حقيقة الصلاة على النبي وآله ( 15 جزء ) - للسيد كمال الحيدري - تحقيق مفجر الثورة

18 أبريل 2010
131
0
0
حقيقة الصلاة على النبي وآله
لسماحة العلامة الجليل
السيد كمال الحيدري
تحقيق
مفجرالثوره
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة:
بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين، والسلام على من والاهم ونصرهم واتبعهم وسار على هديهم،،،

هذه المحاضرة المباركة، فيها من البحوث الكثيرة القيمة والتي ما إن تَمَعَّن العقل في معانيها ودخل في أعماقها لكان كل بحث تجده يمكن أن يكون مجلداً إذا ما دخل في حيز التحقيق والتحليل والإجمال الذي يكون فيه رأي وفكر وإعتقاد كل طائفة من المسلمين حتى تظهر الحق بين طيات هذا الحديث وذاك..!!

بسم الله الرحمن الرحيم «شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ...(18) سورة آل عمران، فالتوحيد هو الأساس الذي من أجله أرسل الله سبحانه وتعالى الأنبياء والرسل، وما إن يشرك الإنسان بربه حتى يكون ظالماً،«لَا تُشْرِكْ بالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ»..(13) سورة لقمان، فهذه المحاضرة يتجلى فيها صورة التوحيد الخالص لله عزل وجل وحده، وتبين الأسس التي وضعها الله سبحانه وتعالى لهذا التوحيد وتعريفه للطريق المستقيم الذي وضعه، فلا يحيد من عرف هذا الطريق المستقيم عنه إلا من كان معانداً، مُبْتَـغٍ رضا الشيطان على رضا الرحمن الرحيم ذوي الجلال والإكرام، وسيظهر هذا كله في نص المحاضرة الكريمة إن شاء الله..!!

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيب صاحب المحاضرة العلامة الإستاذ السيد كمال الحيدري على كل حرف ما شاء الله، ويثبته بالقول الثابت في الدينا والآخرة، ويحشره مع محمدٍ وآل محمد الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين، ونسأل الله الثبات على ولايتهم والبراءة من أعدائهم، ونسألكم الدعاء..!!

الجمعة، 21 من شعبان المعظم 1424هـ.،،،،، مفجرالثوره


حقيقة الصلاة على النبي وآله
أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم وبه نستعين والصلاة والسلام على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين.

قال تعالى في محكم كتابه الكريم «إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»(1)..!!

أحاول أن أقف قليلاً عند هذه الآية من سورة الأحزاب..!!

ولعله من الآيات الناذرة، أن الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يأمر المؤمنين بعملٍ، في المقدمة، هو يقوم بذلك العمل ثم يأمر المؤمنين بذلك..!!

في الأعم الأغلب الخطاب يوجه للمؤمنين مباشرة..!!
يا أيها الذين أمنوا:
«َأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ....»(2)..!!
أو
«يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ»(3)..!!

وهكذا، عشرات الآيات في القرآن الكريم، تبدأ مباشرة بتوجيه الخطاب إلى المؤمنين..!!
من الآيات النادرة في القرآن الكريم، نجد أن الله سبحانه وتعالى، هنا، عندما يريد أن يأمر الذين آمنوا بأن يقوموا بهذا العمل، أولاً يقدم مقدمة، وهو أنه –سبحانه وتعالى- يقوم بهذا العمل، ثم يأمر المؤمنين بأن يقوموا بهذا العمل..!!
«إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي»
ثم بعد ذلك، تجد أن الآية المباركة تأمر المؤمنون بأن يقوموا بهذا الفعل..!!
وعندما تتبعت الآيات القرآنية، وجدت، يوجد لدي في هذه الآية المباركة لكنه في مبحث «التوحيد» فقط..! وهو ما ورد في سورة آل عمران هناك نجد أن القرآن يشير إلى نفس الحقيقة، يقول «شَهِدَ الله أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ»(4)..!!

إذاً
أولاً هو يشهد بالوحدانية،
ثم يثني بشهادة الملائكة بالوحدانية،
ثم يثلث بشهادة ألوا العلم بالوحدانية..!!

هنا أيضا نجد كذلك، وهو أن الله سبحانه وتعالى
أولاً هو يبدأ بالصلاة على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله
ثم يثني ذلك بصلاة الملائكة،
ثم يأمر المؤمنين بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله..!!

إذاً هذه الآية المباركة لها خصوصية، وهو أن الله سبحانه وتعالى في المقدمة يقوم بهذا العمل، ثم يأمر المؤمنين بالقيام بهذا العمل..!!
________________________________
تعليــ (1) ـــق:
(1) سورة الأحزاب 56.
(2) سورة البقرة 43.
(3) سورة الصف 2.
(4) سورة آل عمران 18.

أضيف إلى ما ذكره العلامة الحيدري -حفظه الله- :
إن الآية المباركة جاءت بصيغة المضارع «إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي»، (يُصَلُّونَ)، وليس الماضي، وذلك أن الله سبحانه وتعالى وملائكته يتصفون بالصلاة على النبي وآله على وجه الدوام والإستمرار، وليس في مقام الحال أو الإستقبال دون الماضي، وهذا يدل على عدة أمور، من أهما:
1) علو شأن النبي الأعظم وآله صلى الله عليهم بحيث لا يدانيهم أحد في هذا الفضل والشرف..!!
2) أنه لا يمكن لأحدٍ أن يتقدمهم في الخلافة والإمامة والولاية إذ أن بقية المخلوقات مأمورة بالصلاة عليهم، فتمعن..!!
إنتهى التعليق.......
________________________________


في الإبتداء قبل أن أدخل في البحث الأساسي في الآية المباركة وهو أنه:
«لمـــاذا يجب علينا الصلاة على الخاتم؟» صلى الله عليه وآله وسلم.
لأن الآية المباركة وكما تعلمون فيها أمرٌ «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ»
وأنتم تعلمون أن هذه صيغة أمر، وصيغة الأمر في محلهِ يدل على ماذا؟
يدل
على الوجوب، يعني أنك لست مخيراً في أن تفعل وأن لا تفعل..!!
لا، ليس الأمر كذلك..!!


وإنما يجب عليك أن تفعل، من قبيل قول تعالى «َأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ....»، هنا في َأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ، يوجد أمرٌ والأمر دال على الوجوب لا على الإستحباب لا على الإباحة..!!

هنا أيضاً – في «صَلُّوا عَلَيْهِ» يوجد أمر يدل على ماذا؟
يدل على الوجوب(2)..!!
__________________________________
تعليــ (2) ـــق:
(1) سورة البقرة 43.
(2) ويؤكد هذا الوجوب في أدعية الإمام زين العابدين عليه أفضل الصلاة والسلام في الصحيفة السجادة «اللهم إنك أمرت بالصلاة والتسليم على نبيك محمد صلى الله عليه وآله ((فريضة منك واجبة))، وكرامة فاضلة وبدأت وملائكتك بالصلاة عليه فقلت : «إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما»

وهنا إجماع عند الشيعة على وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله في كل موطن يؤتى فيه ذكره، وليس فقط في التشهد، ولكن يوجد إختلاف عند بعض علماء السنة في وجوب الصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله..!!

فأبو حنيفة وأصحابه لا يوجبونها..!! وفي البحر الزاخر لابن نجيم : وأما موجب الأمر في قوله تعالى : " صلوا عليه " فهو افتراضها في العمر مرة واحدة في الصلاة أو خارجها، لأن الأمر لا يقتضي التكرار، وقد قال بذلك السرخسي في المبسوط وابن همام في شرح فتح القدير والقسطلاني في إرشاد الساري. وقال القاضي عياض في الشفاء..!! وأما الشافعي فقد جعلها شرطا، بل قال من لم يصل عليه فصلاته فاسدة، وشنع عليه في ذلك جماعة منهم الطبري والقشيري، وخالفه من أهل مذهبه الخطابي فقال إنها ليست بواجبة ولا أعلم له فيها قدوة..!!

فتح الباري ج: 11 ص: 163:
وقرر بعضهم الاستدلال بأن الصلاة عليه واجبة بالإجماع وليست الصلاة عليه خارج الصلاة واجبة بالإجماع فتعين أن تجب في الصلاة قال وهذا ضعيف لأن قوله لا تجب الصلاة بالإجماع ان أراد به عينا فهو صحيح لكن لا يفيد المطلوب لأنه يفيد ان تجب في أحد الموضعين لا بعينه وزعم القرافي في الذخيرة ان الشافعي هو المستدل بذلك ورده بنحو ما رد به بن دقيق العيد ولم يصب في نسبه ذلك للشافعي والذي قاله الشافعي في الام فرض الله الصلاة على رسوله بقوله ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما فلم يكن فرض الصلاة عليه في موضع أولى منه في الصلاة ووجدنا الدلالة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك...!!

وكما ذكرنا سابقا، الصلاة جاءت بصيغة الأمر وبصيغة المضارع والتي تفيد الدوام والإستمرارية، فكيف البعض ينفي عدم الوجوب، والبعض يقول بالصلاة مرة، حتى شنع البعض على من يقول بالوجوب وفساد الصلاة من دونها، وسيأتي هذا لاحقاً بذكر الأدلة ولكن أنقل ما جاء في (صحيح البخاري 6 : 151 / كتاب التفسير - سورة الأحزاب، بسنده عن كعب بن عجرة، ورواه بلفظ قريب عن أبي سعيد الخدري)، عن كعب بن عجرة، قال : سألنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقلنا : يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فإن الله قد علمنا كيف نسلم ؟ قال : قولوا : اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد...
إنتهى التعليق.......
_________________________________
قبل أن أدخل في هذا البحث، بودي أن أشير إلى:
ما معنى أن الله تعالى يصلي على أحدٍ..؟


الصلاة كما تعلمون لها معنىً إصطلاحي(1) وهو هذا الذي نقوم به في اليوم والليلة بتطبيق هذه الأفعال والحركات والأقوال التي نقرأها..!!
ولكنه في اللغة(2) عندما نقول "صلاة"، المراد من الصلاة هو ماذا؟
هو الدعاء..!!

ما معنى أن الله سبحانه وتعالى وملائكته يصلون على أحد..؟!!


هنا الروايات من الفريقين تقول:
معنى صلاة الله على أحدٍ؟ هو إنزال الرحمة عليه (3).


الله سبحانه وتعالى إذا أراد أن يرحم أحداً، هذه الرحمة يُعد عملاً بعنوان ماذا..؟ بعنوان الصلاة..!!

ليس معناه أن الله سبحانه وتعالى يأخذ السبحة -مثلاً- بيده ويدعو لأحد (4)..!! لا، ليس الأمر كذلك..!!
كما في اللعن أيضاً كذلك..!!

إذا يتذكر الأخوة، نحن قلنا بأن «أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ»(5)، ما معنى أن الله سبحانه وتعالى يلعن أحداً..؟

ليس معناه أن الله سبحانه وتعالى باللفظ يلعن أحداً..!! لا..!! المراد من لعنة الله لأحدٍ، هو إبعاده عن رحمة الله سبحانه وتعالى..!!

والمراد من صلاتة سبحانه وتعالى هو ماذا..؟ هو تقريبه، هو إنزال الرحمة عليه..!! وهذا معنى ما يقوله الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام «إنما قوله فعله»..!!

الله سبحانه وتعالى لا يوجد عنده قولً كقولي وقولك، لفظٌ يتلفظ به..!! لا..!! «إِذَا أَرَادَ شَيْئًاَ «فإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ»(6)..!! إنما قوله فعله..!!
إذا معنى صلاة الله على أحدٍ هو أن تُنـزل عليه الرحمة من قبل الله سبحانه وتعالى..!!
__________________________________
تعليــ (3) ـــق:
(1) لسان العرب ج: 14 ص: 466: وسُمِّيت الصلاةُ الـمخصوصة صلاةً لـما فـيها من تعظم الرَّبِّ تعالـى وتقدس.
(2) لسان العرب ج: 14 ص: 466:وأَصلُها فـي اللغة الدعاءُ فسُمِّيت ببعضِ أَجزائِها، وقـيل: أَصلُها فـي اللغة التعظيم.
(3) ورد ذلك عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام في (ثواب الأعمال : 187 / 1) حين سُئل عن ذلك فقال : صلاة الله رحمة من الله له..!! وفي (معاني الأخبار : 367 / 1، ثواب الأعمال : 156) عن أبي عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام، بعد السؤال عن الآية «إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»..(56) سورة الأحزاب، فقال : الصلاة من الله عز وجل رحمة..!! وقد ذكر علماء السنة ذلك أيضاً، ففي فتح الباري ج: 11 ص: 156: قال الضحاك بن مزاحم صلاة الله رحمته، وقال المبرد الصلاة من الله الرحمة..!! لسان العرب ج: 14 ص: 464:قال الأَزهري: هذه الصَّلاةُ عندي الرَّحْمة؛ ومنه قوله عز وجل: إِن الله وملائكَته يصلُّون علـى النبي ياأَيها الذين آمنوا صَلُّوا علـيه وسَلِّـموا تسلـيماً؛ لسان العرب ج: 14 ص: 464:ابن الأَعرابـي: الصلاةُ من الله رحمةٌ.
(4) لكي لا يتخذ المخالفون قول العلامة الحيدري -حفظه الله- ذريعة للتشنيع عليه أو القول بأنه يقول بالتجسيم، في قوله : ليس معناه أن الله سبحانه وتعالى يأخذ السبحة -مثلاً- بيده ويدعو لأحد..!! هذا حال من المحال، فهو يتحدث عما قد يفكر به البعض من غير العارفين بالمسألة..!! وهو يستدرك بقوله (لا، ليس الأمر كذلك)، فوجب التنبيه لذلك..!!
(5) سورة البقرة 159
(6) سورة البقرة 117، سورة آل عمران47، سورة مريم35، سورة غافر68..!!
إنتهى التعليق.......
_________________________________



ما معنى صلاة الملائكة..؟


في مجموعة من الروايات(1) بينت من أن صلاة الملائكة هو «التزكية»..!! يعني بيان أن هذا المورد محل القبر لإنزال الرحمة..!! يعني أن هذا الإنسان أو هذا الموجود يستحق رحمةً من الله سبحانه وتعالى..!! فلهذا بينت الروايات بمعنى التزكية..!! صلاة الملائكة تعني التزكية..!!

ما معنى صلاة المؤمنين للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم..؟!
هنا إتفقت كلمة الفريقين على أن المراد من صلاة المؤمنين هو الدعاء للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم(2)..!!

بعد ذلك سيتضح الدعاء بماذا؟ ماذا أنت تدعو للرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم..؟؟!!

