سلسلة الأخطاء الحديثية التي وقع بها الشيخ ( محمد الأمين) في بحوثه

نواف

New Member
16 مايو 2010
46
0
0

لقد اشتهر في أوساط النقاش السني - الشيعي إسم الشيخ ( محمد الأمين ) وهو شيخ وهابي يتهم بالنصب ، عالم متضلع في علم الحديث السني ، له مشاركات على النت فيها فوائد علمية ولديه ردود على الشيعة . و لكن لفت نظري في بحوثه وقوعه في بعض الأخطاء العلمية التي سببها من وجهة نظري هو المسارعة في الرد على الشيعة والحرص الزائد في دحض حججهم ، وهذا الداء للاسف مصاب به كثير من المحاورين السنة و الشيعة فتراه يدفعه نصرة مذهبه إلى إغفال قواعد البحث العلمي و الموضوعية . و إني في هذه المشاركة سأتعرض لمثال ، وسأتبعه بإذنه تعالى مزيد من الأمثلة

قال الشيخ الأمين في خضم دفاعه عن مروان بن الحكم و تبرئته من قتل طلحة :محمد بن سيرين. ابن سيرين وقد ولد لسنتين بقيتا من خلافة عثمان رضي الله عنه أي سنة 32 هـ، فلا تقبل هذه الرواية كما هو معلوم، لأنه كان طفلاً رضيعاً لم يدك الأحداث، ولم يذكر من الذي حدثه بهذا الخبر، وربما يكون قيساً أو غيره. مع أن الإسناد إليه فيه كلام. قال خليفة: فحدثني أبو عبد الرحمن القرشي عن حماد بن زيد عن قرة بن خالد عن ابن سيرين. ولم يرد في شيوخ حماد بن زيد: قرة بن خالد، ولا في طلاب قرة بن خالد: حماد بن زيد. أي لم يسمع منه.

http://www.ibnamin.com/Tarikh/marwan.htm

وهذا الكلام منقوض لعدة أمور :

أولا : قوله أن ابن سيرين لم يدرك الأحداث فهذا حق .


ثانيا : قوله أنه: لم يرد في شيوخ حماد بن زيد: قرة بن خالد، ولا في طلاب قرة بن خالد: حماد بن زيد. أي لم يسمع منه.


هذا الكلام منقوض لعدة أمور :

1- لم يقل أحد من المحدثين الحفاظ الذين شيدوا مصطلح الحديث أن من شروظ الإتصال في سند ما ، أن يكون الراوي في السند يجب أن يذكر الراوي الذي فوقه في شيوخه في الترجمة ، و أنه يجب أن يذكر الراوي الذي أنزل منه في تلاميذه في ترجمته ، و إنما جماهير المحدثين على اشتراط المعاصرة يين الراوي وشيخه و أن يكون الراوي لايعرف بتدليس .


2- ثبت سماع حماد بن زيد من قرة بن خالد كما روى الخلال في كتاب السنة : وأخبرنا عبدالله بن أحمد قال حدثني محمد بن أبي بكر بن علي بن مقدم قال: ثنا حماد بن زيد قال : ثنا قرة بن خالد عن محمد بن سيرين أن مروان بن الحكم اعترف أنه قتل طلحة و السند صحيح .
2

3-ناقض الشيخ ( محمد الأمين) نفسه ووقع في إزدواجية المعايير فقد صحح الشيخ ( محمد الأمين) سندا فيه أن ابن عباس رجع عن القول بحلية المتعة ، في هذا السند حالة شبيهة برواية محمد بن سيرين فقال :
وأخرج أبو عوانة في صحيحه، من طريق يونس (ثبت): قال ابن شهاب (ثبت): سمعت الربيع بن سبرة (ثقة) يحدث عمر بن عبد العزيز، وأنا جالس أنه، قال: «ما مات ابن عباس حتى رجع عن هذه الفُتيا». والربيع قد أدرك ابن عباس، فالإسناد صحيح.

http://www.ibnamin.com/temporary_marriage.htm


نجد أن الشيخ (محمد الأمين) لم يعل السند بما أعل به رواية ابن سيرين مع أن الربيع بن سبرة لم يذكر من ضمن تلاميذ ابن عباس و لم يذكر ابن عباس من شيوخ الربيع بن سبرة .

