لو قلنا: البخاري كان يجلس مع جواري يضربن بالدف، فكيف ستكون ردة فعل السنة ؟

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين، واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين.

أخرج البخاري في صحيحه العديد من المخازي التي تقشعر منها قلوب المؤمنين، لأنها تمس بشكل مباشر بعصمة وكرامة وقداسة خير خلق الله النبي الأكرم محمد صلى الله عليه وآله ...

والذي يؤسف له أن أهل السنة قد تلقوا كل روايات البخاري بالقبول، وحكموا عليها بالصحة، لصحة أسانيدها (1) دون أن يعملوا عقولهم في نقد المتن، فوقعوا في الكثير من الإشكالات، وجعلوا الأساس هو صحة الرواية، ومن تلك النماذج الرواية التالية:

قال البخاري: ‏حدثنا ‏ ‏مسدد ‏ ‏حدثنا ‏ ‏بشر بن المفضل ‏ ‏حدثنا ‏ ‏خالد بن ذكوان ‏ ‏قال قالت ‏ ‏الربيع بنت معوذ بن عفراء: ‏
‏جاء النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فدخل حين ‏ ‏بني علي ‏ ‏فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم ‏ ‏بدر ‏ ‏إذ قالت إحداهن وفينا نبي يعلم ما في غد فقال ‏ ‏دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين
صحيح البخاري الحديث 4750

وبدلا من أن يرد ابن حجر هذا الحديث ويطعن في صحته تنزيها لرسول الله صلى الله عليه وآله وهو الذي شهد له الله بعظم خلقه: (وإنك لعلى خلق عظيم) ... بدلا من أن يطعن هذا الحافظ في الحديث قام بالطعن في رسول الله صلى الله عليه وآله، فقال ما نصه:
‏قوله ( كمجلسك ) ‏
‏بكسر اللام أي مكانك , قال الكرماني : هو محمول على أن ذلك كان من وراء حجاب , أو كان قبل نزول آية الحجاب , أو جاز النظر للحاجة أو عند الأمن من الفتنة ا ه . والأخير هو المعتمد , والذي وضح لنا بالأدلة القوية أن من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم جواز الخلوة بالأجنبية والنظر إليها , وهو الجواب الصحيح عن قصة أم حرام بنت ملحان في دخوله عليها ونومه عندها وتفليتها رأسه ولم يكن بينهما محرمية ولا زوجية , وجوز الكرماني أن تكون الرواية " مجلسك " بفتح اللام أي جلوسك ولا إشكال فيها .

انتهى كلام الحافظ !

إذا فقد استفاد الحافظ من أحاديث البخاري (وهي الأدلة القوية على زعمه) ما يلي:
1 - يجوز لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يختلي بالأجنبية ...
2 - يجوز لرسول الله صلى الله عليه وآله أن ينظر إلى الأجنبية ...
3 - يجوز لرسول الله صلى الله عليه وآله أن ينام عند الأجنبية ...
4 - يجوز لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يسمح للأجنبية أن تفلي رأسه ...
5 - يجوز لرسول الله صلى الله عليه وآله أن يستمع للجواري وهن يضرب بالدف ...

مع العلم بأن الأمور الخمسة المذكورة أعلاه قد نهى عنها النبي صلى الله عليه وآله بأحاديث صحيحة وثابتة، وأما دعوى أن ذلك من خصائصه صلى الله عليه وآله، فهي دعوى لا دليل عليها ...

وإليكم نص الرواية الأخرى، قال البخاري:
‏حدثنا ‏ ‏عبد الله بن يوسف ‏ ‏عن ‏ ‏مالك ‏ ‏عن ‏ ‏إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ‏ ‏عن ‏ ‏أنس بن مالك ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏أنه سمعه يقول ‏
‏كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏يدخل على ‏ ‏أم حرام بنت ملحان ‏ ‏فتطعمه وكانت ‏ ‏أم حرام ‏ ‏تحت ‏ ‏عبادة بن الصامت ‏ ‏فدخل عليها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فأطعمته وجعلت تفلي رأسه فنام رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم استيقظ وهو يضحك قالت فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ‏ ‏ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله يركبون ‏ ‏ثبج ‏ ‏هذا البحر ملوكا على الأسرة ‏ ‏أو مثل الملوك على الأسرة شك ‏ ‏إسحاق ‏ ‏قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم فدعا لها رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ثم وضع رأسه ثم استيقظ وهو يضحك فقلت وما يضحكك يا رسول الله قال ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله كما قال في الأول قالت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال أنت من الأولين فركبت البحر في زمان ‏ ‏معاوية بن أبي سفيان ‏ ‏فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر فهلكت

صحيح البخاري الحديث 2580

وليت شعري، هل يقبل البخاري أن يُنسب له ما نسب هو لرسول الله صلى الله عليه وآله، هل يقبل أن نقول:

1 - البخاري كان يختلي بالأجنبية ...
2 - البخاري كان ينظر إلى الأجنبية ...
3 - البخاري كان ينام عند الأجنبية ...
4 - البخاري كان يسمح للأجنبية أن تفلي رأسه ...
5 - البخاري كان يستمع للجواري وهن يضرب بالدف ...

إذا قبل هو وأهل السنة فلا كلام لنا معهم وقد شهد وشهدوا على البخاري بأنه فاسق فاجر، وان لم يقبلوا فالمطلوب منهم رفض هذه الروايات المخزية وإخراجها من نطاق الحديث الصحيح إلى الحديث الموضوع ...

فهل سيفعلون ؟؟؟




----------------------------------
هامش:
(1) ومع ذلك فمما لا شك فيه أن البخاري لم يلتزم بما اشترط على نفسه بتخريج الصحيح سندا فحسب، ولهذا البحث مجال آخر.