للمشككين: هل التوسل بالأنبياء والأئمةيقتضي جعلهم في مقابل الله سبحانه ضرورة حتى يمنع؟

مرآة التواريخ

مرآة التواريخ
20 أبريل 2010
379
0
0
بسم الله الرحمن الرحيم

رب اشرح لي صدري

دائماً نسمع من مانعي التوسّل بالمخلوق أن سبب المنع إنما لأن المُتوسـِّل جعل المُـتـَوَسـَّـل به في مقام الله - أعطاه مقاماً يضاهي مقام الله - والعياذ بالله ، فيكون من الشرك !

وتراهم يشحنون ردودهم بآيات وروايات ظاهرها وجوب إفراده سبحانه وتعالى بالدعاء والتوجه وطلب الحاجة و و و و ..دون غيره . فدلّ هذا في حسبانهم أن التوجه لغيره جل وعلاَ إنما هو مخالفة لتلكم الآيات والروايات وبالتالي الوقوع في الشرك ، عياذاً بالله .

لكن نقول - وبغض النظر عن مناقشة معنى الآيات والروايات - :
- هل أن مطلق التوجُّه وطلب الحاجة من غير الله هو شرك به سبحانه وتعالى ، أو فيه تقييدات ؟!


- طبعاً ستأتيك الإجابة بـ "كلا" فليس مطلق التوجّه وطلب الحاجة هو شرك ، وإلا لخالفوا الضروري من حياة البشر ، وأوقعوا جميع الناس في الشرك ، ولا أظنهم سيلتزمون بهذا ..

ولكن هناك تقييدات !

فإن قيل : ما هي تلكم التقييدات ؟!

قالوا : التوسل والطلب والتوجه لغير الله الذي يوقع في الشرك إنما هو فيما لا يقدر عليه إلا الله سبحانه وتعالى .

فإن قلنا لهم : وهل هذه قاعدة كلية ، أم فيها تقييدات ؟!!

قالوا : بل هي قاعدة كلية .

قلنا : حسناً ، فما قولكم في الآيات التي تنص على أن القدرة على الإحياء والإخبار بالمغيبات وغيرها – التي هي من خصائص الله سبحانه وتعالى – قد ادّعاها نبي الله عيسى عليه السلام ؟!

{ وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُم بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم مِّنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُم بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ } [ آل عمران : 49 ]

سيكون جوابهم بعد تلعثم : نعم ، لقد أعطى الله نبي الله عيسى عليه السلام القدرة على الإحياء والإخبار ببعض المغيبات كما نصت عليه الآية الشريفة ، ولكن هي في حدود ، لا كما تطلقونه في أئمتكم وغيرهم
wink.gif
!


قلنا : إذن باعترافكم ، فمثل هذه القدرات التي هي من خصائص الله تعالى قد تكون عند بعض مخلوقاته ، غاية ما هنالك انها في حدود كما تزعمون
smile.gif
!


سيقولون : نعم .

قلنا : إذن رجعنا إلى القيد الذي منعتموه من جهة ، وأضفتم أن هذه القدرة إنما هي مُعطاة لهم من قبل الله ، لا من ذواتهم من جهة ثانية ! فنقضتم الكلية التي بنيتم عليها الحكم بالشرك على من ادّعى في أحد أمراً هو من خصائص الله تعالى بهذه السالبة الجزئية ! غاية ما هنالك انكم تجعلونها في حدود
eplus2.gif
. وأثبتّم ان تلكم القدرات التي هي من خصائص الله كالإحياء والعلم ببعض المغيبات ونحوها ، لا ضير في ادّعائها لأحد مخلوقاته طالما اعتقدنا انها من قبله سبحانه وتعالى
smile.gif
.


نقول : وهل تجد أحداً ممن ادّعاها في الأنبياء أو الأئمة خالف هذا المُعتقد يا قوم ؟!!
414.gif


ضف إلى ذلك : ان اتكائكم على اتساع تلك القدرة وضيقها كما تحاولون الهرب به من إلزامكم بتناقضكم ، لا يؤخر في القضية ولا يُقدِّم ، طالما أثبتم وجودها في أحد المخلوقات
414.gif
! وهو واضح بأقل تأمل !


فإن قلتم : إذن ماذا نفعل بالآيات والروايات التي في ظاهرها وجوب إفراده سبحانه وتعالى بالتوجه والطلب والدعاء ..إلخ ؟!!!

قلنا :
أولاً : لا أحد يلتزم في توجهه للأنبياء والأئمة الدعاء الذي هو بمعنى العبادة .


ثانياً : لا منافاة بين تلكم الآيات وبين جواز بل ندب التوسل ببعض مخلوقاته – الأنبياء والأئمة - ، ذلك لأن التوجّه إليهم في التوسل والطلب هو من باب التوجّه إليه سبحانه وتعالى ، لأنهم الطريق إليه بلا إشكال . فلا تناقض
414.gif
.


فلم يبق لهم إلا التفريق بين المُتوسَّل به الحي والميت ، فيمنعون التوسل بالميت ، ولا يناقشون التوسل بالحي ، لا أقول يرضونه
rolleyes.gif


وهو إشكــال هزيل كأهزل ما يكون لو يعلمون .


ملاحظة :
لم أتعرض للآيات والروايات والآثار روماً للاختصار وتسهيلاً للمطلب .

والحمد لله رب العالمين ،،

وصلي اللهم على محمد وآل محمد ، واكفنا بهم من كل سوء
وارزقنا شفاعتهم .

مساء يوم الجمعة 21 / 11 / 1428 هـ
الموافق 30 نوفمبر 2007 م .

مرآة التواريخ ،،،