الأخوة السنة : إذا أردتم أن تدفنوا في مكان فاضل فلا تتردّدوا !!!!

18 أبريل 2010
30
0
0
بسم الله
السلام عليكم

عقد البخاري في صحيحه باباً عنوانه : ( من أحب الدفن في الأرض المقدسة أو نحوها ) :


حَدَّثَنَا مَحْمُودٌ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ ابْنِ طَاوُسٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أُرْسِلَ مَلَكُ الْمَوْتِ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلَام فَلَمَّا جَاءَهُ صَكَّهُ فَرَجَعَ إِلَى رَبِّهِ فَقَالَ أَرْسَلْتَنِي إِلَى عَبْدٍ لَا يُرِيدُ الْمَوْتَ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ عَيْنَهُ وَقَالَ ارْجِعْ فَقُلْ لَهُ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ مَا غَطَّتْ بِهِ يَدُهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ سَنَةٌ قَالَ أَيْ رَبِّ ثُمَّ مَاذَا قَالَ ثُمَّ الْمَوْتُ قَالَ فَالْآنَ فَسَأَلَ اللَّهَ أَنْ يُدْنِيَهُ مِنْ الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ رَمْيَةً بِحَجَرٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَوْ كُنْتُ ثَمَّ لَأَرَيْتُكُمْ قَبْرَهُ إِلَى جَانِبِ الطَّرِيقِ عِنْدَ الْكَثِيبِ الْأَحْمَرِ
الشرح‏:‏
حديث أبي هريرة ‏"‏ أرسل ملك الموت إلى موسى ‏"‏ الحديث أورده المصنف بطوله من طريق معمر عن ابن طاوس عن أبيه عنه ولم يذكر فيه الرفع، وقد ساقه في أحاديث الأنبياء من هذا الوجه ثم قال‏:‏ وعن معمر عن همام بن منبه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه، وقد ساقه مسلم من طريق معمر بالسندين كذلك‏.‏
وقوله فيه ‏"‏ رمية بحجر ‏"‏ أي قدر رمية حجر، أي أدنني من مكان إلى الأرض المقدسة هذا القدر، أو أدنني إليها حتى يكون بيني وبينها هذا القدر، وهذا الثاني أظهر، وعليه شرح ابن بطال وغيره‏.‏
وأما الأول فهو وإن رجحه بعضهم فليس بجيد إذ لو كان كذلك لطلب الدنو أكثر من ذلك، ويحتمل أن يكون القدر الذي كان بينه وبين أول الأرض المقدسة كان قدر رمية فلذلك طلبها، لكن حكى ابن بطال عن غيره أن الحكمة في أنه لم يطلب دخولها ليعمى موضع قبره لئلا تعبده الجهال من ملته انتهى‏.‏
ويحتمل أن يكون سر ذلك أن الله لما منع بنى إسرائيل من دخول بيت المقدس وتركهم في التيه أربعين سنة إلى أن أفناهم الموت فلم يدخل الأرض المقدسة مع يوشع إلا أولادهم، ولم يدخلها معه أحد ممن امتنع أولا أن يدخلها كما سيأتي شرح ذلك في أحاديث الأنبياء ومات هرون ثم موسى عليهما السلام قبل فتح الأرض المقدسة على الصحيح كما سيأتي واضحا أيضا، فكأن موسى لما لم يتهيأ له دخولها لغلبة الجبارين عليها ولا يمكن نبشه بعد ذلك لينقل إليها طلب القرب منها لأن ما قارب الشيء يعطى حكمه، وقيل إنما طلب موسى الدنو لأن النبي يدفن حيث يموت ولا ينقل، وفيه نظر لأن موسى قد نقل يوسف عليهما السلام معه لما خرج من مصر كما سيأتي ذلك في ترجمته إن شاء الله تعالى، وهذا كله بناء على الاحتمال الثاني والله أعلم‏.‏
واختلف في جواز نقل الميت من بلد إلى بلد، فقيل‏:‏ يكره لما فيه من تأخير دفنه وتعريضه لهتك حرمته، وقيل يستحب، والأولى تنزيل ذلك على حالتين‏:‏ فالمنع حيث لم يكن هناك غرض راجح كالدفن في البقاع الفاضلة، وتختلف الكراهة في ذلك فقد تبلغ التحريم، والاستحباب حيث يكون ذلك بقرب مكان فاضل كما نص الشافعي على استحباب نقل الميت إلى الأرض الفاضلة كمكة وغيرها‏.
http://www.al-eman.com/hadeeth/viewc...12&CID=150#s12

****************************

التعليق :

1- إن الدفن في الأماكن الفاضلة مستحب شرعاً ، وهذا ما يتوافق مع ما يقوله مذهب أهل البيت عليهم السلام .

2- لا شك أن المسلم السنّي الذي يعتقد بعدالة الصحابة أكتعين أبتعين يرى أنه لو دفن بجنب صحابي فإنه يرى الشرف في ذلك والفضل الكبير لمجاورته .

3- لا شك أن المدينة المنورة النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والقدس والخليل ودمشق ومؤتة وغيرها من الأماكن الفاضلة قد حوت في ترابها الأنبياء والصحابة ، مثل النبي محمد صلى الله عليه وآله والنبي إبراهيم عليه السلام والإمام علي عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام والإمام الحسن عليه السلام وغيرهم كثير ممن ثبت أن تربتهم طاهرة وفاضلة .

4- إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا التفريق بين الزيارة والدفن لتلك الأماكن الفاضلة ، إذ كما أن الدفن مستحب في هذه الأماكن الفاضلة ، كذلك فإن زيارة تلك الأماكن بهذه المثابة .

5- لا شك إذا اعتبرنا ان هذه الأماكن فاضلة ، فلا بد من توفير جميع المستلزمات لتعليم الناس حقيقة هذه الأماكن الشريفة والفاضلة حتى يعمروها لتكون قابلة لأن تكون مورداً للدفن ، وأما إذا أهملناها وحاولنا طمس حقيقتها الناصعة وألقينا الشبهات تلو الشبهات من أجل إبعاد الناس عنها بحجة الشرك فإن هذا يعني كتمان للحقيقة والعلم والبينات .

6- لا عبرة بهذه التشكيكات التي يقول بها البعض من أن بعض الأماكن الثابت كونها فاضلة ليست حقيقية وإنما هي مجرد أضرحة ، كما في كلام بعض الوهابية من أن قبر أمير المؤمنين عليه السلام ليس في النجف الأشرف ، وإنما هو في بلد آخر لا أدري أين هو هل هو أندونيسيا أو أفغانستان !!!! وذلك لأن هذه الأماكن ثابتة النسبة على نحو التواتر والإجماع العملي ( التسالم ) .

6- غضضنا النظر عن قضية ما في الحديث الذي ساقه البخاري من نسبة اللطم إلى موسى عليه السلام لملك الموت !!!!! ، إذ كان غرضنا فقط ما تقدم أعلاه .

أخوكم ملائكة الغيب الهاشمي البحراني .