بسم الله الرحمن الرحيم،،
قاعدة أهل السنة
يقول أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني (661-728هـ) إن من يصل إلى هذه القدرة، لابد أن يكون مكملاً لولاية لله، أي أن الله وهبه هذه الولاية، فجاء في (مجموع فتاواه ج 11 ص283) : ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب الحاجة، فإذا إحنتاج إليها الرجل لضعف ألإيمان أو المحتاج إياه أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ويكون هو أكمل ولاية لله مستغنياً عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته، وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدى الخلق وحاجاتهم، فهؤلاء أعظم درجة..!!
جاء (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ج: 1 ص: 716 ) لمصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي (1017-1067هـ) خطف البارق وقذف المارق للفقيه الا ي الوزارتين أبي عبد الله محمد بن مسعود بن أبي الخصال الغافقي المقتول كلاهما سنة أربعين وخمسمائة رد فيه على بن عرسه عرسة في رسالته في تفضيل العجم على العرب، علم الخفاء وهو علم يتعرف منه كيفية اخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ذكره أبو الخير من فروع علم السحر وقال وله دعوات وعزائم الا ان الغالب على ظني ان ذلك لا يمكن إلا بالولاية بطريق خرق العادة لا يترتب عليها ذلك عادة وكثير ما نسمع هذا لكن لم نر من فعله إلا أن خوارق العادات لا تنكر سيما من أولياء هذه الأمة انتهى.
ومثله في ( أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ج: 2 ص: 275) لصديق بن حسن القنوجي (1248-1307هـ) : علم الخفاء هو علم يتعرف منه كيفية اخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ذكره أبو الخير من فروع علم السحر وقال وله دعوات وعزائم إلا أن الغالب على ظني أن ذلك لا يمكن إلا بالولاية بطريق خرق العادة لا بمباشرة أسباب يترتب عليها ذلك عادة وكثيرا ما نسمع هذا لكن لم نر من فعله إلا أن خوارق العادات لا تنكر سيما من اولياء هذه الامة انتهى.
إستنتاج
إذا الإعتقاد عندهم بأنه لا يمكن عمل ما هو خارقٌ للعادة إلا بالولاية والتي تكون بطريق خرق العادة (من غير أسباب يترتب عليها) كما أخبروا..!!
ولكننا نحن الشيعة نطلق عليه ما يمسى بمسطلح "الولاية التكوينية"، يقول بن تيمية بشأن التأثير الكوني عند الأولياء (مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 325) : فمن يجتمع له الأمران بأن يؤتى من الكشف والتأثير الكوني ما يؤيد به الكشف والتأثير الشرعي ، وهو علم الدين والعمل به ، والأمر به ، ويؤتى من علم الدين والعمل به ما يستعمل به الكشف والتأثير الكوني بحيث تقع الخوارق الكونية تابعة للأوامر الدينية أو أنْ تخرق له العادة في الأمور الدينية بحيث ينال من العلوم الدينية ومن العمل بها ومن الأمر بها ومن طاعة الخلق فيها ما لم ينله غيره في مطرد العادة ، فهذا أعظم الكرامات والمعجزات وهو حال نبينا محمد صلى اله تعالى عليه (وآله) وسلم وأبي بكر الصديق وعمر وكل المسلمين ، فهذا القسم الثالث هو مقتضى (إياك نعبد وإياك نستعين) إذ الأول العبادة والثاني هو الإستعانة ، وهو حال نبينا محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم والخواص من أمته المتمسكين بشرعته ومنهاجه باطناً وظاهراً ، فإنّ كراماتهم كمعجزاته لم يخرجها إلا لحجة أو حاجة ..!!
ولم يستسغ ذلك علماء أهل السنة ما أطلقه الشيعة ( وهو الحق ) على هذه القدرة الخارقة ، فقالوا كما جاء في ( تفسير القرطبي ج: 1 ص: 297 ) : قال علماؤنا رحمة الله عليهم ومن أظهر الله تعالى على يديه ممن ليس بنبي كرامات وخوارق للعادات فليس ذلك دالا على ولايته خلافا لبعض الصوفية والرافضة حيث قالوا إن ذلك يدل على أنه ولي إذ لو لم يكن وليا ما أظهر الله على يديه ما أظهر..!!
لاحظ معي:
أولاً: هو يقول (علماء أهل السنة) ولم يذكر لنا هؤلاء العلماء حتى نراجع أقوالهم..!!
ثانياً: هو ينفي فقط أن تكون سلطته ممتدة وذلك في قوله (فليس ذلك دالا على ولايته)، وهذا لا ينفي أصل الأمر..!!
نتسائل:
ما هو إعتقادهم في هذه الكرامات، ولماذا أطلق عليها "كرامات" وليس "معاجز" كما نعرفها..!!
يقول بن كثير (الروضة الريا فيمن دفن بداريا ج: 1 ص: 72 لعبدالرحمن بن محمد عمادالدين بن محمد العمادي (978- 1051هـ)) : ولا شك أن كرامات الأولياء من جنس معجزات أنبيائهم فمن طعن على الكرامات فقد طعن على المعجزات..!!
ويقول ابن حجر الهيتمي المكي في ( الفتاوى الحديثية ص 108 ) والحاصل أنّ كرامة الولي من بعض معجزات النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، لكن لعظم إتباعه له أظهر الله بعض خواص النبي على يدي وارثه ومتبعه في سائر حركاته وسكناته.
ويقول الفخر الرازي ( الأربعين في أصول الدين ج2 ص 202) : إنّ حدوث الحبل لمريم من غير الذكر من خوارق العادات ، وحضور الرزق عندها من غير سبب ظاهر من خوارق العادات ، وأنها ما كانت من الأنبياء فوجب أن يقال: أن تكون هذه الوقائع من كرامات الأولياء.
الكرامات إذاً تعني المعاجز ولكنهم فرقوا في التسمية فقط:
بمعنى، ما يصدر من الأنبياء من خوارق العادات يسمى معاجز
وما صدر من الأولياء من خوارق للعادات يسمى كرامات..!!
أمثلة على بعض هذه الأمور ، كما جاء في ( فيض القدير ج: 4 ص: 507) لعبد الرؤوف المناوي، نقلاً عن القرطبي:
قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم في رواية من بني إسرائيل أناس محدثون قال القرطبي الرواية بفتح الدال اسم مفعول جمع محدث بالفتح أي ملهم أو صادق الظن وهو من ألقي في نفسه شيء على وجه الإلهام والمكاشفة من الملإ الأعلى أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد أو تكلمه الملائكة بلا نبوة أو من إذا رأى رأيا أو ظن ظنا أصاب كأنه حدث به وألقى في روعه من عالم الملكوت فيظهر على نحو ما وقع له وهذه كرامة يكرم الله بها من شاء من صالح عباده وهذه منزلة جليلة من منازل الأولياء..!!
نقاط عدة في هذا المقطع لا ينفيها أهل السنة:
1) الألهام من الملأ الأعلى..!!
2) المكاشفة من الملأ الأعلى، والمكاشفة تعني الجهر من الملأ الأعلى لإخبار هذا الإنسان (الولي) فيعلم أن السماء تسدده يقيناً..!!
3) جريان الصدق على اللسان، وأتساءل، هل هناك (مؤمن) لا يقصد أن يجري الصدق على لسانه..؟؟
4) محادثة الملائكة (للولي)..!!
5) الإصابة دوماً تعني التسديد الألهي وهذا صدقاً ما يلقي في روع (الولي) من عالم الملكوت، يقول بن تيمية (مجموع فتاوى بن تيمية ج 11 ص205) : فقد ثبت أن لأولياء الله مخاطبات ومكاشفات..!!
6) لا حصر وحجر الأمر الخارق للعادة على أحد إلا أولياء الله (يكرم الله بها من شاء من صالح عباده)..!!
7) جريان هذه الأمور على يد شخصٍ تعني أنه نال منزلة جليلة من منازل الأولياء، بل يجري هذا على يد من هم أقل من أولياء الله عز وجل حسب الحاجة، كما أخبر بذلك بن تيمية (مجموع الفتاوى بن تيمية ج 11 ص283) : ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب الحاجة، فإذا إحنتاج إليها الرجل لضعف ألإيمان أو المحتاج إياه أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ويكون هو أكمل ولاية لله مستغنياً عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته، وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدى الخلق وحاجاتهم، فهؤلاء أعظم درجة..!!
إذاً،لا مانع عندهم بأن يكون لولي من أولياء الله قدرة خارقة يكرمه الله سبحانه وتعالى بها..!!
بعد هذا المرور على ما يعتقده أهل السنة، نأتي بطرح نماذج من خوارق الأمور جرت على أيدي خلفائهم وعلمائهم..!!
قاعدة أهل السنة
يقول أحمد عبد الحليم بن تيمية الحراني (661-728هـ) إن من يصل إلى هذه القدرة، لابد أن يكون مكملاً لولاية لله، أي أن الله وهبه هذه الولاية، فجاء في (مجموع فتاواه ج 11 ص283) : ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب الحاجة، فإذا إحنتاج إليها الرجل لضعف ألإيمان أو المحتاج إياه أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ويكون هو أكمل ولاية لله مستغنياً عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته، وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدى الخلق وحاجاتهم، فهؤلاء أعظم درجة..!!
جاء (كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون ج: 1 ص: 716 ) لمصطفى بن عبدالله القسطنطيني الرومي الحنفي (1017-1067هـ) خطف البارق وقذف المارق للفقيه الا ي الوزارتين أبي عبد الله محمد بن مسعود بن أبي الخصال الغافقي المقتول كلاهما سنة أربعين وخمسمائة رد فيه على بن عرسه عرسة في رسالته في تفضيل العجم على العرب، علم الخفاء وهو علم يتعرف منه كيفية اخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ذكره أبو الخير من فروع علم السحر وقال وله دعوات وعزائم الا ان الغالب على ظني ان ذلك لا يمكن إلا بالولاية بطريق خرق العادة لا يترتب عليها ذلك عادة وكثير ما نسمع هذا لكن لم نر من فعله إلا أن خوارق العادات لا تنكر سيما من أولياء هذه الأمة انتهى.
ومثله في ( أبجد العلوم الوشي المرقوم في بيان أحوال العلوم ج: 2 ص: 275) لصديق بن حسن القنوجي (1248-1307هـ) : علم الخفاء هو علم يتعرف منه كيفية اخفاء الشخص نفسه عن الحاضرين بحيث يراهم ولا يرونه ذكره أبو الخير من فروع علم السحر وقال وله دعوات وعزائم إلا أن الغالب على ظني أن ذلك لا يمكن إلا بالولاية بطريق خرق العادة لا بمباشرة أسباب يترتب عليها ذلك عادة وكثيرا ما نسمع هذا لكن لم نر من فعله إلا أن خوارق العادات لا تنكر سيما من اولياء هذه الامة انتهى.
إستنتاج
إذا الإعتقاد عندهم بأنه لا يمكن عمل ما هو خارقٌ للعادة إلا بالولاية والتي تكون بطريق خرق العادة (من غير أسباب يترتب عليها) كما أخبروا..!!
ولكننا نحن الشيعة نطلق عليه ما يمسى بمسطلح "الولاية التكوينية"، يقول بن تيمية بشأن التأثير الكوني عند الأولياء (مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 325) : فمن يجتمع له الأمران بأن يؤتى من الكشف والتأثير الكوني ما يؤيد به الكشف والتأثير الشرعي ، وهو علم الدين والعمل به ، والأمر به ، ويؤتى من علم الدين والعمل به ما يستعمل به الكشف والتأثير الكوني بحيث تقع الخوارق الكونية تابعة للأوامر الدينية أو أنْ تخرق له العادة في الأمور الدينية بحيث ينال من العلوم الدينية ومن العمل بها ومن الأمر بها ومن طاعة الخلق فيها ما لم ينله غيره في مطرد العادة ، فهذا أعظم الكرامات والمعجزات وهو حال نبينا محمد صلى اله تعالى عليه (وآله) وسلم وأبي بكر الصديق وعمر وكل المسلمين ، فهذا القسم الثالث هو مقتضى (إياك نعبد وإياك نستعين) إذ الأول العبادة والثاني هو الإستعانة ، وهو حال نبينا محمد صلى الله عليه (وآله) وسلم والخواص من أمته المتمسكين بشرعته ومنهاجه باطناً وظاهراً ، فإنّ كراماتهم كمعجزاته لم يخرجها إلا لحجة أو حاجة ..!!
ولم يستسغ ذلك علماء أهل السنة ما أطلقه الشيعة ( وهو الحق ) على هذه القدرة الخارقة ، فقالوا كما جاء في ( تفسير القرطبي ج: 1 ص: 297 ) : قال علماؤنا رحمة الله عليهم ومن أظهر الله تعالى على يديه ممن ليس بنبي كرامات وخوارق للعادات فليس ذلك دالا على ولايته خلافا لبعض الصوفية والرافضة حيث قالوا إن ذلك يدل على أنه ولي إذ لو لم يكن وليا ما أظهر الله على يديه ما أظهر..!!
لاحظ معي:
أولاً: هو يقول (علماء أهل السنة) ولم يذكر لنا هؤلاء العلماء حتى نراجع أقوالهم..!!
ثانياً: هو ينفي فقط أن تكون سلطته ممتدة وذلك في قوله (فليس ذلك دالا على ولايته)، وهذا لا ينفي أصل الأمر..!!
نتسائل:
ما هو إعتقادهم في هذه الكرامات، ولماذا أطلق عليها "كرامات" وليس "معاجز" كما نعرفها..!!
يقول بن كثير (الروضة الريا فيمن دفن بداريا ج: 1 ص: 72 لعبدالرحمن بن محمد عمادالدين بن محمد العمادي (978- 1051هـ)) : ولا شك أن كرامات الأولياء من جنس معجزات أنبيائهم فمن طعن على الكرامات فقد طعن على المعجزات..!!
ويقول ابن حجر الهيتمي المكي في ( الفتاوى الحديثية ص 108 ) والحاصل أنّ كرامة الولي من بعض معجزات النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم ، لكن لعظم إتباعه له أظهر الله بعض خواص النبي على يدي وارثه ومتبعه في سائر حركاته وسكناته.
ويقول الفخر الرازي ( الأربعين في أصول الدين ج2 ص 202) : إنّ حدوث الحبل لمريم من غير الذكر من خوارق العادات ، وحضور الرزق عندها من غير سبب ظاهر من خوارق العادات ، وأنها ما كانت من الأنبياء فوجب أن يقال: أن تكون هذه الوقائع من كرامات الأولياء.
الكرامات إذاً تعني المعاجز ولكنهم فرقوا في التسمية فقط:
بمعنى، ما يصدر من الأنبياء من خوارق العادات يسمى معاجز
وما صدر من الأولياء من خوارق للعادات يسمى كرامات..!!
أمثلة على بعض هذه الأمور ، كما جاء في ( فيض القدير ج: 4 ص: 507) لعبد الرؤوف المناوي، نقلاً عن القرطبي:
قد كان فيما مضى قبلكم من الأمم في رواية من بني إسرائيل أناس محدثون قال القرطبي الرواية بفتح الدال اسم مفعول جمع محدث بالفتح أي ملهم أو صادق الظن وهو من ألقي في نفسه شيء على وجه الإلهام والمكاشفة من الملإ الأعلى أو من يجري الصواب على لسانه بلا قصد أو تكلمه الملائكة بلا نبوة أو من إذا رأى رأيا أو ظن ظنا أصاب كأنه حدث به وألقى في روعه من عالم الملكوت فيظهر على نحو ما وقع له وهذه كرامة يكرم الله بها من شاء من صالح عباده وهذه منزلة جليلة من منازل الأولياء..!!
نقاط عدة في هذا المقطع لا ينفيها أهل السنة:
1) الألهام من الملأ الأعلى..!!
2) المكاشفة من الملأ الأعلى، والمكاشفة تعني الجهر من الملأ الأعلى لإخبار هذا الإنسان (الولي) فيعلم أن السماء تسدده يقيناً..!!
3) جريان الصدق على اللسان، وأتساءل، هل هناك (مؤمن) لا يقصد أن يجري الصدق على لسانه..؟؟
4) محادثة الملائكة (للولي)..!!
5) الإصابة دوماً تعني التسديد الألهي وهذا صدقاً ما يلقي في روع (الولي) من عالم الملكوت، يقول بن تيمية (مجموع فتاوى بن تيمية ج 11 ص205) : فقد ثبت أن لأولياء الله مخاطبات ومكاشفات..!!
6) لا حصر وحجر الأمر الخارق للعادة على أحد إلا أولياء الله (يكرم الله بها من شاء من صالح عباده)..!!
7) جريان هذه الأمور على يد شخصٍ تعني أنه نال منزلة جليلة من منازل الأولياء، بل يجري هذا على يد من هم أقل من أولياء الله عز وجل حسب الحاجة، كما أخبر بذلك بن تيمية (مجموع الفتاوى بن تيمية ج 11 ص283) : ومما ينبغي أن يعرف أن الكرامات قد تكون بحسب الحاجة، فإذا إحنتاج إليها الرجل لضعف ألإيمان أو المحتاج إياه أتاه منها ما يقوي إيمانه ويسد حاجته ويكون هو أكمل ولاية لله مستغنياً عن ذلك فلا يأتيه مثل ذلك لعلو درجته، وغناه عنها لا لنقص ولايته، ولهذا كانت هذه الأمور في التابعين أكثر منها في الصحابة بخلاف من يجري على يديه الخوارق لهدى الخلق وحاجاتهم، فهؤلاء أعظم درجة..!!
إذاً،لا مانع عندهم بأن يكون لولي من أولياء الله قدرة خارقة يكرمه الله سبحانه وتعالى بها..!!
بعد هذا المرور على ما يعتقده أهل السنة، نأتي بطرح نماذج من خوارق الأمور جرت على أيدي خلفائهم وعلمائهم..!!
بسم الله الرحمن الرحيم،،،
إحياء الأموات
القدرة على إحياء الأموات لا يستبعده المخالفون على أولياء الله حتى بن تيمية المعادي لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين حيث يقول في (كتاب النبوات ص 218 ) :
فانه لا ريب أن الله خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب أن من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر ، فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الأنبياء، وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض ، بخلاف إحياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الأنبياء بل ومن الصالحين..!!
ويقول أيضاً (كتاب النبوات ص 298 ) :
وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمة..!!
