((صيام يوم عاشوراء)) .. بحث... للسيد جعفر مرتضى العاملي -وللشيخ محمد هادي اليوسفي

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
صيام يوم عاشوراء
بحث مقتطع من كتاب
الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص)
(مدخل لدراسة السيرة والتاريخ)
العلامة المحقق
السيد جعفر مرتضىالعاملي
الجزء الرابع
الطبعة الرابعة
1995 م ـ 1415 هـ
دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع
ص ب: 286/25 غبيري ـ بيروت ـ لبنان.
دار السيرة ـ بيروت لبنان ـ ص. ب: 49/25
قال السيد جعفر مرتضى العاملي حفظه الله :
ويذكرون هنا أيضاً: أن الرسول الأعظم " صلى الله عليه وآله وسلم " حينما قدم المدينة، وجد يهود المدينة يصومون يوم عاشوراء، وهو العاشر من المحرم (1)؛ فسألهم عن ذلك، فقالوا ـ على ما في الصحيحين ـ وغيرهما: " هذا يوم عظيم، أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرق فرعون وقومه. فقال (ص): فأنا أولى بموسى، وأحق بصيامه منكم، فصامه رسول الله (ص)، وأمر بصيامه " (2). وكان ذلك قبل أن يفرض صوم شهر رمضان. وفي الصحيحين وغيرهما أيضاً، عن عائشة، وغيرها: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية، وكان رسول الله (ص) يصومه، فلما هاجر إلى المدينة صامه، وأمر بصيامه، فلما فرض شهر رمضان قال: " من شاء صامه، ومن شاء تركه " (3).
ـــــــــــــــ
(1) أسد الغابة ج 5 ص 507.
(2) المصنف ج 4 ص 289 و 290، والبخاري ط الميمنية ج 1 ص 244، وصحيح مسلم ط صبيح بمصر ج 3 ص 150، والسيرة الحلبية ج 2 ص 132 و 133، وتاريخ الخميس ج 1 ص 360، والبداية والنهاية ج 1 ص 274 وج 3 ص 355، وراجع: تفسير ابن كثير ج 1 في آيات صيام شهر رمضان في سورة البقرة، ومشكل الآثار ج 3 ص 85 ـ 90، وزاد المعاد ج 1 ص 164 و 165.
(3) المصادر المتقدمة، والموطأ ج 1 ص 279، والبخاري ط مشكول ج 5 ص 51، ومشكل الآثار ج 3 ص 86 و 87، وزاد المعاد ج 1 ص 164 و 165.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 304/
ويذكر مسلم وغيره: أن صيامه " صلى الله عليه وآله " ليوم عاشوراء كان قبل وفاته (ص) بسنة (1)
كذب تلك الروايات:
ونحن نعتقد ونجزم: بأن ذلك كله من نسج الخيال. فبعد غض النظر عن: 1 ـ المناقشة في أسانيد تلك الروايات، وكون أكثر رواتها محل تهمة وريب، كما أن فيهم من لم يأت إلى المدينة إلا بعد عدة سنين من الهجرة كأبي موسى الأشعري، وفيهم من كان حين الهجرة طفلا صغيرا كابن الزبير، فضلاً عن شهوده لما قبلها، وفيهم من لم يسلم إلا بعد سنوات من الهجرة كمعاوية. 2 ـ وعن تناقضها فيما بينها، يكفي أن نذكر: أن رواية تقول: إنه صام يوم عاشوراء في المدينة، متابعة لليهود، ولم يكن يعلم به. وأخرى تقول: إنه كان يصومه هو والمشركون في الجاهلية. وثالثة: إنه ترك يوم عاشوراء بعد فرض شهر رمضان. وأخرى: إنه لما صامه قالوا له: إنه يوم تعظمه اليهود، فوعد أن يصوم اليوم التاسع في العام المقبل؛ فلم يأت العام المقبل حتى توفي (ص) (2). ورواية أخرى عن معاوية، الذي لم يسلم إلا عام الفتح، تقول: إنه (ص) لم يأمر أصحابه بصيام عاشوراء، بل قال لهم: لم يكتب الله عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر. إلى غير ذلك من وجوه الاختلاف التي تظهر بالتتبع والمقارنة.
ـــــــــــــــ
(1) صحيح مسلم ج 3 ص 151.
(2) صحيح مسلم ج 3 ص 151، وراجع المصادر المتقدمة.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 305/