وحديث سوف ينصب على هذا المقطع الأخير، وهو صلاة المؤمنين على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله..!!
__________________________________
تعليــ (4) ـــق:
(1) (ثواب الأعمال : 187 / 1) عن أبي المغيرة قال : سمعت أبا الحسن (عليه السلام) يقول : من قال في دبر صلاة الفجر وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحدا هذه المقالة قضى الله له مائة حاجة، سبعون في الدنيا، وثلاثون في الآخرة. قال قلت : ما معنى صلاة الله وصلاة ملائكته وصلاة المؤمنين ؟ قال : صلاة الله رحمة من الله له، وصلاة الملائكة تزكية منهم له، وصلاة المؤمنين دعاء منهم له، ومن سر آل محمد في الصلاة على النبي وآله (اللهم صل على محمد وآل محمد في الأولين، وصل على محمد وآل محمد في الآخرين، وصل على محمد وآل محمد في الملأ الأعلى إلى يوم الدين، وصل على محمد وآل محمد في المرسلين، اللهم أعط محمدا الوسيلة والشرف والفضيلة والدرجة الكبيرة، اللهم إني آمنت بمحمد وآله ولم أره فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته، وارزقني صحبته، وتوفني على ملته، واسقني من حوضه مشربا رويا سائغا هنيئا لا أظمأ بعده أبدا إنك على كل شئ قدير، اللهم كما آمنت بمحمد ولم أره فعرفني في الجنان وجهه، اللهم بلغ روح محمد عني تحية كثيرة وسلاما).
وفي (ثواب الأعمال : 156) أيضا: ابن بابويه عن أبيه قال : حدثنا سعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد قال : حدثنا أبي عن أبي المغيرة قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : " من قال في دبر صلاة الصبح وصلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلم أحد * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * اللهم صل على محمد وذريته قضى الله له مائة حاجة سبعين في الدنيا وثلاثين في الآخرة " قال : قلت ما معنى صلاة الله وملائكته وصلاة المؤمنين ؟ قال : " صلاة الله رحمة من الله وصلاة ملائكته تزكية منهم له وصلاة المؤمنين دعاء منهم له "
وفي (معاني الأخبار : 367 / 1) ابن بابويه قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور (رضي الله عنه) قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر قال : حدثنا المعلى بن محمد البصري عن محمد بن جمهور العمى عن أحمد بن حفص البزار الكوفي عن أبيه عن ابن أبي حمزة عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن قول الله عز وجل : * (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) * فقال : الصلاة من الله عز وجل رحمة، ومن الملائكة تزكية، ومن الناس دعاء... الرواية..!! وكثير من الروايات في هذا الباب..!!
فتح الباري ج: 11 ص: 156:
ومعنى صلاة الملائكة عليه الدعاء له وعند بن أبي حاتم عن مقاتل بن حبان قال صلاة الله مغفرته وصلاة الملائكة الاستغفار وقال الضحاك بن مزاحم صلاة الله رحمته وفي رواية عنه مغفرته وصلاة الملائكة الدعاء اخرجهما إسماعيل القاضي عنه وكأنه يريد الدعاء بالمغفرة ونحوها وقال المبرد الصلاة من الله الرحمة من الملائكة رقة تبعث على استدعاء الرحمة.. راجع ذات المصدر للمزيد..!!

(2) المصادر السابقة، ولكن أضيف: فتح الباري ج: 11 ص: 156: عن أبي العالية ان معنى صلاة الله على نبيه ثناؤه عليه وتعظيمه وصلاة الملائكة وغيرهم عليه طلب ذلك له من الله تعالى والمراد طلب الزيادة لا طلب أصل الصلاة..!! وقال الحليمي في الشعب معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تعظيمه فمعنى قولنا اللهم صل على محمد عظم محمدا والمراد تعظيمه في الدنيا بإعلاء ذكره وإظهار دينه وابقاء شريعته وفي الآخرة باجزال مثوبته وتشفيعه في أمته وابداء فضيلته بالمقام المحمود وعلى هذا فالمراد بقوله تعالى صلوا عليه ادعوا ربكم بالصلاة عليه انتهى
إنتهى التعليق.......
_________________________________

ولكنه قبل أن أنتقل إلى هذا البحث الأصلي، بودي أن أشير إلى نكتة، كثيراً ما تقع الغفلة عنها.. وهو أنه في ذيل الآية المباركة يوجد «وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»..!!

ما معنى وسلموا تسليماً..؟


المتعارف عندنا أن المراد من التسليم هنا، السلام..!! فلهذا نسلم عندما يذكر إسم النبي الأكرم صلى الله عليه وآله ماذا نقول..؟؟ نقول صلى الله عليه وآله وسلم..!! فنأخذ التسليم في الآية بمعنى السلام..!! بمعنى السلام عليك يا رسول الله..!! وهذا أيضاً هو المعنى الذي يفهمه الإتجاه الآخر (الأخوة السنة) (1)..!! هؤلاء يفهمون من قوله تعالى «وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»، يعني قولوا للرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) السلام عليك يا رسول الله..!!

ولكنه عندما نراجع الروايات في ذيل هذه الآية المباركة -وهي روايات كثيرة- أنا أذكر روايتين منها في تفسير البرهان للسيد هاشم البحراني، هناك عدة روايات:
الرواية الأولى (في الجزء السادس منه): سألت أبا عبدالله الصادق (عليه السلام) عن قول الله عزل وجل «إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ»، قال (عليه السلام) : الصلاة عليه والتسليم له في كل شيءٍ جاء به.

إذا أن الإمام (عليه السلام) يفسر التسليم بمعنى السلام أم بمعنى الإنقياد..؟ فرقٌ كبير بين أن نقول أنه وسلموا بمعنى "السلام عليك"، وبين أن نقول وسلموا يعنى ماذا..؟ يعني "إنقادو للرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم"..!! وبتعبير القرآن الكريم «وَمَا آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا»(2)..!!

إذاً الآية المباركة ليست بصدد بيان أن الله سبحانه وتعالى يريد أن يأمر المؤمنين بأن يسلموا على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بعد أن أمرهم بالصلاة عليه..!!

لا..!! الله سبحانه وتعالى بعد أن أمرهم بالصلاة على النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ماذا قال للمؤمنين..؟؟ قال إذاً إنقادوا للنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم)..!! إذا لابد أن تسلموا الأمر بيده..!!

الرواية الثانية (من الجزء السادس أيضاً من التفسير ص 309) : عن أمير المؤمنين (عليه السلام) في قوله تعالى «إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»(3)، قال: لهذه الآية ظاهرٌ وباطن. فالظاهر أي سلموا لمن وصاه وإستخلفه وفضله عليكم، وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، أي لكل ما جاء به..!!

ومما جاء به ولاية الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام..!!
إذا هذه الآية المباركة بصدد بيان، أنه يجب عليكم الصلاة ويجب عليكم:
السلام أو التسليم..؟؟ أي منهما..؟؟

على هذا الأساس لا ينبغي أن نقول صلى الله عليه وآله وسلم - وسلم هذه زائدة- جاءتنا من الطرف الآخر..!!
أصلها صلى الله عليه وآله..!!

"وسلم"، هذه إذا إلقيت بمعنى السلام، الله سبحانه وتعالى سلم على الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في القرآن سلم..؟؟ أو لم يسلم..!!

الله في القرآن الكريم فقط صلى..!! وهو سلم أو أمر بالسلام..؟؟ أمر بالسلام..!! إذاً هذه الجملة "وسلم"، الله سبحانه وتعالى لم يسلم على رسوله (صلى الله عليه وآله) في القرآن..!! ولكن جاءتنا من الطرف الآخر، الذين أخذوا معنى التسليم بمعنى السلام..!!

وإلا واقع الأمر-فأنا أتصور- في ذهن الأخوة إلى الآن يتصورن بمعنى "وسلم" بمعنى السلام..!! مع أنه روايات كثيرة (4) عن أئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام تبين أن المراد من السلام في الآية "وسلموا"، ليس بمعنى سلموا، قولوا السلام عليك يا رسول الله، بل إنقادو له وسلموا لما جاء به..!!

ومن أهم ما جاء به هو أنه وصَّى بخلافة الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل صلوات المصلين..!! هذه هي المسألة الأساسية، ولذا يقول الإمام عليه أفضل الصلاة والسلام " لها ظاهرٌ وباطن"..!!

ولذا أنت عندما تراجع كلمات المحققين من العلماء، تجد الملتفت لهذه "النكتة" في كتابه لا يقول "صلى الله عليه وآله وسلم"، بل يقول "صلى الله عليه وآله"..!! هل يضيف "وسلم"..؟

لا، لا يضيفها..!!
__________________________________
تعليــ (5) ـــق:
(1) جاء في (شعب الإيمان ج: 2 ص: 220) : وأما التسليم فهو أن يقال السلام على النبي والسلام عليك أيها النبي أو سلام عليك أيها النبي أو يا رسول الله ولو قال اللهم صل وسلم على محمد لأغنى ذلك عن السلام عليه في التشهد ومعنى السلام عليك اسم السلام عليك والسلام اسم من أسماء الله عز وجل يقال إسم الله عليك وتأويله لا خلوت من الخيرات والبركات وسلمت من المكاره والمذام إذ كان اسم الله تعالى إنما يذكر على الأعمال توقعا لاجتماع معاني الخير والبركة فيه وانتفاء عوارض الخلل والفساد عنه ووجه آخر هو أن يكون معناه ليكن قضاء الله عليك السلام وهو السلامة كمقام والمقامة والملام والملامة أي سلمك الله من المذام والنقائص فإذا قلنا اللهم سلم على محمد فإنما نريد به اللهم اكتب لمحمد في دعوته وأمته السلامة من كل نقص فتزداد دعوته على الأيام علوا وأمته تكاثرا وذكره ارتفاعا ولا يعارضه ما يوهن له أمرا بوجه من الوجوه والله أعلم.
أقول في قوله : (ولو قال اللهم صل وسلم على محمد لأغنى ذلك عن السلام عليه في التشهد)، فيه رفع الآل عليهم أفضل الصلاة والسلام من التشهد، وسيأتي بيانه لاحقاً كيف يرى بعض علماء السنة ما يراه الشيعة في هذا المقام وقد مر آنفاً قول الشافعي (وغيره) ولكن سنبين قول بعضهم بتخصيص مَن مِن الآل نعني..!!
(2) سورة الحشر 7.
(3) سورة الأحزاب 56.
(4) الشيخ الطبرسي في كتابه الإحتجاج ج1 ص377: وقوله : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما " ولهذه الآية ظاهر وباطن فالظاهر قوله : " صلوا عليه " والباطن قوله : " وسلموا تسليما" أي سلموا لمن وصاه واستخلفه، وفضله عليكم، وما عهد به إليه تسليما، وهذا مما أخبرتك : أنه لا يعلم تأويله إلا من لطف حسه، وصفى ذهنه، وصح تمييزه.
علي بن إبراهيم في تفسيره (تفسير القمي : 2 / 196) قال : وقوله : * (وسلموا تسليما) * يعني سلموا له بالولاية وبما جاء به.
مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي ص 256 :
وإليه الإشارة بقوله : صلوا عليه وسلموا تسليما، ومعناه صلوا على محمد، وسلموا لعلي أمره، فجمعهما في جسد واحد جوهري، وفرق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر، فقال : صلوا عليه وسلموا تسليما، فقال : صلوا على النبي، وسلموا على الوصي، ولا تنفعكم صلواتكم على النبي بالرسالة إلا بتسليمكم على علي بالولاية..!!
(معاني الأخبار ص 367) :
ابن بابويه، قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مسرور رضي الله عنه قال : حدثنا الحسين بن محمد بن عامر، قال : حدثنا المعلى بن محمد بن جمهور القمي، عن أحمد بن حفص البزاز الكوفي، عن أبيه، عن ابن أبي حمزة، عن أبيه، قال : سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) فقال الصلاة من الله عز وجل رحمته، ومن الملائكة تزكيته، ومن الناس دعاء. وأما قوله وسلموا تسليما فإنه يعني التسليم له فيما ورد عنه..!!
]ينبغي الإشارة إلى أن المسلمين الأوائل فهموا معنى التسليم في قوله تعالى : يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما، بأنه التسليم لأمر النبي وليس السلام عليه (صلى الله عليه وآله) لأنه لم يقل وسلموا سلاما. ولذا نجد أن الصلاة عليه استعملت مجردة في القرون الأولى بدون (وسلم).[

وللمزيد راجع كتب الحديث والأخبار في هذا الصدد..!!
إنتهى التعليق.......
______________________________
 
18 أبريل 2010
131
0
0
أرجع للبحث الأصلي الذي أردنا أن نقف عنده قليلاً، وهو أنه:
لماذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بالصلاة على النبي الأكرم صلى الله عليه وآله..؟؟ ما هو الدليل..؟؟

الدليل لذلك ينبثق من قاعدة قرآنية عقلية فلسفية..!! وهو أن الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يخلق هذا العالم ]عالمنا الذي نعيش فيه، عالم الإنسان، هذا العالم عندما أراد أن يخلقه[، لم يخلقه جميعاً مباشرة، بل نجد أنه خلق بعض الأشياء مباشرة بيده..!!

وأما عندما نأتي إلى موجودات أخرى، هل نجد أنه خلقها مباشرة أو بتوسط أشياء أخرى..؟؟
وهذا هو الذي يعبر عنه بقانون السببية(1)..!! هذا الذي يقول عنه الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام : «أبا الله إلا أن يجري الأشياء بأسباب، فجعل لكل شيء سبباً»(2)..!
ما معنى (جعل لكل شيء سبباً)..؟؟


إذا أردت أن ترفع العطش عن نفسك، هل فقط ترفع يدك إلى السماء وتقول اللهم أرفع عطشي..؟؟ أو تذهب وتشرب الماء..؟؟

من الواضح أن لا يوجد عاقل يقول: الله إذا أراد أن يرفع عطشي يرفع عطشي..!! وإذا ما أراد، لا يرفع عطشي، إذا أنا لا أشرب الماء..!!
لا، لا..!! يقال له الله أمرك بأن ترفع العطش من خلال سببٍ معينٍ وطريقٍ معين..!!

و إلا
لا يمكن رفع العطش إلا من خلال شرب الماء..!!
لا يمكن رفع المرض إلا من خلال شرب الدواء..!!
لا يمكن رفع الجوع إلا من خلال أكل الطعام..!!
لا يمكن للإنسان أن يحصل على ولدِ إلا من خلال الزواج..!!

وهكذا كل النظام..!!
هذا النظام الذي نعرفه نعبر عنه "نظام السببية والمسببية"..!!


يعني: الله سبحانه وتعالى عندما أراد أن يوصل الخير والرحمة والهداية والعذاب ونحو ذلك، يوصله مباشرة..؟؟ أو يوصله بتوسط أسباب..؟؟
بل بتوسط أسباب..!!

الله سبحانه وتعالى هو الهادي أو ليس بهادي..؟؟
نعم من أسماء الله (سبحانه وتعالى) أنه هو الهادي..!! يهدي..!!


لكن كيف يهدي..؟؟ يهدي مباشرة أم من خلال الأنبياء والأوصياء والكتب وأهل العلم و نحو ذلك..؟؟ بأي طريقٍ..؟؟
نعم الله (سبحانه وتعالى) يهدي..!! ولكن يهدي مباشرة..؟؟ أو بتوسط أنبيائه ورسله وأوصيائه وعباده الصالحين..؟؟
أيضاً بتوسط..!!

الله سبحانه وتعالى تريد منه الجنة..!!
كيف تدخلون الجنة..؟ بلا سببٍ أو مع سببٍ..؟؟
لا..!! لا يمكن أن تدخل إلى الجنة بلا سببٍ..!!

الدخول إلى النار..!!
يمكن أن يدخل الإنسان إلى النار من دون سبب..؟؟
لا يمكن..!!