و يقول ابن حجر الهيتمي في ( الفتاوى الحديثية، ص 108 ) : ثم الصحيح أنهم ينتهون إلى إحياء الموتى خلافاً لأبي القاسم القشيري، ومن ثم قال الزركشي: ما قاله ضعيف، والجمهور على خلافه، وقد أنكر عليه حتى ولده أبو نصر في كتابه المرشد، فقال عقب تلك المقالة: والصحيح تجويز جملة خوارق العادات كرامة للأولياء ، وكذا في إرشاد إمام الحرمين، وفي شرح مسلم للنووي تجوز الكرامات بخوارق العادات على اختلاف أنواعها، وخصها بعضهم بإجابة دعوة ونحوها، وهذا غلط من قائله وإنكار للحس، بل الصواب جريانها بانقلاب الأعيان ونحوه.
إحياء أم ولد للحاكم بعد جزعه عليها
يقول ابن العماد الحنبلي أثناء حديثه عن أبو بكر عبد الله باعلوي العيدروسي بعد أن مدحه نقلاً عن كتاب النور السافر ( شذرات الذهب ج8 ص 63 ، النور السافر ص 84) : ومن كراماته أنه لما رجع من الحج دخل زيلع ، وكان الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق ، فاتفق أنه ماتت أم ولد للحاكم المذكور ، وكان مشغوفاً بها ، فكاد عقله يذهب لموتها ، فدخل عليه سيدي لما بلغه عنه شدة عنه من شدة الجزع ليعزيه ويأمره بالصبر ، وهي مسجاة بين يديه ، فعزاه وصبره ، فلم يفد فيه ذلك وأكب على قدمي الشيخ يقبلهما ، وقال : يا سيدي : إنْ لم يحي الله هذه مت أنا أيضاً ، ولم تبق لي عقيدة في أحد ، فكشف سيدي عن وجهها ، وناداها باسمها ، فأجابته لبيك ، ورد الله روحها ، وخرج الحاضرون ، ولم يخرج سيدي الشيخ حتى أكلت مع سيدها الهريسة ، وعاشت مدة طويلة .
تعليق:
ما هذه الولاية يا أصحاب العقول..!!
بمجرد أن نادى بإسمها، حتى قالت "لبيك"..!!
وأتساءل على ضوء هذا النقل، أنطقت قبل أن تدب الروح للجسد، أم هو فقط تقديمٌ وتأخيرٌ في النص..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
فليذهب مسيح بن مريم بخاصته من إحياء الموتى بإذن الله حيث شاء ، فقد جاء باعلوي ونظراءه أمة كبيرة يشاركونه في المعجز ، نعم : الفاصل بين المسيح وهؤلاء أربعة أصابع (إشارة إلى الحديث المعروف المروي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام : بين الحق و الباطل أربعة أصابع . الفاصلة بين العين والأذن)
أحيت إبنها بعدما سمعت خبر موته
أخرج ابن أبي الدنيا في (من عاش بعد الموت ص 28 ) بسنده عن أنس بن مالك : عدت شاباً من الأنصار ، فما كان بأسرع أنْ مات ، فأغمضناه ، ومددنا عليه الثوب ، فقال بعضنا لأمه : احتسبيه،قالت : وقد مات..؟؟ قلنا : نعم، قالت : أحق ما تقولون.. ؟؟ قلنا : نعم. فمدت يدها نحو السماء وقالت : اللهم إني آمنت بك ، وهاجرت إلى رسولك ، فإذا أنزلت بي شدة شديدة ففرجتها ، فأسألك اللهم أنْ لا تحمل عليّ هذه المصيبة اليوم، قال : فانكشف الثوب عن وجهه، فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا.
تعليق:
هؤلاء قليلو الصبر على المصيبة والجزع ظاهرٌ على أفعالهم، غير عاجزين على إحياء الموتى، أين هؤلاء من أهل البيت صلوات الله عليهم، أين هم من القائل "اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى"..؟؟ ولكن أهل الصبر والإحتساب أعني بهم آل بيت محمد صلوات الله عليه وعلى آله يعجزون في إعتقادكم عن فعل هذه الأمور..؟؟ بلى، الأمر يتوقف إذا كان فيه كرامات لأهل البيت صلوات الله عليهم، وتقبلون هذه القدرة على أعداء الله سبحانه وتعالى، فقد جاء في ( صحيح البخاري ج: 6 ص: 2608 ) : باب لا يدخل الدجال المدينة 6713 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال ثم يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.. وراجع ذات الحديث في ( صحيح مسلم ج: 4 ص: 2256 باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه ح 2938، وأيضاً صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 213 ح6802 )..!!
إحياء المهر إلى أجلٍ هو مسميه
جاء في ( المؤتلف والمختلف ج: 1 ص: 34 ) لمحمد بن طاهر بن علي بن القيسراني (408-507هـ) :
الثالث منسوب إلى بصرى قرية من قرى الشام منهم أبو عبيد البسري الصوفي صاحب كرامات أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني قال سمعت محمد بن داود قال سمعت أبا بكر بن معمر قال سمعت ابن أبي عبيد البسري يحدث عن أبيه أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته فقال أبو عبيد فقلت يا رب أعرنيه حتى نرجع إلى بصرى يعني قريته فإذا المهر قائم فلما غزونا ورجعنا إلى بصرى قال أبو عبيد لابنه يا بني خذ السرج عن المهر فقلت له يا أبه هو عرق فإن أخذنا عنه السرج داخله الريح فقال يا بني هو همام فلما أخذت عنه السرج وقع فمات .... وذكر ذلك أيضاً بن تيمية في (مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 280)..!!
تعليق:
لاحظ معي:
فقال أبو عبيد فقلت يا رب أعرنيه
نسأل، كيف يعيره مهر وهو ميت..؟؟
أليس لابد من إحياء ذلك المهر..!!
لم يسأل الله أن يحيي ذلك المهر،، فكيف قام..؟؟
أتحرك من غير ورح تدب فيه..؟؟ وهذا أعجز من أن تُعاد الروح..!!
ومات متى ما أراد أن يموت في قوله:"حتى نرجع إلى بصرى"..!!
ألا يعني هذا بأن له ولاية (ولو لوقت معين)..؟؟
إحياء الحمار
وجاء في ( الإصابة ج: 3 ص: 390 ) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852) :
3996 شيبان النخعي له إدراك روى إبراهيم الحربي من طريق مجالد عن الشعبي قال خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه فامتنع فقام فتوضأ ثم قام ثم رأسه فقال اللهم إني أسلمت لك طائعا وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك وإن حماري كان يعينني ويكفيني عن الناس فقوني به وأحيه لي ولا تجعل لأحد علي منة غيرك فنفض الحمار رأسه وقام فشد عليه ولحق بأصحابه.. وذكر مثل ذلك أيضاً بن تيمية في ( مجموع فتاواه ج11 ص 281 ) وبن كثير في (تاريخ ابن كثير 6 : 150 ، 292) وسيأتي في تعليق العلامة الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس..!!
تعليق:
وهذا أوضح من مثلاً للإحياء منه في إحياء المهر ولو أن الرواية الأولى أعجز لعدم ذكر الإحياء في المسألة، بل ظهر منها أنه كان يتحرك دونما روح حيث قال ( إنه همام )، فتأمل ..!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليس عزيز على الله أن يخلق في مجاهيل أمة محمد صلى الله عليه وآله في عسكر عمر من يضاهي روح الله عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذنه ولو كان المحيى حمارا ، غير إن هذه وأمثالها تخص برجال زمان أبي بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم بمن يحبهم و يعتنق ولائهم ، وإن جاء حديث في كرامة غيرهم فمن الصعب المستصعب قبوله ، والعقل والشرع والمنطق والبرهنة تأباه ، وهنالك يحق كل جبلة ولغط ، ويجري كل ما يتصور من المناقشة في الحساب لماذا هي كلها ؟ أنا لا أدري وإن كان المحاسب يدري .
وللقوم قصة حمار عدوها من دلائل النبوة ذكرها ابن كثير بالإسناد المتصل في تاريخه 6 : 150 ونحن نذكرها محذوف السند ونحيل البحث عنها إلى أولي الألباب من الأمة المسلمة: عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال ، وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ومكتل ، قال : فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار ، فكلمه الحمار فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وقد كنت أتوقعك أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمدا ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال : لبيك . قال : تشتهي الإناث ؟ قال : لا . فكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كان لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم..!!
إحياء الدجاجة
قال ابن حجر الهيتمي في (الفتاوى الحديثية ص 108 ) : نقلاً عن اليافعي: قال اليافعي رضي عنه: صح بالسند المتصل إلى الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى أنّ أم شاب عنده دخلت عليه وهو يأكل في دجاجة ، فأنكرت أكله الدجاجة وإطعامه ابنها أرذل الطعام ، فقال لها : إذا صار ابنك بحيث يقول لمثل هذه الدجاجة قومي بإذن الله فقامت ولها أجنحة وطارت بها حق له أنْ يأكل الدجاج..!!
تعليق:
الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني يريد أن يقول أنني أحيي الميت بإذن الله، وذلك آكل أفضل الطعام، ولذلك قال (أي ابن حجر الهيتمي ) نقلاً عن اليافعي ( الفتاوى الحديثية ص 303 ) : ومن المشهور ما روي مسنداً من خمس طرق عن جماعة من الشيوخ الأجلاء أنّ القطب الشيخ عبد القادر نفع الله به جاءت إليه إمرأة بولدها وخرجت عنه لله وله ، فقبله ثم أمره بالمجاهدة ، فدخلت عليه يوماً فوجدته نحيلاً مصفراً يأكل قرص شعير ، فدخلت على الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظم دجاجة قد أكلها . فقالت : يا سيدي : تأكل لحكم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير ، فوضع يده على ذلك الطعام وقال : قومي بالله محي العظام ، فقامت الدجاجة سوية وصاحت ، فقال الشيخ : إذا صار ابنك هكذا فليأكل الدجاج وماشاء..!!..!!
وقال اليافعي في مرآة الجنان 3 : 356 : روى الشيخ الإمام الفقيه العالم المقري أبو الحسن علي بن يوسف بن جرير بن معضاد الشافعي اللخمي في مناقب الشيخ عبد القادر (الشيخ السيد عبد القادر بن أبي صالح موسى الحسني الجيلاني ، مؤسس الطريقة القادرية . من كبار المتصوفين ، ولد في 491 بجيلان [ وراء طبرستان ] وانتقل إلى بغداد شابا ، وتوفي سنة 561 ودفن ببغداد وقبره مشهور يزار) بسنده من خمس طرق ، وعن جماعة من الشيوخ الجلة أعلام الهدى العارفين المقتنين للاقتداء ، قالوا : جاءت امرأة بولدها إلى الشيخ عبد القادر فقالت له : يا سيدي ! إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بك ، وقد خرجت عن حقي فيه لله عز وجل ولك ، فقبله الشيخ وأمره بالمجاهدة وسلوك الطريق ، فدخلت أمه عليه يوما فوجدته نحيلا مصفرا من آثار الجوع والسهر ، ووجدته يأكل قرصا من الشعير فدخلت إلى الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد أكلها ، فقالت : يا سيدي ! تأكل لحم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير ؟ فوضع يده على تلك العظام وقال : قومي بإذن الله تعالى الذي يحيي العظام وهي رميم . فقامت الدجاجة سوية وصاحت ، فقال الشيخ : إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء .
وقال بن حجر الهيثمي أيضاً في (الفتاوى الحديثية ص 204 ) : ومنه ما حكاه اليافعي رحمه الله وقال : مما علمناه بالسند الصحيح المتصل أنّ الشيخ عبد القادر الجيلاني أكل دجاجة ، ثم لما لم يبق غير العظم توجه إلى الله في إحيائها ، فأحياها الله وقامت تجري بين يديه كما كانت قبل ذبحها وطبخها..!!
وراجع أيضاً تفريح الخاطر ص 32.
تعليق:
لم تكن هذه الدجاجة ميتة فحسب، بل قد أٌكلت، ولم يبق منها سوى العضام..!!
توجه إلى الله في إحيائها فأحياها بإذن الله
أتساءل ما السبب لجعله يحيها..؟؟ إن مثل هذا الأمور لابد أن يكون وراءها سبب يعللها..!!
أم كان ذلك من التفاخر..؟؟
يقول آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله : إن هناك آيات كريمة قد ذكرت تحدي الناس للرسول بالمطالب التعجيزية، فلم يستجب النبي صلى الله عليه وآله لمطالبهم، لكونه بشراً وليس ملكاًً، وهي قد جاءت رداً على ما يزعمونه من لزوم كون النبي من غير البشر، ولذلك عقب الله تعالى هذه الآيات بقوله: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا: أبعث الله بشراً رسولا. قل: لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلّنا عليهم من السماء ملكا رسولا} سورة الإسراء الآيات 94 ـ 95. ولأجل هذا نجد أنه صلى الله عليه وآله لم يستجب لمطالبهم التعجيزية لأن ذلك يعني ترسيخ اعتقادهم الخاطئ في نفوسهم وإقرارهم عليه بصورة عملية. علماً أنه قد ثبت في علم الكلام أنه لا يجب على النبي الاستجابة لكل المطالب من المعاجز الاقتراحية التي يطلبها آحاد أو جماعات القوم الذين بعث إليهم ويكفيه في إثبات صدقه معجزته التي يلقيها من تلقاء نفسه..!!
وأتسأءل ما الفرق بين فعله وفعل نبي الله عيسى عليه السلام ( والذي يجب أن يكون بحكمة إن صح النقل عنه عليه السلام)، فقد جاء في ( تفسير الطبري ج: 3 ص: 285 ) : قال عيسى لليهودي بالذي أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها كم كان معك رغيفا فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد فمروا بصاحب بقر فنادى عيسى فقال يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلا قال ابعث صاحبك يأخذه قال انطلق يا زفر فجىء به فانطلق فجاء به فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر فقال له عيسى كل ولا تكسرن عظما فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه وقال قم بإذن الله فقام وله خوار قال خذ عجلك قال ومن أنت قال أنا عيسى قال أنت السحار...!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
إن خاصة الأنبياء وفي الطليعة منها إحياء الموتى هل تتأتى لكل مرتاض ، فلا يبقى بينه وبين النبي المرسل أي مائز ؟ وهب إن الباحث تصور لصدورها من الأولياء اعتبارا آخر فتكون كرامة للولي ومعجزة للنبي الذي ينتحل شرعته ، إلا أنه اعتبار اهتدى إليه الفكر بعد روية طويلة ، لكنه لا خارج له تصل إليه العامة ، فاطرادها بل وظهورها من غير اطراد يحط عندها من مقام النبوة لمحض المشاكلة الصورية ، وكلما كان كذلك لا يمكن وقوعه .
ثم هل لأكل خبز الشعير وما جشب من الطعام بمحضه أن يوصل السالك إلى مرتبة يحيي فيها الموتى ، وإن كان المولى سبحانه يعلم إنه متى بلغ إلى هذه المرتبة ألهاه أكل الدجاجة المسلوقة أكلا لما ؟ ! وهل الرياضة شرط في حدوث القوة في النفس والملكات الفاضلة وليست شرطا في بقائها ؟ ! أو ليس التلهي باللذايذ مزيحة لتلكم الأحوال النفسية كما كانت الرياضة مجتذبة لها ؟ فاحف القول السؤال عن هذه المشكلات ، فإن أجابوك فأخبرني .
أمات عصفوراً لأنه بال عليه
إحياء الأموات
القدرة على إحياء الأموات لا يستبعده المخالفون على أولياء الله حتى بن تيمية المعادي لأهل البيت صلوات الله عليهم أجمعين حيث يقول في (كتاب النبوات ص 218 ) :
فانه لا ريب أن الله خص الأنبياء بخصائص لا توجد لغيرهم ولا ريب أن من آياتهم ما لا يقدر أن يأتي به غير الأنبياء بل النبي الواحد له آيات لم يأت بها غيره من الأنبياء كالعصا واليد لموسى وفرق البحر ، فإن هذا لم يكن لغير موسى وكانشقاق القمر والقرآن وتفجير الماء من بين الأصابع وغير ذلك من الآيات التي لم تكن لغير محمد من الأنبياء، وكالناقة التي لصالح فإن تلك الآية لم يكن مثلها لغيره وهو خروج ناقة من الأرض ، بخلاف إحياء الموتى فانه اشترك فيه كثير من الأنبياء بل ومن الصالحين..!!
ويقول أيضاً (كتاب النبوات ص 298 ) :
وقد يكون إحياء الموتى على يد أتباع الأنبياء كما وقع لطائفة من هذه الأمة..!!
و يقول ابن حجر الهيتمي في ( الفتاوى الحديثية، ص 108 ) : ثم الصحيح أنهم ينتهون إلى إحياء الموتى خلافاً لأبي القاسم القشيري، ومن ثم قال الزركشي: ما قاله ضعيف، والجمهور على خلافه، وقد أنكر عليه حتى ولده أبو نصر في كتابه المرشد، فقال عقب تلك المقالة: والصحيح تجويز جملة خوارق العادات كرامة للأولياء ، وكذا في إرشاد إمام الحرمين، وفي شرح مسلم للنووي تجوز الكرامات بخوارق العادات على اختلاف أنواعها، وخصها بعضهم بإجابة دعوة ونحوها، وهذا غلط من قائله وإنكار للحس، بل الصواب جريانها بانقلاب الأعيان ونحوه.
إحياء أم ولد للحاكم بعد جزعه عليها
يقول ابن العماد الحنبلي أثناء حديثه عن أبو بكر عبد الله باعلوي العيدروسي بعد أن مدحه نقلاً عن كتاب النور السافر ( شذرات الذهب ج8 ص 63 ، النور السافر ص 84) : ومن كراماته أنه لما رجع من الحج دخل زيلع ، وكان الحاكم بها يومئذ محمد بن عتيق ، فاتفق أنه ماتت أم ولد للحاكم المذكور ، وكان مشغوفاً بها ، فكاد عقله يذهب لموتها ، فدخل عليه سيدي لما بلغه عنه شدة عنه من شدة الجزع ليعزيه ويأمره بالصبر ، وهي مسجاة بين يديه ، فعزاه وصبره ، فلم يفد فيه ذلك وأكب على قدمي الشيخ يقبلهما ، وقال : يا سيدي : إنْ لم يحي الله هذه مت أنا أيضاً ، ولم تبق لي عقيدة في أحد ، فكشف سيدي عن وجهها ، وناداها باسمها ، فأجابته لبيك ، ورد الله روحها ، وخرج الحاضرون ، ولم يخرج سيدي الشيخ حتى أكلت مع سيدها الهريسة ، وعاشت مدة طويلة .
تعليق:
ما هذه الولاية يا أصحاب العقول..!!
بمجرد أن نادى بإسمها، حتى قالت "لبيك"..!!
