من الذي حرف القرآن؟!!

18 أبريل 2010
15
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين..
والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابة المنتجبين ومن تابعهم بإحسان إلى يوم الدين..
لقد وصلتني رسائل كثيره عن الشبهات التي تثار على الشيعة والتشيع،، وقد اعتنيت بها كثيرا،، وذلك لما تحويه من كثرة الشبهات والاتباسات التي خفيت على الكثير،،
وقد تعودنا على أن البعض يتسرع في اصدار الأحكام بترتيب الآثار على الامور الغير واقعيه،، وقد قال الله عز وجل في محكم كتابه العزيز " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ "
عموما..
سأحاول في هذه الرساله الرد على مسألة ((الادعاء الباطل بـان الشيعة يحرفون القرآن))،، لتبيين حقيقة خفية على الكثير من الأخوة المسلمين.. سائلا المولى جل شأنه التوفيق ..
" رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي "
أخي المسلم الكريم
i.p.emsmile.gif
ليكن في يقينك إن هذا القرآن الموجود بين أيدينا سواء المطبوع في السعودية أو في مصر أو في الكويت أو في ايران هو نفسه نصا وحرفا ماجاء على نبينا محمد صلى الله عليه وآله، وهو ثابت عند جميع المسلمين ولا يقول بتحريفه أحد من المسلمين على وجه الأرض لا من الشيعة ولا من السنة.
ولقد وردت روايات شواذ في كتب الفريقين (سواء السنة أو الشيعة) تشير إلى أن القرآن محرف إلا أن كل المسلمين بلا استثناء لا يأخذون بهذه الروايات وهذا ثابت لا يختلف عليه اثنان.
أما بالنسبة للروايات التي وردت في كتب الشيعة فهي أحاديث آحاد شاذة إما ضعيفة أو موضوعة أو المقصود بها "تحريف المعنى" لا الزيادة والنقصان في نص القرآن. وحتى هذه الروايات التي ذكرت في كتب الشيعة لا تعبر عن اعتقاد العلماء أو الشيعة، وإنما ذكرت لورودها عليهم وليس من باب الاعتقاد..
وما يتقصده من بعض المغرضين في طرح هذه الشبهة "أن الشيعة يقولون بتحريف القرآن" له غايتان لا ثالث لهما:
- إبعاد الناس وصرفهم عن قرائة الفكر الشيعي.
- أو للطعن بالإسلام والتشكيك في القرآن عند المسلمين.
أخي المسلم الكريم،،
إن القرآن العظيم والذّكر الحكيم الموجود بين أيدي المسلمين جيمعا سنة وشيعة متواتر بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه (بل وحتى وحركاته وسكناته) تواتراً قطعياً و لا يرتاب في ذلك إلاّ معتوه كاذب مفتري مجترئ على الله ورسوله مرتد بإجماع الشيعة الامامية بل بإجماع الأمة الاسلامية..
ولعلم أخي الكريم، أن شيعة عند أخذهم الأحكام الشرعية من السنة يعرضونها على كتاب الله فإن وافق كتاب الله أخذوها وإلا فهم يضربون بظواهر الأحاديث المخالفة للقرآن عرض الجدار ولا يأبهون بها عملاً بأوامر الأئمة عليهم السلام. فإذا كان القرآن محرف كيف يتم عرض السنة على قرآن محرف!!
والشيعة الامامية يذهبون إلى أن القرآن مجموعاً أيام النبي صلى الله عليه وآله على ما هو عليه الآن من الترتيب والتنسيق في آياته وسوره وسائر كلماته وحروفه بلا زيادة ولا نقصان ولا تقديم ولا تأخير ولا تبديل ولا تغيير.
ولمعلوماتك الشخصية أخي في الله،، أنا شخصيا عندي أربعة قرائين (أربع نسخ من المصاحف) اثنين منها مطبوعة في المملكة العربية السعودية وواحد مطبوع في دولة قطر وواحد في مملكة البحرين، ونقرؤها أنا وعائلتي،، ولا أعرف قرآنا غير الذي بين أيدينا سواء المطبوع في السعودية أو في قطر أو في البحرين.
وألفت نظرك أخي الكريم.. إلى أنه لو كان هناك حقا قرآن غير هذا الذي هو بين أيدي جميع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لعرفه الناس!! فأين هذا القرآن المزعوم!!
فبرأيك -أخي الكريم- هل سألت نفسك لحظة واحدة فقط.. لو أن للشيعة قرآناً آخر يزيد أو ينقص عن قرآننا المعروف! فأين هذا القرآن؟!!! نريد نسخة واحدة فقط !!!.. وهذه مساجد ودور العبادة للشيعة مفتوحة في كل أنحاء العالم!!!!
إن العالم الإسلامي الذي امتدت رقعته في جميع الكرة الأرضية ظل من بعثة محمد صلى الله عليه وآله إلى يومنا هذا بعد أن مضى من الزمن أكثر من أربعة عشر قرنا لا يعرف المسلمون إلاّ مصحفا واحدا مضبوط البداية والنهاية معدود السور والآيات والألفاظ،، فأين هذا القرآن الآخر ؟!