وقد ذكر شطرا منها ابن القيم. فراجع (1). فنحن بعد غض النظر عن ذلك، نشير إلى ما يلي: أولاً: إن الرواية الأولى تفيد: أن النبي (ص) كان يجهل بسنة أخيه موسى، وأنه تعلمها واستفادها من اليهود، وقلدهم فيها. ولا ضير عند هؤلاء في ذلك، فإنهم يروون ـ ونحن نستغفر الله من ذلك ـ: أنه (ص) كان يحب موافقة أهل الكتاب في كل ما لم يؤمر به (2). ثم يروون عنه (ص) ما يناقض ذلك ـ وكذلك هو يناقض نفسه دائما عندهم، حتى في هذا المورد ـ فهو الذي يكره في الأذان بوق اليهود وناقوس النصارى، ويخالفهم في معاملة الحائض. ويأمر بصبغ الشعر، مخالفة لليهود والنصارى، وينهى عن تقليدهم في الإسلام (3). وكان (ص) يصوم يوم السبت والأحد كثيراً، يقصد بذلك مخالفة اليهود والنصارى (4). بل لقد بلغ في مخالفته لهم حدا جعل اليهود يقولون: " ما يريد هذا
ـــــــــــــــ
(1) راجع: زاد المعاد ج 1 ص 164 و 165.
(2) صحيح البخاري ط الميمنية ج 4 ص 67 باب فرق الشعر في اللباس، والسيرة الحلبية ج 2 ص 132، وزاد المعاد ج 1 ص 165.
(3) راجع في ذلك كله مفتاح كنوز السنة فقد نقل ذلك عن البخاري كتاب 60 و 77 باب 50 و 67، وصحيح مسلم كتاب 3 حديث 16، وكتاب 37 باب 8، والترمذي كتاب 44 حديث 24، وكتاب 22 باب 10، وكتاب 40 باب 7، والنسائي كتاب 3 و 48 و 83 على الترتيب، إلى غير ذلك من المصادر الكثيرة المختلفة فراجع: مفتاح كنوز السنة وغيره. وراجع: مسند أبي يعلى ج 10 ص 398 و 399 و 366 وفي هامشه عن مصادر كثيرة.
(4) زاد المعاد ج 1 ص 168 عن مسند أحمد، والنسائي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 306/
الرجل أن يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه " (1). وقال ابن الحاج: " وقد كان عليه الصلاة والسلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم، حتى قالت اليهود: إن محمداً يريد أن لا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه ". وقد ورد في الحديث: " من تشبه بقوم فهو منهم " (3). وثانياً: إن إطلاق كلمة عاشوراء على العاشر من محرم إنما حصل بعد استشهاد الإمام الحسين " عليه السلام "، وأهل بيته وصحبه صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، ثم إقامة المآتم لهذه المناسبة من قبل أئمة أهل البيت (ع) وشيعتهم رضوان الله تعالى عليهم، ولم يكن معروفاً قبل ذلك على الإطلاق. وقد نص أهل اللغة على ذلك، فقد قال ابن الأثير، " هو اسم إسلامي " (4). وقال ابن دريد: إنه اسم إسلامي لا يعرف في الجاهلية (5). وثالثاً: إننا لم نجد في شريعة اليهود صوم يوم عاشوراء، ولا هم يصومونه الآن، ولا رأيناهم يعتبرونه عيداً أو مناسبة لهم (6). ورابعاً: قد تقدم: أن صوم شهر رمضان قد فرض في مكة قبل الهجرة، فراجع.
ـــــــــــــــ
(1) السيرة الحلبية ج 2 ص 115، وسنن أبي داود ج 2 ص 250، ومسند أبي عوانة ج 1 ص 312.
(2) المدخل لابن الحاج ج 2 ص 48.
(3) المصدر السابق.
(4) نهاية ابن الأثير ج 3 ص 240.
(5) الجمهرة في لغة العرب ج 4 ص 212.
(6) راجع: مقال حسن السقاف في مجلة الهادي سنة 7 عدد 2 ص 36.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 307/
وبعد كل ما تقدم، وثبوت كذب هذه الأحاديث؛ فلا يبقى مجال لجعل عدول النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " عن صوم يوم عاشوراء من أسباب حقد اليهود على المسلمين، كما زعمه البعض (1).
في فضائل يوم عاشوراء أيضاً:
وعلى كل حال، فإننا نجدهم يذكرون في فضل عاشوراء في أول شهر محرم؛ روايات أخرى أغرب وأعجب، حتى إن من يقرؤها يخرج بانطباع: أنه لا أفضل من ذلك اليوم على الإطلاق ـ حتى ولا ليلة القدر ـ ففيه كانت أهم الأحداث التي لا يمكن أن ينساها التاريخ البشري أو يتجاهلها، حتى ولادة النبي (ص)، وهجرته، اللتين هما في ربيع الأول بالاتفاق!!! (2). وفيه أغرق الله فرعون، ونجا موسى وقومه، واستوت سفينة نوح على الجودي، وتاب الله على آدم الخ (3).
أيوم عزاء أم يوم عيد؟!:
ويقول أبو ريحان البيروني في الآثار الباقية، بعد ذكر ما جرى على الحسين " عليه السلام " في يوم عاشوراء: " فأما بنو أمية؛ فقد لبسوا فيه ما تجدد، وتزينوا، واكتحلوا، وعيدوا، وأقاموا الولائم، والضيافات، وأطعموا الحلاوات والطيبات. وجرى الرسم
ـــــــــــــــ