إذا هذا النظام الذي وُجد، وأوجده الله سبحانه وتعالى، نظام قائمٌ على أساس السببية..!! يعني إذا أراد أن ينزل إليك شيئاً، سينزله بتوسط أسباب..!!
__________________________________
تعليــ (6) ـــق:
(1) أن المراد من السببية الإمكانية (أعم من الطبيعية وغيرها) ليست في عرض السببية الإلهية، بل المقصود أن هناك نظاما ثابتا في عالم الكون تجري عليه الآثار الطبيعية والأفعال البشرية، فلكل شئ أثر تكويني خاص، كما أن لكل أثر وفعل مبدأ فاعليا خاصا، فليس كل فاعل مبدأ لكل فعل، كما ليس كل فعل وأثر صادرا من كل مبدأ فاعلي، كل ذلك بإذن منه سبحانه، فهو الذي أعطى السببية للنار كما أعطى لها الوجود، فهي تؤثر بإذن وتقدير منه سبحانه، هذا هو قانون العلية العام الجاري في النظام الكوني الذي يؤيده الحس والتجربة وتبتني عليه حياة الإنسان في ناحية العلم والعمل(محاضرات في الإلهيات - الشيخ جعفر السبحاني ص 50)..!!
يقول الشاعر :
(ديوان الازري الكبير - الشيخ كاظم الازري التميمي ص 23) :
هبي له تصلي إلى حرم الغنى



لا بد من سبب لكل مسبب


(2) بصائرالدرجات -باب معرفة العالم الذي من عرفه عرف الله و من أنكره أنكر الله تعالى و السبب الذي يوفق لمعرفته- ج1 ص6: حديث 2: حدثنا علي بن محمد القاشاني عن محمد بن عيسى العبيدي يرفعه قال قال أبو عبد الله ع أبى الله أن يجري الأشياء إلا بالأسباب فجعل لكل شيء سببا و جعل لكل سبب شرحا و جعل لكل شرح مفتاحا و جعل لكل مفتاح علما و جعل لكل علم بابا ناطقا من عرفه عرف الله و من أنكره أنكر الله ذلك رسول الله و نحن.
إنتهى التعليق.......
________________________________


السؤال الذي يُــطرح هنا هذا:
ما هـو ذلك السبب الأول الذي بتوسطه، الله سبحانه وتعالى أوصل كل رحمة وخيرٍ إلى الخلق أجمعين..؟؟ ما هو ذلك السبب..؟


النكتة الأساسية هنا..!!
الله سبحانه وتعالى يوجد عنده سببٌ..!! هذا السبب هو السبب الأول(1)..!!
ما معناه هو السبب الأول..؟؟
يعني: هو الذي من خلاله يصل إلينا كل شيءٍ..!!

مــا هـــو ذلك السبب..؟؟


عندما نرجع إلى الروايات الواردة، نجد أن الروايات تؤكد على هذه الحقيقة، بأن أول شيءٍ خلقه الله سبحانه وتعالى هو:
«نــــور الخــــاتم» صلى الله عليه وآله..!!

ولا يتبادر إلى ذهنك بأن هذه الحقيقة واردة عن الأئمة (عليهم أفضل الصلاة والسلام) -مثلاً-، أو قضية لاحقة..!! لا..!!

هذه القضية وردت عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ]طبعاً عشرات الروايات[ لكن أنا أقرأ لك رواية واحدة (2): عن جابر بن عدالله الأنصاري قلت لرسول الله صلى الله عليه وآله: أول شيء خلقه الله ما هو..؟؟ فقال (صلى الله عليه وآله) : «نور نبيك، يا جابر، خلقه الله ثم خلق منه كل خيرٍ»..!!

إذاً نحن لا ندعي أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله الله خلقه والنبي الأكرم خلق غيره..!! لا، لا..!!

وإنما نقول، الله سبحانه وتعالى خلق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بواسطة شيءٍ أو بلا واسطة..؟؟

بلا واسطة..!!

أما خلق غيره بلا واسطة أو مع الواسطة..؟؟ مع الواسطة..!!

ما هي هذه الواسطة..؟؟ هو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله..!!


إذاً كلُ شيءٍ يريد أن يصل إلى غير الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله لابد من أين يمر..؟؟

من قبيل هذا النور الذي تراه من المصباح، هذا لكي يصل إليه النور يحتاج إلى ماذا..؟؟ يحتاج إلى سلك، هذا السلك إذا إنقطع، هل يمكن أن يصل النور إلى هذا المصباح أو لا..؟؟

لا يمكن..!!

طبعاً لا أريد أن أقول بأن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله كالسلك..!!
لا، لا..!!

بل أنه هو الواسطة في إيصال فيض الله وخير الله ورحمة الله إلى ما دونه من المخلوقات..!!

قال (صلى الله عليه وآله) : «...خلقه الله ثم خلق منه...»..!!

تعرفون بأن "من" في اللغة العربية تدل إما على الإبتداء وإما تدل على النشأ، يعني ينشأ من شيءٍ، إذا نشأ شيءٌ من شيءٍ آخر، تقول هذا البخار من الماء، يعني هذا البخار نشأ من الماء..!!

تقول الرواية، ثم قال (صلى الله عليه وآله) :
«...ثم خلق منه كل خيرٍ، ثم أقامه بين يديه...» ]يعلق العلامة الحيدري قبل إتمامها بقوله: طبعاً الرواية دقيقة جداً، الرواية لا تقول خلق رسول الله صلى الله عليه وآله، حتى تقول جنابك بأن ولادة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في تاريخ معين..!!
لا هذا بدن رسول الله صلى الله عليه وآله الذي خلق في زمن معين..!! أما نوره وحقيقته وروحه في عالم الملكوت، في عالم الغيب هناك له بحثٌ آخر ومقامٌ آخر..!! [

يقول (صلى الله عليه وآله) :
«ثم أقامه بين يديه في مقام القرب ما شاء الله، ثم جعله أقساماً، فخلق العرش من قسمٍ، والكرسي من قسمٍ، وحملة العرش وسكنة الكرسي من قسمٍ»..!!
إذا تبين هؤلاء جميعاً كلهم دورهم ومراتبهم الوجودية بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله..!!

يقول (صلى الله عليه وآله) :
«... وأقام القسم الرابع في مقام الحب ما شاء الله، ثم جعله أقساماً، فخلق القلم من قسمٍ، واللوح من قسمٍ، والجنة من قسمٍ، وأقام القسم الرابع في مقام الخوف ما شاء الله، ثم جعله أجزاء، فخلق الملائكة من جزءٍ، والشمس من جزءٍ والقمر من جزءٍ، وأقام القسم الرابع في مقام الرجاء، ثم جعله أجزاء، فخلق العقل من جزءٍ، والعلم والحلم من جزءٍ، والعصمة والتوفيق من جزءٍ، وأقام القسم الرابع في مقام الحياة، ثم نظر إليه بعين الهيبة، فرشح ذلك النور، وقطرت منه مائة ألف وأربعة وعشرون ألف قطرة، فخلق الله من كل قطرة روح نبيٍ ورسول»..!!
]
كل مقطع من هذه المقاطع يحتاج إلى بيان، ولكن فقط أريد أن أبين لك المراتب التي على أساسها، الله سبحانه وتعالى خلق الأشياء..!![

إذاً خلقها مرة واحدة..؟؟ أو من خلال مراتب ودرجات..!! «رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ ذُو الْعَرْشِ يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ لِيُنذِرَ يَوْمَ التَّلَاقِ»(3)..!!

يقول (صلى الله عليه وآله) :
«... ثم تنفست أرواح الأنبياء، فخلق الله من أنفاسها أرواح الأولياء والشهداء والصالحين»..!!

عبارة طيبة للسيد الطباطبائي (قدس) صاحب الميزان يقول:
(وإياك أن ترمي أمثال هذه الأحاديث الشريفة المأثورة عن منابع العلم، ومنابع الحكمة، بأنها من إختلاقات المتصوفة، وأوهامهم)..!!

لا يتبادر لذهنك أن هؤلاء المتصوفة عرفاء يتحدثون بهذا الحديث..!!

عشرات بل مئات الروايات التي تشير إلى هذه الحقيقة..!!
__________________________________
تعليــ (7) ـــق:
(1) تمعن عزيزي القارئ في الآتي:
(التعليقة على الفوائد الرضوية - القاضي سعيد القمي ص 85) : قد حان حين ما انكشف الحجاب عن وجه المحبوب، وآن أوان ما نلقى النقاب الملقاة على المطلوب، فاعلم هداك الله تعالى إلى دار القرار ورزقك التجافي عن دار البوار : أن الوحدة كلها والفردانية جلها من عالم الوجوب والوجود مودعة مما وراء الغيب على الغيب والشهود، خارجة عما وراء الأستار إلى الأنظار، وإلا فجميع العوالم التي كتب على نواصيها التعين والتقييد، والبس عليهم لباس التقدر والتحديد، وقد عليهم قدر معلوم، ورسم على وجوههم رسم مرسوم، من ذاتها التكثر والغيرية، ومن حقيقتها الحيث والحيثية، لا يحوم حولها الوحدة إلا إيداعا، ولا تدخل في دار الهوهوية إلا إيداعا. ولكنها مع الكثرة والتفرق من جبلة كل منها الميل إلى عالم الوحدة والعشق بدار الانس وموطن الفردانية، وكتب عليها الفرار عن دار الفراق، والوحشة والخلاص عن محل الظلمة والكدورة، وهذا أيضا من مودعات حضرة الجمع والأحدية كما قال الشيخ " صاحب الفتوحات " : والقابل من حضرة الجمع (انظر الفتوحات المكية 3 : 506).

والقيوم جل برهانه وعظم شأنه وسلطانه حيثما أحب بالحب المستكن في ذاته المقدسة إظهار الكنوز المختفية من حضرة الغيب إلى الشهادة، ومن مقام الجمع إلى التفصيل، لرؤية ذاته المقدسة في المرائى الخلقية، وشهود الظاهر المبدع في المظاهر المبدعية، تجلى بالفيض المقدس الإطلاقي والاسم الأعظم المعبر عنه تارة بالمشية المطلقة، واخرى بالولاية الكلية، وثالثة بالرحمة الواسعة، ورابعة بالحقيقة المحمدية، وخامسة بعلوية علي عليه السلام، وسادسة بنفس الرحمن ومقام حضرة العلمية، إلى غير ذلك من الإشارات والعبارات حسب اختلاف المقامات. عباراتنا شتى وحسنك واحد * وكل إلى ذاك الجمال يشير (جامع الأسرار ومنبع الأنوار : 75)

وهذا الفيض النازل من حضرة الجمع هو الواحد المتكثر، والدليل على ذلك من وجهين نقلي وعقلي:
أما النقلي : فقوله تعالى شأنه وعظمت قدرته : * (أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها فاحتمل السيل زبدا رابيا) * (الرعد : 17)

حيث عبر عن حضرة الجمع والهوية الغيبية بالسماء لسمو مرتبته وعلو شأنه، وتنزهه عن جميع النقائص، وتقدسه عن قاطبة الكثرات، وعن تجليه تعالى في هياكل الممكنات وظهوره في مظاهر الموجودات وعبور فيضه عن عوالم المجردات إلى غواسق الماديات ومن عوالي عالم الجبروت إلى سوافل عالم الناسوت بالنزول، وعن الفيض النازل من سماء الأحدية إلى الأراضي الخلقية والعطاء المفاض على العباد والرحمة الواسعة في البلاد بالماء الذي به حياة الأشياء، وعن هياكل الماهيات وشيئيات المتعينات بالأودية، وعن اختلاف مراتب استعداداتها وتشتت منازل قبولها بالقدر. ومعلوم أن الفيض الواحد النازل في تلك المنازل المتعددة، الراحل في هذه المراحل المتشتتة يتكثر بتكثرها ويتطور بتطورها ويتعين بتعينها، فأفاد تعالى جده وحدة الفيض النازل ذاتا وتكثره عرضا في أودية الماهيات بأحسن بيان وأجمل تبيان. وفي آثار أهل بيت النبوة ومعدن العلم والحكمة إشارات ورموزات وتلويحات وتصريحات إلى ما ذكرنا أكثر من أن تحصى (شرح اصول الكافي لصدر المتألهين 3 : 15، الشواهد الربوبية : 140).

وأما العقلي : فلما حقق في مدارك أرباب الحكمة المتعالية (الأسفار 1 : 35) أن الوجود مع وحدته ذو مراتب متفاوتة طولا وعرضا بالعرض، وهذا مما صدقه البرهان، ووافقه كشف أصحاب القلوب والعرفان، فليس التكثر في الوجود بحسب الذات والحقيقة، وليس فيه حيث وحيثية ولاتفرق وغيرية في أى منزل من المنازل كان، وفي أى صورة من الصور بان، وفي كلمات أصحاب القلوب والمعرفة وأرباب السلوك والطريقة ما يفيد ما ذكرنا تلويحا وتصريحا أكثر من أن تحصى (تمهيد القراعد : 114، شرح القيصري على الفصوص : 5)
(2) نفحات الأزهار ج 5 - السيد علي الميلاني ص 226 :
كما روي عن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : سألت رسول الله عن أول شئ خلقه الله ؟ قال : هو نور نبيك يا جابر، خلقه ثم خلق منه كل خير وخلق بعده كل شئ، وحين خلقه أقامه قدامه في مقام القرب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام : خلق العرش من قسم، والكرسي من قسم، وحملة العرش وخزنة الكرسي من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الحب اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أقسام، فخلق الخلق من قسم واللوح من قسم والجنة من قسم، وأقام القسم الرابع في مقام الخوف اثني عشر ألف سنة ثم جعله أربعة أجزاء، فخلق الملائكة من جزء وخلق الشمس من جزء، وخلق القمر والكواكب من جزء، وأقام الجزء الرابع في مقام الرجاء اثني عشر ألف سنة، ثم جعله أربعة أجزاء، فخلق العقل من جزء والحلم والعلم من جزء والعصمة والتوفيق من جزء، وأقام الجزء الرابع في مقام الحباء اثني عشر ألف سنة، ثم نظر الله سبحانه إليه فترشح النور عرقا فانقطرت منه مائة ألف وعشرون ألفا وأربعة آلاف قطرة من النور، فخلق الله سبحانه من كل قطرة روح نبي أو رسول، ثم تنفست أرواح الأنبياء فخلق الله من أنفاسهم نور الأولياء والسعداء والشهداء والمطيعين من المؤمنين إلى يوم القيامة. فالعرش والكرسي من نوري، والكروبيون من نوري، والروحانيون من الملائكة من نوري، وملائكة السماوات السبع من نوري، والجنة وما فيها من النعيم من نوري، والشمس والقمر والكواكب من نوري، والعقل والعلم والتوفيق من نوري، وأرواح الأنبياء والرسل من نوري، والشهداء والصالحون من نتائج نوري. ثم خلق سبحانه اثني عشر حجابا، فأقام النور وهو الجزء الرابع في كل حجاب ألف سنة، وهي مقامات العبودية وهي حجاب الكرامة والسعادة والهيبة والحرمة والرأفة والعلم والحلم والوقار السكينة والصبر والصدق واليقين، فعبد الله ذلك النور في كل حجاب ألف سنة. فلما خرج النور من الحجب ركبه الله في الأرض، وكان يضئ منه ما بين المشرق والمغرب كالسراج في الليل المظلم ثم خلق الله آدم في الأرض، وركب فيه النور في جبينه ثم انتقل منه إلى شيث، ومنه إلى بانش. وهكذا كان ينتقل من طاهر إلى طيب إلى أن أوصله الله تعالى إلى صلب عبد الله بن عبد المطلب، ومنه إلى رحم آمنة، ثم أخرجني إلى الدنيا، فجعلني سيد المرسلين وخاتم النبيين ورحمة للعالمين وقائد الغر المحجلين. هكذا بدأ خلق نبيك يا جابر. ذكره البيهقي " (تاريخ الخميس ج1 ص19-20)
(3) سورة غافر 15.
إنتهى التعليق.......
_____________________________
 
18 أبريل 2010
131
0
0
على هذا الأساس:
إذا أردت شيئاً من الله سبحانه وتعالى، فكيف تسأل الله حتى يوصل إليك شيئا..؟؟

إذا أردت أن توصل هذا النور إلى المصباح، ما هو طريقه..؟
طريقه هذا السلك..!!


