قال المشركون: مجنون ، وقال عمر: إنه يهجر ، لا فرق بين الكلمتين

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين

قال عز وجل: (كَذَلِكَ مَا أَتَى الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا قَالُوا سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ * أَتَوَاصَوْا بِهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ طَاغُونَ) الذاريات

وقال سبحانه وتعالى: (أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءهُم بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ * وَلَوِ اتَّبَعَ الْحَقُّ أَهْوَاءهُمْ لَفَسَدَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ بَلْ أَتَيْنَاهُم بِذِكْرِهِمْ فَهُمْ عَن ذِكْرِهِم مُّعْرِضُونَ) المؤمنون

والذي يبدو أن غرض المشركين من إتهام الأنبياء عليهم الصلاة والسلام بالجنون ، هو إلقاء الشبهة في قلوب الآخرين لينصرفوا عن الأنبياء ... والمترفون قد واجهوا جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام - كما يذكر القرآن الكريم - ووقفوا في طريقهم ، لأنهم كانوا يرون في استجابة الناس للنبيين هدما لمصالحهم الشخصية ، ففي سورة الزخرف المباركة يقول الله عز اسمه: (وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِم مُّقْتَدُونَ)

ولم يسلم حتى خاتم النبيين صلى الله عليه وآله من هذه الفرية ... فقد قابله بها صناديد قريش إبان دعوته المباركة ...

وايضا واجهه عمر بن الخطاب بكلمة لها نفس المدلول ايضا ، عندما كان النبي صلى الله عليه وآله في آخر أيام حياته ...

‏فعَنْ ‏ ‏ابْنِ عَبَّاسٍ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ‏ ‏أَنَّهُ قَالَ ‏
‏يَوْمُ الْخَمِيسِ وَمَا يَوْمُ الْخَمِيسِ ثُمَّ بَكَى حَتَّى ‏ ‏خَضَبَ ‏ ‏دَمْعُهُ الْحَصْبَاءَ فَقَالَ اشْتَدَّ بِرَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَجَعُهُ يَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ ‏ ‏ائْتُونِي بِكِتَابٍ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ أَبَدًا فَتَنَازَعُوا وَلَا يَنْبَغِي عِنْدَ نَبِيٍّ تَنَازُعٌ فَقَالُوا هَجَرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ دَعُونِي فَالَّذِي أَنَا فِيهِ خَيْرٌ مِمَّا تَدْعُونِي إِلَيْهِ وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ بِثَلَاثٍ أَخْرِجُوا الْمُشْرِكِينَ مِنْ ‏ ‏جَزِيرَةِ الْعَرَبِ ‏ ‏وَأَجِيزُوا ‏ ‏الْوَفْدَ بِنَحْوِ مَا كُنْتُ ‏ ‏أُجِيزُهُمْ ‏ ‏وَنَسِيتُ الثَّالِثَةَ

صحيح البخاري - الحديث رقم 2825

‏ و‏عَنْهُ‏ ‏ايضا قَالَ ‏
‏لَمَّا حُضِرَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَفِي الْبَيْتِ رِجَالٌ فِيهِمْ ‏ ‏عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ‏ ‏قَالَ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏هَلُمَّ أَكْتُبْ لَكُمْ كِتَابًا لَا تَضِلُّوا بَعْدَهُ فَقَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏إِنَّ النَّبِيَّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَدْ غَلَبَ عَلَيْهِ الْوَجَعُ وَعِنْدَكُمْ الْقُرْآنُ حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ فَاخْتَلَفَ أَهْلُ الْبَيْتِ فَاخْتَصَمُوا مِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ قَرِّبُوا يَكْتُبْ لَكُمْ النَّبِيُّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏كِتَابًا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ مَا قَالَ ‏ ‏عُمَرُ ‏ ‏فَلَمَّا أَكْثَرُوا اللَّغْوَ ‏ ‏وَالِاخْتِلَافَ عِنْدَ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قُومُوا قَالَ ‏ ‏عُبَيْدُ اللَّهِ ‏ ‏فَكَانَ ‏ ‏ابْنُ عَبَّاسٍ ‏ ‏يَقُولُ إِنَّ الرَّزِيَّةَ كُلَّ الرَّزِيَّةِ مَا حَالَ بَيْنَ رَسُولِ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏وَبَيْنَ أَنْ يَكْتُبَ لَهُمْ ذَلِكَ الْكِتَابَ مِنْ اخْتِلَافِهِمْ وَلَغَطِهِمْ

صحيح البخاري - الحديث رقم 5237



فحقا يالها من رزية كما وصفها ابن عباس ...



