توثيق علماء الرجال السنة للناصبي حريز بن عثمان !!

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
قال المزي في تهذيب الكمال ج 5 ص 568 ما يلي:
حريز بن عثمان بن جبر بن أحمر بن أسعد الرحبي المشرقي أبو عثمان، ويقال: أبو عون الشامي الحمصي، ورحبة بالفتح: في حمير، قدم بغداد زمن المهدي وحدث بها.

وقال المفضل بن غسان الغلابي، عن علي بن عياش الحمصي: جمعنا حديث حريز بن عثمان في دفتر نحوا من مئتي حديث فأتيناه به فجعل يتعجب من كثرته ويقول: هذا كله عني ! مرتين.
وقال أبو بكر البغدادي صاحب تاريخ الحمصيين: لم يكن له كتاب، إنما كان يحفظ، لا يختلف فيه، ثبت في الحديث.
وقال البخاري: قال محمد بن المثنى: حدثنا معاذ بن معاذ قال: حدثنا حريز بن عثمان أبو عثمان، ولا أعلم أني رأيت أحدا من أهل الشام أفضله عليه.
قال البخاري: وقال أبو اليمان: كان حريز يتناول من رجل ثم ترك يعني عليا رضي الله عنه.
وقال أبو أحمد بن عدي: حدثنا ابن أبي عصمة، قال: حدثنا أحمد بن أبي يحيى قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: حديث حريز نحو من ثلاث مئة، وهو صحيح الحديث، إلا أنه يحمل على علي.
وقال أبو عبيد الآجري، عن أبي داود: سألت أحمد بن حنبل عن حريز، فقال: ثقة، ثقة، ثقة.
وقال الحسين بن إدريس الانصاري، عن أبي داود: سمعت أحمد قال: ليس بالشام أثبت من حريز، إلا أن يكون بحير، قيل لاحمد: فصفوان ؟ قال: حريز ثقة.
قال: وقال أبو داود: سمعت أحمد وذكر له حريز وأبو بكر ابن أبي مريم وصفوان، فقال: ليس فيهم مثل حريز، ليس أثبت منه، ولم يكن يرى القدر، قال: وسمعت أحمد مرة أخرى يقول: حريز ثقة، ثقة.
وقال إسحاق بن منصور، ومعاوية بن صالح، والمفضل بن غسان الغلابي، وعباس الدوري، وعثمان بن سعيد الدارمي، عن يحيى بن معين: ثقة.
وقال إبراهيم بن عبدالله بن الجنيد، عن يحيى بن معين: عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، وأبو بكر بن أبي مريم، وحريز بن عثمان هؤلاء ثقات.
وقال محمد بن عثمان بن أبي شيبة: وسئل علي ابن المديني عن حريز بن عثمان، فقال: لم يزل من أدركناه من أصحابنا يوثقونه.
وقال عثمان بن سعيد الدارمي، عن عبد الرحمان بن إبراهيم دحيم: حريز بن عثمان حمصي، جيد الاسناد، صحيح الحديث.
وقال يعقوب بن سفيان، عن دحيم: ثور، وحريز، وأرطاة، كل هؤلاء ثقة.
وقال أبو حاتم: سمعت دحيما يثني على حريز.
وقال الاحوص بن المفضل بن غسان، عن أبيه: ويقال في حريز بن عثمان مع تثبته أنه كان سفيانيا، وقال في موضع آخر: حريز بن عثمان ثبت.
وقال أحمد بن عبدالله العجلي: شامي، ثقة، وكان يحمل على علي.
وقال عمرو بن علي: كان ينتقص عليا وينال منه، وكان حافظا لحديثه، سمعت يحيى يحدث عن ثور عنه.
وقال في موضع آخر: ثبت، شديد التحامل على علي (1).
وقال محمد بن عبدالله بن عمار الموصلي: يتهمونه أنه كان ينتقص عليا، ويروون عنه، ويحتجون بحديثه وما يتركونه.
وقال أبو حاتم: حسن الحديث، ولم يصح عندي (2) ما يقال في رأيه، ولا أعلم بالشام أثبت منه، هو أثبت من صفوان ابن عمرو، وأبي بكر بن أبي مريم، وهو ثقة متقن.
وقال أحمد بن سليمان الرهاوي: سمعت يزيد بن هارون يقول: وقيل له: كان حريز يقول: لا أحب عليا، قتل آبائي، قال: لم أسمع هذا منه، كان يقول: لنا إمامنا ولكن إمامكم.
وقال الحسن بن علي الخلال: قلت ليزيد بن هارون: هل سمعت من حريز بن عثمان شيئا تنكره عليه من هذا الباب ؟ قال: إني سألته أن لا يذكر لي شيئا من هذا مخافة أن أسمع منه شيئا يضيق علي الرواية عنه، قال: وأشد شئ سمعته يقول: لنا أمير ولكم أمير يعني لنا معاوية ولكم علي، فقلت ليزيد: فقد آثرنا على نفسه ؟ قال: نعم.
وقال الخلال أيضا: حدثنا عمران بن أبان، قال: سمعت حريز بن عثمان يقول: لا أحبه، قتل آبائي، يعني عليا.
وقال يعقوب بن سفيان: حدثنا محمد بن عبدالله، قال: سمعت بعض أصحابنا يذكر عن يزيد بن هارون، قال: قال حريز بن عثمان: لا أحب من قتل لي جدين.
