حديث رد الشمس - للصالحي الشامي

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
قال محمد بن يوسف الصالحي الشامي في كتاب "سبل الهدى والرشاد" ج 9 ص 435 ما نصه:







الباب الخامس
في رد الشمس بعد غروبها
ببركة دعائه صلى الله عليه وسلم


- قال الحافظ أبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني في "معجمه الكبير" حدثنا جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي، حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى الجرادي بالموصل، حدثنا علي بن المنذر، حدثنا محمد بن فضيل، حدثنا الفضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين بن علي، عن أسماء بنت عميس قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوماً ورأسه في حجر علي، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: صليت العصر يا علي؟ قال: لا يا رسول الله، فدعى الله عز وجل فرد عليه الشمس حتى صلى العصر، قالت: فرأيت الشمس طلعت بعدها غابت حين ردت حتى صلى العصر.
قال الحافظ أبو الحسن الهيثمي: "ورجاله رجال الصحيح غير إبراهيم بن الحسن وهو ثقة، وثقه ابن حبان".

قلتُ: وذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحاً، وأورده الذهبي في المغنى في الضعفاء، وقال الحافظ ابن حجر في "تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة": ولم يذكر لذكره فيه مستنداً.

قلتُ: إنما ذكره لأجل الحديث، ولم ينفرد به إبراهيم بل تابعه عليه عروة بن عبد الله بن قشير عن فاطمة بنت علي كما سيأتي.

وقال الهيثمي: "وفاطمة بنت علي بن أبي طالب لا أعرفها".

قلتُ: فاطمة هذه روى لها النسائي وابن ماجه في التفسير، ووثقها الحافظ ابن حجر في "تقريب التهذيب" وتابعها أبو جعفر بن محمد وجعفر بن أبي طالب.




* * * * *

- وقال الطبراني: حدثنا الحسين بن إسحاق التستري، حدثنا عثمان بن أبي شيبة، (ح) وحدثنا عبيد بن غنام، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة قالا: حدثنا عبيد الله بن أبي موسى، عن فضيل بن مرزوق، عن ابراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس: فذكر نحوه.

الحسين بن إسحاق: قال الذهبي في "تاريخ الإسلام": محدث ثقة.
وعبيد بن غنام: وهو ابن حفص بن غياث وثقه مسلم بن قاسم.
وأبو بكر وعثمان ابنا أبي شيبة: من رجال الصحيحين.
وعبيد الله بن موسى: من رجال الصحيحين وثقوه.
وفضيل بن مرزوق: روى له مسلم والأربعة، قال الحافظ ابن حجر في "تقريبه" صدوق بهم.
وإبراهيم بن الحسن: ثقة وأن ابن حبان وثقه.
وفاطمة بنت الحسين: روى لها أبو داود في المراسيل وثقها الحافظ في التقريب.

تنبيه:
قال في الرواية السابقة: "عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت علي، عن أسماء" وفي هذه: "عن فاطمة بنت الحسين، عن أبيها" وقد جمع كل من فاطمة بنت علي وفاطمة بنت الحسين عن أسماء، وفاطمة بنت الحسين هي أم إبراهيم بن الحسن ابن الراوي عنهما، فكأنه سمعه من أمه وعمته فاطمة بنت علي، فرواه مرة عن أمه ومرة عن عمتها، وقد عد ذاك ابن الجوزي وغيره اضطرابا وليس كذلك.




* * * * *


- وقال الطبراني: حدثنا إسماعيل بن الحسن الخفاف، حدثنا شاذان بن الفضل، حدثنا أبو الفضل محمد بن عبيد الله القصار بمصر، حدثنا يحيى بن أيوب العلاف قال: حدثنا أحمد بن صالح، عن محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، أخبرني محمد بن محمد بن موسى القطري، عن عون بن محمد، عن أمه أم جعفر، عن أسماء بنت عميس: فذكر نحوه.

