حجية فهم السلف الصالح !!

قاسم

New Member
18 أبريل 2010
245
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

قد يظن البعض أن المذهب السلفي يعتمد على ما تدل عليه ألفاظ الكتاب والسنة فحسب، وهذا غير صحيح فإن هذا المذهب قد ألزم اتباعه بتعطيل عقولهم، وألزمهم بالاعتماد على ما فهمه جماعة من الناس يطلقون عليهم مصطلح (السلف الصالح).

قال الشيخ عبد الله بن عبد المحسن التركي تحت عنوان (قواعد مهمة في دراسة مسائل العقيدة) :
2 - اتباع السلف الصالح في تفسير النصوص: ونعني بالسلف الصالح، الصحابة والتابعين من أهل القرون الثلاثة الممتدحة الذين يتقيدون بالكتاب والسنة نصا وروحا، دون من وصف بالبدعة، كالخوارج، والقدرية، والمعتزلة، وغيرهم من الفرق. وإنما يؤخذ برأيهم، ويعتد به، لكونهم أبر قلوبا، وأعمق علما، وأقل تكلفا، وأقرب إلى التوفيق، لما خصهم الله به من توقد الأذهان، وسعة العلم، وقوة الإدراك، وحسن القصد، وتقوى الله، وقرب العهد بنور النبوة، فكانت طريقتهم لذلك، هي الطريقة المحمودة، وطريقة غيرهم لا تساويهم، ولا تدنو منهم.
مجمل اعتقاد أئمة السلف

وقد تولدت لديهم على أثر ذلك آراء خطيرة مخالفة للكتاب والسنة الثابتة، و نكتفي بذكر بعض الأمثلة:

1 – التجسيم: قال الله عز وجل: (لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) وهذه الآية المحكمة في منتهى الوضوح، وقال تعالى: (ليس كمثله شيء) ولكن المذهب السلفي خالف هذه العقيدة القرآنية استنادا على ما نسبه للسلف الصالح!! قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي: مذهب أهل السنة والجماعة وهم الصحابة والتابعون لهم بإحسان ومن تبعهم من الأئمة أن الله يُرى في الآخرة بالأبصار عيانا مواجهة لهم، وهذا مذهب الصحابة والتابعين والأئمة وتابعوهم وأئمة الدين كالأئمة الأربعة -أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد- وسفيان الثوري وأبي عمرو والأوزاعي والليث بن سعد وأبي يوسف وغيرهم من الأئمة والعلماء وكذلك أيضا سائر الفقهاء وأهل الحديث كلهم على هذا الاعتقاد، وكذلك بعض الطوائف التي تنتسب إلى الحديث كالكرامية والسالمية، كلهم يثبتون أن الله يرى في الآخرة بالأبصار عيانا مواجهة، فهم يثبتون رؤية الله بالإبصار ويثبتون أيضا الفوقية، وأنهم يرون ربهم من فوقهم فهم يثبتون الأمرين يثبتون الفوقية والعلو ويثبتون الرؤية.
شرح العقيدة الطحاوية

2 – عدالة الصحابة ولزوم الكف عما شجر بينهم: قال الله تعالى: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ) وبالرغم من وجود هذه الآية وغيرها في القرآن الكريم إلا أنهم اتفقوا على تعديل جميع الصحابة بدون استثناء مع توسيعهم لنطاق الصحابي بحيث أنهم يعتبرون كل من لقي النبي صلى الله عليه وآله مؤمنا به ومات على الإسلام صحابيا، وحرموا على اتباعهم النظر فيما شجر بين الصحابة.

3 – تكفير الرافضة: إن أسهل طريقة لإثبات كفر الرافضة هي نقل النصوص المنسوبة للسلف الصالح في ذم الرافضة وتكفيرهم، وقد لجأ إمام الحرم المكي الشيخ عادل الكلباني لهذا الطريق بعد أن توالت عليه الانتقادت على أثر تصريحاته بكفر علماء الشيعة الإمامية، ولا شك أن الكلباني لو لجأ للضوابط الموجودة في الكتاب والسنة لما وسعه تكفير المسلمين الذين يجهرون بالشهادتين ويؤمنون بالمعاد وأصول الدين ويصلون ويحجون ويصومون.