وأتساءل على ضوء هذا النقل، أنطقت قبل أن تدب الروح للجسد، أم هو فقط تقديمٌ وتأخيرٌ في النص..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
فليذهب مسيح بن مريم بخاصته من إحياء الموتى بإذن الله حيث شاء ، فقد جاء باعلوي ونظراءه أمة كبيرة يشاركونه في المعجز ، نعم : الفاصل بين المسيح وهؤلاء أربعة أصابع (إشارة إلى الحديث المعروف المروي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام : بين الحق و الباطل أربعة أصابع . الفاصلة بين العين والأذن)
أحيت إبنها بعدما سمعت خبر موته
أخرج ابن أبي الدنيا في (من عاش بعد الموت ص 28 ) بسنده عن أنس بن مالك : عدت شاباً من الأنصار ، فما كان بأسرع أنْ مات ، فأغمضناه ، ومددنا عليه الثوب ، فقال بعضنا لأمه : احتسبيه،قالت : وقد مات..؟؟ قلنا : نعم، قالت : أحق ما تقولون.. ؟؟ قلنا : نعم. فمدت يدها نحو السماء وقالت : اللهم إني آمنت بك ، وهاجرت إلى رسولك ، فإذا أنزلت بي شدة شديدة ففرجتها ، فأسألك اللهم أنْ لا تحمل عليّ هذه المصيبة اليوم، قال : فانكشف الثوب عن وجهه، فما برحنا حتى أكلنا وأكل معنا.
تعليق:
هؤلاء قليلو الصبر على المصيبة والجزع ظاهرٌ على أفعالهم، غير عاجزين على إحياء الموتى، أين هؤلاء من أهل البيت صلوات الله عليهم، أين هم من القائل "اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى"..؟؟ ولكن أهل الصبر والإحتساب أعني بهم آل بيت محمد صلوات الله عليه وعلى آله يعجزون في إعتقادكم عن فعل هذه الأمور..؟؟ بلى، الأمر يتوقف إذا كان فيه كرامات لأهل البيت صلوات الله عليهم، وتقبلون هذه القدرة على أعداء الله سبحانه وتعالى، فقد جاء في ( صحيح البخاري ج: 6 ص: 2608 ) : باب لا يدخل الدجال المدينة 6713 حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أن أبا سعيد قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم يوما حديثا طويلا عن الدجال فكان فيما يحدثنا به أنه قال ثم يأتي الدجال وهو محرم عليه أن يدخل نقاب المدينة فينزل بعض السباخ التي تلي المدينة فيخرج إليه يومئذ رجل وهو خير الناس أو من خيار الناس فيقول أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم حديثه فيقول الدجال أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته هل تشكون في الأمر فيقولون لا فيقتله ثم يحييه فيقول والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه.. وراجع ذات الحديث في ( صحيح مسلم ج: 4 ص: 2256 باب في صفة الدجال وتحريم المدينة عليه وقتله المؤمن وإحيائه ح 2938، وأيضاً صحيح ابن حبان ج: 15 ص: 213 ح6802 )..!!
إحياء المهر إلى أجلٍ هو مسميه
جاء في ( المؤتلف والمختلف ج: 1 ص: 34 ) لمحمد بن طاهر بن علي بن القيسراني (408-507هـ) :
الثالث منسوب إلى بصرى قرية من قرى الشام منهم أبو عبيد البسري الصوفي صاحب كرامات أخبرنا أبو علي الشافعي بمكة قال أخبرنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني قال سمعت محمد بن داود قال سمعت أبا بكر بن معمر قال سمعت ابن أبي عبيد البسري يحدث عن أبيه أنه غزا سنة من السنين فخرج في السرية فمات المهر الذي كان تحته فقال أبو عبيد فقلت يا رب أعرنيه حتى نرجع إلى بصرى يعني قريته فإذا المهر قائم فلما غزونا ورجعنا إلى بصرى قال أبو عبيد لابنه يا بني خذ السرج عن المهر فقلت له يا أبه هو عرق فإن أخذنا عنه السرج داخله الريح فقال يا بني هو همام فلما أخذت عنه السرج وقع فمات .... وذكر ذلك أيضاً بن تيمية في (مجموع فتاوى ابن تيمية ج11 ص 280)..!!
تعليق:
لاحظ معي:
فقال أبو عبيد فقلت يا رب أعرنيه
نسأل، كيف يعيره مهر وهو ميت..؟؟
أليس لابد من إحياء ذلك المهر..!!
لم يسأل الله أن يحيي ذلك المهر،، فكيف قام..؟؟
أتحرك من غير ورح تدب فيه..؟؟ وهذا أعجز من أن تُعاد الروح..!!
ومات متى ما أراد أن يموت في قوله:"حتى نرجع إلى بصرى"..!!
ألا يعني هذا بأن له ولاية (ولو لوقت معين)..؟؟
إحياء الحمار
وجاء في ( الإصابة ج: 3 ص: 390 ) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852) :
3996 شيبان النخعي له إدراك روى إبراهيم الحربي من طريق مجالد عن الشعبي قال خرج رجل من النخع يقال له شيبان في جيش على حمار له في زمن عمر فوقع الحمار ميتا فدعاه أصحابه ليحملوه ومتاعه فامتنع فقام فتوضأ ثم قام ثم رأسه فقال اللهم إني أسلمت لك طائعا وهاجرت مختارا في سبيلك ابتغاء مرضاتك وإن حماري كان يعينني ويكفيني عن الناس فقوني به وأحيه لي ولا تجعل لأحد علي منة غيرك فنفض الحمار رأسه وقام فشد عليه ولحق بأصحابه.. وذكر مثل ذلك أيضاً بن تيمية في ( مجموع فتاواه ج11 ص 281 ) وبن كثير في (تاريخ ابن كثير 6 : 150 ، 292) وسيأتي في تعليق العلامة الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس..!!
تعليق:
وهذا أوضح من مثلاً للإحياء منه في إحياء المهر ولو أن الرواية الأولى أعجز لعدم ذكر الإحياء في المسألة، بل ظهر منها أنه كان يتحرك دونما روح حيث قال ( إنه همام )، فتأمل ..!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليس عزيز على الله أن يخلق في مجاهيل أمة محمد صلى الله عليه وآله في عسكر عمر من يضاهي روح الله عيسى بن مريم يحيي الموتى بإذنه ولو كان المحيى حمارا ، غير إن هذه وأمثالها تخص برجال زمان أبي بكر وعمر وعثمان ومن بعدهم بمن يحبهم و يعتنق ولائهم ، وإن جاء حديث في كرامة غيرهم فمن الصعب المستصعب قبوله ، والعقل والشرع والمنطق والبرهنة تأباه ، وهنالك يحق كل جبلة ولغط ، ويجري كل ما يتصور من المناقشة في الحساب لماذا هي كلها ؟ أنا لا أدري وإن كان المحاسب يدري .
وللقوم قصة حمار عدوها من دلائل النبوة ذكرها ابن كثير بالإسناد المتصل في تاريخه 6 : 150 ونحن نذكرها محذوف السند ونحيل البحث عنها إلى أولي الألباب من الأمة المسلمة: عن أبي منظور قال : لما فتح الله على نبيه صلى الله عليه وسلم خيبر أصابه من سهمه أربعة أزواج بغال ، وأربعة أزواج خفاف ، وعشر أواق ذهب وفضة ، وحمار أسود ومكتل ، قال : فكلم النبي صلى الله عليه وسلم الحمار ، فكلمه الحمار فقال له : ما اسمك ؟ قال : يزيد بن شهاب ، أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلهم لم يركبهم إلا نبي ، لم يبق من نسل جدي غيري ، ولا من الأنبياء غيرك ، وقد كنت أتوقعك أن تركبني ، قد كنت قبلك لرجل يهودي ، وكنت أعثر به عمدا ، وكان يجيع بطني ويضرب ظهري ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتك يعفور ، يا يعفور ! قال : لبيك . قال : تشتهي الإناث ؟ قال : لا . فكان النبي صلى الله عليه وسلم يركبه لحاجته فإذا نزل عنه بعث به إلى باب الرجل فيأتي الباب فيقرعه برأسه فإذا خرج إليه صاحب الدار أومأ إليه أن أجب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما قبض النبي صلى الله عليه وسلم جاء إلى بئر كان لأبي الهيثم بن التيهان فتردى فيها فصارت قبره جزعا منه على رسول الله صلى الله عليه وسلم..!!
إحياء الدجاجة
قال ابن حجر الهيتمي في (الفتاوى الحديثية ص 108 ) : نقلاً عن اليافعي: قال اليافعي رضي عنه: صح بالسند المتصل إلى الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني رحمه الله تعالى أنّ أم شاب عنده دخلت عليه وهو يأكل في دجاجة ، فأنكرت أكله الدجاجة وإطعامه ابنها أرذل الطعام ، فقال لها : إذا صار ابنك بحيث يقول لمثل هذه الدجاجة قومي بإذن الله فقامت ولها أجنحة وطارت بها حق له أنْ يأكل الدجاج..!!
تعليق:
الشيخ القطب عبد القادر الجيلاني يريد أن يقول أنني أحيي الميت بإذن الله، وذلك آكل أفضل الطعام، ولذلك قال (أي ابن حجر الهيتمي ) نقلاً عن اليافعي ( الفتاوى الحديثية ص 303 ) : ومن المشهور ما روي مسنداً من خمس طرق عن جماعة من الشيوخ الأجلاء أنّ القطب الشيخ عبد القادر نفع الله به جاءت إليه إمرأة بولدها وخرجت عنه لله وله ، فقبله ثم أمره بالمجاهدة ، فدخلت عليه يوماً فوجدته نحيلاً مصفراً يأكل قرص شعير ، فدخلت على الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظم دجاجة قد أكلها . فقالت : يا سيدي : تأكل لحكم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير ، فوضع يده على ذلك الطعام وقال : قومي بالله محي العظام ، فقامت الدجاجة سوية وصاحت ، فقال الشيخ : إذا صار ابنك هكذا فليأكل الدجاج وماشاء..!!..!!
وقال اليافعي في مرآة الجنان 3 : 356 : روى الشيخ الإمام الفقيه العالم المقري أبو الحسن علي بن يوسف بن جرير بن معضاد الشافعي اللخمي في مناقب الشيخ عبد القادر (الشيخ السيد عبد القادر بن أبي صالح موسى الحسني الجيلاني ، مؤسس الطريقة القادرية . من كبار المتصوفين ، ولد في 491 بجيلان [ وراء طبرستان ] وانتقل إلى بغداد شابا ، وتوفي سنة 561 ودفن ببغداد وقبره مشهور يزار) بسنده من خمس طرق ، وعن جماعة من الشيوخ الجلة أعلام الهدى العارفين المقتنين للاقتداء ، قالوا : جاءت امرأة بولدها إلى الشيخ عبد القادر فقالت له : يا سيدي ! إني رأيت قلب ابني هذا شديد التعلق بك ، وقد خرجت عن حقي فيه لله عز وجل ولك ، فقبله الشيخ وأمره بالمجاهدة وسلوك الطريق ، فدخلت أمه عليه يوما فوجدته نحيلا مصفرا من آثار الجوع والسهر ، ووجدته يأكل قرصا من الشعير فدخلت إلى الشيخ فوجدت بين يديه إناء فيه عظام دجاجة مسلوقة قد أكلها ، فقالت : يا سيدي ! تأكل لحم الدجاج ويأكل ابني خبز الشعير ؟ فوضع يده على تلك العظام وقال : قومي بإذن الله تعالى الذي يحيي العظام وهي رميم . فقامت الدجاجة سوية وصاحت ، فقال الشيخ : إذا صار ابنك هكذا فليأكل ما شاء .
وقال بن حجر الهيثمي أيضاً في (الفتاوى الحديثية ص 204 ) : ومنه ما حكاه اليافعي رحمه الله وقال : مما علمناه بالسند الصحيح المتصل أنّ الشيخ عبد القادر الجيلاني أكل دجاجة ، ثم لما لم يبق غير العظم توجه إلى الله في إحيائها ، فأحياها الله وقامت تجري بين يديه كما كانت قبل ذبحها وطبخها..!!
وراجع أيضاً تفريح الخاطر ص 32.
تعليق:
لم تكن هذه الدجاجة ميتة فحسب، بل قد أٌكلت، ولم يبق منها سوى العضام..!!
توجه إلى الله في إحيائها فأحياها بإذن الله
أتساءل ما السبب لجعله يحيها..؟؟ إن مثل هذا الأمور لابد أن يكون وراءها سبب يعللها..!!
أم كان ذلك من التفاخر..؟؟
يقول آية الله السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله : إن هناك آيات كريمة قد ذكرت تحدي الناس للرسول بالمطالب التعجيزية، فلم يستجب النبي صلى الله عليه وآله لمطالبهم، لكونه بشراً وليس ملكاًً، وهي قد جاءت رداً على ما يزعمونه من لزوم كون النبي من غير البشر، ولذلك عقب الله تعالى هذه الآيات بقوله: {وما منع الناس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى إلا أن قالوا: أبعث الله بشراً رسولا. قل: لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلّنا عليهم من السماء ملكا رسولا} سورة الإسراء الآيات 94 ـ 95. ولأجل هذا نجد أنه صلى الله عليه وآله لم يستجب لمطالبهم التعجيزية لأن ذلك يعني ترسيخ اعتقادهم الخاطئ في نفوسهم وإقرارهم عليه بصورة عملية. علماً أنه قد ثبت في علم الكلام أنه لا يجب على النبي الاستجابة لكل المطالب من المعاجز الاقتراحية التي يطلبها آحاد أو جماعات القوم الذين بعث إليهم ويكفيه في إثبات صدقه معجزته التي يلقيها من تلقاء نفسه..!!
وأتسأءل ما الفرق بين فعله وفعل نبي الله عيسى عليه السلام ( والذي يجب أن يكون بحكمة إن صح النقل عنه عليه السلام)، فقد جاء في ( تفسير الطبري ج: 3 ص: 285 ) : قال عيسى لليهودي بالذي أحيا هذه الشاة بعد ما أكلناها كم كان معك رغيفا فحلف ما كان معه إلا رغيف واحد فمروا بصاحب بقر فنادى عيسى فقال يا صاحب البقر أجزرنا من بقرك هذه عجلا قال ابعث صاحبك يأخذه قال انطلق يا زفر فجىء به فانطلق فجاء به فذبحه وشواه وصاحب البقر ينظر فقال له عيسى كل ولا تكسرن عظما فلما فرغوا قذف العظام في الجلد ثم ضربه بعصاه وقال قم بإذن الله فقام وله خوار قال خذ عجلك قال ومن أنت قال أنا عيسى قال أنت السحار...!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
إن خاصة الأنبياء وفي الطليعة منها إحياء الموتى هل تتأتى لكل مرتاض ، فلا يبقى بينه وبين النبي المرسل أي مائز ؟ وهب إن الباحث تصور لصدورها من الأولياء اعتبارا آخر فتكون كرامة للولي ومعجزة للنبي الذي ينتحل شرعته ، إلا أنه اعتبار اهتدى إليه الفكر بعد روية طويلة ، لكنه لا خارج له تصل إليه العامة ، فاطرادها بل وظهورها من غير اطراد يحط عندها من مقام النبوة لمحض المشاكلة الصورية ، وكلما كان كذلك لا يمكن وقوعه .
ثم هل لأكل خبز الشعير وما جشب من الطعام بمحضه أن يوصل السالك إلى مرتبة يحيي فيها الموتى ، وإن كان المولى سبحانه يعلم إنه متى بلغ إلى هذه المرتبة ألهاه أكل الدجاجة المسلوقة أكلا لما ؟ ! وهل الرياضة شرط في حدوث القوة في النفس والملكات الفاضلة وليست شرطا في بقائها ؟ ! أو ليس التلهي باللذايذ مزيحة لتلكم الأحوال النفسية كما كانت الرياضة مجتذبة لها ؟ فاحف القول السؤال عن هذه المشكلات ، فإن أجابوك فأخبرني .
أمات عصفوراً لأنه بال عليه
جاء في ( الطبقات الكبرى للشعراني ج1 ص 127 رقم 248 ) قال الشعراني أثناء كلامه عن عبد القادر الجيلاني: وتوضأ رضي الله عنه يوما فبال عليه عصفور فرفع رأسه إليه وهو طائر فوقع ميتاً فغسل الثوب ثم باعه وقال: هذا بهذا.
تعليق:
ليس فقط إحياء الأموات بيدهم بل حتى إماتة الأحياء..!!
ثم أتساءل أطلب تعليلاً، ما ذنب هذا العصفور حتى يميته بمجرد أن بال عليه..؟؟
وهل البول على ثوبك يا جيلاني يعادل عندك إماتة حيٍ وبيعه أيضاً..؟؟
رد الشمس، علم الغيب، العروج إلى السماء، الكلام بعد الموت، طي الأرض...!!
بسم الله الرحمن الرحيم،،
أمات رجلاً لكذبه عليه
جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 64) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : 54 ع مطرف بن عبد الله بن الشخير الإمام أبو عبد الله العامري الحرشي البصري كان رأسا في العلم والعمل وله جلالة في الإسلام ووقع في النفوس وروى غيلان بن جرير عنه ان رجلا كذب عليه فقال مطرف اللهم ان كان كاذبا فأمته فخر مكانه ميتا..!! وراجع أيضاً (تهذيب الكمال ج: 28 ص: 69) ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي (654-743هـ)، : وقال مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير أنه كان بينه وبين رجل كلام فكذب عليه فقال مطرف اللهم إن كان كاذبا فأمته فخر مكانه ميتا فرفع ذلك إلى زياد فقال قتلت الرجل قال لا ولكنها دعوة وافقت أجلا..!! وأيضاً (سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 189) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ)، وأيضأً (تهذيب التهذيب ج: 10 ص: 157) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ)..!!
تعليق:
إن كان حقاً رأساً في العلم والعمل كما تقولون، لكان أولى أن يدعو للذي كذب عليه بالهداية والصلاح، فأي جلالة في الإسلام لشخص هكذا..؟؟ فما أقول فيمن تواطأوا للكذب على النبي صلوات الله عليه وعلى آله، فهل دعا عليهم نبي الرحمة..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليس هذا المستجاب دعوته ببعيد في القسوة عن أبي مسلم الخولاني الذي أعمى المرأة من غير ذنب (سيمر ذلك إن شاء الله تعالى في سرد كرامات المخالفون)، والكذب وإن كان محرما لكن ليس الجزاء عليه إعدام صاحبه ، وليس من السهل السائغ أن تستجاب دعوة كل غير معصوم على من عادى عليه وفيهم من رجال الغضب الثائر مثل أبي مسلم الخولاني ومطرف البصري ، وإلا لوجب على الأمة المستجابة دعوتهم أن تدعو على الكذبة ، وعلى الله أن يجيبهم بقتل رواة هذه القصص فتشاد وتعمر بقاع بأجداث كثيرين من الحفاظ وأئمة الحديث ورماة القول على عواهنه ، حتى تستريح أمة محمد صلى الله عليه وآله من هذه السفاسف التي لا مقيل لها من الاعتبار ، ولا لها نهاية .