(1) اليهود في القرآن ص 20 و 26.
(2) راجع في بعض هذه الفضائل: تاريخ الخميس ج 1 ص 360 و 361، والسيرة الحلبية ج 2 ص 133 و 134، واللآلي المصنوعة ج 1 ص 108 ـ 116 وغير ذلك.
(3) تقدمت بعض المصادر لذلك قبل حوالي ثلاث صفحات، وراجع: عجائب المخلوقات، مطبوع بهامش حياة الحيوان ج 1 ص 114.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 308/
في العامة على ذلك أيام ملكهم، وبقي فيهم بعد زواله عنهم. وأما الشيعة، فإنهم ينوحون، ويبكون، أسفا لقتل سيد الشهداء فيه الخ " (1). ويقول المقريزي ـ بعد أن ذكر: أن العلويين المصريين كانوا يتخذون يوم عاشوراء يوم حزن، تتعطل فيه الأسواق ـ: " فلما زالت الدولة اتخذ الملوك من بني أيوب يوم عاشوراء يوم سرور، يوسعون فيه على عيالهم، وينبسطون في المطاعم، ويتخذون الأواني الجديدة، ويكتحلون، ويدخلون الحمام جرياً على عادة أهل الشام، التي سنها لهم الحجاج في أيام عبد الملك بن مروان؛ ليرغموا به آناف شيعة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه؛ الذين يتخذون يوم عاشوراء يوم عزاء وحزن على الحسين بن علي (ع)؛ لأنه قتل فيه ". قال: " وقد أدركنا بقايا مما عمله بنو أيوب من اتخاذ عاشوراء يوم سرور وتبسط " (2). وفي زيارة عاشوراء المروية عن الإمام الباقر " عليه السلام "، قال: " اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية، وابن آكلة الأكباد " (3). ثم وضوا على لسان ابن عباس في قوله تعالى: (موعدكم يوم الزينة) قال: يوم عاشوراء. (4)
ـــــــــــــــ
(1) الكنى والألقاب ج 1 ص 431، وراجع: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 137 عن الآثار الباقية ط أور?ا ص 329، وراجع: عجائب المخلوقات، مطبوع بهامش حياة الحيوان ج 1 ص 115، ونظم درر السمطين ص 230.
(2) الخطط والآثار للمقريزي ج 1 ص 490، وراجع: الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 138 عنه.
(3) مصابيح الجنان ص 291.
(4) تاريخ واسط ص 78.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 309/
وضع الأحاديث:
وقد وجد أعداء أمير المؤمنين وولده (ع)، وشيعته (رض) ـ وجدوا ـ من بين أولئك الذين باعوا آخرتهم بدنياهم من يضع لهم الأحاديث على لسان النبي (ص) في فضل هذا اليوم، واستحباب إظهار الزينة، والخضاب، والسرور، والتوسعة على العيال، ولبس الجديد فيه، وصومه، وطبخ الحبوب، والأطعمة، والاغتسال، والتطيب، والاكتحال؛ إلى غير ذلك من مظهرات النصب والعداء لأهل البيت " عليهم السلام " (1). ولكن الذي يهون الخطب: أن العلماء والنقاد، حتى المنحرفين عن أهل البيت " عليهم السلام " ـ كابن تيمية وأضرابه ـ قد حكموا على هذه الأحاديث، إلا ما شذ منها بالوضع والاختلاق من قبل الكذابين أخزاهم الله تعالى (2). لكن الجرح الذي لا يندمل، والخزي الذي لا يمحى: تلك الفتاوى التي طلع البعض بها علينا، والتي تقول بحرمة لعن يزيد، وعدم
ـــــــــــــــ
(1) راجع: عجائب المخلوقات (مطبوع بهامش حياة الحيوان ج 1 ص 115 و 14) والسيرة الحلبية ج 2 ص 134، ونوادر الأصول للحكيم الترمذي ص 246، واللآلي المصنوعة ج 1 ص 108 و 116، ونظم درر السمطين ص 230 واقتضاء الصراط المستقيم ص 300، وتذكرة الموضوعات ص 118، والدر المنثور ج 4 ص 303، والحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري ج 1 ص 138، والصواعق المحرقة ص 182، والمدخل لابن الحاج ج 1 ص 289.
(2) راجع في ذلك: تذكرة الموضوعات للفتني ص 118، واللآلي المصنوعة ج 1 ص 108 ـ 116، والسيرة الحلبية ج 2 ص 134، واقتضاء الصراط المستقيم ص 301. وراجع: الصواعق المحرقة ص 181 و 182، ونظم درر السمطين ص 228 ـ 230، وراجع: المدخل لابن الحاج ج 1 ص 291 و 290.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 310/