من هم السلف الصالح؟
إنهم يقصدون بالسلف الصالح جماعة من أهل القرون الثلاثة الأولى، إذن ليس كل علماء القرون الثلاثة وإنما جماعة مختارة منهم ولا توجد ضابطة واضحة لتحديد السلف الصالح، ولكن الأمر الثابت عند اتباع المذهب السلفية أن أئمة أهل البيت عليهم السلام ليسو من السلف الصالح!! وقد ذكر الذهبي في ترجمة مالك بن أنس أسماء جماعة منهم، فقال: فالمقلدون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بشرط ثبوت الاسناد إليهم، ثم أئمة التابعين كعلقمة، ومسروق، وعبيدة السلماني، وسعيد بن المسيب، وأبي الشعثاء، وسعيد بن جبير، وعبيدالله بن عبد الله، وعروة، والقاسم، والشعبي، والحسن، وابن سيرين، وإبراهيم النخعي.
ثم كالزهري، وأبي الزناد، وأيوب السختياني، وربيعة، وطبقتهم.
ثم كأبي حنيفة، ومالك، والاوزاعي، وابن جريج، ومعمر، وابن أبي عروبة، وسفيان الثوري، والحمادين، وشعبة، والليث، وابن الماجشون، وابن أبي ذئب.
ثم كابن المبارك، ومسلم الزنجي، والقاضي أبي يوسف، والهقل بن زياد، ووكيع، والوليد بن مسلم، وطبقتهم.
ثم كالشافعي، وأبي عبيد، وأحمد، وإسحاق، وأبي ثور، والبويطي، وأبي بكر بن أبي شيبة.
ثم كالمزني، وأبي بكر الاثرم، والبخاري، وداود بن علي، ومحمد ابن نصر المروزي، وإبراهيم الحربي، وإسماعيل القاضي.
ثم كمحمد بن جرير الطبري، وأبي بكر بن خزيمة، وأبي عباس بن سريج، وأبي بكر بن المنذر، وأبي جعفر الطحاوي، وأبي بكر الخلال.
ثم من بعد هذا النمط تناقص الاجتهاد، ووضعت المختصرات، وأخلد الفقهاء إلى التقليد، من غير نظر في الاعلم، بل بحسب الاتفاق، والتشهي، والتعظيم، والعادة، والبلد.
سير أعلام النبلاء

ولا ينبغي للقارئ الكريم أن يتعجب من عدم ورود أسماء أئمة أهل البيت عليهم السلام فلا شك أن القارئ يعلم أن السلف الصالح قد اعرض عن أهل البيت عليهم السلام ولم يعمل هذا السلف الصالح بالحديث الصحيح المعروف بحديث الثقلين الذي يأمر بلزوم التمسك بالعترة الطاهرة عليهم السلام، لذا فإن التمسك بسنة السلف الصالح مقدمة على التمسك بسنة النبي الأكرم صلى الله عليه وآله!!!

الألباني يصرح بعصمة السلف الصالح:
قال الألباني في إحدى محاضراته حسبما نقله أحد اعضاء شبكة الدعاة: فإذن إذا عرفنا هذا المعنى للسلفية، وأنها تنتمي إلى جماعة السلف الصالح، وأنهم العصمة فيما إذا تمسك المسلم بما كان عليه هؤلاء السلف الصالح، حينئذٍ يأتي الأمر الثاني، الذي أشرت إليه آنفاً. ألا وهو : أن كل مسلم يعرف حينذاك هذه النسبة، وما ترمي إليه من العصمة، فيستحيل عليه بعد هذا العلم والبيان أن – لا أقول : "أن يتبرأ" هذا أمر بدهي – لكني أقول : يستحيل عليه إلا أن يكون سلفياً، لأننا فهمنا أن الانتساب إلى السلفية يعني الانتساب إلى العصمة، من أين أخذنا هذه العصمة، نحن نأخذها من حديث يستدل به بعض الخلف على خلاف الحق، يستدلون به على الاحتجاج بالأخذ بالآخرية مما عليه جماهير الخلف، حينما يأتون بقوله عليه السلام : "لا تجتمع أمتي على ضلالة" لا يمكن تطبيقها على واقع المسلمين اليوم، وهذا أمر يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيء.... إلى أن قال: وهؤلاء السلف الصالح هم الذين حذّرنا ربنا عز وجل في القرآن الكريم من مخالفتهم، ومن سلوك سبيل غير سبيلهم، لقوله عز وجل "ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً". انتهى
http://www.du3at.com/vb/showthread.php?p=41501


ولا يخفى أن نقل الاجماع عن السلف الصالح في كل مسئلة من المسائل التي يدعيها علماء المذهب السلفي يحتاج إلى إسناد، لذا ينبغي مراجعة ما ينسبونه للسلف الصالح من آراء، بل إننا نجزم بأن كثيراً من الأمور قد نسبت للسلف الصالح كذبا وزورا عليهم، ولو كان الصحابة مثلا يؤمنون بنظرية عدالة جميع الصحابة لما وقعت بينهم تلك الحروب والخلافات.

ويكفي لبطلان نظرية "حجية فهم السلف الصالح" عدم وجود أي دليل عليها من الكتاب والسنة، كما أن السلف الصالح اختلفوا فيما بينهم أشد الاختلاف ووقعت بينهم الحروب حتى سالت الدماء، وكفّر بعضهم البعض، ومن يقرأ ترجمة أبي حنيفة يجد أن معظم السلف الصالح قد طعن فيه، حتى بلغ إلى حد إخراجه من الملة!!

والخلاصة إن هذه النظرية خرافية، ولو تم تطبيقها بدقة فسوف تبرز منها تناقضات لا حصر لها.


وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.







...................................
ملاحظة:
تم اقتباس العنوان من كتاب علم التوحيد عند أهل السنة والجماعة لؤلفه السلفي محمد يسري وتحديدا
من الفصل الثاني: حجية فهم الصحابة والسلف الصالح.
http://dorar.org/enc/aqadia/107