في لسان العرب لابن منظور:


والهُجْرُ: الهَذيان.
والهُجْر، بالضم: الاسم من الإِهْجار، وهو الإِفحاش، وكذلك إِذا أَكثر الكلام فيما لا ينبغي.
وهَجَرَ في نومه ومرضه يَهْجُرُ هَجْراً وهِجِّيرَى وإِهْجِيرَى: هَذَى.
وقال سيبويه: الهِجِّيرَى كثرة الكلام والقول السيّء.
الليث: الهِجِّيرَى اسم من هَجَر إِذا هَذَى.
وهَجَر المريضُ يَهْجُر هَجْراً، فهو هاجِرٌ، وهَجَرَ به في النوم يَهْجُر هَجْراً: حَلَمَ وهَذَى.


وقال ايضا:

هذي:
الهَذَيانُ: كلام غير معقول مثل كلام المُبَرْسَم والمَعْتُوه.
هَذى يَهْذي هَذْياً وهَذَياناً: تكلم بكلام غير معقول في مرض أَو غيره، وهَذى إِذا هذَرَ بكلام لا يفهم، وهَذى به: ذَكَره في هُذائه، والاسم من ذلك الهُذاء.
ورجل هَذَّاءٌ وهَذَّاءةٌ: يَهْذي في كلامه أَو يهْذي بغيره .



اقتباس:
كاتب الرسالة الأصلية : الصابر
قرأت الحديث الذي أتى به قاسم ولم أجد فيه أن عمر قال إن رسول الله يهجر .........!!!!
على قاسم دام ظله أن يشير لقول عمر اقتباساً من الحديث أو أن يعتذر ........!!
هل من الممكن أن يفعلها قاسم ويعتذر ؟؟؟!!
ربما!

وردت قصة رزية الخميس في الصحيحين بعدة صور ، ففي بعضها يذكر الشيخان (البخاري ومسلم) قال رجل: هجر ...

من هذا الرجل ؟؟؟

الشيخان لم يصرحا باسمه ، ولكنهم وفي صورة اخرى ، يذكرون ان القائل هو عمر بن الخطاب ، لكنهم يحذفون كلمة هجر ، ويضعون مكانها: غلب عليه الوجع ...

عموما من تدبر في صور الروايات بتمعن ، ومن عرف فظاظة عمر وغلظته كموقفه في يوم الحديبية ، وموقفه عندما أراد النبي صلى الله عليه وآله أن يصلي على ابن أبي ، وايضا درته التي اصبحت مضربا للأمثال يمشي في الأسواق ويضرب بها الرجال والنساء على حد سواء ... الخ ، لا يرتاب في أن عمر هو الذي قال هذه الكلمة ...

ثم ان شيخ الاسلام (كما تقولون) ابن تيمية نسب هذه الكلمة الى عمر بن الخطاب بكل صراحة ، قال في
كتاب منهاج السنة النبوية، الجزء 6، صفحة 24

وأما عمر فاشتبه عليه هل كان قول النبي صلى الله عليه وسلم من شدة المرض أو كان من أقواله المعروفة والمرض جائز على الأنبياء ولهذا قال ماله أهجر فشك في ذلك ولم يجزم بأنه هجر والشك جائز على عمر فإنه لا معصوم إلا النبي صلى الله عليه وسلم لا سيما وقد شك بشبهة فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان مريضا فلم يدر أكلامه كان من وهج المرض كما يعرض للمريض أو كان من كلامه المعروف الذي يجب قبوله وكذلك ظن أنه لم يمت حتى تبين أنه قد مات
انتهى كلام ابن تيمية



فهل مطالبتك لي بالاعتذار لا زالت قائمة أم لا ؟؟؟؟


bowl.gif