عرج إلى السماء السابعة فرأى النبي ص
يموت ويحيى
جاء في ( تهذيب التهذيب ج: 11 ص: 340 ) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ) في حديثه عن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي : 650 م د ت ق مسلم وأبي داود والترمذي.... وقال يعقوب بن شيبة ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيب ثنا سوار بن عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى بن موسى عن بن الماجشون قال عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه على سرير الغسل وقلنا نروح به فدخل إليه غاسل يغسله فرأى عرقا يتحرك من أسفل قدميه فتركه ومكث ثلاثا على حاله ثم نشع بعد فاستوى جالسا فقال ائتوني بسويق فشربه فقلنا أخبرنا ما رأيت قال إلى السماء السابعة فقيل من هذا قال الماجشون قيل لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا ثم هبطت فرأيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه فقلت للذي معي أنه القريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال أنه عمل بالحق في زمن الجور..!! وأخرجه ابن عساكر في تاريخ الشام ، وذكره ابن خلكان في تاريخه 2 : 461 ، واليافعي في مرآة الجنان 1 : 351 ، وأبو الفلاح الحنبلي في شذرات الذهب 1 : 259.
تعليق:
وصوله إلى السماء السابعة (فهناك روايات تقول بأن بعض الأنبياء لم يصلوا إلى السماء السابعة)، فهذا أمر أعجب..!!
إشكال في قوله (فدخل إليه غاسل يغسله فرأى عرقا يتحرك)، أولم تعرج روحه إلى السماء السابعة..؟؟ إذاً كيف تحرك ذلك العرق..؟؟
فهل هناك إعجاز أعظم من هذا في حياة الأولياء..؟؟
إذاً لماذا تنكرون فضائل ومقامات أهل البيت صلوات الله عليهم، ألمسألة فقط عناد، أم حقد وعداء..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما كنت أحسب أن يوجد في الأمة الإسلامية من يتهم الملك الموكل بقبض الأرواح بالجهل بآونة الوفيات ، وقد وكل به من عند العزيز العليم فقال سبحانه : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم (سورة السجدة : 11) أو من يقذفه بالاستبداد في نزع روح أحد قبل إرادة المولى سبحانه وتعالى وفي الكتاب المنزل قوله : الله يتوفى الأنفس حين موتها (سورة الزمر : 42) وهو الذي يحيي ويميت (سورة المؤمنون : 80) وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (سورة آل عمران : 145) لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين (سورة الدخان : 8) هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى (سورة الأنعام : 3) ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (سورة الأعراف : 34) ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى (سورة النحل : 61) ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى (سورة فاطر : 45) فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل (سورة الزمر : 42) إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون (سورة نوح : 54) . فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا (سورة فاطر : 45) .
كما إني ما كنت أشعر إمكان حركة جارحة من جوارح الميت بعد نزع روحه ، فلم أدر بأي صلة بالروح المقبوضة كان يتحرك العرق الماجشوني خلال ثلاثة أيام ، والي أي مركز حساس كانت صلة ذلك العرق النابض وما كنت أدري إن السموات العلى لها أبواب مغلقة يقف عندها ملك الموت في كل عروجه بروح من الأرواح فيستفتح فتفتح له . وليتني أدري هل هذا السير البطئ - ثلاثة أيام - لملك الموت في استصحابه روح الماجشون يخص بالماجشون فحسب أو هو الشأن المطرد في عامة الأرواح ؟ نعم كل هذه تسوغها الدعاية إلى السلطات الأموية الغاشمة التي كانت تحكم على الأمة في تلكم الأيام..!!
رد الشمس
قال السبكي في " طبقات الشافعيين " ج 5 ص 51 : مما حكي من كرامات الحضرمي واستفاض : إنه قال يوما لخادمه وهو في سفر : قل للشمس تقف حتى نصل إلى المنزل . وكان في مكان بعيد وقد قرب غروبها فقال لها الخادم : قال لك الفقيه إسماعيل قفي . فوقفت حتى بلغ مكانه ثم قال للخادم : أما تطلق ذلك المحبوس ؟ فأمرها الخادم بالغروب فغربت ، وأظلم الليل في الحال .
وقال اليافعي في ( مرآة الجنان " 4 ص 178) : من كرامات إسماعيل الحضرمي وقوف الشمس له حتى بلغ مقصده لما أشار إليها بالوقوف في آخر النهار ، وهذه الكرامة مما شاع في بلاد اليمن وكثر فيها الانتشار ، ومنها : إنه نادته سدرة والتمست منه أن يأكل هو وأصحابه من ثمرها ، وإليه أشرت بقولي :
هو الحضرمي نجل الولي محمد *** إمام الهدى نجل الإمام الممجد
ومن جاهه أومى إلى الشمس أن قفي *** فلم تمش حتى أنزلوه بمقصد
وقال ابن العماد في (شذرات الذهب " 5 ص 362) : له [ للشيخ إسماعيل الحضرمي ] كرامات قال المطري : كادت تبلغ التواتر " إلى أن قال " : ومنها : إنه قصد بلدة زبيد فكادت الشمس تغرب وهو بعيد عنها فخاف أن تغلق أبوابها فأشار إلى الشمس فوقفت حتى دخل المدينة وإليه أشار الإمام اليافعي بقوله :
هو الحضرمي نجل النبي محمد * إلى آخر البيتين المذكورين
تعليق:
عجب عجاب يظهر من القوم..!!
نراهم قد شمروا عن سواعدهم، وبرزت أنيابهم لتقطيع هذه الفضيلة لمولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، فتجد منهم طنينا وهمهمة في صحة الحديث ، وعدم وقوع الواقعة ، وعدم إمكانها، وما إلي ذلك من الأمور التي أرادوا بها إطفاء نور فضائله فضلاً عن نور شخصه صلوات ربي عليه، قال تعالى : «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (32) سورة التوبة..!!
وللباحث أن يستنتج من هذه القضية إن أخبت بها أن إسماعيل الحضرمي أعظم عند الله تعالى من النبي الأعظم ووصيه أمير المؤمنين ، لأن رد الشمس لعلي كان بدعائه تارة وبدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوراً ، وأما إسماعيل فقد أمر خادمه أن يأمرها بالوقوف ثم أمره بأن يفك قيد أسارها بأمرها بالانصراف ، أو : أشار هو إليها بالوقوف فوقفت ، هذه هي العظمة والزلفة إن صحت الأحلام لكن العقلاء يدرون ورواة القصة أيضا يعلمون بأنها متى صيغت ، ومهما لفقت ، ولماذا نسجت .
تأخير أجله إلى حين يريد ويعلم الغيب
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 79 أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال أنا علي بن محمد الواعظ قال ثنا يوسف يعني ابن يزيد قال ثنا أسد قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 1 ص: 360) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 117) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ) : حاتم بن إسماعيل حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد بن أبي وقاص فقال يا رب بني صغار فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
تعليق:
أولاً: وظاهر الحديث أنه كان يعلم بأن أجله قد حان، ولذلك قال بني صغار فأخر عني الموت، فجاء القول : فأخر عنه الموت عشرين سنة، أي أن أجله كان قبل هذه العشرين سنة..!!
ثانياً: أليس الله عز وجل بأرحم من مخلوقاته..؟؟ أولا يعلم الله بأن عياله صغارا..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما أكرم أولاد سعد على الله وفيهم عمر بن سعد قاتل الإمام السبط الشهيد ؟ فحقا كان على الله أن يستجيب دعوة سعد ويؤخر أجله حتى يربي من له قدم وأي قدم في قتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإبادة أهله .
وليتني أدري من الذي أخبر سعدا أو لبيبة أو من روى القصة ومن حفظها بأن سعدا قد أتاه أجله المحتوم الذي إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (سورة يونس 49) و ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (سورة آل عمران : 145) فأخره الله عنه ببركة دعاءه عشرين عاما مدة معينة ؟ هل تجد مثل هذا العلم عند العاديين من البشر أمثال سعد ولبيبة ؟ وهل لكل ابن أنثى طريق إلى الكشف عن تلكم المغيبات ؟ نعم ليس على الله بمستنكر أن يطلع على غيبه أي إنسان خلق جهولا سعيدا أو شقيا ، عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ، فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا . (سورة الجن : 26 ، 27)..!!
علم الغيب، رؤية الله عز وجل والكلامه معه سبحانه وتعالى، الكلام بعد الموت، الضحك بعد الموت...!!
جاء في (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج2 ص 337) للسخاوي رقم (3240) : قال : وترجمته تحتمل مجلدا ضخما وممن أفردها الذهبي في نعم السمر في سيرة عمر وقد أطاعته العناصر الأربع فإنه كتب لنيل مصر وقد بلغه أن عادته أن لا يوفي إلا ببنت تلقى فيه فقطع الله من كتابه هذه العادة المذمومة والهوى حيث بلغ صوته إلى سارية والتراب حين زلزلت الأرض فضربها بالدرة فسكنت والنار حيث قال لشخص أدرك بيتك فقد احترق.انتهى..!!
وفي (مآثر الإنافة في معالم الخلافة ج2 ص306) للقلقشندي، يقول ضمن خطبة له : ((.....والفاروق الشديد في الله بأسا واللين في الله جانبا والموفى للخلافة حقا والمؤدى للإمامة واجبا والقائم في نصرة الدين حق القيام حتى عمت فتوحه الأمصار مشارقا ومغاربا وأطاعته العناصر الأربعة إذ كان لله طائعا ومن الله خائفا وإلى الله راغبا...إلخ.))انتهى..!!
تعليق:
ما هذه العظمة...؟؟!!!
توقف قلمي أن أكتب لمثله
وعجز لساني أن أتحدث عن شخصيتة،
وما جرى على يده إلا قليل وما خفي كان أعظم...!!
ألمثل عمر ولاية كهذه وهو هو ولا تكون لأهل بيت العصمة والوحي صلوات الله عليهم أجمعين..؟؟
بالله عليكم، أفتقبلون بكرامة لعمر بن الخطاب وهو هو، وتردون كرامات وفضائل لمولانا أمير المؤمنين وسيد الخلق أجمعين بعد الرسول الأمين صلوات الله عليه وعلى آله، {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس..!! ظلموك في ولادتك، وفي حياتك وبعد مماتك يا سيدي يا أمير المؤمنين..!!
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
طوي الأرض،السلطة على الحيوانات، الطيران من بلد لآحر، المشي على البحر والنهر..إلخ
أمات رجلاً لكذبه عليه
جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 64) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : 54 ع مطرف بن عبد الله بن الشخير الإمام أبو عبد الله العامري الحرشي البصري كان رأسا في العلم والعمل وله جلالة في الإسلام ووقع في النفوس وروى غيلان بن جرير عنه ان رجلا كذب عليه فقال مطرف اللهم ان كان كاذبا فأمته فخر مكانه ميتا..!! وراجع أيضاً (تهذيب الكمال ج: 28 ص: 69) ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي (654-743هـ)، : وقال مهدي بن ميمون حدثنا غيلان بن جرير أنه كان بينه وبين رجل كلام فكذب عليه فقال مطرف اللهم إن كان كاذبا فأمته فخر مكانه ميتا فرفع ذلك إلى زياد فقال قتلت الرجل قال لا ولكنها دعوة وافقت أجلا..!! وأيضاً (سير أعلام النبلاء ج: 4 ص: 189) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ)، وأيضأً (تهذيب التهذيب ج: 10 ص: 157) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ)..!!
تعليق:
إن كان حقاً رأساً في العلم والعمل كما تقولون، لكان أولى أن يدعو للذي كذب عليه بالهداية والصلاح، فأي جلالة في الإسلام لشخص هكذا..؟؟ فما أقول فيمن تواطأوا للكذب على النبي صلوات الله عليه وعلى آله، فهل دعا عليهم نبي الرحمة..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ليس هذا المستجاب دعوته ببعيد في القسوة عن أبي مسلم الخولاني الذي أعمى المرأة من غير ذنب (سيمر ذلك إن شاء الله تعالى في سرد كرامات المخالفون)، والكذب وإن كان محرما لكن ليس الجزاء عليه إعدام صاحبه ، وليس من السهل السائغ أن تستجاب دعوة كل غير معصوم على من عادى عليه وفيهم من رجال الغضب الثائر مثل أبي مسلم الخولاني ومطرف البصري ، وإلا لوجب على الأمة المستجابة دعوتهم أن تدعو على الكذبة ، وعلى الله أن يجيبهم بقتل رواة هذه القصص فتشاد وتعمر بقاع بأجداث كثيرين من الحفاظ وأئمة الحديث ورماة القول على عواهنه ، حتى تستريح أمة محمد صلى الله عليه وآله من هذه السفاسف التي لا مقيل لها من الاعتبار ، ولا لها نهاية .
عرج إلى السماء السابعة فرأى النبي ص
يموت ويحيى
جاء في ( تهذيب التهذيب ج: 11 ص: 340 ) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ) في حديثه عن يعقوب بن أبي سلمة الماجشون التيمي : 650 م د ت ق مسلم وأبي داود والترمذي.... وقال يعقوب بن شيبة ثنا عبد الرحمن بن محمد بن حبيب ثنا سوار بن عبد الله حدثني أبي ثنا إسحاق بن عيسى بن موسى عن بن الماجشون قال عرج بروح أبي الماجشون فوضعناه على سرير الغسل وقلنا نروح به فدخل إليه غاسل يغسله فرأى عرقا يتحرك من أسفل قدميه فتركه ومكث ثلاثا على حاله ثم نشع بعد فاستوى جالسا فقال ائتوني بسويق فشربه فقلنا أخبرنا ما رأيت قال إلى السماء السابعة فقيل من هذا قال الماجشون قيل لم يأن له بقي من عمره كذا وكذا ثم هبطت فرأيت النبي صلى الله عليه (وآله) وسلم وأبا بكر عن يمينه وعمر عن يساره وعمر بن عبد العزيز بين يديه فقلت للذي معي أنه القريب المقعد من رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم قال أنه عمل بالحق في زمن الجور..!! وأخرجه ابن عساكر في تاريخ الشام ، وذكره ابن خلكان في تاريخه 2 : 461 ، واليافعي في مرآة الجنان 1 : 351 ، وأبو الفلاح الحنبلي في شذرات الذهب 1 : 259.
تعليق:
وصوله إلى السماء السابعة (فهناك روايات تقول بأن بعض الأنبياء لم يصلوا إلى السماء السابعة)، فهذا أمر أعجب..!!
إشكال في قوله (فدخل إليه غاسل يغسله فرأى عرقا يتحرك)، أولم تعرج روحه إلى السماء السابعة..؟؟ إذاً كيف تحرك ذلك العرق..؟؟
فهل هناك إعجاز أعظم من هذا في حياة الأولياء..؟؟
إذاً لماذا تنكرون فضائل ومقامات أهل البيت صلوات الله عليهم، ألمسألة فقط عناد، أم حقد وعداء..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما كنت أحسب أن يوجد في الأمة الإسلامية من يتهم الملك الموكل بقبض الأرواح بالجهل بآونة الوفيات ، وقد وكل به من عند العزيز العليم فقال سبحانه : قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم (سورة السجدة : 11) أو من يقذفه بالاستبداد في نزع روح أحد قبل إرادة المولى سبحانه وتعالى وفي الكتاب المنزل قوله : الله يتوفى الأنفس حين موتها (سورة الزمر : 42) وهو الذي يحيي ويميت (سورة المؤمنون : 80) وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (سورة آل عمران : 145) لا إله إلا هو يحيي ويميت ربكم ورب آبائكم الأولين (سورة الدخان : 8) هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى (سورة الأنعام : 3) ولكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (سورة الأعراف : 34) ما ترك عليها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى (سورة النحل : 61) ما ترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى (سورة فاطر : 45) فيمسك التي قضى عليها الموت و يرسل الأخرى إلى أجل (سورة الزمر : 42) إن أجل الله إذا جاء لا يؤخر لو كنتم تعلمون (سورة نوح : 54) . فإذا جاء أجلهم فإن الله كان بعباده بصيرا (سورة فاطر : 45) .
كما إني ما كنت أشعر إمكان حركة جارحة من جوارح الميت بعد نزع روحه ، فلم أدر بأي صلة بالروح المقبوضة كان يتحرك العرق الماجشوني خلال ثلاثة أيام ، والي أي مركز حساس كانت صلة ذلك العرق النابض وما كنت أدري إن السموات العلى لها أبواب مغلقة يقف عندها ملك الموت في كل عروجه بروح من الأرواح فيستفتح فتفتح له . وليتني أدري هل هذا السير البطئ - ثلاثة أيام - لملك الموت في استصحابه روح الماجشون يخص بالماجشون فحسب أو هو الشأن المطرد في عامة الأرواح ؟ نعم كل هذه تسوغها الدعاية إلى السلطات الأموية الغاشمة التي كانت تحكم على الأمة في تلكم الأيام..!!
رد الشمس
قال السبكي في " طبقات الشافعيين " ج 5 ص 51 : مما حكي من كرامات الحضرمي واستفاض : إنه قال يوما لخادمه وهو في سفر : قل للشمس تقف حتى نصل إلى المنزل . وكان في مكان بعيد وقد قرب غروبها فقال لها الخادم : قال لك الفقيه إسماعيل قفي . فوقفت حتى بلغ مكانه ثم قال للخادم : أما تطلق ذلك المحبوس ؟ فأمرها الخادم بالغروب فغربت ، وأظلم الليل في الحال .
وقال اليافعي في ( مرآة الجنان " 4 ص 178) : من كرامات إسماعيل الحضرمي وقوف الشمس له حتى بلغ مقصده لما أشار إليها بالوقوف في آخر النهار ، وهذه الكرامة مما شاع في بلاد اليمن وكثر فيها الانتشار ، ومنها : إنه نادته سدرة والتمست منه أن يأكل هو وأصحابه من ثمرها ، وإليه أشرت بقولي :
هو الحضرمي نجل الولي محمد *** إمام الهدى نجل الإمام الممجد
ومن جاهه أومى إلى الشمس أن قفي *** فلم تمش حتى أنزلوه بمقصد
وقال ابن العماد في (شذرات الذهب " 5 ص 362) : له [ للشيخ إسماعيل الحضرمي ] كرامات قال المطري : كادت تبلغ التواتر " إلى أن قال " : ومنها : إنه قصد بلدة زبيد فكادت الشمس تغرب وهو بعيد عنها فخاف أن تغلق أبوابها فأشار إلى الشمس فوقفت حتى دخل المدينة وإليه أشار الإمام اليافعي بقوله :
هو الحضرمي نجل النبي محمد * إلى آخر البيتين المذكورين
تعليق:
عجب عجاب يظهر من القوم..!!
