تخريج حديث الطير : منقول من ملتقى أهل الحديث

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
كتب بدر العمراني في 02/04/07, 12 :06 12:06:07 AM البحث التالي




بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني الكرام ، ها ما وعدت به من إنزال تخريج حديث الطير ، و الله الموفق للخير و المعين عليه .
حديث الطير له طرق وردت عن : أنس ، و سفينة ، و ابن عبـاس ، و جـابر ، و علي ، و أبي سعيد الخدري ، و حبشي بن جنادة ، و يعلي بن مرة ، و أبي رافع ، رضي الله عنهم .
- حديث أنس له طرق كثيرة ، قال الحاكم : وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا . و حكى ابن الجوزي في العلل بأن ابن مردويه ذكره من نحو عشرين طريقا ، و هو اقتصر في علله على ستة عشر طريقا[1] .
و أنا وقفت على خمسة و ثلاثين طريقا ، و هي :
الطريق الأول : أخرجه الحاكم في المستدرك قال : حدثني أبو علي الحافظ ، أنبأ أبو عبد الله محمد ابن أحمد بن أيوب الصفار وحميد بن يونس بن يعقوب الزيات قالا : ثنا محمد بن أحمد بن عياض بن أبي طيبة ، ثنا أبي ، ثنا يحيى بن حسان ، عن سليمان بن بلال ، عن يحيى بن سعيد ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كنت أخدم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقدم لرسول الله صلى الله عليه وسلم فرخ مشوي فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير . قال: فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، فجاء علي رضي الله عنه ، فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، ثم جاء ، فقلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، ثم جاء ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : افتح ، فدخل ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما حبسك علي ؟ فقال : إن هذه آخر ثلاث كرات يردني أنس ، يزعم إنك على حاجة ، فقال : ما حملك على ما صنعت ؟ فقلت : يا رسول الله ، سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال رسول الله : إن الرجل قد يحب قومه .
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ، وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة ، وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ .
قال الذهبي متعقبا : ابن عياض لا أعرفه ، و لقد كنت زمانا طويلا أظن أن حديث الطير لم يجسر الحاكم أن يودعه في مستدركه ، فلما علقت هذا الكتاب رأيت الهول من الموضوعات التي فيه ، فإذا حديث الطير بالنسبة إليه سماء[2] .
و قال في الميزان : الكل ثقات إلا هذا أي محمد بن أحمد بن عياض- فأنا أتهمه به ، ثم ظهر لي أنه صدوق ، روى عنه الطبراني وعلي بن محمد الواعظ ومحمد بن جعفر الرافقي وحميد بن يونس الزيات وعدة ، يروي عن حرملة وطبقته ، ويكنى أبا علاثة ، مات في سنة إحدى وتسعين ومائتين ، وكان رأسا في الفرائض ، وقد روى أيضا عن مكي بن عبد الله الرعيني ومحمد بن سلمة المرادي وعبدالله بن يحيى بن معبد صاحب ابن لهيعة ، فأما أبوه فلا أعرفه[3] .
و قال الحافظ في اللسان : ذكره ابن يونس في تاريخ مصر ، قال : أحمد بن عياض بن عبد الملك بن نصر الفرضي مولى حبيب من ذا يكنى أبا غسان ، يروي عن يحيى بن حسان ، توفي سنة ثلاث وتسعين ومائتين ، هكذا ذكره ولم يذكر فيه جرحا وأما ابنه فذكر مسلمة بن قاسم أنه مات في حبس ابن طولون قال : وكان سبب حبسه أن قوما ذكروا عنه أنه كان يسب عليا رضي الله عنه ، فأحضرت البينة فأمر به فجرد فضرب نحو الثمانين سوطا في الحبس ، وذلك في سابع عشر رمضان ، فلما كان بعد سبعة أيام أخرج ميتا ، وقال أبو عمر الكندي : كان مازحا هو وابنه وأبوه[4] .
و قال ابن كثير في البداية : وهذا إسناد غريب ، ثم قال الحاكم : هذا الحديث على شرط البخاري ومسلم ، وهذا فيه نظر ، فإن أبا علاثة محمد بن أحمد بن عياض هذا غير معروف ، لكن روى هذا الحديث عنه جماعة عن أبيه ، وممن رواه عنه أبو القاسم الطبراني ، ثم قال : تفرد به عن أبيه ، والله أعلم . قال الحاكم : وقد رواه عن أنس أكثر من ثلاثين نفسا ، قال شيخنا الحافظ الكبير أبو عبدالله الذهبي : فصلهم بثقة يصح الإسناد إليه[5] ، ثم قال الحاكم : وصحت الرواية عن علي وأبي سعيد وسفينة ، قال شيخنا أبو عبد الله : لا والله ما صح شيء من ذلك[6] .
إذن كيف يكون على شرط الشيخين !؟


الطريق الثاني : أخرجه الحاكم أيضا في المستدرك قال : حدثنا الثقة المأمون أبو القاسم الحسن بن محمد بن الحسين بن إسماعيل بن محمد بن الفضل بن علية بن خالد السكوني بالكوفة من أصل كتابه، ثنا عبيد بن كثير العامري ، ثنا عبد الرحمن بن دبيس . وحدثنا أبو القاسم ، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان بن صالح ، قالا : ثنا إبراهيم بن ثابت البصري القصار ، ثنا ثابت البناني أن أنس بن مالك رضي الله عنه كان شاكيا فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له ، فجرى الحديث حتى ذكروا عليا رضي الله عنه ، فتنقصه محمد بن الحجاج ، فقال أنس : من هذا ؟ أقعدوني ، فأقعدوه ، فقال : يا بن الحجاج ، ألا أراك تنقص علي بن أبي طالب ، والذي بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، لقد كنت خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم بين يديه ، وكان كل يوم يخدم بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام من أبناء الأنصار ، فكان ذلك اليوم يومي ، فجاءت أم أيمن مولاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أم أيمن ، ما هذا الطائر ؟ قالت : هذا الطائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم جئني بأحب خلقك إليك وإلي يأكل معي من هذا الطائر . وضرب الباب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أنس انظر من على الباب ، قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، فذهبت فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، فجئت حتى قمت من مقامي ، فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال : يا أنس انظر من على الباب ، فقلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، فذهبت فإذا علي بالباب ، قلت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم على حاجة ، فجئت حتى قمت مقامي ، فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يا أنس اذهب فأدخله ، فلست بأول رجل أحب قومه ، ليس هو من الأنصار ، فذهبت فأدخلته ، فقال : يا أنس ، قرب إليه الطير ، قال : فوضعته بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأكلا جميعا . قال محمد بن الحجاج: يا أنس كان هذا بمحضر منك ؟ قال : نعم . قال : أعطي بالله عهدا أن لا أنتقص عليا بعد مقامي هذا ، ولا أعلم أحدا ينتقصه إلا أشنت له وجهه .
قال الذهبي : إبراهيم بن ثابت ساقط[7] . و قال ابن كثير : و هو منكر سندا و متنا[8] .
و قال في الميزان : ما ذا بعمدة ، ولا أعرف حاله جيدا[9] .
و قال الحافظ في اللسان : وقد تقدم إبراهيم بن باب القصار عن ثابت ، فهو هذا كأن اسم أبيه تصحف[10] .
قال الذهبي في الميزان : إبراهيم بن باب البصري القصار عن ثابت البناني ، واه لا يكاد يعرف إلا بحديث الطير[11] .
و قال في المغني : ضعيف واه[12] .
و أخرجه أيضا العقيلي من نفس الطريق و قال : ليس لهذا من حديث ثابت أصل ، وقد تابع هذا الشيخ معلى بن عبد الرحمن ، ورواه عن حماد بن سلمة عن ثابت عن أنس . حدثنا الصائغ عن الحسن الحلواني عنه ، ومعلى عندهم يكذب ، ولم يأت به ثقة عن حماد بن سلمة ، ولا عن ثقة عن ثابت ، وهذا الباب من الرواية فيها لين وضعف لا يعلم فيه شيء ثابت ، وهكذا قال محمد بن إسماعيل البخاري[13] .


الطريق الثالث : أخرجه الترمذي في الجامع و العلل قال : حدثنا سفيان بن وكيع ، حدثنا عبيدالله ابن موسى ، عن عيسى بن عمر ، عن السدي ، عن أنس بن مالك قال : كان عند النبي صلى الله عليه وسلم طير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير ، فجاء علي فأكل معه .
قال أبو عيسى : هذا حديث غريب لا نعرفه من حديث السدي إلا من هذا الوجه ، وقد روي من غير وجه عن أنس ، وعيسى بن عمر هو كوفي ، والسدي إسماعيل بن عبد الرحمن وسمع من أنس بن مالك ، ورأى الحسين بن علي ، وثقه شعبة وسفيان الثوري وزائدة ووثقه يحيى بن سعيد القطان[14] .
و قال أبو عيسى في العلل : سألت محمدا يعني : البخاري- عن هذا الحديث فلم يعرفه من حديث السدي عن أنس ، وأنكره ، وجعل يتعجب منه[15] .
قلت : و السدي ضعفه غير واحد : قال ابن معين : في حديثه ضعف . وقال أبو حاتم : لا يحتج به . وقال الفلاّس عن ابن مهدي : ضعيف . قال عمر بن شبة : حدثنا أبو بكر بن خلاد قال : سمعت المعتمر بن سليمان يقول : إن بالكوفة كذابين : الكلبي والسدي . قال عبد الله بن أحمد : قلت ليحيى ابن معين : إبراهيم بن المهاجر والسدي متقاربان في الضعف . و قال عمرو بن علي : سمعت يحيى بن معين وذكر إبراهيم بن المهاجر والسدي فقال : كانا ضعيفين مهينين . و قال عباس : سمعت يحيى يقول : إبراهيم بن مهاجر وأبو يحيى القتات والسدي في حديثهم ضعف . و قال الخضر بن داود : حدثنا أحمد بن محمد قال : قلت لأبي عبد الله : السدي كيف هو ؟ قال : أخبرك أن حديثه لمقارب وإنه لحسن الحديث إلا أن هذا التفسير الذي يجيء به أسباط عنه ، فجعل يستعظمه ، قلت : ذاك إنما يرجع إلى قول السدي ، فقال : من أين ، وقد جعل له أسانيد ، ما أدري ما ذاك[16] .
و فيه : عبيد الله بن موسى العبسي الكوفي و إن كان ثقة من رجال الجماعة ، فقد نقمت عليه أحاديث ، روى الميموني عن أحمد : كان عبيد الله صاحب تخليط ، حدث بأحاديث سوء ، وأخرج تلك البلايا ، وقد رأيته بمكة فما عرضت له ، وقد استشار محدث أحمد بن حنبل في الأخذ عنه فنهاه.
و لعل بلاياه مصدرها غلوه في التشيع ، قال أبو داود : كان شيعيا متحرقا . و قال الذهبي : ثقة في نفسه ؛ لكنه شيعي متحرق[17] .
لكن تابعه مسهر كما جاء في رواية عند أبي يعلى في المسند[18] و النسائي في الكبرى[19] و ابن عدي في الكامل[20] من طريق الحسن بن حماد قال : حدثنا مسهر بن عبد الملك ، عن عيسى بن عمر ، عن السدي ، عن أنس بن مالك نحوه .
قال ابن عدي : وهذا من هذا الطريق ما أعلم رواه غير مسهر ولمسهر غير ما ذكرت وليس بالكثير .
و مسهر وثقه الحلواني و أبو يعلى و ابن حبان ، و قال البخاري : فيه نظر ، و قال النسائي : ليس بالقوي . وقال الحافظ : لين الحديث[21] .
إذن هذا الإسناد فيه ما فيه ، لذلك استنكره البخاري و استغربه الترمذي . و قد أعله ابن الجوزي في العلل[22] بالسدي ومسهر .


الطريق الرابع : أخرجه الطبراني في الأوسط قال : حدثنـا أحمد ، قال : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أنس بن مالك قال : أهدت أم أيمن إلى النبي طائرا بين رغيفين ، فجاء النبي فقال : هل عندكم شيء ؟ فجاءته بالطائر ، فرفع يديه فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر . فجاء علي ، فقلت : إن رسول الله مشغول فارتفع الصوت بيني وبينه ، فقال النبي لها : خله ، من كان يدخل ، فقال النبي: والي يا رب ثلاث مرات ، فأكل مع رسول الله حتى فرغا .
قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا عبد الرزاق تفرد به سلمة[23] .
قلت : سلمة ثقة من رجال مسلم ، و عبد الرزاق ثقة أيضا و من رجال الجماعة لكنه عمي في آخر عمره فقبل التلقين . قال ابن عدي : و لعبد الرزاق أصناف و حديث كثير و قد رحل إليه ثقات المسلمين و أئمتهم و كتبوا عنه إلا أنهم نسبوه إلى التشيع . و قد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها ، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ، و لما رواه في مثالب غيرهم ، وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به[24] .


الطريق الخامس : أخرجه أيضا الطبراني في الأوسط قال : حدثنا محمد بن خليد العبدي الكوفي ، قال: ثنا محمد بن طريف البجلي ، قال : نا مفضل بن صالح ، عن الحسين بن الحكم ، عن أنس بن مالك قال : أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم طائر مشوي فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي رضي الله عنه ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يا رب وال[25] .
و هذا واه ، فيه :
مفضل بن صالح ، قال البخاري : منكر الحديث[26] .
و أعله ابن الجوزي في العلل[27] بمحمد بن طريف البجلي ، و نقل عن أبي حاتم تجهيله . قلت : و هذا وهم منه ، فابن أبي حاتم قال عن البجلي : محمد بن طريف البجلي ، كوفي ، روى عن ابن فضيل وإبراهيم بن عيينة ويونس بن بكير وابن إدريس وحفص بن غياث وأبى معاوية ، روى عنه أبو زرعة، نا عبد الرحمن قال : سئل أبو زرعة عنه فقال : محله الصدق . نا عبد الرحمن سمعت أبى يقول : أدركته ولم أسمع منه[28] .
أما الذي جهله أبو حاتم فهو رجل آخر ترجمته موالية لترجمة البجلي . فلتنظر .