جواز تكفيره (1) مهما كانت الشواهد والدلائل متضافرة على ذلك. ثم تحريمهم رواية مقتل الحسين " عليه السلام " (2) وتحريمهم التحزن والتفجع في يوم عاشوراء (3). وسيعلم الذين ظلموا حق آل محمد، وفرحوا في يوم حزنهم، أي منقلب ينقلبون.
أساليب مقاومة عاشوراء:
لقد بقيت عاشوراء الشوكة الجارحة في أعين أعداء أهل البيت (ع)، فحاولوا مقاومتها بكل ما لديهم، فعدا عما قدمناه، نشير إلى ما يلي: 1 ـ قال ابن العماد: " تمادت الشيعة في هذه الأعصر في غيهم بعمل عاشوراء باللطم، والعويل، والزينة، وشعار الأعياد يوم الغدير؛ فعمدت غالية السنة وأحدثوا في مقابلة يوم الغدير " .. إلى أن قال: وجعلوا بإزاء يوم عاشوراء بعده بثمانية أيام يوم مصعب بن الزبير، وزاروا قبره يومئذ بمسكن، وبكوا عليه، ونظروه بالحسين؛ لكونه صبر وقاتل حتى قتل؛ لأن أباه ابن عمة النبي الخ " (4).
ـــــــــــــــ
(1) راجع: الصواعق المحرقة ص 221، وإحياء علوم الدين ج 3 ص 125، والعواصم من القواصم وهوامشه، والإتحاف بحب الأشراف ص 62 و 68.
(2) الصواعق المحرقة ص 221.
(3) اقتضاء الصراط المستقيم ص 299/300، ونظم درر السمطين ص 228.
(4) شذرات الذهب ج 3 ص 130 عن العبر، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 1 ص 95 عنه، وبحوث مع أهل السنة والسلفية ص 145، والمنتظم لابن الجوزي ج 7 ص 206.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 311/
ولكن، هيهات أن يكون مصعب، عبد الدنيا، وطالب السلطان، والمناوئ لأهل البيت (ع)، كأبي الشهداء، ريحانة رسول الله (ص) وسيد شباب أهل الجنة، وإمام الأمة، طالب الحق، وناصر الدين، الإمام الحسين صلوات الله وسلامه عليه. ولكنها الأحقاد الدفينة والإحن القديمة، والنصب لأهل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، الذين أمر الله تعالى بمودتهم: (قل: لا أسألكم عليه أجراًإلا المودة في القربى) (1). 2 ـ قال ابن كثير في حوادث سنة 363: " فيها، في عاشوراء عملت البدعة الشنعاء على عادة الروافض، ووقعت فتنة عظيمة ببغداد بين أهل السنة والرافضة، وكلا الفريقين قليل عقل أو عديمه، بعيد عن السداد، وذلك أن جماعة من أهل السنة أركبوا امرأة وسموها عائشة، وتسمى بعضهم بطلحة، وبعضهم بالزبير، وقالوا: نقاتل أصحاب علي، فقتل بسبب ذلك من الفريقين خلق كثير " (2). ولكن هذا القائل قد تجنى على الرافضة، حين ساواهم بالنواصب، أعداء أهل البيت، وشيعتهم، فإن فعل الشيعة الروافض هو عين الدين والعقل، وفعل غيرهم هو الدال على عدم العقل والدين. 3 ـ إستعمال القوة والعنف، فإنك تجد في كتب التاريخ، في تاريخ مستهل كل عام قولهم: وفي هذا اليوم (أي عاشوراء) اقتتلت الروافض والسنة: فراجع المنتظم لابن الجوزي وغيره (3).
ـــــــــــــــ
(1) الشورى: 23.
(2) البداية والنهاية ج 11 ص 275، والإمام الصادق والمذاهب الأربعة ج 1 ص 94، وبحوث مع أهل السنة والسلفية ص 144/145.
(3) بحوث مع أهل السنة والسلفية ص 145.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
/صفحة 312/
ولعل أعظم محنة، وأشدها نكاية وقعة الكرخ ببغداد، التي أحرق النواصب فيها دور شيعة أهل البيت، وقتلوا ألوف الرجال والأطفال (1). وقد ذكرنا طائفة من النصوص حول هذا الموضوع في كتابنا: صراع الحرية في عصر المفيد، فليراجعه من أراد. ويذكر هنا: أنه في سنة 437 ه‍. وقع بين الشيعة والسنة في بغداد في يوم عاشوراء سوء، " ثم اتفق الفريقان على نهب دور اليهود، وإحراق الكنيسة العتيقة التي لهم " (2). وفي حوادث سنة 442: " اصطلح الروافض والسنة ببغداد، وذهبوا كلهم لزيارة مشهد علي ومشهد الحسين، وترضوا في الكرخ على الصحابة، وترحموا عليهم " (3). ونكتفي هنا بهذا القدر، فإننا لسنا بصدد استقصاء ذلك وتتبعه.
ـــــــــــــــ
(1) البداية والنهاية ج 11 ص 275.
(2) البداية والنهاية ج 12 ص 54.
(3) البداية والنهاية ج 12 ص 61.
= = = = = = = (( انتهى )) = = = = = = = =