نراهم قد شمروا عن سواعدهم، وبرزت أنيابهم لتقطيع هذه الفضيلة لمولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، فتجد منهم طنينا وهمهمة في صحة الحديث ، وعدم وقوع الواقعة ، وعدم إمكانها، وما إلي ذلك من الأمور التي أرادوا بها إطفاء نور فضائله فضلاً عن نور شخصه صلوات ربي عليه، قال تعالى : «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ» (32) سورة التوبة..!!
وللباحث أن يستنتج من هذه القضية إن أخبت بها أن إسماعيل الحضرمي أعظم عند الله تعالى من النبي الأعظم ووصيه أمير المؤمنين ، لأن رد الشمس لعلي كان بدعائه تارة وبدعاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم طوراً ، وأما إسماعيل فقد أمر خادمه أن يأمرها بالوقوف ثم أمره بأن يفك قيد أسارها بأمرها بالانصراف ، أو : أشار هو إليها بالوقوف فوقفت ، هذه هي العظمة والزلفة إن صحت الأحلام لكن العقلاء يدرون ورواة القصة أيضا يعلمون بأنها متى صيغت ، ومهما لفقت ، ولماذا نسجت .
تأخير أجله إلى حين يريد ويعلم الغيب
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 129) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 79 أخبرنا علي بن محمد بن عيسى قال أنا علي بن محمد الواعظ قال ثنا يوسف يعني ابن يزيد قال ثنا أسد قال ثنا حاتم بن إسماعيل قال ثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 1 ص: 360) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : وعن يحيى بن عبد الرحمن بن لبيبة عن جده قال دعا سعد فقال يا رب إن لي بنين صغارا فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
وأيضاً في (سير أعلام النبلاء ج: 1 ص: 117) لمحمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي أبو عبد الله (673-748هـ) : حاتم بن إسماعيل حدثنا يحيى بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة عن جده قال دعا سعد بن أبي وقاص فقال يا رب بني صغار فأخر عني الموت حتى يبلغوا فأخر عنه الموت عشرين سنة..!!
تعليق:
أولاً: وظاهر الحديث أنه كان يعلم بأن أجله قد حان، ولذلك قال بني صغار فأخر عني الموت، فجاء القول : فأخر عنه الموت عشرين سنة، أي أن أجله كان قبل هذه العشرين سنة..!!
ثانياً: أليس الله عز وجل بأرحم من مخلوقاته..؟؟ أولا يعلم الله بأن عياله صغارا..؟؟
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
ما أكرم أولاد سعد على الله وفيهم عمر بن سعد قاتل الإمام السبط الشهيد ؟ فحقا كان على الله أن يستجيب دعوة سعد ويؤخر أجله حتى يربي من له قدم وأي قدم في قتل ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وإبادة أهله .
وليتني أدري من الذي أخبر سعدا أو لبيبة أو من روى القصة ومن حفظها بأن سعدا قد أتاه أجله المحتوم الذي إذا جاء أجلهم فلا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون (سورة يونس 49) و ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا (سورة آل عمران : 145) فأخره الله عنه ببركة دعاءه عشرين عاما مدة معينة ؟ هل تجد مثل هذا العلم عند العاديين من البشر أمثال سعد ولبيبة ؟ وهل لكل ابن أنثى طريق إلى الكشف عن تلكم المغيبات ؟ نعم ليس على الله بمستنكر أن يطلع على غيبه أي إنسان خلق جهولا سعيدا أو شقيا ، عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا إلا من ارتضى من رسول ، فإنه يسلك من بين يديه ومن خلفه رصدا . (سورة الجن : 26 ، 27)..!!
علم الغيب، رؤية الله عز وجل والكلامه معه سبحانه وتعالى، الكلام بعد الموت، الضحك بعد الموت...!!
بسم الله الرحمن الرحيم،،،
علم الغيب
جاء في (صحيح مسلم في كتاب الفتن، مسند أحمد 5 ص 386، البيهقي، تاريخ ابن عساكر 4 ص 94، تيسير الوصول 4 ص 241، خلاصة التهذيب 63، الإصابة 1 ص 218، التقريب 82) وما أخرجه أحمد إمام مذهب الرجل في مسنده ج 5 ص 388 عن أبي إدريس قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة..!!
وذكر أحمد في (مسنده 1 ص 48 و 51)، والطبري في (رياضه 2 ص 74) إخبار عمر عن موته بسبب رؤيا رآها، وما كان بين رؤياه وبين يوم طعن فيه إلا جمعة..!!
وفي (الرياض النضرة ج 2 ص 75) عن كعب الأحبار إنه قال لعمر. يا أمير المؤمنين اعهد بأنك ميت إلى ثلاثة أيام فلما قضى ثلاثة أيام طعنه أبو لؤلؤة فدخل عليه الناس ودخل كعب في جملتهم فقال : القول ما قال كعب..!!
وفي (الرياض النضرة 2 ص 127، الإتحاف للشبراوي 92) : وإن تعجب فعجب إخبار الميت وهو يدفن عن شهادة عمر في أيام خلافة أبي بكر،أخرج البيهقي عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري قال : كنت فيمن دفن ثابت بن قيس وكان قتل باليمامة (بلدة باليمن على ستة عشر مرحلة من المدينة، وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتى عشر هجرية في خلافة أبي بكر) فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول : محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، عثمان البر الرحيم. فنظرنا إليه فإذا هو ميت. وذكره القاضي في " الشفاء " في فصل إحياء الموتى وكلامهم..!!
وفيه أيضاُ: عن عبد الله بن سلام قال : أتيت عثمان وهو محصور أسلم عليه فقال :مرحبا بأخي مرحبا بأخي، أفلا أحدثك ما رأيت الليلة في المنام؟ فقلت : بلى. قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مثل لي في هذه الخوخة - وأشار عثمان إلى خوخة في أعلى داره - فقال : حصروك؟ فقلت. نعم. فقال : عطشوك؟ فقلت : نعم. فأدلى دلوا من ماء فشربت حتى رويت، فها أنا أجد برودة ذلك الدلو بين ثديي وبين كتفي. فقال : إن شئت أفطرت عندنا وإن شئت نصرت عليهم؟ فاخترت الفطر..!!
تعليق :
توجد في طي كتب الحفاظ ومعاجم أعلام القوم قضايا جمة في أناس كثيرين عدوها لهم فضلا وكرامة تنبأ عن علمهم بالغيب وبما تخفي الصدور، ولا يراها أحد منهم شركا، ولا يسمع من القصيمي ومن لف لفه فيها ركزا، وأمثالها في أئمة الشيعة هي التي جسها القوم، وألقت عليهم جشمها، وكثر فيها منهم الرطيط، وإليك جملة من تلكم القضايا..!!
وقد جهلوا بأن علم المؤمن بموته واختياره الموت واللقاء مهما خير بينه وبين الحياة ليس من المستحيل، ولا بأمر خطير بعيد عن خطر المؤمن فضلا عن أئمة المؤمنين من العترة الطاهرة، هلا يعلم الرجل ما أخرجه قومه في أئمتهم من ذلك وعدوه فضائل لهم؟
وأعجب من هذه كلها دعوى الرجل من القوم أنه يرى اللوح المحفوظ ويقرأه فتؤخذ منه تلكم الدعاوي الضخمة، وتذكر في سلسلة الفضائل، وتأتي في كتبهم حقايق راهنة من دون أي مناقشة في الحساب: قال ابن العماد في (شذرات الذهب 8 ص 286) في ترجمة المولى محيي الدين محمد ابن مصطفى القوجوي الحنفي المتوفى 950 صاحب الحواشي على البيضاوي ومؤلفات أخرى : كان يقول إذا شككت في آية من القرآن أتوجه إلى الله تعالى فيتسع صدري حتى يصير قدر الدنيا ويطلع فيه قمران لا أدري هما أي شئ ثم يظهر نور فيكون دليلا إلى اللوح المحفوظ فأستخرج منه معنى الآية.
وقال (أي ابن العماد) في (ج 8 ص 178) في ترجمة المولى بخشي الرومي الحنفي المتوفى 931 : رحل إلى ديار العرب فأخذ عن علمائهم وصارت له يد طولى في الفقه والتفسير (إلى أن قال) : كان ربما يقول : رأيت في اللوح المحفوظ مسطورا كذا وكذا فلا يخطئ أصلا..!!
وقال اليافعي في (مرآة الجنان 3 ص 471) : إن الشيخ جاكير المتوفى سنة 590 كان يقول : ما أخذت العهد على أحد حتى رأيت اسمه مرفوعا في اللوح المحفوظ من جملة مريدي.
وقال أيضاً (ج 4 ص 25) : كان الشيخ ابن الصباغ أبو الحسن علي بن حميد المتوفى 612 لا يصحب إلا من يراه مكتوبا في اللوح المحفوظ من أصحابه. وذكره ابن العماد في شذراته 5 ص 52.
توجد جملة كثيرة من هذه الأوهام الخرافية في طبقات الشعراني، والكواكب الدرية للنووي، وروض الرياحين لليافعي، وروضة الناظرين للشيخ أحمد الوتري وأمثالها.
يتكلم بعد الموت
جاء في (الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج: 2 ص: 547) ليوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر المتوفى سنة 463: 844 زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك من بني الحارث بن الخزرج روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك وذلك أنه غشي علي قبل موته وأسرى بروحه فسجى عليه بثوبه ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام حفظ عنه في أبي بكر وعمر وعثمان ثم مات في حينه روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا إسماعيل بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن سعيد ابن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي زمن عثمان بن عفان فسجى بثوب ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال أحمد أحمد في الكتاب الأول صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع سنين وبقيت اثنتان أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة وسيأتيكم خبر بير اريس وما بير أريس قال يحيى بن سعيد قال سعيد بن المسيب ثم هلك رجل من بني خطمة فسجى بثوب فسمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق وكانت وفاته في خلافة عثمان وقد عرض مثل قصته لأخي ربعي بن خراش أيضا... وراجع أيضاَ التاريخ الصغير ج: 1 ص: 61 ح 228، تاريخ ابن كثير 6 : 156، الشفا للقاضي عياض، الروض الأنف 2 : 370، الإصابة 1 : 565، ج 2، 24، تهذيب التهذيب 3 : 410، الخصائص الكبرى 2 : 85، شرح الشفا للخفاجي 3 : 108 فقال : هذا مما روته الطبراني وأبو نعيم وابن مندة و رواه ابن أبي الدنيا عن أنس، وحكاه ص 105 عن ابن عبد البر وابن سيد الناس وابن الأثير والذهبي وابن الجوزي وابن أبي الدنيا..!!
تعليق:
يقول: وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك وذلك أنه غشي علي قبل موته وأسرى بروحه.
تناقض واضح: يقول في البدء أنه تكلم قبل موته، ومن ثم غشي عليه وأسري بروحه، كيف علم بأنه غشي عليه من أن روحه خرجت وهم عازمون على دفنه..؟؟ ويعقب بالقول: روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب..!! عجيب..!!
ثم ما باله لم يحفظ شيء في مولانا أميرالمؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام وقد دارت رحى الأمة لقتله وسفك دمه وأهل بيت صلوات الله عليهم..؟؟
أم أن ذلك راجع لسبب معين حيكت من أجله، ووطنت له الأقلام المغلوب على أمرها والراجية من الدنيا زخرفها وزبرجها..؟؟ أم هناك أمرٌ يجب إيضاحه..!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
نعمت الدعاية إلى مبادئ اعتنقها القوم ولم يقتنعوا بابتداعها حتى دعموها بأمثال هذه، وللمنقب أن يسهب في القول هاهنا لكنا نحيله إلى روية القارئ ولنا أن نسائل صاحب هذا المهزأة : هل القيامة قد قامت يوم مات فيه ابن خارجة فكلم الله فيه الموتى؟ أو كان ذلك جوابا عن مسائلة البرزخ قد سمعه الملأ الحضور؟ أو أن عقيدة الإمامية في مسألة الرجعة قد تحققت فرجع ابن خارجة - ولم يكن رجوعه في الحسبان - لتحقيق الحقايق، غير أن تحقيقه إياها لم يعد التافهات؟ وهل كان ابن خارجة متأثرا من عدم إشادته بأمر خلافة الخلفاء إبان حياته وكان ذلك حسرة في قلبه حتى تداركه بعد الموت، وكان من كرامته على الله سبحانه أن منحه بما دار في خلده وهو ميت؟ أو أن الله تعالى كلمه لإقامة الحجة على الأمة وأراه من الكتاب الأول ما لم يره نبيه الرسول الأمين، وأرجأ هذا البلاغ لابن خارجة ومنحه ما لم يمنحه صاحب الرسالة الخاتمة؟ وليت شعري لو كان ابن خارجة كشفت له عن الحقايق الراهنة الثابتة في الكتاب الأول، وأذن له ربه أن يبلغ أمة محمد صلى الله عليه وآله ما فيه نجاحها ونجاتها، فلما ذا أخفى عليها اسم رابع الخلفاء الراشدين - أو الخليفة الحق - ولم يذكره؟ ! أو من الذي أنساه إياه فجاء بلاغا مبتورا؟ أفتراه لم يأت ذكره في الكتاب الأول وما صدق وما صدق، وهو نفس النبي الأعظم في الكتاب الثاني، والمطهر بآية التطهير، وقد قرنت ولايته بولاية الله وولاية رسوله؟ إن هذا لشئ عجاب.
ولعلك لا تعجب من هذه الهضيمة بعد ما علمت أن سلسلة هذه الرواية تنتهي إلى سعيد بن المسيب ونعمان بن بشير وهما هما، وقد أسلفنا البحث عنهما وأنهما في طليعة مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام :
وهنا مشكلة أخرى لا تنحل ألا وهي : إن ابن خارجة توفي في عهد عثمان و أيام خلافته، فهل الصحابة العدول أو عدول الصحابة رأوا هذه المكرمة من كثب و صدقوها وأذعنوا بنبأ ابن خارجة العظيم، ثم نسوها مع قرب عهدهم بها كما نسوا عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم في مائة ألف أو يزيدون، وأصفقوا على بكرة أبيهم المهاجر منهم والأنصار على قتل عثمان بعد تلك الحجة البالغة وما شذ منهم محتجا على المتجمهرين عليه بنبأ ابن خارجة، كأن لم يكن شيئا مذكورا؟ وأنت تعرف مقدار عقلية أولئك الحفاظ ومكانتهم من العلم والدين والثقة بروايتهم أمثال هذه المخازي وعدهم إياها من الصحاح والمسانيد، قاتل الله الحب المعمي والمصم.
يضحك (بعد موته) بعدما علم أنه في الجنة
جاء في (شعب الإيمان ج: 1 ص: 520) لأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : 910 أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان ثنا عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا محمد بن الحسين ثنا محمد بن جعفر بن عون أخبرني بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلى ربع بن حراش أن لا يفتر عن أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وآلى يتحقق ربعي بعده ألا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار قال الحارث الغنوي فلقد أخبرني غاسله انه لم يزل متبسما على سريره وكنا نغسله حتى فرغنا منه..!!
وفي (تاريخ بغداد ج: 8 ص: 433) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثنا محمد بن جعفر بن عون أخبرني بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلي الربيع بن حراش أن لا يفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وآلى يتحقق ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار قال الحارث الغنوي فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل متبسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه..!! وراجع أيضاً (تهذيب الكمال ج: 9 ص: 56) ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي (654-742هـ)، (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 36) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ)..!!
تعليق:
لو إبتسم في إحتضاره لكان أولى لأن المؤمن يكشف عنه الحجاب في تلك اللحظة كما في الروايات..!! والضحك شيء أعظم من الإبتسام، جاء في لسان العرب ج: 10 ص: 459: و الضَّحِك ُ: ظهور الثنايا من الفرح..!!
يرى الله جل وعلى ويكلمه
جاء في (شعب الإيمان ج: 3 ص: 501) لأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : 4202 أخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت أبا عبد الله العبدوي يقول حدثني ابو عمر عبد الرحمن بن أبي قرصافه بعسقلان قال سمعت أبا القاسم البزار يقول قال لي علي بن الموفق حججت نيفا وخمسين حجة فجعلت ثوابها للنبي ص وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ولأبي وبقيت حجة واحدة قال فنظرت الى الموقف بعرفات وإلى ضجيج أصواتهم فقلت اللهم إن كان في هؤلاء أحد لم تقبل حجه فقد وهبت له هذه الحجة ليكون ثوابها له قال وبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي تبارك وتعالى في المنام فقال لي يا علي بن الموفق علي تتسخى قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم ومثلهم وأضعاف ذلك وشفعت كل رجل في أهل بيته وخاصته وجيرانه وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة..!! وراجع أيضاً (حلية الأولياء ج: 10 ص: 312) لأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ، (تاريخ بغداد ج: 12 ص: 112) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ)، (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 269) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ،
(صفوة الصفوة ج: 2 ص: 386) لعبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج (510-597هـ) : 273 علي بن الموفق أبو الحسن العابد عن محمد بن أحمد بن المهدي قال سمعت علي بن الموفق ما لا أحصيه يقول اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فعذبني بها وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لجنتك وشوقا مني إليها فاحرمنيها وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لك وشوقا مني إلى وجهك الكريم فأبحنيه واصنع بي ما شئت قال وسمعته يقول خرجت يوما لأؤذن فأصبحت قرطاسا فأخذته ووضعته في كمي وأقمت وصليت فلما صليت قرأته فإذا فيه مكتوب
بسم الله الرحمن الرحيم يا علي يا بن الموفق تخاف الفقر وأنا ربك..!!
تعليق:
الرجل يتحدث بثقة، وكأنه مقبولٌ عمله، ولا نكران، ولكن نتساءل:
لٍمْ لًمْ يدعو الله أن يقبل حجهم، أم أنه يؤثر على نفسه (من دون خصاصة)، أم يحسب نفسه من أهل هذه الآية «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (9) سورة الحشر..؟؟
ثم أنه رأى الله في المنام، لا أدري أهو أكرم على الله من نبيه موسى عليه السلام حيث قال عز وجل : «وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ»...(143) سورة الأعراف؛ فهل جاء أحدهم وقال مقولة مشابهة لمقولة عمر في أبو مسلم الخولاني: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به ما فعل موسى كليم الله..!!