إذاً إذا أردت أن تسأل شيئاً، تسأل من الله، لكن بأي طريقٍ..؟؟
بطريق الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله..!!


ومن هنا أمر الإنسان بأن يصلي ويدعو للخاتم (صلى الله عليه وآله)..!!
ما معنى يدعو للخاتم (صلى الله عليه وآله)..؟؟

يعني يقول:
إلهي إعطه حتى تعطيني..!!

وإلا الخاتم (صلى الله عليه وآله) يملك شيئاً في جيبه أو لا يملك..؟؟
«يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى الله وَالله هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ»(1)...!!


إذا رسول الله صلى الله عليه وآله يملك من عنده شيء أو لا يملك..؟؟
لا يملك..!!


إذا أراد أن يعطي شيئاً يعطي من كيس الله ولكن بواسطة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله..!!

من هنا تفهم هذا الدعاء ]إلتفت جيداً[ تفهم هذه الرواية القيمة الواردة في هذا المجال، تفهم هذا الدعاء..!!

لمـاذا أن الإمام الصادق عليه أفضل الصلاة والسلام يقول:
«كـل دعاءٍ يدعا الله عز وجل به محجوبٌ عن السماء، حتى يُـصلى على محمدٍ وآل محمدٍ»(2)..!!

إتضح لك، لماذا محجوب..!! محجوبٌ أو ليس بمحجوب..!!
لأنه يوجد طريق للوصول أو لا يوجد..؟؟


هو طريق واحد، هو طريق الخاتم وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام..!!

إذا لا معنى لأن يصل شيئٌ إليَّ من وراء الخاتم (صلى الله عليه وآله)..!!
لا يوجد طـريقٌ آخر..!!


بعبارة أخرى، الطريق المستقيم، كم طريق..؟؟ طريق أم عشرة..؟؟
محال أن يتعدد الطريق المستقيم..!!
فقط طريق واحدٌ بين الله وبين خلقه..!!
__________________________________
تعليــ (8) ـــق:
(1) سورة فاطر 15.
(2) أمالي الطوسي 2 : 275، يأتي بالاسناد في الفائدة الثانية من الخاتمة برقم (50) :
محمد بن الحسن في (المجالس والأخبار) باسناده الآتي عن هشام بن سالم، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : لا يزال الدعاء محجوبا عن السماء حتى يصلى على محمد وآل محمد (عليهم السلم).

وذُكر مُطولاً في شرح الزيارة الجامعة - السيد عبد الله الشبر ص 170 :
(ففي الصحيح عن) هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال لا يزال الدعاء محجوبا حتى يصلى على محمد وآل محمد وعنه (قال) من دعا ولم يذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفرف الدعاء على رأسه فإذا ذكر النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع الدعاء وعن مرازم عن الصادق عليه السلام قال أن رجلا أتى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله اني جعلت ثلث صلواتي لك (فقال) له خيرا (فقال) يا رسول الله اني جعلت نصف صلواتي لك (فقال) له ذاك أفضل (فقال) اني جعلت كل صلواتي لك فقال اذن يكفيك الله عز وجل ما أهمك من امر دنياك وآخرتك فقال له رجل أصلحك الله كيف يجعل صلوته له (فقال) لا يسأل الله عز وجل الابدا بالصلاة على محمد وآله.
وفي (الكافي 2 : 356 / 2) :

عن السكوني، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من دعا ولم يذكر النبي (صلى الله عليه وآله) رفرف الدعاء على رأسه، فإذا ذكر النبي (صلى الله عليه وآله) رفع الدعاء.
وأضيف بأن هذا الحديث الشريف قد ورد أيضا عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأيضا عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام:

(بشارة المصطفى : 236، سنن الترمذي 1 : 354، فردوس الأخبار 4 : 6533 / 343، فيض القدير 3 : 543 / 4266) : عن النبي (صلى الله عليه وآله) : ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على محمد وآل محمد، فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب فدخل الدعاء، وإذا لم يفعل ذلك لم يرفع الدعاء.

(غالية المواعظ ومصباح المتعظ والواعظ ج 1 ص 125 ط دار الطباعة المحمدية بالقاهرة) روى عن علي كرم الله تعالى وجهه : كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد.(وراجع أيضاً: الكافي 2 / 493 ح 10، ثواب الأعمال : 186 ح 3، الدعوات - للراوندي - : 31 ح 67، مكارم الأخلاق 2 / 87 ح 3، جامع الأخبار : 158 ح 377، وسائل الشيعة 7 / 92 ح 1 و ص 96 ح 16، بحار الأنوار 93 / 310 ح 11، و ج 94 / 58 ح 35).
إنتهى التعليق.......
______________________________

طبعاً هذه إقتضته الحكمة الإلهية..!! سنته..!! أراد هكذا..!! وهو أن يجعل كل خيرٍ وكل رحمة إذا أراد أن يوصلها إلى احدٍ يوصلها من خلال الخاتم (صلى الله عليه وآله)..!!

طبعاً، هذه مسألة واسطة الفيض(1):
أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله هو واسطة الفيض..!!

ما معنى واسطة الفيض..؟؟

يعني كلما أراد الله أن يُـفيض من خيرٍ أو رحمةٍ على أحدٍ، فمن أين يمر..؟؟

يمر من هذا الطريق ومن هذه الواسطة..!!

هم وسائط الفيض بين الله وبين البشر أو بين الله وبين خلقه..؟!؟
لا.. ليست قضية بشر..!!


لأن البعض يتصور أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله واسطة بين الله وبين أمته..!! لا يا أخي..!!

النبي الأكرم صلى الله عليه وآله واسطة بين الله وبين كل ما خلق مذ كان وإلى قيام الساعة وإلى الأزل..!! هو الواسطة..!!

يعني بعبارة أخرى، نبي الله نوح إذا أراد شيئاً، لابد ممن يؤخذ..؟؟


لا تقل بأن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله لم يلد بعد..!!

هذا بدنه الذي لم يأتي، وإلا حقيقته ونوره، فهي موجودة من الأزل..!! بدنه لم يأت بعد..!! وإلا نوره، حقيقته، روحه، «كنت نبياً وآدم بين الماء والطين»(2)، -إلتفت جيداً لهذه النكتة- «كنت نبياً وآدم بين الماء والطين»، أو كما يقول الإمام أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام: «فنحن الأولون، ونحن الآخرون»، نحن الأولون وجوداً، -أول ما وجد "نحن"-، ونحن الآخرون ظهوراً -في عالمكم- (3)..!!

وإلا بحسب خلق الله سبحانه وتعالى، نحن آخرون أو أولون..؟؟
نحن أولون..!!

__________________________________
تعليــ (9) ـــق:
(1) راجع التعليق (7) هامش رقم (1)، وإليك هذا أيضا ما جاء في مشارق أنوار اليقين - الحافظ رجب البرسي ص 41 :
(حقيقة النقطة وأنها الفيض الأول)
وكذلك الأسماء الإلهية فإن مرجعها إلى الاسم المقدس، فهو جامع لشملها، وشامل لجمعها، متجل في أحدها، ونهاية الحروف النقطة فتناهت الأشياء بأسرها إلى النقطة ودلت عليها، ودلت النقطة على الذات، وهذه النقطة هي الفيض الأول الصادر عن ذي الجلال المسمى في أفق العظمة والجمال بالعقل الفعال، وذاك هو الحضرة المحمدية، فالنقطة هي نور الأنوار، وسر الأسرار، كما قال أهل الفلسفة : النقطة هي الأصل والجسم حجابه، والصورة حجاب الجسم، والحجاب غير الجسد الناسوتي. دليله من صريح الآيات قوله تعالى: (الله نور السماوات) (النور : 35)، معناه منور السماوات، فالله اسم للذات والنور من صفات الذات، والحضرة المحمدية صفة الله وصفوته، صفته في عالم النور، وصفوته في عالم الظهور، فهي النور الأول، الاسم البديع الفتاح، قوله الحق : (أول ما خلق الله نوري) (نظم المتناثر : 185 ح 194، وأخبار الدول : 4، وبحار الأنوار : 15 / 24، وينابيع لمودة : 1 / 10)، وقوله : (أنا من الله والكل مني) (رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة : 2 / 663 ح 1130 وفيه : قبل أن يخلق آدم بأربعة عشر ألف عام). وقوله مما رواه أحمد بن حنبل : (كنت وعلي نورا بين يدي الرحمن قبل أن يخلق عرشه بأربع عشرة سنة) . فمحمد وعلي حجاب الحضرة الإلهية ونوابها وخزان أسرار الربوبية وبابها. أما الحجاب فلأنهم اسم الله الأعظم والكلمة التي تجلى فيها الرب لسائر العالم لأن بالكلمة تجلى الصانع للعقول، وبها احتجب عن العيون، سبحان من تجلى لخلقه بخلقه حتى عرفوه، ودل بأفعاله على صفاته حتى وحدوه، ودل بصفاته على ذاته حتى عبدوه. وأما الولاية، فلأنهم لسان الله في خلقه، نطقت فيهم كلمته، وظهرت عنهم مشيئته، فهم خاصة الله وخالصته. وأما الباب، فلأنهم أبواب المدينة الإلهية التي أودعها مبدعها نقوش الخلائق، وأسرار الحقائق، فهم كعبة الجلال التي تطوف بها المخلوقات، ونقطة الكمال التي ينتهي إليها الموجودات، والبيت المحرم الذي تتوجه إليه سائر البريات لأنهم أول بيت وضع للناس فهم الباب، والحجاب، والنواب، وأم الكتاب، وفصل الخطاب، وإليهم يوم المآب، ويوم الحساب، فهم لاهوت الحجاب، ونواب الجبروت، وأبواب الملكوت، ووجه الحي الذي لا يموت.

فصل وإن قلت :
معنى قوله : (الله نور السماوات والأرض) (النور : 35) يعني منور السماوات والأرض، وهادي أهل السماوات والأرض، قلت : نعم هم الهداة والدعاة إلى الله عز وجل، والنور المشرق من حضرة الأزل ولم يزل، والاسم الفتاح الذي أخرج بنوره الوجود من العدم، فبهم بدا وبهم هدى، وبهم ختم، وهم المعاذ في المعاد للعباد عند زلة القدم، فهم مصابيح الظلم، ومفاتيح النعم. فصل فإذا استقرينا الموجودات، فإنها تنتهي إلى النقطة الواحدة التي هي صفة الذات وعلة الموجودات، ولها في التسمية عبارات، فهي العقل من قوله صلى الله عليه وآله : (أول ما خلق الله العقل)، وهي الحضرة المحمدية من قوله : (أول ما خلق الله نوري). ومن حيث إنها أول الموجودات صادرة عن الله تعالى بغير واسطة سميت العقل الأول، ومن حيث إن الأشياء تجد منه قوة التعقيل سمي العقل الفعال، ومن حيث إن العقل فاض منه إلى جميع الموجودات فأدركت به حقائق الأشياء سمي عقل الكل، فعلم بواضح البرهان أن الحضرة المحمدية هي نقطة النور وأول الظهور، وحقيقة الكائنات، ومبدأ الموجودات، وقطب الدائرات، فظاهرها صفة الله، وباطنها غيب الله، فهي ظاهر الاسم الأعظم، وصورة سائر العالم، وعليها مدار من كفر وأسلم، فروحه صلى الله عليه وآله نسخة الأحدية في اللاهوت، وجسده صورة معاني الملك والملكوت، وقلبه خزانة الحي الذي لا يموت، وذلك لأن الله تعالى تكلم في الأول بكلمة فصارت نورا، ثم تكلم بكلمة فصارت روحا، وأدخلها ذلك النور وجعلها حجابا فهي كلمته ونوره وروحه وحجابه، وسريانها في العالم كسريان النقطة في الحروف والأجسام، وسريان الواحد في الأعداد وسريان الألف في الكلام، وسريان الاسم المقدس في الأسماء، فهي مبدأ الكل وحقيقة الكل، فكل ناطق بلسان الحال والمقال، فإنه شاهد لله بالوحدانية الأولية، ولمحمد وعلي بالأبوة والملكية، دليله قوله صلى الله عليه وآله : (أنا وعلي أبوا هذه الأمة) (كمال الدين : 1 / 261، والبحار : 36 / 254)، وإذا كانا أبوي هذه الأمة دل بالتزام أن يكونا أبوي سائر الأمم لدلالة الخاص على العام، والأعلى على الأدنى من غير عكس، فلولاهما لم يكن خلق أبدا لاختصاصه ب‍ (لولاك لما خلقت الأفلاك) (الفوائد المجموعة : 326، وجامع الأسرار : 381 ح 758) فعلم أن صدور الأفعال عن الصفات، وصدور الصفات عن الذات، والصفة التي هي إمام الصفات في ظهور الموجودات، هي الحضرة المحمدية فهي عين الوجود وشرف الموجود وهي النقطة الواحدة التي هي صفة الأحد والجمال، الصادرة عن الجلال، والنور المبتدع من سحاب العظمة المشعشع من فيض قدس الرحمة وهي عرش النور والكتاب المسطور واللوح المحفوظ وأول الظهور، وختم الأيام والدهور. يؤيد ذلك ما ورد عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه سئل : هل رأيت في الدنيا رجلا ؟ فقال : رأيت رجلا وأنا إلى الآن أسأل عنه. فقلت له : من أنت ؟ فقال : أنا الطين. فقلت : من أين ؟ فقال : من الطين. فقلت : إلى أين ؟ فقال : إلى الطين. فقلت : من أنا ؟ فقال : أبو تراب. فقلت : أنا أنت. فقال : حاشاك، حاشاك، هذا من الدين في الدين، أنا أنا، وأنا أنا، أنا ذات الذوات، والذات في الذوات الذات، فقال : عرفت. فقلت نعم. فقال : فامسك.

فأقول :
في حل هذا الرمز الشريف إشارة إلى خطاب عالم اللاهوت مع عالم الناسوت، وهو الروح للجسد ليبين للناس الفرق بين هيكل قدسه وسر نفسه، فقوله : رأيت رجلا، وأنا أسأل إلى الآن عنه. وذلك لأن الروح لم تزل لها تعلق بالجسد ونظر إليه لأنه بيت غربتها، ومسكن كربتها، ومركب سيرها، وسرير تحصيلها، والثاني أن العارف أبدا يجب عليه أن يعرف الفرق بين مقام التراب وسر رب الأرباب، لأنه إذا عرف نفسه عرف ربه، لأنه إذا عرف نفسه بالحدوث، والفقر، والمسكنة، عرف ربه بالعزة والكبرياء، والعظمة. وقوله : أنا الطين، إشارة إلى أن العارف، لم يزل في مقام الفقر والإقرار بالحدوث والعجز. وقوله : من أنا ؟ لما أقر الجسد بالمعرفة، والحدوث والإمكان، والموت، والرجوع إلى عنصره ومعدنه، وتلاشيه وتحلله بعد تركيبه. وقوله : أنت أبو تراب، يشير به إلى معنيين : خاص، وعام. فالأول معناه أن المراد من الأب المربي والمرشد، والروح قيم هذا الجسد ومربيه، والثاني أن أبا تراب هو الماء، والمراد به : أنت أبو الأشياء ومبدأها وحقيقتها ومعناها، لأن الكلمة الكبرى عنها برزت الموجودات، وهي سر سائر الكائنات. وقوله : فقلت له : أنا أنت. يعني أنا مثلك ميت ومركب. فقال : حاشاك، حاشاك، أنا أنا، وأنا أنا، يعني ابن التراب والنور.