صوم يوم عاشوراء

الشيخ محمد هادي اليوسفي
-------------------------------
عـاشـوراء عـلـى وزن فـاعـولاء, مـختومة بالالف الممدودة , وتصح بالالف المقصورة بلاهمزة (عـاشـورى ),
«1» فـهي صفة مؤنثة لليلة العاشرة من الشهر القمري العربي , وغلبت على الليلة الـعـاشـرة من اول الشهور القمرية العربية (المحرم الحرام ), ولذلك لا يوصف بها اليوم , فلا يقال : اليوم العاشوراء, وانما يقال : يوم عاشوراء بنحو الاضافة , بحذف الليلة , والتقدير: يوم ليلة عاشوراء, والموصوف ـ الليلة ـ محذوف .
و لا ريـب في استعمال الكلمة واشتهارها في ليلة العاشر من محرم الحرام , ذكرى شهادة الامام سيد الـشهداء ابي عبد اللّه الحسين بن علي (ع ), وقد نص اللغويون على انها «اسم اسلامي »
«2» , «ولم يعرف في الجاهلية ».«3»

وعليه فكيف نفسر ما جاء في الخبر:
1 ـ عـن عـائشة قالت : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية , وكان رسول اللّه يصومه في الـجـاهـلية , فلما قدم المدينة صامه وامر بصيامه , فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء, فمن شاء صامه ومن شاء تركه .
«4»

2 ـ عـنها قالت : كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية , وكان النبي يصومه , فلماقدم المدينة صـامـه وامر بصيامه , فلما نزل رمضان , كان رمضان الفريضة , وترك عاشوراء, فكان من شاء صامه ومن شاء لم يصمه .
«5»
وكانها عللت صومهم فيه في خبر آخر:
3 ـ عـنها قالت : كانوا يصومون عاشوراء, قبل ان يفرض رمضان , وكان يوما تستر فيه الكعبة , فلما فـرض اللّه رمـضـان , قـال رسـول اللّه :«مـن شـاء ان يـصـومـه فـلـيصمه , ومن شاءان يتركه فليتركه ».
«6»

فـكيف التوفيق بين هذا وبين ما مر من نص اللغويين على ان اسم عاشوراء اسم اسلامي لم يعرف في الـجـاهـلـية ؟ واذا كانوا يصومونه لانه كان يوما تستر فيه الكعبة ,فلماذا اءضيف الى وصف الليلة (عـاشوراء) كما مر؟ ولم تكن الكعبة تستر في الليل طبعا قطعا.

ام هل وصفوا اليوم المذكر بصفة التانيث ؟ فالعجب من العرب كيف غاب عنهم هذا؟ والجاهلية هي عهد ما قبل الاسلام , فاذا كان النبي يصوم يوم عاشوراء في الجاهلية فلماذا تركه بعد الاسلام ؟ فلو كان تركه لمخالفة المشركين فلماذا رجع اليه بعد الهجرة ؟هذا ما روي عن عائشة , وتلك هي التساؤلات التي تفرض نفسها بلا جواب شاف كاف .

وجاء في مجموعة ثانية :
1 ـ عن ابن عباس قال : قدم النبي فراى اليهود تصوم يوم عاشوراء, فقال : «ما هذا»؟قالوا: هذا يوم صـالح , يوم نجى اللّه بني اسرائيل من عدوهم فصامه موسى (ع ).
قال :«انا احق بموسى منكم ». فصامه وامر بصيامه .
«7»

2 ـ عـنـه ان الـنـبـي لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما (يعني يوم عاشوراء), فقالوا:هذا يوم عظيم , وهو يوم نجى اللّه فيه موسى واغرق آل فرعون , فصام موسى شاكراللّه .
فقال : «انا اولى بموسى منهم ». فصامه وامر بصيامه .
«8»

3 ـ عـنه قال : لما قدم النبي المدينة وجد اليهود يصومون عاشوراء, فسئلوا عن ذلك فقالوا: هذا هو اليوم الذي اظهر اللّه فيه موسى وبني اسرائيل على فرعون , ونحن نصومه تعظيما له , فقال رسول اللّه (ص ): «ونحن اولى بموسى منكم » فامر بصومه
«9» .

