معطيات مهمة يحتاجها كل مناظر

أدب الحوار

New Member
18 أبريل 2010
126
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم


معطيات مهمة يحتاجها كل مناظر


نقل ابن ابى الحديد فى شرح النهج 15 : 184 ـ 185 عن‏ النقيب أبى جعفر يحيى بن أبي زيد ما نصه:

(قال رحمه الله كان معاوية يتسقط عليًّا وينعى عليه ما عساه يذكره من حال أبي بكر و عمر، وأنهما غصباه حقه، ولا يزال يكيده بالكتاب يكتبه، والرسالة يبعثها، يطلب غرته؛ لينفث بما في صدره من حال أبي بكر وعمر، إما مكاتبة أو مراسلة، فيجعل ذلك حجة عليه عند أهل الشام، ويُضيفه إلى ما قرَّره في أنفسهم من ذنوبه كما زعم، فقد كان غمصه عندهم بأنه قتل عثمان ومالأ على قتله، وأنه قتل طلحة والزبير، وأسر عائشة، وأراق دماء أهل البصرة، وبقيت خصلة واحدة، وهو أن يثبت عندهم أنه يتبرّأ من أبي بكر وعمر، وينسبهما إلى الظلم، ومخالفة الرسول في أمر الخلافة، وأنهما وثبا عليها غلبة، وغصباه إياها، فكانت هذه الطامة الكبرى، ليست مقتصرة على فساد أهل الشام عليه، بل وأهل العراق الذين هم جنده وبطانته وأنصاره؛ لأنهم كانوا يعتقدون إمامة الشيخين، إلا القليل الشاذ من خواص الشيعة) .

فوائد هذا النقل:

1 ـ أنَّ معاوية لم يكن يدخر وسعًا في الكيد لعلي عليه السلام بكل باطل وزور.

2 ـ أنَّ معاوية كان يعتقد أن عليًّا يُضمر معتقدًا يتنافى وكرامة أبي بكر وعمر عند عموم المسلمين.

3 ـ أنَّ عليًّا عليه السلام لم يكن من مصلحته أن يُبرز مشاعره ضد أبي بكر وعمر أو أيِّ شخصية يُكنُّ لها المسلمون مشاعر الاحترام؛ حفاظًا على وحدة جيشه، وعدم انتقاض الناس عليه.

4 ـ أنَّ جيش عليٍّ عليه السلام كان الغالبية العظمى فيه من أهل السنة، ولم يكن الشيعة بالمعنى الخاص فيمثلون فيه ثقلاً ذا بال.

ومن فوائد النقطة الأخيرة أنَّ ما نقرأه من ذم الإمام علي عليه السلام لجيشه لم يكن موجَّهًا إلى شيعته بالمعنى الخاص، بل إلى السواد الأعظم من جيشه، وهم المعتقدون بخلافة الشيخين، فالذين كانوا يتخاذلون عن الجهاد، ويُقرحون قلب علي عليه السلام، هم هؤلاء، وإنما عُبِّر عنهم بالشيعة في بعض المتون بناء على أنهم جيش عليٍّ عليه السلام، لا باعتبار كونهم شيعة بالمعنى العقائدي المعروف عندنا.

ومن فوائد هذه النقطة أيضًا أنَّ ما يُذكر من أنَّ أهل العراق خذلوا الإمام الحسين عليه السلام وقاتلوه، إن صح ذلك؛ فإنَّ أهل العراق لم يكونوا في تلك الحقبة الزمانية من شيعة أهل البيت عليهم السلام، فلا يصلح ما قاموا به ـ إن كانوا قد قاموا به ـ مطعنًا على الشيعة، بل على غيرهم.

والحمد لله أوّلاً وآخرًا.

ـــــــــــــــ
ملاحظة:

ابن أبي الحديد وصفه الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء 23 : 275 بكونه من كبار الفضلاء وأرباب الكلام والنظم والنثر والبلاغة.


 
3 ديسمبر 2010
25
0
0
السلام عليكم اخي الكريم
معلومات قيمة جعلها الله في ميزان حسناتك انشاء الله . اتمنى المزيد ومنكم نستفيد لك دعواتي ان تنال شفاعة محمد وال محمد
 

الهاد

New Member
6 فبراير 2011
44
0
0
التفانة اكثر من رائعة ..
باركك الله على هذا الفهم الوقاد