ولماذا لم يطلع الإنس والجن على نسخة منه من خلال هذا الدهر الطويل ؟!
للأسف -أخي الكريم-،، ولتسمح لي أن أقولها على مضض وغصه،، ان هناك فعلا من يتصيد ويثير هذه الشبهات التي ليس لها أساس في الواقع،، إنما لزيادة الفرقة وتأجيج نار الفتنة،، فلحساب من تثارهذه الشبهات وهذه الافتراءات؟!!..
ثم اسمح لي أن أقول.. لماذا لا يتعامل من يثير هذه الشبهات على الشيعة بمثل هذا الحماس وهذا الدوي من قوة الصوت على ما جاء من روايات وأحاديث في كتب المسلمين من السنة والتي وردت في كل كتب الصحاح مما يعني أن الروايات من هذا النوع أكثر بكثير مما ورد في كتب الشيعة..
وأنا هنا لا أتهم السنة بانهم يحرفون القرآن وإنما أقول أن مثل هذه الروايات موجودة وبكثرة في كل كتب الصحاح،، ولكن السنة لا يأخذون بهذه الروايات،، كما هو الحال عند الشيعة..
علما بانه لا يوجد للشيعة كتب يأخذونها على أنها صحيحة من الدفة للدفة كما عند أهل السنة الذين يعتبرون البخاري ومسلم صحيحين من الدفة إلى الدفة.. وهذه لزيادة معلومة أرجواأن تؤخذ بعين الاعتبار..
ولكي أكون أكثر مصداقية وموضوعية وواقعية..
أضع هنا بعض ما جاء في كتب الصحاح (متبوعا برابط في الانترنت للاطلاع عليه) مما يدل على تحريف القرآن وهو أكثر مما جاء في كتب الشيعة،،
1) صحيح البخاري، فضائل القرآن، الحديث 4650
‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت : (( ‏سمع رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏رجلا ‏ ‏يقرأ في سورة بالليل فقال ‏ ‏يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية كنت أنسيتها من سورة كذا وكذا))
2) صحيح البخاري، فضائل القرآن، الحديث 4654
‏عن ‏ ‏عائشة ‏ ‏قالت : (( ‏سمع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قارئا يقرأ من الليل في المسجد فقال ‏ ‏يرحمه الله لقد أذكرني كذا وكذا آية أسقطتها من سورة كذا وكذا))
فهل نفهم أن رسول الله الذي أرسله الله للناس ليعلمهم دينهم ينسى القرآن الذي هو معجزته لقومه؟!!
3) صحيح مسلم، الإيمان، الحديث 307
‏عن ‏ ‏ابن عباس ‏ ‏قال : (( ‏لما نزلت هذه الآية ‏ "‏وأنذر عشيرتك الأقربين ‏ورهطك منهم المخلصين" خرج رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏حتى صعد ‏ ‏الصفا ‏ ‏فهتف ‏ ‏يا ‏ ‏صباحاه ‏ ‏فقالوا من هذا الذي يهتف قالوا ‏ ‏محمد ‏ .... قال فقال ‏ ‏أبو لهب ‏ ‏تبا لك أما جمعتنا إلا لهذا ثم قام فنزلت هذه السورة "‏تبت يدا ‏أبي لهب ‏‏وقد ‏ ‏تب" ))
- بينما الثابت في القرآن الكريم (وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) ، (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ)
4) صحيح مسلم، الحدود، الحديث 3201
عن عبد الله بن عباس ‏ ‏قال : (( قال ‏ ‏عمر بن الخطاب ‏ ‏وهو جالس على منبر رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏إن الله قد بعث ‏ ‏محمدا ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏بالحق "وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل عليه آية الرجم قرأناها ووعيناها وعقلناها" ‏ ‏فرجم ‏ ‏رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ورجمنا‏ ‏بعده ‏‏فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل ما نجد ‏الرجم ‏في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله وإن ‏الرجم ‏ ‏في كتاب الله حق على من زنى إذا ‏أحصن ‏من الرجال والنساء إذا قامت ‏ ‏البينة ‏أو كان الحبل أو ‏الاعتراف ))
5) في صحيح مسلم
(.. ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏لَوْ كَانَ لابن ‏آدَمَ ‏وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا ولا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ ‏آدَم ‏إِلَّا التُّرَابُ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ ...)
6) في مستدرك الحاكم
أبونضرة يقول: قرأت على ابن عباس: فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة. فقال ابن عباس (فما استمتعتم به منهن الى آجل مسمى!!) فقال ابونضرة لابن عباس: مانقرأها كذلك!! فقال ابن عباس: والله لأنزلها الله كذلك ...)
7) في سنن الترمذي
(.. عن عبد الله بن مسعود قال: أقرأني رسول الله (ص) إني أنا الرزاق ذو القوة المتين..) وقال عنه الترمذي هذا حديث حسن صحيح !!