كان حقا على البيهقي ولأصبهايني الخطيب البغدادي وبرهان الدين وابن الجوزي أن يذكروا شطرا من حياة هذا الرجل بعد الكتاب المذكور المغمورة باليسار والنعمة لتكون تصديقا للخبر وشاهدا على صحة المزعمة، لكنهما أغفلا عن ذلك فلم يقم لنا شاهد ولا حجة..!!
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
نواصب مستجابي الدعوة، تفجير المياه من الصخر الصلد، الولاية على الأنهار.. إلخ
علم الغيب
جاء في (صحيح مسلم في كتاب الفتن، مسند أحمد 5 ص 386، البيهقي، تاريخ ابن عساكر 4 ص 94، تيسير الوصول 4 ص 241، خلاصة التهذيب 63، الإصابة 1 ص 218، التقريب 82) وما أخرجه أحمد إمام مذهب الرجل في مسنده ج 5 ص 388 عن أبي إدريس قال : سمعت حذيفة بن اليمان يقول : والله إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة..!!
وذكر أحمد في (مسنده 1 ص 48 و 51)، والطبري في (رياضه 2 ص 74) إخبار عمر عن موته بسبب رؤيا رآها، وما كان بين رؤياه وبين يوم طعن فيه إلا جمعة..!!
وفي (الرياض النضرة ج 2 ص 75) عن كعب الأحبار إنه قال لعمر. يا أمير المؤمنين اعهد بأنك ميت إلى ثلاثة أيام فلما قضى ثلاثة أيام طعنه أبو لؤلؤة فدخل عليه الناس ودخل كعب في جملتهم فقال : القول ما قال كعب..!!
وفي (الرياض النضرة 2 ص 127، الإتحاف للشبراوي 92) : وإن تعجب فعجب إخبار الميت وهو يدفن عن شهادة عمر في أيام خلافة أبي بكر،أخرج البيهقي عن عبد الله بن عبيد الله الأنصاري قال : كنت فيمن دفن ثابت بن قيس وكان قتل باليمامة (بلدة باليمن على ستة عشر مرحلة من المدينة، وكانت وقعة اليمامة في ربيع الأول سنة اثنتى عشر هجرية في خلافة أبي بكر) فسمعناه حين أدخلناه القبر يقول : محمد رسول الله، أبو بكر الصديق، عمر الشهيد، عثمان البر الرحيم. فنظرنا إليه فإذا هو ميت. وذكره القاضي في " الشفاء " في فصل إحياء الموتى وكلامهم..!!
وفيه أيضاُ: عن عبد الله بن سلام قال : أتيت عثمان وهو محصور أسلم عليه فقال :مرحبا بأخي مرحبا بأخي، أفلا أحدثك ما رأيت الليلة في المنام؟ فقلت : بلى. قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد مثل لي في هذه الخوخة - وأشار عثمان إلى خوخة في أعلى داره - فقال : حصروك؟ فقلت. نعم. فقال : عطشوك؟ فقلت : نعم. فأدلى دلوا من ماء فشربت حتى رويت، فها أنا أجد برودة ذلك الدلو بين ثديي وبين كتفي. فقال : إن شئت أفطرت عندنا وإن شئت نصرت عليهم؟ فاخترت الفطر..!!
تعليق :
توجد في طي كتب الحفاظ ومعاجم أعلام القوم قضايا جمة في أناس كثيرين عدوها لهم فضلا وكرامة تنبأ عن علمهم بالغيب وبما تخفي الصدور، ولا يراها أحد منهم شركا، ولا يسمع من القصيمي ومن لف لفه فيها ركزا، وأمثالها في أئمة الشيعة هي التي جسها القوم، وألقت عليهم جشمها، وكثر فيها منهم الرطيط، وإليك جملة من تلكم القضايا..!!
وقد جهلوا بأن علم المؤمن بموته واختياره الموت واللقاء مهما خير بينه وبين الحياة ليس من المستحيل، ولا بأمر خطير بعيد عن خطر المؤمن فضلا عن أئمة المؤمنين من العترة الطاهرة، هلا يعلم الرجل ما أخرجه قومه في أئمتهم من ذلك وعدوه فضائل لهم؟
وأعجب من هذه كلها دعوى الرجل من القوم أنه يرى اللوح المحفوظ ويقرأه فتؤخذ منه تلكم الدعاوي الضخمة، وتذكر في سلسلة الفضائل، وتأتي في كتبهم حقايق راهنة من دون أي مناقشة في الحساب: قال ابن العماد في (شذرات الذهب 8 ص 286) في ترجمة المولى محيي الدين محمد ابن مصطفى القوجوي الحنفي المتوفى 950 صاحب الحواشي على البيضاوي ومؤلفات أخرى : كان يقول إذا شككت في آية من القرآن أتوجه إلى الله تعالى فيتسع صدري حتى يصير قدر الدنيا ويطلع فيه قمران لا أدري هما أي شئ ثم يظهر نور فيكون دليلا إلى اللوح المحفوظ فأستخرج منه معنى الآية.
وقال (أي ابن العماد) في (ج 8 ص 178) في ترجمة المولى بخشي الرومي الحنفي المتوفى 931 : رحل إلى ديار العرب فأخذ عن علمائهم وصارت له يد طولى في الفقه والتفسير (إلى أن قال) : كان ربما يقول : رأيت في اللوح المحفوظ مسطورا كذا وكذا فلا يخطئ أصلا..!!
وقال اليافعي في (مرآة الجنان 3 ص 471) : إن الشيخ جاكير المتوفى سنة 590 كان يقول : ما أخذت العهد على أحد حتى رأيت اسمه مرفوعا في اللوح المحفوظ من جملة مريدي.
وقال أيضاً (ج 4 ص 25) : كان الشيخ ابن الصباغ أبو الحسن علي بن حميد المتوفى 612 لا يصحب إلا من يراه مكتوبا في اللوح المحفوظ من أصحابه. وذكره ابن العماد في شذراته 5 ص 52.
توجد جملة كثيرة من هذه الأوهام الخرافية في طبقات الشعراني، والكواكب الدرية للنووي، وروض الرياحين لليافعي، وروضة الناظرين للشيخ أحمد الوتري وأمثالها.
يتكلم بعد الموت
جاء في (الاستيعاب في معرفة الأصحاب ج: 2 ص: 547) ليوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر المتوفى سنة 463: 844 زيد بن خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك من بني الحارث بن الخزرج روى عن النبي صلى الله عليه وسلم في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك وذلك أنه غشي علي قبل موته وأسرى بروحه فسجى عليه بثوبه ثم راجعته نفسه فتكلم بكلام حفظ عنه في أبي بكر وعمر وعثمان ثم مات في حينه روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب
أخبرنا عبد الله بن محمد بن عبد المؤمن قال حدثنا إسماعيل بن محمد قال حدثنا إسماعيل بن إسحاق قال حدثنا علي بن المديني قال حدثنا عبد الله ابن مسلمة بن قعنب قال حدثنا سليمان بن بلال عن يحيى عن سعيد ابن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني الحارث بن الخزرج توفي زمن عثمان بن عفان فسجى بثوب ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال أحمد أحمد في الكتاب الأول صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله كان ذلك في الكتاب الأول صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع سنين وبقيت اثنتان أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة وسيأتيكم خبر بير اريس وما بير أريس قال يحيى بن سعيد قال سعيد بن المسيب ثم هلك رجل من بني خطمة فسجى بثوب فسمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال إن أخا بني الحارث بن الخزرج صدق صدق وكانت وفاته في خلافة عثمان وقد عرض مثل قصته لأخي ربعي بن خراش أيضا... وراجع أيضاَ التاريخ الصغير ج: 1 ص: 61 ح 228، تاريخ ابن كثير 6 : 156، الشفا للقاضي عياض، الروض الأنف 2 : 370، الإصابة 1 : 565، ج 2، 24، تهذيب التهذيب 3 : 410، الخصائص الكبرى 2 : 85، شرح الشفا للخفاجي 3 : 108 فقال : هذا مما روته الطبراني وأبو نعيم وابن مندة و رواه ابن أبي الدنيا عن أنس، وحكاه ص 105 عن ابن عبد البر وابن سيد الناس وابن الأثير والذهبي وابن الجوزي وابن أبي الدنيا..!!
تعليق:
يقول: وهو الذي تكلم بعد الموت لا يختلفون في ذلك وذلك أنه غشي علي قبل موته وأسرى بروحه.
تناقض واضح: يقول في البدء أنه تكلم قبل موته، ومن ثم غشي عليه وأسري بروحه، كيف علم بأنه غشي عليه من أن روحه خرجت وهم عازمون على دفنه..؟؟ ويعقب بالقول: روى حديثه هذا ثقات الشاميين عن النعمان بن بشير ورواه ثقات الكوفيين عن يزيد بن النعمان بن بشير عن أبيه ورواه يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب..!! عجيب..!!
ثم ما باله لم يحفظ شيء في مولانا أميرالمؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام وقد دارت رحى الأمة لقتله وسفك دمه وأهل بيت صلوات الله عليهم..؟؟
أم أن ذلك راجع لسبب معين حيكت من أجله، ووطنت له الأقلام المغلوب على أمرها والراجية من الدنيا زخرفها وزبرجها..؟؟ أم هناك أمرٌ يجب إيضاحه..!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
نعمت الدعاية إلى مبادئ اعتنقها القوم ولم يقتنعوا بابتداعها حتى دعموها بأمثال هذه، وللمنقب أن يسهب في القول هاهنا لكنا نحيله إلى روية القارئ ولنا أن نسائل صاحب هذا المهزأة : هل القيامة قد قامت يوم مات فيه ابن خارجة فكلم الله فيه الموتى؟ أو كان ذلك جوابا عن مسائلة البرزخ قد سمعه الملأ الحضور؟ أو أن عقيدة الإمامية في مسألة الرجعة قد تحققت فرجع ابن خارجة - ولم يكن رجوعه في الحسبان - لتحقيق الحقايق، غير أن تحقيقه إياها لم يعد التافهات؟ وهل كان ابن خارجة متأثرا من عدم إشادته بأمر خلافة الخلفاء إبان حياته وكان ذلك حسرة في قلبه حتى تداركه بعد الموت، وكان من كرامته على الله سبحانه أن منحه بما دار في خلده وهو ميت؟ أو أن الله تعالى كلمه لإقامة الحجة على الأمة وأراه من الكتاب الأول ما لم يره نبيه الرسول الأمين، وأرجأ هذا البلاغ لابن خارجة ومنحه ما لم يمنحه صاحب الرسالة الخاتمة؟ وليت شعري لو كان ابن خارجة كشفت له عن الحقايق الراهنة الثابتة في الكتاب الأول، وأذن له ربه أن يبلغ أمة محمد صلى الله عليه وآله ما فيه نجاحها ونجاتها، فلما ذا أخفى عليها اسم رابع الخلفاء الراشدين - أو الخليفة الحق - ولم يذكره؟ ! أو من الذي أنساه إياه فجاء بلاغا مبتورا؟ أفتراه لم يأت ذكره في الكتاب الأول وما صدق وما صدق، وهو نفس النبي الأعظم في الكتاب الثاني، والمطهر بآية التطهير، وقد قرنت ولايته بولاية الله وولاية رسوله؟ إن هذا لشئ عجاب.
ولعلك لا تعجب من هذه الهضيمة بعد ما علمت أن سلسلة هذه الرواية تنتهي إلى سعيد بن المسيب ونعمان بن بشير وهما هما، وقد أسلفنا البحث عنهما وأنهما في طليعة مناوئي أمير المؤمنين عليه السلام :
وهنا مشكلة أخرى لا تنحل ألا وهي : إن ابن خارجة توفي في عهد عثمان و أيام خلافته، فهل الصحابة العدول أو عدول الصحابة رأوا هذه المكرمة من كثب و صدقوها وأذعنوا بنبأ ابن خارجة العظيم، ثم نسوها مع قرب عهدهم بها كما نسوا عهد رسول الله صلى الله عليه وآله يوم غدير خم في مائة ألف أو يزيدون، وأصفقوا على بكرة أبيهم المهاجر منهم والأنصار على قتل عثمان بعد تلك الحجة البالغة وما شذ منهم محتجا على المتجمهرين عليه بنبأ ابن خارجة، كأن لم يكن شيئا مذكورا؟ وأنت تعرف مقدار عقلية أولئك الحفاظ ومكانتهم من العلم والدين والثقة بروايتهم أمثال هذه المخازي وعدهم إياها من الصحاح والمسانيد، قاتل الله الحب المعمي والمصم.
يضحك (بعد موته) بعدما علم أنه في الجنة
جاء في (شعب الإيمان ج: 1 ص: 520) لأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : 910 أخبرنا أبو الحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان ثنا عبدالله بن محمد بن أبي الدنيا ثنا محمد بن الحسين ثنا محمد بن جعفر بن عون أخبرني بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلى ربع بن حراش أن لا يفتر عن أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وآلى يتحقق ربعي بعده ألا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار قال الحارث الغنوي فلقد أخبرني غاسله انه لم يزل متبسما على سريره وكنا نغسله حتى فرغنا منه..!!
وفي (تاريخ بغداد ج: 8 ص: 433) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ) : أخبرنا علي بن محمد بن عبد الله المعدل أخبرنا الحسين بن صفوان البرذعي حدثنا عبد الله بن محمد بن أبي الدنيا حدثني محمد بن الحسين حدثنا محمد بن جعفر بن عون أخبرني بكر بن محمد العابد عن الحارث الغنوي قال آلي الربيع بن حراش أن لا يفتر أسنانه ضاحكا حتى يعلم أين مصيره فما ضحك إلا بعد موته وآلى يتحقق ربعي بعده أن لا يضحك حتى يعلم أفي الجنة هو أو في النار قال الحارث الغنوي فلقد أخبرني غاسله أنه لم يزل متبسما على سريره ونحن نغسله حتى فرغنا منه..!! وراجع أيضاً (تهذيب الكمال ج: 9 ص: 56) ليوسف بن الزكي عبدالرحمن أبو الحجاج المزي (654-742هـ)، (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 36) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ)..!!
تعليق:
لو إبتسم في إحتضاره لكان أولى لأن المؤمن يكشف عنه الحجاب في تلك اللحظة كما في الروايات..!! والضحك شيء أعظم من الإبتسام، جاء في لسان العرب ج: 10 ص: 459: و الضَّحِك ُ: ظهور الثنايا من الفرح..!!
يرى الله جل وعلى ويكلمه
جاء في (شعب الإيمان ج: 3 ص: 501) لأبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : 4202 أخبرنا ابو عبد الله الحافظ قال سمعت أبا اسحاق ابراهيم بن محمد بن يحيى يقول سمعت أبا عبد الله العبدوي يقول حدثني ابو عمر عبد الرحمن بن أبي قرصافه بعسقلان قال سمعت أبا القاسم البزار يقول قال لي علي بن الموفق حججت نيفا وخمسين حجة فجعلت ثوابها للنبي ص وأبي بكر وعمر وعثمان وعلي ولأبي وبقيت حجة واحدة قال فنظرت الى الموقف بعرفات وإلى ضجيج أصواتهم فقلت اللهم إن كان في هؤلاء أحد لم تقبل حجه فقد وهبت له هذه الحجة ليكون ثوابها له قال وبت تلك الليلة بالمزدلفة فرأيت ربي تبارك وتعالى في المنام فقال لي يا علي بن الموفق علي تتسخى قد غفرت لأهل الموقف ومثلهم ومثلهم وأضعاف ذلك وشفعت كل رجل في أهل بيته وخاصته وجيرانه وأنا أهل التقوى وأهل المغفرة..!! وراجع أيضاً (حلية الأولياء ج: 10 ص: 312) لأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ، (تاريخ بغداد ج: 12 ص: 112) لأحمد بن علي أبو بكر الخطيب البغدادي (393-463هـ)، (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 269) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ،
(صفوة الصفوة ج: 2 ص: 386) لعبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي أبو الفرج (510-597هـ) : 273 علي بن الموفق أبو الحسن العابد عن محمد بن أحمد بن المهدي قال سمعت علي بن الموفق ما لا أحصيه يقول اللهم إن كنت تعلم أني أعبدك خوفا من نارك فعذبني بها وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لجنتك وشوقا مني إليها فاحرمنيها وإن كنت تعلم أني أعبدك حبا مني لك وشوقا مني إلى وجهك الكريم فأبحنيه واصنع بي ما شئت قال وسمعته يقول خرجت يوما لأؤذن فأصبحت قرطاسا فأخذته ووضعته في كمي وأقمت وصليت فلما صليت قرأته فإذا فيه مكتوب
بسم الله الرحمن الرحيم يا علي يا بن الموفق تخاف الفقر وأنا ربك..!!
تعليق:
الرجل يتحدث بثقة، وكأنه مقبولٌ عمله، ولا نكران، ولكن نتساءل:
لٍمْ لًمْ يدعو الله أن يقبل حجهم، أم أنه يؤثر على نفسه (من دون خصاصة)، أم يحسب نفسه من أهل هذه الآية «وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» (9) سورة الحشر..؟؟
ثم أنه رأى الله في المنام، لا أدري أهو أكرم على الله من نبيه موسى عليه السلام حيث قال عز وجل : «وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ»...(143) سورة الأعراف؛ فهل جاء أحدهم وقال مقولة مشابهة لمقولة عمر في أبو مسلم الخولاني: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به ما فعل موسى كليم الله..!!
كان حقا على البيهقي ولأصبهايني الخطيب البغدادي وبرهان الدين وابن الجوزي أن يذكروا شطرا من حياة هذا الرجل بعد الكتاب المذكور المغمورة باليسار والنعمة لتكون تصديقا للخبر وشاهدا على صحة المزعمة، لكنهما أغفلا عن ذلك فلم يقم لنا شاهد ولا حجة..!!
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
نواصب مستجابي الدعوة، تفجير المياه من الصخر الصلد، الولاية على الأنهار.. إلخ
بسم الله الرحمن الرحيم،،،
لسان حال الغمام يقول لبيك أبا حفص..!!