___________


نتابع سلسلة الأ خطاء الحديثية التي وقع بها الشيخ ( محمد الأمين) في بحوثه .

قال الشيخ ( محمد الأمين) في خضم دفاعه عن مروان بن الحكم و تبرئته من قتل طلحة :
(وقيس هذا مع كثرة إرساله، لم يشهد الجمل، كما نص عليه الإمام ابن المديني صراحة في العلل (ص50)).​
يتحدث الشيخ عن هذه الرواية :حدثنا أبو أسامة أنا إسماعيل أنا قيس قال رمي مروان طلحة يوم الجمل بسهم في ركبته فمات . رواها ابن أبي شيبة و غيره بإسناد صحيح

أقول : في كلام الشيخ ( محمد الأمين ) عدة مغالطات :

قوله : بأن قيس بن أبي حازم كثير الإرسال ، هذا لم يقل به أحد من علماء الجرح و التعديل وهذه كتب الرجال أمامنا بل لم يوصف نهائيا بأنه مدلس .

قوله: بأن قيس بن أبي حازم لم يشهد الجمل كما قال ابن المديني . فهذا و إن قاله ابن المديني فهو خطأ لأن الدليل دل على شهود قيس للجمل :

1- روى ابن أبي شيبة :حدثنا أبو أسامة أنا إسماعيل أنا قيس قال رمي مروان طلحة يوم الجمل بسهم
في ركبته فمات​
فدفناه على شاطئ الكلاء​
فرأى بعض أهله أنه قال ألا تريحوني من هذا الماء فإني غرقت ثلاث مرات يقولها قال فنبشوه فاشتروا له دارا من دار آل أبي بكرة بعشرة آلاف فدفنوه فيها
.
2

- روى الحاكم في الستدرك :حدثنا علي بن حمشاذ العدل ، ثنا محمد بن غالب ، ثنا يحيى بن سليمان الجعفي ، ثنا وكيع ، عن إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس بن أبي حازم ، قال :
«
رأيت مروان بن الحكم

حين رمي طلحة بن عبيد الله يومئذ فوقع في ركبته فما زال يسبح إلى أن مات » و إسناده حسن​


وأضعف رجل ممكن يطعن به الشيخ ( محمد الأمين ) هو يحيى بن سليمان الجعفي ، لكن يجب أن ينتبه الشيخ (محمد الأمين ) على أن الجعفي احتج به ووثقه هو بنفسه في روايته التي فيها أن معاوية كان مستعدا لمبايعة الإمام علي إذا سلمه القتلة .
قال الشيخ (محمد الأمين ) :( فقد أورد الذهبي في "السير": «جاء أبو مسلم الخولاني و ناس معه إلى معاوية فقالو له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال معاوية: لا و الله إني لأعلم أن علياً أفضل مني، و إنه لأحق بالأمر مني، و لكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلومـاً، و أنا ابن عمه، و إنمـا أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولو له فليدفـع إليّ قتلة عثمـان و أسلّم لـهُ. فأتوْ علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه» سير أعلام النبلاء (3\140)، بسند
رجاله ثقات كما قال الأرناؤوط)​
وهكذا سنده في السير : ثم قال الجعفي: حدثنا يعلى بن عبيد، عن أبيه، قال فذكره ،فحذاري يا شيخ محمد أن تضعف يحيى بن سليمان الجعفي عشان مدار رواية إستعداد معاوية لمبايعة الإمام هو .​


وهب أنه مرسل فهناك أربع مراسيل صحيحة غيره تثبت أن مروان قتل طلحة وهي متعددة المخارج
وكلها يعضد بعضها بعض .