وقوله : أنا ذات الذوات، والذات في الذوات للذات، صرح بإظهار السر المكنون، والكلمة المتعلقة بطرفي (كن فيكون)، وذلك أنه اسم الله الأعظم وحقيقة كل كائن وأنه ذات كل موجود لذات واجب الوجود لأنه سره وكلمته وأمره ووليه على كل شئ، وذلك أمر خصه الله به، لأنه هو هو، بل إنه كلمة الله وآيته وسره. فبان بحل هذا المبهم كفر الغالي والقالي، وسلوك التالي والموالي، ووصول العارف العالي، فعلي سر الله في الكل ووليه على الكل، لأن الرب سبحانه سلم ما أوجده بإرادته، وخلقه بقدرته ومشيئته، إلى وليه وكلمته، فقد سلم ما صدر منه إليه لأن المولى الولي، مقامه في الخلق مقام الرب العلي، وإليه الإشارة بقوله : (لا فرق بينهم وبينك إلا أنهم عبادك وخلقك) (الإنسان الكامل : 128، والرسائل الثمانية : 88). وقوله في الدعاء : (جئت بك إليك) ]ورد عن الحسن العسكري عليه السلام في عهده ودعائه أنه يقول : (يا من أتحفني بالإقرار بالوحدانية، وحباني بمعرفة الربوبية، وخلصني من الشك والعمى، جئت بك إليك[ يعني جئت بصفاتك إلى ذاتك، وبعدلك إلى عفوك. وقوله له : فقال : عرفت، فقلت نعم، فقال : فامسك. هذا إشارة إلى أن الإنسان إذا عرف أن عليا هو السر الخفي، وجب عليه الامساك لقبول العقول عن هذا الإدراك.
(2) كنز العمال : 12 / 426 ح 3558، وفضائل ابن شاذان : 34، والفردوس : 3 / 284 ح 4854
(3) بحار الأنوار : 15 / 15 ح 19 :
وعن الإمام علي عليه السلام : (ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول قد صدقته وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا، فنحن الأولون ونحن الآخرون). وفي حديث طويل في هذا الباب أيضا عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام: وحدث الشيخ أبو علي ابن شيخ الطايفة أبو جعفر الطوسي في أماليه ص 42 بإسناده عن جميل بن صالح عن أبي خالد الكابلي عن الأصبغ بن نباتة قال : دخل الحارث الهمداني على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام في نفر من الشيعة وكنت فيهم فجعل يعني الحارث يتأود في مشيته ويخبط الأرض بمحجنه وكان مريضا فأقبل عليه أمير المؤمنين عليه السلام وكانت له منه منزلة فقال : كيف تجدك يا حارث ؟ ! قال : نال الدهر مني يا أمير المؤمنين ! وزادني أوارا وغليلا اختصام أصحابك ببائك قال : و فيهم خصومتهم ؟ قال : في شأنك والبلية من قبلك، فمن مفرط غال، ومقتصد قال، ومن متردد مرتاب، لا يدري أيقدم أو يحجم. قال : فحسبك يا أخا همدان ؟ ألا إن خير شيعتي النمط الأوسط، إليهم يرجع الغالي وبهم يلحق التالي قال : لو كشفت فداك أبي وأمي الرين عن قلوبنا وجعلتنا في ذلك على بصيرة من أمرنا، قال : قدك فإنك امرؤ ملبوس عليك، إن دين الله لا يعرف بالرجال بل بآية الحق، فاعرف الحق تعرف أهله، يا حار ! إن الحق أحسن الحديث والصادع به مجاهد، وبالحق أخبرك فأعرني سمعك ثم خبر به من كانت له حصانة من أصحابك ألا إني عبد الله وأخو رسوله وصديقه الأول، قد صدقته وآدم بين الروح والجسد، ثم إني صديقه الأول في أمتكم حقا، فنحن الأولون ونحن الآخرون، ألا وأنا خاصته يا حار ! وخالصته و صنوه ووصيه ووليه صاحب نجواه وسره، أوتيت فيهم الكتاب وفصل الخطاب و علم القرون والأسباب، واستودعت ألف مفتاح يفتح كل مفتاح ألف باب يفضي كل باب إلى ألف ألف عهد وأيدت. أو قال : أمددت بليلة القدر نفلا، وإن ذلك ليجري لي ومن استحفظ من ذريتي ما جرى الليل والنهار حتى يرث الله الأرض ومن عليها، وأبشرك يا حارث ! ليعرفني والذي فلق الحبة وبرء النسمة وليي وعدوي في مواطن شتى، ليعرفني عند الممات وعند الصراط وعند المقاسمة قال : وما المقاسمة يا مولاي ؟ ! قال : مقاسمة النار أقاسمها قسمة صحاحا أقول : هذا وليي وهذا عدوي. ثم أخذ أمير المؤمنين عليه السلام بيد الحارث وقال : يا حارث ! أخذت بيدك كما أخذ رسول الله صلى الله عليه وآله بيدي فقال لي واشتكيت إليه حسدة قريش والمنافقين لي : إنه إذا كان يوم القيمة أخذت بحبل أو بحجزة يعني عصمة من ذي العرش تعالى وأخذت يا علي ! بحجزتي وأخذ ذريتك بحجزتك وأخذ شيعتكم بحجزتكم، فماذا يصنع الله بنبيه ؟ وما يصنع نبيه بوصيه ؟ خذها إليك يا حارث ! قصيرة من طويلة أنت مع من أحببت، ولك ما احتسبت، أو قال : ما اكتسبت. قالها ثلثا فقال الحارث وقام يجر ردائه جذلا : ما أبالي ربي بعد هذا متى لقيت الموت أو لقيني. قال جميل بن صالح فأنشدني السيد بن محمد في كتابه : قول:
(علي) لحارث عجب
يا حار همدان من يمت يرني
يعرفني طرفه وأعرفه
وأنت عند الصراط تعرفني
أسقيك من بارد على ظمأ
أقول للنار حين تعرض للعرض
دعيه لا تقربيه إن له



كم ثم أعجوبة له حملا ؟
من مؤمن أو منافق قبلا
بنعته واسمه وما فعلا
فلا تخف عثرة ولا زللا
تخاله في الحلاوة العسلا
دعيه لا تقبلي الرجلا
حبلا بحبل الوصي متصلا



أقول وقد ورد ذلك عن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله في حديث طويلٍ أيضا: بحار الأنوار : 25 / 22 ح 38:
عن جابر بن عبد الله في تفسير قوله : «كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بالله وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ» (110) سورة آل عمران، قال رسول الله صلى الله عليه وآله : أول ما خلق الله نوري ابتدعه من نوره واشتقه من جلال عظمته فأقبل يطوف بالقدرة حتى وصل إلى جلال العظمة في ثمانين ألف سنة، ثم سجد لله تعظيما فتفتق منه نور علي فكان نوري محيطا بالعظمة، ونور علي محيطا بالقدرة، ثم خلق العرش، واللوح، والشمس، والقمر، والنجوم، وضوء النهار، وضوء الأبصار، والعقل والمعرفة، وأبصار العباد، وأسماعهم وقلوبهم، من نوري، ونوري مشتق من نوره، فنحن الأولون، ونحن الآخرون، ونحن السابقون، ونحن الشافعون، ونحن كلمة الله ونحن خاصة الله، ونحن أحباء الله، ونحن وجه الله، ونحن أمناء الله، ونحن خزنة وحي الله، وسدنة غيب الله، ونحن معدن التنزيل، وعندنا معنى التأويل، وفي آياتنا هبط جبرائيل، ونحن مختلف أمر الله، ونحن منتهى غيب الله، ونحن محال قدس الله، ونحن مصابيح الحكمة، ومفاتيح الرحمة، وينابيع النعمة، ونحن شرف الأمة، وسادة الأئمة، ونحن الولاة والهداة، والدعاة والسقاة، والحماة، وحبنا طريق النجاة، وعين الحياة، ونحن السبيل والسلسبيل، والمنهج القويم، والصراط المستقيم، من آمن بنا آمن بالله، ومن رد علينا رد على الله، ومن شك فينا شك في الله، ومن عرفنا عرف الله، ومن تولى عنا تولى عن الله، ومن تبعنا أطاع الله، ونحن الوسيلة إلى الله، والوصلة إلى رضوان الله، ولنا العصمة والخلافة والهداية، وفينا النبوة والإمامة والولاية، ونحن معدن الحكمة وباب الرحمة، ونحن كلمة التقوى والمثل الأعلى والحجة العظمى، والعروة الوثقى، التي من تمسك بها نجا وتمت البشرى.
إنتهى التعليق.......
______________________________


لهذا أنت عندما تأتي إلى هذه الآية المباركة وهي قوله تعالى :
«إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ اسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنْ الْكَافِرِينَ قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ»(1)..!!

ما معنى قوله:
«أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ»..؟؟


إما أنت مستكبر، أو أنك في طبقة، القرآن يعبر عنهم بـ "العالين"..؟؟


إلتفت لهذه الآية التي تقرأها في القرآن مراراً..!!

هل تتصور بأن كل مخلوقات الله سجدت لآدم..؟؟


كلا يا أخي..!!

الملائكة أمرت بالسجود لآدم..!!

فلهذا تقول الآية «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ»..!!

يعني أن هناك طبقة يعبر عنهم القرآن أنهم من العالين، هؤلاء أمروا بالسجود لآدم أم لم يؤمروا..؟؟

لم يؤمروا..!!

فلهذا الله سبحانه وتعالى يقول لأبليس: يا إبليس إما أنك مستكبر أو إنك من تلك الطبقة فمن حقك عدم السجود..!!

من هم هؤلاء العالين في القرآن الكريم..؟؟


تعال معي مرة أخرى للروايات الواردة في هذا المجال –روايات كثيرة- فقط أكتفي برواية واحدة (تفسير البرهان ج6 ص 516 ح9) : عن أبي سعيد الخدري قال: كنا جلوساً عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ اقبل إليه رجلٌ فقال: يا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، أخبرني عن قول الله عز وجل لأبليس: «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ»، من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين ولم يؤمروا بالسجود لآدم..؟؟ ] العلامة الحيدري يعلق بالقول (القرآن يقول:«فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ»(73) سورة ص، يعني كل الملائكة المقربين، جبريل وميكائيل وإسرافيل....كلهم بلا إستثناء)[ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله: «أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين، كنا في سرادق(2) العرش نسبح الله، فسبحت الملائكة بتسبيحنا، قبل أن يخلق الله آدم بألفي عام»..!!

إذا القضية لا تقف عند هذا الحد وهو أن القضية مختصة بالرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، وإنما القضية تجاوزت دائرة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله، لتشمل الرسول الأعظم والإمام أمير المؤمنين والزهراء البتول والحسن والحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام، يعني أصحاب الكساء(3)..!!
«إِنَّمَا يُرِيدُ الله لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا»(4)..!!

ثم قالت الرواية: «... فلما خلق الله عزل وجل آدم، أمر الملائكة أن يسجدوا له، ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا»..!! يا رسول الله ما معنى أمروا بالسجود لآدم لأجلكم..؟؟ قال «فَسَجَدَ الْمَلاَئِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ»، ثم قال: من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادقة العرش..؟؟ قال (صلى الله عليه وآله) : فنحن باب الله الذي منه يؤتى..!!

هل إتضح لك معنى باب الله الذي منه يؤتى..؟؟ أو لا..؟؟


ليس فقط لقلقة لسان..!!

يعني لا طريق إلا طريق النبي وعلي وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام..!!

قال (صلى الله عليه وآله) : فنحن باب الله الذي يؤتى منه، بنا يهتدي المهتدون، فمن أحبنا أحبه الله، وأسكنه جنته، ومن أبغضنا ابغضه الله، وأسكنه ناره، ولا يحبنا إلا من طاب مولده(5)..!!
__________________________________
 
18 أبريل 2010
131
0
0
تعليــ (10) ـــق:
(1) سورة ص 71-75.
(2) لسان العرب ج: 10 ص: 157:
السُّرادِقُ كل ما أَحاطَ بشيءٍ نـحو الشُّقَّة فـي الـمِضْرَب أَو الـحائط الـمشتمل علـى الشيء ابن الأَثـير وقد ورد فـي الـحديث ذكر السُّرادِق فـي غير موضع وهو كل ما أَحاط بشيءٍ من حائط أَو مِضْرَب أَو خباء.

(3) إنّ من حقوق أهل البيت (عليهم السلام) هي الصلوات عليهم عند الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال سبحانه: (إِنَّ الله وَمَلائكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلى النبي يا أَيُّهَاالّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وََسَلِّمُوا تَسْلِيماً).(الاَحزاب: 56).

أخرج البخاري عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: لقيني كعب بن عجرة، قال: ألا أُهدي لك هدية سمعتها من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلت: بلى، فأهدها لي، فقال: سألنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقلنا: يا رسول الله، كيف الصلاة عليكم أهل البيت، فانّ الله قد علّمنا كيف نسلم، قال:
«قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنّك حَميدٌ مجيد».(صحيح البخاري: 4/146 ضمن باب «يزفُّون النَسَلان في المشي» من كتاب بدء الخلق)
وأخرجه أيضاً في كتاب التفسير عند تفسير سورة الاَحزاب.(صحيح البخاري: 6/151 تفسير سورة الاَحزاب)

كما أخرجه مسلم في باب الصلاة على النبي من كتاب الصلاة.(صحيح مسلم: 2/16)
أخرج البخاري أيضاً، عن أبي سعيد الخدري، قال: قلنا يا رسول الله، هذا التسليم فكيف نصلّي عليك؟ قال: «قولوا: اللهم صلّ على محمّد عبدك ورسولك، كما صلّيت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم».(صحيح البخاري: 6/151، تفسير سورة الاَحزاب)

أخرج البخاري، عن ابن أبي حازم عن يزيد، قال: «كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمّد و آل محمّد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم».(صحيح البخاري: 6/151، تفسير سورة الاَحزاب)

أخرج مسلم، عن أبي مسعود الاَنصاري، قال: أتانا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) و نحن في مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله تعالى أن نصِّلي عليك، يا رسول الله: فكيف نصلي عليك؟
قال: فسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى تمنينا انّه لم يسأله.
ثمّ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صليت على آل إبراهيم،وبارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على آل إبراهيم في العالمين انّك حميد مجيد، والسلام كما قد علمتم».(صحيح مسلم: 2/46، باب الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بعد التشهد من كتاب الصلاة)

إنّ ابن حجر ذكر الآية الشريفة، وروى جملة من الاَخبار الصحيحة الواردة فيها، وانّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرن الصلاة على آله بالصلاة عليه، لمّا سئل عن كيفية الصلاة والسلام عليه، قال: وهذا دليل ظاهر على أنّ الاَمر بالصلاة على أهل بيته، وبقية آله مراد من هذه الآية، وإلاّ لم يسألوا عن الصلاة على أهل بيته وآله عُقب نزولها ولم يجابوا بما ذكر، فلمّا أُجيبوا به دلّ على أنّ الصلاة عليهم من جملة المأمور به، وانّه ص أقامهم في ذلك مقام نفسه، لاَنّ القصد من الصلاة عليه مزيد تعظيمه، ومنه تعظيمهم، ومن ثمّ لمّا أُدخل من مرّ في الكساء، قال: «اللهم انّهم منّي وأنا منهم، فاجعل صلاتك ورحمتك ومغفرتك ورضوانك عليّ وعليهم»، وقضية استجابة هذا الدعاء: انّ الله صلّى عليهم معه فحينئذٍ طلب من الموَمنين صلاتهم عليهم معه.