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 123) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 69 أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر السلمي ثنا عطاء بن مسلم عن العمري عن خوات بن جبير قال أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر فخرج عمر بالناس فصلى بهم ركعتين عدا بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين ثم بسط يديه فقال اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا فبينما هم كذلك إذا أعراب قد قدموا فأتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين بينما نحن في بوادينا في يوم كذا وكذا إذ أظلنا غمام فسمعنا فيها صوتا أتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث أبا حفص
تعليق:
في المقطع الأول: اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا
نقول شخصاً دعا الله فأجابه.. ولكن:
الأمر الأول: أهذا الفعل (عدا بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين) به علة..؟؟
الأمر الثاني: أن الغمام قد تحرك ومر على هؤلاء الأعراب: دليلاً على أن سلطته على الغيم قد جرت، فهمت الغيم لينحو نحوه بالغيث..!!
الأمر الثالث: من "الأمر الثاني" يتضح بأن سلطته واضحةـ أن يا أبا حفص "لبيك لبيك"..!!
ناصبي مستجاب الدعوة (مشروط)
جاء في (كرامات الأولياء ج1 ص: 219) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ في سياق ما وري من كرامات عبد الله بن شقيق إذنه : 190 أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا محمد البزاز قال ثنا داود بن الزبرقان عن الجريري قال كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة فكانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فما تجوز ذلك الموضع حتى تمطر..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 213) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ): 486 عبدالله بن شقيق البصري أبو عبد الرحمن سمع من عائشة رضي الله عنها وقال جاورت أبا هريرة سنة وقد روى عن عمر عن الجريري قال كان عبدالله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلاتجوز ذلك الموضع حتى تمطر
وأيضأً في (تهذيب التهذيب ج: 5 ص: 223) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ) : 444 ع ص الستة والنسائي في خصائص علي عبد الله بن شريك العامري الكوفي: قال بن أبي حاتم عن أبي زرعة ثقة وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي وقال الجريري كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر حكاه بن أبي خيثمة في تاريخه..!!
تعليق:
ما هذا الغلو الفاحش، ناصبي ومستجاب الدعوة..!!
لاحظ من نقله العسقلاني في تهذيبه : وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي:
ثقــة لكنه يبغض مولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، (يا علي لا يبغضك إلا منافق)..!!
مستجاب الدعوة وبشرط أيضاً: لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلاتجوز ذلك الموضع حتى تمطر..!!
{سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ} (159) سورة الصافات..!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
لعلك لا تستبعد إجابة دعوة ولي من أولياء الله وتراها غير عزيز على المولى سبحانه كرامة لصالحي عباده، بيد إن هذه النسبة تبعد من العقيلي بعد المشرقين بعد ما عرفه الملأ ممن نصب العداء لسيد العترة قال ابن خراش : كان عثمانيا يبغض عليا، وقال أحمد بن حنبل : كان يحمل على علي، راجعوا (تهذيب التهذيب 5 : 254)..!!
فأي كرامة لابن أنثى لا يوالي سيد العرب أمير المؤمنين فضلا عن أن يعاديه بعد ما ثبت عن النبي الأقدس من الدعوة المستجابة بقوله في علي عليه السلام : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه..!!
وبعد عهد النبي صلى الله عليه وآله إليه سلام الله عليه إنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق وبعد قوله صلى الله عليه وآله : لا يحب عليا المنافق، ولا يبغضه مؤمن وبعد قوله صلى الله عليه وآله : لولاك يا علي ! ما عرف المؤمنون بعدي وبعد قوله صلى الله عليه وآله : والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي. راجعوا (مستدرك الحاكم 3 ص 128 وصححه ووثق الذهبي رواته) وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك، راجعو (مستدرك الحاكم 3 ص 135 وصححه) وبعد قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، راجعوا (مستدرك الحاكم 3 ص 142 صححه الحاكم والذهبي) إلى أحاديث جمة..!
فكيف يسع لمسلم يصدق رسول الله صلى الله عليه وآله في أقواله هذه أن يذعن بكرامة ابن شقيق مبغض علي عليه السلام والمتحامل عليه بالوقيعة فيه، ويراه مستجاب الدعوة، نافذ المشيئة في السحاب. نعم يسوغه الغلو في الفضائل لا عن دراية وأما الجريري راوي هذه المهزأة فقد عرفت في ما مر في هذا الجزء : إنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وهذه الرواية من آيات اختلاطه.
تفجير الماء من الصخر الصلد وإيقافه
جاء في (معجم البلدان ج: 1 ص: 289) لياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله: إيران هو شطر الذي قبله وقد جاءت في بعض الشعر هكذا والمراد بها وبالتي قبلها واحد إيراياذ ولفظ العجم بها إيراوه قرية بينها وبين طبس خمسة عشر فرسخا على رأس جبل ولها قلعة حصينة وحولها مزارع وبساتين ونخل وأعناب وتفاح وأصناف من الفواكه وفيها مياه جارية عذبة وهي في غاية النزاهة والطيبة وبها خانقاه للصوفية عندها مشهد عليه قبة فيها قبر الشيخ أبي نصر لصاحب الإيراياذي وكانت وفاته بعد الخمسمائة وأهل تلك الناحية يذكرون له كرامات منها أن أهل قريته سألوه أن يستسقي لهم في محل أصابهم فسجد ودعا الله لهم فنبعت عين من وسط الجبل من الصخر الصلد وتدفقت بماء عذب صاف وفارت فورانا شديدا فوضع الشيخ يده على الماء وقال له اسكن فسكن بإذن الله أخبرني بذلك كله الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغداي وقال شاهدت العين وشربت من مائها وزرت قبر هذا الشيخ مرارا ووجدت عنده روحا وقبولا تاما وعليه نور كثير..!!
تعليق:
لا بأس بأن يدعو الله ليفجر لهم الماء من الصخر الصلد، ولكن، في هذا النقل، نجد دلالة يجب الوقوف عندها بتأمل: (فوضع الشيخ يده على الماء وقال له اسكن فسكن بإذن الله)
هنا دلالة واضحة على أمر (كن)، وهو قوله للماء المتدفق (أسكن)..!!
ألا يعني هذا بأن له ولاية والتي يطلق عليها بالمصطلح الإسلامي "الولاية التكوينية"..!!
كَشَفَ الماء بعد فيضانه
وجاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 200) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ: 689 عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلام القرشي الفقيه العارف لصاحب أبو عمرو صحب شرف الإسلام ابن عبد الواحد بدمشق ثم ارتحل إلى مصر واستوطن بها إلى أن مات.... وحكى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الضرير الفقيه الشافعي قال كان الشيخ أبو عمرو بن مرزوق من أوتاد مصر وكان شائع الذكر ظاهر الكرامات زاد النيل في سنة زيادة عظيمة كادت مصر تغرق وأقام على الأرض حتى أيس من الزرع فضج الناس بالشيخ أبي عمرو ابن مرزوق فأتى إلى وصيروا النيل وتوضأ منه فنقص في الحال نحو ذراعين ونزل عن الأرض حتى انكشفت وزرع الناس في اليوم الثاني
تعليق:
(توضأ منه فنقص في الحال)
لم يصرح هذا النقل بأنه دعا لينكشف الماء..!!
ما إن لمس الماء حتى كان ما كان من أمره، أليست هذه من مدلول "الأمر" أن يا أرض إبلعي ماءك..!!
جريان نهر النيل بعد توقفه..!!
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 119) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ : أنا محمد بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما حسنة مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال وما ذاك قالوا إذا كان ثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال له عمرو إن هذا مما لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما قبله قال فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الإسلام يهدم ما قبله وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تعالى تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم
تعليق:
من خلال هذه الرواية: نيل مصر وكما أخبر عنه " ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا"، نسلط الضوء على الآتي:
أولاً: ما الداعي بأن أكتب على بطاقة تلك الكلمات وأُلقيها في النهر..؟؟
ثانياً: لم لا يسأل الله سبحانه وتعالى مباشرة، ليجري النيل..؟؟
ثالثاً: ما هي العلة في تلك البطاقة..؟؟
رابعاً: هذه العبارة: (من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر)، تبين لنا :
1- أن نيل مصر يفهم ما يقول له عمر بن خطاب، وقد كان الخطاب موجهٌ إليه مباشرة..!!
2- أليس له سلطاناً على نيل مصر..!!
خامساً: جريان النيل حتى اليوم، سلطانه عليها في حياته وبعد مماته..!!
إنكشاف نهر النيل بمجرد أن توضأ منه
وجاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 201) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح: وحكى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الضرير الفقيه الشافعي قال كان الشيخ أبو عمرو بن مرزوق من أوتاد مصر وكان شائع الذكر ظاهر الكرامات زاد النيل في سنة زيادة عظيمة كادت مصر تغرق وأقام على الأرض حتى أيس من الزرع فضج الناس بالشيخ أبي عمرو ابن مرزوق فأتى إلى وصيروا النيل وتوضأ منه فنقص في الحال نحو ذراعين ونزل عن الأرض حتى انكشفت وزرع الناس في اليوم الثاني
تعليق:
(توضأ منه فنقص في الحال)
لم يصرح هذا النقل بأنه دعا لينكشف الماء..!!
ما إن لمس الماء حتى كان ما كان من أمره، أليست هذه من مدلول "الأمر" أن يا أرض إبلعي مائك..!!
ومن تعليق لطيف لإحدى الأخوات على هذه النقل:
تقول ساخرة: ماذا لو إغتسل من ماء النهر..؟؟ فهل سيبقى منه شيء..؟؟
تفجير الماء بغمزة رجلٍ في الأرض
جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 130) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : 117 ع أيوب بن أبي تميمة كيسان الإمام أبو بكر السختياني البصري الحافظ أحد الأعلام كان من الموالي سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية الرياحي وسعيد بن جبير وأبا قلابة وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وعدة وعنه شعبة ومعمر والحمادان والسفيانان ومعتمر بن سليمان وابن علية وخلق كثير قال بن المديني له نحو ثمانمائة حديث وقال شعبة كان أيوب سيد العلماء وقال بن عيينة لم ألق مثله وقال حماد بن زيد هو أفضل من جالست وأشده اتباعا للسنة وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان أنه سمع الحسن يقول أيوب سيد شباب أهل البصرة قال بن عون لما مات محمد بن سيرين قلنا من ثم قلنا أيوب قال بن سعد كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا وقال أبو حاتم ثقة لا يسأل عن مثله....قال بن عقيل في شمائل الزهاد أنا محمد بن إبراهيم أنا أبو الربيع سمعت أبا يعمر بالري يقول كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس عطش وخافوا فقال أيوب تكتمون علي قالوا نعم فدور دائرة ودعا فنبع الماء فرووا وسقوا الجمال ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بهذا فقال حدثني عبد الواحد بن زياد أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها عن النظر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال كنت مع أيوب فعطشت عطشا شديدا فقال تستر علي فقلت نعم فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي مات أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة في الطاعون وله ثلاث وستون سنة
وجاء في (حلية الأولياء ج: 3 ص: 5) لأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا خالد بن النضر القرشي قال ثنا محمد بن موسى الحرشي قال ثنا النضر بن كثير السعدي قال ثنا عبدالواحد بن زيد قال كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك في وجهي فقال ما الذي أرى بك قلت العطش وقد خفت على نفسي قال تستر علي قلت نعم قال فاستحلفني فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حيا قال فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء قال فما حدثت به أحدا حتى مات قال عبدالواحد فأتيت موسى الاسواري فذكرت له ذلك فقال ما بهذه البلدة أفضل من الحسن وأيوب
وجاء في (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 294) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : عبد الواحد بن زيد قال كنت مع أيوب على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك فى وجهي فقال ما الذى أرى بك قلت العطش قد خفت على نفسى قال تستر على قلت نعم فاستحلفنى فحلفت له أن لا أخبر عنه مادام حيا قال فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معى من الماء قال فما حدثت به أحدا حتى مات
تعليق:
من النقلين نعرف ما يلي بعد أن أصابهم العطش:
يقول عبدالواحد ين زيد –الذي شهد المشهد- :
فغمز برجله على حراء فنبع الماء..!!
أليست هذه خارقة للعادة وهي من فعل "أمر"، بأن غمز برجله على الأرض فنبع الماء من وقتها..!!
وفي الرواية:
ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان
وهنا كسابقتها، أن يا أرض إبلعي مائك، بفعل "أمر"..!!
أقوة نظر ٍ أم قوة صوتٍ أم طوي للأرض
وجاء في (الاعتقاد ج: 1 ص: 314) لأحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا حمزة بن العباس العقبي ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال فبينا عمر يخطب قال فجعل يصيح وهو على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل قال فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فشددنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله فقيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك..!!
تعليق:
ومن خلال هذه الرواية، يتضح لنا أن ما جرى خارجٌ عن نطاق القوانين الطبيعية، دعنا نسلط الضوء على ما يأتي:
الأمر أولاً: كيف رأى عمر بن الخطاب وهو في المدينة الجيش الذي كان في إيران..؟؟
هنا يكون إحتمالان:
الأول: أن يكون بصر عمر بن خطاب خارقاً بحيث رأى الجيشان وما يحوطهما، أو
الثاني: أن يكون قد طوى الأرض –بفعل أمر- حتى أصبحت أرض إيران في متناوله فرأى الجيشان وما يحوطهما..!!
الأمر ثاني: كيف أسمع عمر بن الخطاب صوته للجيش الذي كان يقوده سارية..؟؟
هنا يكون عدة إحتمالات:
الأول: أن يكون لعمر بن خطاب سلطة على الريح، فساقت كلامه إلى مسامع الجيش في إيران، أو
الثاني: كما قلنا آنفاً أن يكون قد طوى الأرض –بفعل أمر- حتى أصبحت أرض إيران في متناوله فرأى الجيشان وما يحوطهما، وبذا أسمع صوته للجيش..!!
فما المانع هنا من تحقق ذلك فيما إذا كان فيه مصلحة للإسلام والمسلمين؟
وفيما إذا اعتقدنا بأنّها كانت بإذن من الله عز وجل , بل بإرادته وقوته , وما وجود الخليفة عمر بن الخطاب إلا سبباً ووسيطاً للفيض الألهي؟
يقول عبد القاهر البغدادي في (أصول الدين ص 184، 185) : أنكرت القدرية كرامات الأولياء على وجه ينقض العادة، وأثبتها الموحدون لاستفاضة الخبر عن صاحب سليمان في إتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف إليه، ومنها رؤية عمر رضي الله عنه على منبره بالمدينة جيشه بنهاوند، حتى قال يا سارية الجبل وسمع سارية ذلك الصوت على مسافة زهاء خمسماية فرسخ حتى صعد الجبل وفتح منه الكمين للعدو، وكان ذلك سبب الفتح..!!
ويقول سعد الدين التفتازاني في (شرح المقاصد ج5 ص 74، 75) : والثاني: ما تواتر معنا وإنْ كانت التفاصيل آحاداً من كرامات الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الصالحين، كرؤية عمر رضي الله عنه على المنبر جيشه بنهاوند حتى قال : يا سارية الجبل، وسمع سارية ذلك.
لسان حال الغمام يقول لبيك أبا حفص..!!
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 123) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ: 69 أخبرنا علي بن محمد أنا الحسين ثنا عبد الله بن محمد ثنا أبو بكر السلمي ثنا عطاء بن مسلم عن العمري عن خوات بن جبير قال أصاب الناس قحط شديد على عهد عمر فخرج عمر بالناس فصلى بهم ركعتين عدا بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين ثم بسط يديه فقال اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا فبينما هم كذلك إذا أعراب قد قدموا فأتوا عمر فقالوا يا أمير المؤمنين بينما نحن في بوادينا في يوم كذا وكذا إذ أظلنا غمام فسمعنا فيها صوتا أتاك الغوث أبا حفص أتاك الغوث أبا حفص
تعليق:
في المقطع الأول: اللهم إنا نستغفرك ونستسقيك فما برح مكانه حتى مطروا
نقول شخصاً دعا الله فأجابه.. ولكن:
الأمر الأول: أهذا الفعل (عدا بين طرفي ردائه فجعل اليمين على اليسار واليسار على اليمين) به علة..؟؟
الأمر الثاني: أن الغمام قد تحرك ومر على هؤلاء الأعراب: دليلاً على أن سلطته على الغيم قد جرت، فهمت الغيم لينحو نحوه بالغيث..!!
الأمر الثالث: من "الأمر الثاني" يتضح بأن سلطته واضحةـ أن يا أبا حفص "لبيك لبيك"..!!
ناصبي مستجاب الدعوة (مشروط)
جاء في (كرامات الأولياء ج1 ص: 219) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ في سياق ما وري من كرامات عبد الله بن شقيق إذنه : 190 أخبرنا أحمد بن عبيد قال أنا محمد بن الحسين قال ثنا أحمد بن زهير قال ثنا محمد البزاز قال ثنا داود بن الزبرقان عن الجريري قال كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة فكانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فما تجوز ذلك الموضع حتى تمطر..!!
وأيضاً في (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 213) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ): 486 عبدالله بن شقيق البصري أبو عبد الرحمن سمع من عائشة رضي الله عنها وقال جاورت أبا هريرة سنة وقد روى عن عمر عن الجريري قال كان عبدالله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلاتجوز ذلك الموضع حتى تمطر
وأيضأً في (تهذيب التهذيب ج: 5 ص: 223) لأحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي (773-852هـ) : 444 ع ص الستة والنسائي في خصائص علي عبد الله بن شريك العامري الكوفي: قال بن أبي حاتم عن أبي زرعة ثقة وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي وقال الجريري كان عبد الله بن شقيق مجاب الدعوة كانت تمر به السحابة فيقول اللهم لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلا تجوز ذلك الموضع حتى تمطر حكاه بن أبي خيثمة في تاريخه..!!
تعليق:
ما هذا الغلو الفاحش، ناصبي ومستجاب الدعوة..!!
لاحظ من نقله العسقلاني في تهذيبه : وقال العجلي ثقة وكان يحمل على علي:
ثقــة لكنه يبغض مولانا أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة والسلام، (يا علي لا يبغضك إلا منافق)..!!
مستجاب الدعوة وبشرط أيضاً: لا تجوز كذا وكذا حتى تمطر فلاتجوز ذلك الموضع حتى تمطر..!!
{سُبْحَانَ الله عَمَّا يَصِفُونَ} (159) سورة الصافات..!!
قال الشيخ عبدالحسين الأميني النجفي قدس :
لعلك لا تستبعد إجابة دعوة ولي من أولياء الله وتراها غير عزيز على المولى سبحانه كرامة لصالحي عباده، بيد إن هذه النسبة تبعد من العقيلي بعد المشرقين بعد ما عرفه الملأ ممن نصب العداء لسيد العترة قال ابن خراش : كان عثمانيا يبغض عليا، وقال أحمد بن حنبل : كان يحمل على علي، راجعوا (تهذيب التهذيب 5 : 254)..!!
