هل تمرد معاوية على علي بسبب المطالبة بدم عثمان ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

نواف

New Member
16 مايو 2010
46
0
0
إن تمرد معاوية على الإمام علي وامتناعه عن البيعة له لهو موضوع مهم جدا , حيث شكلت حركة التمرد هذه منعطف كبيرا في وحدة المسلمين فقد قسمتهم قسمين , واستمر هذا الإنقسام إلى يومنا هذا , فلذلك يهمنا معرفة أسباب الإنقسام التي شقت صفوف المسلمين وراح ضحيته آلاف من القتلى . وإني عكفت على دراسة هذا الموضوع جيدا جدا وتتبعه والربط بين الأحداث وتتبع خيوط الأحداث .

وسأعرض هذا الموضوع للتعقيبات والمشاركات من شتى الأطراف والتيارات .

وبداية أحب أن أعرض آراء الطوائف الإسلامية حول هذا التمرد , وفي الحقيقة انحصرت تلك الآراء في رأيين وهما :

الرأي الأول : يرى أن معاوية كان صادقا في مبرراته و أنه إنما تمرد بسبب مطالبته بدم عثمان وخصوصا أنهم من كبار قواد جبش الإمام علي . وأن معاوية لم يتمرد من أجل الخلافة وطمعا بها وأنه كان سيسلم له بالامر لو كان الإمام علي سلمه القتلة . وأنه مجتهد وله أجر. وهذا رأي أهل السنة

الرأي الثاني : يرى أن معاوية لم يكن صادقا في مبرراته . وأنه قاتل من أجل الخلافة , وأن مطالبته بدم عثمان ما هي إلا ذريعة وحجة للتمرد على الإمام علي . وذريعة قميص عثمان يضرب به المثل في الحجج التي هي ليست الحجة الحقيقية و أن هناك نوايا أخرى غير النوايا المعلنة . وهذا رأي باقي طوائف المسلمين .

وقد يقول قائل : ما الداعي أو ما الفائدة من فتح ملفات مضى عليها أكثر من 1400 سنة !

في الحقيقة أذا عرف السبب بطل العجب , فأتباع كلا الرأيين يرون أنه من لم يتبع رأيهم فهو ضال مبتدع خارج عن الفرقة الناجية لذا علينا أن نعرف ما الذي حصل بالضبط في هذه الفترة الذي على أساسه تم التبديع والتضليل !
طبعا من المعلوم أنه بويع للإمام علي في المدينة بعد مقتل عثمان . و أذعنت للإمام علي جميع الولايات باستثناء الشام فقد تمردوا على الإمام علي . و الآن سنسلط الضوء على مبررات التمرد من كلام المتمردين أنفسهم ومن الشواهد التاريخية الصحيحة .

إدعاء معاوية أنه مستعد لمبايعة علي إذا سلمه قتلة عثمان :
أولا هذا الكلام لم يثبت على لسان معاوية معاوية يسند صحيح أو حسن , ومن لديه فليأتي به .
هل الشواهد والقرائن المحيطة تساعد على حسن الظن بمعاوية :

الشاهد الأول:

حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُوسَى أَخْبَرَنَا هِشَامٌ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَالِمٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ وَأَخْبَرَنِي ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
دَخَلْتُ عَلَى حَفْصَةَ وَنَسْوَاتُهَا تَنْطُفُ قُلْتُ قَدْ كَانَ مِنْ أَمْرِ النَّاسِ مَا تَرَيْنَ فَلَمْ يُجْعَلْ لِي مِنْ الْأَمْرِ شَيْءٌ فَقَالَتْ الْحَقْ فَإِنَّهُمْ يَنْتَظِرُونَكَ وَأَخْشَى أَنْ يَكُونَ فِي احْتِبَاسِكَ عَنْهُمْ فُرْقَةٌ فَلَمْ تَدَعْهُ حَتَّى ذَهَبَ فَلَمَّا تَفَرَّقَ النَّاسُ خَطَبَ مُعَاوِيَةُ قَالَ مَنْ كَانَ يُرِيدُ أَنْ يَتَكَلَّمَ فِي هَذَا الْأَمْرِ فَلْيُطْلِعْ لَنَا قَرْنَهُ فَلَنَحْنُ أَحَقُّ بِهِ مِنْهُ وَمِنْ أَبِيهِ قَالَ حَبِيبُ بْنُ مَسْلَمَةَ فَهَلَّا أَجَبْتَهُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ فَحَلَلْتُ حُبْوَتِي وَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ أَحَقُّ بِهَذَا الْأَمْرِ مِنْكَ مَنْ قَاتَلَكَ وَأَبَاكَ عَلَى الْإِسْلَامِ فَخَشِيتُ أَنْ أَقُولَ كَلِمَةً تُفَرِّقُ بَيْنَ الْجَمْعِ وَتَسْفِكُ الدَّمَ وَيُحْمَلُ عَنِّي غَيْرُ ذَلِكَ فَذَكَرْتُ مَا أَعَدَّ اللَّهُ فِي الْجِنَانِ قَالَ حَبِيبٌ حُفِظْتَ وَعُصِمْتَ. رواه البخاري