الطريق السادس : أخرجه أيضا الطبراني في الأوسط[29] و الخطيب في التاريخ[30] من طريق حفص بن عمر المهرقاني ، ثنا النجم بن بشير ، عن إسماعيل بن سليمان أخي إسحاق بن سليمان ، عن عبدالملك بن أبي سليمان ، عن عطاء ، عن أنس بن مالك به .
قال ابن كثير في البداية : و هذا أجود من إسناد الحاكم[31] .
قلت : و هو ضعيف أيضا ، فيه : إسماعيل بن سليمان الرازي ، قال العقيلي : الغالب على حديثه الوهم[32] . و قال الذهبي في المغني : قال العقيلي : ضعفه غير واحد الغالب على حديثه الوهم[33] .
و قال العقيلي عن هذا الإسناد : غير محفوظ . فقال الحافظ متعقبا : وحديث الطير قد توبع فيه أيضا وتقدم أيضا في ترجمة إبراهيم بن ثابت القصار[34] .
قلت : و طريق إبراهيم بن ثابت قد سبق إيراده و بيان حاله ، و هو واه لا ينفع .
و قال الهيثمي في مجمع الزوائد : رواه البزار[35] وفيه إسماعيل بن سليمان وهو متروك[36] .
فمن كان حاله كثرة الخطأ و الوهم ، ينتفع بحديثه ، كلا و ألف كلا .


الطريق السابع : أخرجه الطبراني في الأوسط قال : حدثنا هارون بن محمد بن المنخل الحارثي الواسطي ، ثنا العباس بن أبي طالب ، نا حفص بن عمر العدني ، نا موسى بن سعد البصري ، عن الحسن ، عن أنس بن مالك قال : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم طائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إلي يأكل معي من هذا الطائر فجاء علي بن أبي طالب[37] .
فيه : حفص بن عمر العدني الملقب بالفرخ[38] ، قال أبو حاتم : لين الحديث . و قال النسائي : ليس بثقة. و قال العقيلي[39] : لا يقيم الحديث . و قال ابن عدي : عامة حديثه غير محفوظ وأخاف أن يكون ضعيفا كما ذكره النسائي[40] . و قال ابن حبان : كان ممن يقلب الأسانيد قلبا لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد[41] .
و أخرجه ابن الجوزي في العلل و قال : وهذا لا يصح بهذا الإسناد ، حفص بن عمر قال النسائي : ليس بثقة ، وقال ابن حبان : لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد . ثم قال : قلت : وأحسبه هو المهرقاني المذكور في الذي قبله!؟ [42] .


الطريق الثامن : رواه أبو حنيفة في مسنده عن مسعر ، عن حماد ، عن ابراهيم ، عن أنس بن مالك قال : أهدي إلى النبي صلى الله عليه وسلم هدية فقال : اللهم إتني بأحب خلقك إليك فجاء علي فأكل معه[43] .
و هذا إسناد مرسل ، إبراهيم بن عقبة المدني عده الحافظ[44] من الطبقة السادسة الذين لم يثبت لهم لقاء عن أحد من الصحابة . بالإضافة إلى أن أبا حنيفة متكلم فيه و في مسنده .
قال الحافظ ابن حجر عن جامع مسند أبي حنيفة : الحسين بن محمد بن خسرو البلخي محدث مكثر أخذ عنه ابن عساكر كان معتزليا . ورأيت بخط هذا الرجل جزءً ، من جملته : نسخة رواها عن علي ابن محمد بن علي بن عبيد الله الواسطي ، ثنا أبو بكر محمد بن عمر بجامع واسط ، ثنا الدقيقي ، عن يزيد بن هارون ، عن حميد ، عن أنس . والنسخة كلها مكذوبة على الدقيقي ، فمن فوقه ما حدثوا منها بشيء ، فمنها : حديث "من كنت مولاه" ، وحديث "لا صلاة إلا بفاتحة الكتاب" ، وحديث "أصحابي كالنجوم" ، وغير ذلك . وهذه الأحاديث وإن كانت رويت من طريق غير هذه فإنها بهذا الإسناد مختلقة ، وما أدري هي من صنعة الحسين أو شيخه أو شيخ شيخه !؟ وذكره ابن أبي طي في رجال الشيعة ، وقال : صنف مناقب أهل البيت وكلام الأئمة ، وروى عن طراد الزينبي ودونه ، وهو الذي جمع مسند الإمام أبي حنيفة وأتى فيه بعجائب ، وترجمه أبو سعد ابن السمعاني في ذيل بغداد فقال : البلخي السمسار أبو عبد الله مفيد بغداد في عصره سمع الكثير من شيوخه الحميدي ومالك البانياسي وأبو الغنائم بن أبي عثمان وطراد وعبد الواحد بن فهد العلاف وجمع كثير ، وسألت أبا القاسم يعني : ابن عساكر- عنه فقال : سمع الكثير غير أنه ما كان يعرف شيئا ، وسألت ابن ناصر عنه فقال : كان فيه لين ، وكان حاطب ليل ، ويذهب إلى الاعتزال ، ومما يستنكر أنه نسب القاضي أبا بكر الأنصاري قاضي المرستان إلى أنه خرج مسند أبي حنيفة من مروياته ، ولم يصف أحد من الحفاظ القاضي المذكور أنه صنف في شيء من فنون الحديث شيئا ولاخرج لنفسه ؛ بل الموجود من مروياته تخريج من أخذ عنه كابن السمعاني وغيره[45] .
و قال العلامة المعلمي في التنكيل متحدثا عن مسانيد أبي حنيفة : المسانيد السبعة عشر لأبي حنيفة منها ما جامعه مجروح ، و ما كان جامعه ثقة ففي أسانيده إلى ابن المبارك مجروح أو أكثر [46]


الطريق التاسع : عزاه ابن الجوزي في العلل لابن مردويه من طريق خالد بن طهمان عن إبراهيم بن مهاجر عن أنس ، و قال : وكلاهما مقدوح فيه[47] .
قلت : هذا إسناد واه ، خالد بن طهمان متروك ، قال المزي : قال في نسبه خالد بن أبي خالد ويحيى بن هاشم السمسار : أحد الضعفاء المتروكين . قال عباس الدوري عن يحيى بن معين : خالد الإسكاف ضعيف . وقال أبو حاتم : هو من عُتَّق الشيعة محله الصدق[48] .
و إبراهيم بن مهاجر البجلي الكوفي ، ضعفه يحيى بن معين و الفلاس ، و قال النسائي : ليس بالقوي. و قال ابن عدي : إبراهيم بن مهاجر أحاديثه صالحة يحمل بعضها بعضا وهو عندي أصلح من إبراهيم الهجري وحديثه يكتب في الضعفاء[49] .
و أما ما رواياته في الصحيح ، فقال عنها صاحبا تحرير التقريب : و إنما انتقى مسلم من حديثه حديثين فقط كلاهما متابع (332) و (655) . و أما توثيق الذهبي له ، فلم نجد له سلفا[50] .


الطريق العاشر : أخرجه الطبراني في الكبير[51] و ابن عدي في الكامل و ابن مردويه[52] من طريق يوسف بن عدي ، ثنا حماد بن المختار ، عن عبد الملك بن عمير ، عن أنس رضي الله عنه به .
قال ابن عدي : و هذا الحديث لا أعلم يرويـه عن عبد الملك بن عمير غير حماد هذا ، وحماد بروايته هذين الحديثين يدل على أنه من متشيعي الكوفة ، ولا أعرف لحماد من الحديث غير هذين الحديثين[53] .
و قال الذهبي[54] : لا يعرف . و قال الحافظ[55] : مجهول .
و تابعه حسين بن سليمان الطلحي فيما رواه ابن عدي في الكامل ، و قال بعد إيراد أحاديثه : وهذه الأحاديث لا يتابعه أحد عليها[56] .
وقال العقيلي : حسين بن سليمان مولى قريش كوفي ، ولا يتابع على هذا ، وليس بمعروف بالنقل[57]. و قال الذهبي : لا يعرف[58] .


الطريق الحادي عشر : أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان[59] و ابن مردويه[60] من طريق عبدالله بن ميمون ، عن جعفر بن محمد ، عن أبيه ، عن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير فقال : اللهم إئتني بأحب خلقك إليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي فأكل معه ، فذكر الحديث .
فيه : عبد الله بن ميمون القداح ، قال البخاري : ذاهب الحديث . وقال النسائي : ضعيف . و قال ابن عدي : عامة ما يرويه لا يتابع عليه . وقال ابن حبان : يروي عن جعفر بن محمد وأهل العراق والحجاز المقلوبات لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد[61] .


الطريق الثاني عشر : أخرجه حمزة السهمي في تاريخ جرجان[62] و ابن عدي في الكامل[63] من طريق محمد بن إسماعيل الأصفهاني ، حدثنا أبو مكيس يعني : دينار- قال : سمعت أنس بن مالك يقول : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طائر فقـال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ، وذكر الحديث .
و قال ابن عدي بعد إيراد مناكيره : ودينار هذا شبه المجهول إلا أن ابن ناجية ذكر عنه هذا الحديث الذي ذكرته ، وحدث عنه جماعة من الضعفاء ، وقال لي محمد بن أحمد بن حبيب القفاص -وكان أميا عندي- عن دينار عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم مائتين وخمسين حديثا أحفظها حفظا ، وكان ابن حبيب هذا أمي ، وكان طريقه بعيدا فلم أكتب عنه مما ذكر أن عنده عن دينار إلا هذه الأحاديث التي أمليتها ، ودينار ضعيف ذاهب[64] .
و قال ابن حبان : يروي عن أنس أشياء موضوعة . وقال الحاكم : روى عن أنس قريبا من مائة حديث موضوعة . و قال الذهبي : ذاك التالف المتهم[65] .


الطريق الثالث عشر : أخرجه الخطيب في تاريخه قال : أنبأنا الحسن بن أبي بكر ، حدثنا أبو بكر محمد بن العباس بن نجيح ، حدثنا محمد بن القاسم النحوي أبو عبد الله ، حدثنا أبو عاصم ، عن أبي الهندي ، عن أنس قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجاء علي فحجبته مرتين ، فجاء في الثالثة فأذنت له ، فقال : يا علي ما حسبك ؟ قال: هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس ، قال : لم يا أنس ؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول الله فأحببت أن يكون رجلا من قومي ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : الرجل يحب قومه .
قال أبو بكر الخطيب : غريب بإسناده لم نكتبه إلا من حديث أبى العيناء محمد بن القاسم عن أبي عاصم ، وأبو الهندي مجهول واسمه لا يعرف ، أنبأنا أبو بكر محمد بن المؤمل المالكي قال : قال لنا أبو الحسن الدارقطني : أبو العيناء ليس بقوي في الحديث[66] .
و قال ابن الجوزي في العلل : وقد روى نحوه نعيم بن سالم عن أنس ، قال أبو حاتم ابن حبان : كان نعيم يضع الحديث[67] .
كذا في العلل (نعيم أوله نون) ، و لم أقف عليه في المجروحين ، و لعله تصحف عن "يغنم" . و سيأتي في الطريق الموالي .


الطريق الرابع عشر : أخرجه ابن عدي في الكامل قال : حدثنا عبد الجبار ، حدثنا محمد بن أبي مقاتل ، ثنا إبراهيم بن صدقة العامري الكوفي ، ثنا يغنم بن سالم بن قنبر مولى علي بن أبى طالب رضي الله عنه قال : سمعت أنس بن مالك يقول : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير مشوي ، قال : اللهم ايتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، الحديث .
قال ابن عدي : يروي عن أنس مناكير وأحاديث يغنم عامتها غير محفوظة ، وما كان منها مشهور المتن يستغنى من روايات أخر عن رواية يغنم عن أنس ، فإن الروايات الأخرى أصح من روايته[68] .
قال ابن حبان : يغنم بن سالم بن قنبر شيخ يضع الحديث على أنس بن مالك ، روى عنه نسخة موضوعة لا يحل الاحتجاج به ولا الرواية عنه إلا على سبيل الاعتبار[69] .


الطريق الخامس عشر : أخرجه ابن الجوزي في العلل قال : أخبرنا محمد بن أبي قاسم البغدادي ، قال: أنا حمد بن أحمد ، قال : أنا أبو نعيم ، قال : أنا علي بن حميد الواسطي ، قال : أنا أسلم بن سهل ، قال : أنا محمد بن صالح بن مهران ، قال : أنا عبد الله بن محمد بن عمارة ، قال : سمعت مالك بن أنس ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، عن أنس قال : بعثتني أم سليم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بطير مشوي ، الحديث[70] .
قال ابن الجوزي : تفرد به ابن عمارة عن مالك ، قال ابن حبان : محمد بن صالح المدني يروي المناكير عن المشاهير لا يجوز الاحتجاج بخبره إذا انفرد[71] .
قلت : و عبد الله بن محمد بن عمارة القداح الأنصاري ، قال فيه الذهبي : مدني إخباري عن ابن أبي ذئب ونحوه ، مستور ما وثق ولا ضعف ، وقل ما روى[72] .
و قال الحافظ : وأورد له الدارقطني في الغرائب عن مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس حديث الطير ، وهو خبر منكر ، وقال : تفرد به القداحي عن مالك ، وغيره أثبت منه . وذكر الخطيب أنه روى أيضا عن سليمان بن بلال وإبراهيم بن إسماعيل بن أبي حبيبة وابن أبي الزناد وغيرهم ، روى عنه ابن سعد ويحيى بن معلى بن منصور وعمر بن شبة والفضل بن سهل وغيرهم ، قال : وكان عالما بالنسب سكن بغداد ، وصنف كتاب نسب الأوس ، رواه عنه مصعب الزبيري . وقال ابن فتحون : كان من أعلم الناس بنسب الأنصار ، وعليه عول العدوى في كتابه الذي صنفه في أنساب الأنصار[73] .


الطريق السادس عشر : أخرجه ابن الجوزي قال : أنا القزاز ، قال : أنا أحمد بن علي ، قال : أنا عبد القاهر بن محمد الموصلي ، قال : أنا أبو هارون موسى بن محمد الأنصاري ، قال : أنا أحمد بن علي الخراز ، قال : أنا محمد بن عاصم الرازي ، عن عبد الملك بن عيسى ، عن عطاء ، عن أنس بن مالك قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطائر فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فجاء علي فدق الباب ، وذكر الحديث .
قال ابن الجوزي : وهذا لا يصح ، وفيه مجاهيل لا يعرفون[74] .
قلت : فيه رجال لم أقف على تراجمهم ، و عبد الملك بن عيسى هو الثقفي قال الحافظ : مقبول[75] .