ويروى: لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللهم صلّ على محمّد وتمسكون بل قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمد. ثمّ نقل عن الاِمام الشافعي قوله:
يا أهل بيـت رسول الله حبـكم
كفاكم من عظيم القدر إنّكـم



فرض من الله في القرآن أنـزلـه
من لم يصلِّ عليكم لا صلاة له



فقال:فيحتمل لا صلاة له صحيحة فيكون موافقاً لقوله بوجوب الصلاة على الآل، ويحتمل لا صلاة كاملة فيوافق أظهر قوليه.(الصواعق المحرقة: 146، ط عام 1385هـ)
وأما حكم الصلاة على آل البيت في التشهد، فقال أكثر أصحاب الشافعي : انّه سنّة.

وقال التربجي: من أصحابه هي واجبة، ولكن الشعر المنقول عنه يدل على وجوبه عنده، ويوَيده رواية جابر الجعفي ـ الذي كان من أصحاب الاِمامين الباقر والصادق (عليهما السلام)، وفي طبقة الفقهاء ـ، عن أبي جعفر عن أبي مسعود الاَنصاري، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): «من صلّى صلاة لم يصل فيها عليّ ولا أهل بيتي لم تقبل منه».(سنن الدارقطني:1/355)

وأبو جعفر الجعفي ممَّن ترجمه ابن حجر في تهذيبه، ونقل عن سفيان في حقّه:
ما رأيت أورع في الحديث منه،وقال وكيع: مهما شككتم في شيء فلا تشكّوا في أنّ جابراً ثقة.

وقال سفيان أيضاً لشعبة: لاَن تكلَّمت في جابر الجعفي لاَتكلمنَّ فيك إلى غير ذلك.(تهذيب التهذيب:2/46)

قال ابن حجر: أخرج الدار قطني والبيهقي حديث من صّلى صلاة ولم يصل فيها عليّ وعلى أهل بيتي لم تقبل منه، وكأنّ هذا الحديث هو مستند قول الشافعي انّ الصلاة على الآل من واجبات الصلاة، كالصلاة عليه ص لكنّه ضعيف، فمستنده الاَمر في الحديث المتفق عليه، قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، والاَمر للوجوب حقيقة على الاَصحّ.(الصواعق المحرقة: 234، ط الثانية، عام 1385هـ)

وقال الرازي: إنّ الدعاء للآل منصب عظيم، ولذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، وقوله : اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، وارحم محمّداً وآل محمّد.
وهذا التعظيم لم يوجد في حقّ غير الآل، فكلّ ذلك يدل على أنّ حبّ آل محمّد واجب، وقال الشافعي:
يا راكباً قف بالمحصَّب من منى
سحراً إذا فاض الحجيج إلى منى
إن كان رفضـاً حـبُّ آل محمـّد



واهتف بساكن خيفها والناهض
فيضاً كما نظم الـفرات الفائض
فليشهد الثقـلان أنّي رافضـي


(تفسير الفخر الرازي:27/166،تفسير سورة الشورى)

وقال النيسابوري في تفسيره عند قوله تعالى: (قُل لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاّ المَوَدَّة فِي القُربى) كفى شرفاً لآل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفخراً ختم التشهد بذكرهم والصلاة عليهم في كلّ صلاة.(تفسير النيسابوري: تفسير سورة الشورى)

وروى محب الدين الطبري في الذخائر عن جابر بن عبد الله الاَنصاري(رض) عنه انّه كان يقول: لو صلّيت صلاة لم أُصلِّ فيها على محمّد وعلى آل محمّد ما رأيت أنّها تقبل.(ذخائر العقبى:19، ذكر الحث على الصلاة عليهم)

وقال المحقّق الشيخ حسن بن عليّ السقاف: تجب الصلاة على آل النبي ص في التشهد الاَخير على الصحيح المختار، لاَنّ أقصر صيغة وردت عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ثبت فيها ذكر الصلاة على الآل، ولم ترد صيغة خالية منه في صيغ تعليم الصلاة، فقد تقدّم حديث سيدنا زيد بن خارجة، انّ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
«صلّوا عليّ واجتهدوا في الدعاء، وقولوا:اللهم صلّ على محمّد وآل محمّد».(صحيح صفة صلاة النبي: 214)
لاحظ أيها القارئ ما يقوله (أو ينقله ويعتقد به) بعض علماء السنة، ففي (فتح الباري ج: 11 ص: 160) : وقد يطلق آل فلان على نفسه وعليه وعلى من يضاف اليه جميعا وضابطه انه إذا قيل فعل آل فلان كذا دخل هو فيهم الا بقرينه ومن شواهده قوله صلى الله عليه وسم للحسن بن علي انا آل محمد لا تحل لنا الصدقة وان ذكرا معا فلا وهو كالفقير والمسكين، ]إلى أن يقول بخصوص الآل[ وقيل المراد بالآل ذرية فاطمة خاصة حكاه النووي في شرح أعطى... وقيده القاضي حسين والراغب بالاتقياء منهم وعليه يحمل كلام من اطلق ويؤيده قوله تعالى ان اولياؤه الا المتقون وقوله صلى الله عليه وسلم ان اوليائي منكم المتقون وفي نوادر أبي العيناء انه غض من بعض الهاشميين فقال له اتغض مني وأنت تصلي على في كل صلاة في قولك اللهم صل على محمد وعلى آل محمد فقال اني أريد الطيبين الطاهرين ولست منهم..!!

يعلق العلامة الشيخ جعفر السبحاني (بلاغ وإنذار) : لقد تبين ممّا سبق كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) و انّه لا يصّلى عليه إلاّ بضم الآل إليه، ومع ذلك نرى أنّه قد راجت الصلاة البتراء بين أهل السنَّة في كتبهم ورسائلهم، مع أنّ هذه البلاغات من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) نصب أعينهم ولكنَّهم رفضوها عملاً واكتفوا بالصلاة عليه خاصة، حتى أنّ ابن حجر الهيتمي(899 ـ 974هـ) نقل كيفية الصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولكن كتابه المطبوع مليء بالصلاة البتراء. وإليك نصّ ما قال: ويروى لا تصلوا عليّ الصلاة البتراء، قالوا: وما الصلاة البتراء، قال: تقولون: اللهم صلّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد ولا ينافي ما تقرر حذف الآل في الصحيحين، قالوا: يا رسول الله : كيف نصلّي عليك؟ قال: قولوا اللهم صلّ على محمّد وعلى أزواجه وذريّته، كما صليت على إبراهيم إلى آخره.

لاَنّ ذكر الآل ثبت في روايات أُخر، وبه يعلم أنّه ص قال: ذلك كلّه فحفظ بعض الرواة مالم يحفظه الآخر.(الصواعق المحرقة:146، ط الثانية، عام 1385)

وفي الختام نذكر ما ذكره الرازي، انّه قال: أهل بيته ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه و عليهم في التشهد، وفي السلام، والطهارة، وفي تحريم الصدقة، وفي المحبّة.(الغدير: 2/303، ط طهران نقله عن تفسير الرزاي: 7/391 ولم نعثر عليه في الطبعتين).. إنتهى..!!

وفي الطرائف للسيد ابن طاووس الحسني ص 162 :
«إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا»..(56) سورة الأحزاب قلنا يا رسول الله قد علمنا السلام عليك فكيف الصلاة عليك ؟ قال قولوا " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد " (إحقاق الحق عن الثعلبي : 9 / 540، والبحار : 27 / 258، والطبري في تفسيره : 22 / 31 و 32).

(قال عبد المحمود بن داود) : ومن عجيب ما رأيت أنني وقفت على هذه الأحاديث في كتبهم المذكورة ولما ذكروا النبي (ص) قالوا صلى الله عليه وسلم ولم يذكروا وآله ! وهذا هو العناد القبيح والجهل الصريح وأما كتبهم فإني قد وقفت على شئ كثير من مجلداتهم وسمعت محاوراتهم فما رأيت في شيء مما وقفت عليه بخطوطهم ذكر الصلاة على آله عند الصلاة عليه إلا عند خاتمة المجلدات والمكاتبات في بعض دون بعض ومن طرائف أمورهم أنهم قد رووا مثل هذه الأحاديث وصحت عندهم وهي تتضمن أن محمدا (ص) قد أجرى آله مجرى نفسه في تعظيم الصلاة عليه وقال الشافعي في رواية التنوخي عنه : إن الصلاة على النبي وآله فريضة في الصلاة وقال أبو حنيفة : الصلاة على النبي وآله فريضة في الصلاة فأين الاهتمام بمعرفة هؤلاء آل محمد ؟ وهل هذا التعظيم لجميعهم الصالح منهم والطالح أم لا ؟ فإن كان المراد الصالحين منهم فأين التعرف بهم ؟ والمعرفة لهم ؟ والتعظيم لشأنهم ؟ والتخلق بأخلاقهم ؟ وإن إهمال هؤلاء الأربعة المذاهب لآل محمد نبيهم مع ما قد شهدوا لهم به من الطرائف العجيبة والغرائب المريبة في زيارة قبور أهل البيت عليهم السلام
(4) سورة الأحزاب 33.
(5) تأويل الآيات : 2 / 509: عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا قبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز وجل لإبليس : «أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنْ الْعَالِينَ»، من هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة المقربين ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين، كنا في سرادق العرش نسبح الله فسبحت الملائكة بتسبحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام ]تعليق:هذا لاينافى ما تقدم في الحديث الاول من أن نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم خلق قبل آدم وقبل العرش بآلاف سنة، لان نوره انتقل الى سرادق العرش بعد خلق العرش، وليس في الحديث (إنا خلقنا) بل فيه : (كنا)[، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له، ولم يؤمروا بالسجود إلا لأجلنا، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس أبي أن يسجد، فقال الله تبارك وتعالى : يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي أستكبرت أم كنت من العالمين أي من هؤلاء الخمسة المكتوبة أسماؤهم في سرادق العرش. فنحن باب الله الذي يؤتى منه، وبنا يهتدي المهتدون، فمن أحبنا أحبه الله وأسكنه جنته، ومن أبغضنا أبغضه الله وأسكنه ناره، ولا يحبنا إلا من طاب مولده.

وأيضا في بحار الانوار ج 11 ص 142(مخوط نقلاً عن مركز المصطفى (ص) ص 470) كتاب فضائل الشيعة للصدوق رحمه الله بإسناده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله إذ أقبل إليه رجل فقال : يا رسول الله أخبرني عن قول الله عزوجل لإبليس : " أستكبرت أم كنت من العالين " فمن هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : أنا وعلي وفاطمة والحسن والسين، كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن خلق الله عزوجل آدم بألفي عام ]تعليق:هذا لاينافى ما تقدم في الحديث الاول من أن نور محمد صلى الله عليه وآله وسلم خلق قبل آدم وقبل العرش بآلاف سنة، لان نوره انتقل الى سرادق العرش بعد خلق العرش، وليس في الحديث (إنا خلقنا) بل فيه : (كنا)[، فلما خلق الله عزوجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود، فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلاإبليس فإنه أبى أن يسجد، فقال الله تبارك وتعالى : " أستكبرت أم كنت من العالين " أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش، الخبر.
إنتهى التعليق.......
__________

إذا إلتفت لهذه النكتة:
إلى هنا إنتهينا إلى هذه النقطة، لماذا أمرنا الله سبحانه وتعالى بالدعاء للنبي صلى الله عليه وآله، لأجله أو لأجلنا..؟؟

البعض يتصور أن النية تكون على رسول الله صلى الله عليه وآله عندما تصلي عليه..!! لا..!! «قُل لَّا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلَامَكُم بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَدَاكُمْ لِلْإِيمَانِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ»(1)..!! الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبداّ هداه للصلاة على الخاتم حتى يصل إليه شيءٌ من رحمة الله سبحانه وتعالى..!! لأنه لا طريق لوصول الرحمة إلا من قبل هذا الباب..!! بنا عبد الله، بنا عرف الله(2)..!!

تعال معنا للقرآن مرة آخرى، لأن البعض -وللأسف الشديد- أنه: نحن عندما نذكر مقامات النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وأئمة أهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام وخصوصاً الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأنه: الأنبياء كذا وكذا، يتصورون أننا نريد أن نرفع الأئمة وهذا نبينا ونحن نحبه ومتعلقين به ونريد أن نرفعه فوق الأنبياء..!!

لا يا أخي..!! القضية ليست هكذا..!!

فما من نبي بعث إلا وهو الواسطة في وصول الفيض إليه يمر من خلال الخاتم (صلى الله عليه وآله)..!!

تعال معنا إلى هذه الآية المباركة:
«فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ»(3)...!!

ولا أتصور بأن عليّ أن أقف كثيراً على هذه الآية المباركة، فقط أذكر لك رواية واحدة(4) في هذا المجال في (تفسير البرهان ج1 ص198) : عن الإمام علي بن الحسين عليهما الصلاة والسلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: «يا عباد الله إن آدم عندما رأى النور ساطعاً من صلبه إذ كان الله تعالى قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره ] العلامة الحيدري يعلق بالقول: لأن اشباحهم وأنوارهم قبل خلق آدم بألفي عام، إذاً الله سبحانه وتعالى صار بناءه أن يخلف آدم- فأسجد له ملائكته- وهذا السبب الذي جعل الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بأن الملائكة أمروا بالسجود لآدم لأجل تلك الأرواح والأشباح والأنوار التي كانت في ظهر آدم[ فرأى النور ولم يتبين الأشباح فقال يا رب ما هذه الأنوار..؟؟ قال الله عز وجل: أنوار أشباحٍ نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك ] العلامة الحيدري يعلق بالقول: لا تتصور بأن هذا السجود لأجلك أنت بما أنت آدم، ولكن لأجل ما تحمله من أنوار واشباح النبي وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام إذ كنت وعاءاً لتلك الأشباح[ فقال آدم: يا رب لولا بينتها لي..!! فقال الله عزل وجل: أنظر يا آدم على ذروة العرش، فنظر آدم ووقع نور أشباحنا من ظهر آدم، فإنطبع فيه صور... قال الله تعالى: هذه أشباح أفضل خلائقي وبريتي»..!! ثم تنقل الرواية بأنه الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله ثم عليُ ثم فاطمة ثم الحسن و الحسين عليهم أفضل الصلاة والسلام، ومن ضمن الرواية هذه:«هؤلاء خيار خليقتي وكرائم بريتي بهم آخذ وبهم أعطي وبهم أعاقب وبهم أثيب، فتوسل بهم إلي يا آدم إذا دهتك داهية فإجعلهم إلي شفعاءك، فإني آليت على نفسي قسماً حقاً أن لا أخيب لهم عاملاً ولا أرد لهم سائلاً»..!!

