هدم نظرية (عدالة جميع الصحابة) وتحطيم أركانها وتهديم أسسها إلى الأبد

عبدالحي

عَبْدُالْحَيّ الطالبي
4 يوليو 2010
51
0
0
سلسة الأحاديث الصحيحة:
إثبات أذى (الصحابة) لرسول الله صلى الله عليه وآله حتى آخر لحظات حياته الشريفة


الأثر الذي سنورده هنا أثر في غاية الصحة، ورواته في غاية الاعتبار، ومن رجال الصحيحين..
وهو أثر يثبت شدة الأذى الذي كان يلقاه رسول الله صلى الله عليه وآله من بعض من يسمونهم أهل السنة بالصحابة حتى آخر لحظة من لحظات حياته الكريمة..
وهو دليل على أن بعض الصحابة على الأقل ليسوا جديرين بالتوثيق أو التعديل، وكانوا مكشوفين، واذاهم واضح..وبهذا تسقط نظرية عدالة الصحابة المهترئة
كيف لأهل السنة أن يضفوا صفة العدالة على الصحابة أكتعين أجمعين، دون أن يراعوا أن هؤلاء قد ألحقوا الأذى برسول الله صلى الله عليه وآله حتى آخر يوم في حياته..
وإليكم هذا الأثر

- سنن الدارمى - عبدالله بن بهرام الدارمي ج 1 ص 35 :
( باب في وفاة النبي صلى الله عليه وسلم ) ( حدثنا ) سليمان بن حرب (ثقة إمام حافظ) انا حماد بن زيد(ثقة ثبت فقيه) عن أيوب (وهو السختياني، ثقة ثبت حجة من كبار الفقهاء العباد) عن عكرمة (ثقة ثبت عالم بالتفسير) قال قال العباس رضي الله تعالى عنه لاعلمن ما بقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا فقال يا رسول الله اني رأيتهم قد آذوك وآذك غبارهم فلو اتخذت عريشا تكلمهم منه فقال لا أزال بين أظهرهم يطؤن عقبي وينازعوني ردائي حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم قال فعلمت ان بقاءه فينا قليل

أقول: والحديث السابق مرسل من قبل عكرمة، لكن البزار رواه موصولاً:

حدثنا أحمد بن عثمان بن حكيم (ثقة من رجال الصحيحين) قال نا أبو غسان (وهو مالك بن إسماعيل، ثقة متقن) قال نا سفيان بن عيينة (إمام حجة) عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال قال العباس قلت لا أدري ما بقاء رسول الله فينا فقلت يا رسول الله لو اتخذت عريشا يظلك قال لا أزال بين أظهرهم يطؤون عقبي وينازعوني ردائي حتى يكون الله يريحني منهم

- مجمع الزوائد - الهيثمي ج 9 ص 21 :
وعن ابن عباس قال قال العباس .... رواه البزار ورجاله رجال الصحيح
.......................................................

الأثر السابق يثبت أموراً، منها :
- بعض من يسمون صحابة ظلماً وعدواناً لا يساوون فلساً،، وقد آذوا رسول الله صلى الله عليه وآله حتى آخر لحظة في حياته.. وبالتالي دعوى أن كل الصحابة عدول يجب أن تبل ويشرب ماؤها، ويجب أن تنتهي هذه الخرافة من الوجود..
- دعوى أن جماعة من المنافقين لم يكونوا معروفين للناس وأن الرسول صلى الله أخفى أسماءهم يجب أن تنتهي بهذا الحديث.. قد يكون حال البعض كذلك، لكن الأكيد أن كثيرين كانوا معروفين بأذاهم لرسول الله صلى الله عليه وآله..
- أن أذى هؤلاء الذين صنّفهم أهل السنة من الصحابة قد بلغ حداً لدرجة أن رجلاً كالعباس اقترح على رسول الله صلى الله عليه وآله أن يحتجب عن الناس.. وهو تعبير عن شدة الأذى.. وتعبير يوحي بأن هؤلاء ليسوا بالقلة أو النفر المعدود على الأصابع بحيث يمكن التخلص منهم ولا يسببون إزعاجاً..
- استخدم رسول الله صلى الله عليه وآله عبارة (حتى يكون الله هو الذي يريحني منهم) أو ( حتى يرحني الله منهم) وهي عبارة تدل صراحة على استمرار الأذى حتى رحيله صلى الله عليه وآله.. ويمكن استنتاج ذلك أيضاً من قول العباس نفسه بأن يريد أن يرى مدة بقاء رسول الله صلى الله عليه وآله فيهم، وكذلك تأكيده بأن بقاءه فيهم قليل..

فهل بعد هذا هناك ما يسمّى بعدالة جميع الصحابة يا أصحاب العقول من أهل السنة؟