وقال شاذان: حدثنا أبو الحسن أحمد بن عمير، حدثنا أحمد بن الوليد بن برد الانطاكي، حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك به عن إسماعيل بن الحسن.

ابن الخفاف: وثقه ابن يونس.
ويحيى بن أيوب: من رجال النسائي، قال الحافظ في "التقريب" صدوق.
وأحمد بن صالح: من رجال البخاري وأبو داود، وقال في التقريب ثقة حافظ، تكلم فيه النسائي بلا حجة.
وأبو الحسن أحمد بن عمير بن جوصاء: وثقه الطبراني، وقال أبو علي الحافظ: كان ركنا من أركان الحديث، وإماما من أئمة المسلمين قد جاز القنطرة، وقال الحافظ في الكشاف: صدوق، وقال الدارقطني: ليس بالقوي، قال الذهبي في " تاريخ الإسلام" هو ثقة ليست له غرائب فما للضعف عليه من علة.
أحمد بن الوليد بن برد: وثقه ابن حبان، وذكره ابن أبي حاتم فلم يذكر فيه جرحا وقال كتب عن أبي محمد بن إسماعيل بن أبي فديك، نعم القاص، روى عنه الأئمة والأربعة وذكره البخاري في التاريخ ولم يخرجه، وقال الحافظ في التقريب صدوقا رمي بالتشيع.
وعون بن محمد بن علي بن أبي طالب: وثقه ابن حبان وذكره البخاري في "التاريخ" ولم يضعفه.
وأم جعفر: ويقال لها أم عون بنت محمد بن جعفر بن أبي طالب من رجال ابن ماجة قال في "التقريب" مقبولة، ولهذا أورد الذهبي هذا الطريق في مختصر الموضوعات وابن الجوزي قال: "غريب عجيب تفرد به ابن أبي فديك وهو صدوق، شيخه القطري صدوق واعترض على هذا فذكر حديث "لم تحبس الشمس لأحد إلا ليوشع بن نون" وسيأتي الجواب عنه ولم يذكر علة غير ذلك.




* * * * *


- وقال شاذان الفضلي: حدثنا أبو الحسن علي بن إبراهيم بن إسماعيل بن كعب الدقاق بالموصل، ثنا علي بن جابر الاودي، حدثنا عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي، حدثنا عروة بن قشير: دخلت على فاطمة بنت علي الأكبر فقالت: حدثتني أسماء بنت عميس فذكره.

علي بن إبراهيم: وثقه الازدي، نقله الخطيب في التاريخ.
وعلي بن جابر الاودي: بفتح الألف وسكون الواو ودال مهملة، وثقه ابن حبان.
وعبد الرحمن بن شريك: روى له البخاري في الأدب المفرد، قال الحافظ في "التقريب" صدوق.
وأبوه: من رجال مسلم والأربعة، وروى له البخاري تعليقاً قال في "التقريب" صدوق يخطئ كثيرا.
وعروة بن قشير: بضم القاف وفتح الشين المعجمة من رجال أبي داود والترمذي في الشمائل، ووثقه الحافظ في التقريب.
وفاطمة بنت علي: تقدمت.