4 ـ عـنـه قـال : قـدم الـنبي المدينة واليهود تصوم عاشوراء, فقالوا: هذا يوم ظهر فيه موسى على فرعون , فقال النبي لاصحابه : «انتم احق بموسى منهم , فصوموا».
«10»

5 ـ عـنـه قال : لما قدم رسول اللّه المدينة واليهود تصوم عاشوراء, فسالهم , فقالوا: هذااليوم الذي ظهر فيه موسى على فرعون , فقال النبي : «نحن اولى بموسى منهم ».
«11»

6 ـ عـن ابـي مـوسـى الاشـعـري قال : دخل النبي المدينة واذا اناس من اليهود يعظمون عاشوراء ويصومونه , فقال النبي : «نحن احق بصومه ». فامر بصومه .
«12»

7 ـ عنه قال : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا, فقال النبي : «فصوموه انتم ».
«13»

هـذا مـا روي عـن ابن عباس وابي موسى الاشعري , وليس فيه ان اليهود كانوا يسمونه عاشوراء, فـلـعـلـه كان صوم اليهود اذ ذاك موافقا لليوم العاشر من المحرم .
فما واقع الحال عند اليهود قديما واليوم ؟

جـاء فـي دوائر الـمـعـارف الـبـريـطـانـيـة والـفـرنـسية والالمانية , ان احتفال اليهود بنجاة موسى وبني اسرائيل يمتد سبعة ايام , لا يوما واحدا فقط.

امـا صوم اليهود فهو في اليوم العاشر, ولكنه ليس العاشر من المحرم , بل من شهرهم الاول : تشري ويـسمونه يوم كي?ور, اي يوم الكفارة , وهو اليوم الذي تلقى فيه الاسرائيليون اللوح الثاني من الواح الـشـريـعة العشر, ولم يكن ذلك يوم نجاتهم من فرعون , بل بعد نجاتهم من فرعون , وميقات موسى (ع ), وابـتـلائهـم بـعبادة العجل الهالهم , ورجوع موسى من الميقات اليهم , واعلان اشتراط قبول تـوبـتـهم بقتل بعضهم لبعض , وبحصولهم على العفو من رفقائهم , ولذلك فقد خصص اليوم الذي قبل كـيـ?ـوربتبادل العفو فيما بينهم , وخصص يوم كي?ور للصيام والصلاة والتامل , لاعتباره اقدس ايام اليهود.
والتقويم اليهودي المستعمل اليوم عندهم شهوره قمرية , ولذلك فعدد ايام السنة في السنوات العادية 353 او354 او355, ولكنهم جعلوا سنواتهم شمسية بشهور قمرية , ولـذلـك فـلهم سنوات كبيسة , ففي كل سنة كبيسة يضاف شهر بعد آذار الشهر السادس باسم آذار الـثـانـي فـيكون الشهر السابع , ويكون نيسان السابع الشهر الثامن , وعليه تكون ايام السنة الكبيسة 383 او384 او385 يوما.
«14»

هـذا هـو الـتـقـويـم الـيـهودي المستعمل لديهم قديما واليوم , ولم ينقل عنهم اي تقويم غيره .
تلك احـتفالاتهم بنجاتهم من الفراعنة تمتد اسبوعا لا يوما واحدا فقط, وليس لهم فيه يوم صوم ولهم يوم صـوم هو يوم عيد كي?ور العاشر من شهرهم الاول تشري , ولكنه يوم كفارتهم وقبول توبتهم وليس يـوم نـجـاتـهم من الفراعنة .

ولا ننكر وقوع توافق بين تقويمين في زمان ما, ولكنه قد يقع في سنة واحدة فقط بعد عشرات بل مئات السنين ,وعلى فرض وقوع توافق بين يوم كي?ور العاشر من شهر تشري وبين يوم عاشوراءالعاشر من شهر المحرم الحرام , بعد تسعة اشهر من قدوم النبي (ص ) الى الـمـدينة , فلماذالم يذكر يوم كي?ور واءطلق عليه يوم عاشوراء؟ وما وجه اطلاق استحباب صوم يـوم عـاشـوراء العربي الاسلامي عوضا عن عيد كي?ور العبري اليهودي , مع القول بان النبي (ص ) والمسلمون اولى من اليهود بموسى (ع ), مع ان نجاته واياهم لم تكن , لا في عيدكي?ور ولا في يوم عاشوراء.

ويـلاحـظ عـلـى خـبـري ابي موسى الاشعري انه في الاول يقول : واذا اناس من اليهوديعظمون عـاشـوراء ويـصـومـونه , بلا ذكر لوجه تعظيمهم ليوم عاشوراء وصومه , ولا ذكرلوجه احقية المسلمين بصومه .