فأي كرامة لابن أنثى لا يوالي سيد العرب أمير المؤمنين فضلا عن أن يعاديه بعد ما ثبت عن النبي الأقدس من الدعوة المستجابة بقوله في علي عليه السلام : اللهم وال من والاه وعاد من عاداه..!!
وبعد عهد النبي صلى الله عليه وآله إليه سلام الله عليه إنه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق وبعد قوله صلى الله عليه وآله : لا يحب عليا المنافق، ولا يبغضه مؤمن وبعد قوله صلى الله عليه وآله : لولاك يا علي ! ما عرف المؤمنون بعدي وبعد قوله صلى الله عليه وآله : والله لا يبغضه أحد من أهل بيتي ولا من غيرهم من الناس إلا وهو خارج من الإيمان وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي. راجعوا (مستدرك الحاكم 3 ص 128 وصححه ووثق الذهبي رواته) وبعد قوله صلى الله عليه وآله : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك وكذب فيك، راجعو (مستدرك الحاكم 3 ص 135 وصححه) وبعد قوله صلى الله عليه وآله لعلي عليه السلام : من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، راجعوا (مستدرك الحاكم 3 ص 142 صححه الحاكم والذهبي) إلى أحاديث جمة..!
فكيف يسع لمسلم يصدق رسول الله صلى الله عليه وآله في أقواله هذه أن يذعن بكرامة ابن شقيق مبغض علي عليه السلام والمتحامل عليه بالوقيعة فيه، ويراه مستجاب الدعوة، نافذ المشيئة في السحاب. نعم يسوغه الغلو في الفضائل لا عن دراية وأما الجريري راوي هذه المهزأة فقد عرفت في ما مر في هذا الجزء : إنه اختلط قبل موته بثلاث سنين، وهذه الرواية من آيات اختلاطه.
تفجير الماء من الصخر الصلد وإيقافه
جاء في (معجم البلدان ج: 1 ص: 289) لياقوت بن عبد الله الحموي أبو عبد الله: إيران هو شطر الذي قبله وقد جاءت في بعض الشعر هكذا والمراد بها وبالتي قبلها واحد إيراياذ ولفظ العجم بها إيراوه قرية بينها وبين طبس خمسة عشر فرسخا على رأس جبل ولها قلعة حصينة وحولها مزارع وبساتين ونخل وأعناب وتفاح وأصناف من الفواكه وفيها مياه جارية عذبة وهي في غاية النزاهة والطيبة وبها خانقاه للصوفية عندها مشهد عليه قبة فيها قبر الشيخ أبي نصر لصاحب الإيراياذي وكانت وفاته بعد الخمسمائة وأهل تلك الناحية يذكرون له كرامات منها أن أهل قريته سألوه أن يستسقي لهم في محل أصابهم فسجد ودعا الله لهم فنبعت عين من وسط الجبل من الصخر الصلد وتدفقت بماء عذب صاف وفارت فورانا شديدا فوضع الشيخ يده على الماء وقال له اسكن فسكن بإذن الله أخبرني بذلك كله الحافظ أبو عبد الله محمد بن النجار البغداي وقال شاهدت العين وشربت من مائها وزرت قبر هذا الشيخ مرارا ووجدت عنده روحا وقبولا تاما وعليه نور كثير..!!
تعليق:
لا بأس بأن يدعو الله ليفجر لهم الماء من الصخر الصلد، ولكن، في هذا النقل، نجد دلالة يجب الوقوف عندها بتأمل: (فوضع الشيخ يده على الماء وقال له اسكن فسكن بإذن الله)
هنا دلالة واضحة على أمر (كن)، وهو قوله للماء المتدفق (أسكن)..!!
ألا يعني هذا بأن له ولاية والتي يطلق عليها بالمصطلح الإسلامي "الولاية التكوينية"..!!
كَشَفَ الماء بعد فيضانه
وجاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 200) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح المتوفى سنة 884هـ: 689 عثمان بن مرزوق بن حميد بن سلام القرشي الفقيه العارف لصاحب أبو عمرو صحب شرف الإسلام ابن عبد الواحد بدمشق ثم ارتحل إلى مصر واستوطن بها إلى أن مات.... وحكى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الضرير الفقيه الشافعي قال كان الشيخ أبو عمرو بن مرزوق من أوتاد مصر وكان شائع الذكر ظاهر الكرامات زاد النيل في سنة زيادة عظيمة كادت مصر تغرق وأقام على الأرض حتى أيس من الزرع فضج الناس بالشيخ أبي عمرو ابن مرزوق فأتى إلى وصيروا النيل وتوضأ منه فنقص في الحال نحو ذراعين ونزل عن الأرض حتى انكشفت وزرع الناس في اليوم الثاني
تعليق:
(توضأ منه فنقص في الحال)
لم يصرح هذا النقل بأنه دعا لينكشف الماء..!!
ما إن لمس الماء حتى كان ما كان من أمره، أليست هذه من مدلول "الأمر" أن يا أرض إبلعي ماءك..!!
جريان نهر النيل بعد توقفه..!!
جاء في (كرامات الأولياء ج: 1 ص: 119) لهبة الله بن الحسن الطبري اللالكائي المتوفى سنة 418هـ : أنا محمد بن أبي بكر قال ثنا محمد بن مخلد قال ثنا محمد بن إسحاق قال ثنا عبد الله بن صالح حدثني ابن لهيعة عن قيس بن حجاج عمن حدثه قال لما حسنة مصر أتى أهلها إلى عمرو بن العاص حين دخل بؤونة من أشهر العجم فقالوا أيها الأمير إن لنيلنا هذا سنة لا يجري إلا بها فقال وما ذاك قالوا إذا كان ثنتا عشرة ليلة خلون من هذا الشهر عمدنا إلى جارية بكر من أبويها فأرضينا أبويها وجعلنا عليها من الحلي والثياب أفضل ما يكون ثم ألقيناها في هذا النيل فقال له عمرو إن هذا مما لا يكون في الإسلام إن الإسلام يهدم ما قبله قال فأقاموا بؤونة وأبيب ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا حتى هموا بالجلاء فلما رأى ذلك عمرو كتب بذلك إلى عمر بن الخطاب فكتب إنك قد أصبت بالذي فعلت وإن الإسلام يهدم ما قبله وإني قد بعثت إليك ببطاقة داخل كتابي هذا فألقها في النيل فلما قدم كتاب عمر إلى عمرو أخذ البطاقة ففتحها فإذا فيها من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر أما بعد فإن كنت إنما تجري من قبلك فلا تجر وإن كان الله الواحد القهار هو الذي يجريك فنسأل الله الواحد القهار أن يجريك قال فألقى البطاقة في النيل فلما ألقى البطاقة أصبحوا يوم السبت وقد أجراه الله تعالى ستة عشر ذراعا في ليلة واحدة وقطع الله تعالى تلك السنة عن أهل مصر إلى اليوم
تعليق:
من خلال هذه الرواية: نيل مصر وكما أخبر عنه " ومسرى والنيل لا يجري قليلا ولا كثيرا"، نسلط الضوء على الآتي:
أولاً: ما الداعي بأن أكتب على بطاقة تلك الكلمات وأُلقيها في النهر..؟؟
ثانياً: لم لا يسأل الله سبحانه وتعالى مباشرة، ليجري النيل..؟؟
ثالثاً: ما هي العلة في تلك البطاقة..؟؟
رابعاً: هذه العبارة: (من عبد الله عمر أمير المؤمنين إلى نيل مصر)، تبين لنا :
1- أن نيل مصر يفهم ما يقول له عمر بن خطاب، وقد كان الخطاب موجهٌ إليه مباشرة..!!
2- أليس له سلطاناً على نيل مصر..!!
خامساً: جريان النيل حتى اليوم، سلطانه عليها في حياته وبعد مماته..!!
إنكشاف نهر النيل بمجرد أن توضأ منه
وجاء في (المقصد الأرشد في ذكر أصحاب الإمام أحمد ج: 2 ص: 201) لبرهان الدين إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن محمد بن مفلح: وحكى الشيخ أبو إسحاق إبراهيم الضرير الفقيه الشافعي قال كان الشيخ أبو عمرو بن مرزوق من أوتاد مصر وكان شائع الذكر ظاهر الكرامات زاد النيل في سنة زيادة عظيمة كادت مصر تغرق وأقام على الأرض حتى أيس من الزرع فضج الناس بالشيخ أبي عمرو ابن مرزوق فأتى إلى وصيروا النيل وتوضأ منه فنقص في الحال نحو ذراعين ونزل عن الأرض حتى انكشفت وزرع الناس في اليوم الثاني
تعليق:
(توضأ منه فنقص في الحال)
لم يصرح هذا النقل بأنه دعا لينكشف الماء..!!
ما إن لمس الماء حتى كان ما كان من أمره، أليست هذه من مدلول "الأمر" أن يا أرض إبلعي مائك..!!
ومن تعليق لطيف لإحدى الأخوات على هذه النقل:
تقول ساخرة: ماذا لو إغتسل من ماء النهر..؟؟ فهل سيبقى منه شيء..؟؟
تفجير الماء بغمزة رجلٍ في الأرض
جاء في (تذكرة الحفاظ ج: 1 ص: 130) لمحمد بن طاهر بن القيسراني (448-507هـ) : 117 ع أيوب بن أبي تميمة كيسان الإمام أبو بكر السختياني البصري الحافظ أحد الأعلام كان من الموالي سمع عمرو بن سلمة الجرمي وأبا العالية الرياحي وسعيد بن جبير وأبا قلابة وعبد الله بن شقيق وابن سيرين وعدة وعنه شعبة ومعمر والحمادان والسفيانان ومعتمر بن سليمان وابن علية وخلق كثير قال بن المديني له نحو ثمانمائة حديث وقال شعبة كان أيوب سيد العلماء وقال بن عيينة لم ألق مثله وقال حماد بن زيد هو أفضل من جالست وأشده اتباعا للسنة وروى وهيب عن الجعد أبي عثمان أنه سمع الحسن يقول أيوب سيد شباب أهل البصرة قال بن عون لما مات محمد بن سيرين قلنا من ثم قلنا أيوب قال بن سعد كان أيوب ثقة ثبتا في الحديث جامعا كثير العلم حجة عدلا وقال أبو حاتم ثقة لا يسأل عن مثله....قال بن عقيل في شمائل الزهاد أنا محمد بن إبراهيم أنا أبو الربيع سمعت أبا يعمر بالري يقول كان أيوب في طريق مكة فأصاب الناس عطش وخافوا فقال أيوب تكتمون علي قالوا نعم فدور دائرة ودعا فنبع الماء فرووا وسقوا الجمال ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان قال أبو الربيع فلما رجعت إلى البصرة حدثت حماد بن زيد بهذا فقال حدثني عبد الواحد بن زياد أنه كان مع أيوب في هذه السفرة التي كان هذا فيها عن النظر بن كثير السعدي حدثنا عبد الواحد بن زيد قال كنت مع أيوب فعطشت عطشا شديدا فقال تستر علي فقلت نعم فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي مات أيوب سنة إحدى وثلاثين ومائة في الطاعون وله ثلاث وستون سنة
وجاء في (حلية الأولياء ج: 3 ص: 5) لأبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني المتوفى سنة 430هـ: حدثنا أبو عمرو عثمان بن محمد العثماني قال ثنا خالد بن النضر القرشي قال ثنا محمد بن موسى الحرشي قال ثنا النضر بن كثير السعدي قال ثنا عبدالواحد بن زيد قال كنت مع أيوب السختياني على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك في وجهي فقال ما الذي أرى بك قلت العطش وقد خفت على نفسي قال تستر علي قلت نعم قال فاستحلفني فحلفت له أن لا أخبر عنه ما دام حيا قال فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معي من الماء قال فما حدثت به أحدا حتى مات قال عبدالواحد فأتيت موسى الاسواري فذكرت له ذلك فقال ما بهذه البلدة أفضل من الحسن وأيوب
وجاء في (صفوة الصفوة ج: 3 ص: 294) لعبد الرحمن بن علي بن محمد أبو الفرج (510-597هـ) : عبد الواحد بن زيد قال كنت مع أيوب على حراء فعطشت عطشا شديدا حتى رأى ذلك فى وجهي فقال ما الذى أرى بك قلت العطش قد خفت على نفسى قال تستر على قلت نعم فاستحلفنى فحلفت له أن لا أخبر عنه مادام حيا قال فغمز برجله على حراء فنبع الماء فشربت حتى رويت وحملت معى من الماء قال فما حدثت به أحدا حتى مات
تعليق:
من النقلين نعرف ما يلي بعد أن أصابهم العطش:
يقول عبدالواحد ين زيد –الذي شهد المشهد- :
فغمز برجله على حراء فنبع الماء..!!
أليست هذه خارقة للعادة وهي من فعل "أمر"، بأن غمز برجله على الأرض فنبع الماء من وقتها..!!
وفي الرواية:
ثم أمر يده على الموضع فصار كما كان
وهنا كسابقتها، أن يا أرض إبلعي مائك، بفعل "أمر"..!!
أقوة نظر ٍ أم قوة صوتٍ أم طوي للأرض
وجاء في (الاعتقاد ج: 1 ص: 314) لأحمد بن الحسين البيهقي (384-458هـ) : أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا حمزة بن العباس العقبي ثنا عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي حدثنا أحمد بن صالح ثنا ابن وهب أخبرني يحيى بن أيوب عن محمد بن عجلان عن نافع عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب بعث جيشا وأمر عليهم رجلا يدعى سارية قال فبينا عمر يخطب قال فجعل يصيح وهو على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل قال فقدم رسول الجيش فسأله فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدونا فهزمونا وإن الصائح ليصيح يا سارية الجبل يا سارية الجبل فشددنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله فقيل لعمر إنك كنت تصيح بذلك..!!
تعليق:
ومن خلال هذه الرواية، يتضح لنا أن ما جرى خارجٌ عن نطاق القوانين الطبيعية، دعنا نسلط الضوء على ما يأتي:
الأمر أولاً: كيف رأى عمر بن الخطاب وهو في المدينة الجيش الذي كان في إيران..؟؟
هنا يكون إحتمالان:
الأول: أن يكون بصر عمر بن خطاب خارقاً بحيث رأى الجيشان وما يحوطهما، أو
الثاني: أن يكون قد طوى الأرض –بفعل أمر- حتى أصبحت أرض إيران في متناوله فرأى الجيشان وما يحوطهما..!!
الأمر ثاني: كيف أسمع عمر بن الخطاب صوته للجيش الذي كان يقوده سارية..؟؟
هنا يكون عدة إحتمالات:
الأول: أن يكون لعمر بن خطاب سلطة على الريح، فساقت كلامه إلى مسامع الجيش في إيران، أو
الثاني: كما قلنا آنفاً أن يكون قد طوى الأرض –بفعل أمر- حتى أصبحت أرض إيران في متناوله فرأى الجيشان وما يحوطهما، وبذا أسمع صوته للجيش..!!
فما المانع هنا من تحقق ذلك فيما إذا كان فيه مصلحة للإسلام والمسلمين؟
وفيما إذا اعتقدنا بأنّها كانت بإذن من الله عز وجل , بل بإرادته وقوته , وما وجود الخليفة عمر بن الخطاب إلا سبباً ووسيطاً للفيض الألهي؟
يقول عبد القاهر البغدادي في (أصول الدين ص 184، 185) : أنكرت القدرية كرامات الأولياء على وجه ينقض العادة، وأثبتها الموحدون لاستفاضة الخبر عن صاحب سليمان في إتيانه بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف إليه، ومنها رؤية عمر رضي الله عنه على منبره بالمدينة جيشه بنهاوند، حتى قال يا سارية الجبل وسمع سارية ذلك الصوت على مسافة زهاء خمسماية فرسخ حتى صعد الجبل وفتح منه الكمين للعدو، وكان ذلك سبب الفتح..!!
ويقول سعد الدين التفتازاني في (شرح المقاصد ج5 ص 74، 75) : والثاني: ما تواتر معنا وإنْ كانت التفاصيل آحاداً من كرامات الصحابة والتابعين، ومن بعدهم من الصالحين، كرؤية عمر رضي الله عنه على المنبر جيشه بنهاوند حتى قال : يا سارية الجبل، وسمع سارية ذلك.
ولكن القول كما سيأتي:
ولاية عمر على العناصر الأربعة
الماء والهواء و التراب والنار
الماء والهواء و التراب والنار
جاء في (التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة ج2 ص 337) للسخاوي رقم (3240) : قال : وترجمته تحتمل مجلدا ضخما وممن أفردها الذهبي في نعم السمر في سيرة عمر وقد أطاعته العناصر الأربع فإنه كتب لنيل مصر وقد بلغه أن عادته أن لا يوفي إلا ببنت تلقى فيه فقطع الله من كتابه هذه العادة المذمومة والهوى حيث بلغ صوته إلى سارية والتراب حين زلزلت الأرض فضربها بالدرة فسكنت والنار حيث قال لشخص أدرك بيتك فقد احترق.انتهى..!!
وفي (مآثر الإنافة في معالم الخلافة ج2 ص306) للقلقشندي، يقول ضمن خطبة له : ((.....والفاروق الشديد في الله بأسا واللين في الله جانبا والموفى للخلافة حقا والمؤدى للإمامة واجبا والقائم في نصرة الدين حق القيام حتى عمت فتوحه الأمصار مشارقا ومغاربا وأطاعته العناصر الأربعة إذ كان لله طائعا ومن الله خائفا وإلى الله راغبا...إلخ.))انتهى..!!
تعليق:
ما هذه العظمة...؟؟!!!
توقف قلمي أن أكتب لمثله
وعجز لساني أن أتحدث عن شخصيتة،
وما جرى على يده إلا قليل وما خفي كان أعظم...!!
ألمثل عمر ولاية كهذه وهو هو ولا تكون لأهل بيت العصمة والوحي صلوات الله عليهم أجمعين..؟؟
بالله عليكم، أفتقبلون بكرامة لعمر بن الخطاب وهو هو، وتردون كرامات وفضائل لمولانا أمير المؤمنين وسيد الخلق أجمعين بعد الرسول الأمين صلوات الله عليه وعلى آله، {قُلْ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} (35) سورة يونس..!! ظلموك في ولادتك، وفي حياتك وبعد مماتك يا سيدي يا أمير المؤمنين..!!
في الإنتظار على قناة الولاية التكوينية عند المخالفين
طوي الأرض،السلطة على الحيوانات، الطيران من بلد لآحر، المشي على البحر والنهر..إلخ