عند هذا يتضح معنى الآية المباركة «فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ»، وهذه الكلمات هي الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وعلي وفاطمة والحسن والحسن، وبتعبير الروايات:
«هم فاطمة وأبوها وبعلها وبنوها»(5)..!!
__________________________________
تعليــ (11) ـــق:
(1) سورة الحجرات 17.
(2) الكافي ج 1 ص 145 : 10 - الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن محمد بن جمهور، عن علي بن الصلت، عن الحكم وإسماعيل إبني حبيب، عن بريد العجلي قال : سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول : بنا عبد الله، وبنا عرف الله، وبنا وحد الله تبارك وتعالى، ومحمد حجاب الله تبارك وتعالى ]يعنى بسبب تعليمنا وارشادنا للناس وكوننا بينهم وبين الله يعبدونه ويعرفونه، ومحمد حجاب الله يعنى انه متوسط بينه وبين عباده به يصل الرحمة والهداية من الله إلى عباده (في) [
(3) سورة البقرة 37.
(4) (تفسير الإمام العسكري 219 - 220 / ح 102، تفسير البرهان : 1 / 88 الحديث 13، تأويل الآيات : 1 / 44، بحار الأنوار : 11 / 150 و 26 / 337، ينابيع المودة : 97، الإمام الحسين في أحاديث الفريقين : 1 / 12 – 13) قال علي بن الحسين : حدثني أبي عن أبيه عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : يا عباد الله إن آدم لما رأى النور ساطعا من صلبه إذ كان الله تعالى قد نقل أشباحنا من ذروة العرش إلى ظهره، رأى النور ولم يتبين الأشباح فقال : يا رب ما هذه الأنوار ؟ قال : أنوار أشباح نقلتهم من أشرف بقاع عرشي إلى ظهرك، ولذلك أمرت الملائكة بالسجود لك إذ كنت وعاء لتلك الأشباح، فقال آدم : يا رب لو بينتها لي، فقال الله عز وجل : انظر يا آدم إلى ذروة العرش، فنظر آدم (عليه السلام) فوقع نور أشباحنا من ظهر آدم على ذروة العرش، فانطبع فيه صور أنوار أشباحنا التي في ظهره كما ينطبع وجه الانسان في المرآة الصافية فراى أشباحنا فقال : ما هذه الأشباح يا رب ؟ قال الله تعالى : يا آدم هذه أشباح أفضل خلائقي وبرياتي هذا محمد وأنا المحمود الحميد في أفعالي، شققت له اسما من اسمي، وهذا علي وأنا العلي العظيم شققت له اسما من اسمي، وهذه فاطمة وأنا فاطر السماوات والأرض، فاطم أعدائي من رحمتي يوم فصل قضائي، وفاطم أوليائي عما يعرهم ويسيئهم فشققت لها اسما من اسمي، وهذا الحسن وهذا الحسين وأنا المحسن المجمل شققت اسميهما من اسمي. هؤلاء خيار خلقي، وكرام بريتي، بهم آخذ وبهم أعطي، وبهم أعاقب وبهم أثيب، فتوسل إلي بهم يا آدم، وإذا دهتك داهية فاجعلهم لي شفعاءك فإني آليت على نفسي قسما حقا لا أخيب بهم آملا، ولا أرد بهم سائلا، فذلك حين زلت منه الخطيئة ودعا الله عز وجل فتاب عليه وغفر له.
(5) من حديث الكساء الشريف من كلام رب العزة والجلال سبحانه وتعالى..!!
إنتهى التعليق.......
____________________________


قد يسأل أحدكم، سيدنا هذه الآية مرتبطة بمن..؟؟ مرتبطة بآدم..!! والقرآن الكريم يقول بالنسبة لنبي الله آدم «وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا»(1)..!! إذا هو من أنبياء أولي العزم أو ليس من أنبياء أولي العزم..؟؟

أنظر إلى هذه الآية المباركة في قوله تعالى «وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا...»(2)..!!

رواية في (تفسير البرهان ج1 ص 318) : عن الإمام الصادق عليه السلام: سألته عن قول الله وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ، ما هذه الكلمات..؟؟ قال عليه السلام: هذه هي الكلمات التي تَلَقَّاها آدَمُ مِن رَّبِّهِ فَتَابَ عَلَيْهِ..!! وهذا معنى تفسير القرآن بالقرآن، لأن هناك أيضا لم تبين، تقول «مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ»، وهنا تقول «وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ»..!!

]الإمام الصادق عليه السلام يقول[: هي تلك الكلمات، وهو أن قال أسألك بحق محمدٍ وعليٍ وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ..!! يقول السائل: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) : فما يعني قوله عز وجل: «فَأَتَمَّهُنَّ»..؟؟ قال الإمام عليه السلام: فَأَتَمَّهُنَّ ]أي الله أتمهن[ إلى قيام الحجة إثني عشر إماماً تسعة من ولد الحسين (عليهم السلام) فقلت له: يا بن رسول الله (صلى الله عليه وآله) فاخبرني عن قول الله عز وجل «وَجَعَلَهَا كَلِمَةً بَاقِيَةً فِي عَقِبِهِ»(3)..؟؟ قال عليه السلام: يعني بذلك الإمامة جعلها في عقب الحسين (عليه السلام) إلى يوم القيامة (4)..!!

إذا القضية ليست مختصة بآدم ولا إبراهيم ولا بنوح ولا بموسى ولا بعيسى، بل جميعاً إذا كان عندهم شيء، فعندهم من خير الخاتم (صلى الله عليه وآله)..!!

أنقل لك هذه الرواية -رواية عجيبة- يسأل السائل يا بن رسول الله (أي الصادق عليه السلام) بم بلغ إبراهيم مقام الخلة من الله..؟؟ قال: بكثرة الصلاة علينا..!!

لا يتبادر إلى ذهنك لماذا أصلي ولا أبلغ مقام الخلة..؟!

هذه كما تسألني :
لماذا أصلي وصلاتي ليست كصلاة أمير المؤمنين عليه السلام..؟!


هل صلاتي كصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله..؟؟


طبعاً ليست كصلاة رسول الله..!

صلاتي مثل صلاة أصحاب الحسين عليهم السلام ليلة العاشر..؟؟
ليست كصلاتهم..!!


كل بحسبه وإلا هذا: هو هذا المقام، بلغه بكثرة الصلاة علينا..!!


لأن إبراهيم إذا أراد أن يطلب من الله، بأي طريق يعطيه..؟؟


يعطيه من خلال الخاتم (صلى الله عليه وآله)، لا طريق غير الخاتم صلى الله عليه وآله..!!
__________________________________
تعليــ (12) ـــق:
(1) سورة طـه 115.
(2) سورة البقرة 124.
(3) سورة الزخرف 28.
(4) رواها الصدوق (رحمه الله) بإسناده عن محمد بن زياد الأزدي، عن المفضل بن عمر، عن الصادق (عليه السلام)، وصدرها : " قال سألته عن قول الله عزوجل (وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن) البقرة : 124، ما هذه الكلمات ؟ قال : هي الكلمات التي تلقاها آدم من ربه فتاب الله عليه وهوأنه قال: " أسألك بحق محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين إلا تبت علي، فتاب الله عليه إنه هوالتواب الرحيم. فقلت له : يا ابن رسول الله فما يعني عزوجل بقوله (فأتمهن)؟ قال : يعني فأتمهن إلى القائم اثني عشر إماما، تسعة من ولد الحسين (عليهم السلام). قال المفضل : يا ابن رسول الله فأخبرني عن قول الله عزوجل : (وجعلها كلمة باقية في عقبه) سورة الزخرف : 27 قال : يعني بذلك الإمامة، جعلها الله تعالى في عقب الحسين إلى يوم القيامة. قال : فقلت له : يا ابن رسول الله فكيف... ".
إنتهى التعليق.......
_________________________________

إلى هنا ننتهي إلى هذه النقطة الأساسية:
ينبغي على الإنسان إذا أراد شيئاً أن يتوسل إلى الله بأن يعطي لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى يصل إليه رَشْـحٌ من تلك الرحمة وذلك الفيض(1) الإلهي..!!

وإلا، يوجد طريق آخر أو لا يوجد..؟؟
وبعبارة أخرى، إذا أراد شيء أن يبدأ بالصلاة على النبي وآله.


مطلب واحد لختم الحديث وهو بحث أساسي:
نحن عندما نطلب من الله أن يعطينا من خلال الخاتم (صلى الله عليه وآله)، فهل الفائدة تعود علينا فقط أم على الخاتم (صلى الله عليه وآله) أم عليه (صلى الله عليه وآله) وعلينا..؟؟!

عندما تدعو الله أن يُـعطي للخاتم (صلى الله سبحانه وتعالى)، فقط يعطيه حتى يصل إليه أو يصل إليه فيرفعه درجة، ثم يصل إليك..؟؟ أي منهما..؟؟

خلاف كبير بين علمائنا في المسألة..!!(2)


البعض يقول أن هذه الفائدة تعود محظاً على الخاتم (صلى الله عليه وآله)، أصلاً أنا المسكين قلت محظ..!! والبعض يقول أنها تعود محظاً على الداعي، على المصلي، لأن الرسول صلى الله عليه وآله «ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى»(3)، فهل هناك شيء لم يحصل عليه أم لا..؟؟ ورأي ثالث يقول يعود عليه أولا وبالذات وثانياً فتات تلك الرحمة يعود على المصلي وهذا هو الحق..!!
__________________________________
تعليــ (13) ـــق:
(1) قد سبق التفصيل في أمر الفيض الأول أو السبب الأول في التعقيبات السابقة لكن، حاول مراجعة شرح دعاء الصباح لأمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام في قوله «صل اللهم على الدليل إليك في الليل الأليل والماسك من أسبابك بحبل الشرف الأطول والناصع الحسب في ذروة الكاهل الأعبل والثابت القدم على زحاليفها في الزمن الأول وعلى آله الأخيار المصطفين الأبرار»، وتوسع في ذلك البحث لتجد ما خفي عليك (إن كان) واضحاً كالشمس في وضح النهار..!!
(2) راجع مجلة تراثنا (مؤسسة آل البيت) ج 37 ص 91-230 مفصلاً.
(3) سورة النجم 8-9.
إنتهى التعليق.......
______________________________


مــا هــي الثمرة التي تعود على المصلي من الصلاة على النبي وآلـه(1)..؟؟!
القرآن الكريم أشار إلى حقيقة قال: «لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ»(2)..!!


إذا هدف نزول الأنبياء جميعاً هو إقامة القسط..!! إلى هنا ]فقط[..؟؟

الجواب:
لا..!!

القرآن الكريم يقول أن هذا الهدف المتوسط، هذه الدرجة الثانية الثالثة فوقها درجة، هدف نهائي، «رَّسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ الله مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»(3)..!!

ما هو الطريق لنخرج من الظلمات إلى النور..؟؟


القرآن الكريم هو بين ما هو الطريق، يقول تعالى: «هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ»(4)..!!

إذاً ما هو الطريق لنخرج من الظلمات إلى النور..؟؟


الطــريق هو : الله يصلي علينا..!! ليس هناك طريق آخر..!!


هو أن الله وملائكته إذا صلوا على العبد يخرج من الظلمات إلى النور..!!


ما هو الطريق لكي يصلي الله وملائكته على العبد..؟؟
هنا تواترت الروايات من الفريقين ]أتيتك بالذر المنثور أقرأ لك عشرات الروايات[، أن الله إذا صلى العبد على نبيه صلى الله وملائكته عليه..!!


إذاً يوجد طريقٌ واحدٌ، يكون الإنسان مشمولٌ لأي شيء..؟؟
لصلاة الله وملائكته، وهو أن يصلي على الخاتم وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام..!!

عندما أقول الخاتم وأهل البيت عليهم أفضل الصلاة والسلام، هنا في (الدر المنثور للسيوطي -وهو من كبار علماء السنة- ج6 ص652) هناك عشرات الروايات التي أشارت إلى هذه الحقيقة، عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله قال: «لا يجلس قومٌ مجلساً لا يصلون فيه على النبي (صلى الله عليه وآله) إلا كان عليهم حسرة وإن دخلوا الجنة لما يرون من الثواب، ثم قال الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله: إن أنجاكم يوم القيامة من أهوالها ومواطنها أكثركم عليَّ في دار الدنيا صلاة، إنه قد كان في الله وملائكته كفاية في الصلاة لكن خص المؤمنين بذلك ليثيبهم عليه»..!!

هذه الروايات ينقلها علماء السنة، طبعاً، قبل ذلك هذا الرجل ينقل عشرات الروايات التي تبين تقول : كيف نصلي عليك، يقول أنتم إذا أردتم أن تصلوا هكذا قولوا:
اللهم صلى على محمدٍ النبي الأمي وعلى آل محمدٍ كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمدٍ النبي الأمي وعلى آل محمدٍ كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد(5)..!!
__________________________________
تعليــ (14) ـــق:
(1) الكثير من الروايات في هذا الباب سنذكرها في آخر تعليق على هذه المحاضرة المباركة لنختم (ما لم نحط به بحثاً وتحقيقاً) ببركة ذكر محمدٍ وآل محمدٍ (صلى الله عليه وآله)..!!
(2) سورة الحديد 25.
(3) سورة الطلاق 11.
(4) سورة الأحزاب 43.
(5) راجع المصادر في التعليقات السابقة..!!
إنتهى التعليق.......
_______________________________على هذا الأساس، يتضح عند الأخوة مطلبٌ أساسي هو:
أن الإنسان إذا أراد أن يكون مشمولاً لصلاة الله وملائكته ]طبعاً صلاة الملائكة بالنسبة للإنسان المؤمن هو الإستغفار وليس التزكية «الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ»(1)[، إذا أردت أن تكون مشمولاً لدعاء وإستغفار الملائكة فلا طريق له إلا:
بالصلاة على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين
«وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَّحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ»(2)..!!


ما هو الوارد المأثور في هذا المجال(3)..؟؟

من المستحبات المؤكدة، أن الإنسان مئة مرة يصلي على النبي وآله الطاهرين..!!
وفي ليلة ويوم الجمعة، يصلي ألف مرة على النبي وآله الطاهرين..!!


ولا ينساني من الدعاء
قال رسول الله صلى الله عليه وآله
من صلى علي صلاة واحدة، صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صفٍ من الملائكة

اللهم صَــلِ عَلــى مُحَمَّــدٍ وآل مُحَمّــد
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
إنتهت خطبة العلامة الحيدري حفظه الله!
__________________________________
تعليــ (15) ـــق:
(1) سورة غافر 7.
(2) راجع المصدر السابق من المحاضرة والتحقيق.
(3) وقبل أن أذكر الروايات في فضل الصلاة على محمدٍ وآل محمد (صلى الله عليه وآله)، إليكم ما قاله أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام في أهل البيت الطيبين الطاهرين واصفاً حقوقهم وسماتهم وصفاتهم وخصوصياتهم:
نهج البلاغة: الخطبة 147 : «...فَإنّهم عيش العلم،وموت الجهل ، هم الذين يُخبركم حُكمُهم عن علمهم، وصَمتُهم عن منطقهم، وظاهرهُم عن باطنهم، لا يخالفون الدين، ولا يختلفون فيه، فهو بينهم شاهدُ صادق، وصامت ناطق».

نهج البلاغة: الخطبة 2 : «لا يقاس بآل محمّد ص من هذه الاَُمّة أحد، ولا يُسوَّى بهم مَن جرت نعمتهم عليه أبداً، هم أساسُ الدين،وعمادُ اليقين، إليهم يفيءُ الغالي، وبهم يُلحق التالي، ولهم خصائص حقِّ الولاية، وفيهم الوصية والوراثة ، الآن إذا رجع الحقّ إلى أهله، ونُقل إلى منتقله».

نهج البلاغة: الخطبة154: «نحنُ الشعار والاَصحاب، والخزنة والاَبواب، ولا توَتى البيوتُ إلاّ من أبوابها، فمن أتاها من غير أبوابها سُمّي سارقاً»، م كرائمُ القرآن، وهم كنوز الرحمن، إن نطقوا صدقوا، وإن صمتوا لم يسبقوا.

نهج البلاغة: الخطبة100 : « ألا إنّ مثل آل محمّدٍ ص ، كَمَثَلِ نجوم السَّماء: إذا خوى نجم، طَلَعَ نَجم، فكأنّكم قد تكاملت من اللّه فيكم الصنائع، وأراكم ما كنتم تأملون».