وفي الثاني يقول : كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا, فقال النبي : «فصوموه انتم », بلاذكر لوجه كـون يوم عاشوراء عيدا عندهم , ولا ذكر لوجه امره (ص ) بصومه , وكانه يقابل بين الامرين : بين صوم المسلمين فيه , وعده اليهود عيدا, دون الاولوية .

ويلاحظ على الخبرين امران آخران ايضا:
الاول : قال في الاول : واذا اناس من اليهود يعظمون عاشوراء, وقال في الثاني : كان يوم عاشوراء تعده الـيـهـود عـيدا, فعلق وصف العيد وتعظيم اليهود على يوم عاشوراء, ولاوجه لذلك , وقد مر نص الـلـغـويين على انه اسم اسلامي لم يعرف في الجاهلية , اي قبل الاسلام , وعليه فكيف عرف اليهود عاشوراء قبل الاسلام ؟

الـثـانـي : انه قال في الثاني : قال النبي : «فصوموه انتم », وقال في الاول : فقال النبي : «نحن احق بصومه ».
فامر بصومه وجوبا ام استحبابا؟ وظاهر الامر الوجوب كما قالوا, وعليه فيخلو الخبر عن ذكر مدى هذا الامر الى متى كان او يكون ؟ وكذلك تخلو منه اخبار ابن عباس .
وذكـرت الـمـدى اخـبـار عـائشة : فلما فرض اللّه رمضان قال رسول اللّه : «من شاء ان يصومه فليصمه , ومن شاء ان يتركه فليتركه ».

وقد ذكروا بلا خلاف ان فرض اللّه صيام شهر رمضان بنزول القرآن الكريم به في منتصف السنة الثانية للهجرة , اي انه لم يكن بين هجرته وبين نزول القرآن بفرض رمضان غير عاشوراء واحدة , واذا كـان قد امر بصيامه مواساة لموسى (ع ) شكرالنجاته , على قول يهود المدينة له بعد هجرته , جـوابا عن سؤاله عن صومهم يوم عاشوراء, اذن فعاشوراء الاولى قد مضت ولم تات الثانية ليصوموا يـومـهـا, حـتـى نـزل الـقرآن بفرض رمضان , فما معنى كانوا يصومون عاشوراء قبل ان يفرض رمـضان ؟وكذلك ما عن عائشة ايضا قالت : كان عاشوراء يصام قبل رمضان , فلما نزل رمضان من شاء صام ومن شاء افطر.
«15»

وعـنـهـا قـالت : كان رسول اللّه امر بصيام عاشوراء, فلما فرض رمضان كان من شاء صام ومن شاء افطر,
«16» وكانه امر بالصيام فقط ولم يصوموه .

وهـناك خبر آخر عن حميد بن عبد الرحمن انه سمع معاوية بن ابي سفيان على منبر يوم عاشوراء عـام حج يقول : يا اهل المدينة , اين علماؤكم ؟ سمعت رسول اللّه يقول : هذايوم عاشوراء, ولم يكتب اللّه عليكم صيامه , وانا صائم , فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر.
«17»

فـهذا يتضمن تنكرا لصيام قريش في الجاهلية , وليصام اليهود كذلك , وينص من اول يوم على الندب والاستحباب دون الوجوب , ولكن يلاحظ عليه امران :
الاول : انه يتضمن اعترافا بعدم علم علماء اهل المدينة بالحديث عن رسول اللّه (ص ).

