يعفور .. ومفهوم الصحابة

18 أبريل 2010
21
0
0
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حسن حسان لا يستطيع أن يفرق بين البحث العلمي ولوازمه العلمية وبين الكلام الساقط، لذلك يمكن أن تتبادل عنده الأوصاف، فيمكن أن يصف البحث العلمي بالسقوط ويمكن أن يصف البحث الساقط بالعلمي، وهذا ليس عجيبا و إنما هو مصداق البشارة التي حدثت أمس.

الآن أتوجه إلى حسن حسان وأقول له:

يا حسن حسان لا تتجاسر وتذهب بعيدا.

فأنا كنت ارأف بك وبما أنت مصاب به من داء الكآبة الذي تعرفه ونعرفه جميعا. وليس من المنطقي أن لا تفهم قدَرك وتحاور أهل الإختصاص بما لا تفهم مطلقا . وكل هذه السخرية التي سخر بها المحاورون منك إنما أتت بسببك، لأنك تجيب عن السؤال الشرقي بالجواب الغربي. وبشكل فعلا يدعو للسخرية.

ونعتذر من أنفسنا إذا أسأنا إليها بهذه السخريات، ولكن أنى تكون الإساءة لشخص لا يفهم: لمَ السخرية؟ وهو يضع نفسه فيها.

فأنت لم تثبت أبدا أنك فهمت الإشكال في نبوة السخلة، وكيف هو ملزم لمن يقول بنسخ التلاوة للآيات المزعومة في الرضاع والرجم، مع انه يقول أن نسخ التلاوة هو من الله بواسطة رسوله، بينما كان الواسطة الفعلية هي الداجن.

فلم تثبت لنا أي قدرة على شعرة من الفهم و أخذت تنزل مقولات تحسبها شتائم وهي مضحكة، فمن جهةٍ لا علاقة لها بالموضوع أولا (فأنت اطرش في العرس). وثانيا توقيت تحرشك، وثالثا مع من تتحارش، ورابعا أن كل ما تنزله يمكن مناقشته بسهولة وتفشيلك وخزيك فيها. فنؤشر لك ولا تفهم.

فما دمت عبقريا هكذا.

فاستلم مني الآن تفصيل مقامك الكريم.

وعليك أن تثبت لنا علميتك وواقعيتك وفهمك وعدم خروجك عن الموضوع . إن كنت تعرف معاني هذه الكلمات.

و على نفسها جنت براقش.

وسوف أقوم بسلسلة من الأبحاث معك، لكشف مستواك العلمي و أهليتك في الدخول في حوار من غير اختصاصك.

وليس أمامك إلا الفضيحة ولن أسمح لك أن تفلت مني أبدا إلا بالهروب وهو خير وسيلة لك.

و أنا الآن سأبدأ معك ببحوث ترفيهية أولا ثم أدخل معك على الثقيل.

وسوف لن أتجنى عليك أبدا و إنما ابحث معك ما أنت طرحته أولا.

وغير مسموح لك أن تهرب من الموضوع إلى إنزال ما يدل على زيادة نقص في العقل وخزعبلات جديدة . فأنت تطلب أن نجاريك في علمك الراقي. وها نحن نفعل. ولننتهي من قضية قضية.

سوف أبدأ بموضوعك وتحديك لنا في مسألة حمار رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعفور.

والآن ابحث معك هذا الموضوع ولو تهربت منه بطرقك المعهودة فلا تلومن إلا نفسك، وسوف تجعل من نفسك سخرية بحيث يستحي قومك من اسمك، و أنا اقصد ما أقول فإن لم تصدّق قولي، فهذا يدل على محدوديتك الفضيعة. والتجربة خير برهان.


موضوع يعفور:

يا حسن حسان..... يبدو أنك فقط تستلم ما يبعث لك، وتنزله بلا فهم أو معرفة، ومن دون تحقق! ... فقد أجاب الأخوة في عدة أماكن عن هذا الموضوع بضعف الطريق وعدم أهميته وهذا الجواب وحده كاف.

وعندما تريد فرضه علينا فنحن نعرف هذا الأسلوب وهو حين يشكل أحد عليكم بما هو متواتر تطعنون بالحديث المتواتر إلى درجة يبدو أن لا حديث صحيح في الإسلام. ولكن حين تريدون أن تشكلون تأتون بأضعف الأحاديث وأقلها قيمة وتطبلون وتزمرون. وطبعا مع التزوير والتحوير وقلة العقل والأدب مع الله ورسوله وصحبه الكرام وعلماء الإسلام. وتتحول إلى شخص لا يعرف إلا التباكي على من كفره علماء المسلمين .

فلا أريد أن ابحث لك طرق الحديث فهذا تكليف لك بما لا يطاق. ولكن احب أن ادردش معك في الحديث نفسه.

يا أخي وجدنا هذا الحديث في الكتب ونحن الآن نريد أن ندرسه ونحقق فيه.

وهنا قبل كل شيء تتولد عندنا أسئلة يجب أن تجيبنا عليها حتى نقبل سخريتك من موضوع يعفور، بما لا ندري ما هو. ولا ندري ما تريد غير التسخيف والسخرية على أمر لم يستقر عندنا حتى تسخفنا عليه.

السؤالان هما :

السؤال الأول:

أريد منك حسب التعريف السني (للصحابي) أن تثبت لي بالدليل القاطع أن الحمار يعفور ليس صحابيا عندكم، وكذا بغلة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليست صاحبية، وأنهم ليسوا عدولا عندكم.

السؤال الثاني:

أريد أن تثبت لي أن الحيوانات لا رواية لها معترف بها شرعا. واستحالة الأخذ برواية الحيوان. شرعا وعقلا.