أما قول الشيخ ( محمد الأمين ) : (فإن قيل هل تتقوى تلك المراسيل باجتماعها؟ والجواب لا، لأن الانقطاع هو في نفس الموضع، والظاهر أنه يرجع لنفس الرجل).​
أقول كلام الشيخ مخالف لما تقرر في علم مصطلح الحديث :

فال ابن الصلاح في المقدمة (ص20) :​
(نص الشافعي رضي الله عنه في مراسيل التابعين : أنه يقبل منها المرسل الذي جاء نحوه مسندا وكذلك لو وافقه مرسل آخر أرسله من أخذ العلم عن غير رجال التابعي الأول)


وقال الألباني في نصب المجانيق (ص44) : ( ثم رأيت شيخ الإسلام ابن تيمية قد نص أيضا على هذا الشرط في كلام له مفيد في أصول التفسير نقله عنه الحافظ محمد بن عبد الهادي في كتاب له مخطوط في الأحاديث الضعيفة والموضوعة ( حديث 405 / 221 ) فقال ابن تيمية رحمة الله تعالى :
....................
وإن جاء المرسل من وجهين كل من الروايين أخذ العلم عن غير شيوخ الآخر فهذا يدل على صدقه فإن مثل ذلك لا يتصور في العادة تماثل الخطأ فيه وتعمد الكذب)
.


أقول : ولاشك أن العلماء يقصدون الشيوخ الغير صحابة لأنه لو اشتركوا بشيخ صحابي فإن هذا لا يضر ، لأنه إذا وصل الحديث إلى الصحابي الأمر انتهى ويصح الحديث .

وهنا في هذه الحالة أربع مراسيل على الأقل من التابعين لايشتركون في شيوخ إلا في الصحابة وهذا لايضر لأن الصحابة عدول والتابعين الذين رووا القصة غير قيس ليس من شيوخهم قيس . فادعاؤه أنهم كلهم أخذوها عن قيس لا دليل عليه


____________
يقول الشيخ ( محمد الأمين) :
(قيس بن أبي حازم (من رواية إسماعيل بن أبي خالد، تفرد بها)، وهو تابعي ثقة، لكنه كان يدلس، وقد جاوز المئة حتى "خرف وذهب عقله" كما يذكر إسماعيل راوي الخبر. وكان يحيى بن سعيد ينكر عليه أحاديث، منها حديث الحوأب الذي يطعن بأم المؤمنين عائشة. فإن كان قد حدّث به قبل خرفه، فهو دليل قاطع على أنه أرسله ولم يكن مع جيش عائشة).
أولا : قوله أن قيسا قد خرف فهذا صحيح . لكن ليس كل من أصابه خرف أو تغير أو إختلاط يتم تضعيفه ، لأن ذلك متوقف حسب تأثير ذلك على مروياته ،وقيس ليس كذلك بل هو كما قال الشيخ ( محمد الأمين) : ثقة . فهذا اعتراف ضمني من الشيخ بأن خرفه لم يؤثر عليه .


ثانيا : يقول الشيخ ( محمد الأمين ) : ( فإن كان حدث به قبل خرفه) . كأنه يغمز إلى إحتمال أنه حدث به في حاله خرفه .


ونحن نقول للشيخ محمد الأمين :
قال ابن شبة غب تاريخ المدينة : حدثنا زهير بن حرب قال، حدثنا وهب بن جرير قال، حدثنا جويرية بن إسماعيل، حدثنا يحيى بن سعيد قال، حدثني عم - أو عم لي - قال: بينما نحن متواقفون إذ رمى مروان بن الحكم بسهم طلحة بن عبيد الله، فشكل ساقه بجنب فرسه، فقمص به الفرس موليا، والتفت إلى أبان بن عثمان وهو إلى جنبه فقال: قد كفيتك أحد قتلة أبيك . وهذا إسناد صحيح إلى عم يحيى بن سعيد الأنصاري



يا ترى يا شيخ محمد هل عم يحيى بن سعيد خرف أيضا ؟!