الثاني : افكان هذا قبل الهجرة ؟ ام بعدها؟ ام بعد فتح مكة ؟ فمتى سمعه معاوية ؟ واذا كان لليهود تقويم عبري يخصهم يختلف تمام الاختلاف عن التاريخ العربي القمري , واذا لم يكن يوم عاشوراء يوم نجاة موسى (ع ) وبني اسرائيل من فرعون , فلايصح ما جاء في بعض كتب الحديث مما نسب الى رسول اللّه (ص ) من اخبار في عاشوراء, تتضمن انه يوم نجاة موسى وبني اسرائيل من الـفـراعـنة , فهو يوم عيدالخلاص , والى جانبه ذكريات اخرى , منها انه يوم خلق الارض والجنة وآدم (ع ), فهوعيد الخلق , وهو يوم نجاة نوح من الغرق , ونجاة ابراهيم من الحرق .
هـذا, وقد روى الشيخ الفقيه ابو جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي , بسنده عـن نـصـر بـن مـزاحـم المنقري ( م 212 ه) عن عمر بن سعد, عن ارطاة بن حبيب , عن فضيل الرسان , عن جبلة المكية قالت : سمعت ميثما التمار (رض ) يقول :واللّه لتقتلن هذه الامة ابن نبيها في الـمحرم لعشر مضين منه , وليتخذن اعداء اللّه ذلك اليوم يوم بركة , وان ذلك لكائن قد سبق في علم اللّه تعالى ذكره .
اعلم بذلك بعهد عهده الى مولاي امير المؤمنين (ع ).
قـالـت جـبـلة : فقلت : يا ميثم , وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين بن علي (ع ) يوم بركة ؟ فبكى ميثم , ثم قال : سيزعمون بحديث يضعونه انه اليوم الذي تاب اللّه فيه على آدم (ع ), وانما تاب اللّه عـلى آدم في ذي الحجة , ويزعمون انه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي , وانما استوت على الجودي يوم الثامن عشر من ذي الحجة , ويـزعـمـون انـه الـيـوم الـذي فـلـق اللّه فـيـه الـبحر لبني اسرائيل , وانما كان ذلك في شهر ربـيـع الاول ,
«18» ويـزعـمـون انـه اليوم الذي قبل اللّه فيه توبة داود.
وانما قبل اللّه توبته في ذي الحجة , ويزعمون انه اليوم الذي اخرج اللّه فيه يونس من بطن الحوت .
وانمااخرجه اللّه من بطن الحوت في ذي القعدة .
ثـم قـال مـيـثم : يا جبلة , اذا نظرت الى الشمس حمراء كانها دم عبيط فاعلمي ان سيدك الحسين قد قتل .
«19»

ثم ان اخبار ابن عباس وابي موسى الاشعري دلت على ان رسول اللّه (ص ) ساله اليهود عن صومهم ذلك اليوم , ثم قال : «انا ـ او نحن ـ او اولى ـ منكم ـ او منهم ـ فصامه وامر بصيامه .
وليس فيها انه افاد من وحي اللّه او من علمه الالهي , اي انه اعتمد على ماقاله اليهود هنا.
وقد قال اللّه تعالى : (لقد كان لكم في رسول اللّه اسوة حسنة ).
«20»

فهنا سؤالان :
اولا: هل يجوز الفقهاء ان نتاسى برسول اللّه (ص ) ـ على زعم هذه الاخبار ـ فنعتمد على نقول اهل الكتاب ـ اليهود والنصارى والمجوس ـ عن انبيائهم ؟

ثانيا: ان نصوص هذه الاخبار تعلل صوم الرسول وامره بصوم ذلك اليوم باننا احق او اولى من اليهود بموسى (ع ), فهو حكم منصوص العلة كما يقول الفقهاء , وقياس الحكم المنصوص على علته يجوزه حتى من لا يجوز سائر اقسام القياس .

فهل يجوز لنا ان ناخذ بقياس هذه العلة المنصوصة هنا فنقول : كل ما كان في الشرائع السابقة فنحن احق او اولى به ان نفعله ؟ عـن مـجلة صوت الاسلام / مؤسسة الامام علي (ع ) / العددالاول / السنة الاولى /محرم الحرام / 1420ه 1999م / بتصرف .


--- هوامش ---


1-راجع مجمع البحرين , مادة عشر.

2-النهاية في غريب الحديث والاثر 3:240.
3-الجمهرة في لغة العرب 4: 212.
4- صحيح البخاري , كتاب الصوم .

5-صحيح البخاري , كتاب تفسير القرآن , سورة البقرة .

6-صحيح البخاري , كتاب الحج , الباب 47.

7-صحيح البخاري , كتاب الصوم : 30.

8-صحيح البخاري , كتاب احاديث الانبياء: 60.

9-صحيح البخاري , كتاب مناقب الانصار, الباب 52.

10-صحيح البخاري , كتاب تفسير القرآن , سورة يونس .

11-صحيح البخاري , كتاب تفسير القرآن , سورة يونس .

12-صحيح البخاري , كتاب مناقب الانصار, الباب 52.

13-صحيح البخاري , كتاب الصوم : 30.

14-دوائرالمعارف البريطانية : الانجليزية والفرنسية والالمانية .

15-صحيح البخاري , كتاب تفسير القرآن , سورة البقرة .

16-صحيح البخاري , كتاب الصوم : 30.

17-صحيح البخاري , كتاب الصوم : 30.

18-و هـذا ينفق مع ظاهر اخبار ابن عباس وابي موسى الاشعري , من انه (ص ) لما قدم المدينة ـ وقـدمـهـا فـي ربـيـع الاول بلا خلاف ـ راى اليهود يصومون اليوم , ويقولون :انه يوم نجاة موسى وبني اسرائيل من فرعون والغرق , لا يوم عاشوراء.

19-امالي الشيخ الصدوق : 110, ط. بيروت .

20-الاحزاب : 21.


= = = = = = = = (( انتهى )) = = = = = = = = =