مع ان في قرآننا يوجد: (إنّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
8) في مسند الامام أحمد
(...عن بن مسعود قال: اقرأني رسول الله (ص) إني أنا الرزاق ذو القوة المتين...)
بينما في قرآننا يوجد: (إنّ الله هو الرزاق ذو القوة المتين)
9) في كتاب الاتقان في علوم القرآن لجلال الدين السيوطي
لاحظ مصحف بن مسعود فيه سورتين غير موجودة في قرآننا وهما سورتي الحفد والخلع،،
في هذه الوصلة:
10) من كتاب الاتقان للسيوطي
(عن أبي بن كعب قال: كأين تعد سورة الاحزاب؟ قلت إثنين وسبعين آية أو ثلاثة وسبعين آية قال: إن كانت لتعدل سورة البقرة وإن كنا لنقرأ فيها آية الرجم!! قلت وما آية الرجم؟ قال: إذا زنا الشيخ والشيخة فارجموهما البتة نكالا من الله والله عزيز حكيم ..)
راجع النص في منتصف الصفحة في الوصلة التالية:
11) وأيظا من كتاب الاتقان في علم القرآن للسيوطي (نفس الوصلة السابقة)
(عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: كانت سورة الاحزاب تقرأ في زمن النبي (ص) مائتي آية فلما كتب عثمان المصاحف لم نقدر منها إلا ما هو الان (وسورة الاحزاب عدد سورها الان 73 آية فأين ذهبت بقية الايات؟!!) ، وكذلك (.... وجد في مصحف عائشة: إنّ الله وملائكته يُصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلى الذين يُصلون الصفوف ألاول)!!!
12) في كنز العمال حديث رقم 2308
لا حظ كلمة عمر بن الخطاب من هذه الصفحة وهو يقول: القرآن الف الف حرف وسبعة وعشرون الف حرف فمن قراه صابراً محتسباً كان له بكل حرف زوجة من الحور العين...) بينما حروف القرآن لايتجاوز عددها ثلث هذا المقدار، علما ان عدد حروف القرآن : 323671 حرف!!
13) أدعوك لمراجعة كلمات علماء أهل السنة حول اية البسملة حيث اختلفوا فيها هل هي جزء من كل سورة او لا،، فريق قال انها جزء من كل سورة وفريق آخر قال ليست بجزء من كل سورة،، والنص موجود في كتاب نيل الاوطار للشوكاني .
أخي الكريم.. بخصوص البسملة.. لو لا حظت إنه من لمعلوم أن القرآن فيه مائة وأربعة عشر سورة وكل سورة تبدأ "ببسم الله الرحمن الرحيم" فيما عدى سورة التوبة لا تبدأ بالبسملة، فهل أنت تعتبر أن البسملة هي جزء من كل سورة في القرآن الكريم أو ليست كذلك؟!
ولو لا حظنا أن "بسم الله الرحمن الرحيم" فيها تسعة عشر حرفاً، وعدد سور القرآن الكريم مائة وأربعة عشر سورة ولو استثنينا (سورة التوبة) سيكون مجموع السور المتبقية مائة وثلاث عشر سورة، فإذا ضربنا تسعة عشر حرفاً وهو عدد حروف البسملة بمائه وثلاثة عشر وهي عدد السور التي بدون بسملة سيكون الناتج الفان ومائة وسبعة وأربعون حرفاً ..
وهنا نقول لمن يذهب إلى أن آية البسملة ليست من القرآن ((فمن أضاف كل هذا المقدار من الأحرف للقرآن؟! )) أليس هذا تصريح بالتحريف،، ثم إذا كانت البسلملة وضعت للتبرك كما يذهب بعض العلماء فلماذا لم تدخل أيظا في سورة البراءة؟!!
والخلاصة.. ان هذا القرآن الذي بين أيدي المسلمين هو نصه الذي نزل على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وآله وهو المعجزة الخالدة التي يحج الله به الناس والذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وهو سليم من التحريف،، أما بالنسبة للروايات التي وردت في كتب الشيعة فهي أحاديث آحاد شاذة إما ضعيفة أو موضوعة أو المقصود بها تحريف المعنى لا الزيادة والنقصان،،
وعموما.. ما جاء من الروايات عند الفريقين سواء السنة أو الشيعة تفيد التحريف لا يأخذ بها أي مسلم في مشرق الأرض أو مغربها، ولا يدعي التحريف إلا مفتر كذاب مجترئ على الله ورسولة...
أنا آسف للإطالة ولكن أتمنى أن يكون يكون المعنى واضح
نسأل الله ان يجعلنا ممن ينتهجون السراط المستقيم وان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنة،، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وسلام على المرسلين والصلاة والسلام على أشرف الخلق محمد وآل بيته الطيبين الطاهرين.. الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
i.p.emrose.gif
نسألكم الدعاء..
i.p.emrose.gif