وقال أحمد بن سعيد الدارمي، عن أحمد بن سليمان المروزي: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: عادلت حريز بن عثمان من مصر إلى مكة فجعل يسب عليا ويلعنه.
وقال محمد بن عمرو العقيلي: حدثنا محمد بن أيوب بن يحيى بن الضريس، قال: حدثنا يحيى بن المغيرة قال: ذكر جرير أن حريزا كان يشتم عليا على المنابر.
وقال أبو بكر محمد بن الحسن بن زياد النقاش المقرئ: حدثنا مسيح بن حاتم، قال: حدثنا سعيد بن سافري الواسطي، قال: كنت في مجلس أحمد بن حنبل، فقال له رجل: يا أبا عبدالله، رأيت يزيد بن هارون في النوم، فقلت له: ما فعل الله بك ؟ قال: غفر لي، ورحمني، وعاتبني، فقلت: غفر لك، ورحمك، عاتبك؟ قال: نعم، قال لي: يا يزيد بن هارون، كتبت عن حريز بن عثمان ؟ فقلت: يا رب العزة، ما علمت إلا خيرا، قال: إنه كان يبغض أبا الحسن علي بن أبي طالب.
وقد روي هذا المنام عن يزيد بن هارون من غير وجه.
وقال الحافظ أبو بكر أحمد بن علي الخطيب فيما أخبرنا أبو العز الشيباني، عن أبي اليمن الكندي، عن أبي منصور القزاز عنه: أخبرنا أبو بكر عبدالله بن علي بن حمويه بن أبرك الهمذاني، قال: أخبرنا أحمد بن عبد الرحمن الشيرازي، قال: حدثنا أبو حفص عمر بن أحمد بن يونس بن نعيم البغدادي بها، قال: حدثني أبو علي الحسين بن أحمد بن علي المالكي، قال: حدثنا عبد الوهاب بن الضحاك، قال: حدثنا إسماعيل بن عياش، قال: سمعت حريز بن عثمان قال: هذا الذي يرويه الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعلي: "أنت مني بمنزلة هارون من موسى" حق، ولكن أخطأ السامع، قلت: فما هو ؟ فقال: إنما هو: "أنت مني مكان قارون من موسى" قلت: عن من ترويه ؟ قال: سمعت الوليد بن عبدالملك يقوله وهو على المنبر.
قال الحافظ أبو بكر الخطيب: عبد الوهاب بن الضحاك كان معروفا بالكذب في الرواية، فلا يصح الاحتجاج بقوله.
وبه قال: أخبرني السكري، قال: أخبرني محمد بن عبدالله الشافعي، قال: حدثنا جعفر بن محمد بن الازهر، قال: حدثنا ابن الغلابي، قال: حدثنا يحيى بن معين، قال: سمعت علي بن عياش، قال: سمعت حريز بن عثمان يقول لرجل: ويحك أما خفت الله حكيت عني أني أسب عليا ؟ والله ما أسبه، وما سببته قط.
وبه قال: أخبرنا أحمد بن أبي جعفر قال: أخبرنا يوسف ابن أحمد، قال: حدثنا محمد بن عمرو العقيلي، قال: حدثنا محمد بن إسماعيل، قال: حدثنا الحسن بن علي الحلواني، قال: حدثني شبابة، قال: سمعت حريز بن عثمان قال له رجل: يا أبا عثمان، بلغني أنك لا تترحم على علي، قال: فقال له: اسكت، ما أنت وهذا، ثم التفت إلي فقال: رحمه الله مئة مرة.
وقال مكحول البيروتي: حدثنا جعفر بن أبان، قال: سمعت علي بن عياش وسأله رجل من أهل خراسان، عن حريز: هل كان يتناول عليا ؟ فقال: أنا سمعته يقول: إن أقواما يزعمون أني أتناول عليا معاذ الله أن أفعل ذلك، حسيبهم الله.
وقال أبو بكر بن أبي داود، عن معاوية بن عبد الرحمن الرحبي الحمصي: سمعت حريز بن عثمان، ويكنى أبا عثمان، وكان أبيض الرأس واللحية، وكان له جمة إلى شحمة أذنيه، يقول: لا تعاد أحدا حتى تعلم ما بينه وبين الله، فإن يكن محسنا فإن الله لا يسلمه لعداوتك، وإن يكن مسيئا فأوشك بعمله أن يكفيكه.
وقال أبو أحمد بن عدي: وحريز بن عثمان من الاثبات في الشاميين، يحدث عنه الثقات مثل الوليد بن مسلم، ومحمد ابن شعيب، وإسماعيل بن عياش، ومبشر بن إسماعيل، وبقية، وعصام بن خالد، ويحيى الوحاظي، وحدث عنه من ثقات أهل العراق: يحيى القطان وناهيك به، ومعاذ بن معاذ، ويزيد بن هارون، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، ودحيم، وإنما وضع منه ببغضه لعلي، وتكلموا فيه (3).
قال يزيد بن عبد ربه، ويحيى بن صالح الوحاظي وغير واحد: مات سنة ثلاث وستين ومئة.
قال يزيد: ومولده سنة ثمانين.
وقال محمد بن المصفى: مات سنة ثنتين وستين.
وقال سليمان بن سلمة الخبائري: مات سنة ثمان وستين.
والصحيح الاول، والله أعلم.
روى له الجماعة سوى مسلم. روى له البخاري حديثين، وقد وقع لنا أحدهما عاليا جدا.

