه حيات الأرض وعقاربها وهوامها فتنهشه حتى يبعثه الله من قبره وإنه ليتمنى قيام الساعة فيما هو فيه من الشر.
الكافي ج 3 ص 231




بشارة للشيعة خاصة

نسأل الله أن يجيرنا من أهوال الموت وما بعده ... ولا ريب أن موالاتنا للمعصومين عليهم السلام هي من جملة أعمالنا بل هي خير أعمالنا التي نرجو أن يدفع بها الله تعالى عنا تلك الأهوال، وقد نصت على ذلك روايات كثيرة، منها:

ما رواه الشيخ الكليني قدس سره: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير الصيرفي قال: قلت لأبي عبد الله (عليه السلام) : جعلت فداك يا ابن رسول الله هل يكره المؤمن على قبض روحه؟
قال: لا والله إنه إذا أتاه ملك الموت لقبض روح جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت: يا ولي الله لا تجزع فوالذي بعث محمدا (صلى الله عليه وآله) لأنا أبر بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر... قال: ويمثل له رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة من ذريتهم عليهم السلام فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمة رفقاؤك، قال: فيفتح عينيه فينظر فينادي روحه مناد من قبل رب العزة فيقول: {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} إلى محمد وأهل بيته {ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً} بالولاية {مَّرْضِيَّةً} بالثواب {فَادْخُلِي فِي عِبَادِي} يعني محمداً وأهل بيته {وَادْخُلِي جَنَّتِي}.
فما شيء أحب إليه من استلال روحه واللحوق بالمنادي.
الكافي ج 3 ص 127



وقال الشيخ الطوسي قدس سره: وعنه، قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل، قال: حدثنا محمد بن علي بن مهدي الكندي العطار بالكوفة وغيره، قال: حدثنا محمد بن علي بن عمرو بن طريف الحجري، قال: حدثني أبي، عن جميل بن صالح، عن أبي خالد الكابلي، عن الاصبغ بن نباتة، قال:
دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) في نفر من الشيعة وكنت فيهم، فجعل - يعني الحارث - يتأود في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضا، فأقبل عليه أمير المؤمنين (عليه السلام) وكانت له منه منزلة، فقال: كيف تجدك، يا حارث؟
قال: نال الدهر مني يا أمير المؤمنين، وزادني أوارا وغليلا اختصام أصحابك ببابك.
قال: وفيم خصومتهم؟
قال: في شأنك والبلية من قبلك، فمن مفرط غال ومقتصد قال، ومن متردد مرتاب لا يدري أيقدم أو يحجم.
قال: فحسبك يا أخا همدان، ألا إن خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي، وبهم يلحق التالي.
قال: لو كشفت - فداك أبي وأمي - الرين عن قلوبنا، وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا؟
قال: قدك ، فإنك امرؤ ملبوس عليك، إن دين الله لا يعرف بالرجال، بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله.
يا حار، إن الحق أحسن الحديث، والصادع به مجاهد، وبالحق أخبرك فارعني سمعك، ثم خبّر به من كانت له حصانة من أصحابك، ألا إني عبد الله وأخو رسوله، وصديقه الأول، قد صدقته وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا، فنحن الأولون ونحن الآخرون، ألا وأنا خاصته - يا حار - وخالصته وصنوه، ووصيه ووليه، وصاحب نجواه وسره، أوتيت فهم الكتاب وفصل الخطاب، وعلم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد، وأيدت - أو قال: أمددت - بليلة القدر نفلا، وإن ذلك ليجري لي ولمن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
وأبشرك - يا حار - ليعرفني، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، وليي وعدوي في مواطن شتى، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة.
قال: قلت: وما المقاسمة، يا مولاي؟
قال: مقاسمة النار، أقاسمها قسمة صحاحا، أقول: هذا وليي، وهذا عدوي.
ثم أخذ أمير المؤمنين (عليه السلام) بيد الحارث وقال: يا حار، أخذت بيدك كما أخذ رسول الله (صلى الله عليه وآله) بيدي، فقال: لي واشتكيت إليه حسد قريش والمنافقين لي: إنه إذا كان يوم القيامة أخذت بحبل - أو بحجزة، يعني عصمة - من ذي العرش (تعالى) وأخذت أنت يا علي بحجزتي، وأخذت ذريتك بحجزتك، وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه، وما يصنع نبيه بوصيه.
خذها إليك يا حار قصيرة من طويلة، أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت - أو قال: ما اكتسبت - قالها ثلاثا.
فقال الحارث - وقام يجر رداءه جذلا - : ما أبالي وربي بعد هذا، متى لقيت الموت أو لقيني.

قال جميل بن صالح: فأنشدني السيد بن محمد في كتابه:

قول علي لحارثٍ عجب * كم ثم أعجوبة له حملا
ياحار همدان من يمت يرني * من مؤمن أو منافق قبلا
يعرفني طرفه وأعرفه * بنعته واسمه وما فعلا
وأنت عند الصراط تعرفني * فلا تخف عثرة ولا زللا
أسقيك من بارد على ظمأ * تخاله في الحلاوة العسلا
أقول للنار حين تعرض للعرض * دعيه لا تقبلي الرجلا
دعيه لا تقربيه إن له * حبلا بحبل الوصي متصلا
أمالي الشيخ الطوسي ص 625