الطريق السابع عشر : أخرجه ابن الجوزي في العلل من طريق ابن عدي في الكامل قال : أنا عبدالله ابن محمد بن ثابت قال : أنا العلاء بن عمران قال : أنا خالد بن عبيد أبو عصام قال : حدثني أنس قال : بينا أنا ذات يوم عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل بطبق مغطى فقال : هل من إذن ؟ فقلت : نعم ، فوضع الطبق بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه طائر مشوي ، وقال : أحب أن تملأ بطنك من هذا يا رسول الله ، فقال : اللهم أدخل علي من أحب خلقك إلي ينازعني هذا الطعام ، فذكر حديث الطير .
قال ابن عدي لما ذكر مناكير خالد : ولأبي عصام هذا غير ما ذكرت من الحديث عن أنس وابن بريدة والحسن وغيرهم ، وهو بصري نزل مرو ، وليس حديثه حديثا منكرا جدا[76] .
و قال ابن الجوزي : وهذا لا يصح ، قال ابن حبان : خالد بن عبيد يروي عن أنس نسخة موضوعة لا يحل كتب حديثه إلا تعجبا[77] .


الطريق الثامن عشر : أخرجه ابن عدي في الكامل قال : ثنا عبدان ، ثنا قطن بن نسير ، ثنا جعفر ابن سليمان ، ثنا عبد الله بن المثنى ، عن عبد الله بن أنس بن مالك قال : قال أنس بن مالك : أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجلا مشويا ، فذكر حديث الطير .
قال ابن عدي عن جعفر بن سليمان الضبعي : أحاديثه ليست بالمنكرة ، وما كان منها منكرا فلعل البلاء فيه من الراوي عنه ، وهو عندي ممن يجب أن يقبل حديثه[78] .
قال يحيى بن معين : كان يحيى بن سعيد لا يكتب حديثه ويستضعفه . و قال ابن معين : وجعفر ثقة. وقال أحمد : لا بأس به قدم صنعاء فحملوا عنه . وقال البخاري : يقال كان أميا . وقال ابن سعد : ثقة فيه ضعف وكان يتشيع[79] .
و قطن بن نُسَير الراوي عن جعفر ، قال ابن عدي : يسرق الحديث و يوصله[80] .
و عبد الله بن المثنى الأنصاري ضعفوه ، قال أبو حاتم : شيخ . وقال أبو زرعة : صالح الحديث . وقال أبو داود : لا أخرج حديثه . وقال زكريا الساجي : فيه ضعف لم يكن صاحب حديث . وقد ذكره العقيلي في الضعفاء وقال : لايتابع على أكثر حديثه ، ثم قال : حدثنا الحسين بن عبد الله الذارع ، حدثنا أبو داود قال : سمعت أبا سلمة التبوذكي يقول : حدثنا عبد الله بن المثنى ، ولم يكن من القريتين بعظيم ، كان ضعيفا منكر الحديث . وقال ابن معين : صالح الحديث . وروى أحمد بن زهير عن ابن معين : ليس بشيء . وقال النسائي : ليس بالقوي[81] .
و عبد الله بن أنس بن مالك مستور سكت عنه كل من البخاري في التاريخ الكبير[82] و ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل[83] .
و له متابعة رواها ابن عساكر في التاريخ من طريق أبي الحسن علي بن عمر الدارقطني ، نا محمد بن مخلد بن حفص العطار ، نا حاتم بن الليث الجوهري ، نا عبد السلام بن راشد ، نا عبد الله بن المثنى ، عن ثمامة ، عن أنس به[84] .
و ذكرها الذهبي في الميزان ، و قال : عبد السلام بن راشد عن عبد الله بن المثنى بحديث الطير لا يعرف ، والخبر لا يصح[85] .


الطريق التاسع عشر : أخرجه ابن الجوزي في العلل قال : أنا القزاز ، قال : أنا أحمد بن علي ، قال: أنا أبو محمد عبد الله بن علي بن عياض القاضي ، قال : أخبرنا محمد بن أحمد بن جميع ، قال : أنا محمد بن مخلد ، قـال : حدثني علي بن الحسن بن إبـراهيم بن قتيبة بن جبلة القطان ، قال : أنا سهل بن زنجلة ، قال : أنا الصباح -يعني : ابن محارب- ، عن عمر بن عبد الله بن يعلى بن مرة ، عن أبيه ، وعن جده ، عن أنس قالا : أهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا ما نراه إلا حبارى فقال : اللهم ابعث إلي أحب أصحابي إليك يواكلني هذا الطير ، وذكر الحديث .
قال ابن الجوزي : وهذا لا يصح ، قال أحمد و يحيى : عمر بن عبد الله ضعيف . وقال الدارقطني : متروك[86] .
قلت : و قال البخاري : يتكلمون فيه[87] . و أبوه عبد الله ، قال الذهبي : ضعفه غير واحد ، روى عنه ابنه عمر ، وهو ضعيف أيضا ، قال البخاري : فيه نظر[88] . و قال الحافظ : وقال ابن حبان : لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد لكثرة المناكير في روايته ، ولا أدري أذلك منه أم من ابنه عمر ، فإنه واه أيضا ، وذكره العقيلي في الضعفاء وأورد له حديثين[89] .
و جده يعلى بن مرة ، قال الذهبي : لا يعرف ذا[90] .


الطريق العشرون : أخرجه ابن الجوزي في العلل قال : أنا زاهر بن طاهر قال : أنبأنا أبو عثمان إسماعيل بن عبدالرحمن الصابوني وأبو بكر البيهقي قالا : أنا محمد بن عبد الله الأندلسي قال : أنا سليمان بن أحمد البلخي قال : أنا أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي قال : أنا أبو حمة محمد بن يوسف اليماني قال : أنا أبو قرة موسى بن طارق ، عن موسى بن عقبة ، عن أبي النضر سالم مولى عمر بن عبيد الله ، عن أنس بن مالك قال : بينا أنا واقف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أهدي إليه طير فقال : اللهم ائتني بأخير خلقك إليك يأكل معي ، الحديث[91] .
و هذا الطريق سكت عنه ابن الجوزي و لم يعله .
قلت : فيه : أحمد بن سعيد بن فرقد الجدي ، قال الذهبي : روى عن أبي حمة ، وعنه الطبراني ، فذكر حديث الطير بإسناد الصحيحين ، فهو المتهم بوضعه[92] .
قال الحافظ : أخرجه الحاكم عن محمد بن صالح الأندلسي عن أحمد هذا عن أبي حمة محمد بن يوسف الزبيدي اليماني عن أبي قرة موسى بن طارق الزبيدي عن موسى بن عقبة عن سالم أبي النضر. وأحمد بن سعيد معروف من شيوخ الطبراني ، وأظنه دخل عليه إسناد في إسناد ، وذكر المؤلف في المحمديين محمد بن أحمد بن سعيد بن فرقد المخزومي كذا قال ، وقال : إنه أحد شيوخ ابن الأعرابي له مناكير تأمل حاله ، وقد أشكل أمره ، ما أدري هو هذا أو هو ابن هذا ‌‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‌‌‍‍‍‍‍‍؟[93]
و أبو حُمَة محمد بن يوسف ، قال الحافظ في اللسان : أبو حمة -بضم أوله والتخفيف- قال ابن القطان : لا أعرف حاله . قلت : هو يماني مشهور ، اسمه محمد بن يوسف قاله أبو أحمد الحاكم في الكنى ، وذكره ابن حبان في الثقات فقال : الزبيدي -يعني بفتح أوله- من أهل اليمن ، روى عن ابن عقبة ، وكان راويا لأبي قرة موسى بن طارق ، حدثنا عنه المفضل بن محمد الحميدي وغيره ، ربما أخطأ وأغرب ، كنيته أبو يوسف ، وأبو حمة لقب[94] .


الطريق الواحد و العشرون : رواه أبو بكر بن مردويه قال : أنا فهد بن إبراهيم البصري ، قال : أنا محمد بن زكريا ، قال : أنا العباس بن بكار الضبي ، قال : أنا عبدالله بن المثنى الأنصاري ، عن عمه ثمامة بن عبد الله ، عن أنس بن مالك ، أن أم سلمة ضيف لرسول الله صلى الله عليه وسلم طيرا أو ضباعا فبعث إليه ، فلما وضع بين يديه قال : اللهم جئني بأحب خلقك اليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي بن أبي طالب ، فقال له أنس : إن رسول الله على حاجة ، فرجع علي ، واجتهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدعاء ، قال : اللهم جئني بأحب خلقك إليك وأوجههم عندك ، فجاء علي ، الحديث .
قال ابن الجوزي : في هذا الحديث : عبد الله بن المثنى ، وكان ضعيفا[95] . وفيه : العباس بن بكار ، قال الدارقطني : هو كذاب[96] .


الطريق الثاني و العشرون : رواه ابن مردويه قال : أنا الحسن بن محمد السكوني ، قال : أنا الحسن ابن علي النسوي ، قال : أنا إبراهيم بن مهدي المصيصي ، قال : أنا علي بن مسهر ، عن مسلم أبي عبد الله ، عن أنس قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طير مشوي فوضع بين يده فقال اللهم ادخل علي من تحبه وأحبه . فجاء علي فاستأذن ، فقلت له : إنه على حاجة ، رجاء أن يجئني رجل من الأنصار ، ثم استأذن الثانية ، فقلت : إنه على حاجة ، فلما أن كانت الثالثة ، سمع النبي صلى الله عليه وسلم صوته ، فقال : ادخل ، فدخل فأمره فطعم .
قال ابن الجوزي : فيه إبراهيم بن مهدي ، قال أبو بكر الخطيب : ضعيف الحديث[97] .
قلت : ليس كذلك ، المذكور في السند هو إبراهيم بن مهدي المصيصي من تلامذة علي بن مسهر كما في السند- و ثقه أبو حاتم[98] ، أما الذي ذكر ابن الجوزي معلا به الحديث فهو الأبلي ، فقد ذكره الحافظ المزي في تهذيب الكمال مترجما بعد المصيصي للتمييز ، فقال : إبراهيم بن مهدي بن جعفر الأبلي أبو إسحاق البصري متأخر عن هذا-يقصد المصيصي-[99] .
 

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
ثم قال أي ابن الجوزي- في طريق تلاه ولا أدري لم عده طريقا مستقلا- : رواه ابن مردويه[100] من حديث مسلم الملائي عن أنس .
قال الفلاس : مسلم منكر الحديث جدا . وقال يحيى بن معين : لا شيء . وقال البخاري : ضعيف ذاهب الحديث لا أروي عنه . وقال علي بن الجنيد : هو متروك .
قال ابن الجوزي : ولا أظن مسلما أبا عبد الله في الحديث قبل هذا إلا الملائي[101] .
قلت : هو نفسه بالفعل ؛ لأنه من طبقته[102] ، و يشتركان في الكنية و الحديث المروي .
و له متابعة قاصرة رواها الخطيب في موضح أوهام الجمع و التفريق ، قال : أخبرني أبو الحسن محمد بن أحمد بن رزقويه قال : حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق إملاء ، حدثنا أحمد بن القاسم بن مساور الجوهري ، حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة أبو سعيد الجشمي ، حدثنا يونس بن أرقم ، حدثنا مسلم بن كيسان الضبي ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أهدي إلى رسول الله r أطيارا فقال: اللهم اتني بأحب خلقك إليك ؛ قال أنس فقلت : اللهم إن شئت جعلته رجلا من الأنصار ؛ فقال رسول الله r : ما أنت بأول رجل أحب قومه ؛ فجاء علي فلما رآه رسول الله r قال : اللهم و إليّ[103] .
فيه : يونس بن أرقم الكندي ، قال البخاري في التاريخ : يونس بن أرقم الكندي البصري وكان يتشيع سمع يزيد بن أبي زياد معروف الحديث روى عنه محمد بن عقبة[104] . وسكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل[105] . و قال الذهبي : يونس بن أرقم عن يزيد بن أبي زياد و طبقته ، و عنه عبيد الله القواريري ، لينه عبد الرحمن بن خراش[106] .
و له متابعتان أخريين :
الأولى : رواها ابن عساكر في التاريخ[107] قال : نا عبد الله ، نا أبو هشام محمد بن يزيد الرفاعي ، عن ابن فضيل ، عن مسلم الملائي ، عن أنس بن مالك نحوه .
و ذكرها الحافظ في تهذيب التهذيب و عدها من منكرات مسلم فقال : ومن منكراته حديثه عن أنس في الطير ، رواه عنه ابن فضيل ، وابن فضيل ثقة والحديث باطل[108] .
و الثانية : رواها أيضا ابن عساكر في التاريخ[109] قال : أخبرنا أبوالقاسم بن مندوية ، أنا أبو الحسن علي بن محمد ، أنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن موسى ، أنا أبو العباس بن عقدة ، نا أحمد بن يحيى ابن زكريا ، نا إسماعيل بن أبان ، نا عبد الله بن مسلم الملائي ، عن أبيه ، عن أنس به .
و عبد الله بن مسلم الملائي لم أقف له على ترجمة . و هذه المتابعات لا تزيد هذا الطريق قوة ، لأن مدارها واحد ، هو مسلم بن كيسان المتروك . و الله أعلم .


الطريق الثالث و العشرون : ذكره الحافظ في اللسان[110] من رواية أبي الصلت الهروي عن الدراوردي عن سليمان بن الحجاج الطائفي عن أنس رضي الله عنه .
و قال الحافظ : وهو موضوع ، والمتهم به أبو الصلت[111] .
و سليمان بن الحجاج الطائفي ذكره كل من البخاري في التاريخ[112] و ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل[113] ولم يذكرا فيه جرحا أو تعديلا .
و قال العقيلي في الضعفاء[114] : الغالب على حديثه الوهم .
و قال الذهبي في المغني[115] : شيخ للدراوردي لا يعرف .
و أبو الصلت هو عبد السلام بن صالح الهروي اتهمه الدارقطني و ابن عدي[116] ، و ضعفه أحمد والعقيلي[117]. و قال ابن حبان[118] : يروي عن حماد بن زيد وأهل العراق العجائب في فضائل علي وأهل بيته لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد ، وهو الذي روى عن أبي معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت من قبل الباب ، وهذا شيء لا أصل له ، ليس من حديث ابن عباس ولا مجاهد ولا الأعمش ، ولا أبو معاوية حدث به ، وكل من حدث بهذا المتن فإنما سرقه من أبي الصلت هذا وإن قلب إسناده . و قال الذهبي في المغني[119] : متروك الحديث . و تفرد ابن معين بتوثيقه[120] مع اختلاف الرواة عنه .