وقد يسأل سائل متى كانت هذه الخطبة , زعم بعض المحبين لمعاوية أنها في بيعة يزيد . ولكن هذا خطأ من الناحية العلمية والنقلية . فقد ثبت بسند صحيح أنها كانت بعد تفرق الحكمان :

عن معمر عن الزهري عن سالم عن ابن عمر قال معمر : وأخبرني ابن طاووس عن عكرمة بن خالد عن ابن عمر قال : دخلت على حفصة ونوساتها تنطف ، فقلت : قد كان من أمر الناس ما ترين ، ولم يجعل لي من الامر شئ ، قالت : فالحق بهم فإنهم ينتظرونك ، والذي أخشى أن يكون في احتباسك عنهم فرقة ، فلم تدعه حتى يذهب ، فلما تفرق الحكمان خطب معاوية فقال :
من كان متكلما فليطلع قرنه. رواه عبد الرزاق

في الحقيقة هذه اللهجة التي كان يتكلم فيها معاوية لا تساعد على تحسين الظن . إنها لهجة مستبدة في محضر كبار الصحابة . وقد أثبتنا أنها كانت في حياة الإمام علي وأنه يرى أنه أحق بالأمر من أي شخص آخر منه ومن أبيه وحسبك ما هم به ابن عمر من الرد عليه رد قاس .,فالمسألة تتعدى كونها ثأرا لدم .

الشاهد الثاني :

قال: أخبرنا عفان بن مسلم وعمرو بن عاصم الكلابي ويعقوب بن إسحاق الحضرمي قالوا: حدثنا سليمان بن المغيرة عن حميد بن هلال عن أبي بردة قال: قال أبو موسى: كتب إلي معاوية: سلام عليك، أما بعدفإن عمرو بن العاص قد بايعني على الذي قد بايعني عليه وأقسم بالله لئن بايعتني على ما بايعني عليه لأبعثن ابنيك أحدهما على البصرة والأخر على الكوفة، ولا يغلق دونك باب، ولا تقضى دونك حاجة، وإني كتبت إليك بخط يدي فاكتب إلي بخط يدك. فقال: يا بني إنما تعلمت المعجم بعد وفاة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال وكتب إليه مثل العقارب: أما بعد فإنك كتبت إلي في جسيم أمر أمة محمد، صلى الله عليه وسلم، لا حاجة لي فيما عرضت علي. قال فلما ولي أتيته فلم يغلق دوني باب ولم تكن لي حاجة إلا قضيت. رواه ابن سعد بسند صحيح

الحديث واضح وصريح لا يحتاج إلى شرح ولا إلى توضيح فالرجل كان يريد رشوة أبي موسى كي يبايعه على الخلافة لأنه كان أبو موسى منتدب إلى الإمام علي في التحكيم بينه وبين معاوية فالمسألة أكبر من مسألة اقتصاص من قتلة أو تسليم قتلة , المسألة أن معاوية يريد الخلافة , والتمس العذر والتكلف في التماس العذر أظنه نوع من السذاجة .

الشاهد الثالث :

أخبرنا معاذ بن معاذ قال: أخبرنا أبو عون عن الحسن قال: كان الحكمان أبو موسى وعمرو بن العاص، وكان أحدهما يبتغي الدنيا والأخر يبتغي الآخرة. رواه ابن سعد بسند صحيح

فمن خلال هذه الشواهد لانستطيع أن نحسن الظن بمعاوية لأن معاوية لم يبدي أي حسن نية في قتاله مع علي . ولا يوجد أي دليل أنه كان سبب قتاله لعلي أنه كان يريد تقديم القصاص على البيعة . نعم قد يكون سبب حنقه على الإمام علي أن قتلة عثمان كانوا يجيشه . لكن هذا لايعني أنه كان لايطمع في الخلافة لنفسه و أنها حجة في محجة !.
إني كتبت هذا البحث ويسعدني مشاركة الأخوان من استفسار أو تعقيب أو وجهة نظر