* * * * *


ولهذا الحديث طرق أخرى عن أسماء أوردت بعضها في كتابي "مزيل اللبس عن حديث رد الشمس" وورد من حديث علي ورواه شاذان ومن حديث ابن الحسين بن علي رواه الدولابي في "الذرية الطاهرة" والخطيب في "تلخيص المتشابه" ومن حديث أبي سعيد رواه الحافظ أبو القاسم عبيد الله بن عبد الله بن أحمد بن حسكان بمهملتين وفتح أوله الفقيه الحنفي القاضي النيسابوري فيما أملاه من طرق هذا الحديث نقله الذهبي في موضوعات ابن الجوزي من حديث أبي هريرة وابن مردويه وابن شاهين وابن منده وحسنه شيخنا في "الدر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة" وقد سبقت أحاديثهم وتكلمت على رجالها في كتابي "مزيل اللبس من حديث رد الشمس" وحديثا مما رواه الطحاوي من طريقين في كتابه "مشكل الآثار" وقال: "هذان الحديثان ثابتان ورواتهما ثقات" ونقله عن القاضي عياض في الشفاء والحافظ به سير الناس في كتابه "بشرى اللبيب" وقال في قصيدة ذكرها في شعره: ورد عليه الشمس بعد غروبها وهذا من الإيقان أعظم موقعا والحافظ علاء الدين بن مغلطاي في كتابه "الزهر الباسم" واللاذري في "توثيقه عرى الإيمان" والنووي في "شرح مسلم" في باب حل الغنائم لهذه الأمة ونقله عنه الحافظ ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي في باب الأذان كما في النسخ المعتمدة وأقره وصححه الحافظ أبو الفتح الأزدي ونقله ابن العديم في تواريخ حلب وحسنه الحافظ أبو زرعة ابن الحافظ أبي الفضل العراقي في تكملته لشرح تقريب والده وقال الإمام أحمد وناهيك: "ولا ينبغي لمن سبيله العلم التخلف عن حديث أسماء لأنه من أجلّ علامات النبوة" رواه الطحاوي فقد أنكر الحفاظ على ابن الجوزي إيراده لهذا الحديث في الموضوعات فقال الحافظ ابن حجر: في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "أحلت لكم الغنائم" من "فتح الباري" بعد أن أورد الحديث: "أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات" انتهى.

ومن خطه نقلت وقال الحافظ مغلطاي في الزهر الباسم بعد أن أورد الحديث من عند جماعة لا يلتفت إليهم لما أعل به ابن الجوزي من حيث أنه لم يقع له الإسناد الذي وقع لهؤلاء وقال شيخنا في مختصر الموضوعات: أفرط بإيراده له هنا.




* * * * *


تنبيهات، الأول:
نقل ابن كثير عن الإمام أحمد وجماعة من الحفاظ أنهم صرحوا بوضع هذا الحديث. قلت: والظاهر أنه وقع له من طريق بعض الكذابين ولم يقع له من الطرق السابقة وإلا فالطرق السابقة يتعذر معها الحكم عليه بالضعف فضلا عن الوضع، ولو عرضت عليهم أسانيدها لاعترفوا بأن للحديث أصلا وليس هو بموضوع وما مهدوه من القواعد وذكر جماعة من الحفاظ في كتبهم المعتمدة أو تقوية من قواه كما تقدم ويرد على من حكم عليها بالوضع.

التنبيه الثاني:
قد علمت رحمني الله وإياك ما أسلفنا من كلام الحفاظ في حكم هذا الحديث وتبين لك ثقات رجاله وأنه ليس فيهم متهم ولا من أجمع على تركه ولاح لك ثبوت الحديث وعدم بطلانه فلم يبق إلا الجواب عما أعل به وقد أعل بأمور.