الطريق الرابع و العشرون : أخرجه الخطيب في موضح أوهام الجمع و التفريق ، قال : أخبرنا الحسن بن محمد الخلال ، حدثنا محمد بن إسحاق القطيعي ، حدثنا أحمد بن نصر بن طالب ، حدثنا عبد الملك بن يحيى بن عبد الله بن بكير ، حدثنا أبي ، حدثنا عبد الله بن محمد بن المغيرة ، عن أبي الخليل ، قال : حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه قال : أهدت أم أيمن لرسول الله r طيرا فقال : اللهم ائتني الحديث . قال أحمد بن نصر : أبو الخليل هذا اسمه عائذ بن شريح[121] .
و عائذ بن شريح صاحب أنس متكلم فيه[122] ، قال أبو حاتم[123] : في حديثه ضعف . وقال ابن طاهر : ليس بشيء . و قال ابن حبان : كان قليل الحديث ممن يخطىء على قلته حتى خرج عن حد الاحتجاج به إذا انفرد وفيما وافق الثقات ، فإن اعتبر به معتبر لم أر بذلك بأسا[124] .
و قال الذهبي في المغني : عائذ بن شريح عن أنس لم أر لهم فيه تضعيفا!؟ ولا توثيقا إلا قول أبي حاتم في حديثه ضعف . قلت : وما هو بحجة[125] .


فائدة : مقصود ابن حبان هنا بالاعتبار هو : معرفة أحاديث الرجل و عرضها على أحاديث الثقات حتى تعرف مناكيره لتجتنب ، لا أنه قسيم المتابعات و الشواهد أو هيئة للتوصل إليها ، و يتضح هذا من خلال كلامه السابق الذي أخرج حديثه عن حد الاحتجاج و لو وافق حديث الثقات . وهذا منهج مسلوك عنده طبع مجموعة من التراجم المذكورة بكتابه المجروحين ، من ذلك قوله في ترجمة يحيى بن هاشم السمسار : كان ممن يضع الحديث على الثقات ، ويروي عن الأثبات الأشياء المعضلات ، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة ولا الرواية بحال[126] . والله أعلم.
و الراوي عن أبي الخليل أيضا ضعيف ، قال أبو حاتم : عبد الله بن محمد بن المغيرة الكوفى سكن مصر ، روى عن عمه حمزة بن المغيرة ، روى عنه الفضل بن يعقوب الرخامي ، سمعت أبي يقول : هو عم علان بن المغيرة المصري ، وليس بالقوي[127] .
و قال العقيلي : كان يخالف في بعض حديثه ويحدث بما لا أصل له[128] . و ضعفه ابن عدي في الكامل[129].
و يحيى بن عبد الله بن بكير المصري قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : يكتب حديثه ولا يحتج به كان يفهم هذا الشأن[130] .


الطريق الخامس و العشرون : رواه ابن عساكر في التاريخ قال : أخبرنا أبو غالب بن البنا ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو الفضل عبيد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد الزهري ، نا عبد الله بن إسحاق المدائني ، نا عبد القـدوس بن محمد بن شعيب بن الحبحاب ، حـدثني عمـي صالح بن عبد الكبير بن شعيب ، حدثني عبد الله بن زياد أبو العلاء ، عن سعيد بن المسيب ، عن أنس قال : أهدي إلى رسول الله طير مشوي الحديث .
قال ابن عساكر : قال ابن شاهين : تفرد بهذا الحديث عبد القدوس بن محمد عن عمه ، لا أعلم حدث به غيره ، وهو حديث حسن غريب !؟ [131] .
و ذكره الذهبي في الميزان تحت ترجمة عبد الله بن زياد أبي العلاء ، و قال : قال البخاري[132] : منكر الحديث[133] .
قلت : و صالح بن عبد الكبير الحبحابي مجهول قاله الحافظ في التقريب[134] .


الطريق السادس و العشرون : ذكره الذهبي في الميزان[135] من رواية عمران بن وهب الطائي عن أنس ابن مالك به .
و عمران بن وهب ضعفه أبو حاتم ، قال ابن أبي حاتم : سألت أبي عنه فقال : ضعيف الحديث ، ما حدث عنه إسحاق بن سليمان فهي أحاديث مستوية ، وحدث محمد بن خالد حمويه صاحب الفرائض عن عمران بن وهب عن أنس أحاديث معضلة تشبه أحاديث أبان بن أبى عياش ، ولا أحسبه سمع من أنس شيئا[136] .


الطريق السابع و العشرون : ذكره أبو يعلى الخليلي في الإرشاد مثالا على ما وضع من الحديث على الليث بن سعد ، فقال : فأمّا الموضوعات : فمثل صخر بن محمد الحاجبي ، عن الليث ، عن الزهري، عن أنس عن النبي r حديث الطير لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم قال : فمن نظر إليه ممن لا معرفة له ، حكم بصحته ، لأنه عن الزهري ، و يعرف ذلك من رزقه الله حظا في هذا الشأن ، بمعرفة كل رجل بعينه إلى أن يبلغوا إلى الإمام الذي يكون عليه مدار الحديث . و يبحث عن أصل كل حديث ، و من أين مخرجه فيميز بين الخطأ و الصواب[137] .
و قال في موضع آخر : حديث الطير وضعه كذاب على مالك ، يقال له: صخر الحاجبي من أهل مرو ، و هو مشهور بذلك . و هو الذي وضع حديثا بروايته عن أنس بن مالك : أن النبي r قال : "الشيخ في أهله كالنبي في قومه[138]" و ضعه مرة على الليث بن سعد ثم جعله على مالك بن أنس ، و ما روى في حديث الطير ثقة . رواه الضعفاء مثل : إسماعيل بن سلمان الأزرق و أشباهه ، و يرده جميع أئمة الحديث ، و لأهل الكوفة من الضعفاء ما لا يمكن عدهم[139] .
إذن آفة هذا الطريق هو : صخر بن محمد المنقري الحاجبى المروزي ، قال ابن طاهر : كذاب . وقال ابن عدي[140] : يضع الحديث حدث عن الثقات بالبواطيل عامة ما يرويه مناكير ، أو من موضوعاته على من يرويه عنهم ، ورأيت أهل مرو مجتمعين على ضعفه وإسقاطه . وذكره ابن حبان في الضعفاء فقال : صخر بن محمد الحاجبي لا تحل الرواية عنه . وقال الدارقطني : متروك الحديث . وقال في موضع آخر : أبو حاجب الضرير هو صخر بن محمد الحاجبى يضع الحديث على مالك والليث وعلى نظرائهما من الثقات . وقال أبو نعيم الأصبهاني[141] : روى عن الليث و ابن لهيعة و مالك بالمناكير لا شيء[142] .


الطريق الثامن و العشرون : رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق قال : أخبرنا أبو علي الحسن بن المظفر وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن عبد الوهاب وأم البهاء فاطمة بنت علي بن الحسين بن جدا قالوا : أنا محمد بن علي بن علي ، أنا علي بن عمر بن محمد ، نا أبو محمد بن عبد الله بن إسحاق المدائني سنة عشر وثلاثمائة ، نا عبد بن علي بن الحسن ، نا محمد بن علي ، نا الحكم بن محمد ، عن محمد بن سليم ، عن أنس بن مالك . و ذكر الحديث[143] .
و ذكره الذهبي في الميزان ، و قال : عن محمد بن سليم لا يعرف[144] .


الطريق التاسع و العشرون : أخرجه ابن عساكر في التاريخ قال : أخبرنا أبو الأعز قراتكين بن الأسعد ، أنا أبو محمد الجوهري ، أنا أبو حفص بن شاهين ، نا محمد بن إبراهيم الأنماطي ، نا محمد ابن عمرو بن نافع ، نا علي بن الحسن الشامي ، نا خليد بن دعلج ، عن قتادة ، عن أنس قال : قدمت إلى رسول الله طيرا مشويا فسمى وأكل منه ، ثم قال : اللهم ائتني بأحب الخلق إليك وإلي ، فذكر الحديث[145] .
فيه : علي بن الحسن السامي[146] ، قال ابن حبان : لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب[147] . و قال ابن عدي : وهذه الأحاديث وما لم أذكره من حديث علي بن الحسن هذا فكلها بواطيل ليس لها أصل ، وهو ضعيف جدا[148] . و عده الذهبي[149] و الحافظ[150] من المتروكين .
و خُليد بن دَعْلج ، ضعفه أحمد ويحيى ، وقال النسائي : ليس بثقة ، وقال أبو حاتم : صالح ليس بالمتين ، وقال ابن حبان : كان كثير الخطأ فيما يروي عن قتادة وغيره ، يعجبني التنكب عن حديثه إذا انفرد . و عده الدارقطني من المتروكين[151] .


الطريق الثلاثون : أخرجه ابن عساكر أيضا في التاريخ قال : أخبرنا أبو الفرج قوام بن زيد بن عيسى وأبو القاسم بن السمرقندي قالا : أنا أبوالحسين بن النقور ، أنا علي بن عمر بن محمد الحربي، نا أبو الحسن علي بن سراج المصري ، نا أبو محمد فهد بن سليمان النحاس ، نا أحمد بن يزيد الورتنيسي ، نا زهير ، نا عثمان الطويل ، عن أنس بن مالك قـال : أهدي إلى النبي طائر ، الحديث[152] .
قلت : فيه : أحمد بن يزيد بن الورتنيس أبو الحسن الحراني ، قال الذهبي : ضعفه أبو حاتم ومشاه غيره لم يرضه أبو زرعة الرازي في الحديث[153] . و قال الحافظ : ضعفه أبو حاتم ، ولم يرو عنه البخاري إلا حديثا واحدا متابعة[154] .
و زهير هو ابن معاوية الجعفي من رجال الجماعة[155] .
أما عثمان الطويل فلم أعرفه ، و لعله وقع سقط في السند ، صوابه : زهير ، نا عثمان ، عن حميد الطويل عن أنس .
فإذا كان ذلك كذلك ، فعثمان هو ابن عبد الرحمن الجمحي ، قال البخاري : مجهول . وقال أبو حاتم : ليس بالقوي يكتب حديثه ولا يحتج به[156] .


الطريق الحادي و الثلاثون : أخرجه ابن عساكر في التاريخ قال : أخبرنا أبوالقاسم بن السمرقندي، أنا أبو الحسين بن النقور ، أنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد بن إبراهيم الإسماعيلي ، أنا أبو جعفر محمد ابن علي بن دحيم ، نا أحمد بن حازم ، نا عبيد الله بن موسى ، نا سكين بن عبد العزيز ، عن ميمون أبي خلف ، حدثني أنس بن مالك قال : أهدي إلى رسول الله نخامات فقال : اللهم وفق لي أحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، قال أنس : قلت : اللهم اجعله رجلا من الأنصار ، وجاء علي فضرب الباب ، قلت : إن رسول الله على حاجة ، قال : فدفع الباب ثم دخل ، فقال : اللهم وإليّ .
قال الدارقطني : هذا حديث غريب من حديث ميمون أبي خلف عن أنس تفرد به سكين بن عبدالعزيز عنه[157] .
قلت : ميمون بن جابر أبو خلف الرفاء متروك ، قاله أبو زرعة[158] . و قال العقيلي : لا يصح حديثه[159].
و سكين اختلف في حاله[160] ، قال إسحاق بن منصور وأحمد بن سعد بن أبي مريم وعثمان بن سعيد الدارمي عن يحيى بن معين : ثقة . قال أبو حاتم : لا بأس به . وقال أبو عبيد الآجري سألت أبا داود عنه فضعفه . وقال النسائي : ليس بالقوي . وذكره ابن حبان في كتاب الثقات . وقال أبو أحمد ابن عدي بعد أن روى له أحاديث : ولسكين غير ما ذكرت ، وليس بالكثير ، وفيما يرويه بعض النكرة ، وأرجو أن يحمل بعضها بعضا ، وإنه لا بأس به إلا أنه يروي عن قوم ضعفاء ولعل البلاء منهم . و قال الحافظ في التقريب : صدوق يروي عن الضعفاء[161] .


الطريق الثاني و الثلاثون : أخرجه ابن عساكر في التاريخ قال : أخبرنا أبو بكر محمد بن أبي نصر ابن أبي بكر ، أنا أبو الخير محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله الإمام وأبو مسعود سليمان بن إبراهيم ابن سليمان قالا : أنا أبو الفرج عثمان بن أحمد بن إسحاق البرجي ، أنا أبو جعفر محمد بن عمر بن حفص الجورجيري ، نا أبو يعقوب إسحاق بن الفيض ، نا المضاء بن الجارود ، عن عبد العزيز بن زياد أن الحجاج بن يوسف دعا أنس بن مالك من البصرة فسأله عن علي بن أبي طالب فقال : أهدي للنبي طائر فأمر به فطبخ وصنع ، فقال النبي : اللهم ائتني بأحب الخلق إلي يأكل معي ، الحديث
[162] .
فيه : رجال لم أعرفهم كمحمد بن عمر بن حفص الجورجيري ، و إسحاق بن الفيض .
و مضاء بن الجارود ، قال الذهبي : ذكر في تاريخ ما مضى من لدن آدم عليه السلام ، لا يدرى من هو أظنه أخباريا لا رواية له في المسندات ، ثم ظفرت بأخباره ، وهو دينورى ، روى عن سلام ابن مسكين وابن عوانة وجماعة ، وعنه النضر بن عبد الله الدينوري وجعفر بن أحمد الزنجاني ، وسئل عنه أبو حاتم فقال : محله الصدق[163] .
و قال الحافظ : ورأيت له خبرا منكرا أخرجه الإمام الرافعي في تاريخ قزوين في ترجمة الحسن بن الحسين بن هبة الله بن علي بن محمد بن عمر ، ثنا أبو الفتح الراشدي قال : حدثنا علي بن أحمد بن صالح قال : حدثنا محمد بن مسعود بن الحارث بن حبيب الأسدي قال : ثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن قال : ثنا مضاء بن الجارود قال : ثنا عبد العزيز بن زياد عن أنس رضي الله عنه رفعه أن يوشع دعا ربه فقال : اللهم إني أسألك باسمك الذكي الطاهر المطهر المقدس المخزوم الرحيم الصادق عالم الغيب والشهادة بديع السماوات والأرض ونورهن وقيمهن ذو الجلال والإكرام حنان منان قدوس حي لا يموت . قال دعا به : محتسب السمي[164] .
و عبد العزيز بن زياد ، قال الذهبي : أرسل وروى عن أنس ، وروى عن قتادة ، روى عنه مضاء بن الجارود الدينوري ، قال أبو حاتم[165] : مجهول[166] .