انتهت ترجمته، عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين...


---------------------------------------------------
هامش:
(1) قال محقق الكتاب معلقا على هذه الكلمة ما نصه:
قال العبد المسكين أبو محمد بشار عواد: والله لا أدري كيف يكون ثبتا من كان شديد التحامل على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، نعوذ بك اللهم من المجازفة.

(2) قال محقق الكتاب معلقا على هذه الكلمة ما نصه:
ولكن صح عند غيرك يا أبا حاتم، وأقصى ما اعتذر عنه أنه تاب عن ذلك.

(3 قال محقق الكتاب معلقا على هذه الكلمة ما نصه:
قد ضعفه الازدي: وبالغ ابن حبان في الحط عليه فقال في كتاب المجروحين: 1 / 268 : "وكان يلعن علي بن أبي طالب رضوان الله عليه بالغداة سبعين مرة وبالعشي سبعين مرة، فقيل له في ذلك، فقال: هو القاطع رؤوس آبائي وأجدادي بالفؤوس. وكان داعية إلى مذهبه، وكان علي بن عياش يحكي رجوعه عنه، وليس ذلك بمحفوظ عنه" ثم روى منام يزيد بن هارون.

قال بشار: هذا تحامل من ابن حبان، وهو لم يذكر سند روايته، ولم يصح عنه ذلك البتة، وقد نقل هذا الكلام غير واحد، منهم السمعاني وابن الاثير، وكان عليهما أن يتثبتا منه.
وقال الذهبي في الميزان: "كان متقنا ثبتا، لكنه مبتدع" وقال في الكاشف: "ثقة . . وهو ناصبي" وقال في المغني: "ثبت لكنه ناصبي" وقال في الديوان: "ثقة لكنه ناصبي مبغض".
قال أفقر العباد أبو محمد بشار بن عواد محقق هذا الكتاب: لا نقبل هذا الكلام من شيخ النقاد أبي عبدالله الذهبي، إذ كيف يكون الناصبي ثقة؟ وكيف يكون "المبغض" ثقة ؟
فهل النصب وبغض أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بدعة صغرى أم كبرى ؟
والذهبي نفسه يقول في الميزان: 1 / 6 في وصف البدعة الكبرى: "الرفض الكامل والغلو فيه، والحط على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، والدعاء إلى ذلك، فهذا النوع لا يحتج بهم ولا كرامة"
أو ليس الحط على علي و "النصب" من هذا القبيل ؟
وقد ثبت من نقل الثقات أن هذا الرجل كان يبغض عليا، وقد قيل: إنه رجع عن ذلك فإن صح رجوعه فما الذي يدرينا إنه ما حدث في حال بغضه وقبل توبته؟
وعندي أن حريز بن عثمان لا يحتج به، ومثله مثل الذي يحط على الشيخين، والله أعلم.