الأمر الأول: من جهة بعض رجال طرقه فرواه ابن الجوزي من طريق فضيل بن مروزق وأعله به ثم نقل عن ابن معين تضعيفه وأن ابن حبان قال فيه كان يخطئ على الثقات ويأتي بالموضوعات انتهى، وفضيل من رجال مسلم ووثقه السفيانيين وابن معين كما نقله عن ابن أبي خيثمة وقال عبد الخالق من منصور أنه قال فيه صالح الحديث، وقال الإمام أحمد لا أعلم إلا خيرا وقال العجلي جائز الحديث صدوق. وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وذكره البخاري في التاريخ ولم يضعفه وقال ابن أبي حاتم عن أبيه: صالح الحديث صدوق يهم كثيرا نقل جميع ذلك شيخ الإسلام ابن حجر في "تهذيب التهذيب" ومن قيل فيه ذلك لا يحكم على حديثه بالوضع ثم ذكر ابن الجوزي ان ابن شاهين رواه عن شيخه ابن عبده من طريق عبد الرحمن شريك قال وعبد الرحمن قال فيه أبو حاتم واهي الحديث انتهى، وعبد الرحمن هذا ذكره ابن حبان في الثقات وقال ربما أخطأ، وقال الحافظ ابن حجر في "التقريب" صدوق ثم قال ابن الجوزي وأنا لا أتهم بهذا إلا ابن عقدة فإنه كان رافضيا انتهى، فإن كان يتهمه بأصل الحديث فالحديث معروف قبل وجود ابن عقدة وقال الذهبي في مختصر منهاج الاعتدال لشيخه ابن تيمية لا ريب أن ابن شريك حدث به وجاء من وجه آخر قوي عنه انتهى. أراد الطريق الذي رواه ابن شاهين منه فابن عقدة لم ينفرد به بل تابعه غيره، قال شاذان: حدثنا أبو الحسن علي بن سعيد بن كعب الدقاق بالموصل حدثنا علي بن جابر الاودي حدثنا عبد الرحمن بن شريك به حدثنا علي بن سعيد، وعلي بن سعيد، وعلي بن جابر ثقتان، وثق الأول أبو الفتح الاسدي، والثاني ابن حبان.

الأمر الثاني: قال الجوزقاني وابن الجوزي وغيرهما يقدح في صحة هذا الحديث ما في الأحاديث الصحيحة أن الشمس لم تحبس إلا ليوشع بن نون. انتهى. وأجاب الطحاوي في مشكل الآثار، وأقرها ابن رشد في مختصره بأن حسبها غير ما في حديث أسماء من ردها بعد الغروب، وقال الحافظ: في باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "أحلت لكم الغنائم" من "فتح الباري" بعد أن أورد حديث حبس الشمس صبح ليلة الأسراء ولا يعارضه ما رواه أحمد بسند صحيح عن أبي هريرة "لم تحبس الشمس إلا ليوشع بن نون" إلى آخره، ووجه الجمع أن لمصر محمول على ما معنى للأنبياء قبل نبينا صلى الله عليه وسلم، وقوله: "لم تحبس الشمس إلا ليوشع بن نون: فيه نفي، إنما قد تحبس بعد ذلك لنبينا صلى الله عليه وسلم".

الأمر الثالث: في الاضطراب، وتقدم رد ذلك في التنبيه المتقدم أول الكتاب.

الأمر الرابع: قال الجوزقاني ومن تبعه لو ردت الشمس لكان ردها يوم الخندق للنبي صلى الله عليه وسلم بطريق الأولى. قلت: رد الشمس لعلي إنما كان بدعاء النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجئ في خبر قط أن النبي صلى الله عليه وسلم دعا في واقعة الخندق أن ترد فلم ترد بل لم يدع على أن القاضي عياض ذكر في ا لإكمال أن الشمس ردت على النبي صلى الله عليه وسلم في واقعة الخندق فالله أعلم، وقد بينت ضعفه في كتاب "مزيل اللبس".

الأمر الخامس: أعل ابن تيمية حديث أسماء بأنها كانت مع زوجها بالحبشة وقلت: هو وهم بلا شك، وبلا أدنى خلاف أن جعفر قدم من الحبشة هو وامرأته أسماء على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو بخيبر بعد فتحها، وقسم لها ولأصحاب سفينتهما.

الأمر السادس: قال ابن الجوزي: ومن تغفيل واضع هذا الحديث أنه نظر إلى صورة فضيلة ولم يتلمح إلى عدم الفائدة فإن صلاة العصر لغيبوبة الشمس صارت قضاء ورجوع الشمس لا يعيدها أداء. انتهى.

قلت: لثبوت الحديث على أن الصلاة وقعت أداء بذلك صرح القرطبي في التذكرة قال: فلو لم يكن رجوع الشمس نافعا وأنه لا يتجدد الوقت لما ردها عليه ذكره في باب "ما يذكر الموت والآخرة" من أوائل التذكرة ووجهه أن الشمس لما عادت كأنها لم تغب والله سبحانه وتعالى أعلم.