الطريق الثالث و الثلاثون : أخرجه ابن عساكر قال : كتب إلي أبو علي الحسن بن أحمد المقرىء في كتابه ، وحدثني أبو مسعود المعدل عنه ، أنا أبو نعيم الحافظ ، نا أبو بكر بن خلاد ، نا محمد بن هارون بن مجمع ، نا الحجاج بن يوسف بن قتيبة ، نا بشر بن الحسين ، عن الزبير بن عدي ، عن أنس بن مالك قال : أهدي إلى رسول الله طير مشوي ، فلما وضع بين يديه قال : اللهم ائتني بأحب خلقك يأكل معي من هذا الطير ، فقرع الباب ، فقلت : من هذا ؟ فقال : علي ، فقلت : إن رسول الله على حاجة ، الحديث
[167] .
فيه : بشر بن الحسين ، أبو محمد الأصبهاني الهلالي صاحب الزبير بن عدي ، قال البخاري : فيه نظر، وقال الدارقطني : متروك ، وقال أبو حاتم : يكذب على الزبير ، وقال ابن عدي : عامة حديثه ليس بمحفوظ الزبير ثقة ، وبشر ضعيف ، أحاديثه سوى نسخة حجاج عنه مستقيمة ، و قال ابن حبان : يروي بشر بن الحسين عن الزبير نسخة موضوعة شبيها بمائة وخمسين حديثا ، وقال ابن حبان في الثقات في ترجمة الزبير بن عدي : بشر بن الحسين كأن الأرض أخرجت له أفلاذ كبدها في حديثه لا ينظر في شيء رواه عن الزبير إلا على جهة التعجب . وقال أبو حاتم لما قيل له إن ببغداد قوما يحدثون عن محمد بن زياد عن بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس رضي الله عنه نحو عشرين حديثا فقال : هي أحاديث موضوعة ليس للزبير عن أنس إلا أربعة أحاديث ، وقال العقيلي : روى حجاج بن يوسف عنه عن الزبير عن أنس و ذكر له بعض المناكير ثم قال : وله غير حديث من هذا النحو مناكير . وقال الدارقطني : يروي عن الزبير بواطيل ، والزبير ثقة ، والنسخة موضوعة . وقال أبو أحمد الحاكم : ليس حديثه بالقائم . وقال ابن الجارود : ضعيف[168] .



الطريق الرابع و الثلاثون : أخرجه ابن عساكر قال : أخبرنا أبو عبد الله الفراوي وأبو القاسم زاهر الشحامي قالا : أنا أبو يعلى الصابوني ، أنا أبو سعيد الرازي ، نا محمد بن أيوب الرازي ، أنا مسلم ابن إبراهيم ، نا الحارث بن نبهان ، نا إسماعيل رجل من أهل الكوفة ، عن أنس بن مالك أن رسول الله أهدي له طير ففرق بعضها في نسائه ، ووضع بعضها بين يديه ، فقال : اللهم سق أحب خلقك إليك يأكل معي ، قال : وذكر حديث الطير
[169] .
في إسناده : الحارث بن نبهان الجرمي ، قال أحمد : رجل صالح منكر الحديث . وقال البخاري : منكر الحديث . وقال النسائي : متروك . وقال ابن معين : ليس بشيء . وقال مرة : لا يكتب حديثه[170].
و إسماعيل رجل مبهم .


الطريق الخامس و الثلاثون : أخرجه ابن عساكر قال : أخبرنا أبو القاسم عبد الصمد بن محمد ، أنا أبو الحسن الحسناباذي ، أنا أحمد بن محمد ، أنا أبو العباس الكوفي ، أنا محمد بن سالم بن عبد الرحمن الطحان الأزدي ، نا أحمد بن النضر بن الربيع بن سعد مولى جعفر بن علي ، حدثني سليمان بن قرم، عن محمد بن علي السلمي ، عن أبي حذيفة العقيلي ، عن أنس بن مالك قال : كنت أنا وزيد بن أرقم نتناوب النبي فأتته أم أيمن بطير أهدي له من الليل ، فلما أصبح أتته بفضله ، فقال : ما هذا ؟ قلت : فضل الطير الذي أكلت البارحة ، فقال : أما علمت أن كل صباح يأتي برزقه ، اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، الحديث
[171] .
فيه : سليمان بن قَرْم متروك و سيأتي بيان حاله .
و أحمد بن النضر بن سعد ، و محمد بن علي السلمي ، و أبو حذيفة ، لم أعرفهم رغم طول البحث في كتب الرجال . و الله أعلم .




- حديث سفينة : له ثلاثة طرق :
الأول : أخرجه الطبراني في الكبير قال : حدثنا عبيد العجلي ، ثنا إبراهيم بن سعد الجوهري ، ثنا حسين بن محمد ، ثنا سليمان بن قرم ، عن فطر بن خليفة ، عن عبد الرحمن بن أبي نعم ، عن سفينة مولى النبي صلى الله عليه وسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أتي بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير ، فجاء علي رضي الله عنه ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : اللهم وإلي
[172] .
قال الهيثمي في المجمع : رواه البزار والطبراني باختصار ، ورجال الطبراني رجال الصحيح ؛ غير فطر ابن خليفة وهو ثقة[173] .
قلت : ليس كذلك ، فسليمان بن قرم البصري ، ضعيف[174] ، روى عباس وعثمان[175] عن يحيى بن معين: ليس بشيء . ولفظ عباس[176] : كان ضعيفاً . وقال أبو حاتم : ليس بالمتين . و قال أبو زرعة[177] : ليس بذاك . وقال ابن حبان[178] : كان رافضياً غالياً ومع ذلك يقلب الأخبار . وقال النسائي : ليس بالقوي. و قال الذهبي في المغني : مجروح يترفض[179] .
و انفرد الإمام أحمد بتوثيقه[180] ، في مقابل تضعيف مفسر صدر من بعض من ضعفه ؛ ألا و هو ابن حبان الذي وصفه بقلب الأخبار ، ثم الغلو في التشيع بل الرفض . و الجرح المفسر قاض على التعديل كما تقرر عند الجمهور .
أما عده من رجال الصحيح فوهم و خطأ ، و ذلك أن :
البخاري أخرج له في التعاليق فقط ، لذا رمز له كل من الذهبي في الكاشف[181] و الحافظ في التقريب[182] ب : خت .
و مسلم أخرجه له في المتابعات لا في الأصول ، و نص على ذلك الذهبي في الكاشف[183] حين رمز له ب: م تبعا . و قال الحافظ في مقدمة فتح الباري : سليمان بن قرم الضبي ، قال أبو حاتم : ليس بالمتين ، وضعفه النسائي ، له موضع واحد متابعة[184] .
و فطر بن خليفة الحناط شيعي ، قال أحمد : كان فطر عند يحيى ثقة ولكنه خشبي مفرط . وروى عباس عن ابن معين : ثقة شيعي . وقال عبد الله بن أحمد : سألت أبي عن فطر بن خليفة فقال : ثقة صالح الحديث حديثه حديث رجل كيس إلا أنه يتشيع[185] .


الثاني : أخرجه المحاملي في أماليه قـال : حدثنا الحسين ، ثنا عبد الأعلى بن واصل ، ثنا عون بن سلام ، ثنا سهل بن شعيب ، عن بريدة بن سفيان ، عن سفينة وكان خادما لرسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم طوائر ، قال : ورفعت له أم أيمن بعضها فلما أصبح أتته بها فقال : ما هذا يا أم أيمن ؟ فقالت : هذا بعض ما أهدي لك أمس ، قال : أولم أنهك أن ترفعي لأحد أو لغد طعاما ، إن لكل غد رزقه ، ثم قال : اللهم ادخل بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر ، فدخل علي عليه السلام ، فقال : اللهم وإليّ
[186] .
قلت : فيه : سهل بن شعيب سكت عنه ابن أبي حاتم في الجرح و التعديل[187] . و بريدة بن سفيان ضعيف[188] ، قال البخاري : فيه نظر . وقال أبو داود : لم يكن بذاك ، وكان يتكلم في عثمان . وقال الدارقطني : متروك . قال العقيلي : حدثنا عبد الله بن أحمد قال : حدثني يحيى بن معين قال : حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد قال : سمعت أبي يقول : بريدة بن سفيان الذي يروى عنه محمد بن إسحاق كان معنا في طريق الري يشرب الخمر . حدثنا عبد الله قال : سألت أبي عن بريدة بن سفيان كيف حديثه ؟ قال له : بلية . وهو مقل[189] .
هذا بالإضافة إلى إرساله ، فبريدة من رجال الطبقة السادسة الذين لم يثبت لهم لقاء أحد من الصحابة، حسب اصطلاح الحافظ في التقريب[190] .


الثالث : أخرجه ابن عساكر من طريق أبي القاسم البغوي و أبي يعلى عن عبيد الله القواريري ، نا يونس بن أرقم ، نا مطير بن أبي خالد ، عن ثابت البجلي ، عن سفينة مولى رسول الله قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول الله طائرين بين رغيفين ، ولم يكن في البيت غيري ، وغير أنس ، فجاء رسول الله فدعا بغدائه ، فقلت : يا رسول الله ، قد أهدت لك امرأة من الأنصار هدية ، فقدمت الطائرين إليه ، فقال رسول الله : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك وإلى رسولك ، فجاء علي بن أبي طالب فضرب الباب ضربا خفيفا ، فقلت : من هذا ؟ قال : أبو الحسن ، ثم ضرب الباب ورفع صوته ، فقال : من هذا ؟ قلت : علي بن أبي طالب ، قال : افتح له ، ففتحت له فأكل معه رسول الله من الطيرين حتى فنيا
[191] .
قلت : فيه : يونس بن أرقم الكندي سبق تضعيفه في طريق سابق ، و مطير بن أبي خالد ضعفوه ، قال الذهبي : عن عائشة و أنس ، قال أبو حاتم[192] : متروك الحديث . و قال أبو زرعة : ضعيف الحديث. و قال العقيلي[193] : مطير بن أبي خالد مولى طلحة بن عبيد الله ، حدثني آدم قال : سمعت البخاري قال : مطير بن أبي خالد مولى طلحة بن عبيد الله ، هو والد موسى بن مطير ، ولا يصح حديثه[194] .
و ثابت البجلي لم أعرفه رغم طول البحث في كتب التراجم المتيسرة ، و الذين ذكروه إنما ذكروه في الرواة عن سفينة كابن أبي حاتم[195] و المزي[196] .



- حديث ابن عباس :
أخرجه الطبراني في الكبير قال : حدثنا عبيد العجلي ، ثنا إبراهيم بن سعيد الجوهري ، ثنا حسين بن محمد المروزي ، عن سليمان بن قرم ، عن محمد بن سعيد ، عن داود ابن علي بن عبد الله بن عباس ، عن أبيه ، عن ابن عباس رضي الله عنه قال : أتي النبي صلى الله عليه وسلم بطير فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك ، فجاء علي ، فقال : اللهم وإليّ[197] .
و قال الهيثمي في المجمع : فيه محمد بن سعيد ، شيخ يروي عنه سليمان بن قرم ، ولم أعرفه ، وبقية رجاله وثقوا وفيه ضعف[198] .
قلت : و كذا نسبه الحافظ المزي في تهذيب الكمال ، قال عند ذكر الرواة عن داود بن علي : محمد ابن سعيد شيخ سليمان بن قرم[199] .
و الرجل وقع في اسمه تحريف ، و الصواب : محمد بن شعيب ، كذا ورد في رواية كل من العقيلي في الضعفاء[200] و ابن عدي في الكامل[201] و ابن عساكر في التاريخ[202] .
و قال العقيلي : محمد بن شعيب عن داود بن علي كوفي حديثه غير محفوظ ثم قال عن الرواية : فيها لين .
و قال ابن عدي : وهذا يرويه عن داود محمد بن شعيب ، ومحمد بن شعيب هذا لا أعرفه .
و قال ابن الجوزي في العلل : محمد بن شعيب مجهول .
و قال الذهبي في الميزان[203] : لا يعرف . و قال في المغني[204] : لا يدرى من هو .
و هذا الرجل لم يدرجه محمد خليل العربي في كتابه "الفرائد على مجمع الزوائد" ، فالحمد لله على منه و فضله .
و داود بن علي ضعيف ، قال الذهبي في الميزان و المغني : ليس بحجة ، و قال ابن معين : أرجو أنه لا يكذب[205] .



- حديث جابر :
أخرجه ابن عساكر قال : أخبرنا أبو سعد أحمد بن محمد بن البغدادي ، نا أبو المظفر محمود بن جعفر بن محمد الكوسج ، وأبو منصور محمد بن أحمد بن شكرويه ، قالا : أنا أبو علي الحسن بن علي بن أحمد بن سليمان بن البغدادي ، نا أبو الحسن أحمد بن محمد بن عمر ابن أبان العبدي ، نا أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل الترمذي ، نا أبو صالح عبد الله بن صالح ، حدثني ابن لهيعة ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال :
صنعت امرأة من الأنصار لرسول الله أربعة أرغفة ، وذبحت له دجاجة فطبختها ، فقدمته بين يدي النبي r ، فبعث رسول الله إلى أبي بكر وعمر ، فأتياه ، ثم رفع رسول الله يديه إلى السماء ، ثم قال : اللهم سق إلينا رجلا رابعا محبا لك ولرسولك ، تحبه اللهم أنت ورسولك ، فيشركنا في طعامنا ، وبارك لنا فيه . ثم قال رسول الله : اللهم اجعله علي بن أبي طالب . قال : فوالله ما كان بأوشك أن طلع علي بن أبي طالب ، فكبر رسول الله ، وقال : الحمد لله الذي سرى بكم جميعا ، وجمعه وإياكم ، ثم قال رسول الله : انظروا هل ترون بالباب أحدا ، قال جابر : وكنت أنا وابن مسعود، فأمر بنا رسول الله فأدخلنا عليه فجلسنا معه ، ثم دعا رسول الله بتلك الأرغفة فكسرها بيده ، ثم غرف عليها من تلك الدجاجة ، ودعا بالبركة ، فأكلنا جميعا حتى تملأنا شبعا ، وبقيت فضلة لأهل البيت .
قال ابن عساكر : هذا حديث غريب ، والمشهور حديث أنس[206] .
قلت : فيه عبد الله بن صالح الجهني المصري أبو صالح كاتب الليث بن سعد على أمواله ، قال الذهبي[207]: هو صاحب حديث وعلم مكثر وله مناكير . و هناك من اتهمه و ضعفه ، لكنه صدوق ، والمناكير آفتها جار سوء ، قال ابن حبان : كان في نفسه صدوقا ؛ إنما وقع المناكير في حديثه من قبل جار له رجل سوء ، سمعت ابن خزيمة يقول : كان له جار بينه وبينه عداوة ، فكان يضع الحديث على شيخ عبد الله بن صالح ، ويكتب في قرطاس بخط يشبه خط عبد الله بن صالح ، ويطرح في داره في وسط كتبه ، فيجده عبد الله فيحدث به ، فيتوهم أنه خطه وسماعه ، فمن ناحيته وقع المناكير في أخباره[208] .
و ابن لهيعة اختلط و قد تقدم بيان حاله أكثر من مرة .