نهج البلاغة: الخطبة105 : «ألا و إنّ لكلِّ دمٍ ثائراً، ولكلِّ حقٍّ طالباً و إنَّ الثّائِرَ في دمائِنا كالحاكِمِ في حقِّ نفسِهِ ، وهُوَ اللّهُ الذي لا يُعجِزُهُ من طَلَبَ، ولا يفُوتُهُ من هرب».

نهج البلاغة: الخطبة87 : «أيّها الناس، خذوها عن خاتم النبيّين (صلى الله عليه وآله وسلم): إنّه يموت من ماتَ منّا وليس بميِّت، ويبلى من بَلي منَّا وليس ببال»، فلا تقولوا بما لا تعرِفُون، فإنّ أكثرَ الحقِّ فيما تُنكِرون، واعذِروا من لا حُجّة لكم عليه ـ و هو أنّا ـ ألم أعمل فيكم بالثَّقل الاَكبر، وأترُك فيكم الثَّقل الاَصغر، قد ركْزتُ فيكُمْ راية الاِيمانِ، ووقفتُكُم على حُدودِ الحلالِ والحرام، وألبستُكُمُ العافيةَ من عدلي، وفرشتكم المعروف من قولي وفعلي،وأريتُكُم كرائمَ الاَخلاقِ من نفسي، فلا تستعملوا الرأيَ فيما لا يُدْرِكُ قعرَهُ البصرُ، ولا تتغلغل إليهِ الفِكر»ُ.

وإليكم هذه الروايات بخصوص فضل الصلاة على محمدٍ وآل محمد (صلى الله عليه وآله) :
(الترغيب والترهيب 2 : 495 / 3 (باختلاف يسير)، وكذا في القول البديع : 105) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي مرة صلى الله عليه عشرا، ومن صلى علي عشرا صلى الله عليه مائة مرة، ومن صلى علي مائة مرة صلى الله عليه ألف مرة، ومن صلى الله عليه ألف مرة لا يعذبه الله في النار أبدا.

(بحار الأنوار 94 : 63 / 52) وقال (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي مرة فتح الله عليه بابا من العافية.

(درة الناصحين 189، ونقله المجلسي في البحار 94 : 2 / 63 / 52) وقال (عليه السلام) : من صلى علي مرة لم يبق له من ذنوبه ذرة.

(مكارم الأخلاق : 312، سنن الترمذي 2 : 354 / 484، جلاء الأفهام : 21) روى عبد الله بن مسعود : أن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة.

(بحار الأنوار 914 : 2 / 63 / 52 / 347) وقال (عليه السلام) في الوصية : يا علي من صلى علي كل يوم أوكل ليلة وجبت له شفاعتي ولو كان من أهل الكبائر.

(فردوس الأخبار 4 : 42 / 5684 (باختلاف يسير)، القول البديع : 151 وكذا : 123) عن أنس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاة في دار الدنيا، ومن صلى علي يوم الجمعة أو في ليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة، سبعين من حوائج الآخرة وثلاثين من حوائج الدنيا، ثم يوكل الله تعالى له بكل صلاة ملكا يدخل علي في قبري كما يدخل أحدكم الهدايا، ويخبرني من صلى علي باسمه ونسبه إلى عشيرته، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء.

(بحار الأنوار 94 : 64 / 52) عن أنس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي مرة صلت عليه الملائكة، ومن صلت عليه الملائكة صلى عليه الله تعالى، ومن صلى الله تعالى عليه لم يبق في السماوات والأرض شئ إلا ويصلي عليه.

(أمالي الصدوق : 68 / 4، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 : 294 / 52، روضة الواعظين : 322 ورام 2 : 156) عن الرضا (عليه السلام) : من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه فليكثر من الصلوات على محمد وآله فإنها تهدم الذنوب هدما.

(الأدب المفرد : 219 / 644) وعن جابر بن عبد الله قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من ذكرني ولم يصل علي فقد شقي، ومن أدرك رمضان فلم تصبه الرحمة فقد شقي، ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبر فقد شقي.
(درة الناصحين : 189، بحار الأنوار 94 : 63 / 52) وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي مرة لا يبقى عليه من المعصية ذرة.

(بحار الأنوار 94 : 63 / 52 وفيه سبعون ملكا) عن أبي بصير قال : قال الصادق (عليه السلام) : من صلى على النبي وآله مائة مرة في كل يوم، أسداها سبعون ألف ملك يبلغها إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) قبل صاحبه.

(روضة الواعظين : 323) وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : من قال : صلى الله على محمد وآل محمد أعطاه الله أجر اثنين وسبعين شهيدا، وخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه.

(إرشاد القلوب : 190) روي عن أنس بن مالك، عن النبي (صلى الله عليه وآله) : ما من أحد من أمتي يذكرني ثم صلى علي إلا غفر الله له ذنوبه وإن كان أكثر من رمل عالج.

(القول البديع : 116) وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : أنه ما من أحد صلى علي مرة وأسمع حافظيه إلا أن لا يكتبا عليه ذنب ثلاثة أيام.

(القول البديع : 187) وقال (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي يوم الجمعة مائة مرة غفر الله له خطيئته ثمانين سنة.

(الترغيب والترهيب 2 : 501 / 22، فردوس الأخبار 4 : 5683 / 62، القول البديع : 189) عن أنس قال النبي (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي في يوم الجمعة ألف مرة لم يمت حتى يرى مقعده من الجنة.

(أمالي الصدوق : 68 / 4، عيون أخبار الرضا (عليه السلام) 1 : 294 / 52، روضة الواعظين : 322) وقال (عليه السلام) : الصلاة على محمد وآله تعدل عند الله عز وجل التسبيح والتهليل والتكبير.
(البحار 94 : 64) وقال النبي (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي مرة خلق الله تعالى يوم القيامة على رأسه نورا، وعلى يمينه نورا، وعلى شماله نورا، ومن فوقه نورا، ومن تحته نورا، وفي جميع أعضائه نورا.

(القول البديع : 116) وقال (عليه السلام) : لن يلج النار من صلى علي.

(المحاسن : 95 / 53، الفقيه 4 : 270، المواعظ : 45، أمالي الطوسي : 144، الترغيب والترهيب 2 / 508 / 42) وقال (عليه السلام) : من نسي الصلاة علي فقد أخطأ طريق الجنة.
وقال (عليه السلام) : الصلاة علي نور على الصراط، ومن كان له على الصراط من النور لم يكن من أهل النار.

(فردوس الأخبار 2 : 568 / 3630. 23 - درة الناصحين : 187) وفي رواية عبد الرحمن بن عوف أنه قال (صلى الله عليه وآله) : جاءني جبرائيل وقال: إنه لا يصلي عليك أحد إلا ويصلي عليه سبعون ألف ملك، ومن صلى عليه سبعون ألف ملك كان من أهل الجنة.

(الترغيب والترهيب 2 : 501 / 22) عن أنس، عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنه قال : من صلى علي ألف مرة لم يمت حتى يبشر له بالجنة.

(فردوس الأخبار 2 : 546 / 3554، القول البديع : 123) وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : صلواتكم علي جواز لدعائكم، ومرضاة لربكم، وزكاة لأعمالكم.

(بشارة المصطفى : 236، سنن الترمذي 1 : 354، فردوس الأخبار 4 : 6533 / 343، فيض القدير 3 : 543 / 4266) روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) : ما من دعاء إلا بينه وبين السماء حجاب حتى يصلى على محمد وآل محمد، فإذا فعل ذلك انخرق الحجاب فدخل الدعاء، وإذا لم يفعل ذلك لم يرفع الدعاء.

(الأشعثيات : 215، الكافي 2 : 359 / 19، عقاب الأعمال : 246 / 1) قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من ذكرت عنده فلم يصل علي أخطأ طريق الجنة.

(الترغيب والترهيب 2 : 496 / 7، إحياء علوم الدين 1 : 309) وقال (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي صلاة صلى الله تعالى بها عليه عشر صلوات، ومحا عنه عشر سيئات، وأثبت له بها عشر حسنات، واستبق ملكاه الموكلان به أيهما يبلغ روحي منه السلام.

(الأدب المفرد : 219 / 642، جلاء الأفهام : 31 / 51) وقال (صلى الله عليه وآله) : لقيني جبرائيل (عليه السلام) فبشرني، قال : إن الله عز وجل يقول : من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه، فسجدت لذلك.

(فردوس الأخبار 1 : 353 / 1131، تنزيه الشريعة 2 : 331) روي عن أنس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي وعلى آلي تعظيما لحقي، خلق من ذلك القول ملك يرى له جناح بالمشرق وجناح بالمغرب، ورجلاه مغموستان من الأرض السفلى وعنقه ملتو تحت العرش، فيقول الله عز وجل : صل على عبدي كما صلى على النبي، فهو يصلي عليه إلى يوم القيامة.

(ربيع الأبرار 2 : 248، إحياء علوم الدين 1 : 309) عن أبي هريرة : أن النبي (صلى الله عليه وآله) قال : من صلى علي في كتابه لم تزل الملائكة تصلي عليه ما دام ذلك الكتاب مكتوبا إلى يوم القيامة.

(ثواب الأعمال : 1 / 184) عن علي (عليه السلام) قال : الصلاة على النبي وآله أمحق للخطايا من الماء للنار، والسلام على النبي وآله أفضل من عتق رقبات، وحب رسول الله (صلى الله عليه وآله) أفضل من مهج الأنفس - أو قال ضرب السيوف في سبيل الله -.

(الكافي 2 : 357 / 6، ثواب الأعمال : 185 / 1، مكارم الأخلاق : 312) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : إذا ذكرتم النبي (صلى الله عليه وآله) فأكثروا الصلاة عليه، فإنه من صلى على النبي صلاة واحدة صلى الله عليه ألف صلاة في ألف صف من الملائكة، ولم يبق شئ مما خلق الله إلا صلى على ذلك العبد لصلاة الله عز وجل وصلاة ملائكته، فمن لا يرغب في هذا إلا جاهل مغرور قد برئ الله منه ورسوله.

(ثواب الأعمال : 186 / 1، المقنع : 97، مكارم الأخلاق : 312) عن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليهما السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : أنا عند الميزان يوم القيامة، فمن ثقلت سيئاته على حسناته جئت بالصلاة علي حتى أثقل بها حسناته.

(الكافي 2 : 356 / 1، ثواب الأعمال : 186 / 3، دعوات الراوندي : 31 / 67، مكارم الأخلاق : 312، القول البديع : 214) عن الحارث الأعور قال : قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : كل دعاء محجوب عن السماء حتى يصلى على محمد وآله.

(ثواب الأعمال : 186 / 1) عن الصباح بن السيابة قال : قال أبو عبد الله (عليه السلام) : ألا أعلمك شيئا يقي الله به وجهك من حر جهنم ؟ قال : قلت : بلى، قال : قل بعد الفجر مائة مرة : اللهم صل على محمد وآل محمد، يقي الله به وجهك من حر جهنم.

(ثواب الأعمال : 186 / 1، مكارم الأخلاق : 312) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : وجدت في بعض الكتب : من صلى على محمد نبيه كتب الله له مائة حسنة، ومن صلى على محمد وأهل بيته كتب الله له ألف حسنة.

(ثواب الأعمال : 187 / 1) عن أبي الحسن (عليه السلام) قال :، (قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صلى علي يوم الجمعة مائة صلاة قضى الله له ستين حاجة، منها للدنيا ثلاثون وثلاثون للآخرة. (ثواب من قال في دبر صلاة الصبح والمغرب قبل أن يثني لرجليه أو يكلم أحدا قال : (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين أمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما * اللهم صلى على محمد وذريته).

(الكافي 2 : 358 / 12، ثواب الأعمال : 188 / 1، مكارم الأخلاق : 274) عن أبي عبد الله (عليه السلام) : إن رجلا أتى النبي (صلى الله عليه وآله) فقال : إني جعلت ثلث صلاتي لك، قال له : خيرا، فقال : يا رسول الله، إني جعلت نصف صلاتي لك، فقال : ذلك أفضل، قال : يا رسول الله إني جعلت كل صلاتي لك قال : إذا يكفيك الله ما أهمك من أمر آخرتك ودنياك. فقال له رجل أصلحك الله، كيف يجعل صلاته له ؟ فقال أبو عبد الله (عليه السلام) : لا يسأل الله شيئا إلا بدأ بالصلاة على محمد وآل محمد.

(أمالي الصدوق : 464 / 18، ثواب الأعمال : 188 / 1، روضة الواعظين : 322) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم لعلي : ألا أبشرك ؟ قال : بلى بأبي أنت وأمي، فإنك لم تزل مبشرا بكل خير، فقال : أخبرني جبرائيل آنفا بالعجب ! فقال علي (عليه السلام) : وما الذي أخبرك يا رسول الله ؟ قال : أخبرني أن الرجل من أمتي إذا صلى علي وأتبع بالصلاة على أهل بيتي فتحت له أبواب السماء وصلت عليه الملائكة سبعين صلاة، وإنه لمذنب خطأ، ثم تحات عنه الذنوب كما يتحات الورق من الشجر، ويقول الله تعالى : لبيك عبدي وسعديك، يا ملائكتي أنتم تصلون عليه سبعين صلاة وأنا أصلي عليه سبعمائة صلاة. وإذا صلى علي ولم يتبع بالصلاة على أهل بيتي، كان بينها وبين السماء سبعون حجابا، ويقول الله تعالى : لا لبيك ولا سعديك، يا ملائكتي لا تصعدوا دعاءه إلا أن يلحق بالنبي عترته، ولا يزال محجوبا حتى يلحق بي أهل بيتي.

(المحاسن : 59 / 96، ثواب الأعمال : 189 / 1) سئل أبا عبد الله (عليه السلام) عن أفضل الأعمال يوم الجمعة فقال: الصلاة على محمد وآل محمد مائة مرة بعد العصر، وما زدت فهو أفضل.

(ثواب الأعمال : 190 / 1) عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : من قال في يوم (وفي نسخة يوم جمعة) مائة مرة : رب صل على محمد وال محمد وعلى أهل بيته، قضى الله له مائة حاجة، ثلاثون منها للدنيا وسبعون منها للآخرة.

(روضة الواعظين : 333) قال الصادق (عليه السلام) : الصدقة ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف حسنة، وأن الصلاة على محمد وآل محمد ليلة الجمعة ويوم الجمعة بألف حسنة وتحط بها ألف سيئة، وترفع بها ألف درجة، وأن المصلي على محمد وآل محمد (صلى الله عليه وعليهم) ليلة الجمعة يزهر نوره في السماوات إلى يوم القيامة، وملائكة الله في السماوات يستغفرون له، ويستغفر له الملك الموكل بقبر رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى أن تقوم الساعة.

إِنَّ الله وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النبي يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا، اللهم فاجعل شرائف صلواتك ونوامي بركاتك، وأزكى تحياتك و أفضل سلامك ومعافاتك على محمد عبدك ورسولك وصفيك و نجيك وأمينك وخيرتك من خلقك، الداعي إليك بإذنك، والهادي إلى سبيلك، والشاهد على عبادك، البشير النذير السراج المنير صلى الله عليه وعلى أهل بيته الطيبين وسلم. اللهم ابعثه المقام المحمود الذي وعدته، وبلغه الدرجة والوسيلة والكرامة والشفاعة والذراعة والفضيلة واجعلنا ممن تشفعه فيه برحمتك يا أرحم الراحمين..!!
إنتهى التعليق.......
_________________________________
والحمد لله رب العالمين
وصلى الله على محمدٍ وآله الطيبين الطاهرين