التنبيه الثالث:
ليحذر من يقف على كلامي هنا أن يظن بي أني أميل إلى التشيع والله يعلم أن الأمر ليس كذلك والحامل لي على هذا الكلام أن الذهبي ذكر في ترجمة الحافظ الحسكاني أنه كان يميل إلى التشيع، لأنه أملى جزءا في طرق حديث رد الشمس وهذا الرجل ترجمه تلميذه الحافظ عبد الغفار بن إسماعيل الفارسي في "ذيل تاريخ نيسابور" فلم يسعفه بذلك بل أثنى عليه ثناء حسنا وكذلك غيره من المؤرخين، نسأل الله تعالى السلامة من الخوض في أعراض الناس بما نعلم وبما لا نعلم.

انتهى كلام الصالحي الشامي





* * * * *


وقد ترجم له ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب فيمن توفي سنة 942 هـ وقال:

وفيها الشيخ شمس الدين محمد الشامي قال العلامة الشعراني في ذيله على طبقاته ما نصه ومنهم الأخ الصالح العالم الزاهد الشيخ شمس الدين محمد الشامي المتمسك بالسنة المحمدية نزيل التربة البرقوقية وكان عالما صالحا مفننا في العلوم وألف السيرة النبوية المشهورة التي جعمها من ألف كتاب وأقبل الناس على كتابتها ومشى فيها على أنموذج لم يسبق إليه أحد كان عزبا لم يتزوج قط وإذا قدم عليه المضيف يعلق القدر ويطبخ له، كان حلو المنطق مهيب النظر كثير الصيام والقيام بت عند الليالي فما كنت أراه ينام في الليل إلا قليلا كان إذا مات أحد من طلبة العلم وخلف أولادا قاصرين وله وظائف يذهب إلى القاضي ويتقرر فيا ويباشرها ويعطي معلومها للأيتام حتى يصلحوا للمباشرة كان لا يقبل من مال الولاة وأعوانهم شيئا ولا يأكل من طعامهم وذكر لي شخص من الذين يحضرون قراءة سيرته في جامع الغمري أن أسأله في اختصار السيرة وترك ألفاظ غريبها وأن يحكي السير على وجهها كما فعل ابن سيد الناس فرأيته بين القصرين وأخبرته الخبر فقال قد شرعت في اختصارها من مدة كذا فرأيت ذلك هو الوقت الذي سألني فيه ذلك الرجل وكانت عمامته نحو سبعة أذرع على عراقية لم يزل غاضا طرفه سواء كان ماشيا أو جالسا رحمه الله وأخلاقه الحسنة كثيرة مشهورة بني أصحابه ورفقائه انتهى كلام الشعراوي وقال سيدي أحمد العجمي المتولي سنة ست وثمانين وألف أنه توفي يوم الاثنين رابع عشر شعبان أي من هذه السنة وله من المؤلفات عقود الجمان في مناقب أبى حنيفة النعمان، الجامع الوجيز الخادم للغات القرآن العزيز، مرشد إلى ألفية ابن مالك، النكت عليها اقتضبه من نكت شيخه السيوطي عليها وعلى الشذور والكافية والشافية والتحفة وزاد عليه يسيرا والآيات العظيمة الباهرة في معراج سيد أهل الدنيا والسموات، رفع القدر ومجمع الفتوة في شرح الصدر وخاتم النبوة كشف اللبس في رد الشمس، شرح الجرومية، الفتح الرحماني شرح أبيات الجرجاني المموضوعيه في الكلام، وجوب فتح إن كسرها وجواز الأمرين، اتحاف الراغب الواعي في ترجمة أبى عمرو الاوزاعي، النكت المهمات في الكلام على الأبناء والبنين والبنات، تفصيل الاستفادة في بيان كلمتي الشهادة، إتحاف الاريب بخلاصة الاعاريب، الجواهر النفائس في تحبير كتاب العرائس، الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعية، عين الإصابة في معرفة الصحابة انتهى.