 

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
- حديث علي :
أخرجه ابن عساكر أيضا في التاريخ قال : أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي ، أنا أبو الفتح هبة الله بن علي بن محمد بن الطيب بن الجار القرشي الكوفي ببغداد ، أنا أبو الحسن محمد بن جعفر بن محمد التميمي النحوي يعرف بابن النجار الكوفي ، أنا أبو عبد الله محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي ، نا عباد بن يعقوب ، نا عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي ، حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده ، عن علي ، قال :
أهدي لرسول الله طير ، يقال له : الحبارى ، فوضعت بين يديه ، وكان أنس بن مالك يحجبه ، فرفع النبي يده إلى الله ، ثم قال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير . قال : فجاء علي فاستأذن ، الحديث[209] .
قلت : فيه عباد بن يعقوب الأسدي الرواجني الكوفي ، قال الذهبي : من غلاة الشيعة ورؤوس البدع؛ لكنه صادق في الحديث ، قال أبو حاتم : شيخ ثقة ، وقال ابن خزيمة : حدثنا الثقة في روايته المتهم في دينه عباد ، وروى عبدان الأهوازي عن الثقة أن عباد بن يعقوب كان يشتم السلف . وقال ابن عدي : روي أحاديث في الفضائل أنكرت عليه[210] .
و قال ابن حبان : كان رافضيا داعية إلى الرفض ، ومع ذلك يروي المناكير عن أقوام مشاهير فاستحق الترك[211] .
و عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب العلوي عن آبائه ، قال الدارقطني : متروك الحديث . وقال ابن حبان : يروى عن آبائه أشياء موضوعة[212] .
طريق أخرى عن علي رواها ابن عساكر أيضا في التاريخ قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إبراهيم، أنا أبو الفضل أحمد بن عبد المنعم بن أحمد بن بندار ، أنا أبو الحسن العتيقي ، أنا أبو الحسن الدارقطني، نا أحمد بن محمد بن سعيد ، نا يحيى بن زكريا بن شيبان ، نا يعقوب بن معبد ، حدثني مثنى أبو عبد الله ، عن سفيان الثوري ، عن أبي إسحاق السبيعي ، عن عاصم بن ضمرة وهبيرة ، وعن العلاء بن صالح ، عن المنهال بن عمرو ، عن عباد بن عبد الله الأسدي ، وعن عمرو بن واثلة قالوا : قال علي بن أبي طالب يوم الشورى : والله لأحتجن عليهم بما لا يستطيع قرشيهم ولا عربيهم ولا عجميهم رده ، ولا يقول خلافهم ، قال لعثمان بن عفان ولعبد الرحمن بن عوف والزبير ولطلحة وسعد وهم أصحاب الشورى وكلهم من قريش وقد كان قدم طلحة : أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو ، أفيكم أحد وحد الله قبلي ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم بالله ، هل فيكم أحد صلى لله قبلي وصلى القبلتين ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : أنشدكم بالله ، أفيكم أحد أخو رسول الله غيري ؛ إذ آخى بين المؤمنين فآخى بيني وبين نفسه، وجعلني منه بمنزلة هارون من موسى إلا أني لست بنبي ؟ قالوا : لا .
قال : أنشدكم بالله ، أفيكم مطهر غيري ؛ إذ سد رسول الله أبوابكم وفتح بابي ، وكنت معه في مساكنه ومسجده فقام إليه عمه فقال : يا رسول الله ، غلقت أبوابنا وفتحت باب علي ، قال : نعم، الله أمر بفتح بابه وسد أبوابكم ؟ قالوا : اللهم لا .
قال : نشدتكم بالله ، أفيكم أحد أحب إلى الله وإلى رسوله مني إذ دفع الراية إلي يوم خيبر فقال : لأعطين الراية إلى من يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ، ويوم الطائر إذ يقول : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي ، فجئت ، فقال : اللهم وإلى رسولك ، اللهم وإلى رسولك غيري؟ قالوا : اللهم لا
[213]
فيه : أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الحافظ أبو العباس محدث الكوفة ، قال الذهبي : شيعي متوسط ضعفه غير واحد وقواه آخرون ، قال عبد الغني بن سعيد : سمعت الدارقطني يقول : ابن عقدة يعلم ما عند الناس ولا يعلم الناس ما عنده ، وقال البرقاني : قلت للدارقطني : إيش أكثر ما في نفسك من ابن عقدة ؟ قال : الإكثار بالمناكير ، وروى حمزة بن محمد بن طاهر عن الدار قطني قال : كان رجل سوء يشير إلى الرفض ، قرأت بخط يوسف بن أحمد الشيرازي سئل الدارقطني عن ابن عقدة فقال : لم يكن في الدين بالقوي ، وأكذب من يتهمه بالوضع ؛ إنما بلاؤه من هذه الوجادات، وقال أبو عمر بن حيويه : كان ابن عقدة يملي مثالب الصحابة ، أو قال : مثالب الشيخين فتركت حديثه ، وقال ابن عدي رأيت فيه مجازات حتى كان يقول : حدثتني فلانة قالت : هذا كتاب فلان قرأت فيه قال : حدثنا فلان ، قال : كان مقدماً في الشيعة ، وقال ابن عدي : سمعت أبا بكر ابن أبي غالب يقول : ابن عقدة لا يتدين بالحديث لأنه كان يحمل شيوخنا بالكوفة على الكذب يسوي لهم نسخاً ويأمرهم أن يرووها ثم يرويها عنهم[214] .
و أبو إسحاق السبيعي عمرو بن عبد الله ، قال الذهبي : من أئمة التابعين بالكوفة وأثباتهم إلا أنه شاخ ونسي ولم يختلط[215] . و قال الحافظ : مشهور بالتدليس ، و هو تابعي ثقة ، وصفه النسائي وغيره بذلك[216] .
قلت : ذكره الحافظ ضمن رجال الطبقة الثالثة الذين لا يقبل حديثهم إلا إذا صرحوا بالسماع أوالتحديث ، و هنا في هذا الحديث عنعن و لم يصرح بالتحديث أو السماع .


- حديث أبي سعيد الخدري أشار إليه الحاكم في المستدرك ، و لم أقف عليه مسندا . قال ابن كثير في البداية : وقد روى أيضا من حديث أبي سعيد الخدري وصححه الحاكم ، ولكن إسناده مظلم وفيه ضعفاء[217] .


- حديث حبشي بن جنادة : قال ابن كثير في البداية : لا يصح[218] .


- حديث يعلي بن مرة : قال ابن كثير في البداية : الإسناد إليه مظلم[219] .



- حديث أبي رافع : قال ابن كثير في البداية : ليس بصحيح[220] .





أقوال الحفاظ في الحديث :
قال أبو أحمد ابن عدي : سمعت علي بن عبد الله الداهري يقول : سألت ابن أبي داود عن حديث الطير فقال : إن صح حديث الطير فنبوة النبي صلى الله عليه وسلم باطل ؛ لأنه حكى عن حاجب النبي صلى الله عليه وسلم خيانة يعني : أنسا- ، وحاجب النبي لا يكون خائنا[221] .
قال الذهبي : هذه عبارة رديئة ، وكلام نحس ؛ بل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم حق قطعي إن صح خبر الطير وإن لم يصح ، وما وجه الارتباط !؟ هذا أنس قد خدم النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يحتلم ، وقبل جريان القلم ، فيجوز أن تكون قصة الطائر في تلك المدة ، فرضنا أنه كان محتلما ، ما هو بمعصوم من الخيانة ؛ بل فعل هذه الجناية الخفيفة متأولا ، ثم إنه حبس عليا عن الدخول كما قيل ، فكان ماذا ، والدعوة النبوية قد نفذت واستجيبت ، فلو حبسه أو رده مرات ما بقي يتصور أن يدخل ويأكل مع المصطفى سواه اللهم إلا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم قصد بقوله : "ايتني بأحب خلقك إليك يأكل معي" عددا من الخيار يصدق على مجموعهم أنهم أحب الناس إلى الله ، كما يصح قولنا : أحب الخلق إلى الله الصالحون ، فيقال : فمن أحبهم إلى الله ؟ فنقول : الصديقون والأنبياء ؟ فيقال : فمن أحب الأنبياء كلهم إلى الله ؟ فنقول : محمد وإبراهيم وموسى . والخطب في ذلك يسير ، وأبو لبابة مع جلالته بدت منه خيانة حيث أشار لبني قريظة إلى حلقه ، وتاب الله عليه ، وحاطب بدت منه خيانة فكاتب قريشا بأمر تخفى به نبي الله صلى الله عليه وسلم من غزوهم ، وغفر الله لحاطب مع عظم فعله رضي الله عنه . وحديث الطير على ضعفه فله طرق جمة ، وقد أفردتها في جزء ولم يثبت ، ولا أنا بالمعتقد بطلانه ، وقد أخطأ ابن أبي داود في عبارته وقوله ، وله على خطئه أجر واحد ، وليس من شرط الثقة أن لا يخطئ ولا يغلط ولا يسهو ، والرجل فمن كبار علماء الإسلام ، ومن أوثق الحفاظ رحمه الله تعالى[222] .
قال أبو بكر الخطيب : كان أبو عبد الله ابن البيع الحاكم ثقة أول سماعه سنة ثلاثين وثلاث مئة ، وكان يميل إلى التشيع ، فحدثني إبراهيم بن محمد الأرموي بنيسابور وكان صالحا عالما قال : جمع أبو عبد الله الحاكم أحاديث ، وزعم أنها صحاح على شرط البخاري ومسلم، منها : حديث الطير ، وحديث من كنت مولاه فعلي مولاه ، فأنكر عليه أصحاب الحديث ذلك ، ولم يلتفتوا إلى قوله . قال أبونعيم الحداد : سمعت الحسن بن أحمد السمرقندي الحافظ ، سمعت أبا عبد الرحمن الشاذياخي الحاكم يقول : كنا في مجلس السيد أبي الحسن فسئل أبو عبد الله الحاكم عن حديث الطير فقال : لا يصح ، ولو صح لما كان أحد أفضل من علي بعد النبي صلى الله عليه وسلم[223] .
قال ابن طاهر : ثم تغير رأي الحاكم وأخرج حديث الطير في مستدركه ، ولا ريب أن في المستدرك أحاديث كثيرة ليست على شرط الصحة ؛ بل فيه أحاديث موضوعة شان المستدرك بإخراجها فيه ، وأما حديث الطير فله طرق كثيرة جدا ، قد أفردتها في مصنف ، ومجموعها هو يوجب أن يكون الحديث له أصل ، وأما حديث من كنت مولاه فله طرق جيدة وقد أفردت ذلك أيضا[224] .
قال الذهبي : فهذه حكاية قوية ، فما باله أخرج حديث الطير في المستدرك ، فكأنه اختلف اجتهاده، وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء ، وطرق حديث من كنت مولاه وهو أصح ، وأصح منها ما أخرجه مسلم عن علي قال : إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إلي إنه لا يحبك إلا مؤمن ولا يبغضك إلا منافق، وهذا أشكل الثلاثة ، فقد أحبه قوم لا خلاق لهم ، وأبغضه بجهل قوم من النواصب ، فالله أعلم[225] .
قال ابن الجوزي : أنبأنا محمد بن ناصر قال : أنبأنا محمد بن طاهر المقدسي قال : كل طرقه باطلة معلولة ، وصنف الحاكم أبو عبد الله في طرقه جزء ضخما ، وكان قد أدخله في المستدرك على الصحيحين فبلغ الدارقطني فقال : يستدرك عليها حديث الطائر ، فبلغ الحاكم فأخرجه من الكتاب ، وكان يتهم بالتعصب بالرافضة ، وكان يقول : هو حديث صحيح ولم يخرج في الصحيح ، وقال ابن طاهر : حديث الطائر موضوع إنما يجيء من سقاط أهل الكوفة عن المشاهير والمجاهيل عن أنس وغيره قال : ولا يخلوا أمر الحاكم من أمرين : إما الجهل بالصحيح فلا يعتمد على قوله ، وإما العلم به ويقول به فيكون معاندا كذابا دساسا[226] .
و قال الذهبي عن حكاية ابن طاهر : هذه حكاية منقطعة ؛ بل لم تقع ، فإن الحاكم إنما ألف المستدرك في أواخر عمره بعد موت الدارقطني بمدة ، وحديث الطير ففي الكتاب لم يحول منه ؛ بل هو أيضا في جامع الترمذي . قال ابن طاهر : ورأيت أنا حديث الطير جمع الحاكم بخطه في جزء ضخم فكتبته للتعجب[227] .
قال ابن طاهر في تذكرة الحفاظ خلال ترجمة "الحافظ ابن السقاء الواسطي" : واتفق أنه أملى حديث الطير فلم تحتمله نفوسهم ، فوثبوا به ، وأقاموه وغسلوا موضعه ، فمضى ولزم بيته ، فكان لا يحدث أحدا من الواسطيين ، فلهذا قل حديثه عندهم ، وتوفي سنة إحدى وسبعين وثلاث مائة حدثني ذلك شيخنا أبو الحسن المغازلي[228] .
و عده ابن القيم من الأحاديث الموضوعة في المستدرك[229] .
و قال شيخ الإسلام ابن تيمية : فإن حديث الطير لم يروه أحد من أصحاب الصحيح ، و لا صححه أئمة الحديث ، و لكن هو مما رواه بعض الناس كما رووا أمثاله في فضل غير علي ؛ بل قد روي في فضائل معاوية أحاديث كثيرة ، و صنف في ذلك مصنفات ، و أهل العلم بالحديث لا يصححون لا هذا و لا هذا . الثاني أن حديث الطائر من المكذوبات الموضوعات عند أهل العلم والمعرفة بحقائق النقل ، قال أبو موسى المديني : قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق أحاديث الطير للاعتبار و المعرفة كالحاكم النيسابوري وأبي نعيم وابن مردويه ، و سئل الحاكم عن حديث الطير فقال : لا يصح هذا مع أن الحاكم منسوب إلى التشيع الثالث : إن أكل الطير ليس فيه أمر عظيم يناسب أن يجيء أحب الخلق إلى الله ليأكل منه ، فإن إطعام الطعام مشروع للبر و الفاجر ، و ليس في ذلك زيادة وقربة عند الله لهذا الآكل ، و لا معونة على مصلحة دين و لا دينا ، فأي أمر عظيم هنا يناسب جعل أحب الخلق إلى الله يفعله . الرابع : إن هذا الحديث يناقض مذهب الرافضة فإنهم يقولون : إن النبي صلى الله عليه و سلم كان يعلم أن عليا أحب الخلق إلى الله ، و أنه جعله خليفة من بعده ، و هذا الحديث يدل على أنه ما كان يعرف أحب الخلق إلى الله . الخامس : أن يقال إما أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم كان يعرف أن عليا أحب الخلق إلى الله ، أو ما كان يعرف فإن كان يعرف ذلك كان يمكنه أن يرسل من يطلبه ، كما كان يطلب الواحد من الصحابة ، أو يقول : اللهم ائتني بعلي فإنه أحب الخلق إليك ، فأي حاجة إلى الدعاء و الإبهام في ذلك ، و لو سمى عليا لاستراح أنس من الرجاء الباطل ، و لم يغلق الباب في وجه علي ، و إن كان النبي صلى الله عليه وسلم لم يعرف ذلك بطل ما يدعونه من كونه كان يعرف ذلك ، ثم إن في لفظه : أحب الخلق إليك و إلي ، فكيف لا يعرف أحب الخلق إليه !؟ السادس : إن الأحاديث الثابتة في الصحاح التي أجمع أهل الحديث على صحتها و تلقيها بالقبول تناقض هذا ، فكيف تعارض بهذا الحديث المكذوب الموضوع الذي لم يصححوه ، يبين هذا لكل متأمل ما في صحيح البخاري و مسلم و غيرهما من فضائل القوم ؛ كما في الصحيحين أنه قال : "لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا" ، و هذا الحديث مستفيض ؛ بل متواتر عند أهل العلم بالحديث ، فإنه قد أخرج في الصحاح من وجوه متعددة ، من حديث ابن مسعود ، وأبي سعيد ، و ابن عباس ، و ابن الزبير ، وهو صريح في أنه لم يكن عنده من أهل الأرض أحد أحب إليه من أبي بكر ، فإن الخلة هي كمال الحب ، و هذا لا يصلح إلا لله ، فإذا كانت ممكنة و لم يصلح لها إلا أبو بكر ، علم أنه أحب الناس إليه ، و قوله في الحديث الصحيح لما سئل : أي الناس أحب إليك ؟ قال عائشة ؟ قيل : من الرجال ؟ قال : أبوها. و قول الصحابة : أنت خيرنا و سيدنا وأحب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم و أيضا فقد ثبت في النقل الصحيح عن علي أنه قال : خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر ، و استفاض ذلك و تواتر عنه ، و توعد بجلد المفتري من يفضله عليه ، و روي عنه أنه سمع ذلك من النبي صلى الله عليه و سلم ، و لا ريب أن عليا لا يقطع بذلك إلا عن علم و لكن ذكر هذا لنبين إن حديث الطير من الموضوعات[230] .
و قال ابن كثير في البداية بعد أن أورد جملة من الطرق : فهذه طرق متعددة عن أنس بن مالك ، وكل منها فيه ضعف ومقال ، وقال شيخنا أبو عبد الله الذهبي في جزء جمعه في هذا الحديث بعد ما أورد طرقا متعددة نحو ما ذكرنا : ويروى هذا الحديث من وجوه باطلة أو مظلمة عن حجاج بن يوسف ، وأبي عاصم خالد بن عبيد ، ودينار أبي مكيس ، وزياد بن محمد الثقفي ، وزياد العبسي ، وزياد بن المنذر ، وسعد بن ميسرة البكري ، وسليمان التيمي ، وسليمان بن علي الامير ، وسلمة بن وردان ، وصباح بن محارب ، وطلحة بن مصرف ، وأبي الزناد ، وعبد الأعلى بن عامر ، وعمر بن راشد ، وعمر بن أبي حفص الثقفي الضرير ، وعمر بن سليم البجلي ، وعمر بن يحيى الثقفي ، وعثمان الطويل ، وعلي بن أبي رافع ، وعيسى بن طهمان ، وعطية العوفي ، وعباد بن عبد الصمد ، وعمار الذهبي ، وعباس بن علي ، وفضيل بن غزوان ، وقاسم بن جندب ، وكلثوم بن جر ، ومحمد ابن علي الباقر ، والزهري ، ومحمد بن عمرو بن علقمة ، ومحمد بن مالك الثقفي ، ومحمد بن جحادة ، وميمون بن مهران ، وموسى الطويل ، وميمون بن جابر السلمي ، ومنصور بن عبد الحميد، ومعلى بن أنس ، وميمون أبي خلف الجراف ، وقيل : أبو خالد ، ومطر بن خالد ، ومعاوية ابن عبد الله بن جعفر ، وموسى بن عبد الله الجهني ، ونافع مولى ابن عمر ، والنضر بن أنس بن مالك ، ويوسف بن إبراهيم ، ويونس بن حيان ، ويزيد بن سفيان ، ويزيد بن أبي حبيب ، وأبي المليح ، وأبي الحكم ، وأبي داود السبيعي ، وأبي حمزة الواسطي ، وأبي حذيفة العقيلي ، وإبراهيم بن هدبة ثم قال : بعد أن ذكر الجميع بضعة وتسعون نفسا ، أقربها غرائب ضعيفة ، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة ، وغالبها طرق واهية[231] .
 