وعند الانتهاء من الإجابة على هذين السؤالين نشرع في تكملة موضوع يعفور. وقيمته العلمية.

وبما أنك تكتب أكثر مما تقرأ فقد لا يتهيأ لك أن تطلّع جيدا على الموضوع فسأعطيك إشارات لهذه الأجوبة واغششك في الامتحان. حيث يمكنك أن تنطلق في البحث عن الموضوع.

فللتسهيل عليك، فهذه هي الإضاءات في الموضوع:

تعريف الصحابي عندكم : هو من رأى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومات مسلما.

نأتي إلى يعفور: فهو له عينين ترى كما لا يخفى على من يبصر.

وهو ممن أسلم لله ولرسوله أمره وتابع النبي و أطاعه في أمره. وعلى اقل تقدير فهو ليس إنسانا كفورا بل هو ممن لم يخرج عن طاعة الله فهم مسلم لله فيصدق عليه قوله تعالى : ( وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ)( آل عمران: من الآية83).

وهذا المعنى مؤيد بكون الخلائق يسجدون لله بما فيها الدواب . وهناك الكثير من العموميات وقد وردت فيها بعض النصوص.

(وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً) الرعد 15

قوله: {ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة} النحل 49

ومن هذا قوله: "وإن من شيء إلا يسبح بحمده" [الإسراء: 44]



الجامع لأحكام القرآن، للإمام القرطبي : الجزء 4

عن مجاهد عن ابن عباس قال: إذا استصعبت دابة أحدكم أو كانت شموسا فليقرأ في أذنها هذه الآية: "أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها" إلى آخر الآية.

الجزء 10 من الطبعة.
سورة النحل.
وقيل: أراد "ولله يسجد من في السماوات" من الملائكة والشمس والقمر والنجوم والرياح والسحاب، "وما في الأرض من دابة" وتسجد ملائكة الأرض. "وهم لا يستكبرون" عن عبادة ربهم.

الدر المنثور في التفسير بالمأثور. للإمام جلال الدين السيوطي : المجلد الثاني. سورة آل عمران مدنية وآياتها مائتان نزلت بعد الأنفال *.
التفسير.
واخرج الطبراني في الأوسط عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من ساء خلقه من الرقيق والدواب والصبيان فاقرأوا في أذنه {أفغير دين الله يبغون}.
وأخرج ابن السني في عمل يوم وليلة عن يونس بن عبيد قال: ليس رجل يكون على دابة صعبة فيقرأ في أذنها {أفغير دين الله يبغون وله أسلم} الآية. إلا ذلت له بإذن الله عز وجل.‏

مختصر تفسير ابن كثير. اختصار الصابوني المجلد الأول. سورة آل عمران.

(( الذي له أسلم من في السموات والأرض)، أي استسلم له من فيهما طوعاً وكرهاً، كما قال تعالى: {وللّه يسجد من في السموات والأرض طوعاً وكرهاً} وقال تعالى: {وللّه يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون}


فلا شك في إسلام يعفور الخاص والعام بالتسليم بالطاعة لرسول الله ولرب العالمين. فقد انطبق تعريفكم عليه بلا شك.

وهذا يعني بكل تأكيد بأن يعفور عندكم من الصحابة. وهو عدل إذن لِما يقوله ابن الصلاح في مقدمته.

مقدمة ابن الصلاح في علوم الحديث، ابن الصلاح النوع التاسع: معرفة المرسل.

(والجهالة بالصحابي غير قادحة، لأن الصحابة كلهم عدول، والله أعلم.)

فهذه الإضاءة في السؤال الأول وإذا كان عندك توجيه علمي آخر فاعرضه علينا لنرى رأينا فيه. وليتك تجد لنا ما يخرج يعفور عن الصحابة عندكم.


وأما الإضاءة في السؤال الثاني :


فلا يحتاج إلا أن انقل لك وقوع الرواية من الحيوانات وتصديق الأنبياء لها والعمل على أساسها بل زالت حضارة كاملة على أساس رواية حيوان كصحابيكم يعفور رضي الله عنه عندكم . وذلك من بعض الآيات القرآنية . ولا تنسى أن الوقوع أدل دليل على الإمكان. وإذا أعوزك الفهم يا حبيبي فاطلب ذلك فسنشرح لك الآيات بما يشرح صدرك.

وهذه هي الآيات:



( وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ {20} لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّه أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُّبِينٍ {21} فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَال أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ {22}) النمل

وهذه الآية تدل على صحبة الهدهد وروايته موقوفا عليه وتصديقه والعمل بما هو موقوف عليه. وهذا غاية في الوثاقة.

( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ {18} فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِّن قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ {19}) النمل

وهذه الآية صريحة في إخبار النملة وتصديق الرسول لها وتبسمه من قولها.

وأنا في انتظار أجوبتك العلمية على أن يعفور ليس صحابيا عندكم بالدليل القاطع. وان رواية الحيوان غير مقبولة عندكم بالدليل القاطع.

و أتحداك أن تثبت بأن يعفور ليس صحابيا عندكم. و أنت تهزأ من الصحابة وترد على صحابيا ثقة عندكم وتكفر به، وكما تعلم أن الكفر بالصحابي كفر بالإسلام حسب منامات الفول عندك.

وبعد ذلك لكل حادث حديث .

ولا تفكر بإنزال مقطوعة سحرية من هنا وهناك فسنسخر بك عندها ونقول هكذا تنطح السخال. فالسؤال عن صحابية يعفور وأنت تأتينا بقضية أخرى. وهذا هو سلوك السخلة... فإذا كنت غير مهتد بهديها فإياك أن تسلك مسلكها.

مع تحيات

المنار