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
و قال الزيلعي في نصب الراية : وكم من حديث كثرت رواته وتعددت طرقه وهو حديث ضعيف؛ كحديث الطير [232] ؛ بل قد لا يزيد الحديث كثرة الطرق إلا ضعفا[233] .
و قال العلائي في النقد الصحيح : و له طرق كثيرة غالبها واه و في بعضها ما يعتبر به فيقوى أحد السندين بالآخر ، و أمثل ما ورد طريقان ، و ذكر طريق السدي الذي رواه الترمذي ، و طريق يحيى بن سعيد الذي رواه الحاكم ، ثم قال : و في مقابلته ذكر الحافظ محمد بن طاهر و أبو الفرج بن الجوزي أن جميع طرق هذا الحديث ضعيفة واهية و كل من الطرفين غلو . و الحق أنه ربما ينتهي إلى درجة الحسن أو يكون ضعيفا يحتمل ضعفه ، فأما أن ينتهي إلى كونه موضوعا في جميع طرقه فلا ، ولم يذكره ابن الجوزي في كتاب الموضوعات . و الله أعلم[234] .
و الحديث قد اعتني به جمعا و تأليفا ، و من الذين اعتنوا به : الحاكم ، ابن مردويه ، و ابن حمدان[235] ، و ابن طاهر، و الذهبي . قال ابن كثير في البداية و النهاية : وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة ، منهم : أبو بكر بن مردويه ، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان ، فيما رواه شيخنا أبو عبد الله الذهبي ، ورأيت فيه مجلدا في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سندا ومتنا للقاضى أبي بكر الباقلاني المتكلم ، وبالجملة ففي القلب من صحة الحديث هذا نظر وإن كثرت طرقه ، والله أعلم[236].
و قد حاول الحافظ ابن حجر في "أجوبته عن أحاديث المصابيح" تقوية الحديث من خلال طريقيه : طريق السدي المروي في جامع الترمذي ، و طريق يحيى بن سعيد المروي في مستدرك الحاكم ، دون التصريح بذلك[237] .
و قال في اللسان : (وقد جمع طرقه الطبراني و ابن مردويه والحاكم وجماعة ، وأحسن شيء فيها طريق أخرجه النسائي في الخصائص[238])[239] .
قال جامع هذا البحث : و الحديث في اعتقادي من جهة السند منكر ، فكل أسانيده وردت من طريق الهلكى والمتروكين و المتهمين و المجاهيل ، و أحسن طرقه و أمثلها ما ذكره العلائي و ابن حجر، إلا أنه يرد عليها إشكال ، و هو : الأول تفرد به السدي كما قال الدارقطني و هو يأتي بالمناكير ، و استنكر الحديث و تعجب منه البخاري كما جاء في علل الترمذي ، إضافة إلى أن الرجل كوفي ، و الكوفة دار الضرب كما يقولون ، قال الخليلي : قال بعض الحفاظ : تأملت ما وضعه أهل الكوفة في فضائل علي ، و أهل بيته فزاد على : ثلاثمائة ألف . سمعت محمد بن سليمان الفامي يقول : سمعت عبد الله بن محمد الإسفراييني يقول : سمعت محمد بن إدريس ورّاق الحميدي يقول : قال أهل المدينة: وضعنا سبعين حديثا نجرب بها أهل العراق . فبعثنا إلى الكوفة و البصرة . فأهل البصرة ردوها إلينا و لم يقبلوها و قالوا : هذه كلها موضوعة . و أهل الكوفة ردوها إلينا ، و قد وضعوا لكل حديث أسانيد[240] .
قال ابن القيم معلقا على ما وضعه أهل الكوفة من الأحاديث : و لا تستبعد هذا ، فإنك لو تتبعت ما عندهم من ذلك ، لوجدت الأمر كما قال[241] .
ثم إن السدي تفرد به عن باقي ثقات و أثبات حفاظ الكوفة كالأعمش و غيره .
كل هذا يجعل الحديث من طريقه فيه نكارة ، و لولاها لما تقاعس الحفاظ عن إثباته .
أما الثاني ففيه رجل مجهول الحال ، و هو ابن عياض ، و قد أخطأ محمود سعيد في تطبيق قاعدة الذهبي في توثيق المستور : الجمهور على أن من كان من المشايخ قد روى عنه جماعة و لم يأت بما ينكر عليه أن حديثه صحيح . فقال أي محمود سعيد- : و أحمد بن عياض شيخ مستور ، و لم يأت بما ينكر عليه ؛ لأن حديث الطير لم ينفرد به ، فله مخارج متعددة ، و رواة كثيرون ، و رواه عن أنس فقط زيادة على ثلاثين نفسا ، فإن كنت جامدا متعنتا و ضربت بقول الجمهور عرض الحائط ، فالحديث فيه راو مستور فكيف يحكم عليه بالوضع !؟ [242]
قلت : هذه القاعدة تطبق على من لم يأت بحديث منكر ، و حديث الطير استنكره ثلة من الحفاظ منهم البخاري و الدارقطني . أما قوله : (فله مخارج متعددة ) فتمويه ؛ إذ كل هذه المخارج مظلمة ، وردت عن هلكى و متروكي رواة الكوفة ، فهل يعتد بها[243]
أما من جهة المتن فموضوع جزما ، و قد بين هذا شيخ الإسلام من وجوه في كتابه النافع الماتع "منهاج السنة النبوية في الرد على الشيعة و القدرية" ، و قد تقدم اختصار كلامه ، و الله أعلم .


[1] العلل المتناهية رقم : 360 . قال : وقد ذكره ابن مردويه من نحو عشرين طريقا كلها مظلم وفيها مطعن فلم أر الإطالة بذلك .

[2] مستدرك الحاكم رقم : 4650 .

[3] ميزان الاعتدال 6/53 .

[4] لسان الميزان 5/57 .

[5] كذا بالمطبوعة .

[6] البداية و النهاية 7/351 .

[7] المستدرك رقم : 4651 .

[8] البداية و النهاية 7/352 .

[9] ميزان الاعتدال 1/143 .

[10] لسان الميزان 1/42 .

[11] ميزان الاعتدال 1/138 .

[12] المغني في الضعفاء 1/10 .

[13] الضعفاء 1/46 .

[14] جامع الترمذي رقم : 3721 .

[15] علل الترمذي للقاضي رقم : 698 .

[16] الكامل 1/276 . الضعفاء للعقيلي 1/87 . ميزان الاعتدال 1/395 .

[17] ميزان الاعتدال 5/21 .

[18] مسند أبي يعلى رقم : 4052 .

[19] السنن الكبرى رقم : 8398 . و خصائص علي رقم : 10 .

[20] الكامل 6/457 .

[21] تهذيب الكمال 27/577 . لسان الميزان 7/387 .

[22] العلل المتناهية رقم : 362 .

[23] المعجم الأوسط رقم : 1744 .

[24] الكامل 5/1948 . و انظر نهاية الاغتباط 212 .

[25] المعجم الأوسط رقم : 5886 .

[26] ميزان الاعتدال 6/497 .
 

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
[27] العلل المتناهية رقم : 372 .

[28] الجرح و التعديل 7/293 .

[29] المعجم الأوسط رقم : 7466 .

[30] تاريخ بغداد 9/369 .

[31] البداية و النهاية 7/352 .

[32] الضعفاء 1/82 .

[33] المغني 1/82 .

[34] لسان الميزان 1/408 .

[35] مختصر زوائد البزار رقم : 1925 . و قال : روي من وجوه عن أنس ، و كل من رواه عن أنس فليس بالقوي ، و إسماعيل كوفي ، حدث عن أنس بحديثين .

[36] مجمع الزوائد 9/126 .

[37] المعجم الأوسط رقم : 9372 .

[38] ميزان الاعتدال 2/323 .

[39] الضعفاء 1/273 .

[40] الكامل 2/385 .

[41] المجروحين 1/257 .

[42] العلل المتناهية رقم : 366 .

[43] مسند أبي حنيفة رقم : 234 .

[44] تقريب التهذيب رقم : 217 .

[45] لسان الميزان 2/312 .

[46] التنكيل لما ورد في تأنيب الكوثري من الأباطيل 1/94 .

[47] العلل المتناهية رقم : 377 .

[48] تهذيب الكمال 8/94 .

[49] الكامل 1/215 .

[50] تحرير التقريب 1/101 .

[51] المعجم الكبير رقم : 730 .

[52] العلل المتناهية رقم : 367 .

[53] الكامل 2/251 .

[54] ميزان الاعتدال 2/370 .

[55] لسان الميزان 2/353 .

[56] الكامل 2/363 .

[57] الضعفاء 1/252 .

[58] ميزان الاعتدال 2/291 .

[59] طبقات المحدثين بأصبهان 3/454 .

[60] العلل المتناهية رقم : 374 .

[61] الكامل 4/187 . الضعفاء للعقيلي 2/302 . المجروحين 2/21 . ميزان الاعتدال 4/210 .

[62] تاريخ جرجان 1/176 .

[63] الكامل 3/109 .

[64] الكامل 3/111 .

[65] ميزان الاعتدال 3/48 . لسان الميزان 2/434 .

[66] تاريخ بغداد 3/171 . و من طريق ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/253 .

[67] العلل المتناهية رقم : 364 .

[68] الكامل 7/284 .

[69] المجروحين 3/145 .

[70] العلل المتناهية رقم : 361 .

[71] المجروحين 2/260 .

[72] ميزان الاعتدال 4/181 .

[73] لسان الميزان 3/336 .

[74] العلل المتناهية رقم : 365 .

[75] تقريب التهذيب رقم : 4202 .

[76] الكامل 3/25 .

[77] العلل المتناهية رقم : 368 .

[78] و رواه من نفس الطريق ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/246 .

[79] ميزان الاعتدال 2/136 .

[80] الكامل 6/52 .

[81] ميزان الاعتدال 4/193 .

[82] التاريخ الكبير 5/41 .

[83] الجرح و التعديل 5/7 .

[84] تاريخ دمشق 42/246 .

[85] ميزان الاعتدال 4/348 .

[86] العلل المتناهية رقم : 370 . و الخطيب في تاريخ بغداد 11/375 .

[87] ميزان الاعتدال 5/253 .

[88] ميزان الاعتدال 4/231 .

[89] لسان الميزان 3/379 .

[90] ميزان الاعتدال 7/286 .

[91] العلل المتناهية رقم : 371 .

[92] ميزان الاعتدال 1/237 .

[93] لسان الميزان 1/177 .

[94] لسان الميزان 7/37 .

[95] عزاه إليه ابن الجوزي في العلل المتناهية رقم : 373 .

[96] ميزان الاعتدال 4/84 . لسان الميزان 3/236 .

[97] العلل المتناهية رقم : 375 .

[98] الجرح و التعديل 2/138 .

[99] تهذيب الكمال 2/216-217 .

[100] العلل المتناهية رقم : 376 .

[101] المصدر السابق رقم : 376 .

[102] انظر ترجمته في تهذيب الكمال 27/530 .

[103] موضح أوهام الجمع و التفريق 2/398 .

[104] التاريخ الكبير 8/410 .

[105] الجرح و التعديل 9/236 .

[106] ميزان الاعتدال 7/311 . المغني 2/765 .

[107] تاريخ دمشق 42/248 .

[108] تهذيب التهذيب 10/122 .

[109] تاريخ دمشق 42/256 .

[110] لسان الميزان 3/80 .

[111] قلت : و العجب من الحافظ هنا يتهم الرجل بالوضع ، و في التقريب [رقم : 4070] يقول : صدوق له مناكير و كان يتشيع ، وأفرط العقيلي ، فقال : كذاب .

[112] التاريخ الكبير 4/7 .

[113] الجرح و التعديل 4/106 .

[114] الضعفاء 2/123 .

[115] المغني 1/278 .

[116] الكامل 5/331 .

[117] الضعفاء للعقيلي 3/70 .

[118] المجروحين 2/151 .

[119] المغني 2/394 .

[120] و عليه عول الشيخ أحمد بن الصديق في تصحيح حديث "أنا مدينة العلم و علي بابها" مع اختراع و تطبيق قواعد لا تعرف عند المحدثين . و من أراد المزيد من أجل معرفة حال هذا الرجل و حديثه فلينظر السلسلة الضعيفة للألباني رقم : 2955 .

[121] موضح أوهام الجمع و التفريق 2/304 .

[122] لسان الميزان 3/226 .

[123] الجرح و التعديل 7/16 .

[124] المجروحين 2/193-194 .

[125] المغني 2/193 .

[126] المجروحين 3/125 . و انظر أمثلة أخرى تقرب من الخمسين ، مثل : 1/135 1/213 2/19 2/222 3/30 3/138 .

[127] الجرح و التعديل 5/158 .

[128] الضعفاء 2/301 .

[129] الكامل 4/219 .

[130] الجرح و التعديل 9/165 .

[131] تاريخ دمشق 42/247 .

[132] التاريخ الكبير 5/95 . الضعفاء للعقيلي 2/257 . الكامل 4/244 .

[133] ميزان الاعتدال 4/102 . لسان الميزان 3/287 .

[134] تقريب التهذيب رقم : 2874 .

[135] ميزان الاعتدال 5/297 . المغني 2/480 . لسان الميزان 4/351 .

[136] الجرح و التعديل 6/306 .

[137] الإرشاد في معرفة علماء الحديث 1/204 .

[138] أخرجه ابن حبان في المجروحين 2/39 و ابن الجوزي في الموضوعات 1/183 .

[139] الإرشاد في معرفة علماء الحديث 1/420 . و انظر لسان الميزان 3/183 .

[140] الكامل 4/92 - 93 .

[141] الضعفاء لأبي نعيم 94 .

[142] ميزان الاعتدال 3/423 . لسان الميزان 3/182-183 .

[143] تاريخ دمشق 42/253 .

[144] ميزان الاعتدال 6/178 .

[145] تاريخ دمشق 42/250 .

[146] بالسين لا بالشين كما جاء في التاريخ .

[147] المجروحين 2/114 .

[148] الكامل 5/210 .

[149] ميزان الاعتدال 5/147 .

[150] لسان الميزان 3/38 .

[151] الضعفاء للعقيلي 2/19 . المجروحين 1/285 . ميزان الاعتدال 2/454-456 .

[152] تاريخ دمشق 42/250 .

[153] ميزان الاعتدال 1/311 .

[154] تقريب التهذيب رقم : 1/86 .

[155] تهذيب الكمال 9/420 .

[156] تهذيب الكمال 19/431-432 .

[157] تاريخ دمشق 42/250-251 .

[158] ميزان الاعتدال 6/575 .

[159] الضعفاء 4/188 .

[160] تهذيب الكمال 11/211 .

[161] تقريب التهذيب رقم : 2461 .

[162] تاريخ دمشق 42/251 .

[163] ميزان الاعتدال 6/441 .

[164] لسان الميزان 6/46 .

[165] الجرح و التعديل 5/382 .

[166] ميزان الاعتدال 8/149 .

[167] تاريخ دمشق 42/252 .

[168] ميزان الاعتدال 2/21-22 .

[169] تاريخ دمشق 42/256 .

[170] ميزان الاعتدال 2/180 .

[171] تاريخ دمشق 42/257 .

[172] المعجم الكبير رقم : 6437 .

[173] مجمع الزوائد 9/126 .

[174] ميزان الاعتدال 3/310 . المغني 1/282 .

[175] تاريخ ابن معين رواية عثمان الدارمي رقم : 405 .

[176] الضعفاء للعقيلي 2/136 .

[177] الجرح و التعديل 4/136 .

[178] المجروحين 1/332 .

[179] المغني 2/591 .

[180] هذا من رواية ابنه عنه ، و روى العقيلي في الضعفاء 2/136 : حدثنا أبو موسى الأنصاري قال : حدثنا محمد بن عوف بن سفيان قال : قيل لأحمد بن حنبل : سليمان بن قرم قال : لا أدري به بأسا ، ولكنه كان يفرط في التشيع .

[181] الكاشف 1/463 .

[182] تقريب التهذيب رقم : 2600 . و انظر تعليق التغليق 5/112 .

[183] الكاشف 1/463 .

[184] هدي الساري 457 .

[185] ميزان الاعتدال 5/441 .

[186] أمالي المحاملي رقم : 529 . و من طريقه ابن عساكر في تاريخ دمشق 42/258 . و البزار في مسنده (الزوائد رقم : 1926 ) .

[187] الجرح و التعديل 4/199 .

[188] ميزان الاعتدال 2/14 .

[189] الضعفاء 1/164 .

[190] تقريب التهذيب رقم : 661 .

[191] تاريخ دمشق 42/258 .

[192] الجرح و التعديل 8/394 .

[193] الضعفاء 4/252 .

[194] ميزان الاعتدال 6/450 .

[195] الجرح و التعديل 8/394 .

[196] تهذيب الكمال 11/205 .

[197] المعجم الكبير رقم : 10667 .

[198] مجمع الزوائد 9/126 .

[199] تهذيب الكمال 8/422 .

[200] الضعفاء 4/82 .

[201] الكامل 3/91 . و من طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية رقم : 360 .

[202] تاريخ دمشق 42/246 .

[203] ميزان الاعتدال 6/185 .

[204] المغني 2/591 .

[205] ميزان الاعتدال 3/20 . المغني 1/219 .

[206] تاريخ دمشق 42/245 .

[207] ميزان الاعتدال 4/121 .

[208] المجروحين 2/40 .

[209] تاريخ دمشق 42/431 .

[210] ميزان الاعتدال 4/44 .

[211] المجروحين 2/172 .

[212] ميزان الاعتدال 5/380 .

[213] تاريخ دمشق 42/431 .

[214] ميزان الاعتدال 1/282 .

[215] ميزان الاعتدال 5/326 .

[216] تعريف أهل التقديس 101 .

[217] البداية و النهاية 7/354 .

[218] المرجع السابق .

[219] المرجع السابق .

[220] المرجع السابق .

[221] الكامل 4/266 .

[222] سير أعلام النبلاء 13/232 .

[223] تاريخ بغداد 5/473 .

[224] تذكرة الحفاظ لابن طاهر 3/1042 .

[225] سير أعلام النبلاء 17/168 .

[226] العلل المتناهية 1/236 .

[227] سير أعلام النبلاء 17/176 .

[228] تذكرة الحفاظ لابن طاهر 3/966 .

[229] الفروسية 276 .

[230] منهاج السنة النبوية 7/371-385 .

[231] البداية و النهاية 7/353 .

[232] هنا حذفت حديثين مثل بهما ، و هما صحيحان : "أفطر الحاجم و المحجوم" و "من كنت مولاه فعلي مولاه" ، بل الثاني متواتر .

[233] نصب الراية 1/360 .

[234] النقد الصحيح لما اعترض عليه من أحاديث المصابيح 71-79 .

[235] هو أبو طاهر محمد بن أحمد بن علي بن حمدان الخراساني ، قال الذهبي : له جزء مفرد في طرق حديث الطير . سير أعلام النبلاء 17/663 .

[236] البداية و النهاية 7/354 .

[237] الأجوبة بذيل مشكاة المصابيح بتخريج الشيخ الألباني رحمه الله 3/1788 .

[238] و هو طريق مسهر عن عيسى بن عمر عن السدي عن أنس ، و قد تقدم الكلام عليه في الطريق الثاني .

[239] لسان الميزان 1/42 .

[240] الإرشاد 1/420-421 .

[241] المنار المنيف 116 .

[242] تعليقه على التقد الصحيح 74 .

[243] عند جماهير المحدثين و الحفاظ لا يعتد بها ، أما عنده فيعتد بها ، و على هذا السبيل سار في كتابه "التعريف بأوهام من قسم السنن إلى صحيح و ضعيف" متنكبا فيه منهج المحدثين و الحفاظ في تقوية الأحاديث الضعيفة ، و من أراد التوسع في هذا الباب ، و الاعتصام فيه بالصواب ، فعليه بكتاب "مناهج المحدثين في تقوية الأحاديث الحسنة و الضعيفة" للدكتور مرتضى الزين أحمد . و الله الموفق .




انتهى البحث


 

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
عدد طرق الحديث إلى أنس : 35
عدد طرق الحديث إلى سفينة : 3
عدد طرق الحديث إلى ابن عباس: 1
عدد طرق الحديث إلى علي عليه السلام: 2

المجموع: 41 طريق

هذا سوى طرق الحديث إلى أبي سعيد الخدري وحبشي ويعلى وأبي رافع!!!


ومع ذلك فإن النتيجة التي توصل إلى بدر العمراني هي ما لخصه في أبياته:

حديث الطير موضوع -- لأهل الرفض مصنوع
به نكر و تزييف -- تراأى منه مطبوع
يباهي بالولي زورا -- و نهج الغر مخدوع
يشيد الكذب مغرورا -- بقول يروى مسموع
له النقاد قد أبدت -- زيوفا فيه مقموع
و صانت للولي فضلا -- صحيحا و هْو مجموع
و ردت عن علي وهنا -- تناهى عنه مدفوع



ولو كان هذا الباحث منصفا لاكتفى بالطريق الرابع من طرق أنس، فإن تعليله للطريق بعبدالرزاق بن همام سخيف جدا، ويلزمه إسقاط أحاديثه الموجودة في الكتب الستة وغيرها، وما أكثرها!!!




(إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ)


اقتباس:
الطريق الرابع : أخرجه الطبراني في الأوسط قال : حدثنـا أحمد ، قال : حدثنا سلمة بن شبيب ، قال : حدثنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا الأوزاعي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أنس بن مالك قال : أهدت أم أيمن إلى النبي طائرا بين رغيفين ، فجاء النبي فقال : هل عندكم شيء ؟ فجاءته بالطائر ، فرفع يديه فقال : اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطائر . فجاء علي ، فقلت : إن رسول الله مشغول فارتفع الصوت بيني وبينه ، فقال النبي لها : خله ، من كان يدخل ، فقال النبي: والي يا رب ثلاث مرات ، فأكل مع رسول الله حتى فرغا .
قال الطبراني : لم يرو هذا الحديث عن الأوزاعي إلا عبد الرزاق تفرد به سلمة [23] .
قلت : سلمة ثقة من رجال مسلم ، و عبد الرزاق ثقة أيضا و من رجال الجماعة لكنه عمي في آخر عمره فقبل التلقين . قال ابن عدي : و لعبد الرزاق أصناف و حديث كثير و قد رحل إليه ثقات المسلمين و أئمتهم و كتبوا عنه إلا أنهم نسبوه إلى التشيع . و قد روى أحاديث في الفضائل لم يتابع عليها ، فهذا أعظم ما ذموه من روايته لهذه الأحاديث ، و لما رواه في مثالب غيرهم ، وأما في باب الصدق فأرجو أنه لا بأس به [24] .

هذا السند لا غبار عليه ولكن الغبار على القلوب
cool.gif



اضاف مرآة التواريخ

اقتباس:
عدد طرق الحديث إلى أنس : 35
عدد طرق الحديث إلى سفينة : 3
عدد طرق الحديث إلى ابن عباس: 1
عدد طرق الحديث إلى علي عليه السلام: 2

المجموع: 41 طريق

هذا سوى طرق الحديث إلى أبي سعيد الخدري وحبشي ويعلى وأبي رافع!!!


ومع ذلك فإن النتيجة التي توصل إلى بدر العمراني هي ما لخصه في أبياته:

حديث الطير موضوع -- لأهل الرفض مصنوع


يقول ابن كثير بعد أن روى الحديث من طرق شتى :
[ وبالجملة ففي القلب من صحة الحديث هذا نظر، وإن كثرت طرقه والله أعلم‏.‏]

البداية والنهاية
http://al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=251&CID=121


يستشهد بقلبه لرد الأحاديث ، ولو جاءت من مليون طريق ! !

أخزاهم الله وأخزى عقائداً اتبعوها لرد فضائل أهل البيت .